من أخطائنا العقلية في سجالنا السياسي

بالقرآن نحيا

:: عضو مُتميز ::
إنضم
6 أوت 2011
المشاركات
599
نقاط التفاعل
11
نقاط الجوائز
57
إن المتأمل أحوال أمتنا فى سجالها السياسى يمكنه أن يستنتج مجموعة من القواعد الخاطئة من التفكير كنا نرجو استنباطها وذلك بهدف تسليط الضوء على بنيتنا العقلية عند الأخذ والرد والتحليل والنقد... وفى يقيننا أن الطريق طويلة ولكن الأمل معقود بنواصى المستقبل وبالأجيال القادمة عساها تستلهم روح العلم بقلب نقى وعقل يقظ، ونود أن نشير إلى أن هناك طرقا وأنماطا من التفكير ذات أثر هدام على بنيتنا العقلية منها: التعميم- ا التركيز على العيوب فقط - التماوت حول الآلام والكوارث - التشاؤم وسوء الظن - العجز عن ترتيب الأولويات- الخلط بين استحالة الإدراك واستحالة الوجود - العجز عن التجريد - تقديس بعض ما هو لغير الله - التأثر بمكانة ذوى الإيحاء - التعصب- العجز عن المعرفة بالضد - التثبت مما هو واضح- تسمية الأمور بغير اسمها – وحصر أمثال تلك الطرق عسير بيد أننا نأخذ بعض النماذج التالية بشكل موجز.

(1)
اجتزاء الرؤية وبتر بعض الكلام من سياقه
وهو ما يعنى انتقاء جملة ما أو كلمة ما من حديث الآخر حتى يبنى عليها المجادل ما يريد أن يبثه من أفكار وكأنه يعزل خاصية معينة من سياقها العام ويؤكدها فى سياق آخر... ومثال ذلك: ما يراه الناس من تصيد للخطأ وبعض الهفوات سواء للتيار الدينى من العلمانى والعكس صحيح وهكذا فى مناقشاتنا السياسية لا نقنع إلا بما فى نفوسنا من الآخرين لا بما فى الموقف نفسه من أحداث متجاهلين بقية مواقفه هو أو غيره الايجابية ثم يبنى على ذلك الموقف الكثير والكثير من الأغلاط.

(2)
القفز على الاستنتاجات الخاطئة
ونعنى به التفسير الخاطئ لموقف ما بسبب عدم توافر معلومات معينة أو بسبب وجود سياق مختلف ...ومثال ذلك: أن احدهم قد يظن بنفسه أنه ممل ومرفوض إذا لم يعلق أحد بترحاب على ما طرحه من أفكار... وينسحب هذا الأمر على رؤيتنا لكثير من الحركات السياسية والدينية المطروحة الآن على الساحة العربية...كخسارة حزب ما أو تيار ما أو رمز سياسى ما فى أى انتخابات نزيهة فيظن الخاسر أن سبب خسارته هو قلة الوعى أو اضطهاد الناس أو أكياس الزيت والسكر أو غير ذلك مما هو خاطئ وسلبى ويشى بعقلية غير سوية فما الذى أنجح فلانا العلمانى والليبرالى وأسقط غيره أو العكس..؟!!

(3)
محاكمة النيات
وتعنى الحكم على الأشخاص لا بناء على معطيات مادية ولكن بناء على ما سيفعله فى المستقبل وهذه الفكرة إهانة للعقل وحجر عليه من التفكير بمرونة وحرية...وما رأيت أحدا يحاكم النيات إلا وبدا لى سخيف العقل سيء النفس ....وكأنه يعمل منجما للغيب أو قارئ بخت... ومثال ذلك: أن يظن أحدهم ظنا يحسبه يقينا يبنى عليه حكما ويكون حكمه هذا وكأنه فوق المناقشة والدحض بل ويتعامل معه على أساس أنه حقيقة فلا داعي لإنكارها...
(4)
التفسير السلبى لما هو ايجابي
ولو أنها فى واقع الأمر أسوأ بكثير من عملية الانتقاء السلبى وعزل الكلام عن سياقه فإن احدهم هاهنا يتجاوز انتقاء بعض العبارات إلى تفسير ما هو ايجابي بما هو سلبى ...

(5)
الهضم والابتلاع لا المشاركة
ونقصد به أسلوب الكل أو لا شيء فبعض الأشخاص يميلون إلى إدراك الأحداث على أنها إما صواب أو خطأ دون أن يدركوا أن الأمر الواحد قد يجمع فى طياته بعض جوانب الصحة والخطأ مع تغليب جزء على آخر وقد يؤدى مستقبليا إلى نتائج إيجابية فعالة لو أتيحت له الفرصة . والدراسات النفسية تؤكد أن أصحاب هذا النوع من التفكير يتسمون بالتعصب والتوتر والقلق والجمود والتصلب وبلغة أخرى بالتشنج الثقافى ...ويغرى هذا النوع من التفكير صاحبه بالنزوع إلى الكمال المطلق ومن ثم يصاب صاحبه بالإحباط عند الفشل.

ومثال ذلك: ما حدث من انتخابات برلمانية فى مصر 2010 حيث لم يتحمل الحزب الحاكم نجاح المعارضة- رغم أنه يهيمن بصورة أخرى ملتوية بضم المستقلين له- فقام بترويع الناس واستخدام وسائل انتقدتها منظمات حقوق الإنسان العربية وغيرها...ونرى أن الذى حمله على ذلك طريقة التفكير الخاطئة التى يتبناها منظروه ألا وهى الهضم والابتلاع لا المشاركة.

ملاحظات عند الخاتمة

اقرؤوا- إن شئتم- التفكير فريضة إسلامية لعباس محمود العقاد ...بل لا نتجاوز قواعد المنطق حين نقول إن التفكير ضرورة إنسانية... نرجو بتسليط الضوء على هذه المشاهد اللاعقلانية التى تصرخ بشدة وأن نتخلص منها فى حياتنا الثقافية والاجتماعية وسجالنا السياسى.
 
في انتظار ما سيجود به القلم الراقي تقبل منا أستاذنا الفاضل كل التقدير
 
موضوع في القمة وعدد قليل من الناس من يتطرق إلى هذا النوع
كلنا نتعامل بعقلية الصواب ونحاول أن نرتقي أمام محاورنا لأعلى الدرجات
لا أجد ردا أضيف لهذه الدرر المتناثرة هنا والمعلومات الرائعة . بورك فيك

أنا من الأشخاص الذين يفضلون جلد الذات ومصارحة واقعنا وعدم القفز على الحقائق
نحن نحاور بعضنا من منطلقات وخلفيات سابقة ونوايا سيئة والبحث عن أخطاء الآخر وبتر الكلام والصمود على الخطأ
قد تجد الجزائري ينتقد حكومته في عدة مواضيع ولكن بمجرد أن يتطرق غريب إلى النظام الجزائري يغير موقفه 180 درجة ويصبح وكأنه هو النظام يدافع عنه ويستميت في ذلك
وكذلك الحال بالنسبة للسعوديين فلا أحد تجده يوافق على إنتقاد بلاده هنا ويقف بشدة أمام أي كلام ضد المملكة بل وأغلب مواضيعه هي تقديس وتبجيل للملكة وحكامها .
وكذلك يفعل المغربي حين لا يستطيع ان يناقش قضية الصحراء الغربية وقضية الحدود دون أن يظهر ولاءه الكبير لوطنه .وكذلك الأمر للجزائريين والتونسيين والقطريين والسوريين وغيرهم
إن الوطنية شيئ جميل ومن حق كل واحد أن يدافع عن وطنه لكن عندما تصبح بعض الردود هي صدود (صد) أي يرد فقط من أجل الرد وبذلك تضيع الحقائق ويكثر الكذب والنفاق ويعيقنا عن رؤية الحقيقة التي تساعدنا في العلاج
هذا ما يحدث في المنتديات باعتبارها المكان الأكثر التقاءا بين العرب والمسلمين
وهكذا تتصرف الدول
فسوريا ذات يوم نقلت الملف العراقي إلى مجلس الأمن وشاركت في القوات التي خربت العراق واليوم ترفض هذا
ونفس الشيئ ينطبق على الدول الأخرى .
فقطر مثلا باعتبارها أكثر الدول تتبنى المعارضات العربية لو اندلعت الثورة في بلادها ستكون هذه مؤامرة وسيكون الثوار مخربون والتدخل الأجنبي مرفوض .
وهذا حال باقي الدول
 
موضوع مميز اختي.... نعم .... انا الاحظ اننا نبحث في المواضيع عن نقطة ضعف لا على نقطة للنقاش الهادف
 
