معايير توزيع الجوائز الدولية

شخصيات مثيرة للجدل حازت على جائزة نوبل للسلام





كيسنجر يصافح وزير الخارجية الفيتنامي الشمالي لي دوك ثو في باريس بعد نجاح المفاوضات لوقف إطلاق النار في حرب فيتنام

تم الإعلان قبل أيام قليلة عن اسم الفائز الجديد بجائزة نوبل للسلام وفي الماضي لم تكن اللجنة المختصة باختيار الفائزين دائما موفقة في قراراتها، فالعديد من الشخصيات التي حازت على هذه الجائزة البارزة كانت مثيره حقا للجدل





لم يقابل حصول رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات في عام 1994 على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين بانتقادات لاذعة من طرف اليهود وحدهم. فذلك الرجل الذي أصبحت الكوفية الفلسطينية والبذلة العسكرية الكاكية اللون من أبرز مميزاته، حصل على الجائزة تقديرا لجهوده في إحلال السلام في الشرق الأوسط.
التزام عرفات



لم يتخل عن الكوفية والبذلة الكاكية لدى استلامه جائزة نوبل كما أشيع: عرفات وإلى جانبه اسحاق رابين الفائز معه بالجائزة مناصفة
لكن التزام عرفات بهذا الشأن كان محل جدل، وقد ألقى الرئيس الأمريكي بيل كلينتون مسؤولية إخفاق المفاوضات بشأن الدولة الفلسطينية في كامب ديفيد على عاتق عرفات وحده. وبالإضافة إلى هذا شهدت الفترة التي تولى فيها رئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية استشراء واسعا للفساد، إذ اختفت خلال تلك الفترة الملايين من الأموال المخصصة للمساعدات الإنسانية بحسب مصادر صندوق النقد الدولي. بل ويعتقد أن قسما من هذه الأموال ذهب إلى دعم بعض الأنشطة الإرهابية. لكن عرفات كان ينأى بنفسه عن المجموعات الإرهابية، ودأب على تأكيد هذا الموقف خصوصا في السنوات الأخيرة من حياته.

كيسنجر ومشكلة الولاء

وبالرغم من أن شخصية هنري كيسنجر أقل إثارة للجدل من ياسر عرفات، إلا أن نيله جائزة نوبل للسلام كان مكان أخذ ورد، فالمستشار الأمني للرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون حصل على هذه الجائزة الرفيعة عام 1973 لدوره في وضع نهاية للحرب في فيتنام. لكن قبل هذا بسنوات معدودة وتحت إدارة الرئيس نيكسون شهدت هذه الحرب تصعيدا ملحوظا ترتب عليه سقوط عدد كبير من المدنيين.

ومن المفارقات أن وزير الخارجية الفيتنامي الشمالي لي دوك ثو الذي حاز كيسنجر على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع كيسنجر رفض قبول الجائزة مبررا قراره بأن السلام لم يحل بعد في بلاده. وبعد حصوله على الجائزة بسنوات كثيرة ظل كيسنجر شخصية تتمتع بمكانة مرموقة كدبلوماسي وسياسي خبير بالشؤون الأمنية، وذلك بالرغم من أن بقائه على ولائه للرئيس نيكسون وتورطه في فضيحة ووتر غيت الشهيرة معه، بقيت من النقائص التي لحقت به.

وقد ظل كيسنجر محتفظا بتقييمه الإيجابي لرئيسه نيكسون حتى بعد مرور سنوات طويلة، فهو في نظره "أكثر الرؤساء الأمريكيين فهما للسياسة الخارجية في مرحلة ما بعد الحرب". كما لم يخف كيسنجر ذات مرة خيبة أمله من أن الرؤساء الأمريكيين اللاحقين من الحزب الجمهوري مثل بوش أو ريغان لم يأخذوا كثيرا بنصائحه.

وانغاري ماتاي ونظرية المؤامرة


عرفات في طرابلس عام 1992 مع عضو اللجان الثورية في ليبيا مصطفى خروبي
حصلت وانغاري ماتاي على جائزة نوبل للسلام عام 2004، وهي أول امرأة إفريقية تحصل على هذه الجائزة. وسعت هذه الناشطة الكينية في مجال البيئة إلى وقف الاحتطاب الجائر في منطقة الغابات حول العاصمة نيروبي، كما عملت على مكافحة الفساد في بلدها. وتتساءل ماتاي "إذا كان الأمر يتعلق بالفعل بوضع حد للفساد من منطلق أنه يؤثر سلبا على صورة بلادنا، فلماذا لا نفعل ذلك؟ نحن لسنا بحاجة إلى المال لتحقيق هذا بل إلى بذل جهود مخلصة."

وهكذا فإن وانغاري رفعت هذه المطالب بقوة وخصوصا في المنابر الدولية، وقد جلبت لها هذه التصريحات تعاطفا كبيرا في الغرب، بعكس تصريحات لاحقة لها قالت فيها إن فيروس الإيدز تم تطويره في مختبرات غربية من أجل القضاء على العرق الأسود، الأمر الذي جر عليها انتقادات حادة. وفي بلدها كينيا لم تنجح وانغاري في كسب تعاطف وحب أبناء جلدتها، وفشلت فشلا ذريعا في كسب أصوات في دائرتها الانتخابية لدى ترشحها لرئاسة البلاد أواخر عام 2007، وكان هذا بمثابة نقطة النهاية لمستقبلها السياسي.

جودي وليامز وحملته لحظر الألغام الأرضية

وهناك شخصية أخرى حازت على جائزة نوبل للسلام، لم تعد بدورها الآن تحت الأضواء، ففي عام 1997 كانت الجائزة من نصيب الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية ومنسقها جودي وليامز. إن جهود هذه المنظمة غير الحكومية ومؤسسها الناشط الأمريكي وليامز توجت بالنجاح فيما يتعلق بالتوقيع على اتفاقية أوتاوا الدولية لحظر الألغام، لكن بلاده أي الولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب روسيا، لم توقع عليها حتى الآن.

وبعد أن بهت بريق الفوز بهذه الجائزة الرفيعة، وصفها ويليامز بأنها عبء لا يوصف. ويؤكد هذا الوصف الرئيس الفنلندي السابق مارتي أهتساري الحاصل على جائزة نوبل للسلام العام الماضي، فهو قال في لقاء له مع دويتشه فيله "يطلب عادة من الحاصلين على جائزة نوبل للسلام ضم توقيعاتهم إلى القوائم الكثيرة التي تطلق نداءاتها لأهداف مختلفة، لذا فإن عبء المسؤولية على معظم الحاصلين على هذه الجائزة ثقيل للغاية.​
 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
شكرا على الطرح
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top