تقول احدى الاخوات في رسالتها:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
مشكلتي أني منذ 12 سنة انقطعت عن ربي، وما صليت، والصوم كنت أصومه بس متقطع، كنت عايشة في حياة يائسة، مع أني أبي الله يرحمه كان رجلا صالحاً، ومات وهو يذكر الله، وما قصر في تربيتنا.
وما أعرف ليه أنا تايهة، وللعلم أنا أعاني من مرض نفسي من قبل وفات والدي، لكن بدأت العلاج بعد وفاة الوالد، نتيجة الانهيار الذي حصل لي، وكنت أيامها في الـ 15 من العمر، وبعد المرض صار الناس يفكرون أني مجنونة رغم تفوقي في الدراسة.
بس سؤال في ذهني: إذا كنت من طفولتي انكتب لي البعد عن الله والمرض، أيش (ما) فائدتي في الحياة؟. حاولت انتحر، لكن المصيبة أهلي بعد آخر مرة توسلوا إلي، أني ما أكررها. ليه العذاب اللي أعيشه؟
دائما الله سبحانه معي، بس أنا ما قادرة أصلي، ولا قادرة أصوم، كأن قلبي حجر، وهذا الشعور ولد في الحقد والكراهية للناس حتى أهلي؛ لأنهم السبب في إصابتي بالمرض النفسي.
فقد كان عندنا بالبيت طباخ، وكان يتظاهر أنه يحبني مثل بنته لكنه كان يتحرش بي بطريقة مقززة، وكنت أخاف منه، وكان عمري 7 سنوات، دمر لي حياتي لكن في النهاية انتقم الله منه لما حملت منه الشغالة، وسفروه بلاده مثل الكلب.
لكن الحين يا شيخ أريد أعرف كيف أكفر عن ذنوبي، وكيف بالنسبة للصوم؟، وهل الله يغفر لي ذنوبي مع أنها الفاحشة والبعد عن الله؟ وكيف؟ أنقذني الله يخليك.
وأنا نايمه جاءني صوت من السماء يناديني أن ذنوبي زادت، والله يريد مني أتوب. الله يخليك يا شيخ أغثني قبل ما أقابل ربي وأنا "مذنوبة".
فكان الرد عليها :
أهلا وسهلا بك، زادك الله يقينا وثباتا على الحق، واحمدي الله عز وجل أن جعلك ابنة رجل صالح سبقك إلى الله رب العالمين؛ فالله -عز وجل- يحفظ الابن في الدنيا كرامة لأبيه الصالح، ألم تسمعي قصة اليتيمين اللذين أرسل الله الخضر ليقيم جدارا على الكنز حتى يكبرا ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك.
وكان جوابه على سيدنا موسى: {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ}؛ فكوني واثقة في ربك ولا تعطي للشيطان فرصة ليبعدك عنه، واحرصي على أن تسيري في طريق الصلاح مثل أبيك حتى تلحقي به كما أخبر سبحانه وتعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ}.
واسمحي لي أختي أن أتناول استشارتك في ضوء المحاور التالية:
أولا- بين مرضك النفسي وبعدك عن الله:
اعلمي أختي أن الأمراض تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
ولنا في نبي الله أيوب العبرة والعظة الذي ما زاده ألمه ومرضه إلا قربا من الله وتضرعا إليه؛ فكان الجزاء أن كشف الله ما به من ضر وآتاه أهله ومثلهم معهم، وقد قص لنا القرآن قصته فقال: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لأُولِي الألْبَابِ * وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلاَ تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِّعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ}.
وما نزل القرآن بهذه القصص إلا لتكون لنا هاديا على الطريق وسراجا ينير لنا حالك الظلمات؛ فانظري أختي فيما أصابك من ضر وقارنيه بما أصاب نبي الله أيوب أو بما يصيب الكثيرين من الناس يوميا، وانظري إلى تقبلك لهذه الابتلاء، وإلى تقبلهم هم له، واقتدي بهم حتى تنالي أجرهم.