موضوع في القمة وعدد قليل من الناس من يتطرق إلى هذا النوع
كلنا نتعامل بعقلية الصواب ونحاول أن نرتقي أمام محاورنا لأعلى الدرجات
لا أجد ردا أضيف لهذه الدرر المتناثرة هنا والمعلومات الرائعة . بورك فيك

أنا من الأشخاص الذين يفضلون جلد الذات ومصارحة واقعنا وعدم القفز على الحقائق
نحن نحاور بعضنا من منطلقات وخلفيات سابقة ونوايا سيئة والبحث عن أخطاء الآخر وبتر الكلام والصمود على الخطأ
قد تجد الجزائري ينتقد حكومته في عدة مواضيع ولكن بمجرد أن يتطرق غريب إلى النظام الجزائري يغير موقفه 180 درجة ويصبح وكأنه هو النظام يدافع عنه ويستميت في ذلك
وكذلك الحال بالنسبة للسعوديين فلا أحد تجده يوافق على إنتقاد بلاده هنا ويقف بشدة أمام أي كلام ضد المملكة بل وأغلب مواضيعه هي تقديس وتبجيل للملكة وحكامها .
وكذلك يفعل المغربي حين لا يستطيع ان يناقش قضية الصحراء الغربية وقضية الحدود دون أن يظهر ولاءه الكبير لوطنه .وكذلك الأمر للجزائريين والتونسيين والقطريين والسوريين وغيرهم
إن الوطنية شيئ جميل ومن حق كل واحد أن يدافع عن وطنه لكن عندما تصبح بعض الردود هي صدود (صد) أي يرد فقط من أجل الرد وبذلك تضيع الحقائق ويكثر الكذب والنفاق ويعيقنا عن رؤية الحقيقة التي تساعدنا في العلاج
هذا ما يحدث في المنتديات باعتبارها المكان الأكثر التقاءا بين العرب والمسلمين
وهكذا تتصرف الدول
فسوريا ذات يوم نقلت الملف العراقي إلى مجلس الأمن وشاركت في القوات التي خربت العراق واليوم ترفض هذا
ونفس الشيئ ينطبق على الدول الأخرى .
فقطر مثلا باعتبارها أكثر الدول تتبنى المعارضات العربية لو اندلعت الثورة في بلادها ستكون هذه مؤامرة وسيكون الثوار مخربون والتدخل الأجنبي مرفوض .
وهذا حال باقي الدول

حال باقي الدول بمن فيها من أشخاص معنويين وطبيعيين.........تشرفت بمرور الأستاذ الكريم وإثرائه للموضوع بعقلانية...........احترامي وتقديري
 
كفيتي وفيتي ووصفتي الحال كما هو
بل و بكل صدق
بارك الله فيك وزادك من فضله​
 
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله

موضوع أجاد وأفاد في غفلة المناقشين للأحداث السياسية الدائرة حولهم.

ولأنه تنافس فكري فرض منطق الاختلاف، ولكن ما أجمل أخلاقيات الإختلاف بأدب

التي لا نتمتع سوى بنسبة ضئيلة جدا منها

بارك الله فيكم

يثبت الموضوع
 
موضوع مميز اختي.... نعم .... انا الاحظ اننا نبحث في المواضيع عن نقطة ضعف لا على نقطة للنقاش الهادف

جزيل الشكر على قراءة الموضوع باهتمام.......تقبلي منا أميرتي كل الحب والحب والحب
 
كفيتي وفيتي ووصفتي الحال كما هو

بل و بكل صدق

بارك الله فيك وزادك من فضله​

وفيك بارك الله ......أتعلمين الكل يفكر هكذا إلا من أبى........لك في أرواحنا موطنا آمنا
 
بسم الله الرحمن الرحيم​


السلام عليكم ورحمة الله​

موضوع أجاد وأفاد في غفلة المناقشين للأحداث السياسية الدائرة حولهم.​

ولأنه تنافس فكري فرض منطق الاختلاف، ولكن ما أجمل أخلاقيات الإختلاف بأدب​

التي لا نتمتع سوى بنسبة ضئيلة جدا منها​

بارك الله فيكم​


يثبت الموضوع


قد أضفت إلى المقال أستاذي الفاضل ما هو أروع وأرقى ......ما أجمل أخلاقيات الإختلاف بأدب...........يا سلام أحسنت على العبارة التي لخصت المقال بأكمله .....تقبل منا أسمى عبارات التقدير والإحترام
 


أكتب ردك هنا...
العودة
Top