بعد10 سنوات الأم تكتشف: ابنتي ما زالت حي

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

ابو الفداء الجزائري

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
19 ديسمبر 2007
المشاركات
1,528
نقاط التفاعل
8
النقاط
77
أصدرت المحكمة حكماً باعتبارها ميتة منذ 10 سنوات واعتقد الجميع أنه لم يعد لها وجود، لكن أمل ظهرت من جديد لتقلب كل الموازين وتفجر المفاجآت. إنها قصة غريبة. الصدفة هي البطل الوحيد فيها بعدما كانت وراء الابنة التي ظنت اسرتها أنها ماتت منذ عشر سنوات.
كانت الجلسة مثيرة في محكمة الأحوال الشخصية، سيدة في الستين من عمرها، تبدو الفرحة على ملامحها، وهي تتقدم الى منصة المستشار عصام حسب الله رئيس المحكمة.
سألها رئيس المحكمة عن قضيتها، وبكل هدوء بدأت السيدة منى الحديث: "يا سيدي القاضي ابنتي ماتت من عشر سنوات، وهذه هي الأوراق التي تحمل حكم المحكمة باعتبارها ميتة".
- رئيس المحكمة بعدما اطلع على الأوراق: "نعم يا سيدتي، ما تقولينه صحيح ولكن ما دخل المحكمة بقضية ابنتك.
- ابنتي يا سيادة المستشار على قيد الحياة. اكتشفت بعد عشر سنوات أنها لم تمت كما اعتقدنا كلنا".
بدت الدهشة الشديدة على وجه رئيس المحكمة، ولاحظت السيدة دهشته وعلامات عدم التصديق التي بدت على وجهه، وبسرعة قالت: "ابنتي خارج قاعة المحكمة ومعها كل الأوراق التي تؤكد شخصيتها، هل ترغب في رؤيتها"؟
طلب رئيس المحكمة دخول الابنة على وجه السرعة، وتقدمت منه أمل، الخوف والتردد ظهرا على ملامح وجهها، وقدمت بطاقتها الى رئيس المحكمة الذي فحصها بدقة ونظر الى الأم التي سالت منها دموع الفرحة كأنها تنتظر حكم المحكمة لتكتمل الفرحة لديها وتشعر أن ابنتها عادت بالفعل اليها.
ابتسم رئيس المحكمة وأكد أن الحكم سيصدر في نهاية الجلسة، وفي غرفة المداولة اتفق المستشارون على الحكم وخرج رئيس المحكمة ليعلن أن الحكم بموت أمل الذي صدر قبل 10 سنوات لم يعد له وجود. ارتفعت الزغاريد في قاعة محكمة الأحوال الشخصية بعد صدور الحكم المنتظر، واحتضنت الأم ابنتها طويلاً فما اصعب الفراق ووحشته.
عادت أمل مع أمها الى بيتهما القديم في حلوان، في الطريق كانت الذكريات تهاجم أمل التي لم تصدق مطلقاً سيناريو حياتها الذي يصلح مادة لفيلم سينمائي درامي.
ذكريات حزينة
لم تنس الأم نفسها ما حدث قبل اربعة عشر عاماً. كم تحملت هذه السيدة العجوز من مآسٍ منذ اليوم الحزين الذي هربت فيه أمل من منزلها وعمرها 20 سنة. هربت من قسوة والدها الذي كان يعاملها كأنها ليست ابنته.
ضاقت الشابة الصغيرة من أسلوب والدها ولم تجد مفراً من الهروب الى أي مكان... عادت الأم الى منزلها لتجد ابنتها وقد حزمت حقائبها واختفت تماماً. بحثت عنها في كل مكان ولكن بلا جدوى. مضت الايام دون أن يظهر لأمل أثر، لكن الأم لم تفقد الأمل مطلقاً في العثور على ابنتها الغائبة وجندت بناتها الأخريات في رحلة البحث عن شقيقتهن.
مضت الشهور سوداء متشابهة وأمل بعيدة عن أسرتها. فجأة تلقت الاسرة مكالمة مجهولة تؤكد أن ابنتهم ماتت في حادث وتم دفنها، وحاولت الأم الحصول على المزيد من المعلومات عن الحادث ولكن دون جدوى.
بعد أربع سنوات من اختفاء أمل قررت الاسرة أن ترفع قضية أمام المحكمة لاعتبارها متوفاة. وفي جلستين قضت المحكمة بوفاة أمل بعد انقطاع اخبارها وشكوك الاسرة في موتها بالفعل.
مات الأب بعد سنوات قليلة من اختفاء ابنته ومضت 10 سنوات كاملة على اختفاء أمل وبدأت الأم اجراءات الحصول على معاش لزوجها.
ذهبت الى التأمينات الاجتماعية لتنهي اجراءات المعاش، قدمت شهادات ميلاد بناتها وكذلك شهادة وفاة أمل ولم تكن تظن أنها ستواجه مفاجأة مثيرة.
توقفت موظفة التأمينات طويلاً أمام شهادة وفاة أمل وبين البيانات التي ظهرت على شاشة الكمبيوتر. التفتت الموظفة الى منى وعلامات الدهشة تبدو على وجهها وقالت: "هل انت متأكدة أن شهادة وفاة ابنتك صحيحة"؟


اندهشت منى بشدة من سؤال الموظفة وسألتها: "ماذا تقصدين بهذا السؤال؟"
ترددت الموظفة كثيراً قبل أن تتحدث وتقول: "البيانات المسجلة أمامي تؤكد أن ابنتك لا تزال على قيد الحياة ولم تمت منذ عشر سنوات، كما تقول أوراقك".
تلعثمت الأم ولم تدر ماذا تقول، ثم سألت الموظفة عما اذا كانت متأكدة مما تقول أم لا؟
قالت الموظفة: "بيانات الكمبيوتر لا تعرف الكذب، ابنتك كانت تعمل في مصنع بالعاشر من رمضان وهي مسجلة في التأمينات الاجتماعية".
"كسا الذهول ملامح الأم، وبلهفة اسرعت تسأل الموظفة عن بيانات ابنتها وعنوانها أو أي شيء يقودها اليها، فحصلت على طرف الخيط واسرعت الى مدينة العاشر من رمضان تسأل عن عنوان ابنتها.
اللقاء
توصلت الأم الى معلومة أكدت أن ابنتها تركت العمل الذي التحقت به وانتقلت الى العمل في محافظة الاسماعيلية. لم تيأس. سافرت الى الاسماعيلية، ساعات وأياماً متواصلة من البحث عن ابرة في كوم قش. لكن الله اراد أن يلم شتات الأسرة بعد طول غياب. فقد عثرت الأم على مكان وجود ابنتها التي تزوجت وعاشت مع زوجها في الاسماعيلية.


كم كان اللقاء باكياً ومؤثراً، أغمي على أمل وهي تحتضن أمها التي لم تتمالك نفسها، وتعرفت الأم على زوج ابنتها واحفادها من ابناء أمل.
عادت أمل مع أمها الى القاهرة، بكت أمل مرة أخرى وهي تقف أمام منزلها الذي عاشت فيه اجمل أيام عمرها وقالت "سامحك الله يا ابي، تسببت بإبعادي عن أسرتي كل هذا العمر"؟
قابلت شقيقاتها بعد طول غياب، لهفة اللقاء كانت واضحة على ملامح الشقيقات، وبدأت الابنة تحكي قصتها حينما خرجت من منزلها بعدما قررت الهروب من قسوة والدها، لم تفكر في شيء، وجدت نفسها في محطة القطار واستقلت القطار المتجه الى الاسكندرية.
عاشت أمل مع إحدى العائلات الفقيرة البسيطة، وبعد شهور تركت الاسكندرية وسافرت الى مدينة العاشر من رمضان بحثاً عن عمل. لم تمض سنة حتى اختلفت الابنة مع رئيسها وتركت العمل، وسافرت الى الاسماعيلية وهناك تعرفت على اسرة بسيطة واستأجرت غرفة في منزلهم وبدأت البحث عن العمل.
اعجب بها أحد أبناء هذه العائلة، تعاطف معها حينما علم بظروفها وطلب منها عنوان والدتها لكن أمل رفضت بإصرار خوفاً من والدها لأنها لم تكن تعلم أنه توفي.
تزوجت أمل من هذا الشاب وانجبت منه ومضت سنوات لم تنس خلالها أسرتها. واخيراً فوجئت بوالدتها وهي تطرق بابها لتسدل الستار على المشهد الأخير من هذه القصة الدرامية
 
رد: بعد10 سنوات الأم تكتشف: ابنتي ما زالت حي


قصة جـــــــدا رائعة

بوركت​
 
رد: بعد10 سنوات الأم تكتشف: ابنتي ما زالت حي

بارك الله فيك
قصة رائعة
 
رد: بعد10 سنوات الأم تكتشف: ابنتي ما زالت حي

شكرا على تواجدكم في موضوعي
 
رد: بعد10 سنوات الأم تكتشف: ابنتي ما زالت حي

بارك الله فيك قصة :yes::yes::yes:
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top