أقول لك هذه الكلام أختي لأنني لاحظت في كلامك نظرة تشاؤمية وتصورا خاطئا عن علاقة الإنسان بربه؛ فأنت تظنين أن مجرد إصابتك بهذه المرض النفسي مسوغ للبعد عن الله؛ بل الأخطر من ذلك أنك ترين أن هذه البعد هو قدر كتبه الله عليك منذ طفولتك، وكأنك تبررين لنفسك ما أنت فيه.
والعجيب أن تصل بك الأمور إلى أن تحاولي الانتحار، ثم تصفين توسل أهلك لك بعدم تكرار ذلك بأنه "مصيبة"!! إن المصيبة هي التي كنت ستفعلينها؛ فأي مصيبة بعد أن يقتل الإنسان نفسه يأسا وقنوطا؟!.
أختاه احمدي الله عز وجل أن نجاك من هذه المصيبة، واعلمي أن ما عليك الآن إلا أن تحرصي على التداوي الطبي والنفسي والاستعانة بالعلاج الإيماني حتى يفرج الله عنك ما أنت فيه. واعلمي أن أي تقصير منك في هذا التداوي ستحاسبين عليه أمام الله.
ثانيا- هل يكتب الله على عباده العصيان؟
اعلمي أختي أن الله عز وجل قد حرم الظلم على نفسه؛ فهو أعدل العادلين وأرحم الراحمين، ومن كمال عدله أنه خلق الإنسان ومهد له سبيل الخير وأوجد سبيل الشر، وجعل الإنسان مهيأ ليختار أي الطريقين يسلك {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَينِ}، ورتب على هذه الاختيار الجزاء، ومن كمال رحمته عز وجل أن أرسل الرسل ليأخذوا
بأيدي الناس إلى طريق الخير ويوضحوا لهم الوسائل المعينة على الاستمرار فيها، وبعد الرسل جاء الدعاة والعلماء ليقوموا بهذا الدور.
وقد أكد القرآن الكريم على هذه المعنى في بعض آياته، منها قوله تعالى: {وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}. فالإيمان والكفر متوقفان على مشيئة الإنسان واختياره؛ حتى يستأهل الجزاء المترتب عليهما.
وقد عاب القرآن على المشركين الذين سوغوا لأنفسهم المعصية، ونسبوها لله عز وجل؛ حيث قال تعالى: {وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}.
فلا تعطي لنفسك المبرر للاستمرار في البعد عن الله بحجة أن هذا قدرك المكتوب عليك، ولكن اعلمي أن من الميزات التي تميزت بها النفس البشرية عن البهيمية هي القابلية للتغيير، وفي إرسال الله الرسل للناس خير دليل على ذلك؛ فلا تكبلي نفسك بسلاسل الماضي ولكن كسري هذه الأغلال واجعلي من حطامها وقودا يدفعك في طريق العودة لله رب العالمين.
ثالثا- الطباخ الذئب وحالتك:
ونأتي إلى التجربة القاسية التي جعلتِها السبب فيما أصابك من أمراض نفسية، وهي تجربة الطباخ الذئب وتحرشه بك وأنت في السابعة من عمرك؛ فنقول: إنك ليس لك ذنب فيما فعله هذا الشخص، وقد مرت هذه الفترة بمرارتها وقساوتها عليك منذ زمن؛ فلماذا تقفين عندها كثيرا وتجعلينها عائقا في طريقك؟.
عليك أن تحمدي الله عز وجل أن لم يصبك أذى مستمر من هذه الرجل، وأن تنسي ما حدث منه، خاصة أن الله عز وجل فضحه وانتقم منه في الدنيا أمام أعينكم.
