بثيــــنة 19
:: عضو فعّال ::
المبحث الأول: أفكارهالاجتماعية
المطلب الأول: حياته ومؤلفاته
المطلب الثاني: التضامن الاجتماعيعند دوركايم
المطلب الثالث: الظاهرة الاجتماعية عند دوركايم
المبحث الثاني: الانتحار
المطلب الأول: أسباب الانتحار
المطلب الثاني: الظاهرةالدينية
المطلب الثالث: المجتمع والضمير الجمعي
المبحث الثالث: منهج البحثعند دوركايم *
المطلب الأول: كيفية التحليل المنهجي
المطلب الثاني: الانتقادات التي وجهت لدوركايم
الخاتمة.
الـمـقـدمـة:
يتضمن الفكرة الاجتماعية عند دور كايم عواملعدة حيث يعتبر البيئة الاجتماعية الإنسانية هي الصلات الروحية الوثيقة و المحددةبخواص تخضع هذه البيئة الاجتماعية لبعض الأسباب الاجتماعية ، فعلم الاجتماع عند دوركايم هو علم يختص بدراسة المجتمعات حيث يماثل الظاهرة الاجتماعية بالظاهرة العضويةأي يحذو حذو بعض الذين يجارون العلوم الطبيعية وتطبيق نفس المناهج العلمية علىالعلوم الاجتماعية ..لكن هذه الخصوصية تبقى محل تردد وتحفظ من قبل العديد منالمختصين الاجتماعيين... وفي هذا السياق قد تأثر دور كايم بالمجتمع الفرنسي نظرا ماأمكنه من اكتساب مساحات التي أتيحت لهذا المجتمع من الحرية الفكرية والمعرفةالواسعة ...كما تأثر أيضا بفلاسفة عصر التنوير أمثال " سان سيمون ومونتيسكيو وجانجاك روسو" فضلا عن إطلاعه عن أفكار بعض المفكرين الألمانيين من أمثال: فاجنرو شمولروفونت ، هذا وظل يؤثر التضامن في حياته كلها وفي فكره الاجتماعي الداعي إلى روحالتضامن بدل من الصراع المتصل ...
المبحث الأول: أفكارهالاجتماعية:
المطلب الأول: حياته ومؤلفاته:
يعد دوركايم أحد رواد علمالاجتماع وقد ساهم في تأسيسه ضمن المدرسة الفرنسية لعلم الاجتماع.
بعد الفكرالأول لهذا المعلم أجست كونت حيث ولد دوركايم13/04/1858 في مدينة ايبينال بمقاطعةاللورين من أسرة يهودية اتصل بالجامعة ونال شهادة الدكتوراه حول موضوع- تقسيم العملالاجتماعي الذي نشر عام 1893 ّومن أهم مؤلفاته تقسيم العمل الاجتماعي – قواعد منهجفي علم الاجتماع – الانتحار- التصنيف البدائي والإشكال الأولية للحياةالدينية.
المطلب الثاني: التضامنالاجتماعي
ساهم هذاالرائد في كثير من الأعمال العلمية و الاجتماعية إذ تظهر جهوده في دراسته لظاهرةتقسيم العمل.
وقد صنف دوركايم التضامن الاجتماعي إلىنوعين:
1- التضامن الآلي: ويتميز هذا النوع من التضامن بالبساطة والسذاجة أحيانا حيث انه غير مركب وغير مميز وغير خاضع لمبدأ توزيعالعمل.
2-التضامن العضوي: ونلاحظ على هذا النوع أنه يتميز بالتعقيد وله مميزاتفي الوظائف،ويخضع لمعيار مبدأ تقسيم العمل،وتقدر فيه توزيع الوظائف على الجماعات والأفراد بالإضافة إلى تميزه بزيادة التحصص ويكون هذا النوع عنصرا أساسيا في الحياةالاجتماعية ويسود عموما داخل الوسط الاجتماعي الذي يطغى عليه هذا النوع سلطةالقانون و احتكام الجميع إلى مبادئ القانون بمعنى أن حياة الناس تتجه إلى التنظيمالرسمي وتساير صلاحيات السلطات بين مختلف الأدوار الاجتماعية في مفهوم التنظيموتدرجه.
المطلب الثالث: الظاهرة الاجتماعية عند دوركايم .
صنف دور كايم الظاهرة الاجتماعية على أنها ضرب من السلوك ثابتا كان أوغير ثابت. ويمكن أن يباشر نوعا من الضغط الخارجي على الأفراد، كما يعتبر كل سلوكيعم في المجتمع بعمومه.
وبهذه المميزات يمكن أن نحدد خصائصهذه الظاهرة في النقاط التالية (1):
1-أنها جماعية أي أنها تختص بسلوكوبنية الجماعة وليس الفرد وتظهر هذه الظاهرة في السلوكيات الجماعية ذات اتساق وانسجام، ولها أبعاد منهجية تختص بعلم الاجتماع عنده وهي علم الجماعة وليس علمالأفراد وبذلك يميزه عن علم النفس.
