الحجاب على ضوء المذاهب الأربعة

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,286
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر
الحجاب (نظرة موضوعية)





فرض الله تعالى الحجاب على المرأة المسلمة تكريما لها ، و حفاظا على مكانتها السامية من أن تمس بسوء من الفساق و أشباه الرجال . كما أن الحجاب يمنع من وقوع الرجال في فتنتهن ، و يحفظهن من الأذى المترتب على ذلك .
ففي الإسلام يجب على كل امرأة مسلمة أن تلبس الحجاب الشرعي أمام الرجال الأجانب ، و هم جميع الرجال باستثناء المحارم ،

و هم :


1ـ الآباء 2 ـ الأجداد 3 ـ آباء الأزواج 4 ـ أبناء الأزواج 5 ـ أبنائهن 6 ـ الأخوة 7 ـ أبناء الأخوة 8 ـ أبناء الأخوات 9 ـ الأعمام 10 ـ الأخوال 11 ـ المحارم من الرضاع
كما ورد فى الاية الكريمة

{وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
النور31


و تحرم مخالفة شرط من شروط الحجاب الشرعي الثمانية أينما وجد الرجال الأجانب . فبعض النساء يرتدين حجابا شرعيا خارج بيوتهن ، و لكنهن يخالفن بعض هذه الشروط أمام بعض أقاربهن كأبناء أعمامهن ، أو أبناء أخوالهن فيغطين رؤوسهن ، و لكنهن يلبسن لباسا محددا للجسم كالبلوزة مثلا ، فيقعن بذلك في الحرام و الإثم .




و شروط الحجاب الشرعي هي :


الشرط الاول

أن يكون ساترا لجميع العورة

أجمع أئمة المسلمين كلهم ـ لم يشذ عنهم أحد ـ على أن ما عدا الوجه و الكفين من المرأة داخل في وجوب الستر أمام الأجانب .

قال الجزيري في كتابه الفقه على المذاهب الأربعة ج 5 / ص 54 :

( عورة المرأة عند الشافعية و الحنابلة جميع بدنها ، ولا يصح لها أن تكشف أي جزء من جسدها أمام الرجال الأجانب ، إلا إذا دعت لذلك ضرورة كالطبيب المعالج ، و الخاطب للزواج ، و الشهادة أمام القضاء ، و المعاملة في حالة البيع و الشراء ، فيجوز أن تكشف وجهها و كفيها . و عورة المرأة عند الحنفية والمالكية جميع بدن المرأة إلا الوجه و الكفين ، فيباح للمرأة أن تكشف وجهها و كفيها في الطرقات ، و أمام الرجال الأجانب . و لكنهم قيدوا هذه الإباحة بشرط أمن الفتنة . أما إذا كان كشف الوجه و اليدين يثير الفتنة لجمالها الطبيعي، أو لما فيهما من الزينة كالأصباغ و المساحيق التي توضع عادة للتجمل أنواع الحلي فإنه يجب سترهما ) .

و كذا ورد في كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للدكتور وهبة الزحيلي ج 1 / ص 585



.أما تفصيل أقوال الفقهاء فى هذا الشرط فهي كالتالي :


1 ـ الحنفية

قال ابن عابدين ( المتوفى سنة 1200 هـ ) في كتابه رد المحتار ج 1 / ص 272 :

( تمنع المرأة الشابة ، و تنهى عن كشف الوجه بين الرجال لا لأنه عورة ، بل لخوف الفتنة ، أي : تمنع من الكشف لخوف أن يرى الرجال وجهها ، فتقع الفتنة لأنه مع الكشف قد يقع النظر إليها بشهوة )

و قال الزيلعي ( المتوفى سنة 700 هـ ) في كتابه البحر الرائق / كتاب الصلاة :

( تمنع المرأة الشابة من كشف وجهها بين الرجال في زماننا للفتنة )

وقال الطحطاوي في حاشيته على مراقي الفلاح ص( 131 ) :

(و مَنْعُ الشابة من كشفه لخوف الفتنة ،لا لأنه عورة )



2 ـ المالكية

قال الدسوقي ( المتوفى سنة 1230 هـ ) في حاشيته على الشرح الكبير للدردير ج 1 / ص 200 :

(يجب ستر وجه المرأة و يديها إذا خيفت الفتنة بكشفها )

وقال الدردير ( المتوفى سنة 1201 هـ ) في كتابه الشرح الصغير/باب الصلاة :

( عورة المرأة مع رجل أجنبي منها أي : ليس بمحرم لها جميع البدن غير الوجه و الكفين ، و أما هما فليسا بعورة ، و إن وجب عليه سترهما لخوف الفتنة ) .

