حمدا لمن بيده زمام الأمور،حمدا لمن هتك ظلمات الضلالة بالنبي العدناني،أنزل عليه القرآن ،بالهداية والبيان وأرسله بإيضاح البيان،فكشف مكنون المعاني ببديع بيانه وفصاحة لسانه إذا أراد أمرا فإنما يقول له: كن فيكون،فسبحانه تقدست أسماءه،وجلت صفاته.
وبعد:
الشخصيات الواردة في القصة:
محمد: طالب جامعي بمعهد العلوم الإسلامية.
سعيد : طالب جامعي بمعهد العلوم الطبيعية.
الحاج ابراهيم : والد سعيد .
الدكتور علي: طبيب بمستشفى الشفاء.
الأماكن الواردة في القصة:
* جامعة النجاح
* منزل سعيد
* مستشفى الشفاء
محمد وسعيد طالبان مجتهدان بجامعة النجاح. يدرس سعيد بمعهد العلوم الطبيعية ، ومحمد بمعهد العلوم الإسلامية ، لقد تعرف سعيد على محمد في أحد الملتقيات العلمية التي أقيمت بجامعة النجاح .
لقد أقيمت صداقة رائعة بين الطالبين سعيد فتى غني من عائلة مرموقة تمتلك الكثير من الأموال والشركات فما من أحد لا يعرف الحاج ابراهيم رجل أعمال معروف في المنطقة،فهو رجل صالح لا يبخل أبدا في مد يد العون للفقراء والمساكين، و ما يقال عن الأسد يقال عن الشبل سعيد فتى طيب و خلوق يجيد لغة التواضع ، أما محمد فهو من عائلة محافظة لقد نشأ وتربى في أسرته المتواضعة التي علمته الكثير من الأخلاق الفاضلة و القيم الإسلامية.
و في يوم من الأيام دعى سعيد صديقه محمد الى قصرهم الكبير فما كان من محمد الا تلبية الدعوة فتوجه الصديقين في سيارة سعيد الـفارهـة * سيارة أخر موديل* انطلق الصديقان ، لكن محمد انهدش من طريقة سعيد الجنونية في السياقة ، لقد كان يقود الفارهة بأقصى سرعة كأنه في احد مضامير السباق. فهي سرعة جنونية غير مبررة.
سكت محمد قليلا ثم قال: مابالك تسرع كأن أبواب الجنة ستغلق ؟ أم ترانا سئمنا من هذه الحياة؟
أجابه سعيد بلهجة ساخرة: لا تقلق يا أخي فالسيارة حديثة ومجهزة بأحدث تقنيات الحماية.
أطرق محمد قليلا ثم رفع رأسه وقال: هل سيارتك هذه مجهزة بتقنية ضد حوادث المرور والموت؟
احمر وجه سعيد و بدأ بتخفيض السرعة وقال بصوت خافت : لا تخف يا أخي لن يكون هناك خطر فأنا سائق ماهر.
أجابه محمد: أعلم أنك تتقن السياقة ولكن: الوقاية خير من العلاج يا أخي الفاضل. أم أنك نسيت أن في التأني السلامة وفي العجلة الندامة.
وصل الصديقان الى المنزل وهناك تعرف محمد على الحاج ابراهيم الذي سمع الكثير عن أعماله النبيلة اتجاه بني جلدته .
و في اليوم الموالي و على غير العادة تأخر سعيد عن الموعد الذي ضربه لصديقه محمد فأتصل به محمد و لكنه تفاجأ بالحاج ابراهيم يرد بدل سعيد ليخبره أن فلذة كبده قد تعرض لحادث مرور خطير و هو الآن في مستشفى الشفاء.
شعر محمد بحزن كبير على صديقه سعيد وتوجه بسرعة الى المستشفى و هو يردد لقد حذرتك يا أخي . لقد حذرتك من خطورة السرعة . لماذا يا سعيد .
دخل محمد الغرفة فوجد صديقه سعيد يتخبط في أحزانه فعلامات اليأس بادية على وجهه الكئيب .
و ما ان رأى سعيد محمدا حتى انفجر بالدموع والصراخ لقد أصبت بالشلل يا أخي لن أتمكن مرة أخرى من السير على قدماي يا الهي كيف سأعيش؟؟ ، كيف سأعيش يا أخي بربك أجبني.
سكت محمد لحظة ثم قال: لا تحزن يا أخي فالله معنا ، وبدأ محمد يذكر صديقه بقصص الصابرين من عباد الله ، فذكره بسيدنا أيوب و معاناته مع المرض، وسيدنا يونس مع الحوت ، وخير خلق الله محمد ۖ مع قريش ، وصبر سيدنا ابراهيم على قومه ، وصبر سيدنا اسماعيل على قضاء ربه…
وبدأ محمد يتلو عل مسامع صديقه آيات من الكتاب المبين عن فضل الصبر: "وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ" فصلت: 35
اسمع يا أخي قوله تعالى : " لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الاُمُورِ " : آل عمران: 186
اسمع يا أخي اسمع: " إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَـئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ " هود: 11
و ما هي الا لحظات حتى جفت دموع سعيد بعدما ألهبت هذه الآيات الطاهرة في صدره شعلة الإيمان والصبر من جديد.
بعد مرور أسبوع .
دخل الطبيب علي: الحمد لله لقد ظهرت نتائج الفحوصات يا حاج ابراهيم سيتمكن سعيد من المشي مجددا بعد اجراء هذه العملية ان شاء الله ..
الحاج ابراهيم: الحمد لله ستجري العملية وتشفى يا بني ، ولكن اياك والقيادة بسرعة.
سعيد: أمرك يا أبي لا تنساني من دعاءك في الصلاة ، و أنت كذلك يا أخي محمد أعدكم أنني لن أقود بسرعة . وعد حر.
شعر الجميع بسعادة كبيرة بعدما أثلج الطبيب علي صدورهم بهذا الخبر الصار.
وبعد أيام من اجراء العملية شفي سعيد من محنته هذه ـ واستعاد عافيته وأصبح يمشي على قدميه مثلما كان سابقاـ
سعيد : أخي محمد أشكرك كثيرا لأنك وقفت الى جانبي ، وقدمت لي الكثير من النصح و الإرشاد ، نعم الصديق أنت يا محمد .
محمد: الحمد لله يا أخي لقد جزاك الله لأنك صبرت على ما ابتلاك ...
الخلاصة:
تذكر جيدا
*في التأني السلامة وفي العجلة الندامة .
* الصبر مفتاح الفرج .
تعالج القصة التي بين أيديكم :
1* عواقب السرعة المفرطة .
2* جزاء الصابرين من عباد الله .
كتبت بقلم شفيق.ب بتاريخ : 08.02.2012 على الساعة : 23:53
سلااااااااامي للجميع ...
و في الختاام تقبلوو تحياات
Chafik.Dz