just a MaN
:: عضو مُشارك ::
- إنضم
- 23 جانفي 2012
- المشاركات
- 101
- نقاط التفاعل
- 0
- النقاط
- 6

يُروى في التراث الصيني .. أنَّ مزارعاً فقيراً كان يملك حصاناً , وكان أهل القرية كذلك مزارعين فقراء , ولكنّهم لا يملكون أي حصان , وفي ذات صباح تجمّع أهل القرية عند المزارع الفقير وقالوا له :
ما أسعدك ! ما أسعد حظّك ! كلنا لايملك حصاناً وأنت تملكه يساعدك في الزرع ويحملك حيث تريد.
فالتفت إليهم المزارع -باسماً- وقال : ربّــما .
وفي ذات صباح , اختفى حصان الرجل الفقير , فتجمّع أهل القرية فقالوا للمزارع : يامسكين , ياتعيس الحظّ , هرب حصانك , هرب الذي كان يساعدك , ما أسوأ حظّك .
فالتفت إليهم المزارع -باسماً- وقال : ربّــما .
وفي فجر صباح الغد , رجع الحصان وبصحبته حمار وحشيّ قد أَلِف حصان المزارع .
فتجمّع أهل القرية عند المزارع فقالوا : ماهذا الحظّ العظيم ! يالك من محظوظ , قد صار عندك حصانان.
فالتفت إليهم المزارع -باسماً- وقال : ربّــما .
وفي مغرب ذلك اليوم وعند انتهاء العمل , أحبَّ الابن الوحيد للمزارع أن يركب الحصان الوحشيَّ ليتألّفه ,فامتطى ظهره , وماهي إلا خطوات حتى هاج الحصان وسقط الابن وكُسرت يده , فأتى
أهل القرية للمزارع قائلين : يا لحظّك العاثر , ابنك - وحيدك- كُسرت يده , من سيساعدك في حراثة الأرض ؟ من سيشاركك العمل بعده ؟ يا لك من مسكين .
فالتفت إليهم المزارع -باسماً- وقال : ربّــما .
وتمضي أيام قليلة .. وإذا بالجيش الصيني داهم القرية وأخذ كل شبابها , إنه يتأهّب لخوض حرب قادمة لعدو قريب يتربَّص , دخل أفراد الجيش بيوت الفقراء , أخذو كل الشباب ولم يتركوا أحداً ,لكنهم عندما دخلوا بيت المزارع الفقير , وجدوا ابنه مكسور اليد , قد لُفَّت يده بجبيرة , فتركوه.
فتجمَّع أهل القرية عند المزارع وقالوا : لم يتركوا شاباً من شبابنا إلا وأخذوه. ما تركوا أحداً ! إلا ابنك . ما هذا الحظ العجيب !! .
فالتفت إليهم المزارع -باسماً- وقال : ربّــما .
لاتخلو حياة الإنسان من المصاعب والقضايا والعقبات , يكمن السرّ في تلك اللمسة الخاصة التي نضيفها على تلك العقبات . ننظر لتلك العقبات بعين المسبتشر بالخير , أو بعين المتشائم بالشر ؟ .
جان جاك روسو الفاشل في حياته والفقير الذي لم يصادف أي نجاح قبل الأربعين من عمره , الخجول الأبكم في حضور أصدقاءه ومحبّيه ,يقول روسو في كتابه " اعترافاتي " : (البيئة هي المسؤولة عن صباي الشقي المنكود . وأنا لست مسؤولاً عن ذلك ) . وكان كسله الفطري وحساسيته المفرطة يشتركان في المسؤولية أيضاً .
حاول روسو أن يبتدع نهجاً جديداً للنوتة الموسيقية وفشل فشلاً ذريعاً , وبخجل وتردد وصل إلى صالونات باريس المتألقة . فقد حصل على وظيفة سكرتير لسفير فرنسا لدى البندقية , لكنه فشل فشلاً تاماً في منصبه , إذ اتهم روسو رئيسه السفير بالحماقة والغباء , بينما اتهمه السفير بأنه رجل قليل الأدب ومتغطرس لا يطاق . ويبدو أن قدر روسو مليء بالمصاعب ؛ حيث كانت شخصيته بالغة التعقيد وصعبة للغاية ومضطربة عقلياً (Pyscopathic) . وهكذا وجد روسو بعد طرده من وظيفته أن سنوات أخرى من الإحباط وخيبة الأمل بإنتظاره .
ومع ذلك -بالرغم من حساسيته الفائقة - , كان باستطاعته دائماً أن يكتب . ولا خلاف أن وصفه للطبيعة والحياة الباطنية قد أضاف بعداً جديداً للنثر الأوروبي .
ليكون بعد سنوات أشهر من كتب في السياسة والاجتماع وكتابه الشهير " العقد الاجتماعي" يعد أبرز المؤلفات التي أبرزها عصر التنوير الأروربي .
يقول ويليام جايمس : " عاهاتنا تساعدنا إلى حد غير متوقع , ولو لم يعش دوستيوفسكي وتولستوي حياة أليمةً لما استطاعا أن يكتبا رواياتهما الخالدة , فاليتم , والعمى , والغربة , والفقر , قد تكون أسباباً للنبوغ والإنجاز , والتقدم والعطاء " .
تقول هيلين كيلر - العمياء الصمّاء البكماء - : " عندما يوصد في وجهنا أحد أبواب السعادة تنفتح لنا العديد من الأبواب الأخرى , لكن مشكلتنا أننا نضيع وقتنا ونحن ننظر بحسرة إلى الباب المغلق , ولا نلتفت لما فُتح من الأبواب " .
أما زلنا نسمي هؤلاء (معاقون) رغم كل هذا الإنجاز ؟
الإعاقة الحقيقية هي أن تصدق أنك معاق (د. سعد الكريباني)
يقول الدكتور عائض القرني(لاتحزن)
يوم تجد في حياتك فراغاً فتهيّأ حينها للهمّ والغمّ والفزع ؛لأن هذا الفراغ يسحب لك كل ملفات الماضي , والحاضر , والمستقبل من أدراج الحياة . ونصيحتي لك ولنفسي أن تقوم بأعمال مثمرة بدلاً من هذا الاسترخاء القاتل ؛لأنه وأدٌ خفي وانتحارٌ بكبسول مسكِّن .
الراحة غفلة , والفراغ لص محترف , وعقلك هو فريسة ممزَّقة لهذه الحروب الوهمية .
اذبح الفراغ بسكّين العمل ويضمن لك أطباء العالم 50% من السعادة مقابل هذا الإجراء الطارئ فحسب, انظر إلى الفلاحين والخبازين والبنّائين يغردون بالأناشيد كالعصافير في سعادةٍ وراحةٍ وأنت على فراشك تمسح دموعك وتضطرب ؛لأنَّك ملدوغٌ .
يتبع