و قال محمد الخطاب ( المتوفى سنة 954 هـ ) في مواهب الجليل شرح مختصر خليل /كتاب الصلاة :

(إن خشي من المرأة الفتنة يجب عليها ستر الوجه و الكفين )

و قال القرطبي في تفسيره:ج 12 / ص 229: قال ابن خويز منداد ـ و هو من علماء المالكية ـ:

المرأة إذا كانت جميلة ،و خيف من وجهها وكفيها الفتنة ،فعليها ستر ذلك



3 ـ الشافعية


قال الباجوري في حاشيته ج 1 / ص 141 :

(عورة المرأة جميع بدنها عند الرجال الأجانب)

و في تحفة الحبييب

(عورة المرأة بحضرة الأجانب جميع بدنها )

وقال الشرواني في حاشيته على تحفة المحتاج/ باب شروط الصلاة :

(عورة المرأة بالنسبة لنظر الأجانب جميع بدنها حتى الوجه و الكفين)



4 ـ الحنابلة

قال البُهوتي في كتاب كشاف القناع / باب الصلاة :

( و الكفان و الوجه من المرأة البالغة عورة خارج الصلاة )

و قال المرداوي في كتابه الإنصاف :

( المرأة كلها عورة حتى ظفرها ) ،

وكذا ورد في كتاب المبدع شرح المقنع لإبراهيم بن مفلح المقدسي / كتاب الصلاة .

و جاء في كشف المخدرات شرح أخصر المختصرات:

( كل المرأة البالغة عورة حتى ظفرها و شعرها مطلقا ، إلا وجهها في الصلاة ) .



و هكذا ، فقد ثبت بالإجماع عند جميع الأئمة

( سواء منهم من يرى أن وجه المرأة عورة كالشافعية و الحنابلة ، و من يرى منهم أنه غير عورة كالحنفية و المالكية ) أنه يجب على المرأة أن تستر وجهها عند خوف الفتنة بأن كان من حولها من ينظر إليها بشهوة . كما أنهم اتفقوا على جواز كشف المرأة وجهها ترخصا وضرورة كتعلم، أو تطبب ، أو عند أداء شهادة ، أو تعامل من شأنه أن يستوجب شهادة .




الشرط الثانى


ألا يكون زينة في نفسه، أو مبهرجا ذا ألوان جذابة تلفت الأنظار،

لقوله تعالى:{ و لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها } [ النور :31 ]
و معنى {ما ظهر منها} أي بدون قصد ولا تعمد ،

فإذا كان في ذاته زينة فلا يجوز إبداؤه ،و لا يسمى حجابا ،لأن الحجاب هو الذي يمنع ظهور الزينة للأجانب.فأين هذا الشرط مما تفعله المتحجبات المتبرجات بأنفسهن ؟فعلى من يريد أن ينسب حقا إلى الحجاب الشرعي أن يراعي فيه أن يكون من لون داكن،وأفضل الألوان لذلك اللون الأسود لأنه أبعدها عن الزينة و الفتنة ،كما يجب أن يكون خاليا من الزخارف و الوشي مما يلفت النظر




الشرط الثالث


أن يكون سميكا لا يشف ما تحته من الجسم ،

لأن الغرض من الحجاب الستر ، فإن لم يكن ساترا لا يسمى حجابا لأن لا يمنع الرؤية ، و لا يحجب النظر ،

لقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم :
( صنفان من أهل النار لم أرهما بعد : نساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ، و لا يجدن ريحها ، و إن ريحها ليوجد من مسيرة كذا و كذا ..)
و في رواية مسيرة خمسمائة سنة .

و معنى قوله صلى الله عليه وسلم : ( كاسيات عاريات ) أي :كاسيات في الصورة عاريات في الحقيقة لأنهن يلبس ملابس لا تستر جسدا ، و لا تخفي عورة . و الغرض من اللباس الستر ، فإذا لم يستر اللباس كان صاحبه عاريا .

و معنى ( مميلات مائلات ) : مميلات لقلوب الرجال مائلات مشيتهن يتبخترن بقصد الفتنة والإغراء .و معنى (كأسنمة البخت) أي : يصففن شعورهن فوق رؤوسهن حتى تصبح مثل سنام الجمل،وهذا من معجزاته صلى الله عليه و سلم



الشرط الرابع

أن يكون فضفاضا غير ضيق ولا يجسم العورة ولا يظهر أماكن الفتنة في الجسم ،

وذلك للحديث السابق عن(الكاسيات العاريات) و ما تفعله بعض المتحجبات من ارتداء ملابس محددة للخصر و الصدر كالبلوزة و التنورة ، و لو كانت طويلة ، لا يفي بشروط الحجاب الصحيح



الشرط الخامس

ألا يكون الثوب معطرا ،

لأن فيه إثارة للرجال، فتعطر المرأة يجعلها في حكم الزانية ،

لقوله صلى الله عليه وسلم :
(كل عين زانية ، و المرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي كذا و كذا يعني زانية )
رواه الترمذي .

