- إنضم
- 18 أوت 2010
- المشاركات
- 1,385
- نقاط التفاعل
- 123
- النقاط
- 39
نقد ابن باديس لمنهاج وطرق التدريس في معاهد
التربية الإسلامية :
التربية الإسلامية :
انتقد ابن باديس أساليب التربية ومناهجها في المعاهد الاسلامية كجامع الزيتونة وجامع الأزهر وعاب عليها جفاف أسلوبها وانشغالها بالمماحكات اللفظية كما عاب عليها مبالغتها في العناية بالفروع مع اهمال الاصول، والاهتمام الزائد بتحصيل علوم الوسائل من نحو وصرف، وجدل، وانغفال علوم المقاصد، من فقه وحديث وتفسير أخلاق، وعلوم انسانية.
والمعروف أن علماء التربية الاسلامية قد قسموا العلوم الى قسمين :
أ _ علوم مقاصد.
ب_ علوم وسائل.
فعلوم المقاصد هي التي تقصد لذاتها كالشرعيات والفلسفة.
أما علوم الوسائل فهي علوم آلية ليست مقصودة لذاتها وانما يتوسل بها الى المقاصد كالنحو بالنسبة للشرعيات، والمنطق بالنسبة للفلسفة، ورأوا بحق الاقتصار في علوم الآليات على الضروري منها فقط.
أما علوم المقاصد فلا باس من دراستها دراسة مطولة.
وقد ضرب لنا ابن باديس مثلا على عقم أساليب التعليم في جامع الزيتونة بحالته هو شخصيا عندما كان طالبا فيه (1908 _ 1912) فذكر انه قد حصل على شهادة العالمية من الزيتونة مع ذالك لم يدرس آية واحدة من تفسير القرآن الكريم ولم يمل قلبه الى دراسته لعدم تشجيع أساتذته، ويقول ""فقد حصلنا على شهادة عالمية من جامع الزيتونة ونحن لم ندرس آية واحدة من كتاب الله، ولم يكن عندنا أي شوق أو أدنى رغبة في ذلك ومن أين يكن لنا هذا ونحن لم نسمع من شيوخنا يوما منزلة القرآن من تعليم الدين والتفقه فيه، ولا منزلة السنة النبوية من ذالك ، هذا في جامع الزيتونة فدع عنك الحديث عن غيره مما هو دونه بعديد من المراحل.""
وذكر أن منهاج التعليم في الزيتونة وطرق التدريس به لا تؤدي إلى تحقيق المقصود من التربية الاسلامية كما يتصورها لأنها طرق بالية عتيقة تهتم بالجانب اللفظي والمناقشات العميقة والخلافات الجزئية بين الشيخ عبد الحكيم وأصحابه في القواعد التي كان الطالب يظن نفسه أنه قد انتهى منها_عن الاهتمام بلب العلم والثقافة بحيث يفني الطالب زهرة شبابه في دراسة العلوم الآلية، ومحاولة التوفيق بين رأي هذا العالم أو ذاك وبين الشارح والحاشية، والتعليقـ وتعليق التعليق إلى آخره، دون أن يكون هذا الطالب طالع ختمة واحدة في أصغر تفسير للقرآن كتفسير (الجلالين) مع أن القرآن العظيم هو أساس الشريعة الإسلامية وروح التربية والأخلاق الإسلامية الصحيحة الذي ينبغي الاهتمام بدراسته وفهمه. وقد اعتبر ابن باديس هذا الاسلوب في التربية والتعليم هجرا واضحا للقرآن واعراضا حقيقياعن السنة النبوية ، وانحرافا عن أهداف التربية الاسلامية كما جاء بها القرآن الكريم والسنة المحمدية. يقول : "" ودعنا القرآن الى تدبره وفهمه، والتفكير في آياته ولا يتم ذلك الا بتفسيره وتبيينه، فأعرضنا عن ذلك، وهجرنا تفسيره وتبيينه فترى الطالب يفني حصة كبيرة من عمره في العلوم الآلية، دون أن يكون قد طالع ختمه واحدة في أصغر تفسير كتفسير ذي الجلالين مثلا بل ويصير مدرسا متصدرا ولم يفعل ذالك"". ثم يقول "" وفي جامع الزيتونة عمره الله _ تعالى _ اذا حضر الطالب بعد تحصيل التطويع في درس تفسير فانه _ ويا للمصيبة في خصومات لفظية بين الشيخ عبد الحكيم وأصحابه في القواعد التي كان يحسب أنه فرغ منها من قبل فيقضي في خصومة من الخصومات أياما أو شهورا فتنتهي السنة وهو لا يزال حيث ابتدأ أو ما تجاوزه الا قليلا دون أن يتحصل على شيئ من حقيقة التفسير.
والمعروف أن علماء التربية الاسلامية قد قسموا العلوم الى قسمين :
أ _ علوم مقاصد.
ب_ علوم وسائل.
فعلوم المقاصد هي التي تقصد لذاتها كالشرعيات والفلسفة.
أما علوم الوسائل فهي علوم آلية ليست مقصودة لذاتها وانما يتوسل بها الى المقاصد كالنحو بالنسبة للشرعيات، والمنطق بالنسبة للفلسفة، ورأوا بحق الاقتصار في علوم الآليات على الضروري منها فقط.
أما علوم المقاصد فلا باس من دراستها دراسة مطولة.
وقد ضرب لنا ابن باديس مثلا على عقم أساليب التعليم في جامع الزيتونة بحالته هو شخصيا عندما كان طالبا فيه (1908 _ 1912) فذكر انه قد حصل على شهادة العالمية من الزيتونة مع ذالك لم يدرس آية واحدة من تفسير القرآن الكريم ولم يمل قلبه الى دراسته لعدم تشجيع أساتذته، ويقول ""فقد حصلنا على شهادة عالمية من جامع الزيتونة ونحن لم ندرس آية واحدة من كتاب الله، ولم يكن عندنا أي شوق أو أدنى رغبة في ذلك ومن أين يكن لنا هذا ونحن لم نسمع من شيوخنا يوما منزلة القرآن من تعليم الدين والتفقه فيه، ولا منزلة السنة النبوية من ذالك ، هذا في جامع الزيتونة فدع عنك الحديث عن غيره مما هو دونه بعديد من المراحل.""
وذكر أن منهاج التعليم في الزيتونة وطرق التدريس به لا تؤدي إلى تحقيق المقصود من التربية الاسلامية كما يتصورها لأنها طرق بالية عتيقة تهتم بالجانب اللفظي والمناقشات العميقة والخلافات الجزئية بين الشيخ عبد الحكيم وأصحابه في القواعد التي كان الطالب يظن نفسه أنه قد انتهى منها_عن الاهتمام بلب العلم والثقافة بحيث يفني الطالب زهرة شبابه في دراسة العلوم الآلية، ومحاولة التوفيق بين رأي هذا العالم أو ذاك وبين الشارح والحاشية، والتعليقـ وتعليق التعليق إلى آخره، دون أن يكون هذا الطالب طالع ختمة واحدة في أصغر تفسير للقرآن كتفسير (الجلالين) مع أن القرآن العظيم هو أساس الشريعة الإسلامية وروح التربية والأخلاق الإسلامية الصحيحة الذي ينبغي الاهتمام بدراسته وفهمه. وقد اعتبر ابن باديس هذا الاسلوب في التربية والتعليم هجرا واضحا للقرآن واعراضا حقيقياعن السنة النبوية ، وانحرافا عن أهداف التربية الاسلامية كما جاء بها القرآن الكريم والسنة المحمدية. يقول : "" ودعنا القرآن الى تدبره وفهمه، والتفكير في آياته ولا يتم ذلك الا بتفسيره وتبيينه، فأعرضنا عن ذلك، وهجرنا تفسيره وتبيينه فترى الطالب يفني حصة كبيرة من عمره في العلوم الآلية، دون أن يكون قد طالع ختمه واحدة في أصغر تفسير كتفسير ذي الجلالين مثلا بل ويصير مدرسا متصدرا ولم يفعل ذالك"". ثم يقول "" وفي جامع الزيتونة عمره الله _ تعالى _ اذا حضر الطالب بعد تحصيل التطويع في درس تفسير فانه _ ويا للمصيبة في خصومات لفظية بين الشيخ عبد الحكيم وأصحابه في القواعد التي كان يحسب أنه فرغ منها من قبل فيقضي في خصومة من الخصومات أياما أو شهورا فتنتهي السنة وهو لا يزال حيث ابتدأ أو ما تجاوزه الا قليلا دون أن يتحصل على شيئ من حقيقة التفسير.
غير منتهي
المصدر
كتاب الشيخ عبد الحميد ابن باديس
رائد الاصلاح والتربية في الجزائر
للدكتور تركي رابح
آخر تعديل: