
حمدا لمن بيده زمام الأمور،حمدا لمن هتك ظلمات الضلالة بالنبي العدناني،أنزل عليه القرآن ،بالهداية والبيان وأرسله بإيضاح البيان،فكشف مكنون المعاني ببديع بيانه وفصاحة لسانه إذا أراد أمرا فإنما يقول له: كن فيكون،فسبحانه تقدست أسماءه،وجلت صفاته.
وبعد:


هل نحن بخير؟
هل نحن بخير أم أننا ندعي ذلك؟
سألته : كيف أنت ؟
فأجابني: أنا بخير والحمد لله …
فقلت متعجبا: من أين لك هذا يا أخا العرب؟
من أين؟
وفلسطين تنزف ليل نهار ، وبغداد الرافدين تصرخ …
من أين لك هذا ؟
ودماء المسلمين تشق أنهارا من المشرق الى المغرب …
من أين لك هذا؟
ونحن نقيم صداقة والفقر، ونحن نفترش الثرى و غيرنا يفترش الحرير …
ثم اقتربت منه قليلا وهمست في أذنه :
لا تخف سنكون بخير عندما نوارى الثرى لنكون بين يديه جل وعلى.
من أين لك هذا والأقصى يتخبط في أسره .
و الأقصى غارق في أحزانه، سابح في أحلام الحرية البعيدة .
ثم تنهدت تنهيدة تهز سكون هذا الكون اللعين .
لأسأله من جديد :
هل نحن بخير؟
هو يقول لي: أظن ذلك…
فقلت كيف تظن ذلك :
ونحن نقتل بعضنا البعض،و نبيح سفك دماءنا الزكية …
لنحتفظ بكرسي الحكم الملعون الذي شيدناه بدماء اخوتنا و اخواتنا …
أين الخير؟ يا أخي أم أنك لا تملك تلفازا و مذياعا يتلو على مسامعك قصص:
صالح وبشار، وحكايات الغابرين مبارك وبن علي والقذافي وما آلت اليه أحوال أمتنا السقيمة.
من أين لنا كل هذا الخير ونحن نقتل بعضنا البعض؟
آآه صحيح
لم تشاهد و لم تسمع صراخ الأبرياء ، ودموع الأمهات ، ونواح الفتيات، وقذائف المدفعيات، ودوي الإنفجارات، و أشلاء المظلومين…
لأنك شربت حتى ارتويت من ديمقراطية الزيف والمكر…
الإعلام ؟
الإعلام العربي يغازل سيادة الرئيس، و ينصاع لمعتقداته الديكتاتورية …
ها هي الخلاعة تغزو بيوتنا ، لتحرض شبابنا على خلع أثواب الحياء…
أين الخير و مهند يبيح الهروب والخيانة لفتياتنا؟؟
أي اعلام هذا الذي يطمس هويتنا و يبذر في شبابنا و فتياتنا بذور الفاحشة و الخلاعة .
أي اعلام هذا الذي يبث التفاهة ويترفع عن الثقافة .
الإعلام العربي منحط...
فهل نحن بخير؟
العدل؟؟
ماذا تقول؟ أي عدل و الغني يزداد غننا و الفقير يزداد فقرا؟؟
أي عدل و أبو لهب و أبو نهب و أبو عطب يسكونون في أحيائنا ؟؟
أي عدل و المحسوبية تفتك بنا حتى حولت حياتنا الى جحيم …
أي عدل وشبابنا يسكن المقاهي والشوارع …
أي عدل ؟
هل نحن بخير؟؟
يتبع…
سلااااااااامي للجميع ...
و في الختاام تقبلوو تحياات



Chafik.Dz




