السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حفلات الميلاد من البدع التي بينها أهل العلم، وهي داخلة في قوله - صلى الله عليه وسلم-: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، متفق على صحته، من حديث عائشة رضي الله عنها، وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، خرجه الإمام مسلم في صحيحه، وقال عليه الصلاة والسلام في خطبة الجمعة: (أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة)، خرجه مسلم في صحيحه، زاد النسائي بإسناد صحيح: (وكل ضلالة في النار)، فالواجب على المسلمين ذكوراً كانوا أو إناثاً الحذر من البدع كلها، والإسلام بحمد الله فيه الكفاية، وهو كامل، قال تعالى: اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً، فقد أكمل الله لنا الدين بما شرع من الأوامر، من العبادات وما نهى عنه من النواهي، فليس الناس بحاجة إلى بدعة يبتدعها أحد، لا احتفال بميلاد ولا غيره. فالاحتفالات بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم أو بميلاد الصديق أو عمر أو عثمان أو علي أو الحسن أو الحسين أو فاطمة أو البدوي أو الشيخ عبد القادر الجيلاني أو فلان أو فلان كل ذلك لا أصل له، وكله منكر وكله منهيٌ عنه، وكله داخلٌ في قوله عليه الصلاة والسلام: (وكل بدعة ضلالة) فلا يجوز للمسلمين تعاطي هذه البدع، ولو فعلها من فعلها من الناس، فليس فعل الناس تشريعاً للمسلمين، وليس فعل الناس قدوة إلا إذا وافق الشرع، فأفعال الناس وعقائدهم كلها تعرض على الميزان الشرعي كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، فما وافقهما قبل، وما خالفها ترك، كما قال سبحانه: فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ (59) سورة النساء، وفق الله الجميع وهدى الجميع صراطه المستقيم. سماحة الشيخ في الختام...