بسم الله الرحمن الرحيم
نشكر الشيخ أباالحسن على تفضله بالإجابة عن أسئلة الإخوة في هذا المنتدى ، وهذا من كريم خلقه - وفقه الله - ، ونعتذر عن تأخرها ؛ بسبب ظروف ومشاغل الشيخ . فإليكموها :( الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد: فقد وردت مجموعة من الأسئلة من خلال موقع الكاشف الذي يشرف عليه أخونا الفاضل الشيخ أبو مصعب سليمان الخراشي حفظه الله ومتعه بالعافية وبارك في أوقاته وعمرها بما يكون بلاغاً لمرضاته ، جاءت مجموعة من الأسئلة لعدد من الإخوة عبر هذا الموقع على شبكة الإنترنت ولم يتيسر لي الجواب عنها مباشرة لانشغالي بأمور أخرى بل لم يتيسر لي الإطلاع على أكثر هذه الأسئلة عندما كنت في اليمن ولعل في ذلك خيراً كثيراً ثم تيسر لي بعد ذلك عند وصولي مدينة الرياض –حرسها الله وجميع بلاد المسلمين- النظر في هذه الأسئلة فأردتُ أن أجيب على ما تيسر منها قدر الاستطاعة.
وقبل الجواب على هذه الأسئلة أحب أن اذكر أولاً نصيحة وشكراً واعتذاراً ؛ أما النصيحة فانصح نفسي وإخواني أن يكون طلبنا للعلم وبحثنا عنه وسؤالنا عنه أهل العلم أن يكون المراد من وراء ذلك كله رضا الله سبحانه وتعالى ؛ فإن المرء يوفق بقدر ما عنده من الإخلاص والصدق في طلبه للحق ، أما إذا كان الإنسان لا يريد بسؤاله الحقَّ ولا بطلب العلم رضا الله عز وجل وإنما يريد أن يقف على عثرة لفلان أو زلة لفلان أو يريد أن ينال من فلان أو من غيره فإن هذه والعياذ بالله يُسَوِّد الوجه في الدنيا والآخرة، فأنصح نفسي وإخواني أن يكون طلبنا للعلم وبحثنا عنه خالصاً لوجه الله سبحانه وأن تكون نيتنا فيه صالحةً صادقةً، فمن تكلم أو أجاب يجب أن يبتغي بجوابه وجه الله عز وجل ومن سأل يلزمه أن يبتغي بسؤاله وجه الله عز وجل فالمرء إذا أعانه الله على نفسه ونصره الله عليها، فقد انتصر على ما دونها ، ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ونعوذ بك من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا" هذه نصيحة لنفسي وللإخوة.
أما عن الشكر فإني أشكر الشيخ أبا مصعب وإخوانه القائمين على هذا الموقع وأرجو أن يكون لهذا الموقع أثره في بيان ما عند علماء السنة وطلابهم من خير، وبيان نظرتهم لكثير من القضايا التي تطرح عبر هذا الموقع وأرجو أن يكون أيضاً باب خير لاجتماع كلمة طلاب العلم من أهل السنة والجماعة،فأشكر لهم هذا الجهد وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك فيهم وفي موقعهم وأن يجعلهم مفاتيح خير ومغاليق شر.
أما الاعتذار فإني أعتذر للإخوان الذين يقفون على هذا الجواب فإني أجيب عن هذه الأسئلة في ليلة النصف من شهر رجب سنة ستة وعشرين وأربعمائة وألف في مدينة الرياض وأنا بعيد عن الكتب وبعيد عن المراجع وبعيد عن ملخصاتي وثمرة بحثي التي كانت مهيأة للإجابة عن كثير من مثل هذه الأسئلة فهذا عذري عندما لا أعزو كلامي إلى مرجع موثق بالجزء والصفحة لأني أتكلم بما حضر في ذهني ، والمراد الوصول إلى معرفة الخير ، أما مراجع هذه المسائل فيمكن الرجوع بفضل الله سبحانه وتعالى إلى ما هو مشهور عند العلماء، أو بالرجوع إلى ما كتبته في مثل هذه الأبواب فأرجو أن يكون هذا الاعتذار واضحاً مقبولاً بين يدي الجواب على هذه الأسئلة ، فإن كان في الجواب قصور فهذا عذري، علماً بأنني أجبت عن هذه الأسئلة في شريطين، وفرّغهما أحد الإخوة، وحاولت إصلاح ما تيسر –على عجالة- لنقل الكلام من لغة الشريط إلى الكتاب والله المستعان.