ولكن ما حدث معك يحتاج إلى وقفات طويلة من ذوي الأسر والعائلات التي تعتمد على الخدم والطباخين والمربين، غير مراعين للضوابط التي حددها الشرع في التعامل؛ فكثيرا ما نجد زوجة تشكو زوجها الذي ضبطته مع الخادمة، أو الزوج الذي ضبط زوجته مع الخادم، أو الأب أو الأم الذي ضبط ابنه مع الخادمة أو بنته مع الخادم، وهكذا حتى أصبح الخدم في بعض البيوت يريحون مخدوميهم من تعب العمل في المنزل، ولكنهم يرهقونهم بمشاكلهم وفضائحهم.
وإزاء هذا الأمر لا بد على رب الأسرة الذي تلجئه الظروف لاستقدام الخدم من مراعاة الضوابط التالية:
1- أن يكون هذا الخادم مسلما؛ فلا يأمن غير المسلم على بيته وعرضه وأهله.
2- أن يكون معروفا بالخلق الحسن والأمانة العالية، وأن يستوثق من ذلك بنفسه قبل أن يتعاقد معه، أو عن طريق من يثق فيهم.
3- مراعاة الضوابط الإسلامية العامة في التعامل معه من عدم الخلوة أو الاطلاع على عورات أهل البيت؛ فبعض الناس لا يراعون أن هذا شخص له غريزته وشهوته.
4- المراقبة المستمرة من رب البيت لتصرفات الخادم ،وما يطرأ عليها من تغيرات.
5- أن تكون له أعمال معينة يقوم بها؛ بحيث لا يؤثر وجوده على دور الأب والأم في البيت؛ فغياب دورهما له عواقبه الوخيمة وآثاره المدمرة.
6- أن يُعامل معاملةَ حسنةَ؛ فهو قبل أن يكون خادما هو إنسان له مشاعره وحقوقه، والمعاملة الحسنة تكون دافعا له لإصلاحه وحرصه على البيت الذي يعمل فيه.
كانت هذه أختي بعض الوقفات على هامش استشارتك مع موضوع الخدم لما له من أهمية في حياتنا، وأنت إن شاء الله ستكونين ربة بيت في المستقبل ويهمك معرفة هذه الأمور، وإن كنت أرجح ألا تلجئي لهذا الأمر وأن تقومي على أمورك بنفسك.
رابعا- على أعتاب التوبة:
أختاه تقولين بأنك انقطعت عن ربك منذ اثني عشر عاما، وأنا أظن أنها فترة التكليف بالنسبة لك في الإسلام، والآن بدأت تفوقين وتشعرين ببعدك عن الله وتريدين العودة إليه والتكفير عن تقصيرك وتتساءلين: "وهل الله يغفر لي ذنوبي مع أنها الفاحشة والبعد عن الله؟ وكيف؟".
أقول لك يا ابنة الرجل الصالح: نعم سيغفر الله كل ذنوبك وفاحشتك وبعدك عنه، إن وجد فيك صدقا في التوبة والعودة له، أقول لك ذلك بكل ثقة ويقين؛ لأن هذا وعد الله عز وجل، اسمعي إليه سبحانه وتعالى وهو يقول: {إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَّشَاءُ}.
واسمعي إليه سبحانه وتعالى في هذا التودد الرفيق الشفيق لعباده العصاة وهو الغني عنهم: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ}.
ألا تدركين فرح الله بك وبعودتك إليه وحرصه على أن يقابلك بأفضل مما جئته به؟ اسمعي إليه في الحديث القدسي وهو يقول: "أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني؛ فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة" (صحيح البخاري).
فما أرحمه وأرأفه من رب كريم، حريص علينا وهو غني عنا، يقابل تقربنا إليه شبرا بتقربه إلينا ذراعا، وتقربنا ذراعا بتقربه باعا، ويقابل مشينا إليه هرولة إلينا؟!.
أختاه، أنت الآن تقفين على أعتاب التوبة والعودة لله عز وجل، وهذا الفترة تحتاج منك لبعض الأمور التي تعينك على الثبات وتجاوز الأعتاب إلى داخل الأبواب؛ أبواب الرحمة والمغفرة، وهذه بشرى طيبة لك؛ فقد أثر في جدا ما ختمت به رسالتك "أنقذني الله يخليك. وأنا نايمة جاني صوت من السماء يناديني أن ذنوبي زادت، والله يريد مني أتوب، الله يخليك يا شيخ أنقذني قبل ما أقابل ربي وأنا مذنوبة".
