just a MaN
:: عضو مُشارك ::
- إنضم
- 23 جانفي 2012
- المشاركات
- 101
- نقاط التفاعل
- 0
- النقاط
- 6
معظم العرب يعيشون على اعتقاد بأن الصراع العربي الإيراني هو وليد أحداث ما بعد ثورة الخميني عام 1979 وإسقاط محمد رضا بهلوي
والذي تبعه عداء إيراني للعرب - الذين كانوا على تأييد كامل للثورة الخمينية-.. خلفية هذا العداء بدأت بالموقف الإيراني من مصر عندما آوت الشاه الإيراني
تمامًا كما حدث عندما آوت المملكة بن علي فكشّر المواطن التونسي عن أنيابه وبدأ بنثر عبارات الكراهية للمملكة العربية السعودية.
حاول جلاوزة النظام الإيراني الثوري الجديد إستعادة الشاه محمد رضا بهلوي بشتى الطرق وفشل ذلك وبدأت سلسلة العداء الحديثة
التي يعتقد الكثير من العامّة أنها بداية الخلاف مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية .. وبعد ذلك بأعوام اشتبكت إيران مع الرئيس العراقي صدام في حرب لمدى 8 أعوام
وكان الدعم الخليجي في مقدمة الوسائل التي استعان بها صدام حسين في الحرب العراقية على إيران, وبالأخص الملك السعودي فهد بن عبدالعزيز
الذي سخّر أمواله وأسلحته للنظام العراقي لصد القوى الإيرانية عبر الدرع العربي العراقي الذي شكّله صدام في مجابهة إيران كأقوى جيش عربي كامل العتاد .
تلى ذلك في عام 1987 قبل نهاية الحرب تسلل إيراني للأجواء السعودية ..عبر مقاتلات جوية .. وتم إسقاط طائرتين إيرانيتين وصرّح الملك فهد بذلك في وسائل الإعلام.
وابتدأت القضية -حديثة الهيئة-, وهي تحمل الكثير من المعطيات التاريخية في طيّاتها .
في الجاهلية
قبل المولد النبوي وفي العهد الجاهلي .. كانت الجزيرة العربية تحكمها قبائل نجد والحجاز واليمن وجنوبها .. وهو
حكم همجي لا دستور له ولا حصاد وعدة, سوى الشعر والفروسية
, وكان من سوء أو حسن حظ هذه المملكة الخنفشارية أنها متاخمة لأكبر مملكتين تاريخيتين فارس والروم .. وكان ملوك العرب المناذرة هم عمّال فارس في واقع الأمر,
أما عمّال الروم والملوك العرب في الجانب الشمالي الغربي هم الغساسنة .
كان المناذرة هم حلقة الوصل بين رعاع العرب - على وصف أهل فارس - وبين الملوك المبجلين كسرى وحاشيته .. والذي كان في عراكٍ مستمر مع مملكة الروم
وهي طرف الرهان الثاني في تسيّد الشرق من هذه المعمورة .
ربما أوصاف فارس كمملكة اعتلت فوق العرب لقرون لا تتسق مع ما نحن عليه منذ قرن الإسلام والرسالة - على صاحبها الصلاة والسلام-
فبالفعل لم تكن الجزيرة العربية بالشيء المغري لا للنفوذ ولا للصراع والمقاتلة وتُركَت بما فيها من العرب المعتركين فيما بينهم أصلاً.
ولم يكن أي تدخل في تلك البقعة - جزيرة العرب - إلا لتأديب الأوباش أو اللصوص المارقين والمتمرّدين على الأنظمة العالمية في تلك الحقبة " فارس والروم "
يقال أنّ كسرى أرسل قافلته للتجارة في اليمن مرة .. وهاجمتها قبائل تميم ونهبتها .. مما حدى بكسرى أن يرسل المكعبر الفارسي وهو أحد القادة الفرس
الذي اشتهر عند العرب باسم " ذو الأكتاف " لكثرة التمثيل بالقتلى وإفتكاك أكتافهم ... فخرج إلى الخليج - الفارسي في تلك الحقبة - ودخل من نواحي القطيف
وقتل خلقًا من العرب أكثرهم من بني تميم حتى قيل أنه كاد أن يبيد القبيلة عن بكرة أبيها لولا لطف الله .
ذو الأكتاف القائد الفارسي المشهور كوّن لنفسه وجودًا في هجر ( الأحساء ) وأسس جزءًا من قاعدته الجديدة في جزيرة العرب .
ولم يدّخر جهدًا في قتل العرب حول منطقته الجديدة التي طهرها تمامًا من أوباش العرب الذين كانوا على عراكٍ معه .
عهد الخلافة الراشدة
عندما أسس النبي محمد عليه الصلاة والسلام الدولة الإسلامية الجديدة بعد فتح مكة والطائف والغزوات المباركة ..
أخذ جزيته من نصارى نجران
وأخذ جزيته أيضاً من " مجوس هجر والبحرين " وقد كان في المنطقة الشرقية من الجزيرة نفوذًا فارسيًا ثقافيًا وعقائديًا أثّر على العرب في تلكم المناطق
إلى أن هدى الله أهلها للإسلام في عهد الخلافة الراشدة .. لكن ذلك التأثر كان أمرًا حتميًا على العرب الذين أجبروا على ذلك في عهد ذو الأكتاف ومن تبعه
وخصوصًا بالنظر إلى جغرافيّة المنطقة التي كانت تتبع فارس بشكل مباشر أو بشكل متدرج عبر المسطّح المائي المسمّى بالخليج الفارسي.
بدأ في عهد عمر بن الخطاب العراك الحقيقي بين العرب والفرس بعد أول نصر جاهلي في يوم ذي قار المعروف .. وكان الفرس هم أول من بدأ بالمناوشة
ومما يُذكر أن لعمر بن الخطاب مقولته الشهيرة في شأن فارس : لو أنّ بيننا وبين فارسٍ جبلٌ من نارٍ فلا يأتونا ولا نأتيهم .. كان تحاشي عمر لهذه المملكة
هو نوع من إحترام الخصم اللدود للعرب منذ العصور السالفة .. حتى أن الله في القرآن قال : " غُلِبَت الروم " ولم يقل : إنتصرت فارس
ففارس كانت ديانة وضعية وليست سماوية .. وفي ذات الوقت جاء ذكر الروم بالرغم من هزيمتهم لميل نفوس العرب لهذه المملكة
على طريقة : عدو عدوي .. صديقي ! .. فقال الله مخاطبًا إياهم يطمئنهم على من يميلون له : " وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ "
توالت إنتصارات الفاروق رضي الله عنه على مملكة فارس التي احترمها احترام الخصوم فقضى على الهرمز ورستم وكسراهم وأنهى عصور التسلّط الفارسي
والرومي على حدٍ سواء ليعلن للعالمين المجد الإسلامي والإمبراطورية الجديدة التي ستحكمهم.. فيُقتل بعد ذلك عمر بخنجر ( الفارسي ) أبو لؤلؤة المجوسي .
وقد كان تعاونًا فارسيًا بين ثلاثة غلمان فُرس اكتسبهم المسلمون من الإنتصارات في بلاد فارس .
في العصر الأموي بدأ الإختلاط العربي الفارسي كنوع من المعايشة البسيطة بينهما بلا أية ضغائن ولا أحقاد .. لكن ذلك أثّر على جودة اللغة العربية وحسن مخارجها
فأصبح اختلاط العرب بالأعاجم إشكالية كُبرى واجهتهم منذ عصر الخلافة الراشدة والتي حذّر منها عمر قبل ذلك .. وتحدث عنها علي بعده
فجاء أبو الأسود الدؤلي إلى زياد بن أبيه في عهد بني أمية وهو والي العراقين يومئذ، وقال له: أصلح الله الأمير، إني أرى العرب قد خالطت هذه الأعاجم وتغيرت ألسنتهم، أفتأذن
لي أن أضع للعرب ما يعرفون أو يقيمون به كلامهم؟ قال: لا، فجاء رجل إلى زياد وقال: أصلح الله الأمير، توفي أبانا وترك بنون، فقال زياد: توفي أبانا وترك بنون!! ادعوا لي
أبا الأسود، فلما حضر قال: ضع للناس الذي نهيتك أن تضع لهم.
هنا كانت المشكلة العربية الفارسية في العصر الأموي وربما هي أخف المشاكل والتي تعاطى معها أبو الأسود الدؤلي ليضع القواعد والأسس للغة العرب
خوفًا من خلط الكلمات الفارسية وغلبتها على اللغة ومن ثمّ ضياع لغة العرب .
الدولة العباسية :
بدأ العراك العربي الفارسي في عهد بني العباس مبكّرًا .. فقد قامت دعوة بني العباس على أطراف من البيت
العباسي يضارعهم في ذلك القائد الفارسي الكبير أبو مسلم الخراساني.
وعندما استقرت الأمور في يد أبو العباس السفاح .. ظهر الخلاف جليًا بين قطبي العرب وفارس المتمثل في الجانب العربي لأبو جعفر المنصور, والجانب الفارسي
بقيادة أبو مسلم الخراساني ... كان أبو جعفر قوميًا عربيًا يمجّد العرب في ذاته ويحفظ لهم هيبتهم وكرامتهم ويخشى مخالطة الأعاجم لدولة قومه الفتيّة.
وكثيرًا ما كان يحذّر أخيه السفّاح من أبو مسلم إلا أن السفاح كان يقرّب أبو مسلم أكثر منه .. وهذا ما جعل غيظ أبي جعفر يتميّز أكثر من ذي قبل
وقيل أنّ أبو مسلم قدم مرة على السفاح وقال له أن العرب في نواحي العراق عاثوا فسادًا واشاعوا الفتن وهاجموا الفرس .. فقال له السفاح : اذهب ولا تدع فيها من يتحدّث العربية
ومن مقالة السفاح يتضح أنه كان يقصد " متمردي العرب " لكن ابو مسلم كان كالذي يريد ذلك النص .. فذهب إلى تلك المنطقة وأباد عربها عن بكرة أبيهم نساءً وأطفالاً وشيوخ
الأمر الذي أثار غضب أبو جعفر المنصور فأبقى شأنها في صُرّته التي أعدّها للخراساني يوم حسابه؛ ودارت الأيام بدورتها حتى تولى أبو جعفر المنصور أمر الدولة الفتية
فاستقدم أبو مسلم الخراساني من مكانه .. فجاءه طائعًا ودخل عليه بعد أن نزع سلاحه ودخل على أمير المؤمنين أبي جعفر
إلا أن الأمير العباسي شدّد في تفتيشه فوجد بين رداءه خنجرًا يخفيه .. وبدأ باستجوابه وقال له في القول الشهير :
سبقت موكبي في الحج
وقتلت سليمان بن كثير ( عربي )
وابراهيم بن ميمون ( عربي
وقتلت خلقًا من العرب غيرهم
فقال أبو مسلم "لأنهم عصوني وخالفوا أمري"
وعندها استشاط غضبًا، وقال له "أنت تقتل إذا عصيت وأنا لا أقتلك وقد عصيتني!؟ "
فقال له أبو مسلم "استبقني لأعدائك يا أمير المؤمنين"
فقال المنصور "وأي عدو لي أعدى منك" ثم صفق بيديه فخرج الحراس وقتلوا أبو مسلم
انتهى صراع القادة العرب والفرس في حقبة بني العباس, إلا أن ثورات كثيرة قامت على هذا النحو, واغتيالات كبرى لعل أبرزها اغتيال الأديب الفارسي عبدالله بن المقفع
والذي كتب رسالة الأمان التي أخذ فيها أمان علي بن عبدالله - عم أبو جعفر المنصور- من ابن اخيه ابو جعفر .. وقتل بسبب هذه الرسالة التي كتبها آخذًا أمان عم الأمير
والذي سيقتل بعد وصوله لابن اخيه فيما سيقتل أيضًا كاتب رسالة الأمان - ابن المقفع -
تلت ذلك فترة طويلة من الصراعات الجسدية, لكن بتبعية ثقافية ومرجعية تامة من قبل الفرس إلى العرب .
فقد أقرّ الفرس بفضل آداب العرب وعلومهم وأنها الأصل في ثقافتهم وآدابهم ولعل ناصر خسرو البلخي دليل على ذلك حيث كتب قصيدة يتمنى أن يكون عربيًا
ويفضّل العرب على غيرها من الأمم .. أصبحت المفردات العربية على الألسنة الفارسية وأصبحت الأبجدية الفارسية عربية واستعارت الكثير من الضمائر والمفردات من العرب
وعاشت تبعية شبه كاملة للعربية لغة وثقافة وهوية
الشاهنامة وإسماعيل الصفوي
فترة الصفوية هي فترة التشيّع الإجباري التي ضربت أجزاء إيران, والتي تكوّنت بخلفية شيعية مقاومة لتسنّن
الدولة العثمانية المتاخمة لها
كنوع من الخلاف الثقافي والشكلي والسياسي بين الدولتين؛ نشأت الدولة الصفوية نشأة معادية للعرب بشكل مبالغ فيه
وطالب أدباؤهم بالعودة إلى المجد الفارسي القديم .. مجد كسرى ورستم, وتحقير العرب الأذلاء في تلك العصور .. وسعوا في بثّ ذلك
وتكوين قوميّ’ فارسية مناهضة لكل العرب .. وقد جاء من قبل هذا المد الصفوي الكاتب الفارسي المعروف " فردوسي " الذي ألّف الكتاب الشهير " شاهنامة"
أو كتاب الملوك .. وهو عبارة عن ملاحم شعرية وأسطورية بشخصيات فارسية كاسفنديار ورستم والعفريت الابيض والقتال فيما بينهم, وهذا الكتاب هو
أحد المراجع الفارسية التي أخذت على عاتقها تحقير العرب وذمهم .. ووضع فارس في مقدمة الأمم حيث يقول كاتب هذا الكتاب
بأن : " في الفترة التي يأكل بها العربي الضباب والجراد في الصحراء, يشرب الكلب في بلاد فارس الماء البارد من النهار البارد "
وقد قاومت الدولة الصفوية العرب في الأحواز والعراق مدة طويلة .. وظلوا على خلاف طويل وكره مستمر ومتجدد واقتتال لا يعرف رحمة
إيران البهلوية
هي آخر فترة حكم وراثية في إيران وبالرغم من ذلك كانت فترة قوية وفيها صدامات مع العرب خصوصًا رضا
بهلوي الذي أسس إيران البهلوية
وقام في عام 1925 باحتلال الأحواز بعد أن احتال على أميرها خزعل الكعبي وأخذه في مركبه واسره في طهران وعينه أميرًا على الأحواز تحت حكمه
وانتهى تأسيس إيران القديمة إلى اليوم ثم جاء من بعده إبنه محمد رضا بهلوي المشهور بمظاهر الترف والخيلاء واستطاع في عام 1971 أن يحكم سيطرته على الجزر
الإماراتية المعروفة في الخليج " طنب الكبرى, طنب الصغرى, أبو موسى " لتصبح جزء من الأراضي الإيرانية منذ 40 عام وحتى اليوم
تقام فيها اليوم بعض مباريات الدوري الإيراني " نكاية في العرب " ليس إلا .. وقد كان على خلاف كبير مع صدام حسين الرئيس العراقي السابق
ثم انتهت في إحدى المؤتمرات القضية العراقية الإيرانية الخاصة بـ بهلوي وصدام .. ليبدأ عصر الثورة الخمينية .
ثورة الخميني
أنهى الثوريون حكم البهلويين في إيران وابتدأ عصر جديد في إيران بدساتير مختلفة وأساليب جديدة لكنها تحمل في طيّاتها ذات الكره الذي حملته سلفاتها التاريخية.
الجدير بالذكر أن إيران عندما بدأت ثورتها عام 1979 وجدت دعم لوجستي كبير من معظم الدول العربية, بل أن المملكة دعمت إيران
فيما يخص البترول المكرر لتستمر الحياة في إيران التي ستعمّر أراضيها من جديد وفق ما يقتضيه النظام الثوري
والذي درس المنطقة جيّدًا كما يبدو .. فهو ليس بالدولة الضعيفة ويحمل بين أرضه وسمائه 74.196.000 نسمة قادرة على صنع الفرق
ناهيك عن الامتداد الجغرافي الذي شمل أراضي العراق فعليًا, والبحرين والكويت على شكل شبكات تجسسية وربما وصل إلى المملكة شرقًا وغربًا
إن قضية التخطيط لاغتيال السفير السعودي في أميركا ليست قضية هينة وليست مفاجئة في نفس الوقت فالمعطيات التاريخية والثقافية
والتي سردنا جزءًا قليلاً منها كلها تشير إلى ورود كل الإحتمالات الشريرة التي تخطط لها إيران حسب قوميّتها الفارسية
فإيران الشيعية تستخدم تشيّعها على شكل حصان طروادة يثبت دعائمها في المنطقة العربية دون أي صدّ مباشر من العرب
ناهيك عن تحالفاتها التاريخية مع إسرائيل ومع أميركا وبريطانيا ضد العرب .. فهي الدولة الأعجمية بين الكتل العربية الأخرى
محمد جواد لاريجاني أحد قادة النظام الإيراني اليوم .. وضع خطة " خمسينية " ونظرية بمسمّى نظرية أم القرى
فحوى النظرية يقول بأنه يجب أن تحوّل أنظار المسلمين إلى "قُم" كقبلة مركزية لهم بدلاً من مكة .
المرجعية الشيعية الإيرانية قتلت المرجع الشيعي العربي محمد باقر الصدر بعد أن علمت بأنه ينوي تحويل المرجعية إلى العرب
بعض الشيعة بدأ يفطن للدور الفارسي في العراق على أنه دور إمبريالي توسّعي لا يهتم بالمذهب الشيعي أصلاً بقدر اهتمامه بالثروات الطبيعية والسكانية للعراق
وإننا إذ ندد بالدور الفارسي فنحن نشيد بابن سينا, والكسائي, وابن المقفع, والبخاري, والرازي, وعمر الخيام, وسيبويه والخوارزمي
الذين نشروا العلم " عربيًا " في أقطار العالم .. لكن الموضوع يقول أن ثمة صراع فارسي عربي .. وهو المبحث فلا تعميم ولا تخصيص .