اللحية فى ميزان الإسلام
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبى بعده ..
أخى الكريم : لو بحثت فى طول صفحات التاريخ الإسلامى و عرضها لن تجد من أئمة الهدى و مصابيح الدجى من كان يحلق لحيتة , و إنما تسربت إلينا هذه الضلالة و استمرأها بعض المسلمين لما اتصلوا بالكفار حين احتلوا بلادنا , أو حين رحل فريق منا إلى بلاد هؤلاء الكفار فاحتلوا عقولهم , و أعرضوا عن هدى سلفهم الصالح و اتبعوا غير سبيل المؤمنين , و افتتنوا بسنن اليهود و النصارى , فحاكوهم شبراً بشبر , و ذراعاً بذراع , و فى هذه السطور التى نسأل الله أن يجعل فيها نفعاً و بركة محاولة للإلمام بهذه الفريضة التى فرط فيها اليوم أكثر المسلمين , و نسأل الله أن يرد الجميع إلى الحق رداً جميلاً .. و هذا أوان الشروع , فنقول و بالله التوفيق ..
إعفاء اللحية طاعة
فقد قال تعالى ( و ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله و رسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ) و قال عز و جل ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ) ..
و مما أمر به رسول الله صلى الله عليه و سلم إعفاء اللحى , فقد روى ابن عمرو رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه و سلم أمر بإحفاء الشوارب , و إعفاء اللحية .
و عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( جزوا الشوارب , و أرخوا اللحى , و خالفوا المجوس ) .
و لما رأى النبى صلى الله عليه و سلم رسولى كسرى و قد حلقا لحاهما , و أعفيا شواربهما , كره أن ينظر إليهما و قال ( ويلكما , من أمركما بهذا ؟ ) قالا أمرنا بهذا ربنا - يعنيا كسرى - فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : و لكن ربى أمرنى بإعفاء لحيتى و قص شاربى ..
و صيغة الأمر تدل على وجوب امتثاله , بحيث يثاب فاعله , و يعاقب تاركه .
حلق اللحية معصية
قال الله تعالى : ( و من يعص الله و رسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً ) , ( و من يعص الله و رسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها ابداً ) .
و قد تقدم أمره صلى الله عليه و سلم بإعفاء اللحى , و مخالة أمره معصية محرمة , قال تعالى ( و ما أتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا ) و قال ( ما نهيتكم عنه فاجتنبوه ) .
ولا شك أن الأمر بإعفاء اللحى و توفيرها يستلزم النهى عن حلقها و تقصيرها بحيث تكون قريبة إلى الحلق ; و قد روى أن عمر رضى الله عنه و ابن أبى يعلى قاضى المدينة ردا شهادة من كان ينتف لحيته , و قال الغزالى و النووى رحمهما الله تعالى : ( و نتف اللحية فى أول نباتها تشبه بالمُرد - الأمرد هو الفتى فى أول شبابه قبل أن تظهر لحيته - , و هوا من المنكرات الكبار ) .
إعفاء اللحية سُنة محمدية
قال عز و جل : ( لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة )
و قال صلى الله عليه و سلم : ( خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه و سلم )
و قد ثبت فى صفتة الخليقة صلى الله عليه و سلم أنه كان كث اللحية عظيمها حتى أنها كانت تملأ صدره صلى الله عليه و سلم فعن أنس رضى الله عنه قال : ( كانت لحيته صلى الله عليه و سلم قد ملأت من ها هنا إلى ها هنا , و أمر بيده على عارضيه ) .
و كان صلى الله عليه و سلم إذا توضأ أخذ كفاً من ماء فأدخله تحت حنكه , فخلل به لحيته , و فى هذا أحاديث أخرى كثيرة كلها تؤكد أنه صلى الله عليه و سلم كان عظيم اللحية , فيا عجباً ممن يدعون حبه صلى الله عليه و سلم ثم هم لا يحبون صورته !!
بل يفضلون صورة أعدائه !!
و الله تعالى يقول قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله و يغفر لكم ذنوبكم )
و المحبة التى لا تحمل صاحبها على اتباع المحبوب و التشبه به ادعاء للمحبة و ليست بالمحبة !!