فالله يريد منك أن تتوبي وأن تريدين أن تتوبي؛ فما المانع إذن؟ إن باب الله مفتوح دائما، وعفوه ممدود، وغفرانه مبسوط؛ فسارعي وانهلي من هذا الخير؛ فالفرصة ما زالت قائمة.
وإليك بعض هذه النصائح التي أسأل الله أن تكون معية لك على عودتك:
احرصي على الأخذ بكل الأسباب المادية الممكنة لعلاج نفسك من المرض النفسي الذي أصابك؛ فهذا مكمن الداء.
حاولي أن تغيري من تصورك عن الدين وعن العلاقة بالله عز وجل، وأكثري من القراءة في كتب الرقائق التي تعرف العبد بعفو ربه وواسع مغفرته وسابغ عطائه.
ابدئي الآن وخذي العهد على نفسك أن تعودي لعباداتك وتحرصي على المحافظة عليها، وابدئي بالأولى فالأولى؛ فقومي الآن وتوضئي، وصلي آخر صلاة مرت عليك، وعاهدي نفسك على المحافظة عليها، واعلمي أن العهد بين المرء والكفر هو ترك الصلاة.
غيري المنظار الذي تنظرين به للحياة؛ فدعك من هذه السوداوية التي تتغلب عليك؛ فالجوانب المشرقة في الحياة كثيرة، ونعم الله لا تعد ولا تحصى؛ فلا نترك الفرصة لشيء واحد سلبي ليهدم كل هذه الإيجابيات.
لا تعممي مشاعرك على كل الناس؛ فلا داعي لكراهية كل الناس بما فيهم أهلك بسبب خطأ من ذئب بشري فقد ضميره وأخلاقه، وثقي أن الكون كما فيه ذئاب مفترسة فإن فيه حملانا وادعة.
احرصي على أن تكوني دائما وسط صحبة صالحة ممن تثقين فيهن، ولا تعطي لنفسك الفرصة للخلوة والتفكير في ماض انتهى وانتهى ما فيه من مآس وأحزان.
أنصحك بقراءة كتاب: "جدد حياتك" للشيخ محمد الغزالي، وكتاب "لا تحزن" للشيخ عائض القرني.
أخرجي نفسك من شرنقة الماضي إلى سعة الحاضر؛ فهذا الماضي صُنع لك دون إرادة منك، ولكن بيدك الآن أن تصنعي حاضرك أنت كما تريدين؛ فانظري فيما تجيدين من أنشطة وانغمسي في المجتمع حولك؛ ليستفيد منك وتستفيدي منه.
تقولين بأنك تخافين أن تقابلي الله وأنت "مذنوبة"، وهذا إحساس رائع يدل على الصدق مع النفس، ولكن أحدنا لا يدري متى سيقابل ربه؛ فالموت يأتي بغتةَ؛ فكوني من الآن وفي جميع حالاتك على استعداد كامل لمقابلة ربك في أي وقت، واختاري الطريقة التي تريدين أن تقابليه -عز وجل- بها.
أكثري من الدعاء والتضرع لله واطلبي من أخواتك أن يدعون لك بان يفرج الله ما بك، وأن يردك إليه مردا جميلا.
وفي النهاية أسأل الله عز وجل أن يرزقك حسن التعرف عليه والعودة إليه، وأن يرزقك زوجا صالحا يعينك على أمر دينك ودنياك. وتابعينا بأخبارك.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
مشكلتي أني منذ 12 سنة انقطعت عن ربي، وما صليت، والصوم كنت أصومه بس متقطع، كنت عايشة في حياة يائسة، مع أني أبي الله يرحمه كان رجلا صالحاً، ومات وهو يذكر الله، وما قصر في تربيتنا.
وما أعرف ليه أنا تايهة، وللعلم أنا أعاني من مرض نفسي من قبل وفات والدي، لكن بدأت العلاج بعد وفاة الوالد، نتيجة الانهيار الذي حصل لي، وكنت أيامها في الـ 15 من العمر، وبعد المرض صار الناس يفكرون أني مجنونة رغم تفوقي في الدراسة.
بس سؤال في ذهني: إذا كنت من طفولتي انكتب لي البعد عن الله والمرض، أيش (ما) فائدتي في الحياة؟. حاولت انتحر، لكن المصيبة أهلي بعد آخر مرة توسلوا إلي، أني ما أكررها. ليه العذاب اللي أعيشه؟
دائما الله سبحانه معي، بس أنا ما قادرة أصلي، ولا قادرة أصوم، كأن قلبي حجر، وهذا الشعور ولد في الحقد والكراهية للناس حتى أهلي؛ لأنهم السبب في إصابتي بالمرض النفسي.
فقد كان عندنا بالبيت طباخ، وكان يتظاهر أنه يحبني مثل بنته لكنه كان يتحرش بي بطريقة مقززة، وكنت أخاف منه، وكان عمري 7 سنوات، دمر لي حياتي لكن في النهاية انتقم الله منه لما حملت منه الشغالة، وسفروه بلاده مثل الكلب.
لكن الحين يا شيخ أريد أعرف كيف أكفر عن ذنوبي، وكيف بالنسبة للصوم؟، وهل الله يغفر لي ذنوبي مع أنها الفاحشة والبعد عن الله؟ وكيف؟ أنقذني الله يخليك.
وأنا نايمه جاءني صوت من السماء يناديني أن ذنوبي زادت، والله يريد مني أتوب. الله يخليك يا شيخ أغثني قبل ما أقابل ربي وأنا "مذنوبة".
فكان الرد عليها :
أهلا وسهلا بك، زادك الله يقينا وثباتا على الحق، واحمدي الله عز وجل أن جعلك ابنة رجل صالح سبقك إلى الله رب العالمين؛ فالله -عز وجل- يحفظ الابن في الدنيا كرامة لأبيه الصالح، ألم تسمعي قصة اليتيمين اللذين أرسل الله الخضر ليقيم جدارا على الكنز حتى يكبرا ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك.
وكان جوابه على سيدنا موسى: {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ}؛ فكوني واثقة في ربك ولا تعطي للشيطان فرصة ليبعدك عنه، واحرصي على أن تسيري في طريق الصلاح مثل أبيك حتى تلحقي به كما أخبر سبحانه وتعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ}.
واسمحي لي أختي أن أتناول استشارتك في ضوء المحاور التالية:
أولا- بين مرضك النفسي وبعدك عن الله:
اعلمي أختي أن الأمراض تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
- أمراض الجسد، وهذه يكون علاجها عن الأطباء المتخصصين.
- أمراض القلوب، وهذه يكون علاجها عند الدعاة والعلماء الذين يتلمسون العلاج في كتاب الله تعالى وسنة رسوله -صلوات الله وسلامه عليه- وسيرة صحابته وتابعيهم.
- أمراض نفسية، و قد تنتج عن بعض المواقف والتجارب السيئة في حياة الأفراد، وهذه يكون علاجها عند الأطباء النفسيين.
ولنا في نبي الله أيوب العبرة والعظة الذي ما زاده ألمه ومرضه إلا قربا من الله وتضرعا إليه؛ فكان الجزاء أن كشف الله ما به من ضر وآتاه أهله ومثلهم معهم، وقد قص لنا القرآن قصته فقال: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لأُولِي الألْبَابِ * وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلاَ تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِّعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ}.
وما نزل القرآن بهذه القصص إلا لتكون لنا هاديا على الطريق وسراجا ينير لنا حالك الظلمات؛ فانظري أختي فيما أصابك من ضر وقارنيه بما أصاب نبي الله أيوب أو بما يصيب الكثيرين من الناس يوميا، وانظري إلى تقبلك لهذه الابتلاء، وإلى تقبلهم هم له، واقتدي بهم حتى تنالي أجرهم.
أقول لك هذه الكلام أختي لأنني لاحظت في كلامك نظرة تشاؤمية وتصورا خاطئا عن علاقة الإنسان بربه؛ فأنت تظنين أن مجرد إصابتك بهذه المرض النفسي مسوغ للبعد عن الله؛ بل الأخطر من ذلك أنك ترين أن هذه البعد هو قدر كتبه الله عليك منذ طفولتك، وكأنك تبررين لنفسك ما أنت فيه.
والعجيب أن تصل بك الأمور إلى أن تحاولي الانتحار، ثم تصفين توسل أهلك لك بعدم تكرار ذلك بأنه "مصيبة"!! إن المصيبة هي التي كنت ستفعلينها؛ فأي مصيبة بعد أن يقتل الإنسان نفسه يأسا وقنوطا؟!.
أختاه احمدي الله عز وجل أن نجاك من هذه المصيبة، واعلمي أن ما عليك الآن إلا أن تحرصي على التداوي الطبي والنفسي والاستعانة بالعلاج الإيماني حتى يفرج الله عنك ما أنت فيه. واعلمي أن أي تقصير منك في هذا التداوي ستحاسبين عليه أمام الله.
ثانيا- هل يكتب الله على عباده العصيان؟
اعلمي أختي أن الله عز وجل قد حرم الظلم على نفسه؛ فهو أعدل العادلين وأرحم الراحمين، ومن كمال عدله أنه خلق الإنسان ومهد له سبيل الخير وأوجد سبيل الشر، وجعل الإنسان مهيأ ليختار أي الطريقين يسلك {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَينِ}، ورتب على هذه الاختيار الجزاء، ومن كمال رحمته عز وجل أن أرسل الرسل ليأخذوا
بأيدي الناس إلى طريق الخير ويوضحوا لهم الوسائل المعينة على الاستمرار فيها، وبعد الرسل جاء الدعاة والعلماء ليقوموا بهذا الدور.
وقد أكد القرآن الكريم على هذه المعنى في بعض آياته، منها قوله تعالى: {وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}. فالإيمان والكفر متوقفان على مشيئة الإنسان واختياره؛ حتى يستأهل الجزاء المترتب عليهما.
وقد عاب القرآن على المشركين الذين سوغوا لأنفسهم المعصية، ونسبوها لله عز وجل؛ حيث قال تعالى: {وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}.
فلا تعطي لنفسك المبرر للاستمرار في البعد عن الله بحجة أن هذا قدرك المكتوب عليك، ولكن اعلمي أن من الميزات التي تميزت بها النفس البشرية عن البهيمية هي القابلية للتغيير، وفي إرسال الله الرسل للناس خير دليل على ذلك؛ فلا تكبلي نفسك بسلاسل الماضي ولكن كسري هذه الأغلال واجعلي من حطامها وقودا يدفعك في طريق العودة لله رب العالمين.
ثالثا- الطباخ الذئب وحالتك:
ونأتي إلى التجربة القاسية التي جعلتِها السبب فيما أصابك من أمراض نفسية، وهي تجربة الطباخ الذئب وتحرشه بك وأنت في السابعة من عمرك؛ فنقول: إنك ليس لك ذنب فيما فعله هذا الشخص، وقد مرت هذه الفترة بمرارتها وقساوتها عليك منذ زمن؛ فلماذا تقفين عندها كثيرا وتجعلينها عائقا في طريقك؟.
عليك أن تحمدي الله عز وجل أن لم يصبك أذى مستمر من هذه الرجل، وأن تنسي ما حدث منه، خاصة أن الله عز وجل فضحه وانتقم منه في الدنيا أمام أعينكم.
ولكن ما حدث معك يحتاج إلى وقفات طويلة من ذوي الأسر والعائلات التي تعتمد على الخدم والطباخين والمربين، غير مراعين للضوابط التي حددها الشرع في التعامل؛ فكثيرا ما نجد زوجة تشكو زوجها الذي ضبطته مع الخادمة، أو الزوج الذي ضبط زوجته مع الخادم، أو الأب أو الأم الذي ضبط ابنه مع الخادمة أو بنته مع الخادم، وهكذا حتى أصبح الخدم في بعض البيوت يريحون مخدوميهم من تعب العمل في المنزل، ولكنهم يرهقونهم بمشاكلهم وفضائحهم.
وإزاء هذا الأمر لا بد على رب الأسرة الذي تلجئه الظروف لاستقدام الخدم من مراعاة الضوابط التالية:
1- أن يكون هذا الخادم مسلما؛ فلا يأمن غير المسلم على بيته وعرضه وأهله.
2- أن يكون معروفا بالخلق الحسن والأمانة العالية، وأن يستوثق من ذلك بنفسه قبل أن يتعاقد معه، أو عن طريق من يثق فيهم.
3- مراعاة الضوابط الإسلامية العامة في التعامل معه من عدم الخلوة أو الاطلاع على عورات أهل البيت؛ فبعض الناس لا يراعون أن هذا شخص له غريزته وشهوته.
4- المراقبة المستمرة من رب البيت لتصرفات الخادم ،وما يطرأ عليها من تغيرات.
5- أن تكون له أعمال معينة يقوم بها؛ بحيث لا يؤثر وجوده على دور الأب والأم في البيت؛ فغياب دورهما له عواقبه الوخيمة وآثاره المدمرة.
6- أن يُعامل معاملةَ حسنةَ؛ فهو قبل أن يكون خادما هو إنسان له مشاعره وحقوقه، والمعاملة الحسنة تكون دافعا له لإصلاحه وحرصه على البيت الذي يعمل فيه.
كانت هذه أختي بعض الوقفات على هامش استشارتك مع موضوع الخدم لما له من أهمية في حياتنا، وأنت إن شاء الله ستكونين ربة بيت في المستقبل ويهمك معرفة هذه الأمور، وإن كنت أرجح ألا تلجئي لهذا الأمر وأن تقومي على أمورك بنفسك.
رابعا- على أعتاب التوبة:
أختاه تقولين بأنك انقطعت عن ربك منذ اثني عشر عاما، وأنا أظن أنها فترة التكليف بالنسبة لك في الإسلام، والآن بدأت تفوقين وتشعرين ببعدك عن الله وتريدين العودة إليه والتكفير عن تقصيرك وتتساءلين: "وهل الله يغفر لي ذنوبي مع أنها الفاحشة والبعد عن الله؟ وكيف؟".
أقول لك يا ابنة الرجل الصالح: نعم سيغفر الله كل ذنوبك وفاحشتك وبعدك عنه، إن وجد فيك صدقا في التوبة والعودة له، أقول لك ذلك بكل ثقة ويقين؛ لأن هذا وعد الله عز وجل، اسمعي إليه سبحانه وتعالى وهو يقول: {إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَّشَاءُ}.
واسمعي إليه سبحانه وتعالى في هذا التودد الرفيق الشفيق لعباده العصاة وهو الغني عنهم: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ}.
ألا تدركين فرح الله بك وبعودتك إليه وحرصه على أن يقابلك بأفضل مما جئته به؟ اسمعي إليه في الحديث القدسي وهو يقول: "أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني؛ فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة" (صحيح البخاري).
فما أرحمه وأرأفه من رب كريم، حريص علينا وهو غني عنا، يقابل تقربنا إليه شبرا بتقربه إلينا ذراعا، وتقربنا ذراعا بتقربه باعا، ويقابل مشينا إليه هرولة إلينا؟!.
أختاه، أنت الآن تقفين على أعتاب التوبة والعودة لله عز وجل، وهذا الفترة تحتاج منك لبعض الأمور التي تعينك على الثبات وتجاوز الأعتاب إلى داخل الأبواب؛ أبواب الرحمة والمغفرة، وهذه بشرى طيبة لك؛ فقد أثر في جدا ما ختمت به رسالتك "أنقذني الله يخليك. وأنا نايمة جاني صوت من السماء يناديني أن ذنوبي زادت، والله يريد مني أتوب، الله يخليك يا شيخ أنقذني قبل ما أقابل ربي وأنا مذنوبة".
فالله يريد منك أن تتوبي وأن تريدين أن تتوبي؛ فما المانع إذن؟ إن باب الله مفتوح دائما، وعفوه ممدود، وغفرانه مبسوط؛ فسارعي وانهلي من هذا الخير؛ فالفرصة ما زالت قائمة.
وإليك بعض هذه النصائح التي أسأل الله أن تكون معية لك على عودتك:
احرصي على الأخذ بكل الأسباب المادية الممكنة لعلاج نفسك من المرض النفسي الذي أصابك؛ فهذا مكمن الداء.
حاولي أن تغيري من تصورك عن الدين وعن العلاقة بالله عز وجل، وأكثري من القراءة في كتب الرقائق التي تعرف العبد بعفو ربه وواسع مغفرته وسابغ عطائه.
ابدئي الآن وخذي العهد على نفسك أن تعودي لعباداتك وتحرصي على المحافظة عليها، وابدئي بالأولى فالأولى؛ فقومي الآن وتوضئي، وصلي آخر صلاة مرت عليك، وعاهدي نفسك على المحافظة عليها، واعلمي أن العهد بين المرء والكفر هو ترك الصلاة.
غيري المنظار الذي تنظرين به للحياة؛ فدعك من هذه السوداوية التي تتغلب عليك؛ فالجوانب المشرقة في الحياة كثيرة، ونعم الله لا تعد ولا تحصى؛ فلا نترك الفرصة لشيء واحد سلبي ليهدم كل هذه الإيجابيات.
لا تعممي مشاعرك على كل الناس؛ فلا داعي لكراهية كل الناس بما فيهم أهلك بسبب خطأ من ذئب بشري فقد ضميره وأخلاقه، وثقي أن الكون كما فيه ذئاب مفترسة فإن فيه حملانا وادعة.
احرصي على أن تكوني دائما وسط صحبة صالحة ممن تثقين فيهن، ولا تعطي لنفسك الفرصة للخلوة والتفكير في ماض انتهى وانتهى ما فيه من مآس وأحزان.
أنصحك بقراءة كتاب: "جدد حياتك" للشيخ محمد الغزالي، وكتاب "لا تحزن" للشيخ عائض القرني.
أخرجي نفسك من شرنقة الماضي إلى سعة الحاضر؛ فهذا الماضي صُنع لك دون إرادة منك، ولكن بيدك الآن أن تصنعي حاضرك أنت كما تريدين؛ فانظري فيما تجيدين من أنشطة وانغمسي في المجتمع حولك؛ ليستفيد منك وتستفيدي منه.
تقولين بأنك تخافين أن تقابلي الله وأنت "مذنوبة"، وهذا إحساس رائع يدل على الصدق مع النفس، ولكن أحدنا لا يدري متى سيقابل ربه؛ فالموت يأتي بغتةَ؛ فكوني من الآن وفي جميع حالاتك على استعداد كامل لمقابلة ربك في أي وقت، واختاري الطريقة التي تريدين أن تقابليه -عز وجل- بها.
أكثري من الدعاء والتضرع لله واطلبي من أخواتك أن يدعون لك بان يفرج الله ما بك، وأن يردك إليه مردا جميلا.
وفي النهاية أسأل الله عز وجل أن يرزقك حسن التعرف عليه والعودة إليه، وأن يرزقك زوجا صالحا يعينك على أمر دينك ودنياك. وتابعينا بأخبارك.