مع السلف 6 (السلف والإخلاص)

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,286
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر
[font=&quot]السلف والإخلاص

[/font]​

[font=&quot]قال سهل :[font=&quot] ليس شيء أشق على النفس من الإخلاص لإنه ليس لها فيه نصيب. [/font][/font]​

[font=&quot]قال ابن القيم : [font=&quot] لا شيء أفسد للأعمال من العجب ورؤية النفس.

[/font]
[/font]​

[font=&quot]وقال الربيع : [font=&quot]كل ما لا يراد به وجه الله يضمحل.

[/font]
[/font]​

[font=&quot]قال ابن المبارك : [font=&quot]رب عمل صغير تكبره النية.

[/font]
[/font]​

[font=&quot]قال بشر بن الحارث : [font=&quot]لا تعمل لتذكر ، اكتم الحسنة كما تكتم السيئة.

[/font]
[/font]​

[font=&quot]وقال الفضيل بن عياض : [font=&quot]إنما يريد الله منك نــيــتــك وإرادتك.

[/font]
[/font]​

[font=&quot]وقال سهل بن عبدالله : [font=&quot]ليس شيء اشق من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب.

[/font]
[/font]​

[font=&quot]وقال سفيان الثوري : [font=&quot]ما عالجت شيئاً أشد علي من نيتي.

[/font]
[/font]​

[font=&quot]وقال إبراهيم بن أدهم : [font=&quot]ما صدق عبد أحب الشهرة.

[/font]
[/font]​

[font=&quot]وقال بشر الحافي : [font=&quot]لا يجد حلاوة الآخرة رجل يحب أن يعرفه الناس.

[/font]
[/font]​

[font=&quot]وقال الشافعي : [font=&quot]وددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا ينسب لي منه شيء.

[/font]
[/font]​

[font=&quot]وقال سعيد بن الحداد : [font=&quot]ما صدّ عن الله مثل طلب المحامد وطلب الرفعة.

[/font]
[/font]​

[font=&quot]وجاء عن الشاطبي أنه قال : [font=&quot]لا يقرأ أحد قصيدتي هذه إلا ينفعه الله لأني نظمتها لله.

[/font]
[/font]​

[font=&quot]والله أعلم

[/font]​
[font=&quot]المرجع / سير أعلام النبلاء - جامع العلوم والحكم[/font][font=&quot]
منقول وسابق مواضيع السلسلة من موقع رياض المتقين.
لا تنسوني من صالح دعائكم.
[/font]
 
آخر تعديل:
بارك الله فيك سلسلة في القمة فقط لو تشرح لي أخي الكريم معنى [font=&quot]ليس شيء اشق من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب[/font]
جزاك الله خيرا
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم وجعل ما تقدمون في ميزان حسناتكم واصلوا السلسلة وصلم الله فانا لكم متابعون ونسال الله عز وجل أن يوفقكم فيها
أما الاخلاص فهو شيئ عظيم وما أشقه على النفس كما قال سهيل فهو شرط من شروط قبول العمل وقد تكلم عنه السلف وحثوا عليه وما من عالم إلا وله في الباب حديث وأردنا أن ننقل لكم شطر من رسالة ألفها الشيخ عبد المحسن العباد حفضه الله ونفعنا بعلمه حول الاخلاص قال فيها

هو في اللغة:
تخليص الشيء وتجريده من غيره, فالشيء يسمى خالصا إذا صفا عن شوبه وخلص عنه, ويسمى الفعل المصفى المخلص من الشوائب إخلاصا, وفي الأول قوله تعالى: {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خَالِصاً سَائِغاً لِلشَّارِبِينَ}, فاللبن الخالص ما سلم وصفا من الدم والفرث ومن كل ما يشوبه ويكدر صفاءه, ومن الثاني قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ, لا شَرِيكَ لَهُ}.
وفي الاصطلاح:
تصفية ما يراد به ثواب الله وتجريده من كل شائبة تكدر صفاءه وخلوصه له سبحانه.

منزلته: الإخلاص هو أساس النجاح والظفر بالمطلوب في الدنيا والآخرة, فهو للعمل بمنزلة الأساس للبنيان, وبمنزلة الروح للجسد, فكما أنه لا يستقر البناء ولا يتمكّن من الانتفاع منه إلا بتقوية أساسه وتعاهده من أن يعتريه خلل فكذلك العمل بدون الإخلاص, وكما أن حياة البدن بالروح فحياة العمل وتحصيل ثمراته بمصاحبته وملازمته للإخلاص, وقد أوضح ذلك الله في كتابه العزيز فقال:
{أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ, وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}, ولما كانت أعمال الكفار التي عملوها عارية من توحيد الله وإخلاص العمل له سبحانه جعل وجودها كعدمها فقال: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً}. والإخلاص أحد الركنين العظيمين اللذين انبنى عليهما دين الإسلام, وهما إخلاص العمل لله وحده وتجريد المتابعة للرسول الله صلى الله عليه وسلم, ولهذا قال الفضيل بن عياض في قوله تعالى: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً}, قال: (أخلصه وأصوبه), قيل: يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه؟ قال: إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل, وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل, حتى يكون خالصا صوابا, فالخالص: ما كان لله, والصواب: ما كان على السنة
 
حفظكم الله اخي الكريم ابا الليث
نسال الله ان يرزقنا الاخلاص في اعمالنا كلها
 
بارك الله فيك سلسلة في القمة فقط لو تشرح لي أخي الكريم معنى [font=&quot]ليس شيء اشق من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب[/font]
جزاك الله خيرا
و فيك بارك الله.
ليس شيء اشق من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب، ذلك أن النفس تحب الشهرة و الذكر الحسن والتميز والمنقبة و علو المرتبة و هذا من أكبر دواعيها، مما يوقع صاحبها في الرياء و السمعة، ولكون الاخلاص يحول بينها و بين ذلك كان أشق شيئ عليها، لكونه يمنعها مطلوبها و شهوة من أعظم شهوتها و أخطرها، كونها محبطة للعمل اذا تعلقت به، و لذلك سمى رسول الله (عليه الصلاة و السلام) الرياء بالشرك الأصغر، و كان أخوف ما يخاف على أمته منه، لعل من أسباب ذلك كثرة داعي النفس اليه مع ما يترتب عليه.
هذا الذي فهمته من كلام الامام.
 
و فيك بارك الله.
ليس شيء اشق من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب، ذلك أن النفس تحب الشهرة و الذكر الحسن والتميز والمنقبة و علو المرتبة و هذا من أكبر دواعيها، مما يوقع صاحبها في الرياء و السمعة، ولكون الاخلاص يحول بينها و بين ذلك كان أشق شيئ عليها، لكونه يمنعها مطلوبها و شهوة من أعظم شهوتها و أخطرها، كونها محبطة للعمل اذا تعلقت به، و لذلك سمى رسول الله (عليه الصلاة و السلام) الرياء بالشرك الأصغر، و كان أخوف ما يخاف على أمته منه، لعل من أسباب ذلك كثرة داعي النفس اليه مع ما يترتب عليه.
هذا الذي فهمته من كلام الامام.

بارك الله فيكم أخ أبو الليث على التوضيح والشرح الطيِّب، فقط ملاحظة في الجملة تنقص كلمة مهمَّة وهي كلمة النَّفس رُبما لهذا السبب لم تفهم الأخت المعنى. فالأثر الوارد عن سهل -رحمه الله- هو: (ليس شيء أشق على النفس من الإخلاص ...).
ولتمام الفائدة فقد قال بعض السلف : جاهدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت. فبلغ ذلك الكلام بعض العلماء فقال: أَوَ قد استقامت؟! أي أنه يغبطه بعد أربعين سنه أنها استقامت.
وقال بعضهم: (ما جاهدت نفسي على شيء مجاهدتها على الإخلاص).
نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص.

 
أرجو أن تسمحوا لي بهذه الإضافة بارك الله فيكم

هل نحن مخلصون ؟

بقلم : أبي مالك عبد الحميد الجهني – وفقه الله

قال الله تعالى { وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا }

لأنه لم يكن خالصاً لوجه الله تعالى ,

وهكذا كل عمل يعمله الإنسان , لا يبتغي به وجه الله تعالى ,

فما الفائدة إذن من التعب والنصب والمعاناة في مزاولة الأعمال , إذا كان مصيرها أن تكون هباءً منثورا ً؟

فيا أيها العامل : الإخلاص ! الإخلاص !

هذا , ومن علامة المُخْلص :

أنه يحرص على صحة العمل وسلامته من كل ما يبطله أو يُنقص ثوابه , فيتقرب إلى الله تعالى بعمل صالح موافق للسنة .

ومن علامة المخلص :

أنه ينظر إلى نفسه دائما بعين الازدراء والتقصير, فلا يُعجب بنفسه ولا يُغتر بعمله , وهو يعمل ويخشى أن الله تعالى لا يتقبل منه .

ومن علامة المخلص :

أنه لا يزهو بعمله على غيره , ولا يمُنُّ به على ربه , { بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }

ومن علامة المخلص :

أنه لا يحب أن يظهر عمله أمام الناس , بل إخفاءُ العمل وكتمُه أحبُ إليه من إظهاره ونشره .

كان عمرو بن قيس – أحد عُبَّاد السلف – إذا بكى , حوَّل وجهه إلى الحائط , ويقول لأصحابه : إن هذا زكام (1) .

ومن علامة المخلص :

أنه زاهد في الثناء والمدح , لا يحبه ولا يرغب فيه ولا يحرص عليه , فالزهد ليس في متاع الدنيا فقط , بل الزهد الأشد هو الزهد في مدح الناس وإطرائهم . وكم من زاهدٍ في الدنيا , راغبٍ في ثناء الناس ومدحهم . ولا يعلم ما في القلوب إلا علاَّم الغيوب .

ومن علامة المخلص :

أنه لا يحب أن يشتهر, ولا يسعى للشهرة , بل يفر منها دائماً , لعلمه أنها ربما أفسدت عليه الإخلاص , فكم من عامل مخلص أفسدته الشهرة , فأصبح يلتمس رضا الناس بسخط الله .

قال أيوب السختياني : والله ما صدق عبد إلا سَرَّهُ أن لا يُشعر بمكانه (2).

ومن علامة المخلص :

أنه يحب الإصلاح وانتشار الخير وإقبال الخلق على طاعة الله تعالى , سواء أكان ذلك على يده أم على يد غيره , لأنه يسعى إلى مرضاة الله , وليس إلى تمجيد نفسه وطلب المنزلة لها بين الخلق .

قال الإمام الشافعي رحمه الله : وددتُ أن كل علم أعلمه , يعلمه الناس , أؤجر عليه , ولا يحمدوني (3).

ومن علامة المخلص :

أنه لا ينتقص جهود الآخرين العاملين في حقل الدعوة والإصلاح ؛ ليظهر جهده وفضله عليهم , فلو كان صادقاً مخلصاً لبارك تلك الجهود , وأثنى على أهلها , وفرح بها , ولكن أبى المرائي أن يزكي غير عمله .

قال ابن الجوزي : ليعلم المرائي أن الذي يقصده يفوته , وهو التفات القلوب إليه . فإنه متى لم يخلص حُرم محبة القلوب , ولم يلتفت إليه أحد , والمخلص محبوب . فلو علم المرائي أن قلوب الذين يرائيهم بيد من يعصيه , لما فعل . ا.هـ (4)

ومن علامة المخلص :

أنه لا يضيق ذرعا بالنقد , بل ينظر فيه , فإن كان نقداً صحيحاً أعلن عن تراجعه وشكر الناقد , وإن كان نقدا غير صحيح - وكان الناقد ناصحاً - بين وجهة نظره وأبان عن أدلته ودافع عن حجته بالأسلوب المؤدب الذي يستفيد منه ناقده وقارئه , وإن كان الناقد مغرضاً متعنتاً أعرض عنه ولم يشتغل به , أخذاً بالأدب القرآني : { وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ }

ومن علامة المخلص :

أنه لا يستعجل في الظهور قبل اشتداد العود , ولا يشتغل بعلم وغيره أولى منه , لينال به رتبة عند أهل الدنيا ,

كما تراه – مع الأسف - عند بعض الشباب , يطبعون الرسائل ويكثرون من تخريج الحديث , وأحدهم لو سئل عن مسألة في الطهارة لما عرف الجواب !

وآخرون أكثروا من التجريح للأشخاص وتجاسروا على ذلك لصرف الأنظار إليهم أنهم من أهل النقد ومن أهل الجرح والتعديل , وبعضهم لا يحسن تلاوة القرآن !

فوآسفاه على من كانت هذه حاله !

ومن علامة المخلص :

أنه لا ينقطع عن العمل بذم بعض الناس له , وعدم رضاهم عنه ؛ لأنه لا يعمل لهم , بل يعمل لله تعالى , فهو مستمر في عمله في طاعة الله ومرضاته ولو سخط عليه من سخط ,

ولا يتأثر – كذلك – بقلة المستفيدين منه أو كثرتهم ؛ لأنه يسعى إلى مرضاة الله , ويدعو إلى الله وليس إلى نفسه .

قال علي بن الفضيل بن عياض لأبيه : يا أبتِ , ما أحلى كلام أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم

فقال : يا بني , وتدري لمَ حلا ؟ قال : لا .

قال : لأنهم أرادوا الله به (5) .


اللهم إني أدعوك بدعاء عبدك الولي الصالح عمر بن الخطاب رضي الله عنه :

اللهم اجعل عملي صالحاً , واجعله لك خالصاً , ولا تجعل لأحد فيه شيئاً !


الحاشية :

1- الحلية 5/103

2- الحلية 3/6

3- الحلية 9/119

4- صيد الخاطر ص387 طبعة مكتبة ابن تيمية

5- الحلية 10/23

 
اللهم اجعل عملي صالحاً , واجعله لك خالصاً , ولا تجعل لأحد فيه شيئاً

جزاكم الله خيرا​
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top