السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تربية الأبناء
المبحث الاول : تربية الاولاد
أولاً: معنى كلمة التربية :
( هي عملية بناء الطفل شيئاً فشيئاً إلى حد التمام )
ثانياً: أهميتها :
إن تربية الأولاد تستمد أهميتها من الكتاب والسنة حيث أنهما المصدران الأساسيان في التشريع ومن هذه الأدلة :
(1) قال تعالى :" {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (6) سورة التحريم
(2) قال تعالى : {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى } (132) سورة طـه
(3) قال تعالى : {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} (21) سورة الطور
(4)عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول :كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته الإمام راع ومسئول عن رعيته والرجل في أهل بيته ومسئول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته وكلكم راع ومسئول عن رعيته ) متفق عليه
(5) عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ""مروا أولدكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع ""
رواه أبو داوود ولاحاكم وحسنه الألباني في صحيح الجامع
(6)عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ثم يقول أبو هريرة واقرؤوا إن شئتم فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله الآية} صحيح مسلم ج4/ص2047 و صحيح البخاري ج1/ص465
ثالثاً: نعمة الأولاد..
(1) يقول الله تعالى {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} (46) سورة الكهف
(2) يقول الله تعالى {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} (15) سورة التغابن
(3) يقول الله تعالى {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} (14) سورة آل عمران
(4) يقول الله تعالى {وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَّمْدُودًا وبَنِينَ شُهُودًا} (13) (12) سورة المدثر
فلأولاد هبة من الله للإنسان يُسر الفؤاد بمشاهدتهم وتقر العين برؤيتهم وتبتهج النفس بمحادثتهم فهم زهرة الحياة الدنيا وزينتها,ولكي نعرف قيمة هذه النعمة لننظر فيمن حُرمها ممن ابتلاه الله بالعقم كيف يبذل المستحيل لعله أن يظفر ولو بطفل واحد ليملأ عليه دنياه بهجة وسرورا.
رابعاً:صلاح الأولاد..
لقد حرص الأنبياء عليهم السلام والصالحون من عباد الله على صلاح ذراريهم واستقامتهم فابتهلوا إلى الله عز وجل بطلب صلاحهم فمن ذلك ..
(1) قول إبراهيم عليه السلام يقول الله تعالى {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ } (100) سورة الصافات
(2) قول زكريا عليه السلام يقول الله تعالى {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء} (38) سورة آل عمران
(3) قول عباد الرحمن يقول الله تعالى {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} (74) سورة الفرقان
المبحث الثاني.. صفات المربي ..
ولكي تنجح التربية وتؤتي ثمارها المرجوة لابد من توفر صفات مهمة في المربي ""الأب , الأم , ولي الأمر "" لأن الابن هو طينة من يربيه ومقلد لمن يعيش معه وقد ثبت علمياً أن نسبة 80% من العادات التي يفعلها الأولاد هي من المنزل .
(1) القدوة الصالحة: فصلاح المربي مهم جداً لأنه هو المثل الأعلى في نظر من يربيهم فما يفعله من صواب أوخطا فهو مقلد فيه لأنه يظن أن ما يفعله المربي دائماً صواباً يقول الله عز وجل{وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا } (82) سورة الكهف
(2) العدل بين الأولاد: وسيأتي بيان لها في الأصول
(3) الحلم والأناة: عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأشج عبد القيس إن فيك خصلتين يحبهما الله الحلم والأناة صحيح المسند المستخرج على صحيح مسلم ج1/ص112
(4) الصبر والتحمل : وهذه من الصفات المهمة وهي من خصال الأنبياء والمرسلين فقد كذبتهم أممهم وسبوهم وأذوهم ولم يزدهم ذلك إلا صبراً وتحملاً ورسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قد عاداه كثير من المشركين وآذوه وصبر في ذلك ثم كانت النتيجة أن أسلموا وحسُن إسلامهم يقول الله تعالى {سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ } (24) سورة الرعد يقول الله تعالى{وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} (24) سورة السجدة يقول الله تعالى {وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا } (12) سورة الإنسان
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم{والذي نفس محمد بيده ما رزق عبد شيئا أوسع من الصبر}صحيح ابن حبان ج8/ص192
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه { واعلموا أن منزلة الصبر من الإيمان كمنزلة الرأس من الجسد فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد وإذا ذهب الصبر ذهب الإيمان} مصنف ابن أبي شيبة ج7/ص101
(5) البعد عن الغضب : الغضب صفة ذميمة حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم أشد التحذير عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب صحيح مسلم ج4/ص2014 البخاري ج5/2267 ,وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني قال لا تغضب فردد مرارا قال لا تغضب صحيح البخاري ج5/ص2267.
(6) الرفق واللين : عن جرير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من يحرم الرفق يحرم الخير كله صحيح مسلم ج4/ص2003 ..,عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما كان الرفق في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه إسناده صحيح الأحاديث المختارة ج5/ص154.
(7) التخول بالموعظة: المربي الناجح هو من يتخير الوقت المناسب للنصح والتوجيه لأن النفوس بطبعته تمل من كثرة الوعظ عن أبي وائل قال: ( كان عبد الله ابن مسعود يذكر الناس في كل خميس فقال له رجل يا أبا عبد الرحمن لوددت أنك ذكرتنا كل يوم قال أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أملكم وإني أتخولكم بالموعظة كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بها مخافة السآمة علينا) صحيح البخاري ج1/ص39و صحيح مسلم ج4/ص2172
(8) البعد عن كلمات السوء أو الدعاء عليهم : فمما ينبغي التنبه له والتحذير منه أن يتجنب المربي كل كلمة نابية لأن لها أثراً في المتربي سواءً في الصغر أوحتى في الكبر ولربما حفظها الصغير ورددها تقليداً لهذا المربي وكذلك لا ينبغي له الدعاء على من يربي وخصوصاً إذا كان الوالد لأن له دعوة مستجابة أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ثلاث دعوات يستجاب لهن لا شك فيهن دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد لولده ) سنن ابن ماجه ج2/ص1270
المبحث الثالث ..أصول وقواعد في تربية الأولاد ..
الأصل الأول / اختيار الزوجة ..
إن اختيار الزوجة الصالحة هو المنطلق الأساسي وهو المقياس الصحيح في الاختيار لأنها هي مربية الأجيال ومنها يرضع الطفل العقيدة الصحيحة ويتربى عليها وعندها يمكث الطفل سني عمره الأولى وهي السنين الذهبية في التنشأة ؛ فالزوجة هي أم الأولاد، وسينشئون على أخلاقها وطباعها، وهذه وصايا من النبي الكريم صفي حُسن اختيار الزوجة والصفات المعتبرة في ذلك.
1. عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك ) متفق عليه ؟{صحيح مسلم ج2/ص1086 و صحيح البخاري ج5/ص1958}
2. عن أبي حاتم المزني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فانكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد قالوا يا رسول الله وان كان فيه قال إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فانكحوه ثلاث مرات) قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب وأبو حاتم المزني له صحبه ولا نعرف له عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث( سنن الترمذي ج3/ص395)
3. عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (تخيروا لنطفكم فانكحوا الأكفاء ){المستدرك على الصحيحين ج2/ص176 و سنن ابن ماجه ج1/ص633}
الأصل الثاني :
الحرص على الطفل من أول يوم يخرج فيه على هذه الدنيا ويكون ذلك بالاهتمام بالأحكام الشرعية في ذلك .
1. استحباب التأذين والإقامة في أذن المولود/ عن الحسين بن علي رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من ولد له مولود فأذن في أذنه اليمني وأقام في اليسرى لم تضره أم الصبيان وأم الصبيان هي التابعة من الجن قال المنذري وأخرجه الترمذي وقال حسن صحيح عون المعبود ج14/ص7 أما السر في هذا التأذين فيذكر ابن القيم عدة أسرار أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان شهادة التوحيد وهي أول ما يدخل بها في الإسلام (2) هروب الشيطان من كلمات الأذان وهو يرصد هذا الإنسان حين يستهل صارخاً.
2. استحباب التحنيك للطفل : معناه /مضغ التمرة ودلك حنك المولود بها وذلك بوضع جزء من الممضوغ على الإصبع وإدخال الإصبع في فم المولود ثم تحريكه يميناً شمالاً بحركة لطيفة , ولعل الحكمة في ذلك / تقوية عضلات الفم بحركة اللسان مع الحنك مع الفكين بالتلمظ حتى يتهيأ المولود للقم الثدي وامتصاص اللبن بشكل قوي وحالة طبيعية ..ومن الأفضل أن يقوم بعملية التحنيك من يتصف بالصلاح والتقوى تيمناً بصلاح المولود وتقواه , عن أبي موسى رضي الله عنه قال:ولد لي غلام فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فسماه إبراهيم فحنكه بتمرة ودعا له بالبركة..) { صحيح البخاري ج5/ص2081و صحيح مسلم ج3/ص1690}
3. حلق رأس المولود : فمن السنة انه في اليوم السابع من الولادة يحلق رأس المولود ويتصدق بوزنه فضة وهذا الحكم هل هو خاص بالذكر أم بالأنثى ؟ وهذه مسألة خلافية .
الحكمة في ذلك / (1) تقوية لمسام الرأس وللسمع والبصر والشم كما ذكر ذلك ابن القيم في تحفة المولود (2) نوع من أنواع التكافل الاجتماعي (3) حكمة تعبدية .,ومن الأدلة على ذلك: قال صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها عندما ولدت الحسن احلقي رأسه، وتصدقي بوزن شعره فضة على المساكين )رواه أحمد .فحلقته رضي الله عنها ثم وزنته، فكان وزنه درهماً أو بعض الدرهم،وفي سنن البيهقي الكبرى( ج9/ص304) (وزنت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شعر حسن وحسين وزينب وأم كلثوم فتصدقت بزنة ذلك فضة)
4. .تسمية المولود : والذي يحسُن بالوالدين أن يتخيروا لأولادهم الأسماء الحسنة ويتجنبوا كل اسم قبيح أو مشعر بذم وإليك بعض الوصايا في ذلك :
أ) احرص على تسمية ولدك بما يشعر بمدح كمحمد وعلي وعمر حسن وحسين وخالد مما لها ذكرٌ تاريخي وكذلك البنت كأسماء وعائشة وفاطمة .
ب) احرص على تسميته بما يعبد لله كعبد الله وعبدالرحمن عن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن أحب أسمائكم إلى الله عز وجل عبدالله وعبدالرحمن ) رواه مسلم صحيح مسلم ج3/ص1682
ت) ابتعد عن كل اسم فيه ذم أو يوحي بذم كعاصي ,حزن ,متعب ,
ث) ابتعد عن كل اسم يعبد فيه لغير الله كعبدالعزى ,عبدالنبي وغيرها.
عن أبي وهب الجشمي وكانت له صحبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تسموا بأسماء الأنبياء وأحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن وأصدقها حارث وهمام وأقبحها حرب ومرة) سنن أبي داود ج4/ص287
5.العقيقة عن المولود:
تعريفها ( وهي الشاة التي تذبح عن المولود ومأخوذة معناها القطع وهو قطع رأس الذبيحة )).
الأدلة على سنيتها/
• عن سلمان بن عامر الضبي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :مع الغلام عقيقة فأهريقوا عنه دما وأميطوا عنه الأذى) صحيح البخاري ج5/ص2082
• عن يوسف بن ماهك قال دخلنا على حفصة بنت عبد الرحمن فسألناها عن العقيقة فأخبرتنا أن عائشة أخبرتها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة )صحيح ابن حبان ج12/ص126
• عن سمرةبن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم قالك( كل غلام مرتهن بعقيقته تذبح عنه يوم السابع ويحلق رأسه ويسمى) سنن ابن ماجه ج2/ص1056
* وهذه العقيقة يسن ذبحها في اليوم السابع أوفي أي يوم , وهي عن الذكر شاتان وعن الأنثى شاة واحدة وإن لم يستطع إلا واحدة أجزاه ذلك , وهي من باب الشكر لله على هذا المولود .
6.الختان : تعريفه / هو قطع القلفة ( الجلدة) المستديرة التي على رأس الذكر .
حكمه/ الصحيح أنه واجب .
الأدلة :
• عن أبي هريرة رضي الله عنه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :الفطرة خمس الختان والاستحداد وقص الشارب وتقليم الأظفار ونتف الآباط )صحيح البخاري ج5/ص2209 و صحيح مسلم ج1/ص221
حكمة مشروعيته :
* لما فيه من الفوائد الدينية والصحية فمن ذلك /
• أنه إتباع للحنيفية التي جاء بها إبراهيم عليه السلام .
• أنه يميز بين المسلم وغيره من أصحاب الديانات الأخرى.
• أنه شعار الإسلام ورأس الفطرة.
• أنه يقي من كثير من الأمراض كما ثبت ذلك طبياً.
• أن فيه نظافة بالتخلص من نترات البول التي قد تحتبس في هذا المكان .
الأصل الثالث /العدل بين الأولاد..
)مراجعة مقال للشيخ /محمد المنجد في موقع { صيد الفولئد})
وهذا الأصل هو من أهم الأصول والتي ينبني عليها حسن التربية وتقبل الأولاد تربية مربيهم إذا أحسوا بالعدل من قِبل المربي روى النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن أباه أتى به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " إني نحلت ابني هذا غلاما (أي وهبته عبدا كان عندي) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكلَّ ولدك نحلته مثله ؟ فقال لا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرجعه " [ رواه البخاري أنظر الفتح 5/211 ]، وفي رواية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم" قال فرجع فرد عطيته [الفتح 5/211 ]، وفي رواية " فلا تشهدني إذا فإني لا أشهد على جور " [صحيح مسلم 3/1243 ] .
أضرار عدم العدل بين الأولاد :
1. أنه يفضي إلى العقوق من قبل الأولاد .
2. أنه يورث العدواة بين الأولاد.
3. أنه يسبب الكراهية للمربي .
هل يختص العدل بين الأولاد في العطايا فقط ؟
لا يَخْتَصُّ العدل بِالْعَطِيَّةِ بَلْ مِثْلُهَا التَّوَدُّدُ فِي الْكَلَامِ وَنَحْوِهِ وقَالَ الدَّمِيرِيُّ رحمه الله : لَا خِلَافَ أَنَّ التَّسْوِيَةَ بَيْنَهُمْ أَيْ الْأَوْلَادِ مَطْلُوبَةٌ حَتَّى فِي التَّقْبِيلِ . انتهى وكان بعض السّلف يحرص على التسوية بين أولاده حتى في القُبُلات.
ماهو الظابط في مقياس العدل ؟
الصحيح أنه لا يوجد مقياس منظبط في ذلك إلا أننا نقول أن على ولي الأمر أن ينفق على أولاده بالعدل لا بتفضيل أحد على الأخر إلا لمسوغ كمرض , أو فقير ,أو ذو عيال , أو من يشتغل بالعلم ,أو بالوعد بمكافأة المتفوق أو من حفظ شيئاً من القرآن أو غيرها .
وهل يُعطي الذكور مثل الإناث أم يعطي الأنثى نصف ما يُعطي الذّكر؟
ذهب الإمام أحمد رحمه الله تعالى إلى أنه يعطى الذكر مثل حظ الأنثيين كالميراث [مسائل الإمام أحمد لأبي داود /204 وقد حقق الإمام ابن القيم في حاشيته على أبي داود المسألة تحقيقا بيِّنا ونصر القول بذلك ]. قَالَ مُحَمَّدٌ الْعَدْلُ بَيْنَهُمْ أَنْ يُعْطِيَهُمْ عَلَى سَبِيلِ التَّرْتِيبِ فِي الْمَوَارِيثِ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ .
ومما ينبغي التنبيه عليه أيضا أن العدل بين الأولاد يراعى فيه تفاوت حاجاتهم فمصروف الولد الجامعي ليس مثل الولد في الصفّ الأول ولعبة الولد ذي السنتين ليست كلعبة الولد ذي الثمان والعشر والبنت تُزيّن بذهب لا يجوز للذّكر لبسه وهكذا والخلاصة أنّه يعطي كلّ ولد ما يحتاجه فإن تساووا في الحاجة والحال ساوى بينهم في الأعطيات ، والله تعالى أعلم
الأصل الرابع : غرس حب العقيدة في نفوس الأولاد..
يقول الشيخ /محمد الحمد في (سبل معينة على تربية الأولاد)
(فمما يجب- بل هو أوجب شيء على الوالدين- أن يحرصوا كل الحرص، على هذا الأمر، وأن يعاهدوه بالسقي والرعاية، كأن يعلم الوالد أولاده منذ الصغر أن ينطقوا بالشهادتين، وأن يستظهروها، وينمي في قلوبهم محبة الله- عز وجل- وأن ما بنا من نعمة فمنه وحده، ويعلمهم- أيضا- أن الله في السماء، وأنه سميع بصير، ليس كمثله شيء، إلى غير ذلك من أمور العقيدة.)
وكذلك حب الرسول صلى الله عليه وسلم وربطهم دائما ً بما أعده الله لأهل الطاعة في الجنة ,وما أعده الله لأهل المعاصي
عن معاوية بن الحكم السلمي قلت يا رسول الله(إن لي جارية ) أفلا أعتقها قال ائتني بها فأتيته بها فقال لها أين الله قالت في السماء قال من أنا قالت أنت رسول الله قال أعتقها فإنها مؤمنة) صحيح مسلم ج1/ص381
الأصل الخامس :غرس الأخلاق الحميدة ونبذ كل خلق ذميم ..
فمما ينبغي للمربي أن يحرص عليه هو بذر كل خلق حسن في نفوس من يربيهم من صدق واحترام ووفاء وأمانة وحسن منطق وغيرها وأن ينبذ كل خلق مشين من كذب وفحش وغيبة وتكبر وغرور
وغيرها وكذلك يحسن تأديبهم على الآداب الإسلامية الرفيعة كآداب الطعام والشراب وآداب النوم وآداب المجلس وآداب المحادثة وغيرها .ومما يحدو المربي في ذلك الأحاديث التي تحث على حسن الخلق
• .كما روي عن نواس بن سمعانرضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (البر حسن الخلق والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس) صحيح مسلم ج4/ص1980
• وعن عائشة رحمها الله قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول( إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم) سنن أبي داود ج4/ص252
• وعن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن وإن الله ليبغض الفاحش البذيء) قال أبو عيسى وفي الباب عن عائشة وأبي هريرة وأنس وأسامة بن شريك وهذا حديث حسن صحيح سنن الترمذي ج4/ص36
• عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن) سنن الدارمي ج2/ص415
• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا) سنن الدارمي ج2/ص415
الأصل السادس :القدوة الحسنة..
معلومٌ أن الصغير يحاكي دائماً الكبار ففي نظر الولد أن ما يفعلانه والديه من آي تصرف سواءً كان صواباً أوخطا فهو قابل لأن يفعل مثله وعلى هذا ينبغي للمربي أن يحرص كل الحرص أن لا يتصرف بأي تصرف يقلد فيه وقد يكون هذا التصرف خاطئ
الأصل السابع : التدرج في التربية ..
لأجل أن تؤتي التربية ثمارها المرجوة فينبغي للمربي أن يتدرج في تربيته لأن الطفل الصغير ما زال غضاً ولا يتصور منه أن ينال الكمال في يوم وليلة مع مراعاة السن التي يعيش فيها وخواص وطبيعة هذه الفترة العمريه ليوفق في حسن التربية .
الأصل الثامن :الرسائل الإيجابية ..
وهي تلك الكلمات والعبارات التي يطلقها المربي تجاه من يربيه بسبب أحد المواقف سواءً الأخطاء أو التوجيهات وتلك الرسائل هي التي تبقى في ذهن الولد والتي من شأنها أن تعزز موقفاً معيناً أو تعالج خطأً بطريق غير مباشر مثل : (1) حينما يخطأ الولد فيواجه بكلمات اللوم كأنت غبي أو أنت لاتفهم ونحوها والصحيح أن يقول له أنت ذكي وليس من عادتك أن تخطأ فكيف حصل ذلك ؟ (2) لتوجيه الابن مثلاً للحفظ فلتشجيعه تقول له مثلاً قدرتك على الحفظ عالية فلماذا لا تحفظ ؟
المبحث الرابع : وصايا للمربين..
1. الاستعانة بالله على تربية الأولاد .
2. الدعاء لهم وعدم الدعاء عليهم وخصوصاً حال الغضب .
3. تحصينهم بالأذكار الشرعية عند الدخول والخروج وأذكار النوم والخلاء والنزول في أماكن النزهة وغيرها.
4. إبعاد المنكرات التي في المنزل وأجهزة الفساد من آلات اللهو والطرب مما يفسد الأولاد.
5. البعد عن الميوعة والكسل والتعويد على الرجولة وعلى الجد .
6. تنمية ميول الطفل منذ الصغر مثل (الحفظ , تفكير ,إبداع ) وجلب الوسائل المعينة لكمال هذا الميول .
7. أن يوقن المربي أنه مهما بذل في النصح والتوجيه والعمل مع من يربيهم فإن الصلاح والهداية والتوفيق كلها بيد الله عز وجل .
8. مراعاة الفروق بين الأولاد كما يلي :
• الفروق بين الذكر والأنثى/ فكل جنس قد أودع الله فيه خصائص وطاقات ومؤهلات لا توجد في الجنس الأخر وعلى ذلك فكل جنس يعامله بما هو فيه وما هو قادر عليه وما لا يضر به فلا ينبغي أن نطلب من الأنثى الأعمال الشاقة التي هي تناسب الذكور ولا ينبغي أن نطلب من الذكر البقاء في المنزل والعمل الدائم في المنزل والتي هي من خصائص الأنثى .
فروق بين الرجل والمرأة : أثبتت الدراسات الطبية المتعددة أن كيان المرأة النفسي والجسدي قد خلقه الله على هيئة تخالف تكوين الرجل ، فقد بنى جسم المرأة على نحو يتلاءم ووظيفة الأمومة تلاؤما كاملا، كما أن نفسيتها قد هيئت لتكون ربة الأسرة وسيدة البيت ، وأن هيكل المرأة الجسدي يختلف عن هيكل الرجل ، بل إن كل خلية من خلايا جسم المرأة تختلف في خصائصها وتركيبها عن خلايا جسم الرجل ، وآية ذلك الفروق الهائلة بين الأنسجة والأعضاء والتي تبدو واضحة لكل ذي عينين بين الذكر والأنثى ، فأعضاء المرأة الظاهرة والخفية وعضلاتها وعظامها تختلف إلى حد كبير عن تركيب أعضاء الرجل الظاهرة والخفية كما تختلف عضلاته وعظامه في شدتها وقوة تحملها ، وليس هذا البناء الهيكلي والعضوي المختلف عبثا إذ ليس في جسم الإنسان ولا في الكون كله شئ إلا وله حكمة " إنا كل شئ خلقناه بقدر " والحكمة في الاختلاف البين في التركيب التشريحي والوظيفي بين الرجل والمرأة هو أن هيكل الرجل قد بني ليخرج إلى ميدان العمل كادحا مكافحا ، مصداقا لقوله تعالى :" فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى "( أي يا آدم) ، أما المرأة فتبقى في المنزل تؤدي وظيفتها العظمى التي أناطها الله بها وهي الحمل والولادة وتربية الأطفال وتهيئة عش الزوجية ليسكن إليها الرجل بعد الكدح والشقاء.
• الفروق بين الصغير والكبير/ فكل مرحلة عمرية لها ما يناسبها من قدرات وعقل وتمييز فلا نطالب الصغير أن يميز كما يميز الكبير ولا نعامل الكبير بما نعامل به الصغير .
• الفروق في القدرات ../وهذه يتفاوت فيها الأولاد بحسب ما أعطاهم الله إياه من قدرة في التفكير وفي الجسم فالمريض لا يعامل كالصحيح ولا يعامل من به ضعف عقلي كمن هو سليم معافى وهكذا.
9. استخدام الضرب كأخر العلاج وإليك قواعد مهمة في ذلك:
يوضح ذلك الدكتور خالد القريشي بقوله: من تتبع النصوص الشرعية يمكن لنا أن نضع بعض القواعد في استخدام الشدة مع الأطفال كالتالي:
القاعدة الأولى : أن يكون الضرب بعد استخدام الأساليب التربوية الأخرى كالتوجيه والكلمة الحسنة والنصح.
القاعدة الثانية: أن يكون ابتداء الضرب من سن العاشرة
. القاعدة الثالثة: أن تكون عقوبة الضرب موافقة للجرم، فلا يزاد عليها وعموما ينبغي ألا يزيد الضرب على عشر كما حدد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك.
القاعدة الرابعة: ألا يكون الضرب مؤذيا للطفل نفسيا وجسديا.
القاعدة الخامسة: اختيار مكان العقوبة المناسب فلا يكون أمام الناس أو أحد من أقربائه ونحو ذلك.
القاعدة السادسة: ألا يضرب وهو في حالة الغضب حتى يدرك ما يفعل،
.* وينبغي أن يعلم أن الضرب عند الحاجة إليها إنما هو ضرب تهذيب وتأديب وليس ضرب انتقام وتعذيب. واحذر الإساءة إلى الأولاد بالضرب ,
** أخطاء في استخدام هذا الأسلوب: بعض الآباء والأمهات قد يسيء جدا في استخدام هذه الوسيلة، (كأن يضرب على الوجه أو الرأس أو الضرب بالعصا والحزام والأسلاك،)( أو حمل الولد وإلقاؤه على الأرض، أو الإمساك به وضربه في الجدار،( وكل هذه الأساليب وغيرها يترتب عليها أثار سيئة خطيرة، فقد تترك أثارا جسدية وكدمات، أو بعض الكسور التي قد تحدث نتيجة لارتطام الطفل بالجدار أو الأرض، هذا ناهيك عن الأضرار النفسية التي تحدث نتيجة لهذا الضرب غير الموجه، وهذا ينافي الغرض الذي من أجله شرع الضرب في الإسلام، ويتحول بذلك إلى سلبيات وتبعات وأضرار حذر منها الإسلام ورفضها. فجدير بالآباء والأمهات أن يراعوا تلك الآداب الإسلامية عند تأديب أولادهم ولا يتجاوزوها، وليعلموا أن فيها الخير والفلاح لهم إن هم التزموا بها وطبقوها.
10.تخصيص وقت من قبل المربي للجلوس مع الأولاد والحديث معهم فيما يخصهم من اهتمامات كدراستهم وحاجاتهم ومناصحتهم وتوجيههم وليشعر الأولاد بقرب الوالدين منهم .
11. عدم إظهار الخلافات الزوجية أمام الأولاد لأن ذلك له أثر سلبي في نفسية الأولاد .
12. أن يحرص المربي على تقديم الهدايا والمكافآت التشجيعية والمحفزة للأولاد ومدحهم والثناء عليهم كلما أحرزوا نجاحاً أو قدموا عملاً ولو كان بسيطاً فبطبيعة الإنسان أنه يحب المدح والثناء من الآخرين على ما يقدمه لهم .
13. لتكن أيها المربي كالطبيب الذي يبحث عن العلاج المناسب لشفاء مريضه في توجيهك وفي تعاملك مع الأخطاء فليس الحل الدائم في العلاج هو التوبيخ والوعيد والتهديد .
14. استشر من لديه الخبرة في تربية الأولاد أو من ترى أثر تربيته على أولاده وليس في ذلك آي عيب أو محذور أو لسنا نستشير أهل الخبرة في مصالحنا الدنيوية أوليس أولادنا أهم علينا من ذلك .
15.لتكن أيها المربي معيناً لأولادك على برك وذلك باحتمال أخطائهم والصبر على ذلك والتغاضي عن بعض هفواتهم والاهتمام بهم من أول لحظة يخرجون عليها إلى هذه الدنيا وإليك هذه القصة فتأملها جيداً:
جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشكو إليه عقوق ابنه فأحضر عمر الولد وأنّبه على عقوقه لأبيه ونسيانه لحقوقه فقال الولد : يا أمير المؤمنين أليس للولد حقوق على أبيه ؟ قال : بلى قال فما هي يا أمير المؤمنين؟ قال عمر : أن ينتقي أمه ويحسن اسمه ويعلمه الكتاب (القرآن ). فقال الولد : يا أمير المؤمنين إن أبي لم يفعل من ذلك شيئاً أما أمي فإنها زنجية كانت لمجوسي وقد سماني جعلاً ولم يعلمني من الكتاب حرفاً واحداً .
فالتفت عمر إلى الرجل وقال له جئت تشكو عقوق ابنك وقد عققته قبل أن يعقك وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك .
وبالله التوفيق والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
منقول للافادة
تربية الأبناء
المبحث الاول : تربية الاولاد
أولاً: معنى كلمة التربية :
( هي عملية بناء الطفل شيئاً فشيئاً إلى حد التمام )
ثانياً: أهميتها :
إن تربية الأولاد تستمد أهميتها من الكتاب والسنة حيث أنهما المصدران الأساسيان في التشريع ومن هذه الأدلة :
(1) قال تعالى :" {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (6) سورة التحريم
(2) قال تعالى : {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى } (132) سورة طـه
(3) قال تعالى : {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} (21) سورة الطور
(4)عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول :كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته الإمام راع ومسئول عن رعيته والرجل في أهل بيته ومسئول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته وكلكم راع ومسئول عن رعيته ) متفق عليه
(5) عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ""مروا أولدكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع ""
رواه أبو داوود ولاحاكم وحسنه الألباني في صحيح الجامع
(6)عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ثم يقول أبو هريرة واقرؤوا إن شئتم فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله الآية} صحيح مسلم ج4/ص2047 و صحيح البخاري ج1/ص465
ثالثاً: نعمة الأولاد..
(1) يقول الله تعالى {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} (46) سورة الكهف
(2) يقول الله تعالى {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} (15) سورة التغابن
(3) يقول الله تعالى {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} (14) سورة آل عمران
(4) يقول الله تعالى {وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَّمْدُودًا وبَنِينَ شُهُودًا} (13) (12) سورة المدثر
فلأولاد هبة من الله للإنسان يُسر الفؤاد بمشاهدتهم وتقر العين برؤيتهم وتبتهج النفس بمحادثتهم فهم زهرة الحياة الدنيا وزينتها,ولكي نعرف قيمة هذه النعمة لننظر فيمن حُرمها ممن ابتلاه الله بالعقم كيف يبذل المستحيل لعله أن يظفر ولو بطفل واحد ليملأ عليه دنياه بهجة وسرورا.
رابعاً:صلاح الأولاد..
لقد حرص الأنبياء عليهم السلام والصالحون من عباد الله على صلاح ذراريهم واستقامتهم فابتهلوا إلى الله عز وجل بطلب صلاحهم فمن ذلك ..
(1) قول إبراهيم عليه السلام يقول الله تعالى {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ } (100) سورة الصافات
(2) قول زكريا عليه السلام يقول الله تعالى {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء} (38) سورة آل عمران
(3) قول عباد الرحمن يقول الله تعالى {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} (74) سورة الفرقان
المبحث الثاني.. صفات المربي ..
ولكي تنجح التربية وتؤتي ثمارها المرجوة لابد من توفر صفات مهمة في المربي ""الأب , الأم , ولي الأمر "" لأن الابن هو طينة من يربيه ومقلد لمن يعيش معه وقد ثبت علمياً أن نسبة 80% من العادات التي يفعلها الأولاد هي من المنزل .
(1) القدوة الصالحة: فصلاح المربي مهم جداً لأنه هو المثل الأعلى في نظر من يربيهم فما يفعله من صواب أوخطا فهو مقلد فيه لأنه يظن أن ما يفعله المربي دائماً صواباً يقول الله عز وجل{وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا } (82) سورة الكهف
(2) العدل بين الأولاد: وسيأتي بيان لها في الأصول
(3) الحلم والأناة: عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأشج عبد القيس إن فيك خصلتين يحبهما الله الحلم والأناة صحيح المسند المستخرج على صحيح مسلم ج1/ص112
(4) الصبر والتحمل : وهذه من الصفات المهمة وهي من خصال الأنبياء والمرسلين فقد كذبتهم أممهم وسبوهم وأذوهم ولم يزدهم ذلك إلا صبراً وتحملاً ورسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قد عاداه كثير من المشركين وآذوه وصبر في ذلك ثم كانت النتيجة أن أسلموا وحسُن إسلامهم يقول الله تعالى {سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ } (24) سورة الرعد يقول الله تعالى{وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} (24) سورة السجدة يقول الله تعالى {وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا } (12) سورة الإنسان
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم{والذي نفس محمد بيده ما رزق عبد شيئا أوسع من الصبر}صحيح ابن حبان ج8/ص192
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه { واعلموا أن منزلة الصبر من الإيمان كمنزلة الرأس من الجسد فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد وإذا ذهب الصبر ذهب الإيمان} مصنف ابن أبي شيبة ج7/ص101
(5) البعد عن الغضب : الغضب صفة ذميمة حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم أشد التحذير عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب صحيح مسلم ج4/ص2014 البخاري ج5/2267 ,وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني قال لا تغضب فردد مرارا قال لا تغضب صحيح البخاري ج5/ص2267.
(6) الرفق واللين : عن جرير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من يحرم الرفق يحرم الخير كله صحيح مسلم ج4/ص2003 ..,عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما كان الرفق في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه إسناده صحيح الأحاديث المختارة ج5/ص154.
(7) التخول بالموعظة: المربي الناجح هو من يتخير الوقت المناسب للنصح والتوجيه لأن النفوس بطبعته تمل من كثرة الوعظ عن أبي وائل قال: ( كان عبد الله ابن مسعود يذكر الناس في كل خميس فقال له رجل يا أبا عبد الرحمن لوددت أنك ذكرتنا كل يوم قال أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أملكم وإني أتخولكم بالموعظة كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بها مخافة السآمة علينا) صحيح البخاري ج1/ص39و صحيح مسلم ج4/ص2172
(8) البعد عن كلمات السوء أو الدعاء عليهم : فمما ينبغي التنبه له والتحذير منه أن يتجنب المربي كل كلمة نابية لأن لها أثراً في المتربي سواءً في الصغر أوحتى في الكبر ولربما حفظها الصغير ورددها تقليداً لهذا المربي وكذلك لا ينبغي له الدعاء على من يربي وخصوصاً إذا كان الوالد لأن له دعوة مستجابة أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ثلاث دعوات يستجاب لهن لا شك فيهن دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد لولده ) سنن ابن ماجه ج2/ص1270
المبحث الثالث ..أصول وقواعد في تربية الأولاد ..
الأصل الأول / اختيار الزوجة ..
إن اختيار الزوجة الصالحة هو المنطلق الأساسي وهو المقياس الصحيح في الاختيار لأنها هي مربية الأجيال ومنها يرضع الطفل العقيدة الصحيحة ويتربى عليها وعندها يمكث الطفل سني عمره الأولى وهي السنين الذهبية في التنشأة ؛ فالزوجة هي أم الأولاد، وسينشئون على أخلاقها وطباعها، وهذه وصايا من النبي الكريم صفي حُسن اختيار الزوجة والصفات المعتبرة في ذلك.
1. عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك ) متفق عليه ؟{صحيح مسلم ج2/ص1086 و صحيح البخاري ج5/ص1958}
2. عن أبي حاتم المزني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فانكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد قالوا يا رسول الله وان كان فيه قال إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فانكحوه ثلاث مرات) قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب وأبو حاتم المزني له صحبه ولا نعرف له عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث( سنن الترمذي ج3/ص395)
3. عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (تخيروا لنطفكم فانكحوا الأكفاء ){المستدرك على الصحيحين ج2/ص176 و سنن ابن ماجه ج1/ص633}
الأصل الثاني :
الحرص على الطفل من أول يوم يخرج فيه على هذه الدنيا ويكون ذلك بالاهتمام بالأحكام الشرعية في ذلك .
1. استحباب التأذين والإقامة في أذن المولود/ عن الحسين بن علي رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من ولد له مولود فأذن في أذنه اليمني وأقام في اليسرى لم تضره أم الصبيان وأم الصبيان هي التابعة من الجن قال المنذري وأخرجه الترمذي وقال حسن صحيح عون المعبود ج14/ص7 أما السر في هذا التأذين فيذكر ابن القيم عدة أسرار أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان شهادة التوحيد وهي أول ما يدخل بها في الإسلام (2) هروب الشيطان من كلمات الأذان وهو يرصد هذا الإنسان حين يستهل صارخاً.
2. استحباب التحنيك للطفل : معناه /مضغ التمرة ودلك حنك المولود بها وذلك بوضع جزء من الممضوغ على الإصبع وإدخال الإصبع في فم المولود ثم تحريكه يميناً شمالاً بحركة لطيفة , ولعل الحكمة في ذلك / تقوية عضلات الفم بحركة اللسان مع الحنك مع الفكين بالتلمظ حتى يتهيأ المولود للقم الثدي وامتصاص اللبن بشكل قوي وحالة طبيعية ..ومن الأفضل أن يقوم بعملية التحنيك من يتصف بالصلاح والتقوى تيمناً بصلاح المولود وتقواه , عن أبي موسى رضي الله عنه قال:ولد لي غلام فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فسماه إبراهيم فحنكه بتمرة ودعا له بالبركة..) { صحيح البخاري ج5/ص2081و صحيح مسلم ج3/ص1690}
3. حلق رأس المولود : فمن السنة انه في اليوم السابع من الولادة يحلق رأس المولود ويتصدق بوزنه فضة وهذا الحكم هل هو خاص بالذكر أم بالأنثى ؟ وهذه مسألة خلافية .
الحكمة في ذلك / (1) تقوية لمسام الرأس وللسمع والبصر والشم كما ذكر ذلك ابن القيم في تحفة المولود (2) نوع من أنواع التكافل الاجتماعي (3) حكمة تعبدية .,ومن الأدلة على ذلك: قال صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها عندما ولدت الحسن احلقي رأسه، وتصدقي بوزن شعره فضة على المساكين )رواه أحمد .فحلقته رضي الله عنها ثم وزنته، فكان وزنه درهماً أو بعض الدرهم،وفي سنن البيهقي الكبرى( ج9/ص304) (وزنت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شعر حسن وحسين وزينب وأم كلثوم فتصدقت بزنة ذلك فضة)
4. .تسمية المولود : والذي يحسُن بالوالدين أن يتخيروا لأولادهم الأسماء الحسنة ويتجنبوا كل اسم قبيح أو مشعر بذم وإليك بعض الوصايا في ذلك :
أ) احرص على تسمية ولدك بما يشعر بمدح كمحمد وعلي وعمر حسن وحسين وخالد مما لها ذكرٌ تاريخي وكذلك البنت كأسماء وعائشة وفاطمة .
ب) احرص على تسميته بما يعبد لله كعبد الله وعبدالرحمن عن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن أحب أسمائكم إلى الله عز وجل عبدالله وعبدالرحمن ) رواه مسلم صحيح مسلم ج3/ص1682
ت) ابتعد عن كل اسم فيه ذم أو يوحي بذم كعاصي ,حزن ,متعب ,
ث) ابتعد عن كل اسم يعبد فيه لغير الله كعبدالعزى ,عبدالنبي وغيرها.
عن أبي وهب الجشمي وكانت له صحبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تسموا بأسماء الأنبياء وأحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن وأصدقها حارث وهمام وأقبحها حرب ومرة) سنن أبي داود ج4/ص287
5.العقيقة عن المولود:
تعريفها ( وهي الشاة التي تذبح عن المولود ومأخوذة معناها القطع وهو قطع رأس الذبيحة )).
الأدلة على سنيتها/
• عن سلمان بن عامر الضبي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :مع الغلام عقيقة فأهريقوا عنه دما وأميطوا عنه الأذى) صحيح البخاري ج5/ص2082
• عن يوسف بن ماهك قال دخلنا على حفصة بنت عبد الرحمن فسألناها عن العقيقة فأخبرتنا أن عائشة أخبرتها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة )صحيح ابن حبان ج12/ص126
• عن سمرةبن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم قالك( كل غلام مرتهن بعقيقته تذبح عنه يوم السابع ويحلق رأسه ويسمى) سنن ابن ماجه ج2/ص1056
* وهذه العقيقة يسن ذبحها في اليوم السابع أوفي أي يوم , وهي عن الذكر شاتان وعن الأنثى شاة واحدة وإن لم يستطع إلا واحدة أجزاه ذلك , وهي من باب الشكر لله على هذا المولود .
6.الختان : تعريفه / هو قطع القلفة ( الجلدة) المستديرة التي على رأس الذكر .
حكمه/ الصحيح أنه واجب .
الأدلة :
• عن أبي هريرة رضي الله عنه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :الفطرة خمس الختان والاستحداد وقص الشارب وتقليم الأظفار ونتف الآباط )صحيح البخاري ج5/ص2209 و صحيح مسلم ج1/ص221
حكمة مشروعيته :
* لما فيه من الفوائد الدينية والصحية فمن ذلك /
• أنه إتباع للحنيفية التي جاء بها إبراهيم عليه السلام .
• أنه يميز بين المسلم وغيره من أصحاب الديانات الأخرى.
• أنه شعار الإسلام ورأس الفطرة.
• أنه يقي من كثير من الأمراض كما ثبت ذلك طبياً.
• أن فيه نظافة بالتخلص من نترات البول التي قد تحتبس في هذا المكان .
الأصل الثالث /العدل بين الأولاد..
)مراجعة مقال للشيخ /محمد المنجد في موقع { صيد الفولئد})
وهذا الأصل هو من أهم الأصول والتي ينبني عليها حسن التربية وتقبل الأولاد تربية مربيهم إذا أحسوا بالعدل من قِبل المربي روى النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن أباه أتى به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " إني نحلت ابني هذا غلاما (أي وهبته عبدا كان عندي) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكلَّ ولدك نحلته مثله ؟ فقال لا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرجعه " [ رواه البخاري أنظر الفتح 5/211 ]، وفي رواية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم" قال فرجع فرد عطيته [الفتح 5/211 ]، وفي رواية " فلا تشهدني إذا فإني لا أشهد على جور " [صحيح مسلم 3/1243 ] .
أضرار عدم العدل بين الأولاد :
1. أنه يفضي إلى العقوق من قبل الأولاد .
2. أنه يورث العدواة بين الأولاد.
3. أنه يسبب الكراهية للمربي .
هل يختص العدل بين الأولاد في العطايا فقط ؟
لا يَخْتَصُّ العدل بِالْعَطِيَّةِ بَلْ مِثْلُهَا التَّوَدُّدُ فِي الْكَلَامِ وَنَحْوِهِ وقَالَ الدَّمِيرِيُّ رحمه الله : لَا خِلَافَ أَنَّ التَّسْوِيَةَ بَيْنَهُمْ أَيْ الْأَوْلَادِ مَطْلُوبَةٌ حَتَّى فِي التَّقْبِيلِ . انتهى وكان بعض السّلف يحرص على التسوية بين أولاده حتى في القُبُلات.
ماهو الظابط في مقياس العدل ؟
الصحيح أنه لا يوجد مقياس منظبط في ذلك إلا أننا نقول أن على ولي الأمر أن ينفق على أولاده بالعدل لا بتفضيل أحد على الأخر إلا لمسوغ كمرض , أو فقير ,أو ذو عيال , أو من يشتغل بالعلم ,أو بالوعد بمكافأة المتفوق أو من حفظ شيئاً من القرآن أو غيرها .
وهل يُعطي الذكور مثل الإناث أم يعطي الأنثى نصف ما يُعطي الذّكر؟
ذهب الإمام أحمد رحمه الله تعالى إلى أنه يعطى الذكر مثل حظ الأنثيين كالميراث [مسائل الإمام أحمد لأبي داود /204 وقد حقق الإمام ابن القيم في حاشيته على أبي داود المسألة تحقيقا بيِّنا ونصر القول بذلك ]. قَالَ مُحَمَّدٌ الْعَدْلُ بَيْنَهُمْ أَنْ يُعْطِيَهُمْ عَلَى سَبِيلِ التَّرْتِيبِ فِي الْمَوَارِيثِ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ .
ومما ينبغي التنبيه عليه أيضا أن العدل بين الأولاد يراعى فيه تفاوت حاجاتهم فمصروف الولد الجامعي ليس مثل الولد في الصفّ الأول ولعبة الولد ذي السنتين ليست كلعبة الولد ذي الثمان والعشر والبنت تُزيّن بذهب لا يجوز للذّكر لبسه وهكذا والخلاصة أنّه يعطي كلّ ولد ما يحتاجه فإن تساووا في الحاجة والحال ساوى بينهم في الأعطيات ، والله تعالى أعلم
الأصل الرابع : غرس حب العقيدة في نفوس الأولاد..
يقول الشيخ /محمد الحمد في (سبل معينة على تربية الأولاد)
(فمما يجب- بل هو أوجب شيء على الوالدين- أن يحرصوا كل الحرص، على هذا الأمر، وأن يعاهدوه بالسقي والرعاية، كأن يعلم الوالد أولاده منذ الصغر أن ينطقوا بالشهادتين، وأن يستظهروها، وينمي في قلوبهم محبة الله- عز وجل- وأن ما بنا من نعمة فمنه وحده، ويعلمهم- أيضا- أن الله في السماء، وأنه سميع بصير، ليس كمثله شيء، إلى غير ذلك من أمور العقيدة.)
وكذلك حب الرسول صلى الله عليه وسلم وربطهم دائما ً بما أعده الله لأهل الطاعة في الجنة ,وما أعده الله لأهل المعاصي
عن معاوية بن الحكم السلمي قلت يا رسول الله(إن لي جارية ) أفلا أعتقها قال ائتني بها فأتيته بها فقال لها أين الله قالت في السماء قال من أنا قالت أنت رسول الله قال أعتقها فإنها مؤمنة) صحيح مسلم ج1/ص381
الأصل الخامس :غرس الأخلاق الحميدة ونبذ كل خلق ذميم ..
فمما ينبغي للمربي أن يحرص عليه هو بذر كل خلق حسن في نفوس من يربيهم من صدق واحترام ووفاء وأمانة وحسن منطق وغيرها وأن ينبذ كل خلق مشين من كذب وفحش وغيبة وتكبر وغرور
وغيرها وكذلك يحسن تأديبهم على الآداب الإسلامية الرفيعة كآداب الطعام والشراب وآداب النوم وآداب المجلس وآداب المحادثة وغيرها .ومما يحدو المربي في ذلك الأحاديث التي تحث على حسن الخلق
• .كما روي عن نواس بن سمعانرضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (البر حسن الخلق والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس) صحيح مسلم ج4/ص1980
• وعن عائشة رحمها الله قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول( إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم) سنن أبي داود ج4/ص252
• وعن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن وإن الله ليبغض الفاحش البذيء) قال أبو عيسى وفي الباب عن عائشة وأبي هريرة وأنس وأسامة بن شريك وهذا حديث حسن صحيح سنن الترمذي ج4/ص36
• عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن) سنن الدارمي ج2/ص415
• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا) سنن الدارمي ج2/ص415
الأصل السادس :القدوة الحسنة..
معلومٌ أن الصغير يحاكي دائماً الكبار ففي نظر الولد أن ما يفعلانه والديه من آي تصرف سواءً كان صواباً أوخطا فهو قابل لأن يفعل مثله وعلى هذا ينبغي للمربي أن يحرص كل الحرص أن لا يتصرف بأي تصرف يقلد فيه وقد يكون هذا التصرف خاطئ
الأصل السابع : التدرج في التربية ..
لأجل أن تؤتي التربية ثمارها المرجوة فينبغي للمربي أن يتدرج في تربيته لأن الطفل الصغير ما زال غضاً ولا يتصور منه أن ينال الكمال في يوم وليلة مع مراعاة السن التي يعيش فيها وخواص وطبيعة هذه الفترة العمريه ليوفق في حسن التربية .
الأصل الثامن :الرسائل الإيجابية ..
وهي تلك الكلمات والعبارات التي يطلقها المربي تجاه من يربيه بسبب أحد المواقف سواءً الأخطاء أو التوجيهات وتلك الرسائل هي التي تبقى في ذهن الولد والتي من شأنها أن تعزز موقفاً معيناً أو تعالج خطأً بطريق غير مباشر مثل : (1) حينما يخطأ الولد فيواجه بكلمات اللوم كأنت غبي أو أنت لاتفهم ونحوها والصحيح أن يقول له أنت ذكي وليس من عادتك أن تخطأ فكيف حصل ذلك ؟ (2) لتوجيه الابن مثلاً للحفظ فلتشجيعه تقول له مثلاً قدرتك على الحفظ عالية فلماذا لا تحفظ ؟
المبحث الرابع : وصايا للمربين..
1. الاستعانة بالله على تربية الأولاد .
2. الدعاء لهم وعدم الدعاء عليهم وخصوصاً حال الغضب .
3. تحصينهم بالأذكار الشرعية عند الدخول والخروج وأذكار النوم والخلاء والنزول في أماكن النزهة وغيرها.
4. إبعاد المنكرات التي في المنزل وأجهزة الفساد من آلات اللهو والطرب مما يفسد الأولاد.
5. البعد عن الميوعة والكسل والتعويد على الرجولة وعلى الجد .
6. تنمية ميول الطفل منذ الصغر مثل (الحفظ , تفكير ,إبداع ) وجلب الوسائل المعينة لكمال هذا الميول .
7. أن يوقن المربي أنه مهما بذل في النصح والتوجيه والعمل مع من يربيهم فإن الصلاح والهداية والتوفيق كلها بيد الله عز وجل .
8. مراعاة الفروق بين الأولاد كما يلي :
• الفروق بين الذكر والأنثى/ فكل جنس قد أودع الله فيه خصائص وطاقات ومؤهلات لا توجد في الجنس الأخر وعلى ذلك فكل جنس يعامله بما هو فيه وما هو قادر عليه وما لا يضر به فلا ينبغي أن نطلب من الأنثى الأعمال الشاقة التي هي تناسب الذكور ولا ينبغي أن نطلب من الذكر البقاء في المنزل والعمل الدائم في المنزل والتي هي من خصائص الأنثى .
فروق بين الرجل والمرأة : أثبتت الدراسات الطبية المتعددة أن كيان المرأة النفسي والجسدي قد خلقه الله على هيئة تخالف تكوين الرجل ، فقد بنى جسم المرأة على نحو يتلاءم ووظيفة الأمومة تلاؤما كاملا، كما أن نفسيتها قد هيئت لتكون ربة الأسرة وسيدة البيت ، وأن هيكل المرأة الجسدي يختلف عن هيكل الرجل ، بل إن كل خلية من خلايا جسم المرأة تختلف في خصائصها وتركيبها عن خلايا جسم الرجل ، وآية ذلك الفروق الهائلة بين الأنسجة والأعضاء والتي تبدو واضحة لكل ذي عينين بين الذكر والأنثى ، فأعضاء المرأة الظاهرة والخفية وعضلاتها وعظامها تختلف إلى حد كبير عن تركيب أعضاء الرجل الظاهرة والخفية كما تختلف عضلاته وعظامه في شدتها وقوة تحملها ، وليس هذا البناء الهيكلي والعضوي المختلف عبثا إذ ليس في جسم الإنسان ولا في الكون كله شئ إلا وله حكمة " إنا كل شئ خلقناه بقدر " والحكمة في الاختلاف البين في التركيب التشريحي والوظيفي بين الرجل والمرأة هو أن هيكل الرجل قد بني ليخرج إلى ميدان العمل كادحا مكافحا ، مصداقا لقوله تعالى :" فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى "( أي يا آدم) ، أما المرأة فتبقى في المنزل تؤدي وظيفتها العظمى التي أناطها الله بها وهي الحمل والولادة وتربية الأطفال وتهيئة عش الزوجية ليسكن إليها الرجل بعد الكدح والشقاء.
• الفروق بين الصغير والكبير/ فكل مرحلة عمرية لها ما يناسبها من قدرات وعقل وتمييز فلا نطالب الصغير أن يميز كما يميز الكبير ولا نعامل الكبير بما نعامل به الصغير .
• الفروق في القدرات ../وهذه يتفاوت فيها الأولاد بحسب ما أعطاهم الله إياه من قدرة في التفكير وفي الجسم فالمريض لا يعامل كالصحيح ولا يعامل من به ضعف عقلي كمن هو سليم معافى وهكذا.
9. استخدام الضرب كأخر العلاج وإليك قواعد مهمة في ذلك:
يوضح ذلك الدكتور خالد القريشي بقوله: من تتبع النصوص الشرعية يمكن لنا أن نضع بعض القواعد في استخدام الشدة مع الأطفال كالتالي:
القاعدة الأولى : أن يكون الضرب بعد استخدام الأساليب التربوية الأخرى كالتوجيه والكلمة الحسنة والنصح.
القاعدة الثانية: أن يكون ابتداء الضرب من سن العاشرة
. القاعدة الثالثة: أن تكون عقوبة الضرب موافقة للجرم، فلا يزاد عليها وعموما ينبغي ألا يزيد الضرب على عشر كما حدد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك.
القاعدة الرابعة: ألا يكون الضرب مؤذيا للطفل نفسيا وجسديا.
القاعدة الخامسة: اختيار مكان العقوبة المناسب فلا يكون أمام الناس أو أحد من أقربائه ونحو ذلك.
القاعدة السادسة: ألا يضرب وهو في حالة الغضب حتى يدرك ما يفعل،
.* وينبغي أن يعلم أن الضرب عند الحاجة إليها إنما هو ضرب تهذيب وتأديب وليس ضرب انتقام وتعذيب. واحذر الإساءة إلى الأولاد بالضرب ,
** أخطاء في استخدام هذا الأسلوب: بعض الآباء والأمهات قد يسيء جدا في استخدام هذه الوسيلة، (كأن يضرب على الوجه أو الرأس أو الضرب بالعصا والحزام والأسلاك،)( أو حمل الولد وإلقاؤه على الأرض، أو الإمساك به وضربه في الجدار،( وكل هذه الأساليب وغيرها يترتب عليها أثار سيئة خطيرة، فقد تترك أثارا جسدية وكدمات، أو بعض الكسور التي قد تحدث نتيجة لارتطام الطفل بالجدار أو الأرض، هذا ناهيك عن الأضرار النفسية التي تحدث نتيجة لهذا الضرب غير الموجه، وهذا ينافي الغرض الذي من أجله شرع الضرب في الإسلام، ويتحول بذلك إلى سلبيات وتبعات وأضرار حذر منها الإسلام ورفضها. فجدير بالآباء والأمهات أن يراعوا تلك الآداب الإسلامية عند تأديب أولادهم ولا يتجاوزوها، وليعلموا أن فيها الخير والفلاح لهم إن هم التزموا بها وطبقوها.
10.تخصيص وقت من قبل المربي للجلوس مع الأولاد والحديث معهم فيما يخصهم من اهتمامات كدراستهم وحاجاتهم ومناصحتهم وتوجيههم وليشعر الأولاد بقرب الوالدين منهم .
11. عدم إظهار الخلافات الزوجية أمام الأولاد لأن ذلك له أثر سلبي في نفسية الأولاد .
12. أن يحرص المربي على تقديم الهدايا والمكافآت التشجيعية والمحفزة للأولاد ومدحهم والثناء عليهم كلما أحرزوا نجاحاً أو قدموا عملاً ولو كان بسيطاً فبطبيعة الإنسان أنه يحب المدح والثناء من الآخرين على ما يقدمه لهم .
13. لتكن أيها المربي كالطبيب الذي يبحث عن العلاج المناسب لشفاء مريضه في توجيهك وفي تعاملك مع الأخطاء فليس الحل الدائم في العلاج هو التوبيخ والوعيد والتهديد .
14. استشر من لديه الخبرة في تربية الأولاد أو من ترى أثر تربيته على أولاده وليس في ذلك آي عيب أو محذور أو لسنا نستشير أهل الخبرة في مصالحنا الدنيوية أوليس أولادنا أهم علينا من ذلك .
15.لتكن أيها المربي معيناً لأولادك على برك وذلك باحتمال أخطائهم والصبر على ذلك والتغاضي عن بعض هفواتهم والاهتمام بهم من أول لحظة يخرجون عليها إلى هذه الدنيا وإليك هذه القصة فتأملها جيداً:
جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشكو إليه عقوق ابنه فأحضر عمر الولد وأنّبه على عقوقه لأبيه ونسيانه لحقوقه فقال الولد : يا أمير المؤمنين أليس للولد حقوق على أبيه ؟ قال : بلى قال فما هي يا أمير المؤمنين؟ قال عمر : أن ينتقي أمه ويحسن اسمه ويعلمه الكتاب (القرآن ). فقال الولد : يا أمير المؤمنين إن أبي لم يفعل من ذلك شيئاً أما أمي فإنها زنجية كانت لمجوسي وقد سماني جعلاً ولم يعلمني من الكتاب حرفاً واحداً .
فالتفت عمر إلى الرجل وقال له جئت تشكو عقوق ابنك وقد عققته قبل أن يعقك وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك .
وبالله التوفيق والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
منقول للافادة