و قد قال بعض الصحابة رضى الله عنهم : ( بينما أنا أمشى بالمدينة , إذا إنسان خلفى يقول : ( إرفع إزارك , فإنه أتقى و أنقى ) فالتفت , فإذا هو رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت : يا رسول الله إنما هى بردة ملحاء - أى هى بردة لا قيمة لها ولا ثمن حتى يدخلنى بسببها الكبر و الخيلاء - فقال صلى الله عليه و سلم أما لك من أسوة ؟ قال فنظرت , فإذا إزاره إلى نصف ساقيه ) فيا حليق اللحية : ماذا يكون جوابك إذا أخذت تسرد المعاذير لرسول الله صلى الله عليه و سلم , و هو يقول لك : ( أما لك من أسوة ؟ ) ..
حلق اللحية تطرف و انحراف عن هدى رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال الله تعالى : ( و من يطع الرسول فقد أطاع الله و من تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً )
فإذا كانت سنته الشريفة , و قد قال صلى الله عليه و سلم : ( ... من رغب عن سنتى فليس منى ) .
و قال صلى الله عليه و سلم : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا , فهو رد ) .
و قال صلى الله عليه و سلم : ( ليس منا من عمل بسنة غيرنا ) .
و مر بك أنه لما رأى النبى صلى الله عليه و سلم رسولى كسرى و قد حلقا لحاهما , و أعفيا شواربهما , كره أن ينظر إليهما و قال ( ويلكما , من أمركما بهذا ؟ ) قالا أمرنا بهذا ربنا - يعنيا كسرى - فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : و لكن ربى أمرنى بإعفاء لحيتى و قص شاربى .. فأنت أيها الحليق , ماذا يكون شعورك إذا تأذى رسول الله صلى الله عليه و سلم من رؤية وجهك ؟ بل ماذا يكون جوابك إذا أعرض عنك بوجهه الشريف قائلاً : ويلك ! من أمرك بهذا !
إعفاء اللحية فطرة إنسانية
قال تعالى : ( فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرت الله التى فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله )
و عن أم المؤمنين عائشة - رضى الله عنها - قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( عشرة من الفطرة : قص الشارب , و إعفاء اللحية , و السواك , و استنشاق الماء , و قص الأظافر , و غسل البراجم , و حلق العانة , و انتقاص الماء ) , قال أحد الرواة : ( و نسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة ) .
قال الحافظ السيوطى رحمه الله : ( و أحسن ما قيل فى تفسير الفطرة : أنها السنة القديمة التى اختارها الأنبياء , و اتفقت عليها الشرائع , فكأنها أمر جبلى فطروا عليه ) .
حلق اللحية تغيير لخلق الله سبحانه و تعالى
قال تعالى : ( لا تبديل لخلق الله ) أى لا تغيروا خلق الله ..
و قال تعالى حاكياً عن إبليس قوله : ( و لأمرنهم فليغيرن خلق الله ) و هذا نص صريح فى أن تغيير خلق الله عز و جل بدون إذن من الشرع طاعة لأمر الشيطان , و عصيان للرحمن جل جلاله !
و قال صلى الله عليه وسلم : ( لعن الله الواشمات و المستوشمات , و النامصات و المتنمصات , و المتفلجات للحُسن - المغيرات لخلق الله ) .
لماذا لعن الله سبحانه بحكمته هذه الأصناف من النساء ؟!
ذكر النبى صلى الله عليه وسلم علة لعنهن فى الحديث فقال : ( المغيرات لخلق الله ) .
فحالق اللحية للحسن مغير لخلق الله سبحانه بل دخوله فى الوعيد من باب أولى ..
و حلق اللحية يشتمل على النمص الذى هو إزالة شعر الوجه أو الحاجبين - من المرأة للحسن - و هو فى حق الرجال أقبح !!
إعفاء اللحية من سمت الأنبياء عليهم السلام
لقد دل القرآن العظيم على أن هارون عليه السلام كان موفراً شعر لحيته , و يحكى القرآن قول هارون لموسى عليه السلام - يحد من غضبته !! ( قال يابنؤم لا تأخذ بلحيتى ولا برأسى ) فلو كان حالقاً لما أراد أخوه الأخذ بلحيته .. و قال تعالى بعد أن ذكر أسماء بعض الرسل الكرام و منهم إبراهيم و هارون عليهما السلام : ( أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ) .
فأمر الله نبينا صلى الله عليه وسلم بالأقتداء بهم , و الأمر للنبى صلى الله عليه و سلم أمر لنا لأننا مأمورون باتباعه صلى الله عليه و سلم و القتداء له
قال تعالى ( لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة ) .
