بسم الله الرحمن الرحيم
من ايام توفي الوزير السابق والمناضل عدب الحميد مهري قرات عنه الكثير في الجرائد ولكن ماجعل قلبي يبكي عليه هو هذا الجز من المقال
مهري باع سيارته وأجّر بيته واستدان لعلاج زوجته_o:
أضافت الملامح الحزينة لوزير التربية الأسبق الدكتور علي بن محمد، وهو يستذكر عديد المحطات التي جمعته برفيق دربه المناضل الراحل عبد الحميد مهري، حالة من التفاعل التي جعلت أغلب الحاضرين يذرفون الدموع على المشهد الذي رسمه الدكتور في حديثه عن المرحوم، خاصة عندما توقف في شريط حديثه عند محطة مرض حرم الرجل النزيه "سي عبد الحميد"، التي ختمها بتعليق ساخر "قرأنا في الصحافة الوطنية أن المستشفيات الفرنسية تطالب بـ620 مليون دولار كديون لها لدى الخزينة العمومية الجزائرية، فتساءلت كيف لم تستفد حرم الهرم الشامخ عبد الحميد مهري من دولار واحد من هذا المبلغ الضخم؟".
الضمان الاجتماعي يعاقب مهري:sad:
وسرد القصة قائلا: "من أصعب الفترات التي عاشها فقيد الجزائر في حياته الطويلة المليئة بالنضال والتحدي، عندما حل بها مرض مفاجئ غريب استدعى تنقلها إلى فرنسا والمكوث هناك للعلاج، ونظرا لظروفه المادية المتواضعة وجد صعوبة كبيرة في التكفل بها جراء المصاريف الباهظة، مما اضطره إلى إعداد ملف طبي متكامل قدمه للمصالح المعنية قصد التكفل العمومي بها، غير أن مصالح الضمان الاجتماعي، لم تستجب للطلب ولم تول أهمية لشخص مهري، وأغلقت بفعل فاعل كل السبل أمامه، مما اضطره إلى بيع سيارته وتأجير بيته والاستدانة من مناضلين عرب، ورفض عرضا تقدمت به إحدى الدول العربية للتكفل بها تعففا".
وعاد بن محمد بذكرياته إلى سنة 1960عندما تعرف لأول مرة إلى الأستاذ عبد الحميد مهري، أيام جريدة "المجاهد" بالعربية، وذكر أنه ازداد تعلقا به عندما سافر إلى دمشق وسمع عن نبله وأخلاقه ومواقفه من الطلبة الجزائريين والسوريين هناك، وفي هذا الشأن ذكر أن إحدى حفيدات الأمير عبد القادر قالت له "إن الحديث عن الثورة الجزائرية في الأوساط السورية كان حديثا مبهما، لكن الأستاذ عبد الحميد مهري رحمه الله أوصل رسالتها إلى السوريين ووضح تفاصيلها لديها".
ومما ذكره وزير التربية الأسبق أنه في سنة 1970 حدث تغيير وزاري عين بموجبه عبد الكريم بن محمود وزيرا للتعليم الابتدائي والثانوي، وقد أحب أن يعين مهري كأمين عام لها، وعندما عرض الأمر على بومدين قال له "أعرف أن سي مهري له تحفظ على حركة 19 جوان، لكن أعرض عليه الأمر فإن وافق سنعينه فورا". وإيمانا من "الحكيم" بخطورة قطاع التربية وأهميته، وافق مهري على قبول المهمة وتصدى لمشاكل القطاع بنجاح.
رغم انه المناضل ومحب لبلده الا انه لم يجد يد العون من الدولة التي لو لا نظلاته لما اصبحت دولة
رحمه الله
من ايام توفي الوزير السابق والمناضل عدب الحميد مهري قرات عنه الكثير في الجرائد ولكن ماجعل قلبي يبكي عليه هو هذا الجز من المقال
مهري باع سيارته وأجّر بيته واستدان لعلاج زوجته_o:
أضافت الملامح الحزينة لوزير التربية الأسبق الدكتور علي بن محمد، وهو يستذكر عديد المحطات التي جمعته برفيق دربه المناضل الراحل عبد الحميد مهري، حالة من التفاعل التي جعلت أغلب الحاضرين يذرفون الدموع على المشهد الذي رسمه الدكتور في حديثه عن المرحوم، خاصة عندما توقف في شريط حديثه عند محطة مرض حرم الرجل النزيه "سي عبد الحميد"، التي ختمها بتعليق ساخر "قرأنا في الصحافة الوطنية أن المستشفيات الفرنسية تطالب بـ620 مليون دولار كديون لها لدى الخزينة العمومية الجزائرية، فتساءلت كيف لم تستفد حرم الهرم الشامخ عبد الحميد مهري من دولار واحد من هذا المبلغ الضخم؟".
الضمان الاجتماعي يعاقب مهري:sad:
وسرد القصة قائلا: "من أصعب الفترات التي عاشها فقيد الجزائر في حياته الطويلة المليئة بالنضال والتحدي، عندما حل بها مرض مفاجئ غريب استدعى تنقلها إلى فرنسا والمكوث هناك للعلاج، ونظرا لظروفه المادية المتواضعة وجد صعوبة كبيرة في التكفل بها جراء المصاريف الباهظة، مما اضطره إلى إعداد ملف طبي متكامل قدمه للمصالح المعنية قصد التكفل العمومي بها، غير أن مصالح الضمان الاجتماعي، لم تستجب للطلب ولم تول أهمية لشخص مهري، وأغلقت بفعل فاعل كل السبل أمامه، مما اضطره إلى بيع سيارته وتأجير بيته والاستدانة من مناضلين عرب، ورفض عرضا تقدمت به إحدى الدول العربية للتكفل بها تعففا".
وعاد بن محمد بذكرياته إلى سنة 1960عندما تعرف لأول مرة إلى الأستاذ عبد الحميد مهري، أيام جريدة "المجاهد" بالعربية، وذكر أنه ازداد تعلقا به عندما سافر إلى دمشق وسمع عن نبله وأخلاقه ومواقفه من الطلبة الجزائريين والسوريين هناك، وفي هذا الشأن ذكر أن إحدى حفيدات الأمير عبد القادر قالت له "إن الحديث عن الثورة الجزائرية في الأوساط السورية كان حديثا مبهما، لكن الأستاذ عبد الحميد مهري رحمه الله أوصل رسالتها إلى السوريين ووضح تفاصيلها لديها".
ومما ذكره وزير التربية الأسبق أنه في سنة 1970 حدث تغيير وزاري عين بموجبه عبد الكريم بن محمود وزيرا للتعليم الابتدائي والثانوي، وقد أحب أن يعين مهري كأمين عام لها، وعندما عرض الأمر على بومدين قال له "أعرف أن سي مهري له تحفظ على حركة 19 جوان، لكن أعرض عليه الأمر فإن وافق سنعينه فورا". وإيمانا من "الحكيم" بخطورة قطاع التربية وأهميته، وافق مهري على قبول المهمة وتصدى لمشاكل القطاع بنجاح.
رغم انه المناضل ومحب لبلده الا انه لم يجد يد العون من الدولة التي لو لا نظلاته لما اصبحت دولة
رحمه الله