2- الالتزام: ويكون بمعنى حالة القهر و الجبرالتي يمارسها السلوك الجماعي كظاهرة اجتماعية على الأفراد وانتقال التقليد والسلوكالاجتماعي بما يسمى العدوى الاجتماعية.
3-الطابع الإنساني: هذه الخاصية تميزهحيث أن الظاهرة الاجتماعية تتعلق بالمجتمع الإنساني دون غيره من المجتمعات الأخرىكما يتميز منهجها الذي يختص بالبحث الاجتماعي الإنساني عن غيره من البحوث و المناهجالتي تختص عن بقية المناهج البحثية الأخرى.
4-التلقائية: وتشكل هنا الظاهرةالاجتماعية حالة تلقائية وطبيعية لوجود الحياة الاجتماعية وعادة التفاعل الاجتماعيبين أفراد المجتمع.
5-الترابط: ويكمن في الظاهرة الاجتماعية الترابط أي أنعناصرها تترابط ترابطا عضويا ووظيفيا وعموما فالظاهرة الاجتماعية تشتق بين المظاهرالجمعية-المعتقدات، الممارسات الجمعية.ويمكن التعرف عليها بواسطة القوة القاهرةالتي تمارسها على الأفراد والمتجسدة في أنماط السلوك.
المبحث الثاني: الانتحار
يعطيدوركايم أهمية كبرى لظاهرة الانتحار ويعدها ظاهرة اجتماعية ويحللها من خلال كتابهالانتحاروقد حدد معناها حيث وجد صعوبة في منهجية هذه الحالة وهي تشير إلى الموتالذي يرجع بصورة مباشرة وغير مباشرة إلى فعل إيجابي أو سلبي قام به الشخص المنتحر .
إضافة إلى تعريف آخر حيث يذكر(كل حالات الموت التي تكون نتيجة مباشرة أو غيرمباشرة إلى فعل إيجابي أو سلبي قام به المنتحر نفسه. وهو يعلم أنه سيؤدي إلى هذهالنتيجةوينقسم حسبه إلى أربعة أنواع:
أ- الانتحارالأناني: ويعتبر هذا النوع هو ناتج عن الفردية المفرطة و التي تقود الناس إلىارتكاب الانتحار.
ب- الانتحار الاثاري: وهو نوع من الانتحار يؤدي إلى حالةالاندماج الكلي لشخصية الفرد وحاجاته في الجماعة أو الأسرة .التي تؤدي إلى فقدانشخصيته ومن ثم الإقدام على الانتحار.
ج-الانتحاراللامعياري:هو النوع الذي يؤديإلى حالة فقدان البيئة الاجتماعية لقيمة المعايير الضابطة لسلوك الفرد ،فالضعفالمعياري للبيئة الاجتماعية يدفع بالفرد إلى ظاهرة الأقدام على الانتحار .معنىفقدان نشاط الفرد للتنظيم ففقدان المعايير التي تضبطه وتنظمه أي وجود بيئة اجتماعيةغير منظمة واقرب إلى حالة الفوضى .
د- الانتحار القدري: وهو نوع عكس الذي سبقه ،إذ يشير إلى حالة التنظيم المفرط والقيود المتشددة التي تنتج الانتحار ففي نظره أنالأفراد يقدموا على وضع حد لحياتهم بسبب شعورهم بضياع مستقبلهم بلا شفقة بعدمااصطدمت مشاعرهم بعنف المعاملة القاسية، فضلا عن الأنظمة القهرية.
المطلب الأول: أسباب الانتحار
أعطى دوركايم خلاصة لأسبابالانتحار بعد تحليله للظاهرة ومنها :
1ّ-الزواج المبكرغالبا ما يؤدي إلىالانتحار خاصة بين صنف الرجال.
2ّ- يقل الميل إلى الانتحار إبتداءا من سنالعشرين للمتزوجين من الجنسين عنه من غير المتزوجين.
3ّ- تزداد نسبة الانتحاربين غير المتزوجين من الجنسين منها بين المتزوجين.
4ّ- تقل نسبة الانتحار بينالنساء عنها بين الرجال.
5ّ- تقل نسبة الانتحار بين النساء غير المتزوجات عنهابين الرجال وذلك لأنه في نظره الرجل يستفيد من الزواج أكثر من المرأة.
6ّ- تقلنسبة الانتحار بين الأرامل عنها بين المتزوجات .
7ّ- تقل نسبة الانتحار بينالمتزوجين الذين لديهم أطفال عنها بين المتزوجين الذين ليس لديهم أطفال.
8ّ- تقلنسبة الانتحار بين الأرامل الذين لديهم أطفال عنها بين من لا يوجد لديهمأطفال.
