بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفنان الشيخ السي إدريس رحال الندرومي ( 1890- 1955 )
1- حياته و أعماله :
سي دريس رحال من مواليد 31 جويلية 1890 بمدينة ندرومة ( ولاية تلمسان) أبوه الحاج محمـد رحال ازداد سنة 1870 بندرومة و توفي يوم 30 سبتمبر 1958 بمدينة فاس المغربية ، ابن الحاج حمزة رحال أغا ندرومة و قائدها معين من طرف الأمير عبد القادر توفي سنة 1882 كان كذلك لفترة وجيــزة عادل بمحكمة ندرومة .
ام السي دريس فاطمة طالب مزدادة سنة 1870 بتلمسان و توفيت بمدينة ندرومة نهاية شهــر أكتوبر 1952 انها ابنة سي يحيا طالب أي ابنة عم طالب شعيب قاضي تلمسان ، و سي عبد السلام من المحامين المعروفين بتلمسان دائما ، تزوج سي دريس رحال من فطيمة براهمي مزدادة سنة 1902 بندرومة توفيت يوم 3 أوت 1942 م و لهذا تزوج للمرة الثانية من زوليخة غنيم ( زوجته الثانية)، أنجبت له بنات و أولادا توفي رحمه الله يوم الأربعاء 28 ديسمبر 1955 بمستشفى مدينة عين تموشنت و دفن بمقبــرة ندرومة يوم الجمعة 30 ديسمبر 1955 .
2- دراسته و مستواه العلمي :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفنان الشيخ السي إدريس رحال الندرومي ( 1890- 1955 )
1- حياته و أعماله :
سي دريس رحال من مواليد 31 جويلية 1890 بمدينة ندرومة ( ولاية تلمسان) أبوه الحاج محمـد رحال ازداد سنة 1870 بندرومة و توفي يوم 30 سبتمبر 1958 بمدينة فاس المغربية ، ابن الحاج حمزة رحال أغا ندرومة و قائدها معين من طرف الأمير عبد القادر توفي سنة 1882 كان كذلك لفترة وجيــزة عادل بمحكمة ندرومة .
ام السي دريس فاطمة طالب مزدادة سنة 1870 بتلمسان و توفيت بمدينة ندرومة نهاية شهــر أكتوبر 1952 انها ابنة سي يحيا طالب أي ابنة عم طالب شعيب قاضي تلمسان ، و سي عبد السلام من المحامين المعروفين بتلمسان دائما ، تزوج سي دريس رحال من فطيمة براهمي مزدادة سنة 1902 بندرومة توفيت يوم 3 أوت 1942 م و لهذا تزوج للمرة الثانية من زوليخة غنيم ( زوجته الثانية)، أنجبت له بنات و أولادا توفي رحمه الله يوم الأربعاء 28 ديسمبر 1955 بمستشفى مدينة عين تموشنت و دفن بمقبــرة ندرومة يوم الجمعة 30 ديسمبر 1955 .
2- دراسته و مستواه العلمي :
تابع سي دريس تعليمه الابتدائي بندرومة ، بحيث اكتسب تعليـما مزدوجا ( معرب و مفرنس) تحصـــل اثر ذلك على إجازة أولى تتمثل في شهادة التعليم الأولى الابتدائي ، بالتوازي تابع دروس الجامع أي الكتاب المتمثلة في حفظ القران الكريم و دراسة أصــول الفقه الإسلامي، و هذا على يد الفقيه الحاج المكي غرناطي رحمه الله بحيث حفظ القران الكريم أي الستـــون حزبا و عمره لا يتجاوز 12 سنة ، مما زاد من قوة ذاكرته و خفتها و تطورها .
و بعد نجاحه في مسابقة الانتقاء و الاستفادة من منحه الدراسة العليا ، واصل دراسته الثانوية بمدينـــة تلمسان ، زيادة على ذلك وحبا منه في العلم و المعرفة و التزود بمختلف المعارف تعمق في التعليم العربي و التعاليم الدينية الإسلامية ( أصول الفقه و التفسير القرآني )بحيث حفظ الشيخ الطنطاوي و الشيخ عـبد الحميد بن باديس تفاسيرهما للقران الكريم ، كما كان محبا للمطالعة فاشترك في المجلة الشهريـة الإسلام و التي كانت تصدر بمصر تحتوي في كل عدد على تفسير لآيات قرآنية و شرح للأحاديث نبوية و أحـاديث فقهية و دينية ، كما اشترك و لمدة طويلة في اغلب مجلات جمعية العلماء المسلمين الجزائريين كالشهـاب و البصائر .
فهذا التكوين المعرفي المعمق جعله منذ ريعان شبابه يبتعد عن البدع و الخرافات و الانحرافات على أساس ديني بحت ، طبــق ذلك على شخصه ، أي حياته الخاصة ، و العادية بحث ازدواجية معارفه الفرنسيـــة و العربية سمحت له أن ينفع بها أهله أبنــاءه و أصدقاءه و ذلك بتقديم لهم دروسا بالمجان بمنزله باستعمال السبورة و الطبشور ...اخ.
3- النشاط الفني و المهني لي سيد دريس رحال :
سي دريس رحال كان في بداية حياته المهنية موظفا بالمغرب ، لكن مشكل الغربة و البعد عن الأهـــل و الوطن و تصـــرفات مسؤوليه الممارس من طرفه زاد من سرعة رجوعه الى ارض الوطن و لكي يتحقق ذلك الح على اهله ارساله برقية بمعلومة فيها ان زوجته في حالة صحية خطيرة تتطلب منه الحضور المستعجل و هذا طبعا غير صحيح لكن يعتبر سببا مقنعا يسمح له بالتهـرب من الاعتراضات و الموانع التي لا تسمح له بتحقيق رغبته هذه و هذا طبعا ما لم يستطع تحمله فبعد عودته للجزائر و بالضبـط الى مدينة ندرومة بين اهله و افراد عائلته فتح مباشرة متجرا لبيع مختلف الاقمشة .
و لع سيد ريس بالموسيقى الاندلسية و هو صغير في السن ، بحيث اصبحت بالنسبة له هواية حقيقية محبوبة عنده تعلمـها على يد شيوخ سقوه بمدينة ندرومة ، كان يعزف على كل الالات الموسيقية التقليدية لاسيما الوترية منها مثل الة العود ، الكويتـرة ، الرباب و الكامنجة ( الالتو) .... بحث كان يفضل المندولين على الخصوص لا سيما عند عزفه لمقطوعات موسيقيــة لوحده اما الكامنجة الالتو فكان يفضلها اثناء قيادته للجوق الموسيقي .
فمعارفه القرانية و اللغوية حولته الى شخصية كثيرة الالحاح اما في كتابته او قرائته للقصائد و الاشعار الاندلسية لا سيما اثنـــاء النطقب الحروف المتمثلة في المد و الجر ....الخ اي(Longue voyelle et brève)
و معارفه الفرنسية مكنته من الصولفاج و أعطته كل الإمكانيات الخاصة بالتفتح الفكري فسمحت له بتلقيـن و تعليم شباب ندرومة المتفق منه اصول الموسيقى الاندلسية و من بينهم معلمون فرنسيون و ذلك بنــوادي ندرومة التقليدية المعروفة مقره مصرية الوجود اغلبها بحي التربيعة كما كانت لي سيد ريس موهبة جلابــة للمحبين ، اي كان يستطيع الاقناع و الطريقة ، اتن يحبب هذه الموسيقى التقليدية لكا من ارادها من شبــاب و احباء ، بحيث تتلمذ على يده عدة موسيقين و مطربين و شيوخ عرفتهم مدينة ندرومة اغلبهم توفــي من بينهم الشيخ طكوك احمد الشارف و طكوك لخضر و المرحوم خياط........محمد الشيخ الديندان ، ســي علي غماري ميلود و غماري احمد ( المعروف باحمد حسونة ) وا لشيخ غفور الموفق عم الحاج محمد غفــــور ،زرهوني الاخضر و غرناطي سي عبد الله فتوحي ولد الحاج المكي، و الشيخ رحال سي محمد ولد سي العربي ، و الشيخ الطالب الميلود البجايي، بناي الشاوش و خياط عبد السلام و اخيرا الحاج محمد الغفور .
نجح سي د ريس في جلب اهتمام عدد كبير من المحبين للموسيقى دون ان ننسى المدرسين الفرنسيين بندرومة من بينهم مدير مدرسة السيد كوردال و السيد فارن معلم بندرومة و اللذان تم تعيينهما فيما بعد بمدينة تلمسان. بقيا على اتصال مع السي دريس الى ان نجح بين سنتتي 1950 و 1952 في اعداد و توزيـــع verne موسيقي توشية بالسولفاج ارسلها للسي دريس، هذا الاخير الذي اراد ان يتاكد من سلامة هذه التوشـية من الاخطاء اثناء عزفها بمساعدة البعض من افراد أهله من بينهم أخيه سي بومدين رحال استاذ مادة الرياضيات بسيدي بلعباس آنذاك ( توفي في شهر اكتوبر 1955) ابنه مراد معلم ثم مدير ثم مفتش التعليم الابتدائي توفـي سنة 1990 درس السولفاج بمدرسة ابتدائية بندرومة عبد الطيف رحال أستاذ مادة الرياضيات بمدينة مغنيـة و الذي أصبح فيما بعد وزيرا للتعليم العالي ثم وزيرا للداخلية في الحكومة الجزائرية و حاليا مستشـــار لدى رئاسة الجمهورية .
حافظ بكل اعتناء خاص العديد من كتاباته الشعرية و كناشاته من القصائد اشعار ، صور و نقود قديمة ....الخ. وافته المنية يوم 28 ديسمبر 1955 و مدينة ندرومة و ضواحيها تتألم من وقائع 01 اكتوبر 1955 االخاصة بحرب التحرير الوطني المتبوعة بالزج في السجون للأهالي من طرف عساكر الفرنسيين و الشرطة الفرنسية ،مما زاد من تخوف سكان المنطقة و كانت سببا رئيسيا في ضياع العديد من الوثائق و كتب المكتبات العائليــة و كناشات فناني و شيوخ مدينة ندرومة على الخصوص .
بتلمسان كان له من الأهل و الأصدقاء مما جعل له رابطة و صداقة لا سيما مع شيخ الحاج العربي بن صاري رحمه الله ، و الذي كانت تربطه علاقة قرابة و من أصدقائه بتلمسان أيضا الشيخ عمر بخشي و الشيخ يحـيا دالي المعروف بلزهر و الحاج عبد الكريم دالي المختص في علم الموسيقى و الشيخ عبورة الكهربائي المهنـة و الولوع بالموسيقى الأندلسية .
سي دريس كان يكره التعالي و التصرفات الطبق العليا ، مما سمح لنفسه قبول اقتراح الشيخ العربي بن صاري الملح المتمثل في التسجيل الأول تم بثه يوم السبت 11 نوفمبر 1944 بالمباشر لمدة 55 دقيقة من محطة تلمسان لإذاعة البريد و المواصلات PTT بشارع أليونس (ALLIANCE) بمنزل السي يحيا كاتب مترجم بدائرة تلمسان صاحب مبادرة أول مهرجان مصغر للموسيقى الأندلسية .
أما بث التسجيل الثاني من طرف اذاعة الجزائر نهاية شهر نوفمبر 1948 الجمعة نظن ان هذه التسجيلات قد تكون ضمن أرشيف المؤسسة الوطنية للإذاعة و التلفزيون(R.T.A) بالعاصمة.
حسب شهادة الكثير من شيوخ المنطقة كان سي دريس رحال كلما سمحت له الظروف و لعدة مرات كان يقود مع الحاج العربي بن صاري جوق الموسيقى الاندلسية ، اما بمدينة تلمسان او مدينة ندرومة مثال:
المهرجان المصغر بتلمسان سنة 1947 أثناء عطلة (PENTECOTE) بثانوية مليحة حميـدو حالــــيا (EX : E.P.S DE TLEMCEN)
كان نشاط سي دريس الفني و الموسيقي متواصلا حتى بمسكنه ، بحيث كان يملك مختلف الالات الموسيقية الوترية كالكامنجة (الالتر) الرباب ، المندولين و القببري و البعض من الان الميــزان و الاقاع كالدربوكــة و الطار ...
كما كان بحوزته مكتبة قيمة مختلف الأشعار و القصائد و النوبات في كتابين الجزء الأول و الجزء الثاني ، كان الأول خاصا بالشعر المنظوم و الثاني يحتوي على قصائد و الشعر من النوع ( الحوزي العروبـــي و الملحون) لشعراء من مدينة ندرومة كالشيخ الزياني ، قدور بن عاشور، سيدس محمد الرمعون ، و من تلمسان كمحمد بن مسايب بومدين بن سهلا ، مصطفى بن ديمراد .....و من جهات اخرى من الوطن مثل سيدي لخضر بن اخلوف ، سيدي المنداسي و عبد العزيز المغراوي من المغرب .
فمفكر متفتح كان سيد ريس رحال رحمه الله متمسكا بالتقاليد بلدته و أجداده العفيفة فعلى سبيل المثال لباسه كان 100 بالمائة تقليديا ندر ومي محض فدائما المقفولة ، القاط ، الجلابة العريضة ،بحيث كان يفصلها على النوعية المغربية الضيقة و كذلك الكلح و البلغة و الصباط عربي و السروال العربي .
إن شخصيته القوية لم تتركه يتقبل و لو لمرة واحدة اهانة و ظلم المستعمر مما كان يجعله يتعرض لضغوطات إدارة المستعمر الفرنسي ..... كما كان شديد الارتباط بالغة العربية و النهج الإسلامي الخالي من الخرافـــات و الانحرافات المختلفة .
مات و قد حقق أمنيته المتمثلة في حضـــوره و مشاهدتـــه و وقائع اندلاع حرب التحرير الوطنيـــة (1 نوفمبر 1954) .
بندرومة مازلنا نسمع و نستعمل المثل الشعبي المستوحى من الدروس التي لقنها السيد ريس رحال لتلاميــذه و أصدقائه و أبنائه و التي كانت اغلبها يتمثل في القـــوام و الانضـــباط و حسن الخلــق، ألا و هو (احكام سي دريس) رحمه الله و اسكنه فسيح جنانه.
فهذا التكوين المعرفي المعمق جعله منذ ريعان شبابه يبتعد عن البدع و الخرافات و الانحرافات على أساس ديني بحت ، طبــق ذلك على شخصه ، أي حياته الخاصة ، و العادية بحث ازدواجية معارفه الفرنسيـــة و العربية سمحت له أن ينفع بها أهله أبنــاءه و أصدقاءه و ذلك بتقديم لهم دروسا بالمجان بمنزله باستعمال السبورة و الطبشور ...اخ.
3- النشاط الفني و المهني لي سيد دريس رحال :
سي دريس رحال كان في بداية حياته المهنية موظفا بالمغرب ، لكن مشكل الغربة و البعد عن الأهـــل و الوطن و تصـــرفات مسؤوليه الممارس من طرفه زاد من سرعة رجوعه الى ارض الوطن و لكي يتحقق ذلك الح على اهله ارساله برقية بمعلومة فيها ان زوجته في حالة صحية خطيرة تتطلب منه الحضور المستعجل و هذا طبعا غير صحيح لكن يعتبر سببا مقنعا يسمح له بالتهـرب من الاعتراضات و الموانع التي لا تسمح له بتحقيق رغبته هذه و هذا طبعا ما لم يستطع تحمله فبعد عودته للجزائر و بالضبـط الى مدينة ندرومة بين اهله و افراد عائلته فتح مباشرة متجرا لبيع مختلف الاقمشة .
و لع سيد ريس بالموسيقى الاندلسية و هو صغير في السن ، بحيث اصبحت بالنسبة له هواية حقيقية محبوبة عنده تعلمـها على يد شيوخ سقوه بمدينة ندرومة ، كان يعزف على كل الالات الموسيقية التقليدية لاسيما الوترية منها مثل الة العود ، الكويتـرة ، الرباب و الكامنجة ( الالتو) .... بحث كان يفضل المندولين على الخصوص لا سيما عند عزفه لمقطوعات موسيقيــة لوحده اما الكامنجة الالتو فكان يفضلها اثناء قيادته للجوق الموسيقي .
فمعارفه القرانية و اللغوية حولته الى شخصية كثيرة الالحاح اما في كتابته او قرائته للقصائد و الاشعار الاندلسية لا سيما اثنـــاء النطقب الحروف المتمثلة في المد و الجر ....الخ اي(Longue voyelle et brève)
و معارفه الفرنسية مكنته من الصولفاج و أعطته كل الإمكانيات الخاصة بالتفتح الفكري فسمحت له بتلقيـن و تعليم شباب ندرومة المتفق منه اصول الموسيقى الاندلسية و من بينهم معلمون فرنسيون و ذلك بنــوادي ندرومة التقليدية المعروفة مقره مصرية الوجود اغلبها بحي التربيعة كما كانت لي سيد ريس موهبة جلابــة للمحبين ، اي كان يستطيع الاقناع و الطريقة ، اتن يحبب هذه الموسيقى التقليدية لكا من ارادها من شبــاب و احباء ، بحيث تتلمذ على يده عدة موسيقين و مطربين و شيوخ عرفتهم مدينة ندرومة اغلبهم توفــي من بينهم الشيخ طكوك احمد الشارف و طكوك لخضر و المرحوم خياط........محمد الشيخ الديندان ، ســي علي غماري ميلود و غماري احمد ( المعروف باحمد حسونة ) وا لشيخ غفور الموفق عم الحاج محمد غفــــور ،زرهوني الاخضر و غرناطي سي عبد الله فتوحي ولد الحاج المكي، و الشيخ رحال سي محمد ولد سي العربي ، و الشيخ الطالب الميلود البجايي، بناي الشاوش و خياط عبد السلام و اخيرا الحاج محمد الغفور .
نجح سي د ريس في جلب اهتمام عدد كبير من المحبين للموسيقى دون ان ننسى المدرسين الفرنسيين بندرومة من بينهم مدير مدرسة السيد كوردال و السيد فارن معلم بندرومة و اللذان تم تعيينهما فيما بعد بمدينة تلمسان. بقيا على اتصال مع السي دريس الى ان نجح بين سنتتي 1950 و 1952 في اعداد و توزيـــع verne موسيقي توشية بالسولفاج ارسلها للسي دريس، هذا الاخير الذي اراد ان يتاكد من سلامة هذه التوشـية من الاخطاء اثناء عزفها بمساعدة البعض من افراد أهله من بينهم أخيه سي بومدين رحال استاذ مادة الرياضيات بسيدي بلعباس آنذاك ( توفي في شهر اكتوبر 1955) ابنه مراد معلم ثم مدير ثم مفتش التعليم الابتدائي توفـي سنة 1990 درس السولفاج بمدرسة ابتدائية بندرومة عبد الطيف رحال أستاذ مادة الرياضيات بمدينة مغنيـة و الذي أصبح فيما بعد وزيرا للتعليم العالي ثم وزيرا للداخلية في الحكومة الجزائرية و حاليا مستشـــار لدى رئاسة الجمهورية .
حافظ بكل اعتناء خاص العديد من كتاباته الشعرية و كناشاته من القصائد اشعار ، صور و نقود قديمة ....الخ. وافته المنية يوم 28 ديسمبر 1955 و مدينة ندرومة و ضواحيها تتألم من وقائع 01 اكتوبر 1955 االخاصة بحرب التحرير الوطني المتبوعة بالزج في السجون للأهالي من طرف عساكر الفرنسيين و الشرطة الفرنسية ،مما زاد من تخوف سكان المنطقة و كانت سببا رئيسيا في ضياع العديد من الوثائق و كتب المكتبات العائليــة و كناشات فناني و شيوخ مدينة ندرومة على الخصوص .
بتلمسان كان له من الأهل و الأصدقاء مما جعل له رابطة و صداقة لا سيما مع شيخ الحاج العربي بن صاري رحمه الله ، و الذي كانت تربطه علاقة قرابة و من أصدقائه بتلمسان أيضا الشيخ عمر بخشي و الشيخ يحـيا دالي المعروف بلزهر و الحاج عبد الكريم دالي المختص في علم الموسيقى و الشيخ عبورة الكهربائي المهنـة و الولوع بالموسيقى الأندلسية .
سي دريس كان يكره التعالي و التصرفات الطبق العليا ، مما سمح لنفسه قبول اقتراح الشيخ العربي بن صاري الملح المتمثل في التسجيل الأول تم بثه يوم السبت 11 نوفمبر 1944 بالمباشر لمدة 55 دقيقة من محطة تلمسان لإذاعة البريد و المواصلات PTT بشارع أليونس (ALLIANCE) بمنزل السي يحيا كاتب مترجم بدائرة تلمسان صاحب مبادرة أول مهرجان مصغر للموسيقى الأندلسية .
أما بث التسجيل الثاني من طرف اذاعة الجزائر نهاية شهر نوفمبر 1948 الجمعة نظن ان هذه التسجيلات قد تكون ضمن أرشيف المؤسسة الوطنية للإذاعة و التلفزيون(R.T.A) بالعاصمة.
حسب شهادة الكثير من شيوخ المنطقة كان سي دريس رحال كلما سمحت له الظروف و لعدة مرات كان يقود مع الحاج العربي بن صاري جوق الموسيقى الاندلسية ، اما بمدينة تلمسان او مدينة ندرومة مثال:
المهرجان المصغر بتلمسان سنة 1947 أثناء عطلة (PENTECOTE) بثانوية مليحة حميـدو حالــــيا (EX : E.P.S DE TLEMCEN)
كان نشاط سي دريس الفني و الموسيقي متواصلا حتى بمسكنه ، بحيث كان يملك مختلف الالات الموسيقية الوترية كالكامنجة (الالتر) الرباب ، المندولين و القببري و البعض من الان الميــزان و الاقاع كالدربوكــة و الطار ...
كما كان بحوزته مكتبة قيمة مختلف الأشعار و القصائد و النوبات في كتابين الجزء الأول و الجزء الثاني ، كان الأول خاصا بالشعر المنظوم و الثاني يحتوي على قصائد و الشعر من النوع ( الحوزي العروبـــي و الملحون) لشعراء من مدينة ندرومة كالشيخ الزياني ، قدور بن عاشور، سيدس محمد الرمعون ، و من تلمسان كمحمد بن مسايب بومدين بن سهلا ، مصطفى بن ديمراد .....و من جهات اخرى من الوطن مثل سيدي لخضر بن اخلوف ، سيدي المنداسي و عبد العزيز المغراوي من المغرب .
فمفكر متفتح كان سيد ريس رحال رحمه الله متمسكا بالتقاليد بلدته و أجداده العفيفة فعلى سبيل المثال لباسه كان 100 بالمائة تقليديا ندر ومي محض فدائما المقفولة ، القاط ، الجلابة العريضة ،بحيث كان يفصلها على النوعية المغربية الضيقة و كذلك الكلح و البلغة و الصباط عربي و السروال العربي .
إن شخصيته القوية لم تتركه يتقبل و لو لمرة واحدة اهانة و ظلم المستعمر مما كان يجعله يتعرض لضغوطات إدارة المستعمر الفرنسي ..... كما كان شديد الارتباط بالغة العربية و النهج الإسلامي الخالي من الخرافـــات و الانحرافات المختلفة .
مات و قد حقق أمنيته المتمثلة في حضـــوره و مشاهدتـــه و وقائع اندلاع حرب التحرير الوطنيـــة (1 نوفمبر 1954) .
بندرومة مازلنا نسمع و نستعمل المثل الشعبي المستوحى من الدروس التي لقنها السيد ريس رحال لتلاميــذه و أصدقائه و أبنائه و التي كانت اغلبها يتمثل في القـــوام و الانضـــباط و حسن الخلــق، ألا و هو (احكام سي دريس) رحمه الله و اسكنه فسيح جنانه.