بسم الله الرحمن الرحيم
[font="]الرّبيعُ الّذي ألغَى فُصُولَ السّنة ..... !
[/font]
[/font]
[font="]ما ورد في هذا الموضوع لا يمثل رأي جماعة ولا فئة ولا طائفة إنما هو رأي خاص نستشفه من خلال تلك الاسطر القليلة التي نتزود بها من بطون الكتب ومناقشة بعض اهل الرأي من الاخوة الافاضل ولا يعدو ان يكون مجرد رأي خاص ، كنت قد كتبته منذ اكثر من شهرين تقريبا لغير هذا المنتدى وبطلب من أحد الاخوة الافاضل ..، وهذه تعتبر مقدمة بحث متواضع حول الاحداث يقع في اكثر من نيف ومائة وستين صفحة تقريبا اخترت منها مقدمتها ، بدا لي في لحظة من الزمن ان اعيد نشرها على هذا المنتدى لعل الله ان ينفع بها قارئها والله المستعان ...........
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[/font]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[/font]
[font="]الحَمدُ للّه والصّلاةُ والسّلامُ على رسُول الله ..
[/font]
[/font]
[font="]منَ الصّعبِ الإحاطةُ بخَفَايَا وتفَاصيلِ الأحداثِ منْ حَولنا ، ومنَ الصّعبِ أيضاً أنْ نَتوصلَ إلى الحقيقَةِ كَاملةً في صُورتهَا الّتي شَاءَ لها أصحَابُها أنْ تَبقَى طَيّ السّرِ والكتمَانِ ، إلى أنْ يأذَنُوا بذلكَ ..أو تَفنَى بزوالهم ....![/font]
[font="]ولا يَمنعُ هذا أبداً أنْ يقفَ العاقلُ موقفاً يُشكلُ من خلالهِ صورةً تَستقرُ في حَيّزٍ من تَفكيرهِ بإزاءِ كُلِّ حدثٍ يُواجهُهُ في حَيَاتهِ اليومية ..[/font]
[font="]اعْترفُ ابْتدَاءاً وبشَيئٍ منْ جُرْأَةٍ ، وثقَةٍ كبيرَةٍ ، أنَّني منذُ اليَومِ الأولِ وقَفتُ مَوقفَ المُتفرجِ ..، ومَوقفَ المُتَحرّجِ ..، ومَوقفَ الرافضِ ..، لتلكَ الأحداثِ في عالَمنا العَربي ، والّتي اصَطَلحَ أهلُ الرَأيِ والفكرِ والحِجَى علَى تَسميَتهَا ، بالرّبيعِ العَربي [/font]
[font="]فلَمْ يَكُنْ ربيعُ القَومِ يسْتَهويني ..ولـمْ يَجدْ لهُ زاوية يَأوي إليها في تَفكيري البسيطِ كمُوَاطنٍ عَربيٍّ مُسلمٍ تَشُدُّهُ حِبَالٌ وَثيقةٌ بمَاضيهِ ، وبـمَنْ سَلفَ منْ هذهِ الأمّةِ زَكيّةِ العَرفِ ، طَيّبَةَ الذّكرِ ، عَريقَةَ التّاريخ ....[/font]
[font="]وكُنتُ دائماً أتَساءَلُ فيماَ بَيني وبَيني..، وفي أُوَيقَاتِ الفَراغِ ..، عندَما أخْلُو الى نَفسي ..[/font]
[font="]هلْ نحنُ في حَاجةٍ إلى ربيعٍ عَربيّ .. بلَونِ الدّمِ ورائحةِ البَارُود .. ؟[/font]
[font="]وهلْ نحنُ في حَاجةٍ إلى اظْطرابِ أوضَاعنَا وتَردّيهَا ..، أكثَرَ ممّا هي عليهِ منَ التردّي والإظطرابِ والإنهيار .. ؟[/font]
[font="]هلْ نحنُ حقاً في حَاجةٍ إلى أنْ نَحتَكمِ الى قَانُونِ الفَوضى ، وتَعْميمِ ثَقَافةِ القَطيعِ الّتي تُسَيطرُ على تَفكيرِ العامَّةِ ..، والغَوغاء ..؟[/font]
[font="]وهلْ عندَما تَتهاوى عُروشُ أولئكَ الحُكّامِ ..، وتَنقَلبَ مَوازينُهم ..، وتَدُورُ عليهمُ الدَوائرُ ..، نَكُونُ بمَأمنٍ منَ الآتِي على ظَهرِ تلكَ الجُمُوعِ الّتي لا تُفرقُ بينَ حقٍّ تُطالبُ بهِ ..، وبَاطلٍ يَستوجبُ دفعُه ..؟[/font]
[font="]وكيفَ تَكونُ النتَائجُ ..، إذا كانتِ المُقدمَاتُ بأيَادٍ تُحركُها الأهواءُ.. في سَاعةِ غَضبٍ ..، وسَاعةِ حَاجَةٍ ..، وسَاعَةِ اظْطرَارٍ ..، تحتَ ضغطِ الواقعِ الّذي تَعيشهُ فئةٌ عَريضةٌ منْ شُعوبِ أمّتنا..؟[/font]
[font="]لا أُريدُ أنْ يُحْمَلَ قولي هذا على أنّهُ صورة تُمثلُ ظَاهرةَ الخُنُوعِ للحَاكمِ في شَتّى صُورهِ المختلفةِ..، سواءٌ في صورةِ الحَاكمِ المُستبدِّ .، أو الطَاغية أو في أيّ صورةٍ [/font]
[font="]منْ تلكَ الصُوَرِ الّتي تُبدي لناَ وسَائلُ الإعلام المأْجُورِ والمَقبُورِ والمَكسُورِ شَيئاً منها [/font]
[font="]كُلّمَا أُلْقِيَ إلى أربَابِها بعضُ الفُتَاتِ المُتَسَاقطِ على مَوائدِ الحُكّامِ في لحظةِ فَرحٍ مَشرُوط ..[/font]
[font="]كمَا لا أُريدُ أنْ يُنظرَ إلى المَوضوعِ من زاويةٍ شرعيةٍ..، فلذلكَ مَقَامٌ غيرُ هذا المَقَامِ ، والعلمُ إذا ألقيَ إلى غيرِ أهلهِ أبْتُذلْ ..، ولقَد دَرجَ أهلُ العلمِ على أنْ لا يُحدثُوا ببعضِ مَرويَاتهم وآثارهم الّتي تَنَاقلوها ..، سواء مُشافهةً وسَمَاعاً ، أو وِجَادَةً ، في مَجالسِ العَامّةِ خَشيَةَ أنْ يُحمَلَ رأيهمُ على غيرِ مَقَاصدهِ ومَعَانيهِ ..، كماَ حدثَ مع أنسٍ بن مالكٍ - رضيَ اللهُ عنه - عندمَا ندمَ على تحديثِ الحجّاج بن يُوسفَ الثَّقفيّ بحديثِ العرنيين ، لِما في ذلك من شُبهةِ أخْذِ الحجّاجِ خُصُومَهُ ، وخُصُومَ الدولةِ آنَذاك بتأويلً ، يستشفهُ منْ ألفَاظِ الحَديث ومَعَانيه ..[/font]
[font="]أَيْ نعم ، لا بُدَّ منَ الإقْرَارِ بأنَّ أوضَاعَنَا في عَالمنا العَربي والإسلامي ليسَتْ على ما يُرامُ .. فلقد مَسّنَا الضُرُّ ربّنَا ..وأنتَ أرحمُ الرّاحمين [/font]
[font="]مَسّنَا الضُرُّ في كُلِّ شَيئ ...، [/font]
[font="]في عَقيدتناَ ..، فللشّركِ مَظَاهرٌ كثيرةٌ في أوطَاننَا ، منْ شركِ القُبُورِ الى شركِ القُصُور ... ![/font]
[font="]ومَسَّنَا الضُرُّ في أخْلاقنَا .. منْ لَهوٍ وعَبَثٍ وفسقٍ وفُجور [/font]
[font="]ومَسَّنَا الضُرُّ في مَعَايشنَا .. منْ فقرٍ وقِلّةِ ذاتِ اليدِ في الأهلِ والمَالِ والدُّور[/font]
[font="]مَسَّنَا الضُرُّ في كلّ شَيئٍ منْ حَولنَا ..، وضَاقَ الإنَاءُ بمَا فيه ، ومنْ يُنكرُ هذا فقد جَانبَ الصّواب .. ، وخَالفَ الشّاهدَ المنظُورَ والمسْطُور .. منَ الخَبَرِ المأثُور[/font]
[font="]لا أقولُ للصّبرِ حدودٌ ..، فالصّبرُ نعمَةٌ منَ اللّهِ لا حُدودَ لهاَ، ولا يَعرفُ طَعمَها [/font]
[font="]إلا منْ ذَاقَها، والصّبرُ أدبٌ إسلاميٌّ رَاقٍ .، يَتَطلّبُ مُجَاهدةَ نَفسٍ وعُلُوَ هِمّةٍ كبيرَةٍ [/font]
[font="]والصّبرُ هو الصّبر ...، زِينَةُ الرّجَالِ وزَادُ الأنبيَاء ..[/font]
[font="]{فَاصْبرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ العَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلاَ تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأنَّهُمْ يَوْمَ يّرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُواْ إلاَّ سَاعَةً مِّن نَهَارِ بَلاَغٌ . فَهَلْ يُهْلَكُ إلاَّ القّومُ الفَاسِقُونَ .}[/font][font="] –[/font][font="]الاحقاف 35[/font][font="]-[/font]
[font="]قَولُه تَعالى ولا تَستَعجل لَهم ، أي لا تَستَعجل العَذابَ لهم ، فَإنَّهُ نَازلٌ بهمْ لا مَحَالةَ ، كأنَّه ضجرَ بعضَ الضجرِ ، فأحبَّ أنْ يَنزلَ العَذابَ بمنْ أبَى منهم ، فأُمرَ بالصَّبرِ وتَركِ الاسْتعجَالِ [/font]
[font="] - معالم التنزيل للإمام محي السنة أبي محمد الحسين بن مسعود البغوي ص : 273 المجلد السابع - [/font]
[font="]هذا التَّوجيهُ الإلاهيُّ لنَبيِّه – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ – في مثلِ تلكَ السَّاعَةِ من الضجرِ والشدَّةِ والحَرجِ والضيقِ ، ممَّا كانَ يَلقاهُ من أذَى المُشركين ، ومن شَايَعهم يمثلُ في حَدِّ ذاتهِ منهجاً رَبَّانيا في الانتصَارِ للحقِّ والتَّمكينِ لدينِ اللهِ في الأرض ..[/font]
[font="]والمَنهَجُ ..، هُو هُو ..، لا يَتَغيَّرُ ولا يَتَبدَّلُ [/font]
[font="]روى البخاري رَحمَة الله عليه في " صحيحه " عَنْ خَبَّابِ بْنِ الأرَتِّ رضي الله عنه قَالَ : شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ [/font]
[font="]فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، قُلْنَا لَهُ: " أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا ؟، أَلَا تَدْعُو اللَّهَ لَنَا ؟ "، قَالَ[/font]: [font="]" [/font][font="] كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ، فَيُجْعَلُ فِيهِ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِه،ِ وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ أَوْ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ [/font][font="] "[/font].
[font="]ولَكنّكُم تَستَعجلُون ..، إيْ ورَبّي إنّه الحَقٌّ الّذي يُنكرُون ، والحَقُّ الّذي نحنُ عنهُ غَافلُون ...![/font]
[font="]إنَّهُ المَنهجُ الرّبَاني في تربيَةِ الجيلِ المُسلمِ على الصّبرِ وتَركِ العَجلَةِ في كلَّ أمْرٍ ذي بالٍ.، والثقَةُ بنَصرِ الله، فإنَّ ذلكَ الجيلَ القرآني الفريد الّذي ربَّاهُ صَلَّى الله عليهِ وسَلَّم - في مَكّةَ - ..، جيلَ خَبَّابِ وصُهيبِ وأَبي بَكرٍ وعمَر وعُثمَانَ وعَليَ رَضيَ اللهٌ عنهم جَميعًا ، اسْتَحَقَّ عنْ جَدَارةٍ .. وِسَامَ الخَيريَّةِ بشَهَادَةِ خَيرِ الخلقِ مُحمد - صلّى الله عليه وسَلّم -: خَيْرُ النَّاسِ قَرْني..[/font]
[font="]جِيلٌ تَربى على الصّبرِ وتَركِ العَجَلةِ .. فاسَتَحقَّ النَّصْرَ .. وحَمَلَ الاسْلامَ [/font]
[font="]من مَكَةَ الى أصْقَاعِ الأرضِ كُلهَا ..[/font]
[font="]ألَمْ يَكُنْ في وُسعِ خَبّابَ - رضي الله عنهُ - أن يَعْمَدَ إلى سلاحهِ ويَجمَعَ[/font]
[font="] منْ خيرَةِ الرّجَالِ ممَنْ أسلَمَ منْ أبْنَاء الأشْرَافِ من قُريشٍ ومن العَربِ ومَواليهم[/font]
[font="] مَا يقُضُ بهِ مَضَاجعَ الكُفرِ وهُوَ بينَ ظَهرانيهم ...؟ ، [/font]
[font="]ولا شَكَّ أنَهُ كَانَ سيَجدُ[/font] [font="]لَهُ نَاصراً قَوياً، من المُستضعفين آنَذاك.. ومُبرراً عَقليَا أشدَّ وأقوَى ، وَقَد لا يُثنيهِ عنْ فعلهِ شَيئٌ إلاَّ أنْ يَكُونَ وَرَاء ذلكَ مَحظُورٌ أو مَانعٌ شَرعيٌّ ..، ولَيسَ في رَدِّ النبيِّ صلَّى الله عليهِ وسَلَّمَ ما يُوحي بذلكَ..، ولكنَّ الّذي لا يَنطقُ عن الهَوى يُدركُ مَا وراءَ الأكَمةِ ويَعلمُ ما لاَ يَعلمُ خَبَّابٌ وصَحبهُ ولَكنّكُم تَستَعجلُون ..[/font]
[font="]كُنتُ دَائماً أقُول ..، أنهُ عندَمَا يَتَحركُ الشاَرعُ العَربيٌّ ، تَتَحَرّكُ الأهْوَاءُ ، ويَتَحَرّكُ النَفعيُونَ ..، والسَّمَاسرَةُ..، وبَاعةُ الأفكَارِ ..يَتَحركُ كلُّ هؤُلاء وهُمْ كُثُرٌ على اختلاَفِ مَنَاهجهم ، يَتَكَلمُونَ بلُغَتنَا ..، ويَستَقبلُونَ قبْلتَنا ..، ويَأكُلُونَ ذَبيحَتَنا [/font]
[font="]ويُصَلُونَ في مَسَاجدنَا .. ولكنَّ مَذاهبَهمْ رُوميةُ الكَاسِ ..، كسرَوية الانفَاس [/font]
[font="]يَتَحَركُونَ على جَميعِ الجَبَهَات ، ويَتمُّ تَغْييبُ العَقلِ ، و تَغْييبُ الشّرعِ في صَمتٍ [/font]
[font="]منْ أهلِ الحَلِّ والعَقْدِ ..، يَتَحَركُونَ ويَريدُونَ أنْ يَكُونَ لَهمْ نَصيبٌ منْ هَذا الرَّبيعِ العَربيّ الّذي ألْغَى جَميعَ فُصُولَ السَّنَةِ كُلِّهَا ..، ودُونَ سَابقِ إنذَار ..[/font]
[font="]يَتَحَركُون ولا يَقدرُونَ بعدَهَا عَلَى شَيئٍ ممَا كَسَبوا ، همْ والقَابضُ على المَاء سَواء [/font]
[font="]ولَكنّكُم تَستَعجلُون ..[/font]
[font="]وعَلَى بَسَاطَةِ هذهِ الكَلمَات إلا أنَها تُمَثلُ تلكَ الحَقيقَة الّتي لا يُريدُ لها بَعضُ أربَاب المَنَابرِ والمَحَابرِ أنْ تَكُونَ واقعَا يَحتَكمُ إليهِ المُسلمُونَ فوقَ الأرضَ ، وهمْ يَتَطلعُونَ إلى إعَادةِ بعثِ تلكَ الأمةِ من جَديد لكَي تَسْتَلمَ الريَادَة والسيَادَةَ والقيادَةَ بعدَ أنْ ظهَر الفسَادُ في البَرِّ والبَحرِ بمَا كَسَبتْ أيدِي النَّاس ..[/font]
[font="]ولَكنّكُم تَستَعجلُون ..... ولَكنّكُم تَستَعجلُون..[/font]
[font="]مَعَ أنّني قَد طَرحتُ في مُقدمتي لهَذا المَوضوعِ جُملةً منَ الأسئلَةِ، إلاّ أنّني صَرَاحَةً[/font]
[font="] لمْ أكُنْ أبحَثُ لَها عنْ جَوابٍ صَريحٍ صَحيحٍ بقَدرِ مَا أريدُ لَها أنْ تَستَقرَّ إلى حينٍ[/font]
[font="] في عَقلِ القَارئِ حتّى تَتَمخضُ الأحداثُ عنْ تلكَ الحقيقةِ المُغّيَّبَةِ عنْ عُقُولِ النَّاسِ وسيَكونُ يَومَها للجَوابِ أثرٌ بَيِّنٌ في إظهَارِ الحَقِّ .. وكَشفِ المَسْتُورِ ..![/font]
[font="]ومَعَ ذلكَ كلّهِ ، لا بُدَّ منْ ذكرِ شَيئٍ مِمَّا عَنَّ لي في خَاطري ، وبَدا لي - عَلى ضَحَالةِ مَا في جُعبَتي - أنْ يَكُونَ مُقدمَةً وَاضحةَ البَيَان .، صَحيحَة اللّفظِ صَريحَة المَعَان .، في استِجلاءِ الحَقيقَةِ الّتي نَشُدُّ عَليها بالبَنَان ، لاعتقَادنا أنَّها الحَقُّ المَنشُود ، والغَرَضَ المَقصُود ، من تلكَ الأسئلَةِ الّتي تَجتَمعُ رَوَافدُها ، في سُؤالٍ واحدٍ ، هو بيتُ القَصيد وغَايةُ المستَفيد ، والّذي تنَاقلَتهُ العُقُول والفُهوم .. بتَعابيرَ مخْتَلفةٍ تتفقُ في مَعنى واحدِ ألا وهو : هلْ نَحنُ في حَاجةٍ الى ذلك الرّبيع العَربيِّ .....؟![/font]
[font="]ولكي لا نَفقدَ طَرفَ الخَيطِ الأولِ ، في الإجَابةِ على سؤَالنَا ، استَطيعُ أنْ أقولَ : [/font]
[font="]أنَّ من مُميزاتِ الطَرحِ الإسْلامي في التَغييرِ ، أنَّ له مَرجعيةٌ ثَابتةٌ ، لا تَخضعُ لمَعاييرِ التَطوُرِ المَاديِّ الّذي يَلحقُ كَثيراً منَ الأفكَار الّتي هي مَحضُ تَرفِ العُقُول ، وشيئٌ من الفُضول ، الّذي مَهمَا سَمَا به أصحَابهُ يَبقَى مُجَردَ رأيٍّ يَتَقَاذفهُ الخَطأُ والصَوابُ ثُمَّ لا يَلبَثُ أنْ يَتَكَشَّفَ عنْ سَرابٍ بقِيعةٍ يَحسَبُهُ الضَمآنُ مَاءاً ..![/font]
[font="]والطَرحُ الاسلامي يَعتمدُ في جَوهرهِ على تَفسيرِ النّصُوصِ الشَرعيةِ وفقَ فهمِ السلفِ والوُقُوفِ عندَ حُدودهاَ ، دونَ تَحريفٍ أو تَزييفٍ أوتَبديلٍ ، ودُونَ تأويلٍ يَخرجُ بالنَّصِ عنْ مُرادهِ في مُحاولةٍ لإخضَاعِهِ لمُتَطلبَاتِ الأهوَاء ومُستجداتِ العَصرِ بزَعمِ طائفةٍ من مُنتَسبي الفكرِ التحرري ، والمُفلسينَ ممنْ تربَوا في ديارِ الكُفرِ وأحضانهِ .ومن مُميزَاتهِ أيضاً ..، صَفَاء المَنهجِ في تفسيرِ الأحداثِ وإيجادِ الحُلُولِ لها ، [/font]
[font="]لا كمَا يفَسرُها الغربُ الكَافرُ ، وفقَ معطيَاتِ العرضِ والطّلَب ، بفَصلِ الدٌّنيا عن الآخرةِ ، وفَصلِ الروحِ عن الجسدْ ، بل بأخذ الأسبابِ وربطها بالعالمِ الغيبيِّ الّذي تأنسُ النَّفسُ إليهِ ، فَتَشعرُ بذلك الأنسِ الذّي يخَففُ عنهَا وطْأَةَ الضجرِ واليأسِ والقُنُوطِ كلّمَا شعَرتْ بضيقِ الدُّنيا ، وفقدانِ الأملِ في فيَافيهَا ..[/font]
[font="]تلكَ هي الحَقيقَةُ الّتي جعَلتْ من ربعي بن عامرٍ - رضوان الله عليه - يقفُ موقفَ الحَكيمِ أمامَ رُستم قائدِ الجُيُوشِ الفارسيةِ ويَصدعُ بكُلِّ عزَّةٍ وأنفَةٍ : إنَّ اللهَ ابتَعثَنا وجَاءَ بنَا ، لنُخرجَ منْ شَاءَ منْ عبادَةِ العبَادِ إلى عبادَةِ الله ، ومنْ ضيقِ الدّنيا إلى سعَتهاَ ، ومن ْ جَورِ الأديانِ إلى عدلِ الإسلامِ ...![/font]
[font="] فمنْ علّمَ الأعراب فلسفَةَ الحيَاة ، ومُجابَهةَ الطُغاة .. ؟ إنَها التّربية النَبويَّة لذلكَ الجيلِ المُتميّزِ في كلِّ شَيئ .[/font]
[font="]إنَّ التَصورَ الإسلامي للتَمكين لدينِ الله في الأرض وتَحقيقِ مُرادِه – جَلَّ وعَلا - من خَلقِ الخلقِ ، وتَقديرِ مصَالحهم فيها ، يَختلفُ بالكليَّةِ عنْ أيَّ تَصورٍ بَشريٍّ في تَقديرِ مَصالحِ النّاسِ وعلاقَاتِ بعضهم ببَعض ..[/font]
[font="]فالغَايةُ من الخَلقِ هي تَحقيقُ التَوحيدِ ، وإفرادُ الله سبحانهَ وتَعَالى بالعُبُوديةِ المُطلقةِ في كلِّ شَأنٍ من شُؤونِ النَّاس وحَيَاتهم :[/font]
[font="]{ قُلْ إنَّ صَلاتي ونُسُكِي ومَحْيَاي ومَمَاتِي للهِ رَبِّ العَالَمينَ }[/font] [font="]الأنعام -162 [/font]
[font="]وتَحقيقُ التَوحيدِ لا يُمكنُ أنْ يأتي على ظَهرِ دَبَّابةٍ تَحملُ صليباً، ولا على أنغَامِ طبْلَةٍ ومزمَار في شَوارعِ المَدينة الصَاخبَةِ، ولا على تأليب العَامَة وتأجيجِ العَواطفِ والحَمَاسةِ الفارغَة، ولا على القَتلِ بالظنِّ وترويعِ الآمنينَ والمُستأمَنين...
[/font]
[/font]
[font="]ولا يُمكنُ أنْ يأتي تحتَ رايةٍ عَمِيّةٍ لا يُعلمُ ظَاهرهَا من بَاطنهَا ..[/font]
[font="]إنَّ تَحقيقَ التَوحيدِ يَختلفُ بالكليّةِ عنْ تَحقيقِ عقيدةِ رغيفِ الخبزِ اليَابسِ وكُوزَ المَاءِ الباَردِ ، تلكَ العَقيدَةُ الّتي تَسعى دوائرٌ كثيرة تعملُ في السرِّ والعلنِ من أجل[/font]
[font="] أنْ تجعلَ منها قضيةَ أمَّةِ ، تَستَحوذُ على تفكيرِ المسلمِ وتَستغرقُ حيَاتهُ كلَّها .[/font]
[font="]فهلْ يُدركُ أولئكَ الذينَ طَبَّلوا في يَومٍ من الأيَّامِ - سواءٌ بجَهلٍ أو بعلمٍ – للظّاهرةِ البُوعزيزية - وجَعَلوا منهَا حَدثاً يُمَثلُ صَحْوَة الضَميرِ العَربي أنَّهم أسْهَموا بشَكلَّ[/font]
[font="] ماَ في هَدمِ عقيدَةِ التَوحيدِ في ديارِ الإسلام ، وفي نفوسِ الشَبَابِ المُسلمِ ..؟[/font]
[font="]هل يُدركونَ جَيّدا مَغَبَّةَ فعلهم ..؟ أمْ يُريدونَ أنْ تَتَحولَ كثيرٌ منَ الظَواهرِ الغَريبةِ عنْ مُجتَمعَاتناَ الإسلامية إلى عقيدَةِ ينْشَأ عليها جِيلٌ بكَاملهِ ..[/font]
[font="]إن مَعركةَ الأفكاَر أشدُّ وَقعًا وتأثيراً في نُفُوسِ النَّاسِ منْ مَعركةِ السلاحِ والحَرب[/font]
[font="]ولنْ يَضرَّ الأمة أنْ تَمُوتَ جُوعاً في شِعْبٍ منَ الشِّعَابِ وهي تَدينُ للهِ بوحْدَانيتِه [/font]
[font="]ولَنْ يَضرَهَا .. فَقرٌ ، ولا ضَعفُ مَاديٌّ .، ولا حصَارٌ .، ولا أنْ تَخسَرَ مَعْرَكَةً على الأرضِ ..وهي تَحيَا بالتَوحيدِ وللتَوحيد ، ولكنْ يَضرها أنْ تَتَحولَ تلك المَفَاهيمُ الصَحيحةُ إلى مفَاهيمَ مغلُوطةِ يعْتَريهَا غَبشُ التَّصَوُرِ وانْحرافُ المُعتَقدِ .[/font]
[font="]فيَصبحُ الكُفرُ والإيمَانُ في حِسِّ النَّاشئةِ والجيلِ المُسلمِ مُجَرّدِ قُصَاصَاتِ منَ الأوراقِ تُوضعِ علىَ الرفُوفِ .، وتَحضى بشيئٍ من القَداسَةِ ، ولا أَثرَ لهاَ في حيَاةِ النَّاسِ [/font]
[font="]ويُعجبني في هَذا المَقَام كلمةٌ طيبةٌ للأستاذ محمد قطب يقٌول فيها :[/font]
[font="]ليسَ الصّرَاعُ الحَربيُّ هوَ حَقيقَةُ الصّرَاعِ ، أوقُلْ : - علَى أقلِّ تَقديرٍ - ليسَ وَحدهُ هوَ حَقيقةُ الصّرَاعِ ، إنَّمَا حَقيقةُ الصّرَاعِ هي القيَمُ الّتي تُقَاتلُ منْ أجلهَا الجُيوشُ والّتي يَنشُرُها أصحَابُها حينَ تَنتَصرُ الجيُوش ، وفي هَذَا يَتَميَّزُ الفَتحُ الإسلاميُّ عنْ كلِّ الحَرَكاتِ التَّوسُعيَّةِ في التَّاريخ ..
– محمد قطب / كيف ندعو النّاس ص : 125 ./ هـ .
[/font]
– محمد قطب / كيف ندعو النّاس ص : 125 ./ هـ .
[/font]
[font="]عندَمَا نَتَحدثُ عن التَغييرِ، فحَتما ولا بدَّ من الحَديثِ عن هذهِ الظاهرةِ الربيعيةِ الّتي اجتَاحتْ العَالَمِ العَربي، ومنَ المُجَازفَةِ المُبَكرةِ الاعتقَادُ أنهَا ظاهرةٌ مَعزولةٌ وغيرُ مُوجَّهةِ، ومنَ السَّذاجَةِ الفكريّةِ، بلْ ومن الغَفلَةِ الّتي نُهينَ عَنهَا في دينِنَا..![/font]
[font="]{وَدَّ الّذينَ كَفَروا لَو تَغْفَلُونَ عَن أسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَميلُونَ عَليكُمْ مَّيْلَةً وَاحِدَةً } ..- سورة النساء الآية : 102 [/font]
[font="]الاعتقَادُ أنَّه لا خَوْفَ منْ أنْ يَكُونَ لمُعسكَرَ الكُفرِ اليّدُ الطُولى في إدارَةِ الأحدَاثِ، وتَوجيههَا ، وتَحريكها ، والإستفَادةِ من ريعِهَا ، ومن كَعْكَةِ الرَّبيعِ العَربيِّ الّتي تُطهَى في فُرنِ البلادِ العَرَبِيَّةِ ، وبأيَادٍ عربيةِ ووَقُودٍ غَربيِّ مُسْتَورد ...![/font]
[font="]وقدْ يَبدوا لأولِ وَهلَةٍ ، أنَّ سقوطَ رؤوسِ بعضِ الأنظمةِ في البلادِ العَربيةِ فيهِ خَيرٌ كثيرٌ للمُسلمينَ ، ولكنَّه خيرٌ لا يَخلُو منْ شَرٍّ أبَدا .، وأولُ الشَّرِ أنْ يُصبحَ للكفرِ موقعٌ من الرضى والقَبُولِ في نُفُوس النَّاس ، وتصبحُ كثيرٌ من تلكَ المَفَاهيمِ العَقديةِ مُجَردَ كلامٍ لا قيمَةَ له في تَصَوُّرِ العَامَّةِ ،كالولاءِ والبَراءِ ، والحُبِّ والبُغضِ في اللهِ ، ويصبحُ الجهّادُ ثَورةً ، لها أحكَامُها الخَّاصةِ ، وهي بالتأكيدِ تختلفُ عنْ أحكام الجهَادِ في الإسلامِ ، ويُصبحُ العدوُ الكَافرُ صديقاً ..أوليسَ هُوَ منْ حَمَى الثّورةَ وآزرَ تلكَ الجُمُوعِ الّتي كانَت ترزح تحتَ احتلالِ الطّاغيةِ المَخلوعِ ..؟[/font]
[font="]وقدْ يُصبحُ الكَافرُ في لحظةِ غَفلةٍ ، هو الوَصيٌّ والحَاكمُ بأمرهِ في ديارِ الإسلام ..[/font]
[font="]إن المُتغلبِ في ربيعِ القومِ هُو مَنْ يَفرضُ قَانُونَه ، وفِكرَهُ ، ومَنْهَجَهُ عَلى الأرضِ ، ولَقَد أثْبَتَتْ التَّجَاربُ عَبرَ التَّاريخِ أنَّ الخَطَرَ لا يَكمُنُ وَرَاء طَلقَةٍ منْ فَوهَةِ بندقيَّةٍ [/font]
[font="]بَل في نَفثَةِ حبرٍ منْ قَلَمٍ مأجُورٍ ..![/font]
[font="]وَلَمْ يَرعني شَيئٌ عَلى أعتَابِ هَذاَ الرَّبيعِ العَربيِّ مثلمَا رَاعَني كَثرَةُ الأقلامِ المأجُورَة الّتي تَمَّ تَجريدُها لخدمَةِ الفكرَةِ وتَزيينهَا في عُقُولِ النَّاس ..![/font]
[font="]إنَّ الّذينَ يَزعُمونَ أنَّه لا يُمكنُكَ أنْ تَستَحمَّ في النَّهرِ الوَاحدِ مَرّتين ، أولئكَ وَاهمُون [/font]
[font="]ولمْ يُدركوا بعدُ حقيقَةَ الصّراعِ بينَ الكُفرِ والايمَان ..! أكَادُ أجزمُ أنَّ أَيَّ تَحركٍ لمُعسكرِ الكفرِ فَوقَ الأرضِ لا يَخدمُ إلا مَصالحِ الكفرِ ، وقدْ شَاءَ ربُّكَ في مَا مَضَى من عُمرِ هَذهَ الأمَّةِ ، أنْ قَيَّضَ لهَا رجَالاً منْ أمَّةِ مُحمدٍ– صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّم –[/font]
[font="]أَحيَوا مَجدَها بَعدَ أنْ ظَنَّ النَّاسُ أنْ لا قيَامَ لأمَّةِ الإسلامِ، بعدَ تلكَ النَّكَبَاتِ الّتي لَحقَتْ بهَا.، فَكَانت دَعوةُ التَّوحيدِ في شبهِ الجزيرَةِ العَربيةِ بقيَادةِ الشيخِ محمد بن عبدِ الوَهَّاب رضوانُ اللهِ عليه، إيذَانًا قَويًّا أنَّ الأمَّةَ بخير، وأنَّ الأمَّةَ علَى مَوعدٍ معَ فَجرٍ جَديٍدٍ، ولَو قَدَّرَ اللهٌ لتلكَ الدّعوةِ، أنْ تَستَغرقَ زَمَنًا أطولَ في حيّاةِ الأمَّةِ [/font]
[font="]لَتَغَيَرتْ كَثيرٌ من المَوَازين علَى الأرض...![/font]
[font="]يَقول الأستاذ محمد قطب عنْ دَعوةِ الشّيخ :[/font]
[font="]والحَقُّ أنَّ الحَرَكةَ الأم لهذهِ الصّحوَةِ كَانت حرَكَةَ الشّيخِ محمد بن عَبد الوَهّاب في الجَزيرَة العَربيةِ ، ولَو قَدَّرَ اللهُ للأمَّةِ أنْ تَستَيقظَ عَلى هَدي هذهِ الحّركةِ لَتَغيَرَ التَّاريخ ولَكنَّ الأمَّةَ في حينهَا لمْ تَكُنْ عَلَى استعْدَادٍ لأنْ تَصحُوا ! كَانتْ غَارقةً في السُّبَاتِ [/font]
[font="]العَميقِ، فَخُيِّلَ إليهَا حينَئذٍ أنَّ صَيْحَةَ الشّيخِ المُجَلجلَةِ كَانتْ كَابُوساً مُزعجًا، سُرعَانَ مَا أَصَمَّتْ عَنهُ أُذنَيهَا، وأغمَضتْ عَينَيهَا مرَّةً أخرى، وأسْلَمَتْ نَفسَها للرُّقَادِ...... ، إلى أنْ يَقول : [/font]
[font="]ثُمَّ جَاءتْ الظُرُوفُ السيَاسيةُ فَمَدَّتْ فَترَةَ الإنحرَافِ في حَيَاةِ الأمَّةِ إلى حينٍ ، فَقَد [/font]
[font="]وُجدَ منْ يُغري السُّلطَانَ بالحَرَكةِ علَى أسَاسِ أنَّها تَمَرُّدٌ سيَاسيٌّ ولَيسَ حَركة تَصحيحيَة يُرَادُ بها إخراجُ الأمَّةِ من ضلالاتها وَردّهَا إلى الدّينِ الصَّحيحِ ، ويَخطرُ في ظنّي أنَّ الصَّليبية الصهيُونية كَانَ لها دَورٌ في إيغَار صَدرِ السُّلطانِ علَى الحَرَكَةَ[/font]
[font="]لأنَّ محمد عَلي صَنيعةُ فرنسَا عَرضَ نفسَهُ وخَدمَاتهِ للقَضَاءِ علَى الحَركة في الجَزيرَة فاستَخدَمهُ السُّلطَانُ بالفعل ......،[/font]
[font="]وَأَيًّا كَانَ الأمرُ فقَد بَدَا - إلى حينٍ – أنَّ الحَرَكةَ قد مَاتتْ في مَهدهَا ، وانحَصَرتْ في دَاخلِ الجَزيرَةِ العَرييةِ ، وكَانَ هذا الأمرُ وَهمًا آخَرَ من الأوهَامِ المُتَعدّدَةِ الّتي تُوحِي بالمَوتِ وتُعْرِضُ عنْ بَشَائرِ الحَيَاةِ ..! إنَّمَا كَانت الحَركةُ تَنبضُ بالحَيَاةِ الكَامنَةِ في قَلبهَا ، حتَّى أتَاحَ لهَا قَدرُ الله أنْ تَنتَشرَ فُروعها في حَركاتِ اليَقَظةِ الإسلامية الّتي تُمَثّلُ الصّحوَةَ الإسلاميةِ المُعَاصرَةِ وتَمتدُّ إلى كلَّ أرجَاء العَالمِ الإسلامي ..![/font]
[font="] كيف نكتب التاريخ الاسلامي / ص : 235-236 ../ ا.هـ
[/font]
[/font]
[font="]وتَتَكرّرُ ظاهرةُ محمد علي في كلِّ البلادِ العربيةِ ، معَ تَنَامي المَدِّ الإسلاميِّ الّذي يَستَلهمُ منْ دَعوَةِ الشّيخِ هَديهُ في إقرارِ التَّوحيدِ والرّجُوعِ بالأمَّةِ إلى مَنَابعِ الصَّفَاء الأولى ، ولا تَزالُ جُهُود الكُفرِ متظافرَةً تَدعمُها جَهَالاتٌ كَثيرةٌ تَحتَ عَمَائمَ كَثيرةٍ ، تُنَاصبُ تلكَ الدّعوةِ المُبَاركةِ العَداءَ وتَكيدَ لهاَ ، من أجلِ تَقويضِ أركَانها ، وخُذلانها ، ويأبَى اللهُ إلاّ أنْ يُعزَّ دينَه بمَنْ شَاءَ وبمَا شاء ، فلا تزَالُ طائفةٌ من النَّاس يستَبشرونَ من وراءِ تلكَ الدَّعوةِ خيراً في إعَادةِ مَجدِ هذهِ الأمَّةِ ، وإقرَارِ التَّوحيدَ في الأرض كلَّ الأرض ...[/font]
[font="]ومَا خلاَ مجلسٌ من مَجَالسِ النَّاس إلا ولدعوةِ الشيخِ فبهِ أثرٌ واضحٌ ، ولا يَزالُ أهلُ العقُولِ السَّليمةِ من المُسلمينَ ودُعَاتهم ، وقَادتهم ، يَعقدونَ أملاً كبيراً في أنْ يَكونَ لدعوةِ التّوحيدِ الّتي انطلقَتْ من الدّوحةِ المُحَمديةِ في شبهِ الجزيرَةِ العَربيةِ دَوراً بارزاً في عَودةِ الخلافَةِ الإسلاميةِ علَى منهاجِ النبوّةِ ، لا علَى منهاجِ الرّبيعِ العربيَّ ...! ويَرتقبونَ ذلكَ ارتقَابهم لهلالِ الخَيرِ في شهرِ الخيرِ، وأوشكُ أنْ أصرحَ فأقولَ :
[/font]
[/font]
[font="] إنَّ الكُفرَ لا يَتَحركُ في البَرِّ ولا في البَحرَّ إلاَّ من أجلِ مُحَاربةِ هذهِ الدَّعوةِ ، وَصَدِّ النَّاسِ عنهَا ..، ومَا ربيعُ القَومِ إلاَّ حلقةٌ جديدةٌ من مسلسلٍ طويلٍ عنوانُه :[/font]
[font="] دَمِّروا الإسلامَ أبيدُوا أهلهُ ..![/font]
[font="] { ولَيَنصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إنَّ اللهَ لَقَويٌّ عَزِيزٌ }
الحج /40 [/font]
الحج /40 [/font]
[font="]واللهُ المستَعان .... ا.هـ
ــــــــــــــــــــــــ .. / سراي علي
[/font]
ــــــــــــــــــــــــ .. / سراي علي
[/font]