9ّ- تقل نسبة الانتحار بين الأرامل اللواتي لديهم أطفال عنها بينالمتزوجات اللواتي ليس لديهن أطفال.
10ّ- تقل نسبة الانتحار كلما زاد حجمالأسرة.
11ّ- تقل نسبة الانتحار في فترات الاضطراب السياسي و الحروب.
المطلب الثاني: الظاهرة الدينية
في كتابه الأشكال الأوليةللحياة الدينية صاغ دوركايم أفكاره عن الظاهرة الدينية و حللها من خلال مناقشة فكرةكيفية ممارسة الأفراد للمعتقدات و الطقوس الدينية للسيطرة على بعضهم البعض.
ويلاحظ أن الصفة المميزة للدين هي تقسيم العالم إلى مملكتين المملكة الأولى تتضمن كلما هو مقدس وروحي و المملكة الثانية تحتوي على كل ما هو مدنس
ويعرف دوركايمالدين بأنه " نسق موحد من المعتقدات و الممارسات تتحد في مجتمع أخلاقي واحد و فريديسمى الكنيسة ويضم كل الذين يرتبطون به".
ما يؤخذ على تحليله الاجتماعي للظاهرةالدينية هو أنه عالجها من خلال تحليل حالة دينية مختلفة من قبل البشر عبر العادة والتقليد والوهم البشري اللاسماوية، مما يعطيه نتائج لا تتطابق كثيرا مع الظاهرةالقائمة الأكثر عموما في المجتمع الفرنسي حيث أن هناك أديان سماوية لها قواعدها فيتفسير الأسباب و الأشياء ، وتقسيم المواقف الدينية الغيبية والشاهدة بالرغم منالتناقضات التي تعيشها الديانتين المسيحية واليهودية والتحريفات التي تخللت مضامينمعتقداتهما و تقاليدهما.
المطلب الثالث: المجتمع و الضميرالجمعي
يرى دور كايم في خصوصية المجتمع على أنه مجموعة من العلاقاتوالروابط الاجتماعية تعمل على ظهور توقعات حول أنماط السلوك ... والمجتمع بالنسبةلدور كايم هو نسق منظم يعمل على التوافق والتكيف وأهم صفة مميزة له هو التوازن حيثيشير أن المجتمعات تكون ثابتة ومنظمة إلى أن يقع حدث أو تغير آخر وعندما يحدث تغيريعمل المجتمع على التكيف مع الموقف الجديد لكي تقم عملية بناء التوازن وهذه الفكرةقائمة على افتراض أن المجتمع هو بمثابة كائن حي .(2)
و يكرس هنا دور كايم مصطلحجديد يسميه الضمير الجمعي وقد أورد هذا المصطلح في كتابه "تقسيم العمل " حيث يعرفهذا المصطلح على انه المجموع الكلي للمعتقدات و العواطف العامة بين اغلب عناصرالمجتمع ، و التي تشكل في رأيه نسقا له طابع متميز و يكتسب هذا الضمير العام واقعاملموسا ، فهو يدوم خلال الزمن و يدعم الروابط بين الأجيال ...
و بمعنى أنالمجتمع يعيش في داخل ضميرنا و من منظور إميل دور كايم فان الضمير الجمعي هو تعبيرعن فكرة الجماعة في المجتمع (3)
المبحث الثالث : منهج البحث عند دوركايم
المبحث الثالث : منهج البحث عند دوركايم
المطلب الأول: كيفية التحليل المنهجي
ينظر دور كايم إلى المنهجعلى انه مجموعة من المبادئ والقواعد لدراسة و تحليل الظواهر الاجتماعية وهي تتلخص فيما يلي :
1 – يجب ملاحظة الظواهر الاجتماعية علىأنها أشياء، بمعنى التعامل مع الظواهر الاجتماعية دون التأثر بأفكار سابقة و إنماتحلل كما هي موجودة، فمنهجية تحليل الظواهر الاجتماعية تقتضي من الباحث في علمالاجتماع التحرر بصفة مطردة من كل فكرة سابقة.
2- على الباحث في علم الاجتماعتعريف الظواهر الاجتماعية التي هو بصدد دراستها حتى يعلم بها الناس ، إذ لا يستطيعالباحث أن يحلل ظاهرة ما دون الإحاطة بمعانيها كما ينبغي على الباحث أن يقف منذالبداية على الخواص الأكثر ظهورا أي الظواهر الاجتماعية ، و الآلية المنهجية التيتساعد على الوصول إلى تحديد الخواص الجوهرية للظاهرة هي الاعتماد على الخواصالخارجية التي تمكنه من الاهتداء إلى الجوهر و عمق المسالة .