حلق اللحية تشبه بالكافرين
قال الله تعالى : ( ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون )
و الذين لا يعلمون هم كل من خالف شريعته صلى الله عليه و سلم .. و إن ترك التشبه بالكفار فى أعمالهم و أقوالهم و أهوائهم من المقاصد و الغايات التى أسسها القرآن الكريم , و بينها و فصلها رسول الله صلى الله عليه و سلم , و حققها فى أمور كثيرة من فروع الشريعة : فى الصلاة و الجنائز و الصيام و الأطعمة و اللباس و الزينة و الأداب و العادات و غيرها ..
و قال صلى الله عليه و سلم : ( خالفوا المشركين ; أحفوا الشوارب و أوفوا اللحى ) .
حلق اللحية تشبة بالنساء
قال ابن عباس رضى الله عنهما : ( لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم المتشبهون من الرجال بالنساء , و المتشبهات من النساء بالرجال ) , ولا شك أن مشابهة حالق اللحية للمرأة واضحة !!
فكما أن المرأة إذا اتخذت لحية مصنوعة فى وجهها تكون متشبة بالرجل , فكذلك الرجل الذى يطيح بلحيته التى زينه الله بها قد تشبه بالنساء !!
قال ابن عبد البر : ( و يحرم حلق اللحية , ولا يفعله إلا المخنثون من الرجال ) !!
و أخيراً .. فقد كان السلف رحمهم الله تعالى يرون إعفاء اللحية من الزينة التى زين الله بها الرجال و كرم بها الرجال و كرم بها بنى آدم , كما كانوا يرون فى حلقها مهانة و تعزيراً لا يجوز فعله بالرجل , فكانوا يعزرون بحلق الرأس لا اللحية , لأنهم كانوا يرون حلق اللحية مُثلة - أى تمثيلاً و تشويهاً - للخلقة التى كرمها الله .. فواعجباً من أهل زماننا , يهنئون من يشوه خلقتة , و يحلق لحيتة بقولهم : ( نعيماً ) .
و ختاماً اللهم أرنا الحق حقاً و ارزقنا اتباعه , و ارنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه
و صلى الله عليى سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبى بعده ..
أخى الكريم : لو بحثت فى طول صفحات التاريخ الإسلامى و عرضها لن تجد من أئمة الهدى و مصابيح الدجى من كان يحلق لحيتة , و إنما تسربت إلينا هذه الضلالة و استمرأها بعض المسلمين لما اتصلوا بالكفار حين احتلوا بلادنا , أو حين رحل فريق منا إلى بلاد هؤلاء الكفار فاحتلوا عقولهم , و أعرضوا عن هدى سلفهم الصالح و اتبعوا غير سبيل المؤمنين , و افتتنوا بسنن اليهود و النصارى , فحاكوهم شبراً بشبر , و ذراعاً بذراع , و فى هذه السطور التى نسأل الله أن يجعل فيها نفعاً و بركة محاولة للإلمام بهذه الفريضة التى فرط فيها اليوم أكثر المسلمين , و نسأل الله أن يرد الجميع إلى الحق رداً جميلاً .. و هذا أوان الشروع , فنقول و بالله التوفيق ..
إعفاء اللحية طاعة
فقد قال تعالى ( و ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله و رسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ) و قال عز و جل ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ) ..
و مما أمر به رسول الله صلى الله عليه و سلم إعفاء اللحى , فقد روى ابن عمرو رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه و سلم أمر بإحفاء الشوارب , و إعفاء اللحية .
و عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( جزوا الشوارب , و أرخوا اللحى , و خالفوا المجوس ) .
و لما رأى النبى صلى الله عليه و سلم رسولى كسرى و قد حلقا لحاهما , و أعفيا شواربهما , كره أن ينظر إليهما و قال ( ويلكما , من أمركما بهذا ؟ ) قالا أمرنا بهذا ربنا - يعنيا كسرى - فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : و لكن ربى أمرنى بإعفاء لحيتى و قص شاربى ..
و صيغة الأمر تدل على وجوب امتثاله , بحيث يثاب فاعله , و يعاقب تاركه .
حلق اللحية معصية
قال الله تعالى : ( و من يعص الله و رسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً ) , ( و من يعص الله و رسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها ابداً ) .
و قد تقدم أمره صلى الله عليه و سلم بإعفاء اللحى , و مخالة أمره معصية محرمة , قال تعالى ( و ما أتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا ) و قال ( ما نهيتكم عنه فاجتنبوه ) .
ولا شك أن الأمر بإعفاء اللحى و توفيرها يستلزم النهى عن حلقها و تقصيرها بحيث تكون قريبة إلى الحلق ; و قد روى أن عمر رضى الله عنه و ابن أبى يعلى قاضى المدينة ردا شهادة من كان ينتف لحيته , و قال الغزالى و النووى رحمهما الله تعالى : ( و نتف اللحية فى أول نباتها تشبه بالمُرد - الأمرد هو الفتى فى أول شبابه قبل أن تظهر لحيته - , و هوا من المنكرات الكبار ) .
إعفاء اللحية سُنة محمدية
قال عز و جل : ( لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة )
و قال صلى الله عليه و سلم : ( خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه و سلم )
و قد ثبت فى صفتة الخليقة صلى الله عليه و سلم أنه كان كث اللحية عظيمها حتى أنها كانت تملأ صدره صلى الله عليه و سلم فعن أنس رضى الله عنه قال : ( كانت لحيته صلى الله عليه و سلم قد ملأت من ها هنا إلى ها هنا , و أمر بيده على عارضيه ) .
و كان صلى الله عليه و سلم إذا توضأ أخذ كفاً من ماء فأدخله تحت حنكه , فخلل به لحيته , و فى هذا أحاديث أخرى كثيرة كلها تؤكد أنه صلى الله عليه و سلم كان عظيم اللحية , فيا عجباً ممن يدعون حبه صلى الله عليه و سلم ثم هم لا يحبون صورته !!
بل يفضلون صورة أعدائه !!
و الله تعالى يقول قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله و يغفر لكم ذنوبكم )
و المحبة التى لا تحمل صاحبها على اتباع المحبوب و التشبه به ادعاء للمحبة و ليست بالمحبة !!
و قد قال بعض الصحابة رضى الله عنهم : ( بينما أنا أمشى بالمدينة , إذا إنسان خلفى يقول : ( إرفع إزارك , فإنه أتقى و أنقى ) فالتفت , فإذا هو رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت : يا رسول الله إنما هى بردة ملحاء - أى هى بردة لا قيمة لها ولا ثمن حتى يدخلنى بسببها الكبر و الخيلاء - فقال صلى الله عليه و سلم أما لك من أسوة ؟ قال فنظرت , فإذا إزاره إلى نصف ساقيه ) فيا حليق اللحية : ماذا يكون جوابك إذا أخذت تسرد المعاذير لرسول الله صلى الله عليه و سلم , و هو يقول لك : ( أما لك من أسوة ؟ ) ..
حلق اللحية تطرف و انحراف عن هدى رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال الله تعالى : ( و من يطع الرسول فقد أطاع الله و من تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً )
فإذا كانت سنته الشريفة , و قد قال صلى الله عليه و سلم : ( ... من رغب عن سنتى فليس منى ) .
و قال صلى الله عليه و سلم : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا , فهو رد ) .
و قال صلى الله عليه و سلم : ( ليس منا من عمل بسنة غيرنا ) .
و مر بك أنه لما رأى النبى صلى الله عليه و سلم رسولى كسرى و قد حلقا لحاهما , و أعفيا شواربهما , كره أن ينظر إليهما و قال ( ويلكما , من أمركما بهذا ؟ ) قالا أمرنا بهذا ربنا - يعنيا كسرى - فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : و لكن ربى أمرنى بإعفاء لحيتى و قص شاربى .. فأنت أيها الحليق , ماذا يكون شعورك إذا تأذى رسول الله صلى الله عليه و سلم من رؤية وجهك ؟ بل ماذا يكون جوابك إذا أعرض عنك بوجهه الشريف قائلاً : ويلك ! من أمرك بهذا !
إعفاء اللحية فطرة إنسانية
قال تعالى : ( فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرت الله التى فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله )
و عن أم المؤمنين عائشة - رضى الله عنها - قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( عشرة من الفطرة : قص الشارب , و إعفاء اللحية , و السواك , و استنشاق الماء , و قص الأظافر , و غسل البراجم , و حلق العانة , و انتقاص الماء ) , قال أحد الرواة : ( و نسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة ) .