أما بعد:
فهنا مجموعة من الأسئلة أستعين بالله في الجواب عليها وأسأل الله عز وجل الهدى والسداد وأستعيذ بالله سبحانه وتعالى من الزلل والفساد وأسأله عز وجل أن يجعل ما أذكره نوراً لي في قبري ونوراً لي في قلبي وأن يجعله عوناً لي على طاعته وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم وأن ينفع به من وقف عليه.
فأول هذه الأسئلة مجموعة من الأسئلة قدمها فضيلة الشيخ سليمان الخراشي يقول فيها:
السؤال الأول: يقول نريد نبذة عن حياتك، وسبب انتقالك إلى اليمن، ومن كان يرافقك من الطلبة، وذكر شيء مما مرَّ عليكم من الظروف الصعبة وبداية تعرفكم على الشيخ مقبل –رحمه الله- ؟
أقول: إن الذي يتكلم عن حياته ويحتاج الناس إلى أن يعرفوا كيف تاريخه هؤلاء هم العلماء فإن تاريخهم عبرة وعظة لمن وقف على ما جرى لهم في حياتهم ، وأنا في بداية الطلب - نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتم لنا هذا المشوار على خير وعافية وأن يرزقنا حسن العاقبة - لكن إن كان ولا بد فأذكر بعض الأشياء التي هي عبارة عن تعريف لي ؛ فاسمي: أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني من مواليد مصر سنة 1958م ولا أعرف التاريخ الهجري في أي سنة كان ذلك فإن تلك البلاد تؤرخ بالتاريخ الميلادي، وخرجت من مصر إلى اليمن تقريباً وأنا ابن اثنتين وعشرين أو إحدى وعشرين سنة فيما أذكر ولي في اليمن ستة وعشرون سنة وبلغت من العمر الآن ثمان وأربعين سنة أسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر ما فيها من زلل وأن يبارك فيما فيها من صالح العمل وأن يتم لي ما بقي من عمري على خير حال وأن يرزقني وإخواني جميعاً حسن العاقبة والمآل.
وبالنسبة لمن كان يرافقني من الطلبة فلم يكن لي آنذاك طلاب لأني كنت -ولا زلت- في بداية الطلب ولم يكن لي في ذلك الوقت طلبة ولا أصدقاء رافقوني في هذه الرحلة المباركة ، إنما جئتُ اليمن ودرّستُ في الدراسة النظامية ثلاثة أشهر ثم بعد ذلك تفرغت لطلب العلم ثم انتقلتُ إلى مأرب بعد ثلاثة أشهر تقريباً من قدومي ومن ذلك الوقت وأنا في مأرب وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلها دار خير وعافية وأن يجعلني وافد خير عليها وعلى بلاد المسلمين وأن يخلفني في مصر وفي غيرها من بلاد الإسلام بالخير الكثير والفضل الوفير وأن يبارك في إخواننا طلبة العلم القائمين بالدعوة في اليمن ومصر وغيرهما من البلاد الإسلامية.
وأما ما يمر من صعوبات فلا شك أن الغريب تمر عليه صعوبات كثيرة وهذا أمر لا يتسع المقام لذكره ولا فائدة الآن من ذكر ذلك ونحب أن نشتغل بما هو أنفع في هذا المقام.
أما عن بداية تعرفي بالشيخ مقبل –رحمه الله- فمنذ الأيام الأولى من نزولي اليمن تعرفتُ على الشيخ مقبل في صنعاء ومنذ ذلك الوقت إلى أن توفاه الله سبحانه وتعالى ونحن نتعاون على البر والتقوى ونتعاون على الحق ونتعاون فيما يرضي الله سبحانه وتعالى في الدعوة إلى الله عز وجل.
وأما ما كان من أمور ظهر فيها اختلاف في وجهات النظر أو تباين في وجهات النظر بين طلاب الشيخ فقد كان بيني وبين الشيخ تعاون وتناصح ، والشيخ –رحمه الله- كان رجلاً واسع الصدر يسمع النقد ويسمع النصح ولا يلزمه أن يأخذ بقول مخالفه إلا إذا بان له أن هذا هو الحق، أما الطلاب فقد كان منهم عدد ينهج منهج الغلاة في زمان الشيخ، وكنت أنكر ذلك عليهم وبأسلوب لطيف –غالباً- وقد ظهر أثر غلوهم على الساحة بعد وفاة الشيخ بل قبيل وفاته –رحمه الله- ولله الحمد فقد وفَّق الله أهل الحق لبيان ما هم عليه.
هنا سؤال آخر -وهو مهم عندي- وهو متى يخرج المسلم من دائرة أهل السنة؟ والمراد متى يخرج المسلم السني من دائرة أهل السنة؟ وهل من مصنف قد بيّن هذه المسألة بدقة؛ لأنه رأينا ونرى أن أهل السنة أصبح بعضهم يخرج بعضاً من السنة لمخالفات يسيرة أو جزئية وما الحل لهذا التشرذم ؟ قلت: هذا السؤال، وهو متى يخرج السني من دائرة أهل السنة والجماعة؟ للأسف أن كثيراً من طلبة العلم بل ربما من الكبار لا يحسنون عملياً الجواب على هذا السؤال فربما يختلف المرء معك في مسألة فإذا به يخرجك من دائرة أهل السنة والجماعة ! إن هذا الأمر أمر عظيم وحري بالدعاة والمصلحين أن يبينوا ضوابط هذا الأمر وأن يكثروا من طرحه والحديث حوله في المجالس العامة والخاصة وفي الكتب والأشرطة حتى يساعد ذلك في إطفاء فتنة الغلو التي هي شتتت أوصال هذه الدعوة، والتي أثخنت في صفوف أهل السنة والله المستعان.
فمعلوم أن الرجل إذا أعلن انتماءه إلى السنة والجماعة وأعلن ولاءه لأهلها وعلمائها ابتداءً من الصحابة رضي الله عنهم والأئمة أئمة الأمصار وفقهاء الملة الذين هم حملة هذا اللواء فإذا أعلن الرجل انتماءه لمنهج أهل السنة والجماعة وحبه لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأهل العلم –في الجملة- الذين يدافعون عن هذه الدعوة وأظهر إذعانه لمعتقد هذه الطائفة فإن هذا الرجل يكون سنياً ولا يخرج من دائرة السنة والجماعة إلا إذا أتى بأصل كبير من أصول أهل البدع الكبار التي فارقوا بها أهل السنة والجماعة، وعُدُّوا بسببها من أهل الأهواء وأهل البدع الكبار كالجهمية والروافض والنواصب والخوارج والمرجئة والقدرية ونحو ذلك من الطوائف ، فإذا أتى بأصل من هذه الأصول فإن هذا الرجل يُحكم على فعله بأن هذا الفعل فعل أهل البدع الذي يُخْرج الرجلَ من أهل السنة والجماعة وأما الرجل فإنه لا يُحكم عليه إلا بعد استيفاء الشروط أي شروط إخراجه من أهل السنة وانتفاء الموانع ؛ فإن أهل السنة يُفرقون بين الفعل والفاعل والقولية والقائل فيحكمون على الفعل بأنه بدعة كبيرة ولا يحكمون على فاعله بأنه مبتدع خارج من أهل السنة والجماعة إلا بعد استيفاء شروط التبديع وانتفاء موانع التبديع في حق هذا المعين ، وأهل السنة يفرقون بين العموم والمعين وبين الفرد والنوع وهذا أمر يجب أن يكون واضحاً عند طلبة العلم وكما نتكلم في مسألة الكفر نتكلم في مسألة التبديع والتفسيق، فكما أننا نقول: المسلم الذي أعلن انتماءه للإسلام وبراءته من كل دين يخالف دين الإسلام فإذا وقع بعد ذلك في مكفر وهو لا يدري أنه مكفر أو تأول أنه ليس بمكفر أو نحو ذلك وفعل ما فعل لا عن محادة لله ورسوله أو مشاقة ومعاندة وإنما فعل ما فعل عن تقرب ويظن أن هذه قربة فإن هذا الرجل لا نخرجه من دائرة الإسلام إلا بعد استيفاء الشروط أعني شروط التكفير وانتفاء موانعه، فكذا يُقال فيمن وقع في بدعة كبرى لا عن محادة ومشاقة إنما وقع بقصد التقرب أو ظن أن هذا يرضي الله عز وجل فإننا لا نخرج من كان كذلك من دائرة السنة والجماعة إلا بعد استيفاء الشروط وانتفاء الموانع، هذه الأحكام في التكفير والتفسيق والتأثيم والتبديع ، هذا لابد في الحكم على المعين من استيفاء الشروط وانتفاء الموانع ، وعلى ذلك فلابد أن يُفرق بين المسائل التي تخرج الرجل من دائرة السنة والجماعة وبين المسائل التي لا تخرج الرجل من دائرة السنة والجماعة ، فصاحب الفضيلة ابن عثيمين –رحمة الله عليه - يقول إذا خالف الرجل أصول الإسلام أو خالف أصول السنة التي تكلم عنها شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة الواسطية فإنه يخرج من دائرة السنة والجماعة ويخرج من دائرة الإسلام إذا خالف من أصول الإسلام، وشيخ الإسلام ابن تيمية يذكر ما يخرج الرجل من دائرة السنة بأن يقول من أقوال أهل البدع الكبار الذين مرقوا بها من أهل السنة وفارقوهم وعُدُّوا من أهل الأهواء بسبب هذا القول كالجهمية والروافض والخواج، وكلام شيخ الإسلام ابن تيمية موجود في عدة مواضع من مجموع الفتاوى وغيره وبهذا نعلم أن المسائل التي تخرج المرء من دائرة السنة والجماعة تكون بهذا الوصف أي من أصول أهل البدع الكبار لا البدع الصغيرة، أما المسائل الاجتهادية التي يسوغ فيها الخلاف والمخالف فيها مأجور ومغفور له خطؤه، ولا يلحق بالإصرار عليها تفسيق ولا تأثيم فهذه لا تخرج المرء من دائرة السنة والجماعة، ومن الأمثلة للمسائل الاجتهادية تقدير المصالح والمفاسد فقد يفعل الرجل منكراً ليدفع منكراً أكبر منه وغيره من أهل العلم يرى أن فعله لهذا المنكر لا يدفع المنكر الأكبر بل ربما زاده، فلا يجوز له أن يفعل ذلك، هذا اختلاف وهو من المسائل الاجتهادية؛ لأن المخالف ما اقتحم حرمة هذا الفعل واستباحه محادة أو معاندة أو اتباعاً لشهوته ولكن تأول أن هذا يدفع مفسدة كبرى فسواء أصاب في هذا التقدير أو أخطأ فيه فهذا ليس من المسائل التي تخرج المرء من دائرة السنة والجماعة . وكذلك أيضاً مسائل الاختلاف في التجريح والتعديل للأفراد والجماعات والطوائف فهذه المسألة من المسائل التي تنازع فيها السلف ؛ اشتهر عندهم الخلاف في كثير من الناس حتى في الحكم على الرجل بأنه من أهل السنة أو ليس من أهل السنة، فقد حصل اختلاف كثير في ذلك، وأمثلة ذلك كثير أيضاً . نعم هنالك رؤوس اتفقت كلمة أهل السنة على أنهم ليسوا من أهل السنة والجماعة فلا يجوز لأحد أن يخالف إجماع أهل السنة والجماعة ، أما كثير من أهل البدع فقد حصل فيهم خلاف بين أهل العلم وحصل فيهم أخد ورد ففلان من الأئمة يرى أن فلاناً من أهل البدع والثاني يدافع عنه إلى غير ذلك ولم يكن هذا مسوغاً للاختلاف والتنازع بين أهل العلم أو التراشق بالتهم؛ لأن هذا من المسائل الاجتهادية ، وكذلك أيضاً المسائل التي يسوغ فيها الخلاف كالخلاف الفقهي الذي هو في مسائل النـزاع لا الإجماع المتيقن المعلوم إنما هو من المسائل التي هي فيها بحث ونزاع بين العلماء ، بل بعض مسائل العقيدة التي اختلف فيها السلف ولم يهجر بعضهم بعضاً بسببها هذه أيضاً لا يجوز أن يقال إنها موجبة للخلاف والفرقة ؛ فإذا وقع الخلاف في المسائل النـزاعية بين أهل العلم سواء كانت علمية أو عملية هذه أيضاً يسع فيها الخلاف ولا حاجة إلى التبديع والتفسيق والتأثيم فضلاً عن التكفير بسبب هذه المسائل ومعلوم أن أكثر الخلاف بين السلفيين هو بسبب هذه المسائل التي لا يجوز عقد الولاء والبراء عليها، فإن الولاء والبراء من أجل المسائل الاجتهادية من عمل أهل البدع والأهواء.
فبان لنا بعد هذا العرض السريع أن المسائل التي تخرج من دائرة السنة والجماعة هي مسائل الأصول الكبار وأما ما دون ذلك من المسائل الاجتهادية التي يسع فيها الخلاف فلا ، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن من أصول أهل البدع التي خالفوا بها الكتاب المستبين والسنة المستفيضة والإجماع المتيقن أنهم يجعلون العفو سيئة أي الذين يجعلون مسائل العفو ومسائل الاجتهاد من مسائل العقوبات ومن مسائل الولاء والبراء هذا مذهب أهل البدع ليس مذهب أهل السنة والجماعة، فاحذر يا طالب الحق، وإلا فلن يبقى أحد من أهل العلم ولا غيرهم إلا هُجر وتُرك بسبب هذا المذهب العاطل الباطل.
أما عن كتاب صنف في هذه المسائل فما أعرف كتاباً حوى هذه المسائل جميعها وإنما هذا كلام مبثوث من كلام أهل العلم في كتب السنة ، وبفضل الله سبحانه وتعالى فقد جمعت مادة مباركة في هذا الباب أرجو أن تكون جامعة لما تفرق في هذا الأمر وذلك ضمن كتابي الجديد الذي أنا بصدده الآن وهو: (الحُجة في بيان المحَجة وتقويم المناهج المعوجَّة) فأسأل الله سبحانه وتعالى أن تأخذ هذه المسائل حظها الأوفر من الدراسة والنظر والبحث من أجل أن يستفيد من ذلك طالب العلم ومن أجل أن أسهم في علاج مشكلة الغلو التي أثخنت في صفوف هذه الدعوة المباركة.
كذلك أيضاً ما جاء في السؤال عن أهل السنة الذين أصبح يخرج بعضهم بعضاً لمخالفات يسيره أو جزئية فنحن جميعاً نشكو إلى الله سبحانه وتعالى هذا الحال والسبب في ذلك تصدر الجهلة وتكلم من لا يحسن معرفة طريقة أهل السنة والجماعة في هذا الباب الخطير ففتن بذلك كثير من الناس والله المستعان.
وما جاء في السؤال: ما هو الحل لهذا التشرذم؟ فالحل لهذا التشرذم في الحقيقة أمور كثيرة، ومعلوم أن هذا البلاء سببه الجهل والظلم وقد قال تعالى وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً فالجهل والظلم موجودان في الصفوف نسأل الله السلامة، والجهل يُزال بالعلم والظلم يُزال بتقوى الله عز وجل والخوف من الله والشعور بعاقبة الظلم الوخيمة والظلم ظلمات يوم القيامة، والله سبحانه وتعالى يضل الظالمين ولا يهديهم سواء الصراط كما قال تعالى ويضل الله الظالمين فمن رضي لنفسه أن يكون من الظالمين الذين يضلهم الله ويخزيهم أو يحرمهم الهداية فليختر لنفسه ما شاء ، ولسنا بأرحم به من الله سبحانه وتعالى خالقه وبارئه، والله تعالى يقول: ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئاً ويقول: ومن يضلل الله فما له من هاد فالهداية بيد الله سبحانه وتعالى والموفق من وفقه الله.
وفي باب العلم يلزم أن يتعلم طالب العلم مراتب المسائل ليعرف هذه المسألة هل هي من مسائل الأصول ومن مسائل الولاء والبراء ومن مسائل الهجر والعقوبة؟ أم أن هذه المسألة من مسائل الاجتهاد والعفو، التي موقفنا فيها مع المخالف النصح والبيان ؟ فإن أبى –لا عن معاندة- فتحفظ له كرامته ونبين الحق الذي نعتقد أنه حق بما لا ينال من علم المخالف وفضله ومكانته ، هكذا حال أهل العلم في المسائل الاجتهادية ولو أن كل رجل أخطأ في مسألة اجتهادية نلنا منه وجعلنا عرضه غرضاً للسهام والكلام وجرأة الأحداث الصغار عليه ما بقي لنا من المسلمين أحد إلا ونلنا منه ، وكذلك أيضاً هذه الطريقة تربي طلاباً على البغي والتطاول؛ فالشيخ الذي يربي طلابه على هذا هم يسيرون معه عدة سنوات على ذلك ويتكلمون في مخالفيه ثم بعد ذلك يتطاولون عليه ويطعنون فيه ويتكلمون فيه ،فالإنسان يتقي الله سبحانه وتعالى ولا يسن سنة سيئة، فمعرفة مراتب المسائل من الأهمية بمكان وكذلك معرفة فقه الخلاف وضوابطه وأحكامه الشرعية، وأنصح بأن تكون الكتب والمؤلفات والدراسات التي تعالج قضايا الغلو أن تكون في حوزة طلاب العلم حتى نعالج هذه الآفات التي جاء السؤال ينبئ عن شيء من واقعها الأليم وخطرها الجسيم على دعوتنا والله المستعان.