3- إنه من الواجبحصر البحث في طائفة من الظواهر الاجتماعية و يتم على أثرها تعميم البحث على جميعالظواهر الاجتماعية التي لها نفس الخصائص وتتحقق فيها الشروط اللازمة.(المسألة فيهاتحفظ)
4- يجب على الباحث في علم الاجتماع عند شروعه في بحث و تحليل الظاهرةالاجتماعية أن يبذل جهده في ملاحظة هذه الظواهر من الناحية التي تبدو فيها مستقلةعن مظاهرها الفردية.
3- علم الاجتماع الرواد والنظريات ... د. مصباح عامر... دارالأمة.
المطلب الثاني: الانتقادات التي وجهتلدوركايم
ومن خلال تحليل أفكاره حول التحليل الاجتماعي للظواهرالاجتماعية ومنهجه الذي تعتريه بعض العيوب التي تحفظ إزاءها بعض المحللينومن بين هذه النقاط التالية:
الاعتبار الأول الذي يؤخذ فيهذه الوجهة أن دوركايم ناقش هذه القضية -
أي ظاهر الدين من منظور معاداته للدين . وليس كما هي موجودة في الواقع ,إذ لا يمكن تقسيم الظاهرة التي قام بها دوركايمعلى جميع الظواهر المتشابهة ...وكان يفترض أن يدرس الظاهرة الدينية في جميعتجلياتها الاجتماعية كما هي موجودة في الواقع الاجتماعي ويترك للموضوعية وحدها فرضنتائج البحث أنى كانت , مما يجعل نتائج التحليل الاجتماعي تتمتع بالشروط العلميةذات المصداقية والقابلية للتقييم.
- تأكيد على الخاصية الجمعية للظاهرةالاجتماعية لا يؤخذ على إطلاقه وإلا كان ناقصا للواقع مما يجعله مضطرا لوضعالتحفظات حول حدود التحديدات الاصطلاحية للمفاهيم الاجتماعية. حيث أن بعض السلوكياتالاجتماعية مصدرها الفرد ثم تبدأ تقل تدريجيا في الجماعية.
- يلاحظ أن فكرةالضمير الجمعي تلغي أي دور للفرد وتهدد حريته كما أنه لا يستطيع تفسير السلوكلأعضاء المجتمع إذ أنه لا يمكن اعتبار المجتمع مصدر السلوك لان الفرد سابق الوجودعن المجتمع فكيف يكون الفرع أصل الأصل.
- كما يؤخذ عليه من الناحية المنهجيةفبالنسبة للضوابط التي وضعها في دراسة الظواهر الاجتماعية الموضوعية هي ضوابطمثالية إذ لا يمكن أن يتخلص أي باحث من ذاتيته وأفكاره المسبقة . والصعوبة في هذهالحالة هي مشكلة الموضوعية... والتحدث عن الموضوعية يعني التقليل من تدخلالاعتبارات الذاتية في نتائج البحث.
- إن تقسيمه لأنواع الانتحار هو تقسيممتضارب تعوزه الأدلة الواقعية ومناقض للبحوث العلمية لان على سبيل المثال سلوكالإيثار ينتج الراحة النفسية وليس السلوك الانتحاري.وألا لكان أول الناس بالانتحارحاتم الطائي – كريم العرب – والأم قريزا – قديسة مسيحية –
الخاتمة:
يسعى دوركايم إلى إبعاد علم الاجتماع كبقية بعضالمفكرين الاجتماعيين عن الفلسفة وهي القطيعة التي أحدثها قبله رجال الفكر أمثالتوما الاكويني وكوبرينيك و غليلي ,في حين أن شغفه يتطلع إلى الفلسفة الوضعية التيخاض فيها أوجست كونت أشواطا . وقد طرح دوركايم العديد من الأسئلة في حين بقيتالإجابة غائبة نظرا لكثرة التناقضات التي وقع فيها ولم يفسر بعض الاستفهاماتالاجتماعية كتقديمه للمجتمع على الفرد وانتقاله من التضامن الآلي إلى التضامنالعضوي بدون أي صيغة ايجابية تهدف إلى توضيح أو تفسير الظاهرة...من جهة أخرى ينسبلنفسه اعتبارات الفرد سابقا للمجتمع بالتأكيد ملاحظة أكد عليها ابن خلدون قبلهويستشف من خلال القراءات المتعددة لمضامين فكره نجده متأثرا بالفكر الماركسي في كلمن الوجود الاجتماعي والوعي الاجتماعي في الأنساق الاجتماعي عموما ...
الهوامش:
1 -علم الاجتماع الروادوالنظريات... د. مصباح عامر. دارا لأمة
2 -مدخل علم الاجتماع- صالح شروخ... دارالشروق للنشر والتوزيع
3 -علم الاجتماع الرواد والنظريات ... د. مصباح عامر... دار الأمة
مراجع البحث:
علم الاجتماع . الرواد والنظريات، د. مصباح عامر – دارالامة.
مدخل في علم الاجتماع، صلاح الدينشروح - دار العلوم للنشر والتوزيع.
مقدمة في علم الاجتماع. إبراهيم عثمان – دارالشروق للنشر والتوزيع.
المطلب الأول: حياته ومؤلفاته
المطلب الثاني: التضامن الاجتماعيعند دوركايم
المطلب الثالث: الظاهرة الاجتماعية عند دوركايم
المبحث الثاني: الانتحار
المطلب الأول: أسباب الانتحار
المطلب الثاني: الظاهرةالدينية
المطلب الثالث: المجتمع والضمير الجمعي
المبحث الثالث: منهج البحثعند دوركايم *
المطلب الأول: كيفية التحليل المنهجي
المطلب الثاني: الانتقادات التي وجهت لدوركايم
الخاتمة.
الـمـقـدمـة:
يتضمن الفكرة الاجتماعية عند دور كايم عواملعدة حيث يعتبر البيئة الاجتماعية الإنسانية هي الصلات الروحية الوثيقة و المحددةبخواص تخضع هذه البيئة الاجتماعية لبعض الأسباب الاجتماعية ، فعلم الاجتماع عند دوركايم هو علم يختص بدراسة المجتمعات حيث يماثل الظاهرة الاجتماعية بالظاهرة العضويةأي يحذو حذو بعض الذين يجارون العلوم الطبيعية وتطبيق نفس المناهج العلمية علىالعلوم الاجتماعية ..لكن هذه الخصوصية تبقى محل تردد وتحفظ من قبل العديد منالمختصين الاجتماعيين... وفي هذا السياق قد تأثر دور كايم بالمجتمع الفرنسي نظرا ماأمكنه من اكتساب مساحات التي أتيحت لهذا المجتمع من الحرية الفكرية والمعرفةالواسعة ...كما تأثر أيضا بفلاسفة عصر التنوير أمثال " سان سيمون ومونتيسكيو وجانجاك روسو" فضلا عن إطلاعه عن أفكار بعض المفكرين الألمانيين من أمثال: فاجنرو شمولروفونت ، هذا وظل يؤثر التضامن في حياته كلها وفي فكره الاجتماعي الداعي إلى روحالتضامن بدل من الصراع المتصل ...
المبحث الأول: أفكارهالاجتماعية:
المطلب الأول: حياته ومؤلفاته:
يعد دوركايم أحد رواد علمالاجتماع وقد ساهم في تأسيسه ضمن المدرسة الفرنسية لعلم الاجتماع.
بعد الفكرالأول لهذا المعلم أجست كونت حيث ولد دوركايم13/04/1858 في مدينة ايبينال بمقاطعةاللورين من أسرة يهودية اتصل بالجامعة ونال شهادة الدكتوراه حول موضوع- تقسيم العملالاجتماعي الذي نشر عام 1893 ّومن أهم مؤلفاته تقسيم العمل الاجتماعي – قواعد منهجفي علم الاجتماع – الانتحار- التصنيف البدائي والإشكال الأولية للحياةالدينية.
المطلب الثاني: التضامنالاجتماعي
ساهم هذاالرائد في كثير من الأعمال العلمية و الاجتماعية إذ تظهر جهوده في دراسته لظاهرةتقسيم العمل.
وقد صنف دوركايم التضامن الاجتماعي إلىنوعين:
1- التضامن الآلي: ويتميز هذا النوع من التضامن بالبساطة والسذاجة أحيانا حيث انه غير مركب وغير مميز وغير خاضع لمبدأ توزيعالعمل.
2-التضامن العضوي: ونلاحظ على هذا النوع أنه يتميز بالتعقيد وله مميزاتفي الوظائف،ويخضع لمعيار مبدأ تقسيم العمل،وتقدر فيه توزيع الوظائف على الجماعات والأفراد بالإضافة إلى تميزه بزيادة التحصص ويكون هذا النوع عنصرا أساسيا في الحياةالاجتماعية ويسود عموما داخل الوسط الاجتماعي الذي يطغى عليه هذا النوع سلطةالقانون و احتكام الجميع إلى مبادئ القانون بمعنى أن حياة الناس تتجه إلى التنظيمالرسمي وتساير صلاحيات السلطات بين مختلف الأدوار الاجتماعية في مفهوم التنظيموتدرجه.
المطلب الثالث: الظاهرة الاجتماعية عند دوركايم .
صنف دور كايم الظاهرة الاجتماعية على أنها ضرب من السلوك ثابتا كان أوغير ثابت. ويمكن أن يباشر نوعا من الضغط الخارجي على الأفراد، كما يعتبر كل سلوكيعم في المجتمع بعمومه.
وبهذه المميزات يمكن أن نحدد خصائصهذه الظاهرة في النقاط التالية (1):
1-أنها جماعية أي أنها تختص بسلوكوبنية الجماعة وليس الفرد وتظهر هذه الظاهرة في السلوكيات الجماعية ذات اتساق وانسجام، ولها أبعاد منهجية تختص بعلم الاجتماع عنده وهي علم الجماعة وليس علمالأفراد وبذلك يميزه عن علم النفس.
2- الالتزام: ويكون بمعنى حالة القهر و الجبرالتي يمارسها السلوك الجماعي كظاهرة اجتماعية على الأفراد وانتقال التقليد والسلوكالاجتماعي بما يسمى العدوى الاجتماعية.
3-الطابع الإنساني: هذه الخاصية تميزهحيث أن الظاهرة الاجتماعية تتعلق بالمجتمع الإنساني دون غيره من المجتمعات الأخرىكما يتميز منهجها الذي يختص بالبحث الاجتماعي الإنساني عن غيره من البحوث و المناهجالتي تختص عن بقية المناهج البحثية الأخرى.
4-التلقائية: وتشكل هنا الظاهرةالاجتماعية حالة تلقائية وطبيعية لوجود الحياة الاجتماعية وعادة التفاعل الاجتماعيبين أفراد المجتمع.
5-الترابط: ويكمن في الظاهرة الاجتماعية الترابط أي أنعناصرها تترابط ترابطا عضويا ووظيفيا وعموما فالظاهرة الاجتماعية تشتق بين المظاهرالجمعية-المعتقدات، الممارسات الجمعية.ويمكن التعرف عليها بواسطة القوة القاهرةالتي تمارسها على الأفراد والمتجسدة في أنماط السلوك.
المبحث الثاني: الانتحار
يعطيدوركايم أهمية كبرى لظاهرة الانتحار ويعدها ظاهرة اجتماعية ويحللها من خلال كتابهالانتحاروقد حدد معناها حيث وجد صعوبة في منهجية هذه الحالة وهي تشير إلى الموتالذي يرجع بصورة مباشرة وغير مباشرة إلى فعل إيجابي أو سلبي قام به الشخص المنتحر .
إضافة إلى تعريف آخر حيث يذكر(كل حالات الموت التي تكون نتيجة مباشرة أو غيرمباشرة إلى فعل إيجابي أو سلبي قام به المنتحر نفسه. وهو يعلم أنه سيؤدي إلى هذهالنتيجةوينقسم حسبه إلى أربعة أنواع:
أ- الانتحارالأناني: ويعتبر هذا النوع هو ناتج عن الفردية المفرطة و التي تقود الناس إلىارتكاب الانتحار.
ب- الانتحار الاثاري: وهو نوع من الانتحار يؤدي إلى حالةالاندماج الكلي لشخصية الفرد وحاجاته في الجماعة أو الأسرة .التي تؤدي إلى فقدانشخصيته ومن ثم الإقدام على الانتحار.
ج-الانتحاراللامعياري:هو النوع الذي يؤديإلى حالة فقدان البيئة الاجتماعية لقيمة المعايير الضابطة لسلوك الفرد ،فالضعفالمعياري للبيئة الاجتماعية يدفع بالفرد إلى ظاهرة الأقدام على الانتحار .معنىفقدان نشاط الفرد للتنظيم ففقدان المعايير التي تضبطه وتنظمه أي وجود بيئة اجتماعيةغير منظمة واقرب إلى حالة الفوضى .
د- الانتحار القدري: وهو نوع عكس الذي سبقه ،إذ يشير إلى حالة التنظيم المفرط والقيود المتشددة التي تنتج الانتحار ففي نظره أنالأفراد يقدموا على وضع حد لحياتهم بسبب شعورهم بضياع مستقبلهم بلا شفقة بعدمااصطدمت مشاعرهم بعنف المعاملة القاسية، فضلا عن الأنظمة القهرية.
المطلب الأول: أسباب الانتحار
أعطى دوركايم خلاصة لأسبابالانتحار بعد تحليله للظاهرة ومنها :
1ّ-الزواج المبكرغالبا ما يؤدي إلىالانتحار خاصة بين صنف الرجال.
2ّ- يقل الميل إلى الانتحار إبتداءا من سنالعشرين للمتزوجين من الجنسين عنه من غير المتزوجين.
3ّ- تزداد نسبة الانتحاربين غير المتزوجين من الجنسين منها بين المتزوجين.
4ّ- تقل نسبة الانتحار بينالنساء عنها بين الرجال.
5ّ- تقل نسبة الانتحار بين النساء غير المتزوجات عنهابين الرجال وذلك لأنه في نظره الرجل يستفيد من الزواج أكثر من المرأة.
6ّ- تقلنسبة الانتحار بين الأرامل عنها بين المتزوجات .
7ّ- تقل نسبة الانتحار بينالمتزوجين الذين لديهم أطفال عنها بين المتزوجين الذين ليس لديهم أطفال.
8ّ- تقلنسبة الانتحار بين الأرامل الذين لديهم أطفال عنها بين من لا يوجد لديهمأطفال.
9ّ- تقل نسبة الانتحار بين الأرامل اللواتي لديهم أطفال عنها بينالمتزوجات اللواتي ليس لديهن أطفال.
10ّ- تقل نسبة الانتحار كلما زاد حجمالأسرة.
11ّ- تقل نسبة الانتحار في فترات الاضطراب السياسي و الحروب.
المطلب الثاني: الظاهرة الدينية
في كتابه الأشكال الأوليةللحياة الدينية صاغ دوركايم أفكاره عن الظاهرة الدينية و حللها من خلال مناقشة فكرةكيفية ممارسة الأفراد للمعتقدات و الطقوس الدينية للسيطرة على بعضهم البعض.
ويلاحظ أن الصفة المميزة للدين هي تقسيم العالم إلى مملكتين المملكة الأولى تتضمن كلما هو مقدس وروحي و المملكة الثانية تحتوي على كل ما هو مدنس
ويعرف دوركايمالدين بأنه " نسق موحد من المعتقدات و الممارسات تتحد في مجتمع أخلاقي واحد و فريديسمى الكنيسة ويضم كل الذين يرتبطون به".
ما يؤخذ على تحليله الاجتماعي للظاهرةالدينية هو أنه عالجها من خلال تحليل حالة دينية مختلفة من قبل البشر عبر العادة والتقليد والوهم البشري اللاسماوية، مما يعطيه نتائج لا تتطابق كثيرا مع الظاهرةالقائمة الأكثر عموما في المجتمع الفرنسي حيث أن هناك أديان سماوية لها قواعدها فيتفسير الأسباب و الأشياء ، وتقسيم المواقف الدينية الغيبية والشاهدة بالرغم منالتناقضات التي تعيشها الديانتين المسيحية واليهودية والتحريفات التي تخللت مضامينمعتقداتهما و تقاليدهما.
المطلب الثالث: المجتمع و الضميرالجمعي
يرى دور كايم في خصوصية المجتمع على أنه مجموعة من العلاقاتوالروابط الاجتماعية تعمل على ظهور توقعات حول أنماط السلوك ... والمجتمع بالنسبةلدور كايم هو نسق منظم يعمل على التوافق والتكيف وأهم صفة مميزة له هو التوازن حيثيشير أن المجتمعات تكون ثابتة ومنظمة إلى أن يقع حدث أو تغير آخر وعندما يحدث تغيريعمل المجتمع على التكيف مع الموقف الجديد لكي تقم عملية بناء التوازن وهذه الفكرةقائمة على افتراض أن المجتمع هو بمثابة كائن حي .(2)
و يكرس هنا دور كايم مصطلحجديد يسميه الضمير الجمعي وقد أورد هذا المصطلح في كتابه "تقسيم العمل " حيث يعرفهذا المصطلح على انه المجموع الكلي للمعتقدات و العواطف العامة بين اغلب عناصرالمجتمع ، و التي تشكل في رأيه نسقا له طابع متميز و يكتسب هذا الضمير العام واقعاملموسا ، فهو يدوم خلال الزمن و يدعم الروابط بين الأجيال ...
و بمعنى أنالمجتمع يعيش في داخل ضميرنا و من منظور إميل دور كايم فان الضمير الجمعي هو تعبيرعن فكرة الجماعة في المجتمع (3)
المبحث الثالث : منهج البحث عند دوركايم
المبحث الثالث : منهج البحث عند دوركايم
المطلب الأول: كيفية التحليل المنهجي
ينظر دور كايم إلى المنهجعلى انه مجموعة من المبادئ والقواعد لدراسة و تحليل الظواهر الاجتماعية وهي تتلخص فيما يلي :
1 – يجب ملاحظة الظواهر الاجتماعية علىأنها أشياء، بمعنى التعامل مع الظواهر الاجتماعية دون التأثر بأفكار سابقة و إنماتحلل كما هي موجودة، فمنهجية تحليل الظواهر الاجتماعية تقتضي من الباحث في علمالاجتماع التحرر بصفة مطردة من كل فكرة سابقة.
2- على الباحث في علم الاجتماعتعريف الظواهر الاجتماعية التي هو بصدد دراستها حتى يعلم بها الناس ، إذ لا يستطيعالباحث أن يحلل ظاهرة ما دون الإحاطة بمعانيها كما ينبغي على الباحث أن يقف منذالبداية على الخواص الأكثر ظهورا أي الظواهر الاجتماعية ، و الآلية المنهجية التيتساعد على الوصول إلى تحديد الخواص الجوهرية للظاهرة هي الاعتماد على الخواصالخارجية التي تمكنه من الاهتداء إلى الجوهر و عمق المسالة .
3- إنه من الواجبحصر البحث في طائفة من الظواهر الاجتماعية و يتم على أثرها تعميم البحث على جميعالظواهر الاجتماعية التي لها نفس الخصائص وتتحقق فيها الشروط اللازمة.(المسألة فيهاتحفظ)
4- يجب على الباحث في علم الاجتماع عند شروعه في بحث و تحليل الظاهرةالاجتماعية أن يبذل جهده في ملاحظة هذه الظواهر من الناحية التي تبدو فيها مستقلةعن مظاهرها الفردية.
3- علم الاجتماع الرواد والنظريات ... د. مصباح عامر... دارالأمة.
المطلب الثاني: الانتقادات التي وجهتلدوركايم
ومن خلال تحليل أفكاره حول التحليل الاجتماعي للظواهرالاجتماعية ومنهجه الذي تعتريه بعض العيوب التي تحفظ إزاءها بعض المحللينومن بين هذه النقاط التالية:
الاعتبار الأول الذي يؤخذ فيهذه الوجهة أن دوركايم ناقش هذه القضية -
أي ظاهر الدين من منظور معاداته للدين . وليس كما هي موجودة في الواقع ,إذ لا يمكن تقسيم الظاهرة التي قام بها دوركايمعلى جميع الظواهر المتشابهة ...وكان يفترض أن يدرس الظاهرة الدينية في جميعتجلياتها الاجتماعية كما هي موجودة في الواقع الاجتماعي ويترك للموضوعية وحدها فرضنتائج البحث أنى كانت , مما يجعل نتائج التحليل الاجتماعي تتمتع بالشروط العلميةذات المصداقية والقابلية للتقييم.
- تأكيد على الخاصية الجمعية للظاهرةالاجتماعية لا يؤخذ على إطلاقه وإلا كان ناقصا للواقع مما يجعله مضطرا لوضعالتحفظات حول حدود التحديدات الاصطلاحية للمفاهيم الاجتماعية. حيث أن بعض السلوكياتالاجتماعية مصدرها الفرد ثم تبدأ تقل تدريجيا في الجماعية.
- يلاحظ أن فكرةالضمير الجمعي تلغي أي دور للفرد وتهدد حريته كما أنه لا يستطيع تفسير السلوكلأعضاء المجتمع إذ أنه لا يمكن اعتبار المجتمع مصدر السلوك لان الفرد سابق الوجودعن المجتمع فكيف يكون الفرع أصل الأصل.
- كما يؤخذ عليه من الناحية المنهجيةفبالنسبة للضوابط التي وضعها في دراسة الظواهر الاجتماعية الموضوعية هي ضوابطمثالية إذ لا يمكن أن يتخلص أي باحث من ذاتيته وأفكاره المسبقة . والصعوبة في هذهالحالة هي مشكلة الموضوعية... والتحدث عن الموضوعية يعني التقليل من تدخلالاعتبارات الذاتية في نتائج البحث.
- إن تقسيمه لأنواع الانتحار هو تقسيممتضارب تعوزه الأدلة الواقعية ومناقض للبحوث العلمية لان على سبيل المثال سلوكالإيثار ينتج الراحة النفسية وليس السلوك الانتحاري.وألا لكان أول الناس بالانتحارحاتم الطائي – كريم العرب – والأم قريزا – قديسة مسيحية –
الخاتمة:
يسعى دوركايم إلى إبعاد علم الاجتماع كبقية بعضالمفكرين الاجتماعيين عن الفلسفة وهي القطيعة التي أحدثها قبله رجال الفكر أمثالتوما الاكويني وكوبرينيك و غليلي ,في حين أن شغفه يتطلع إلى الفلسفة الوضعية التيخاض فيها أوجست كونت أشواطا . وقد طرح دوركايم العديد من الأسئلة في حين بقيتالإجابة غائبة نظرا لكثرة التناقضات التي وقع فيها ولم يفسر بعض الاستفهاماتالاجتماعية كتقديمه للمجتمع على الفرد وانتقاله من التضامن الآلي إلى التضامنالعضوي بدون أي صيغة ايجابية تهدف إلى توضيح أو تفسير الظاهرة...من جهة أخرى ينسبلنفسه اعتبارات الفرد سابقا للمجتمع بالتأكيد ملاحظة أكد عليها ابن خلدون قبلهويستشف من خلال القراءات المتعددة لمضامين فكره نجده متأثرا بالفكر الماركسي في كلمن الوجود الاجتماعي والوعي الاجتماعي في الأنساق الاجتماعي عموما ...
الهوامش:
1 -علم الاجتماع الروادوالنظريات... د. مصباح عامر. دارا لأمة
2 -مدخل علم الاجتماع- صالح شروخ... دارالشروق للنشر والتوزيع
3 -علم الاجتماع الرواد والنظريات ... د. مصباح عامر... دار الأمة
مراجع البحث:
علم الاجتماع . الرواد والنظريات، د. مصباح عامر – دارالامة.
مدخل في علم الاجتماع، صلاح الدينشروح - دار العلوم للنشر والتوزيع.
مقدمة في علم الاجتماع. إبراهيم عثمان – دارالشروق للنشر والتوزيع.