قال الحافظ السيوطى رحمه الله : ( و أحسن ما قيل فى تفسير الفطرة : أنها السنة القديمة التى اختارها الأنبياء , و اتفقت عليها الشرائع , فكأنها أمر جبلى فطروا عليه ) .
حلق اللحية تغيير لخلق الله سبحانه و تعالى
قال تعالى : ( لا تبديل لخلق الله ) أى لا تغيروا خلق الله ..
و قال تعالى حاكياً عن إبليس قوله : ( و لأمرنهم فليغيرن خلق الله ) و هذا نص صريح فى أن تغيير خلق الله عز و جل بدون إذن من الشرع طاعة لأمر الشيطان , و عصيان للرحمن جل جلاله !
و قال صلى الله عليه وسلم : ( لعن الله الواشمات و المستوشمات , و النامصات و المتنمصات , و المتفلجات للحُسن - المغيرات لخلق الله ) .
لماذا لعن الله سبحانه بحكمته هذه الأصناف من النساء ؟!
ذكر النبى صلى الله عليه وسلم علة لعنهن فى الحديث فقال : ( المغيرات لخلق الله ) .
فحالق اللحية للحسن مغير لخلق الله سبحانه بل دخوله فى الوعيد من باب أولى ..
و حلق اللحية يشتمل على النمص الذى هو إزالة شعر الوجه أو الحاجبين - من المرأة للحسن - و هو فى حق الرجال أقبح !!
إعفاء اللحية من سمت الأنبياء عليهم السلام
لقد دل القرآن العظيم على أن هارون عليه السلام كان موفراً شعر لحيته , و يحكى القرآن قول هارون لموسى عليه السلام - يحد من غضبته !! ( قال يابنؤم لا تأخذ بلحيتى ولا برأسى ) فلو كان حالقاً لما أراد أخوه الأخذ بلحيته .. و قال تعالى بعد أن ذكر أسماء بعض الرسل الكرام و منهم إبراهيم و هارون عليهما السلام : ( أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ) .
فأمر الله نبينا صلى الله عليه وسلم بالأقتداء بهم , و الأمر للنبى صلى الله عليه و سلم أمر لنا لأننا مأمورون باتباعه صلى الله عليه و سلم و القتداء له
قال تعالى ( لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة ) .
حلق اللحية تشبه بالكافرين
قال الله تعالى : ( ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون )
و الذين لا يعلمون هم كل من خالف شريعته صلى الله عليه و سلم .. و إن ترك التشبه بالكفار فى أعمالهم و أقوالهم و أهوائهم من المقاصد و الغايات التى أسسها القرآن الكريم , و بينها و فصلها رسول الله صلى الله عليه و سلم , و حققها فى أمور كثيرة من فروع الشريعة : فى الصلاة و الجنائز و الصيام و الأطعمة و اللباس و الزينة و الأداب و العادات و غيرها ..
و قال صلى الله عليه و سلم : ( خالفوا المشركين ; أحفوا الشوارب و أوفوا اللحى ) .
حلق اللحية تشبة بالنساء
قال ابن عباس رضى الله عنهما : ( لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم المتشبهون من الرجال بالنساء , و المتشبهات من النساء بالرجال ) , ولا شك أن مشابهة حالق اللحية للمرأة واضحة !!
فكما أن المرأة إذا اتخذت لحية مصنوعة فى وجهها تكون متشبة بالرجل , فكذلك الرجل الذى يطيح بلحيته التى زينه الله بها قد تشبه بالنساء !!
قال ابن عبد البر : ( و يحرم حلق اللحية , ولا يفعله إلا المخنثون من الرجال ) !!
و أخيراً .. فقد كان السلف رحمهم الله تعالى يرون إعفاء اللحية من الزينة التى زين الله بها الرجال و كرم بها الرجال و كرم بها بنى آدم , كما كانوا يرون فى حلقها مهانة و تعزيراً لا يجوز فعله بالرجل , فكانوا يعزرون بحلق الرأس لا اللحية , لأنهم كانوا يرون حلق اللحية مُثلة - أى تمثيلاً و تشويهاً - للخلقة التى كرمها الله .. فواعجباً من أهل زماننا , يهنئون من يشوه خلقتة , و يحلق لحيتة بقولهم : ( نعيماً ) .
و ختاماً اللهم أرنا الحق حقاً و ارزقنا اتباعه , و ارنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه
و صلى الله عليى سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم