الفرق بين الشخصية الحالمة ، والشخصية النرجسية
الأخوة والأخوات الأعزاء ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أكثر ما نعتز ونفاخر به كمسلمين هو النقد الذاتي ، ولكن قلما ما تجد هذه النوعية من البشر ، فقلما ما تجد شخص يعترف بتقصيره ويقر بخطأه ويترك العناد والمكابرة، وهذا الشخص غالبا ما ينظر للآخرين نظرة دونية ازدرائية ، وينظر لنفسه نظرة فوقية استعلائية ، يتوهم بأنه هو صاحب الفضل الأوحد في هذا الوجود على الناس.
وهذا هو الخيط الرفيع بين الشخص الحالم .. والشخص النرجسي ..
الحالم .. يحلم بالكمال ويسعى إليه ولا يدعيه.
النرجسي .. يخادع ويكذب على نفسه ، ويرى إنه كامل الأوصاف .
الحالم يعيش وسط الناس ، ويلهمهم ويدفع بهم في اتجاه حلمه السامق .
النرجسي يعيش في منطقة بعيدة عن عالمه تحيط بها أسواره المنيعة المحصنة ضد أي اختراق محتمل .
الحالم .. يتبسط ويتصارح مع نفسه ويحمل نفس شفافة يتكاشف بها مع الناس في مؤانسة وثقة متبادلة.
النرجسي ... تلف حياته الغموض والضبابية وتتسع في حياته الرقعة الرمادية معتقداً بأن ذلك سياجاً وحماية له من الطامعين في أفكاره المتربصين بنجاحه ، ظناً منه بأن ما لديه فريدا عظيما عصياً على الآخرين .
الحالم .. يضع حلمه وطموحاته في خدمة غيره .
النرجسي .. يستثمر كل أحلامه وأفكاره ويكتنزها لحين استخدامها ، وغالبا ما يطول على رقادها الأمد حتى تفقد صلاحيتها ، وتصبح عديمة الفائدة.
الحالم .. يستشعر بأن كل ما وهبه الله من علم ومال وقدرة وموهبة هي عطاءً غير مجذوذ من رب العباد، لذلك فهو يسخرها لخدمة عبادة الله يقيناً بأنه سيستردها أضعاف مضاعفة.
النرجسي .. يرى بأن كل ما وهبه الله له هو من صنيعه لذلك لا يجب أن ينفقه إلا على نفسه .
الحالم ... منفتح ، منبسط ، نظرته للناس إيجابية .. لا يخونهم ولا يكذبهم .
النرجسي .. منغلق ، انطوائي ، يصنف الناس ، ويضعهم تحت المشرحة ، ويرى بأن ليس هناك من هو جدير بمصادقته وإطلاعه على أسراره.
الحالم .. يضحي .. يعطي .. يبذل .. دون كشف حساب .
النرجسي .. ممكن أن يضحي بشيء من ماله ووقته ، ولكن بفاتورة ، وغالبا ما يعتذر عن تقديم شيء للآخرين تحت ذريعة الظروف أو الانشغال ، وهو في الحقيقة على عكس ذلك.
تحياتي
