موسوعة نمو و تطور الطفل

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

ام أمينة

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
19 ماي 2011
المشاركات
7,671
نقاط التفاعل
11,979
النقاط
356
محل الإقامة
أرض الله الواسعة
الجنس
أنثى
السلام عليكم

موسوعة نمو و تطور الطفل


نمو طفلك الرضيع

يتأقلم طفلك المولود حديثاً بسرعة مع تواجده في العالم الخارجي. في هذه المرحلة، سيمضي معظم وقته في النوم والرضاعة.

قد لا يبدو لك أن طفلك يفعل الكثير، لكنه يستوعب العديد من الأمور. ومع أنه لا يستطيع الرؤية لمسافات بعيدة إلا أنه سيحب النظر في وجهك، لذا احتضنيه قريباً منك واتركيه يدرس ملامحك. حتى في هذه المرحلة قد يحاول طفلك تقليد تعابير وجهك. جربي إخراج لسانك، ثم انتظري بعض الوقت لتري إذا كان سيقلدك.




لا يستطيع طفلك حديث الولادة فرد ذراعيه وساقيه بشكل كامل بعد ما يجعله يبدو منكمشاً إلى حدٍ ما. هذا أمر طبيعي لأن مفاصله ستلين بعد فترة وجيزة، أي حين يعتاد التواجد خارج الرحم.

إذا ولد طفلك في وضعية معكوسة أو مقلوبة (المؤخرة إلى الأسفل)، فقد يستغرق وقتاً أطول قليلاً ليفرد أطرافه. وهذا أمر منطقي لأن قدميه كانتا إلى أعلى قرب أذنيه. ربما يحتاج إلى بضعة أيام حتى يصبح على استعداد لمدّ ساقيه.


إذا بدا لك أن ساقي طفلك مقوستان، مع وجود فراغ صغير بين ركبتيه وكاحليه، لا تقلقي. هذا الأمر جزء من عملية تمدده، وينبغي أن يستقيم الوضع تلقائياً مع بلوغ طفلك عامه الثاني.




يعتبر الطعام أهم ما في حياة طفلك الرضيع ويأتي النوم في المرتبة الثانية. قد يستغرق الأمر بعض الوقت ليصل كلاكما إلى نمط خاص من الرضعات والقيلولة.

سيرضع طفلك على مدار الساعة خلال الأيام القليلة الأولى من ولادته. على الأرجح ستجدين أنه يرغي في 8 إلى 15 رضعة. بعد الأسبوع الأول تقريباً، سينخفض العدد إلى 6 - 8 رضعات في اليوم. يطلب الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية الرضاعة بتكرار أكبر مقارنة مع الأطفال الذين يرضعون الحليب الاصطناعي المخصص للأطفال.


ينام
طفلك على فترات متقطعة. كما سينام غالباً على فترات تبلغ في مجملها 16 أو 17 ساعة من أصل 24 ساعة. لسوء الحظ لا يعني ذلك أنك ستتمكنين من النوم لفترة طويلة لأن نومه سينقسم إلى ثماني مرات تقريباً(المرة تعادل قيلولة واحدة). ما بين الأسبوعين السادس والثامن، قد يطور طفلك نمطاً خاصاً من الرضاعة والنوم، مع أنك قد لا تلاحظين أي روتين حقيقي قبل مرور أشهر.



لا يستطيع طفلك أن يظهر شخصية بالمعنى المتعارف عليه، لكنه يعبر عن نفسه بالطريقة الوحيدة التي يعرفها: البكاء.

منذ أن وصل طفلك إلى هذا العالم المضيء والمليء بالحركة وهو يحاول التأقلم مع أشكال عديدة من التنبيه. إذا كان طفلك يبكي بسبب التنبيه الزائد، فقد يهدأ ويسكن حين تتحدثين إليه بلطف وتحملينه قريباً منك بشكل مستقيم. حتى أنه قد يصدر صوت "آه" عندما يسمع صوتك ويرى وجهك.


يمكنك أيضاً تهدئة طفلك عن طريق اللمس. يحب معظم الأطفال أن يتم ضمهم، وتدليلهم، وتقبيلهم، وتمسيدهم، وتدليكهم، وهدهدتهم، وحملهم. يعتبر اللمس وسيلة هامة جداً للتواصل مع طفلك وتهدئته.


قد تكون هناك أوقات من اليوم يبكي فيها طفلك كثيراً ولا تستطيعين تهدئته بسهولة. إذا كنت ترضعينه
رضاعة طبيعية، حاولي تهدئة طفلك بتركه يرضع من ثديك. أما إذا كنت ترضعينه حليباً اصطناعياً فجربي إعطاء طفلك زجاجة الرضاعة (الببرونة) أو اللهاية (المصاصة).



ما زال نظر طفلك مشوشاً وغير واضح. بعبارة أخرى، يستطيع طفلك رؤية وجه الشخص الذي يحمله بوضوح، لكنه لا يرى أبعد من ذلك بكثير. لذا ليس من المستغرب أن يكون وجهك هو أكثر ما يهمه في الوقت الحاضر. أبقي وجهك قريباً من وجه طفلك ليتمكن من درس ملامحك. سيفتن طفلك بتعابير وجهك، وستتسمّر عيناه عليك.

إن طفلك حساس تجاه الأضواء الساطعة، والتي قد تجعله يعبس أو يطرف بعينيه. كثيراً ما ستجدينه يدير رأسه وعينيه صوب النافذة أو أي مصدر آخر للضوء. حتى أنه قد يكون مفتوناً بمشهد الظلال على جدار خالٍ.


حتى في هذه المرحلة المبكرة من العمر، يستطيع الأطفال تمييز الوجوه والحركات بالفطرة، حتى أنهم يقلدونها أحياناً.


أعطي طفلك فرصة تقليد حركات وجهك. قرّبي وجهك (على بعد حوالي 30 سنتيمتراً) من وجهه ومدّي لسانك أو ارفعي حاجبيك أكثر من مرة. كرري هذه الحركات ثم امنحيه بعض الوقت ليقلدك. قد تستغرق العملية بضع دقائق، وربما لن يقوم بالأمر أبداً لكنه يراقبك بالتأكيد.


قد تلاحظين أن طفلك سيكون هادئاً ومنتبهاً لفترات قصيرة. يعتبر ذلك وقتاً مناسباً لتلعبي معه وتكلميه.


لو حاولت التفاعل معه ولم يستجب، فتلك إشارة على أنه يشعر بالنعاس أو أنه منشغل بشيء آخر.



هل هناك أية ألعاب استطيع أن ألعبها مع مولودي الجديد؟


يعجب طفلك بالألعاب المتناقضة الألوان. وقد تجذبه الألعاب باللونين الأسود والأبيض، والمتحركة ذات الألوان الفاقعة والكتب المصورة ذات الخطوط (والألوان) القوية.

لكن عليك الانتباه إلى ردة فعل طفلك واستجابته. فيما تعتبر مساعدته على البدء باكتشاف هذا العالم أمراً رائعاً، قد لا يستطيع طفلك الاستمتاع سوى بفترات قصيرة جداً من اللعب. كما قد يستطيع أيضاً الاستجابة لتحفيز حاسة واحدة فقط في كل مرة، مثل النظر أو السمع، وليس الاثنتان معاً.


إذا شعر طفلك بالاكتفاء سيظهر لك ذلك عبر التثاؤب، أو إبعاد نظره، أو تقويس ظهره، أو إدارة وجهه، أو الاهتياج، أو البكاء. في المقابل، سيعبر لك عن فرحه واستمتاعه بما يقوم به، وصدقي أو لا تصدقي، أنك ستكونين قادرة على فهم إشاراته على الفور. جربي تسلية طفلك بوضع مرآة غير قابلة للكسر إلى جانب سريره لكي يركز عليها. اعلمي أنه غير قادر على التعرف إلى نفسه بعد، لكنه سيشاهد الحركة في المرآة لبعض الوقت.


من جهة ثانية، تسمح حصيرة الألعاب الرياضة لطفلك بتنمية مهارات الانسجام بين ذراعيه ويديه وأصابعه لأنها عادة ما تكون مليئة بالأغراض الجذابة التي سيتأملها ويضربها ويستمع إلى صوتها، فيصبح الاستلقاء أقل مللاً حينها.


في الوقت الحالي سينظر طفلك فقط إلى الألعاب المتدلية من حصيرة الألعاب الرياضية ولن يحاول لمسه. لأنه لا يستطيع حتى الآن تحريك ذراعيه عمداً ليحاول التقاط غرض ما أو الوصول إليه، فهذا النوع من الحركات يأتي لاحقاً، أي في حوالي
الشهر الرابع.


يعتبر كل طفل حالة فريدة، ويجتاز المراحل الجسدية وفقاً لنمطه الخاص. وما ندرجه هنا ليس سوى خطوط عامة ترشدك إلى إمكانيات طفلك وما سينجزه عاجلاً أو آجلاً.




نمو طفلك في عمر الشهر

أصبح طفلك الآن أقوى من قبل، كما قد يكون قادراً على رفع رأسه لفترات قصيرة عندما تحملينه في وضعية إلى الأعلى. مع ذلك، ما زلت تحتاجين إلى دعم رأسه بشكل كبير.



لقد زادت قدرة طفلك على التعبير أيضاً؛ فقد يقرقر ويهدل كالحمام عندما يراك. احرصي على الاستجابة لجهوده لتشجيعه على تنمية مهاراته في التواصل.


يصبح طفلك البالغ من العمر شهراً أكثر حساسية لما يحيط به. تتطور لديه الرؤية
والسمع بحيث يلاحظ ما يحدث حوله بشكل أكبر. قد تنتبهين إلى تفاعله بسعادة مع مشاهدة لعبة ملونة، أو رؤية وجهك وسماع صوتك عندما تحملينه قريباً منك.

ما زال رأس طفلك بحاجة إلى الكثير من الدعم عند حمله، ولكن أصبحت عضلات عنقه أقوى. ربما يستطيع رفع رأسه لفترات قصيرة عندما يكون مستلقياً على ظهره، أو عندما تحملينه في وضعية إلى الأعلى.


كما يمكن أن يرفع رأسه لبضع لحظات وهو مستلقٍ على بطنه وقد يلتفت أيضاً من جهة إلى أخرى. عندما يكون طفلك في مقعد السيارة أو حمّالة الأطفال الأمامية أو الخلفية، قد يتمكن من رفع رأسه إذا توفر له الكثير من الدعم. يمكنك استخدام مسند الرأس الخاص بالأطفال لمساعدته في ذلك.


إذا وضعت لعبة أمام طفلك، قد ينظر إليها ويمدّ ذراعه نحوها، لكنه حتى الآن لا يستطيع
الإمساك بها. من المحتمل أن يبقي قبضتيه مغلقتين، حتى إذا لامس اللعبة.

كل ما يفعله طفلك هو اكتشاف أن ذراعيه وساقيه متصلة بجسمه. لذا، سيستغرق وقتاً أطول قليلاً قبل أن يدرك ما الذي يمكنه فعله بها!