وهنا سؤال أخير من أسئلة الشيخ سليمان الخراشي يقول فيه: يظن البعض إلى الآن أنكم على رأي أهل الإرجاء في قضية جنس العمل أو التكفير فما قولكم؟
أقول –بارك الله فيكم-: أما عن كون البعض يظن أو يتهم أو يوقن أو يعتقد أو يقطع بحكم ما أو نحو ذلك فهذا أمر ليس غريباً في زمن وفي أحوال كثُر فيها توزيع التهم جزافاً والقيل والقال بدون هدى ولا كتاب منير ، وكم من رجل يتكلم في شخص ولم يقرأ له كتاباً ولم يسمع له شريطاً ولم يجلس معه مجلساً ولم يعرف وجهه ولا شكله ومع ذلك يتكلم فيه تقليداً لفلان أو ثقة في كلام فلان فيه أو نحو ذلك، فهذا من الآفات التي تعاني منها الدعوة ولكن من كان يعمل لله ومن كان على بينة من أمره فإنه يمشي مستقيماً على أمر الله عز وجل ولا يبالي بمثل هذا الكلام والله سبحانه وتعالى يقول: أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى أمّن يمشي سوياً على صراط مستقيم ويقول: وما يضرونك من شيء ويقول سبحانه: فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون ويقول: ولا يحزنك قولهم كما لا يجوز لصاحب الحق الذي يعتقد أنه محق وأن الأدلة تسانده وتدعمه على ما يقول وأنه متبع للسلف أو لجماعة منهم؛ لا يجوز له أن يتخلى عن الحق الذي ظهر له من أجل أن فلاناً يتكلم فيه أو أن هناك من يظن فيه سوءًا إلى غير ذلك من التهم ، فمعلوم أن الرجل يُعرف بكتاباته وبأشرطته التي سجلها أو طلابه الذين يدرسهم وكذلك أيضاً بمجالسه وبكلامه في مثل هذه المجالس أو بنقل العدول الثقات عن الرجل كلاماً ، أما أن ينسب أحد الناس لفلان أو لعلان قولاً دون معرفة لشيء من هذه الوسائل فلا شك أن هذه جرأة وأن هذا تهور نسأل الله سبحانه وتعالى أن يأخذ بيد إخواننا جميعاً إلى الخير والسداد.
والحقيقة أنه مرت بنا أحوال وأحداث جعلت المرء يتمرس على مثل هذه الاتهامات ويوطن نفسه على تحمل مثل هذه الافتراءات من هنا أو هناك، ومع ذلك فالعاقل يشفق على من يتهمه بالباطل، ويصبر عليه ويأخذ بيده والله المستعان.
فأقول: غفر الله للجميع والمقصود بإذن الله سبحانه وتعالى بيان الحق في هذه المسائل فأقول: اعتقادي في مسألة الإيمان هو قول أهل السنة لا قول مخالفيهم في هذا الباب ؛ فأقول تبعاً لما أعتقد من كلام أهل السنة والجماعة: إن الإيمان قول وعمل واعتقاد والقول قول القلب واللسان، والعمل عمل القلب والجوارح ، وإن العمل الظاهر الذي هو عمل الجوارح مع عمل القلب يتلازمان قوةً وضعفاً ونقصاً وزيادة ووجوداً وعدماً وكذلك أيضاً زوالاً وثباتاً ، فهما متلازمان فإذا زاد عمل الجوارح زاد عمل القلب وإذا قوي عمل القلب نشطت الجوارح ، وكذلك أيضاً فإذا ذهب عمل الجوارح بل بعض عمل الجوارح كالصلاة ذهب عمل القلب أو إيمان القلب وهذا الذي أعتقده من خلال الأدلة التي ذكرتها في كتابي: (سبيل النجاة في بيان حكم تارك الصلاة) فإذا كنت أعتقد أن تارك الصلاة يكفر وإن صام وحج البيت العتيق إذا ترك الصلاة وحدها كما جاءت الأحاديث بتكفير تاركها وصح إجماع الصحابة على ذلك ؛ فإذا كان من ترك الصلاة يكفر فما ظنك بمن ترك الصلاة وغيرها من جميع الأعمال وارتكب جميع المحرمات هذا أمر قد سبق أن ذكرته في كتاب: (سبيل النجاة) وفي غير ذلك مما تلاه من كتب أو أشرطة أو رسائل أو نحو ذلك من الإصدارات التي صدرت لاسيما في الوقت الذي كان فيه صراع مع طائفة من الغلاة الذين غلوا وخرجوا عن منهج أهل السنة والجماعة وسموا أنفسهم بأصحاب المنهج ونحو ذلك، وأهل السنة يخالفون المرجئة في أمور كثيرة ؛ فأهل السنة يقولون: العمل من لوازم الإيمان أو العمل جزء من الإيمان أو العمل ركن في الإيمان، هذه عبارات أهل السنة في ذلك، أما التعبير بأن العمل ثمرة من الإيمان ربما كان هذا من تعبير أهل الإرجاء وإن وُجد من أهل السنة من عبر به –أحياناً-؛ لأن العمل ليس ثمرة فقط فأهل الإرجاء قالوا: العمل ثمرة الإيمان ليقولوا في النهاية: الثمرة غير الشجرة وإذا لم توجد الثمرة فالشجرة لا زالت موجودة وكم من شجرة لا ثمر فيها ولم يسلب عنها اسم الشجرة ولم يُزَلْ عنها اسم الشجرة ، وإن كان بعض أهل السنة قال أيضاً: أعمال الجوارح هي ثمرة الإيمان فهذا باعتبار أنه إذا قوي إيمان القلب قوي عمل الجوارح لا باعتبار ما يقوله المرجئة إنها ثمرة وإذا زالت الثمرة فالشجرة باقية على اسمها ، ولا باعتبار أن الثمرة غير الشجرة، فأقول : هذه تعبيرات أهل السنة ، وأما تعبير من يقول هو شرط كمال أو شرط صحة كل هذا غير مقبول لأن كلمة شرط في ذاتها كلمة غير مقبولة لأنها ليست من تعبير أهل العلم الأوائل ، ولو نظرنا إليها في المعنى الاصطلاحي لأخرجنا العمل الظاهر من الإيمان سواء على قول من يقول شرط صحة أو على قول من يقول شرط كمال؛ لأن الشرط خارج الماهية ، ونحن نقول العمل جزء من الماهية وركن الماهية وعلى ذلك فتارك العمل يكون كافراً؛ لأنه إذا كان تاركاً للصلاة وحدها فما ظنك إذا تركها وترك غيرها؟! كما لا أحب أيضاً التعبير بمسألة جنس العمل؛ لأن هذه أيضاً ليست من العبارات المشهورة عند السلف ؛ فشيخ الإسلام ابن تيمية تكلم في هذا الباب أعني باب الإيمان بكلام عظيم وأسهب فيه وما أذكر أنه ذكر هذه الكلمة إلا مرة أو مرتين وربما ذكرها في معنى معين ، فلماذا لا نعبر بكلام الأوائل ؟ فإن التمسك بمصطلحات الأوائل أسلم من أن نستعمل اصطلاحات مطاطة أو غامضة فيدخل تحتها ما ليس منها.
على كل ؛ فأهل السنة يخالفون أهل الإرجاء في عدة مسائل ؛ منها أن العمل الظاهر جزء من الإيمان وليس على قول المرجئة متكلميهم وفقهائهم الذين اتفقوا جميعاً على أن العمل أعني عمل الجوارح ليس من الإيمان ، وأيضاً فأهل السنة يقولون: إن فاعل المعصية ينقص إيمانه وفاعل الكفر يزول إيمانه بعد النظر في الشروط والموانع أما أهل الإرجاء فيقولون فاعل المعصية إيمانه كامل، والفاسق إيمانه كامل كإيمان أبي بكر وعمر أو جبريل وميكائيل، والخوارج يخرجون الفاسق من الإسلام بالكلية ويكفرونه، والمعتزلة يخرجونه من الإسلام ويفسقونه ، واتفق الخوارج والمعتزلة على أنه مخلد في النار بخلاف أهل السنة الذين قالوا: هو مؤمن بأصل إيمانه وفاسق بكبيرته فأهل السنة يخالفونهم في هذه الجزئية ، ومنشأ ضلال أهل البدعة في هذه المسألة سواء كانوا من الوعيدية أو كانوا من المرجئة أنهم يعتقدون أن الإيمان كلية واحدة يذهب كله أو يبقى كله أما أهل السنة فيرون أن الإيمان يتفاوت ويتبعض ويتجزأ فيذهب بعضه ويبقى بعضه ، وكذلك فإن أهل السنة يرون جواز الاستثناء في الإيمان كقول المرء " أنا مؤمن إن شاء الله " من باب الخوف من التقصير في العمل ؛ أما أهل الإرجاء فيرون أن هذا شك وأن الشك كفر، فهذه عدة أمور خالف فيها أهل السنة أهل البدعة في هذا الباب .
فهل وقف هذا المتهم لي على شيء من هذه الأشياء التي سبق التنويه عنها في كتاب لي أو شريط أو غير ذلك؟ هل وقف على شيء من كلامي يدل على أني وافقت المرجئة في شيء من هذه الأمور؟ إن كان قد وقف على شيء من ذلك فجزاه الله خيراً يبين لي هذا في أي مكان وفي أي موضع وأنا أعلن براءتي من أي شيء يخالف هذا التقرير الذي ذكرته ، وإذا كنتُ اعتقد أن تارك الصلاة كافر وأن كفره ثابت بالنص وبالإجماع فعلى ذلك فتارك العمل كافر بالنص وبإجماع الصحابة.
إلا أن هنا مسألة أرى لزاماً عليّ أن أذكرها؛ لأنها واردة في سؤال سيأتي وهي مسألة حكم المخالف لي في ذلك ؛ أي الذي لا يرى أن تارك العمل كافر مع جزمه بأن إيمانه ناقص وأنه معرض للوعيد هل أقول هو مرجئ أو من المرجئة أم لا؟ أقول: إن الذي يخالف في أن تارك العمل كافر قوله خطأ وقوله يخالف ما عليه إجماع الصحابة وأنا لا أتصور رجلاً يبقى إيمانه ثابتاً في قلبه مع تركه جميع الواجبات واقتحام جميع المحرمات لا أتصور وجود هذا ، لكن مع هذا كله فإني قد وقفت على كلام لعددٍ من علماء السنة حكموا على تارك جميع العمل الظاهر بأنه مسلم فاسق ناقص الإيمان ليس بكافر ، فمع تخطئتي لهم، ومع ردي هذا القول وبيان الأدلة على عدم قبوله؛ إلا أنني مع ذلك لا أقول إنهم مرجئة أو قالوا بقول المرجئة، فمن كان يرى خلاف الصواب، فقوله هذا قول مرجوح مخالف لما أجمع عليه الصحابة من قبل، وهو محجوج بالنص وبالإجماع، إلا أن من خالف في ذلك فقد تأول النص والإجماع ، وكما اعتذرتُ سابقاً بأن المراجع ليست بين يدي حال تسجيل هذا الجواب حتى أحيل طالب العلم إلى شيء من ذلك ؛ ولكن على سبيل المثال فهذا كلام للزهري ورواية عن الإمام أحمد ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية ، ومع أن شيخ الإسلام يخالف هذا القول ويقرر بقوة أن الحق خلاف هذا القول إلا أنه نقله من باب بيان أن هناك من أهل السنة من قال بهذا القول أيضاً فذكر ذلك في (مجموع الفتاوى) (7/379-380) وهناك مصادر أخرى لا أستحضرها الآن لأذكرها ولكن أطلب من إخواني الذين يقفون على هذا الجواب إذا كان عندهم أي دليل يدل على خطأ في هذا العزو وأنه لم يقل بهذا القول الزهري ولا تصح هذه الرواية عن أحمد فمن كان عنده بيان لخطأ هذا العزو فأطلب منهم أن يبينوا لي ذلك إ ن شاء الله عز وجل ، والحق ضالة المؤمن ، أما المهاترات فلا تقيم حقاً، ولا تزهق باطلاً، ولا تزكي قلباً، ولا تبقي ولا تذر، فلماذا لا يكون البحث بيننا علمياً؟ لماذا عندما يختلف طلبة العلم في هذه المسألة يجعلون المسألة مسألة مهاترات؟! هذا يتهم هذا بالإرجاء وذاك يتهم الثاني بأنه خارجي تكفيري؟ هل المسألة بيان حق ومعتقد أم تصفية حسابات، وجرأة على المحرمات؟ فالصحيح أن القول بكفر تارك العمل هو الصواب وهو الموافق لإجماع الصحابة لكن رمي المخالف في ذلك بأنه مرجئ بحجة أنه يخالفك –فقط- في عدم تكفير هذا الشخص أو عدم تكفير تارك العمل مع جزم المخالف بأن تارك العمل ناقص الإيمان ومعرض للوعيد ومعرض للعقوبة أرى أن حشر هذا القول من ضمن أقوال المرجئة فيه هضم لأقوال بعض أهل العلم الذي ذهبوا إلى ذلك، فأرجو من إخواننا أن يجعلوا البحث في المسألة بحثاً علمياً وأن يطلبوا من إخوانهم المصادر التي تدل على أن هناك من أهل السنة من قال بهذا ، فإذا بان لهم الحق من خلال هذه المصادر فليقبلوا وليقولوا إذن هذا قول آخر لبعض أهل السنة وإن كان خطأً مخالفاً للإجماع السابق ، وأما التراشق بالتهم وأن فلاناً يتكلم في فلان وفلاناً يطعن في فلان فهذه المسألة قد آن الأوان لنا ونحن في هذه المآزق التي تمر بأمتنا وتمر بدعوتنا آن الأوان لأن يكون هناك تراحم فيما بيننا وأن يكون هناك تآخ ومودة فيما بيننا ، فعسى أن يدفع الله سبحانه وتعالى المودة والرحمة فيما بيننا كيد الكائدين وعبث العابثين ومكر الماكرين، وقد توسعت في هذا الجواب لأنه ستأتي أسئلة أخرى حول مسألة الإيمان وسأحيل بإذن الله بعد ذلك على هذا الجواب ، والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم.
وأما زعم أنني أقول بقول المرجئة في مسائل التكفير فهذا من الباطل أيضاً، ولا أدري هل إذا خالفتُ رجلاً في تكفيره الحاكم المسلم، ورددت قوله بالدليل أكون مرجئاً؟ وهل إذا حذرت من الخروج على ولاة الأمور، ورددت على من يثير الفتن والتفجيرات ويزعزع الأمن وينتهك الحرمات أكون مرجئاً؟ وهل إذا قررت السمع والطاعة في المعروف لولي الأمر المسلم –وإن كان جائراً- أكون مرجئاً؟ (سبحانك هذا بهتان عظيم).