ستلاحظين أيضاً عندما يبدأ طفلك بفتح يديه من وقت لآخر. وعندما تلمسين راحته، سيلف أصابعه الصغيرة حول يدك. تعتبر هذه ردة فعل غريزية وعفوية في الوقت الحالي. يكون هذا القبض الانعكاسي في أقوى حالاته في الأسابيع الثمانية الأولى من حياة طفلك.


يمكنك تجريب
الألعاب التي تساعد طفلك على اكتشاف جسمه. ارفعي ذراعيه فوق رأسه واسألي: "ما حجم هذا الطفل؟" أو غني له وأنت تعدّين أصابع قدميه.

يصبح طفلك في عمر الشهر حيوياً واجتماعياً بشكل أكبر، وقد يقرقر الآن ويهدل كالحمام ويزعق ويهمهم ليعبر عن مشاعره. لا تترددي في محادثته بالطريقة ذاتها والتكلم معه وجهاً لوجه. ستجدين أنه يثبت نظره عليك لفترات أطول الآن.


كما قد يبدأ طفلك بالصراخ والضحك في مرحلة مبكرة. إذا كنت منشغلة، تحدثي إليه أو غني له وأنت تنجزين مهامك. فسيستمتع بسماع صوتك من الجهة المقابلة من الغرفة.


رغم أن طفلك يتعرف إليك منذ أيامه الأولى، غير أنه في نهاية هذا الشهر سيتمكن من إظهار ذلك. يظهر نصف الأطفال في هذا العمر تقريباً معرفتهم بوالديهم. وتختلف ردة فعلهم تجاه أمهاتهم وآبائهم عن ردة فعلهم تجاه الأشخاص الغرباء. من المحتمل أن يهدأ طفلك ويحاول الاتصال بك بواسطة النظرات عندما يراك.

خلال هذه المرحلة، ينام طفلك لفترات أقصر يومياً، فيساعدك ذلك على الاستفادة من فترات الصحو لتحفيز نموه الحسي. حاولي أن تغني له أناشيد الاطفال أو تسمعيه بعض الموسيقى (قد تساعد الموسيقى الكلاسيكية على تهدئته). يستمتع الأطفال بصوت الرياح أو دقات الساعة أحياناً.

كلما نوّعت فيما تقدمينه إليه، كان الأثر أكبر وأغنى. قد تلاحظين أن طفلك يتفاعل بحماسة مع مقطوعة معينة أكثر من غيرها لأن ذوقه بدأ يتشكل.


لقد تعلم طفلك التركيز بعينيه الاثنتين ويمكنه الآن رصد شيء متحرك. إذا مرّرت خشخيشة صغيرة أمام وجهه فيحتمل أن تجذب انتباهه. يمكنك أيضاً أن تلعبي معه العين بالعين، حين تقتربين كثيراً من وجهه وتهزين رأسك يميناً ويساراً، وستجدين أنه غالباً ما سيثبت نظره عليك.


على الرغم من أن المحلات التجارية تكتظ بألعاب تحفيز النمو مختلفة الألوان والأشكال، إلا أن الأدوات المنزلية اليومية تفي أيضاً بهذا الغرض.


حاولي تمرير ورق قصدير أو ألمينيوم لامع أو مغرفة بلاستيكية زاهية من جانب إلى الآخر أمام طفلك. ثم حاولي تحريك هذه الأغراض إلى أعلى وأسفل. ينبغي أن يجذب ذلك انتباه طفلك، لكنه قد لا يستطيع متابعة الحركة العمودية بسلاسة حتى يبلغ حوالي ثلاثة أشهر من العمر.

يحب طفلك المص الذي سيساعد على تهدئته إذا كان منزعجاً. قد يحلو لطفلك أن يلهو بمص إبهامه أو إحدى أصابعه عندما لا يكون منشغلاً بالرضاعة.

قبل إعطاء طفلك
اللهاية فكري في طرق أخرى لتهدئته. حاولي أولاً أن تعرضي عليه الرضاعة من ثديك أو من زجاجة الرضاعة (الببرونة)، ثم ساعديه على التجشؤ، واحتضني طفلك وهدهديه لتري إذا كانت ستهدئه مثل هذه الخطوات. إذا استمر على انزعاجه، فقد تجدين أن اللهاية تساعده على تهدئة نفسه.

في حال اخترت استخدام اللهاية، ابحثي عن نوع طبي. تعتبر اللهاية الطبية أفضل
للأسنان واللثة في مرحلة النمو.

إذا كنت ترضعين طفلك حليباً اصطناعياً، فيمكنك إعطاءه اللهاية منذ الولادة. إما إذا كنت تقومين
بالرضاعة الطبيعية، فحاولي عدم إعطاء طفلك اللهاية حتى تجيدي أنت وطفلك القيام بعملية الرضاعة. عادة، تصبح الرضاعة الطبيعية أسهل بالنسبة لكما عندما يبلغ طفلك بين ستة إلى ثمانية أسابيع من العمر.

يختلف مص اللهاية أو الحلمة الاصطناعية اختلافاً كبيراً عن الرضاعة الطبيعية. إذا أردت إرضاع طفلك رضاعة طبيعية، من الأفضل التأكد من أنه يرضع من ثديك بسهولة قبل أن يحاول معرفة نوع آخر من المص.


يعتبر كل طفل حالة فريدة، ويجتاز المراحل الجسدية وفقاً لنمطه الخاص. وما ندرجه هنا ليس سوى خطوط عامة ترشدك إلى إمكانيات طفلك وما سينجزه عاجلاً أو آجلاً.


يتبع ...



 
نمو طفلك في عمر الشهرين

قد يكون أكبر حدث في هذا الشهر هو حصولك على الابتسامة الأولى الرائعة من طفلك. جهزي الكاميرا استعداداً لهذه اللحظة.

مع أن طفلك قد لا
ينام طوال الليل، إلا أنه سينام الآن لفترات أطول في المرة الواحدة. ربما يمنحك هذا الأمر فرصة لتستعيدي بعضاً من طاقتك.



ستحصدين نتائج جهودك خلال هذا الشهر لأن طفلك سيغدق عليك بابتسامات مشرقة. تعتبر الابتسامات الأولى للطفل أكثر ما يحرك قلب والديه خلال فترة نموه.
هي بمثابة مكافأة لك. فأنت تغيرين حفاض طفلك، وتطعمينه، وتقومين بعملية الاستحمام، وتقبلينه، وتداعبينه منذ أن ولد من دون أن تنتظري أية استجابة. لكن ذات يوم، يأتي الحدث المنتظر. يرسم طفلك ابتسامة جميلة لطالما انتظرتها، خاصة عندما تكونين واثقة من أنها حقيقة وليست مجرد غازات يخرجها. لعل هذا الأمر يسعدك كثيراً خاصة إذا كنت قد أمضيت للتو أسوأ ليالي السهر.



بحلول شهره الثاني، يبدأ الطفل بتجاوز تفضيله الأغراض ثنائية اللون التي كان يحبها سابقاً، ليميل نحو التصاميم والألوان والأشكال الأكثر تعقيداً. دعي طفلك الآن ينظر إلى مجموعة أكبر من الأغراض ويلمسها. تعد الألعاب البلاستيكية والكرات أي الطابات الطرية خياراً ممتازاً.



لو كان طفلك ينام طوال الليل في الوقت الحالي، اعتبري نفسك بين قلة من المحظوظات. يحتاج معظم الأطفال في هذا العمر إلى رضعة واحدة على الأقل ما بين منتصف الليل والساعة 6 صباحاً. لكن الخبر السعيد هو أن مدة قيلولة الطفل تصبح أطول الآن، كما يبقى صاحياً لفترات أطول أيضاً.

على الأرجح سينام طفلك لفترات طويلة مرتان إلى أربع مرات، وربما يصحو لمدة تصل إلى 10 ساعات خلال اليوم.



سيحب طفلك الألعاب الملونة والمتحركة التي تتدلى من فوقه، وقد يسمّر نظره عليها بافتتان. حتى أنه قد يحاول التربيت عليها بقبضة يده المغلقة، ويحرك ذراعيه وساقيه ليظهر سعادته.

يستطيع طفلك في هذه المرحلة تنسيق حركاته بشكل أفضل. ستلاحظين أن حركات ذراعيه وساقيه المتشنجة عندما كان مولوداً جديداً تصبح أكثر ليونة ودائرية إلى حد ما.


كما يتميز طفلك في عمر الشهرين بقبضة قوية، إلا أنه لا يُجيد فك قبضته حتى الآن. احترسي إذا أمسك طفلك الصغير بشعرك، فقد يصعب الإفلات من قبضته شديدة الإحكام.




سيخضع طفلك للفحص بين عمر ستة إلى ثمانية أسابيع للتأكد من أنه يتمتع بصحة جيدة وينمو بشكلٍ جيد. إذا كنت قلقة بشأن أي شيء، فهذا هو الوقت المناسب للتحدث في الأمر. تقوم الطبيبة في المستشفى أو إحدى العيادات القريبة.

يشبه هذا الفحص اختبارات وفحوصات المولود الجديد التي خضع لها طفلك خلال الأسبوع الأول من الولادة. ستقوم الطبيبة أو الممرضة بالآتي:



  • وزن طفلك وقياس طوله ومحيط رأسه
  • فحص عيني طفلك، ووركيه، وقلبه وأعضائه التناسلية
  • سؤالك عن رضاعة طفلك ونموه.
تذكري أخذ سجل طفلك الطبي إلى فحص طفلك ما بعد الولادة، وعندما تأخذينه ليتلقى تطعيماته أي لقاحاته.

قد يتم تأخير لقاحات طفلك لبضعة أيام إذا كان مصاباً بالحمّى أو مريضاً جداً. ولكن إذا كان طفلك يعاني لأيام قليلة من مرض بسيط، مثل نزلة البرد أو السعال، لا مانع من أخذه التطعيمات.

ستعطي الممرضة طفلك التطعيم عن طريق الحقن. تعطى التطعيمات في الجزء الأعلى من فخذ طفلك، وتُعطى حقنة واحدة في كل ساق. سيستغرق الأمر بضع ثوانٍ فقط، ويمكنك تهدئة طفلك بالكثير من الاحتضان بمجرد أخذه الحقن.


يعتبر كل طفل حالة فريدة، ويجتاز المراحل الجسدية وفقاً لنمطه الخاص. وما ندرجه هنا ليس سوى خطوط عامة ترشدك إلى إمكانيات طفلك وما سينجزه عاجلاً أو آجلاً.



نمو طفلك في عمر الثلاثة أشهر

يبذل طفلك جهده ليصبح أكثر قدرة على الحركة. عندما يصبح رأسه وعضلات رقبته أقوى، سرعان ماد سيتعلم التدحرج. قد ترغبين في البدء بتغيير حفاضه على الأرض. عادةً ما يُدهش الأطفال الرضع والديهم بقدراتهم جديدة.

يحتمل الآن أن يبدأ طفلك بالمكاغاة وكأنه يناديك. ساعديه على تطوير مهاراته اللغوية بالتحدث إليه خلال اليوم. حاولي وصف ما تفعلينه أثناء انشغالك بعمل ما، حتى لو كنت تضعين الغسيل في الغسالة فقط.


إن طفلك الآن أقوى من قبل. خلال هذا الشهر، قد يتمكن من رفع رأسه والحفاظ على هذه الوضعية لدقائق عدة وهو مستلق على ظهره. إذا جلس مع قليل من المساعدة، قد يتمكن من تثبيت رأسه ورفعه.


أما حين يكون مستلقياً على بطنه، فقد تجدين أنه يرفع رأسه وصدره كما ولو كان يبدأ بأداء تمرين رياضي. شجعيه بالجلوس أمامه والتلويح له بلعبةٍ ما لتري ما إذا كان سيدفع بجسمه إلى أعلى لكي يطالها.


إذا كنت تضعين طفلك على بطنه، فقد يدهشك بتدحرجه وتقلبه على ظهره لأن مفاصل وركيه، وركبتيه، وكوعيه أصبحت أكثر قوة ومرونة، مما يسهّل عليه تحريك جسمه.

سيتعلم طفلك التدحرج بدون سابق إنذار، بحيث يدهشك ويفاجئ نفسه! لذا لا يجب أن تتركي طفلك من دون مراقبة عند تغيير حفاضه.


قد تلاحظين أيضاً أن طفلك يلوّح بذراعيه ويركل بساقيه بحماسة. وإذا حملته وساقاه متجهتان نحو الأرض، قد يتمكن من فردهما.


كما يستطيع طفلك ضمّ يديه، وفتح كفيه، واللعب بأصابعه. حتى أنه قد يستخدم قبضته ليضرب الأغراض المتدلية. ساعديه على تطوير التنسيق والانسجام بين اليد والعين بحمل لعبة أمامه لتري ما إذا كان
سيمسك بها.

من الآن فصاعداً، سيحصل الأهل الذين حرموا من النوم على بعض الراحة. في الشهر الثالث أو الرابع، تبدأ أنماط النوم لدى طفلك بالاستقرار. ينام بعض الأطفال، حتى في هذا السن، طوال الليل وقد يستيقظون أحياناً للحصول على رضعة في الليل.

مع ذلك، هناك فئة أخرى من الأطفال قد لا تنام الليل بأكمله من ثلاثة إلى ستة أشهر من العمر في أحسن الأحوال، أو ربما لفترة أطول. لذا، إذا استمر طفلك يوقظك أثناء الليل، اطمئني وتأكدي من أن هذه المرحلة لن تدوم إلى الأبد.


بحلول الشهر الثالث، أو ربما قبل ذلك، سيعرف طفلك أنك مميزة بالنسبة له. ربما يستمر في توزيع الابتسامات على الغرباء أيضاً، خاصة إذا نظروا مباشرة في عينيه وتحدثوا إليه، لكنه بدأ يصنف الأشخاص ولا شك أنه يفضل البعض عن غيرهم.


ينمو بسرعة الآن جزء الدماغ الذي يتحكم بانسجام وظائف العضلات بين اليد والعين ويسمح للإنسان بالتعرف على الأشياء، (الفص الجداري). أما الجزء من الدماغ الذي يساعد في السمع والكلام والشم، (الفص الصدغي)، فقد أصبح أكثر نشاطاً. لهذا السبب، عندما يسمع طفلك صوتك الآن، قد ينظر إليك مباشرة ويبدأ بالقرقرة أو يحاول الرد عليك.


تعتبر القراءة لطفلك إيجابية جداً. فهي تعينه على تطوير مهارات لغوية جيدة وقدرة على تمييز إيقاعات الكلام المختلفة.

حاولي تغيير طبقة صوتك، واستعمال لهجات مختلفة، والغناء لطفلك حتى يستمتع بالأمر. لا تقلقي إذا أشاح بنظره عنك، أو فقد تركيزه. حاولي تحفيزه من جديد بتغيير النشاط الذي تقومان به أو امنحيه بعض الوقت ليرتاح. ولا تقلقي بشأن مضمون الحديث.


إذا كنت غير متأكدة مما ينبغي الحديث عنه، أخبري طفلك شيئاً عن نفسك وعن أفراد العائلة. يمكنك حتى التحدث عن معظم الأعمال المنزلية المملة أثناء قيامك بها. يشعر الكثير من الناس بالحرج من الحديث مع الأطفال الصغار، لكن لا تقلقي فهم يحبون ذلك.


إذا لم تكوني قد بدأت ذلك بالفعل، فالآن هو الوقت المناسب لقراءة القصص كجزء من روتين وقت النوم الخاص بطفلك. تتوفر العديد من الكتب الجيدة للقراءة. اختاري الكتب الكبيرة التي تحتوي على صور كبيرة وبراقة ونص بسيط أو حتى الكتب التي تحتوي على الصور فقط لتبني قصتك الخاصة.



يمكنك اختيار الكتب المصممة لأطفال أكبر سناً والتي تحتوي على صور واضحة وألوان جذابة. فستلفت نظر طفلك. أو يمكنك أن تقرئي له الشعر، حتى إذا كان موجهاً أصلاًَ إلى الراشدين، فما لا يستطيع طفلك أن يفهمه سيفرح بكل تأكيد بسماع الجرس الموسيقي لكلماته. وهكذا ستستمتعين أنت أيضاً بذلك.


اعتاد طفلك الآن على القرقرة والمكاغاة أو المناغاة، وسيساعد التحدث إليه على فهمه الكلمات. فهذه هي بداية مهارات التخاطب لديه. استغلي كل لحظة وتكلمي معه مستعينة بمجموعة متنوعة من الكلمات والأصوات. قد يجيبك بالمكاغاة أي الثرثرة عندما تتحدثين إليه.


تحدثي إلى طفلك وأنت تلعبين معه، وخلال الأحداث والنشاطات اليومية مثل تغيير الحفاض وارتداء الملابس. بكلامك مع طفلك، وغنائك له، وإصدار الأصوات، تساعدينه على تطوير مهاراته في التواصل وتشجعينه على التعبير عن نفسه. حتى أن نزهة بسيطة إلى المتاجر قد تشكل فرصة لتحفيز طفلك؛ بينما تتجولين في المكان، دلي على الأغراض وسمي الأشياء باسمها.


حتى مع الآخرين، يصبح طفلك أكثر استجابة ومشاركة من خلال ابتساماته المشرقة والأصوات التي يصدرها. لقد انطلقت متعة التواصل حقاً وتطورت مهارات طفلك الاجتماعية.


عندما تكونين مع صديقاتك، أبقي طفلك في مكان قريب حتى يتمكن من سماعك وأنت تتحاورين. لن يكون قادراً على ترديد تلك الكلمات بعد بالتأكيد، غير أنه يخزن كل المعلومات في ذاكرته التي تتطور بسرعة.


يحظى الطفل الذي يعيش في منزل ثنائي اللغة بتدريب لغوي مزدوج لو سمع اللغتين بانتظام. ستتوسع معرفة طفلك بالمهارات اللغوية إذا كان يتحدث أكثر من لغة، كما أن إجادته لغات أخرى تدعم معرفته بلغته الأم.


لو شئت أن يتعلم طفلك أكثر من لغة واحدة، عليك أنت وزوجك أن تتحدثا إليه بلغتيكما الأم بانتظام. يؤدي قيامكما بذلك منذ ولادة طفلكما إلى اكتسابه كلتا اللغتين بشكل طبيعي.


قد تلاحظين أن طفلك يحاول الوصول إلى الأشياء القريبة منه
ولمسها. يمكنك تحفيز حاسة اللمس لدى طفلك بواسطة مواد كالفرو، والقماش، واللباد، والمخمل، وقطع القماش الماصة (المناشف)، أو ابحثي عن كتب تضيف عنصر اللمس إلى تجربة القراءة.

يحب طفلك اللمس. لذا احمليه، ومسديه، ودلكيه، وارفعيه عالياً، وهزّيه، فتلك طرق فعالة قد تساعده على الاسترخاء وربما تزيد من درجة تنبهه.


يعتبر كل طفل حالة فريدة، ويجتاز المراحل الجسدية وفقاً لنمطه الخاص. وما ندرجه هنا ليس سوى خطوط عامة ترشدك إلى إمكانيات طفلك وما سينجزه عاجلاً أو آجلاً.


نمو طفلك في الشهر الرابع

بحلول الشهر الرابع، تكون معدة طفلك قد كبرت فلا يحتاج بعد اليوم إلى الرضاعة مرات عديدة. فقد يقل عدد رضعاته إلى أربع أو خمس رضعات في اليوم، لكنه سيستمر في اكتساب الوزن.

قد تلاحظين أن طفلك مشتت الانتباه أثناء الرضاعة لأنه منشغل بما يحيط به. ورغم أنه من المثير للاهتمام أن تري استجابته لما يجري من حوله، إلا أن الرضاعة من الثدي أو من الزجاجة (الببرونة) قد تصبح صعبة. في حال أصبح يتشتت فكر طفلك بسهولة، حاولي إطعامه في مكان هادئ


قد تتشوقين في هذه المرحلة إلى البدء بإعطاء طفلك الأطعمة الصلبة. مع ذلك، يقول الأطباء إنه من الأفضل الاكتفاء بالرضاعة الطبيعية أو رضاعة الحليب (اللبن) الاصطناعي المخصص للأطفال حتى يبلغ طفلك ستة أشهر من العمر. خلال الأشهر الأربعة أو الستة الأولى من حياته، يحصل طفلك على الغذاء الذي يحتاجه من حليب الأم أو الحليب الاصطناعي المخصص للأطفال.

من الآمن عدم الاستعجال في إعطاء طفلك الأطعمة الصلبة حتى يبلغ ستة أشهر من العمر حيث تقل حينها الاحتمالات التالية:


  • التقاط عدوى من الطعام لأن جهازه الهضمي نما أكثر
  • الإصابة بردة فعل سيئة تجاه نوع من الطعام لأن جهازه المناعي يصبح أقوى
إذا بدا طفلك جائعاً، حاولي إعطاءه رضعة إضافية. إذا كان طفلك يرضع حليباً اصطناعياً، تحدثي مع طبيبتك حول تجريب نوع آخر من الحليب الاصطناعي المخصص للأطفال.

في حال قررت إعطاء طفلك الأطعمة الصلبة قبل أن يبلغ ستة أشهر من العمر، تحدثي أولاً مع طبيبتك. هناك أطعمة لا يجب إعطاؤها لطفلك حتى يبلغ ستة أشهر أو أكثر. لا يجب إعطاء الأطعمة الصلبة لطفلك قبل أن يكمل 17 أسبوعاً.


يمكنك مساعدة طفلك على استخدام ذراعيه وساقيه بوضعه على بطنه لمعرفة ما إذا كان يستطيع رفع جسمه للأعلى. قد يتمكن من رفع رأسه وكتفيه عالياً متكئاً على ذراعيه، وتساعده التمارين الرياضية المصغرة لنصف تمرين الضغط (pushup) على تقوية عضلاته ورؤية ما يجري حوله بشكل أفضل. في البداية، ربما يبكي طفلك عند وضعه على بطنه لأنه لم يعتد على هذه الوضعية وقد يجدها غريبة، لكنه سيعتاد عليها في الوقت المناسب.
قد يدهشك طفلك (ويدهش نفسه!) بالتدحرج من الجهتين. إرمي لعبة إلى الجانب الآخر ولن يتردد في التدحرج لو أثارت اهتمامه بما يكفي ليكرر بالأمر ثانية. هنئيه على جهده وابتسمي له. قد يحتاج أن تطمئنينه لأنه يخاف من الأمور الجديدة التي يفعلها.

أصبح طفلك الآن محباً للعب، لذا شجعيه على الاستكشاف واللعب بأغراض متنوعة. ستشغله قطعة قماش نظيفة مثلاً لبضع دقائق. راقبيه وهو يمصها، ويحملها، واكتشفي ماذا يحصل حين يقضمها. أعطيه خشخيشة صغيرة وراقبي فرحته حين يهزها ويسمع صوتها.


تعتبر الألعاب الحركية خياراً جيداً في هذه المرحلة لأن طفلك سيفرح باكتشاف ما يحدث عندما يسحب المقبض ويسمع رنين الجرس.


أصبح لعب طفلك بألعابه أسهل الآن، كما يستطيع الآن التقاط الأشياء وإمساكها بالرغم من أنه يفشل في المحاولة الأولى.


حين يحكم طفلك قبضته على غرض ما، سيتفحصه لبرهة ثم يحاول أن يضعه في فمه. قد يخبط وجهه بلعبته وهو يقوم بذلك مما يجعله يبكي. حتى أنه قد يلقي عليك نظرة لوم وكأنه يسألك "لماذا فعلت ذلك بي؟"


كما قد تلاحظين أن لعاب طفلك يسيل بشكل أكبر الآن. يبدأ
ظهور الأسنان (التسنين) لدى بعض الأطفال مبكراً، أي في الشهر الرابع، بينما لا تظهر السن الأولى عادة إلا في عمر خمسة أو ستة أشهر.

في هذه المرحلة، قد يستطيع طفلك اللعب بيديه ورجليه لبضع دقائق. ستكتشفين فجأة أن طفلك، الذي كان احتاج إلى انتباهك في كل لحظة حتى الآن، يسلي نفسه. يمكنك أن تستعيدي عادة القراءة منذ اليوم!


قد يبدأ طفلك بالربط بين حركات فمك والأصوات التي يسمعها. بعبارة أخرى، قد يكون قادراً على قراءة الشفاه.

يستطيع طفلك أيضاً الثرثرة استجابة لصوتك، وهذه هي الخطوة الأولى في تطوير مهاراته في الكلام. قد تسمعينه يصدر بعض الأصوات مثل "ماما" أو "دادا" غير أنه لا يربطها بأي من والديه.


كما قد يكون قادراً على الاشتراك في ألعاب التقليد، فلو قلت "بو" سيحاول ترديدها وراءك.


يمكنك تعزيز قدرات التواصل لدى طفلك بتقليد تعابير وجهه والأصوات التي يصدرها. إذا تفاعلت عندما يصدر الأصوات أو يحاول قول شيء ما، سيفهم طفلك أهمية اللغة ويبدأ باستيعاب مبدأ السبب والنتيجة. وسوف ينتبه إلى أهمية ما يقوله.


تتحسن الرؤية لدى طفلك بشكل مستمر. في هذا الشهر يبدأ في التمييز بين درجات متشابهة من الألوان، مثل الأحمر والبرتقالي. قد يظهر طفلك الآن تفضيله الألوان الأساسية البراقة. إن أفضل ما يجذب انتباه طفلك هو المجموعات المتحركة الملونة والتي يجب تعليقها في الأعلى بحيث لا تكون في متناول يده، والملصقات البراقة،
والكتب ذات الصفحات السميكة والقاسية والرسومات البارزة.

يعتبر كل طفل حالة فريدة، ويجتاز المراحل الجسدية وفقاً لنمطه الخاص. وما ندرجه هنا ليس سوى خطوط عامة ترشدك إلى إمكانيات طفلك وما سينجزه عاجلاً أو آجلاً.


يتبع...



 
نمو طفلك في عمر الخمسة أشهر



أصبح طفلك الآن أفضل بكثير في التعبير عن نفسه. فسيظهر لك حبه بمنحك الكثير من العناق، والقبلات، ورفع ذراعيه كلما أراد أن تحملينه. حتى أنه قد يضحك عندما تمزحين معه.

تجدين أن طفلك يراقبك باهتمام عندما تتكلمين. فهو يتعلم المزيد حول كيفية استخدام اللغة. وسرعان ما سيتعرّف على اسمه إذا كنت تنادينه به.




في هذه المرحلة، ينمو طفلك جسدياً بسرعة أكبر. إذا كنت تجلسينه على رجليك أو تضعينه على الأرض، فقد يتمكن من الجلوس لفترة قصيرة من دون مساعدة أحد.

لمساعدة طفلك على الجلوس، حركي ساقيه بحيث تكونا على شكل v. يساهم ذلك في الحفاظ على توازنه أثناء الجلوس ويقلل من احتمالات سقوطه. عندما يكون في هذه الوضعية، ضعي أمامه
لعبة ليلعب بها. واحرصي على البقاء بقربه لمساندته وأحيطيه بالوسائد احتراساً من سقوط محتمل.

شجعيه على اللعب وهو مستلقٍ على بطنه لأن رفع رأسه وصدره لرؤية الألعاب أو وجهك يساعد على تقوية عضلات عنقه وينمي جهاز تحكم الرأس المطلوب للجلوس. يمكنك أيضاً مساعدته على تقوية ساقيه بتركه يقف على فخذيك وجعله يقفز صعوداً ونزولاً.




ما يفعله طفلك الآن ما هو إلا تدريب لمهاراته اللغوية بإضافة أصوات جديدة إلى مخزونه اللغوي. يرجح أن يكون نشاطه المفضل حالياً إصدار الفقاقيع الصغيرة من فمه. من الشائع في هذا العمر استمرار الطفل في تكرار إحدى القدرات التي اكتشفها مؤخراً لفترة طويلة. على الأرجح إن طفلك يحرص على إتقان مهارة معينة قبل الانتقال إلى الأخرى.

من المزعج سماع الصوت نفسه يتكرر على الدوام، لكن عليك التحلي بالصبر لأن ما ينتظرك أكثر، خاصة عندما يبدأ طفلك بالكلام.




يحرز طفلك تقدماً في تبيّن الأغراض صغيرة الحجم، مثل حصاة صغيرة على الأرض. ويستطيع أيضاً ملاحقة الأشياء الصغيرة المتحركة، لذا بإمكانه رؤية فراشة ترفرف في الحديقة.

قد يستطيع طفلك حالياً التعرف على الشيء بعد رؤية مجرد جزء منه. وسرعان ما سيفهم أن الأشياء يمكن أن تكون موجودة حتى إذا نرها، أو نسمعها، أو نلمسها (يُعرف ذلك غالباً باستيعاب دوام أو بقاء الأشياء التي تغيب عن النظر). تمثل هذه المهارة المبدأ الأساسي لألعاب "الغمضية" العديدة التي ستلعبينها معه في الأشهر المقبلة.




قد يتعرف طفلك على اسمه، حتى أنه قد يستجيب عندما تنادينه من الجانب الآخر للغرفة. قد يدير رأسه عندما تتكلمين عنه أمام الآخرين. يراقب طفلك فمك عن قصد عندما تتكلمين، ثم يحاول تقليد طبقات صوتك فيلفظ أصوات الأحرف الساكنة مثل "م" و "ب".

يعرف طفلك الآن مصدر الأصوات. وسرعان ما سيألف ضجيج الحياة اليومية، مثل صوت المكنسة الكهربائية، أو تنبيه الميكروويف، حتى أنها لن تحظى بقدر كبير من اهتمامه. لكنه إذا سمع صوتاً جديداً، سيستدير نحوه بسرعة. من أفضل الطرق لجذب انتباهه إحداث الضجة بهزّ سلسلة المفاتيح أو بواسطة طنين آلات الموسيقى.




من الجيد أن تأخذي طفلك إلى الخارج وتدعيه يختبر تجارب جديدة لأنها ستحظى باهتمامه لبعض الوقت. على سبيل المثال، سيسليه أخذه إلى السوبر ماركت، لكنك قد ترغبين في جعل هذه الزيارة قصيرة إلى حدٍ ما وإلا قد تجدين نفسك في منتصف متجر التسوق الأسبوعي الضخم مع طفل غير سعيد.

عندما يبدأ طفلك بإثارة الضجة في المتجر، يمكنك صرف انتباهه لفترة وجيزة الآن عبر افتعال الوجوه المضحكة أو غناء أحد أناشيد الاطفال. قد ينجح معه أيضاً التصفيق أو إعطاؤه شيئاً ما ليمسكه، مثل لعبة مفضلة أو خشخيشة.




حتى وقت قريب كان طفلك يستطيع إخبارك فقط بغضبه، أو ملله، أو انزعاجه، أو فرحه. لكنه بدأ الآن بالتعبير عن الشعور بالحب، والإعجاب، والظرف.

قد يظهر طفلك تعلقه القوي بك عبر رفع ذراعيه كلما أراد أن تحملينه، أو البكاء كلما غادرت الغرفة. قد يمنحك أيضاً الكثير من العناق والقبلات. كما أنه بدأ بتكوين حس الفكاهة. فقد يضحك عند قيامك بأمور مضحكة، مثل افتعال تعابير الوجه أو الحركات المضحكة ثم يحاول بدوره إضحاكك.


هنا تنطلق مرحلة المرح. ستشعرين أنك عدت إلى الطفولة عند قيامك بهذه الوجوه المضحكة والأصوات التي لا معنى لها أو عند القيام بالحركات الإيمائية أو التقليد.




يعتبر كل طفل حالة فريدة، ويجتاز المراحل الجسدية وفقاً لنمطه الخاص. وما ندرجه هنا ليس سوى خطوط عامة ترشدك إلى إمكانيات طفلك وما سينجزه عاجلاً أو آجلاً.





نمو طفلك في عمر الستة أشهر



راقبي مؤشرات استعداد طفلك للبدء بتناول الأطعمة الصلبة. قد يراقبك باهتمام وأنت تأكلين، حتى أنه قد يحاول التقاط ما في صحنك. احرصي على التقاط صورة له بالكاميرا وهو يتذوق الطعام لأول مرة. فمنذ الآن، توشك الحياة أن تصبح أكثر فوضى!

في هذه المرحلة، ربما يتمكن طفلك من
التدحرج. يعتبر التدحرج نقطة انطلاق بالنسبة له ليصبح أكثر قدرة على الحركة، وخلال بضعة أشهر قد يحبو أو يزحف.
لن تتمكني بعد من معرفة ما إذا كان طفلك أيسر (أعسر أو عسراوي) أم أيمن. في هذه المرحلة، قد يفضّل طفلك يداً ما لفترة ثم ينتقل إلى تفضيل الأخرى، ولا يمكن تحديد ما إذا كان صغيرك أيسر أم أيمن بالفعل قبل بلوغه السنتين أو الثلاث سنوات من العمر.

يتحسن
التحكم اليدوي لدى طفلك إلى درجة تسمح له بشد الأشياء نحوه. عندما يتعلم كيفية الإمساك بلعبة، فهو يدرب نفسه على نقل الأغراض من يد إلى أخرى. وربما يكتشف أيضاً أن إسقاط الأشياء يمكن أن يكون مسلياً تماماً مثل التقاطها.

حين يدرك طفلك مبدأ السبب والنتيجة، يصبح عالمه أكثر إثارة ويغدو عالمك أنت أكثر فوضى!

في هذا الشهر من عمر طفلك، ربما يكون قد تعلم كيفية التدحرج في كل اتجاه، وهذه مهارة أساسية قد ترفه عنك وعنه. بالطبع، في حين يجد طفلك تدحرجه مسلياً، قد يصيبك ذلك بالتوتر.

أبقي يدك على طفلك عندما
تبدلين حفاضه، ولا تتركيه بمفرده بلا مراقبة على السرير أو أي سطح مرتفع آخر. لو كنت معتادة على استعمال الطاولة لتغيير حفاضه، فقد حان الوقت للقيام بذلك على الأرض.

عندما تتفقدين طفلك أثناء نومه في مهده، ربما تجدينه قد تدحرج وأصبح مستلقياً على بطنه. إذا كان مرتاحاً في النوم على بطنه، يمكنك تركه كما هو. رغم أن العديد من الأطفال يتدحرجون ليصبحوا في وضعية الاستلقاء على البطن أثناء الليل، إلا أنهم لا يفضلون هذه الوضعية لأنهم يجدونها جديدة وغريبة بالنسبة لهم.


إذا كان طفلك لا يحب الاستلقاء على بطنه، فقد تجدين نفسك تتحركين طوال الليل لتقلبيه إلى ظهره.


ساعدي طفلك ليتعود على هذه الوضعية من خلال تشجيعه على قضاء بعض الوقت خلال النهار وهو مستلقٍ على بطنه. إذا كان يتدحرج من تلقاء بنفسه، لوحي له بلعبة في الاتجاه الذي تعود على التدحرج إليه إذا كان مهتماً بما يكفي لإعادة المحاولة. اثني على جهوده وطمئنيه إذا احتاج إلى ذلك.

عندما يكون حولك الأهل والأصدقاء، سيحرص طفلك على التمتع ببعض الاهتمام حتى أنه قد يسعى إلى جذب الانتباه. قد تلاحظين عما قريب المظاهر الأولى للقلق من الغرباء، لكن في هذه المرحلة، لن يكون طفلك متشدداً جداً مع الأشخاص الذين يتلقى منهم الاهتمام. فكل شخص يقترب من طفلك رافعاً حاجبيه وراسماً بسمة على وجهه، يصبح صديقه على الفور. لكن لا تقلقي، فما زال بحاجة إلى الكثير من اهتمامك.

يتعلم طفلك أن ردة فعلك تختلف وفقاً لأفعاله. لذا، ابتداءً من الآن ولسنوات مقبلة، سيقوم بكل ما يلزم للفت انتباهك.


كل ما يقوم به الآن تقريباً محبب إليك، ولكن مع تقدمه في العمر، سيميل أكثر إلى إساءة التصرف بهدف جذب انتباهك، لذا لا تنسي منحه الانتباه الكافي عندما يفعل ما يرضيك.


من الواضح أن طفلك يسعى إلى تنويع أساليب لفت نظرك مبتعداً عن البكاء. لذلك توقعي أن يبذل جهداً أكبر ليجذب انتباهك عن طريق كثرة الحركة، وإصدار الضجة وغيرها من الأساليب. في الأشهر الثلاثة المقبلة، سيطور طريقة خاصة كي يُعلمك بما يفكر، ويريد، ويحتاج.

إن طفلك الآن في عمر الستة أشهر، وقد تظهر عليه مؤشرات تدل على استعداده لتناول الأطعمة الصلبة . قد يكون مستعداً إذا كان:


  • يستطيع إبقاء رأسه ثابتة
  • يستطيع الجلوس جيداً مع المساعدة
  • يستطيع تناول الطعام من الملعقة باستخدام شفته العليا
  • يستطيع نقل الطعام إلى داخل فمه وبلعه
  • ينبغي أن يكون وزنه مثالياً، حوالي ضعف ما كان عليه عند الولادة
  • يظهر فضولاً واهتماماً بالطعام الذي تتناولينه
  • يستطيع الإمساك بأنواع الطعام التي تأتي على شكل إصبع ووضعها في فمه.
إذا لم يبدأ طفلك بتناول الأطعمة الصلبة حتى الأسبوع 26 من العمر، تحدثي مع طبيبتك بحثاً عن النصائح. ينبغي أن يحصل طفلك في هذا العمر على أغذية أخرى، إضافة إلى حليب (لبن) الأم والحليب الاصطناعي المخصص للأطفال لتلبية احتياجاته الغذائية. سيحب طفلك في عمر الستة أشهر لعبة تبادل الأدوار، وبالذات تلك التي تتضمن أصواتاً، أو كلاماً، أو غناءً. إذا توقفت عن الغناء في منتصف أحد أناشيد الاطفال، سيتوقع طفلك الفقرة التالية وينتظرها بشغف.

دعي طفلك يمسك بزمام اللعبة أحياناً، ثم قلدي الأصوات التي يصدرها. عندما يأتي دورك في قيادة اللعبة، قلدي أصوات الحيوانات مثل "كواك كواك" (مثل البطة) و"مياو مياو" (مثل القطة)، فهي طريقة فعالة لتعليم طفلك وإضحاكه في الوقت نفسه. اصبح طفلك البالغ من العمر ستة أشهر
يرى ويسمع ما يحيط به الآن تقريباً كما تفعلين. كما أن مهاراته التواصلية تنمو بسرعة، وهو يستكشف مخزونه اللغوي ومن بينه المكاغاة، والثرثرة، والصراخ، وإصدار الأصوات، وتغيير نغمات صوته.

قد يحب طفلك أيضاً ترديد مقطع لفظي واحد مراراً وتكراراً، مثل "با"، أو "ما"، أو "كا"، أو أي من تراكيب حرف ساكن وحرف علة. حتى أن بعضاً منهم يضيف مقطعين أو ثلاثة مما يزيد تعقيد الأصوات.


يمكنك تشجيع طفلك على الثرثرة عبر التكلم مثله على سبيل اللعب كالقول: "صوت الخروف (باااااا)"، أو "صوت الماعز (ماااااا)" وغيرها من أصوات الحيوانات. قد تسعدين طفلك بالإصغاء إليه وكأنك تجدين كل ما يقوله مثيراً جداً للاهتمام. سيشعر بأن لكلامه أهمية، ويواصل في الثرثرة.

يستخدم طفلك جميع حواسه ليستكشف ويتعلم كل ما يحيط به. لذا احرصي على أن تكون كل الأغراض المحيطة به آمنة لو رآها، أو استمع إليها، أو لمسها، أو وضعها في فمه.

سيفرح صغيرك بسحق كرة مطاطية، أو التربيت على قطعة فراء اصطناعي، أو عض حلقة تسنين باردة، أو سماع صوت جرس صادر عن لعبة محشوة. تعتبر لوحة الألعاب أو حصيرة الألعاب الرياضية أيضاً رائعة في تشجيع طفلك على استكشاف مختلف الألوان والأصوات والأشكال.

باتت القراءة بصوت عال عفوية بالنسبة لطفلك الآن، فهو يستمتع بالنظر إلى الصور البراقة والجلوس هادئاً في حضنك. مهما كان عمر طفلك، ستوفر له القراءة بالتأكيد فرصة للاحتضان وتعزيز العلاقة التي سيحظى به كلاكما.

يتبع....

 
نمو طفلك في عمر سبع أشهر

تحسّن طفلك كثيراً في استخدام يديه. سيكون ذلك مفيداً في أوقات الطعام لأنه سيتعلم أن يشرب بنفسه من كوب ذي غطاء ويدين لحمله. قريباً سيكون طفلك قادراً على التصفيق، وقد يعبر لك عن إعجابه وتقديره عندما تغنين له!

توقعي أن يزداد إفراز لعاب طفلك هذا الشهر. تظهر الأسنان الأولى لدى العديد من الأطفال في هذه المرحلة. قد تساعد حلقة التسنين المبرّدة على تهدئة ألم لثته. قد يكون طفلك قادراً على حمل شيء من وزنه على رجليه إذا كان يمسك بك أو بالكرسي. سيحب طفلك التأرجح. اجعليه يقف على ركبتيك وثبتيه بيديك تحت إبطيه، وأرجحيه صعوداً وهبوطاً طالما يرغب في ذلك. ستقوي هذه الحركة ساقيه استعداداً للمشي.

قد يستطيع طفلك الجلوس من دون مساعدة مما يسمح له بمزيد من الاستكشاف والتقاط الألعاب مستخدماً يديه. حتى أنه قد يستطيع الانتقال من وضعية الاستلقاء على بطنه إلى الجلوس دافعاً بذراعيه.
تطورت مقدرة طفلك على إمساك الأغراض وتحريكها واللعب بها بيديه وأصابعه. ويعرف ذلك بالمهارات الحركية الصغرى. وهي تتمثل في الحركات الدقيقة، مثل التقاط الأشياء بين الإبهام والإصبع أو استخدام الشفتين واللسان للتذوق أو لمس الأشياء.

قد يستطيع طفلك حمل كوب ذا غطاء ويدين والشرب منه. مع ذلك قد يحتاج إلى قليل من المساعدة في حال سقط الكوب من يده. هذا هو الوقت المناسب أيضاً لتعليم طفلك كيفية الشرب من الكوب ذي الغطاء.

في هذه المرحلة، قد يستطيع طفلك التقاط الألعاب بيد واحدة ونقلها إلى الثانية بسهولة بالغة. كما قد يستطيع شبك يديه معاً والتصفيق بهما. لن يطول الوقت قبل أن تجدي أن مستوى الضجة قد ارتفع، ليس بسبب ثرثرة طفلك فحسب، بل لأنه سيعي أيضاً متعة ضرب الأشياء ببعضها.

من أجل تنمية هذه المهارات الجديدة، أبعدي لعبة معينة عن متناول طفلك وراقبي كيف يحاول الوصول إليها. إذا شرع بالبكاء لأنه لم يستطع بلوغها، شجعيه بهدوء من دون أن تناولينه اللعبة. فهو ينفس فقط عن إحباطه وسرعان ما ستزداد ثقته بنفسه إن لم تسهّلي عليه هذه الأمور.

بعد بضع محاولات للوصول إلى اللعبة، قد يتمكن من الانحناء لالتقاطها ثم يستقيم مجدداً. من المؤكد أن هذا الأمر سيعطيه أفكاراً جديدة، وسيرغب في إيجاد سبل لالتقاط أشياء أخرى تبعد قليلاً عن متناول يده. سيبذل طفلك المزيد من الجهد للحصول على ما يريد.

بمجرد أن يتعلم طفلك التدحرج إلى وضعية الاستلقاء على بطنه قد يتخذ وضعية الهبوط عن المظلة حيث يرفع رأسه وساقيه بعيداً عن الأرض. وقد يتحرك بعدها على بطنه على طريقة زحف الجنود. من هنا ربما يبدأ بالمشي ذهاباً وإياباً مستنداً إلى يديه وركبتيه.

انطلاقاً من هذه الوضعية، سيتعلم طفلك الحبو أو الزحف، لكنه قد يشعر بالإحباط إذا بدأ بالتحرك إلى الخلف قبل أن يجيد الزحف إلى الأمام. من المحتمل أن يكون ظهور الأسنان قد بدأ لدى طفلك بالفعل. يبدأ التسنين لدى معظم الأطفال في حوالي الشهر السادس، إلا أن تلك العملية قد تنطلق مبكراً بحلول الشهر الثالث، أو متأخرة مع بلوغ طفلك عامه الأول أو بعده. توقعي في هذه المرحلة ظهور أسنانه الأولى. عادةً تظهر في البداية السنان الأماميتان في الأسفل، والتي تعرف بالقاطعة الرئيسية السفلى.

لا تقلقي إذا رأيت فجوات بين بعض أسنان طفلك، فغالباً ما تنبت الأسنان من اللثة في زوايا غريبة، وستختفي كل هذه الفراغات بعدما تظهر أسنان الحليب (اللبنية) العشرون كلها.
حالما تظهر الأسنان عند طفلك، توقعي أن يضع الأشياء في فمه ويمضغها. كما يمكن أن يزداد إفراز لعابه بينما يتأقلم مع نمو الأسنان الجديدة.
لا بد أنك بحلول هذه المرحلة، قد نبهت طفلك مراراً بأن الهاتف ليس لعبة. أو ربما يرمي الخشخيشة في وجهك رداً على تنبيهاتك الهادئة. عندما يرفض طفلك القيام بأمر ما، فهو لا يفعل ذلك إرادياً بهدف عصيان أوامرك بل بدافع الفضول. إنه يجد صعوبة في تذكر ما تملينه عليه لبضع ثوان، لذا أفضل طريقة لمعالجة هذه المسألة هي صرف انتباهه عما يقوم به.قد يبدأ طفلك بإظهار بعض علامات القلق من الانفصال بأن يشعر بالخجل من الغرباء، وينزعج إذا حاولت مغادرة الغرفة من دونه.
قد يفرحك رفض طفلك ابتعادك عنه حيناً، لكنه سيحبطك أحياناً أخرى. في كلا الحالتين، قد تعينك تعبئة سلة الغسيل بألعابه ونقلها معه من غرفة إلى أخرى. عندها تتمكنين من إنجاز المهام المطلوبة والتمتع برفقته في الوقت نفسه.

إذا أظهر طفلك قلقه لدى ابتعادك عنه أثناء النهار، فقد يزداد الأمر خلال وقت النوم. عندما يستيقظ في الليل، وإن لبرهة، سيدرك أنك قريبة منه وسيصدر الأصوات لجذب انتباهك.

ستشعرين بأنك ممزقة بين رغبتك في اصطحابه إلى سريرك، وقلقك من أن ذلك قد يفسده ويخلق لديه عادة يصعب التخلص منها. لا ضير تدليل طفلك في بعض الأحيان بإحضاره إلى سريرك. وعندما يزول قلق الانفصال لديه، يمكنك تعليمه النوم بمفرده مرة أخرى.

عوضاً عن ذلك، خذي أغطيتك واستلقي بجوار سرير طفلك. يوفر تواجدك بقربه الطمأنينة التي يحتاجها ويعزز في الوقت نفسه فكرة أن سريره هو المكان الذي ينام فيه خلال الليل. على الأرجح حتى الآن لا يميز طفلك الألعاب عن غيرها، لذا قد يتجه نحو هاتفك النقال إذا كان بجانبه. غير أنه بدأ يفهم ما يمكن أن تفعله الأشياء المختلفة، وقد يبدي اهتماماً أكثر بتلك التي تبهجه.

إذا كانت لديك أغراض لا تريدين أن يلعب بها طفلك (لأنها تشكل خطراً عليه، أو لأنك لا ترغبين في تخريبها)، ضعيها بعيداً عن متناول يده. لا تتوقعي من طفلك في عمر السبعة أشهر أن يميز بين الأشياء التي يمكنه اللعب بها وتلك التي لا يجب أن يلعب بها.

ربما بدأ طفلك أيضاً بفهم كيفية ترابط الأشياء ببعضها، لذا قد يصنف الألعاب ويرتبها وفقاً لأشكالها وأحجامها. إذا ظهرت فجأة وراءه أثناء تأمله انعكاس صورته في المرآة، قد يستدير ليبحث عنك. فهو لم يعد بعد الآن يعتقد أنك داخل المرآة!

لو وجدت أن لعبة إخفاء الأشياء البسيطة تثير اهتمام طفلك إلى حد كبير، فالسبب يعود إلى أنه بدأ يستوعب مبدأ بقاء الأشياء حتى إذا لم يكن يراها، أو يسمعها، أو يلمسها.

يحب طفلك الألعاب التي يختفي فيها الأشخاص أو الأشياء ثم يظهرون من جديد. وأصبح يتذكر أن "عفريت العلبة" يقفز فجأة عند انتهاء الأغنية. وقد يصرخ ضاحكاً في كل مرة يقفز فيها. يمكنك تسليته أيضاً بلعبة إخفاء الأشياء بغخفاء وجهك أو شيئاً تحت البطانية أو الغطاء وتركه يبحث عنه.
يلعب طفلك الألعاب نفسها بشكل دائم لأنه يستمتع بالأشياء المتوقع حصولها. إلى جانب لعبة إخفاء الأشياء حاولي إضافة بعض الألعاب القديمة للرضّع. إن تكرار اللعبة نفسها عدة مرات في النهار يمكن أن يسبب لك الملل، لكن هذا كل ما يحتاجه طفلك في الوقت الحالي.

قد ينجذب طفلك إلى الدمى المحشوة، سواء أكانت كبيرة أم صغيرة. على الأغلب، سرعان ما سيفضل واحدة بعينها لتشكل "عنصر الحماية" الخاص به، وسيغرقها بلعابه ويصطحبها معه أينما ذهب.

لو أردت إضافة ألعاب محشوة جديدة إلى المجموعة، احرصي على أن تكون ناعمة وتمت خياطتها جيداً وأن تكون قابلة للغسل. من الألعاب الجيدة الأخرى، الكرات، والأكواب المكدسة فوق بعضها، والألعاب التي تقفز فجأة من العلبة، والدمى الكبيرة.

إذا كان طفلك يملك لعبة مفضلة أو اثنتين، ستجدين صعوبة بالغة في انتزاعها منه. بينما كان يسهل نزع الأغراض من يده، قد تجدينه الآن يحتج بصوت عال حين تأخذين الألعاب أو الأشياء الأخرى منه.


نمو طفلك في عمر الثمانية أشهر


بدأ ينفتح عالم استكشاف جديد كامل بالنسبة لطفلك الآن. يتعلم الكثير من الأطفال الزحف أو الحبو في هذه المرحلة العمرية. سيكون هناك الكثير من المطبات والسقطات لأن طفلك أصبح أكثر قدرة على حركة، لكن يمكنك المساعدة في تفادي ذلك بجعل منزلك مكانا آمناً للطفل.

ربما بدأ طفلك يظهر بعض الخجل من الغرباء أو يبكي إذا تركته مع مربية الأطفال. هذه من أوائل علامات قلق الانفصال. في الوقت المناسب، سيتعلم طفلك أنك عندما تتركينه ستعودين إليه مرة أخرىبما أن عمر طفلك الآن ثمانية أشهر، ربما يكون قد أجاد الحبو أو الزحف أو ربما يتحرك عبر سحب مؤخرته أو يزحف منزلقاً على بطنه (ما يعرف أحياناً بزحف الجنود "الكوماندوز") أو يتدحرج (أي يتقلب من جهة إلى أخرى).

قد يحاول طفلك أيضاً سحب نفسه إلى وضعيه الوقوف متمسكا بالأثاث. إذا أوقفت طفلك بجانب الأريكة، على الأرجح سيستخدم يديه ليستند إليها أثناء وقوفه. احرصي على البقاء وراءه ليحصل على دعم إضافي في حال بدأ بالتمايل.

تعني وسيلة الحركة هذه المكتشفة حديثاً أن طفلك دخل عالم المطبات والسقطات، وهذا جزء لا مفرّ منه في مرحلة الطفولة.

مع أنك ستشعرين بأن نبضات قلبك تكاد تتوقف في بعض الأحيان من شدة الخوف، حاولي الاستمتاع بمشاهدة طفلك وهو يستكشف ما يحيط به وينمي قدراته الجسمانية. يمكن تفهم رغبتك في حماية طفلك من السقوط على مؤخرته بعد محاولاته للوقوف، لكن تركه يحاول بنفسه يمنحه مجالاً للنمو والتعلم.

بما أن طفلك يتنقل ويتحرك في هذه المرحلة اجتهدي في جعل منزلك مكاناً آمنا للطفل . على سبيل المثال، عليك حماية (أو إزالة) الأغراض القابلة للكسر والأثاث غير الثابت حتى لا يسقط على طفلك.
على الأرجح بدأ طفلك يتقن التقاط الأشياء مستخدماً إصبعين فقط مثل الكماشة، وهي عملية دقيقة تقتضي مسك الأشياء الصغيرة بإبهام اليد والإصبعين الأولى والثانية. قد يلتقط بهذه الطريقة قطعة صغيرة من الطعام، مثل كعكة الأرز، ويأكلها بنفسه. فقط احرصي على ألا يصل إلى أشياء شديدة الصغر يمكن أن تسبب له الاختناق.

أصبح طفلك بارعاً في استخدام أصابعه لسحب قطعة من الطعام ووضعها في قبضته. كما تعلم أيضاً فتح يده وأصابعه عن قصد لإيقاع شيء ما أو رميه، الأمر الذي يسعده كثيراً. سيستمتع طفلك بالبحث عن الأشياء التي وقعت أرضاً ويشير إليها بإصبعه.
أصبحت مشاعر طفلك في هذه المرحلة أكثر وضوحاً، كما أنه قادر على التعبير عن نفسه بطريقة أفضل. ربما يؤدي بعض الحركات، مثل التصفيق عندما يكون متحمساً أو مبتهجاً، أو يرسل القبلات لأشخاص يألفهم إذا فرح لرؤيتهم، أو يلوح بكفه مودعاً.

سيتعلم طفلك تخمين الحالات النفسية والأمزجة وتقليدها وسيظهر أشكال التعاطف الأولى، فإذا رأى مثلاً طفلاً آخر يبكي فسيبدأ بدوره في البكاء.
في هذا العمر، من الطبيعي جداً أن يبدأ طفلك بإظهار علامات قلق الانفصال. يظهر طفلك خجله أو قلقه حين يذهب إلى الحضانة أو يحيطه الغرباء، وبالأخص حين يكون متعباً أو غاضباً. وعندما تغيبين عن نظره ولا تكونين بقربه، قد يشعر بالانزعاج ويبدأ بالبكاء.

لكي يعتاد طفلك على فكرة غياب أمه أو أبيه وأنهما سوف يعودان، يمكنك تجريب ممارسه لعبة صغيرة معه باستخدام إحدى ألعابه المحببة. أخفي دبه المحشو المفضل أو الدمية تحت البطانية لفترة قصيرة ثم أظهريهما بحركة مسرحية. سيساعده هذا الأمر على استيعاب أن الأشياء تبقى بالرغم من أننا لا نراها.

مع أنه من الصعب رؤية طفلك منزعجاً أو حزيناً، من الهام تركه يمر بهذه التجربة. في كل مرة تغيبين فيها لبعض الوقت ثم تعودين، تؤكدين له أنك ستعودين في كل مرة. كما تساعدينه بذلك على تنمية الشعور بالثقة والقدرة على إقامة العلاقات مع الآخرين.

عندما تتركين طفلك في الحضانة أو أحد برامج اللعب الجماعي، قبليه وعانقيه وأخبريه بأنك ستعودين.

لو خاف أو انهار وأجهش بالبكاء، خذي وقتاً إضافيا لتهدئته وطمأنته. من الصعب ألا تبكي بدورك حين يبدأ بالبكاء. حاولي حبس دموعك لأنها ستزيد الأمر سوءاً، لذلك من الأفضل أن يتواجد شخص آخر مألوف لديه لكي يهدئه، مثل جده أو جدته أو إحدى الصديقات المقربات.

لو أظهر طفلك قلقه من الانفصال عنك ليلاً، امضي وقتاً أطول في معانقته والقراءة له وإظهار عاطفتك له والغناء له برقة قبل وضعه في سريره. يمكنك حتى تدليكه (عمل مساج) ليشعر بالراحة من ملامستك له. اقرئي المزيد عن ترسيخ عادات جيدة للنوم لطفلك.

يجيد بعض الأطفال الافتراق عن أهلهم، أما بعضهم الآخر فلا يحتملون الأمر. يعتمد الأمر على طباعهم ومدى اعتيادهم قضاء بعض الوقت بعيداً عن والديهم. إذا كنت أنت أو زوجك من يوفر كل الرعاية لطفلك منذ ولادته، فقد يجد صعوبة في الانفصال مقارنة بمن ذهب إلى الحضانة منذ الشهر الثالث من العمر. من الطبيعي أن تشعري أنت وطفلك بالانزعاج والإحباط عندما تتركينه.

إذا تطلب الأمر بعض الوقت لتهدئة طفلك، فلا تتضايقي من ذلك أو تشعري بالقلق من أنك فقط تطيلين المسألة. أنت أدرى من الآخرين بمشاعره، وعليك اتباع حدسك.
يحب طفلك استكشاف الأشياء عبر هزها، وضربها، وإسقاطها ورميها، ومضغها. تتطور لدى طفلك فكرة إمكانية فعل أي شيء بغرض ما، وسيذهله وجوده مع لعبة الأنشطة المتعددة حيث تتوافر الكثير من الأشياء التي يمكن ضربها ودفعها ولفها وعصرها ورجها وإسقاطها وفتحها.

في هذه المرحلة، يحب الأطفال رؤية الأشياء تقع ليتم التقاطها (بالتأكيد أنت من يلتقطها) ثم رؤيتها تقع من جديد. لا يقوم طفلك بذلك بهدف إثارة غضبك، إنما حباً بهذا المشهد المثير الذي سيرغب في تكراره مراراً.

يستوعب طفلك الآن كيف تترابط الأشياء مع بعضها فيدرك على سبيل المثال، إمكانية وضع الأشياء الصغيرة في الأشياء الأكبر، كما يجد بسهولة ما تخبئين ويشير إلى الصورة المناسبة عندما تذكرين اسم غرض ما.

تساعد حاسة البصر التي تنمو لدى طفلك في مهاراته الاستكشافية. فهو يتعرف على الأشخاص والأشياء المألوفة بالنسبة له في الغرفة. لذا إذا رأى شيئاً يعجبه، فقد يشير إليه بإصبعه ويهدل (كالحمام) ليعبر عن سعادته ويحبو أو يزحف باتجاهه إذا كان يستطيع ذلك.

نمو طفلك في عمر التسعة أشهر


أصبح وقت اللعب مع طفلك أكثر مرحاً. سيحب أن تمنحيه مجالاً لتفريغ وتعبئة الصناديق أو الحلقات والأكواب المكدسة فوق بعضها. في هذه المرحلة من عمر طفلك ستكونين أفضل رفيقة لعب بالنسبة له.

قد لا يقتصر استكشافه على الألعاب، وربما تجدين نفسك تستخدمين كلمة "لا" في أحيان كثيرة. على الأرجح أنه يستطيع فهم نبرة صوتك أكثر من الكلمات التي تستخدمينها الآن. سيساعد جعل منزلك مكاناً آمناً للطفل على حمايته من التعرض للأذى. يقترب طفلك الآن من المشي، لكن لا يخطو معظم الأطفال خطواتهم الأولى حتى يحين عيد ميلادهم الأول. ربما تلاحظين أن طفلك يتجول متمسكاً بالأثاث. كما تستطيع قلة من الأطفال البالغين تسعة أشهر المشي بضعة خطوات بمساعدة أحدهم. بالإضافة إلى ذلك، يتعلم طفلك الآن كيفية ثني ركبتيه والجلوس عندما يكون واقفاً، وهي مهمة أصعب بكثير مما تبدو عليه!

يمكنك مساعدة طفلك عبر الوقوف أو الركوع أمامه ومد يديك لتشجيعه ممسكة بيديه كي يسير نحوك. كما يمكنك شراء لعبة يستطيع جرها بنفسه ودفعها إلى الأمام أو ما شابه. احرصي على أن تكون ثابتة وذات قاعدة عريضة للاستناد عليها.
أصبح جعل منزلك مكاناً آمناً للطفل مسألة ضرورية في الوقت الحالي. يمكنك البدء بوضع الأقفال على الأبواب المؤدية إلى مسالك لا يسمح لطفلك بالذهاب إليها. إذا كانت لديك ممتلكات ثمينة، فمن الأفضل تخزينها في مكان آمن حتى لا تتعرض للتلف. الأفضل لك، في هذه المرحلة، إبعاد مثل هذه المغريات عن طفلك بدل محاولة تأديبه. إذا بدأ طفلك بالوقوف والتجول، قد تتساءلين ما إذا كان بحاجة إلى حذاء. لن يحتاج طفلك إلى ارتداء الحذاء قبل البدء بالمشي خارج البيت باستمرار. تنمو أقدام الأطفال بسرعة كبيرة، لذا، لو تم تقييد أصابع أقدامهم بحذاء أو جوارب ضيقة، لن تقوى وتنمو كما ينبغي.

دعي طفلك يتجول في المنزل بقدمين حافيتين، فذلك لن يساعده على تقوية قوسي قدميه وعضلات رجليه فحسب، بل سيسهّل عليه أيضاً مسألة الحفاظ على توازنه عندما يشعر بملمس وتراكيب الأشياء المختلفة التي يسير عليها بقدميه.
يستمتع طفلك الآن بوضع الأشياء في صندوق ثم إخراجها. أعطيه مثلاً دلواً من البلاستيك وبعض المكعبات الملونة ليمارس هذه المهارة الجديدة. كما سيحب أيضاً الألعاب التي يمكن تحريك أجزائها كالدواليب، والرافعات، والأبواب التي يمكن فتحها وإغلاقها. لذا، فالسيارات الكبيرة التي يمكن لطفلك تسييرها على الأرض هي من الألعاب المحببة لدى البنات والصبيان على حد سواء.

قد يبدأ طفلك بالمشاركة في ألعاب تمرير الأشياء عبر إعطائك الألعاب ثم استعادتها. لذا كوني شريكته في اللعب. حاولي مثلاً دحرجة طابة أو كرة نحو طفلك على الأرض، وراقبي كيف سيدحرجها بدوره نحوك. أعطيه لعبة ترتيب الأشياء أو تكديس الحلقات لتري ما إذا كان سيرتب القطع، أم سيكدسها بنفسه، أم سيعطيك إياها.

يعتبر وقت الاستحمام فرصة أخرى رائعة لبعض اللعب والمرح. على الأرجح سيحب طفلك الحصول على بعض الأكواب الصغيرة التي يمكنه ملؤها بالماء. مع ذلك، انتبهي له. فلن يمر وقت طويل قبل أن تكتشفي خدعة إفراغ الأكواب من جانبي حوض الاستحمام. حاولي صرف انتباهه بإعطائه غربالاً من المطبخ ليملأه بالماء، ومشاهدة فرحته عندما يتدفق الماء مرة أخرى داخل حوض الاستحمام.

لو انتزعت لعبة ما من طفلك الذي أصبح صارماً الآن، لا بد أن يعترض بصوت عال ويرمي بنفسه على الوراء بغضب. قد أصبح طفلك قادراً على إظهار احتياجاته وطلباته بشكل أوضح. من الآن وحتى الأشهر القليلة المقبلة، ستلاحظين أن قلق الانفصال عند طفلك قد بلغ ذروته. مع أنه من الطبيعي أن يظهر الطفل البالغ تسعة أشهر تعلقه الشديد بك واختباءه من الآخرين، غير أنها مسألة صعبة بالنسبة للأجداد والمربين المعنيين به. يمكنك تسهيل الفترة الانتقالية هذه بأن تطلبي من الآخرين الاقتراب ببطء لكي يقوم الطفل بالخطوة الأولى.

إذا كنت تضطرين لترك طفلك وكان يحصل على الرعاية من قبل شخص آخر، أعطيه شيئاً يخصك، مثل وشاح أو شال ناعم. ستكون فيه رائحتك التي قد يساعد على تهدئته.

ليس من الخطأ أن يستخدم طفلك مصاصة أو لهاية لتهدئة نفسه. لكن حاولي استخدامها فقط في اللحظات التي تحتاجين فيها لتهدئة طفلك، وذلك لكي لا تمنع طفلك من الثرثرة وتعلم الكلام.

اقرئي المزيد عن مزايا وعيوب اللهاية.



بدأ وابل الكلمات التي ما انفك طفلك يسمعها منذ ولادته يؤتي ثماره. كما صارت ثرثرته تبدو كأنها كلمات حقيقية بما فيها "ماما" و "بابا". مع ذلك، لا تبالغي كثيراً في حماستك الآن، فلن يربط على الأرجح بين هاتين الكلمتين وأمه وأبيه. فهي مجرد مجموعة أصوات متتالية يرددها باستمرار.

يفهم طفلك في هذه المرحلة ما تطلبينه منه من خلال نبرتك وليس عبر الكلمات التي تستخدمينها. كلما كثفت من حديثك معه أثناء تحضير العشاء، أو تبديل الملابس، أو اللعب معه، ازداد فهمه لعملية التواصل. لا تساعد مشاهده طفلك للتلفزيون على فهمه اللغة، فهو يحتاج إلى سماع كلمات توجه إليه بشكل مباشر.


إذا كانت لدى طفلك عربة يستطيع الجلوس عليها قبالتك، تحدثي إليه أثناء المشي. ألفتي انتباهه بالإشارة إلى الأشياء، وتحدثي معه عن أي شيء يصادفكما في الطريق.


في عمر التسعة أشهر، يبدأ طفلك بفهم معنى كلمة "لا"، لكنه قد لا يطيع الأمر الآن. بالرغم من ذلك، سيبدأ بالتجاوب لدى سماع اسمه عبر النظر حوله، أو التوقف عما يفعله ليرى من ناداه



نمو طفلك في عمر العشرة أشهر


تشبه ثرثرة طفلك الآن الكلمات الحقيقية. أظهري اهتمامك بما يقوله وستجدين أنه يستمر في الكلام . عندما يحاول أن يقول كلمة واحدة، مثل "كو" للكُرة، سيفيد الرد عليه وتكرار الكلمة بنطقها الصحيح، "نعم، هذه هي الكرة".

إذا كان طفلك قد بدأ يزحف أو يحبو منذ مدة، فيحتمل أنه يتجول في جميع أنحاء المنزل بلا تعب. الخطوة القادمة بالنسبة له هي التمسك بالأثاث (أو ساقيك!) لينتقل إلى وضعية الوقوف.
مع بلوغ طفلك الشهر العاشر قد يستطيع الحبو أو الزحف بشكل جيد على يديه وركبتيه. ربما يبدأ بالحبو قبل الشهر العاشر، لكن تزداد سرعته وثقته بنفسه عندما يصل إلى هذه المرحلة. كما أن بمقدوره الآن أن يجلس بثقة.

قد يحاول طفلك أيضاً الانتقال بنفسه من وضعية الجلوس إلى الوقوف. حتى أنه قد يمشي متمسكاً بالأثاث، وقد يتركه مؤقتاً ليقف من دون مساعدتك.
أصبح طفلك الآن متحركاً، وسيحاول استكشاف أرجاء المنزل. ربما يجرب الزحف إلى الطابق العلوي، لذا ابقي بقربه في حال احتاج إلى المساندة. الآن هو الوقت المناسب للتفكير في تركيب بوابات عند أعلى وأسفل الدرج للحفاظ على سلامة طفلك ما لم تكوني قد قمت بذلك بالفعل.

ربما يخطو طفلك بضع خطوات عندما تمسكين بيديه في وضعية المشي وتقودينه نحوك. وقد يجرب التقاط لعبة وأنت تمسكين بإحدى يديه. اعلمي أن خطواته السحرية الأولى نحو الاستقلالية قد اقتربت. وستجدين أنك تمارسين الكثير من التمارين عندما يبدأ طفلك بالمشي على قدميه! لعل شخصية طفلك تظهر الآن بما أن مهاراته الاجتماعية تنمو. وقد يوزع الابتسامات العريضة على كل من يلتقي به، أو أنه أكثر خجلاً، فيخبئ وجهه عندما يقترب منه أحد الغرباء ليلاطفه.

كما سيردد طفلك الحركات والأصوات لجذب انتباهك، حتى أنه قد يلوح بيده مودعاً عندما تتجهين نحو الباب. بدأ طفلك يكوّن رأيه الخاص، ولا بد أنك لاحظت اعتراضه أحياناً عند وضعه في مقعد السيارة المخصص له أو في عربته.
قد يخاف طفلك من أشياء لم تكن مصدر إزعاج بالنسبة إليه سابقاً، كجرس المنزل أو رنين الهاتف. عندما يحصل ذلك، من الهام طمأنته وتأكيد أنك موجودة بقربه وأنه بخير. فهذه مرحلة لن تدوم. سيحتاج طفلك فقط إلى المزيد من الاحتضان حتى يخفّ قلقه من الأصوات والمشاهد التي تسببت في انزعاجه. بدأ طفلك الآن يفهم العديد من الكلمات والجمل البسيطة، لذا من الهام التحدث إليه باستمرار. يمكنك مساعدة طفلك على تعلم كلمات جديدة عبر إعادة نطق الكلمات التي يحاول أن يقولها بالطريقة الصحيحة مثلما يستعملها الراشدون. على سبيل المثال، إذا أشار إلى زجاجة الحليب (الببرونة) وقال "بو"، أشيري إليها وأجيبي، "نعم هذه الببرونة تخصك".

أجري الأحاديث مع طفلك بالرغم من أن الأمر قد يبدو سخيفاً أحياناً، لكنها طريقة رائعة لتعزيز مهاراته اللغوية. وحين تصدر عنه جملة من الكلمات غير المفهومة، أجيبيه دائماً بطريقة ما. ستجدين أنه يبتسم لك غالباً ويكمل الحديث. كما ستلاحظين قريباً ظهور بعض الكلمات والحركات التي تفهمينها، بالإضافة إلى أشكال أخرى من التواصل كالإشارة بالإصبع أو الهمهمة.

من الأفكار الجيدة أيضاً إعطاء طفلك وصفاً دقيقاً لما تقومين به سواء أكنت تفرمين البصل لتحضير العشاء أو توضبين الغسيل. بينما تجلسينه في عربته قولي له "ها أنت في عربتك الزرقاء. والآن لنشد حزامك ولتجلس براحة. حسناً، لقد انطلقنا إلى الحديقة".

كما يمكنك أن تغني له من أناشيد الاطفال وترفقي الكلام بالأفعال المناسبة، كأن تلوحي بيدك عندما تقولين إلى اللقاء. العبي معه ألعاباً طفولية يتعلم من خلالها التعرف على الكلمات والجمل الأساسية.

سيربط طفلك قريباً الكلمات بأشخاص وأفعال. ولعله بدأ يقول "ماما" حين ينظر إلى أمه و "بابا" حين يدخل أبوه إلى الغرفة، إلا أنه ما زال يستخدم هاتين الكلمتين بدون تمييز.

 

نمو طفلك في عمر الشهر الحادي عشر


يتمكن طفلك الآن من فهم التعليمات البسيطة، ويعرف ماذا تقصدين عندما تقولين "لا". هذا لا يعني أنه سيطيعك في كل ما تطلبينه! حاولي استخدام كلمة "لا" فقط إذا كان ما يفعله خطراً وإلا وجدت نفسك ترددينها طوال الوقت.


ستجذب انتباهه الكتب الملونة والبراقة التي لن تخلو منها المكتبات القريبة في منطقتك. يمكنكما الاستمتاع ببعض الكتب الجديدة إلى جانب القديمة المفضلة لديه.

الآن وقد اقترب كثيراً من إنهاء عامه الأول، لم يعد طفلك ذلك الصغير الذي لا يجيد فعل شيء من دون مساعدتك. ما زال يحتاج إلى الكثير من اهتمامك ودعمك، لكن أصبحت استقلاليته المتنامية أكثر وضوحاً؛ فقد تعلم الوقوف، والانحناء، والقرفصة. حتى أنه قد يمشي وهو يمسك بيدك، كما سيمد ذراعه أو رجله ليساعدك في ارتداء ثيابه.

أثناء تناول الطعام، سيحمل كوباً ويشرب منه لوحده. ويتناول وجبة طعام كاملة بيديه. ستضطرين بالتأكيد إلى الانحناء كثيراً عندما يتعلم طفلك الشرب من الكوب لوحده لأنه سيرميه على الأرض كلما انتهى من الشرب! إذا رغبت في العثور على بعض الكتب التي ستعجب طفلك، من الجيد الانطلاق من قسم الأطفال في إحدى المكتبات القريبة. كما يمكنك تسجيل طفلك في المكتبة.


يجدر بك معرفة ما إذا كانت المكتبة تقيم دورات عن القصص أو أناشيد للأطفال الرضع التي يمكنك حضورها. تعتبر هذه الدورات وسيلة رائعة لجذب طفلك نحو الكتب.


يحب طفلك النظر إلى الكتب وتصفحها، غير أنه لن يقلبها ورقة بعد أخرى. قد تكون لديه كتب مفضلة يحب العودة إليها باستمرار. اجلسي معه واقرئي الكتاب واروي له ما يحدث في الصور. قد يستمتع بالكتب بشكل خاص إذا كانت ذات أغطية يمكن رفعها وملمس وأنماط مختلفة من الأشكال، وفيها صور زاهية الألوان. يدرك طفلك الآن التعليمات البسيطة ويستوعب معنى كلمة "لا"، لكنه قد يختار عصيان أوامرك عن قصد. من أجل إعطاء هذه الكلمة معنى أقوى، استخدميها فقط عندما يقوم بشيء قد يكون خطراً فعلاً. عندما يفعل شيئاً لا ترغبين فيه، حاولي صرف انتباهه بدلاً من قول كلمة لا. إذا كان طفلك يسمع كلمة "لا" مراراً وتكراراً، ستفقد تأثيرها عليه.


اعلمي أنك لا تقسين على طفلك إذا لم تسمحي له مثلاً بشد ذيل القطة. خاصة إذا كان هناك احتمال أن تهاجمه القطة فجأة. فأنت المسؤولة عن وضع الحدود. إذا شد ذيل القطة، أبعدي يده وانظري في عينيه وقولي: "لا تفعل ذلك لأنك تؤلم القطة"، ثم علميه كيف يداعبها برفق.


مع أن طفلك قد لا يتذكر دائماً ما قلته في اليوم التالي، إلا أن الوقت حان لرسم الحدود وإظهار الفرق بين الصواب والخطأ.


تتفوق رغبة طفلك في الاكتشاف كثيراً على رغبته في الإصغاء إلى تحذيراتك، لذا يعود أمر حمايته وتعليمه إليك. ما قد يبدو عصياناً لأوامرك، ليس في الواقع إلا فضوله الفطري لاكتشاف كيفية سير الأمور في الدنيا.

ربما تستطيعين الآن تمييز بعض الكلمات في ثرثرة طفلك، وهذه هي الكلمات التي يستطيع استخدامها بمعناها الصحيح، لذا يمكنك مواصلة دعم اهتمامه بالكلام. أظهري له أنك تصغين إليه عبر التجاوب مع كلماته وثرثرته. هذا النوع من التفاعل أساسي جداً في تعريفه على التواصل ثنائي الاتجاه. كما تساعد بعض الألعاب مثل "إخفاء الأشياء" على تطوير مهارات الذاكرة لديه.

في هذا العمر، يستطيع طفلك تقليد ألفاظ الكلمات ونبراتها كما يقلد الأفعال. قد يتمكن من اتباع توجيهات بسيطة، خاصة إذا كانت مصحوبة بإشارات أو حركات، مثل "من فضلك أعطني الكرة" أو "التقط الملعقة". ساعديه على التعلم عبر إعطائه أوامر بسيطة سهلة التنفيذ. لا تقلقي إذا لم يستوعب طفلك هذه الأمور حتى الآن، فسينجح في ذلك خلال شهر أو شهرين.


يتبع...

 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top