أي كالزانية في حصول الإثم لأنها بذلك مهيجة لشهوات الرجال التي هي بمنزلة رائد الزنا .



الشرط السادس

ألا يكون الثوب فيه تشبه بالرجال ، أو مما يلبسه الرجال

للحديث الذي رواه الحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه :

( لعن النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة ، و المرأة تلبس لبسة الرجل ) ،

وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري و الترمذي و اللفظ له :

( لعن الله المخنثين من الرجال ، و المترجلات من النساء )

أي المتشبهات بالرجال في أزيائهن و أشكالهن ، كبعض نساء هذا الزمان .



الشرط السابع

ألا تشبه زي الراهبات من أهل الكتاب ، أو زي الكافرات ،

و ذلك لأن الشريعة الإسلامية نهت عن التشبه بالكفار ، و أمرت بمخالفة أهل الكتاب من الزي و الهيئة ،

فلقد قال صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو بن العاص حينما رأى عليه ثوبين معصفرين ـ مصبوعين بالعصفر ـ :
( إن هذا من ثياب الكفار فلا تلبسهما )
رواه مسلم .



الشرط الثامن

ألا يكون ثوب شهرة ،

لقول صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن ماجه :
( من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة )

و ثوب الشهرة هو الثوب الذي يقصد بلبسه الاشتهار بين الناس كالثوب النفيس الثمين الذي يلبسه صاحبه تفاخرا بالدنيا و زينتها ، و هذا الشرط ينطبق على الرجال و النساء ، فمن لبس ثوب شهرة لحقه الوعيد إلا أن يتوب رجلا كان أو امرأة .



و الشروط الثلاثة الأخيرة يجب أن تتقيد بها المرأة المسلمة سواء كانت في دارها ، أو خارجة عنه ، و سواء أكانت أمام أجانب عنها أم محارم . فالواجب على المرأة المسلمة أن تحقق كل هذه الشروط في حجابها ، و كذلك يجب على كل مسلم أن يتحقق أن هذه الشروط متوفرة في حجاب زوجته ، و كل من كانت تحت ولايته ،

و ذلك لقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري :
( كلكم راع ، و كلكم مسؤول عن رعيته ) ،
كما عليه أن يعود بناته منذ سن العاشرة على ارتداء الحجاب الشرعي ،


و ليتذكر قوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الحاكم:
( الحياء و الإيمان قرنا جميعا ، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر ).

و ليتذكر أخيرا قول الله تعالى :
{ فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم }
[ النور : 63 ] .
 
أين نحن من هذآ الحجآب ,,
اللهم ثبتنآ ,, اللهم ثبتنآ ,, اللهم ثبتنآ ,,
بآركـ الله فيكـ أخي ~
 
اللهم أاامين.
نسأل الله عز و على أن يهديي أخواتنا الى الحجاب الشرعي، و أن يرزقهن الحشمة والعفاف و أن يكفيهن بحلاله عن حرامه و بفضله عمن سواه.
 
آخر تعديل:
جزاكم الله خيرا

نحن بحاجة الى هذا الموضوع
خاصة اعضاء ركن الازياء والاناقة حيث ثبتوا موضوع */* موديلات الحجابات . . .

ونحن نعلم ان الحجاب سترة وعفة وطهارة وليس ازياء

لما نقتدي بالتركيات في حجابهن ولا نقتدي بزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم

نحتاج نصيحتكم حفظكم الله:...
 
اشكرك جزيل الشكر اخي على هذه التوضيحات الشاملة الكافية
فعلا لم يبق لنا اي حجة لعدم ارتداء الحجاب الشرعي الصحيح
الله ارزقنا الهدى و التقى و العفاف و الحياء و زينا بالحجاب الشرعي
يبقى عندي سؤال:
لا باس اذا كان حجابي ليس جلباب؟المهم انه يلتزم بشروط الحجاب الشرعي؟؟
بارك الله فيك
 
جزاكم الله خيرا

نحن بحاجة الى هذا الموضوع
خاصة اعضاء ركن الازياء والاناقة حيث ثبتوا موضوع */* موديلات الحجابات . . .

ونحن نعلم ان الحجاب سترة وعفة وطهارة وليس ازياء

لما نقتدي بالتركيات في حجابهن ولا نقتدي بزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم

نحتاج نصيحتكم حفظكم الله:...

بارك الله فيك أختي.
قال العبد الضعيف أبو ليث:
و هل دخل علينا الشر بحذفريه كامنا في التبرج بأشكاله إلا من خلال هذه التصاميم المسماة إسلامية زورا و بهتانا و إفكا و إثما مبينا.
إذ اخرجوا الحرائر من خدرهن بعد أن كنّ يتزين بثوب الحياء و لحشمة في بيوتهن بين محارمهن في حدود الشرع الحنيف، فما كان للابن البالغ أو للأخ المميز أن يرى أمه أو أخته ترتدي ثياب التبرج و السفور، حتى أضحى الأمر عاديا و تحررا و حضارة و مسايرة للمستجدات و الواقع و تألقا أن تخرج المرأة و نصف بدنها أو أكثر من ذلك بارز واضح للعيان بل لقمة صائغة لأعين الذئاب التي تستشر قلوبهم نار بغية النيل منهن بما هو معلوم و ليس بما بمجهول لدى الكل و بأبخس الأثمان، ومما زاد بهجة الذين لا يألون في مؤمن إلا و لا ذمة و الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين أمنوا و يسعون في الأرض فسادا، الوقاحة و الجرأة و الكبر عن الحق و أهله بل حتى الاستهزاء و السخرية الذي صارت تحمله كثير من نسائنا و بناتنا ، بنات الإسلام للأسف و الأسف الشديد، فلو اقتصر الأمر على التبرج مع شيء من الحياء و الذي لا ننكر وجوده عند البقية المتبقية ممن هنّ حديثات العهد بالتبرج لأمكننا خوض المعركة بكل سهولة و بأقل التكاليف، أو على الأقل قل سيكون الجهد أقل، لكن كيف الحل مع أولئك المولعات بما هن عليه من المعصية بل المتعجرفات المتباهيات، مما يدلك أن الأمر أعظم من قضية السفور و التبرج الظاهر بل هو خلل عقدي و فساد فكري غشى القلوب و عشعش في العقول مما يلزم معه ابتداءا تصحيخ المفاهيم و تصويب الأفكار و تعديل المنهج المتبع في الاختيار و الاقتداء، و يكون ذلك بإعادة غرز القيم السامية وترسيخ المبادئ الشرعية الصحيحة، و ذلك بنهج طريق الموعظة و النصيحة في صراحة تامة و شفافية كاملة مع حكمة و هين و لين وشفقة و رحمة لمن كن أهلا لذلك و هذا هو المقدم ، و جرأة في قوة وإنكار منكر مع إظهار حجة و دحض شبهة و مقارعة الباطل بالحق لمن استحقت ذلك، وفي كل هذا لا بد من العلم بالدليل الشرعي و المنهج الرباني و السير النبوي في علاج مثل هذه الأمور، مما يأتي تأصيل و تفصيل القول فيه من خلال كلام أئمة أهل العلم.
نسأل الله لنا و لكل أخوتنا الهداية و التوفيق الى كل خير وهدى.
 
آخر تعديل:
بارك الله فيك أختي.
قال العبد الضعيف أبو ليث:
و هل دخل علينا الشر بحاذفريه كامنا في التبرج بأشكاله إلا من خلال هذه التصاميم المسماة إسلامية زورا و بهتانا و إفكا و إثما مبينا.
إذ اخرجوا الحرائر من خدرهن بعد أن كنّ يتزين بثوب الحياء و لحشمة في بيوتهن بين محارمهن في حدود الشرع الحنيف، فما كان للابن البالغ أو للأخ المميز أن يرى أمه أو أخته ترتدي ثياب التبرج و السفور، حتى أضحى الأمر عاديا و تحررا و حضارة و مسايرة للمستجدات و الواقع و تألقا أن تخرج المرأة و نصف بدنها أو أكثر من ذلك بارز واضح للعيان بل لقمة صائغة لأعين الذئاب التي تستشر قلوب نار بغية النيل منهن بما هو معلوم و ليس بما بمجهول لدى الكل و بأبخس الأثمان، ومما زاد بهجة الذين لا يألون في مؤمن إلا و لا ذمة و الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين أمنوا و يسعون في الأرض فسادا، الوقاحة و الجرأة و الكبر عن الحق و أهله بل حتى الاستهزاء و السخرية الذي صارت تحمله كثير من نسائنا و بناتنا ، بنات الإسلام للأسف و الأسف الشديد، فلو اقتصر الأمر على التبرج مع شيء من الحياء و الذي لا ننكر وجوده عند البقية المتبقية ممن هنّ حديثات العهد بالتبرج لأمكننا خوض المعركة بكل سهولة و بأقل التكاليف، أو على الأقل قل سيكون الجهد أقل، لكن كيف الحل مع أولئك المولعات بما هن عليه من المعصية بل المتعجرفات المتباهيات، مما يدلك أن الأمر أعظم من قضية السفور و التبرج الظاهر بل هو خلل عقدي و فساد فكري غشى القلوب و عشعش في القلوب مما يلزم معه ابتداء تصحيخ المفاهيم و تصويب الأفكار و تعديل المنهج المتبع في الاختيار و الاتباع، بإعادة غرز القيم السامية وترسيخ المبادئ الشرعية الصحيحة، و ذلك بنهج طريق الموعظة و النصيحة في صراحة تامة و شفافية كاملة مع حكمة و هين و لين وشفقة و رحمة لمن كن أهلا لذلك و هذا هو المقدم ، و جرأة في قوة وإنكار منكر في إظهار حجة و دحض شبهة و مقارعة الباطل بالحق لمن استحقت ذلك، وفي كل ذلك لا بد من العلم بالدليل الشرعي و المنهج الرباني و السير النبوي في علاج مثل هذه الأمور، مما يأتي تأصيل و تفصيل القول فيه من خلال كلام أئمة أهل العلم.
نسأل الله لنا و لكل أخوتنا الهداية و التوفيق الى كل خير وهدى.
اثابكم الله وثبتكم
 
أحسن الله إليكم ونفع الله بكم
وقد كان لي فيما سبق مواضيع ذات:
حكم لبس العباءة المسماة إسلامية
إطالة المرأة لثوبها
ثوب المرأة و نجاسة الطريق

بارك الله فيك أختي ووفقك و سددك و رزقك تمام الرشد و الهدى.
لو تعيدن بعث هذه المواضيع في صفحات المشاركة الأتية لاكتمال الفائدة المرجوة.
 
اشكرك جزيل الشكر اخي على هذه التوضيحات الشاملة الكافية
فعلا لم يبق لنا اي حجة لعدم ارتداء الحجاب الشرعي الصحيح
الله ارزقنا الهدى و التقى و العفاف و الحياء و زينا بالحجاب الشرعي
يبقى عندي سؤال:
لا باس اذا كان حجابي ليس جلباب؟المهم انه يلتزم بشروط الحجاب الشرعي؟؟
بارك الله فيك

جزاك الله خيرا أختي عفيفة على حسن المتابعة و على السؤال المهم.
يقول أهل العلم أن الحجاب الشرعي لا بد أن يكون قطعة متدلية من الرأس و هذا هو مفهوم أية الحجاب من سورة الأحزاب و تفسير الصحابة لها، مما يعني أنه لا بد من الجلباب كحجاب شرعي مستوفي الشروط و الله أعلم.
قلت هذا على عجل، و لي رجعة للاستفاضة في الاجابة و نقل كلام أهل العلم وة وتفسير الصحابة و كيف كان حجاب النساء الحرائر فيما سبق من عهد السلف الصالح.
 
آخر تعديل:

جزاك الله خيرا أختي عفيفة على حسن المتابعة و على السؤال المهم.
يقول أهل العلم أن الحجاب الشرعي لا بد أن يكون قطعة متدلية من الرأس و هذا هو مفهوم أية الحجاب من سورة الأحزاب و تفسير الصحابة لها، مما يعني أنه لا بد من الجلباب كحجاب شرعي مستوفي الشروط و الله أعلم.
قلت هذا على عجل، و لي رجعة للاستفاضة في الاجابة و نقل كلام أهل العلم وة وتفسير الصحابة و كيف كان حجاب النساء الحرائر فيما سبق من عهد السلف الصالح.



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين اما بعد:


ما الفرق بين الجلباب و الحجاب



لعلّك - أختاه - تنبّهتي إلى قوله تعالى : [ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ] [الأحزاب59] , فما هو الجلباب وما هو الحجاب ,

وما الذي تلبسه المرأة إذا خرجت ؟
أقول : الجلباب هو كما قال الفيروز أبادي : " ثوب واسع للمرأة , أو ما تغطّي به ثيابها من فوق كالملحفة "(1) .

وقال الجوهري :" الجلباب : الملحفة , قالت امرأة من هذيل ترثي قتيلا :

تمشي النسور إليه وهي لاهية ** مشي العذارى عليهن الجلابيب(2)

وقال الرّازي :" الجلباب هو الملحفة "(3) .


وقال البغوي :" الجلباب هو الملاءة التي تشتمل بها المرأة فوق الدّرع والخمار"(4) .


وقال ابن كثير :" الجلباب هو الرِّداء فوق الخمار , قاله ابن مسعود وعبيدة وقتادة والحسن البصري وسعيد بن جبير وإبراهيم النّخعي وعطاء الخرساني وغير واحد , وهو بمنزلة الإزار اليوم " (5).


هذا هو معنى الجلباب عند اللّغويين والمفسّرين , وهو الملاءة أو الملحفة أو الإزار الذي تشتمل به المرأة فوق الدرع والخمار - كما يصنع النّساء عندنا في الشّرقي الجزائري - سواء كان من قطعة واحدة أو من قطعتين .


قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :" و الجلابيب هي الملاحف التي تعمّ الرّأس و البدن و تسمِّيها العامّة الأُزُر, و تُسمِّي الجلباب : الملاءة"(6) .


أمّا الحجاب في الشّرع فله معنيان : الأوّل هو ما تقدّم ؛ أي بمعنى الجلباب الذي يستُر المرأة من قرن رأسها إلى قدمها بالشّروط الشّرعية .

ويدلّ على هذا المعنى ما روته عائشة - رضي الله عنها - في حادثة الإفك
فقالت :" خرجتُ مع رسول الله r بعد ما نزل الحجاب ..إلى أن قالت : فأتاني - يعني: صفوان بن المعطّل - فعرفني حين رآني , وكان يراني قبل الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني , فخمرتُ وجهي بجلبابي ..." الحديث(7) فلم تفرّق - رضي الله عنها - بين الحجاب والجلباب وجعلتهما شيئا واحدا .
أمَّا المعنى الثّاني : فهو ما يحجب شخص المرأة من جدار أو ستر ونحوهما , وهذا في البيت عندما تكون غير متجلببة ولا مختمرة ؛ فلا
تبرز على حالها كما قال الله - تعالى - : [ َإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ]لأحزاب53].
قال البغوي :" أي : من وراء ستر "(8) .

وقال الشَّوكاني :" أي من وراء ستر بينكم وبينهنّ "(9).


وقد أشار لهذا الفرق شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - فقال :" آية الجلابيب في الأردية عند البروز من المساكن , وآية الحجاب عند المخاطبة في المساكن "(10) .

ومن ثمَّ فالحجاب المأمورة به الأخت المسلمة خارج البيت هو الجلباب وليس فقط - كما شاع عند كثير من النّساء - الدّرع والخمار , وإليك جملة من النّصوص تدلّ على هذا مدعّمة بأقوال العلماء .

1- عن أمّ عطية - رضي الله عنها - قالت :" أمرنا رسول الله أن نخرج في الفطر والأضحى العواتق والحُيَّض وذوات الخدور...

قلت : يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب ؟ قال : "تلبسها أختها من جلبابها " 11) .

2- عن عائشة - رضي الله عنها- قالت : " كان الرّكبان يمرّون بنا ونحن مع رسول الله r مُحرمات فإذا حاذوا بنا أسدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها"(12) .


3- وعنها أيضا - رضي الله عنها- في الحديث السابق - حديث الإفك- قالت :" فخمرت - وفي رواية : سترتُ - وجهي عنه بجلبابي ..."(13).


4- وعن عاصم الأحول قال :" كنّا ندخل على حفصة بنت سيرين وقد جعلت الجلباب هكذا وتنقّبت به , فنقول لها : يرحمك الله ! قال الله تعالى :

[َالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ ] [النور 60] - وهو الجلباب - قال : فتقول لنا: فأي شيء بعد ذلك ؟
فنقول : [َأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ] فتقول : هو إثبات الجلباب"(14) .

ومن الأدلّة على وجوب الجلباب فوق الخمار هذه الآية الواردة في الحديث , ووجه الدّلالة منها ؛ أنّه أباح للقواعد (وهنّ اللاتي لا يُطمع فيهنّ لكبرهن) أنْ يضعن الجلباب , ويبقين بالخمار , قال ابن مسعود : " يضعن ثيابهن : الجلباب "(15) .


وقال مثله جمع من الصحابة والتّابعين ؛ كابن عبّاس وابن عمر ومجاهد وسعيد بن جبير والحسن وقتادة والأوزاعي (16).


قال أبو صالح :" تضع الجلباب، وتقوم بين يدي الرَّجل في الدِّرع والخمار"(17).


قلت : هذا في القواعد ؛ أما غيرهنّ فلا يجوز لهنّ أنْ يضعن الجلباب

كما هو واضحٌ بيِّن !
قال سعيد بن جبير في قوله تعالى:[يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ] يُسدلن عليّْهن منْ جلابيبهن , وهو القِناع فوق الخمار, ولا يحلّ لمسلمة

أنْ يراها غريب إلاّ أن يكون عليها القناع فوق الخمار , وشدّت به رأسها ونحرها "(18) .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :" فآية الجلابيب في الأردية عند البروز من المساكن "(19) .

وقال العلاّمة أنور الكشميري - رحمه الله - :" وعُلم منه أنّ الجلباب مطلوب عند الخروج , وأنَّها لا تخرج إنْ لم يكن لها جلباب , والجلباب رداء ساتر من القرن إلى القدم "(20) .


وقال إمام الملّة وأسد السنّة العلاّمة الألباني - رحمه الله - :

" فالحق الذي يقتضِيه العمل بما في آيتي النّور والأحزاب ؛ أنّ المرأة يجب عليها إذا خرجت من دارها أنْ تختمر وتلبس الجلباب على الخمار؛ لأنّه كما قلنا : أسْتر لها وأبعد عن أنْ يصف حجم رأسها وأكتافها , وهذا أمر يطلبه الشّارع ... ثمّ قال : واعلم أنّ هذا الجمع بين الخمار والجلباب من المرأة إذا خرجت قد أخلّ به جماهير النّساء المسلمات ؛ فإنّ الواقع منهنّ إمّا الجلباب وحده على رؤوسهن أو الخمار , وقد يكون غير سابغ في بعضهن كالذي يُسمّى اليوم " الإشَارب " ؛ بحيث ينْكشف منهنّ بعض ما حرّم الله عليهن أنْ يظهر من زينتهن الباطنة كالشّعر من النّاصية أو الرّقبة مثلا ... أفما آن للنّساء الصّالحات حيثما كنّ أنْ ينْتبهن من غفلتهن ويتّقين الله في أنفسهن ويضعن الجلابيب على خُمرهن(21) " .

ضِفي إلى ذلك أنَّ الشِّروط المطلوبة في اللّباس الشّرعي ؛ لا تتوفر إلاّ

في الجلباب , والله الموفق للصّواب.

للامانة هذا البحث منقول من غير أدنى تغيير من منتديات تبسة، و ذلك لكونه يخدم الموضوع خدمة جليلة،فجزى صاحب البحث أحسن الجزاء.
 
آخر تعديل:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين اما بعد:


ما الفرق بين الجلباب و الحجاب


لعلّك - أختاه - تنبّهتي إلى قوله تعالى : [ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ] [الأحزاب59] , فما هو الجلباب وما هو الحجاب ,
وما الذي تلبسه المرأة إذا خرجت ؟
أقول : الجلباب هو كما قال الفيروز أبادي : " ثوب واسع للمرأة , أو ما تغطّي به ثيابها من فوق كالملحفة "(1) .

وقال الجوهري :" الجلباب : الملحفة , قالت امرأة من هذيل ترثي قتيلا :
تمشي النسور إليه وهي لاهية ** مشي العذارى عليهن الجلابيب(2)

وقال الرّازي :" الجلباب هو الملحفة "(3) .

وقال البغوي :" الجلباب هو الملاءة التي تشتمل بها المرأة فوق الدّرع والخمار"(4) .

وقال ابن كثير :" الجلباب هو الرِّداء فوق الخمار , قاله ابن مسعود وعبيدة وقتادة والحسن البصري وسعيد بن جبير وإبراهيم النّخعي وعطاء الخرساني وغير واحد , وهو بمنزلة الإزار اليوم " (5).

هذا هو معنى الجلباب عند اللّغويين والمفسّرين , وهو الملاءة أو الملحفة أو الإزار الذي تشتمل به المرأة فوق الدرع والخمار - كما يصنع النّساء عندنا في الشّرقي الجزائري - سواء كان من قطعة واحدة أو من قطعتين .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :" و الجلابيب هي الملاحف التي تعمّ الرّأس و البدن و تسمِّيها العامّة الأُزُر, و تُسمِّي الجلباب : الملاءة"(6) .

أمّا الحجاب في الشّرع فله معنيان : الأوّل هو ما تقدّم ؛ أي بمعنى الجلباب الذي يستُر المرأة من قرن رأسها إلى قدمها بالشّروط الشّرعية .
ويدلّ على هذا المعنى ما روته عائشة - رضي الله عنها - في حادثة الإفك
فقالت :" خرجتُ مع رسول الله r بعد ما نزل الحجاب ..إلى أن قالت : فأتاني - يعني: صفوان بن المعطّل - فعرفني حين رآني , وكان يراني قبل الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني , فخمرتُ وجهي بجلبابي ..." الحديث(7) فلم تفرّق - رضي الله عنها - بين الحجاب والجلباب وجعلتهما شيئا واحدا .
أمَّا المعنى الثّاني : فهو ما يحجب شخص المرأة من جدار أو ستر ونحوهما , وهذا في البيت عندما تكون غير متجلببة ولا مختمرة ؛ فلا
تبرز على حالها كما قال الله - تعالى - : [ َإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ]لأحزاب53].
قال البغوي :" أي : من وراء ستر "(8) .

وقال الشَّوكاني :" أي من وراء ستر بينكم وبينهنّ "(9).

وقد أشار لهذا الفرق شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - فقال :" آية الجلابيب في الأردية عند البروز من المساكن , وآية الحجاب عند المخاطبة في المساكن "(10) .
ومن ثمَّ فالحجاب المأمورة به الأخت المسلمة خارج البيت هو الجلباب وليس فقط - كما شاع عند كثير من النّساء - الدّرع والخمار , وإليك جملة من النّصوص تدلّ على هذا مدعّمة بأقوال العلماء .

1- عن أمّ عطية - رضي الله عنها - قالت :" أمرنا رسول الله أن نخرج في الفطر والأضحى العواتق والحُيَّض وذوات الخدور...
قلت : يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب ؟ قال : "تلبسها أختها من جلبابها " 11) .

2- عن عائشة - رضي الله عنها- قالت : " كان الرّكبان يمرّون بنا ونحن مع رسول الله r مُحرمات فإذا حاذوا بنا أسدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها"(12) .

3- وعنها أيضا - رضي الله عنها- في الحديث السابق - حديث الإفك- قالت :" فخمرت - وفي رواية : سترتُ - وجهي عنه بجلبابي ..."(13).

4- وعن عاصم الأحول قال :" كنّا ندخل على حفصة بنت سيرين وقد جعلت الجلباب هكذا وتنقّبت به , فنقول لها : يرحمك الله ! قال الله تعالى :
[َالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ ] [النور 60] - وهو الجلباب - قال : فتقول لنا: فأي شيء بعد ذلك ؟
فنقول : [َأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ] فتقول : هو إثبات الجلباب"(14) .

ومن الأدلّة على وجوب الجلباب فوق الخمار هذه الآية الواردة في الحديث , ووجه الدّلالة منها ؛ أنّه أباح للقواعد (وهنّ اللاتي لا يُطمع فيهنّ لكبرهن) أنْ يضعن الجلباب , ويبقين بالخمار , قال ابن مسعود : " يضعن ثيابهن : الجلباب "(15) .

وقال مثله جمع من الصحابة والتّابعين ؛ كابن عبّاس وابن عمر ومجاهد وسعيد بن جبير والحسن وقتادة والأوزاعي (16).

قال أبو صالح :" تضع الجلباب، وتقوم بين يدي الرَّجل في الدِّرع والخمار"(17).

قلت : هذا في القواعد ؛ أما غيرهنّ فلا يجوز لهنّ أنْ يضعن الجلباب
كما هو واضحٌ بيِّن !
قال سعيد بن جبير في قوله تعالى:[يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ] يُسدلن عليّْهن منْ جلابيبهن , وهو القِناع فوق الخمار, ولا يحلّ لمسلمة

أنْ يراها غريب إلاّ أن يكون عليها القناع فوق الخمار , وشدّت به رأسها ونحرها "(18) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :" فآية الجلابيب في الأردية عند البروز من المساكن "(19) .

وقال العلاّمة أنور الكشميري - رحمه الله - :" وعُلم منه أنّ الجلباب مطلوب عند الخروج , وأنَّها لا تخرج إنْ لم يكن لها جلباب , والجلباب رداء ساتر من القرن إلى القدم "(20) .

وقال إمام الملّة وأسد السنّة العلاّمة الألباني - رحمه الله - :
" فالحق الذي يقتضِيه العمل بما في آيتي النّور والأحزاب ؛ أنّ المرأة يجب عليها إذا خرجت من دارها أنْ تختمر وتلبس الجلباب على الخمار؛ لأنّه كما قلنا : أسْتر لها وأبعد عن أنْ يصف حجم رأسها وأكتافها , وهذا أمر يطلبه الشّارع ... ثمّ قال : واعلم أنّ هذا الجمع بين الخمار والجلباب من المرأة إذا خرجت قد أخلّ به جماهير النّساء المسلمات ؛ فإنّ الواقع منهنّ إمّا الجلباب وحده على رؤوسهن أو الخمار , وقد يكون غير سابغ في بعضهن كالذي يُسمّى اليوم " الإشَارب " ؛ بحيث ينْكشف منهنّ بعض ما حرّم الله عليهن أنْ يظهر من زينتهن الباطنة كالشّعر من النّاصية أو الرّقبة مثلا ... أفما آن للنّساء الصّالحات حيثما كنّ أنْ ينْتبهن من غفلتهن ويتّقين الله في أنفسهن ويضعن الجلابيب على خُمرهن(21) " .

ضِفي إلى ذلك أنَّ الشِّروط المطلوبة في اللّباس الشّرعي ؛ لا تتوفر إلاّ
في الجلباب , والله الموفق للصّواب.
منقول لكونه يخدم الموضوع بقوة.[/size][/font]
السلام عليكم ورحمة الله
ماشاء الله
سبحان ربي كنت قد سمعت نفس الكلام وبنفس الادلة من الشيخ الدكتور محمد حسان حفظه الله ،
كتب الله أجركم...
تفصيل شامل وملمّ جزاكم الله خيرا
نسألكم الدعاء
اخواتي اوصي نفسي واياكن بهذا الجزء
 
أختي هل قرار الحجاب الشرعي صعب؟
 
نعم سؤال مهم يحتاج الى اجابة ثم اتخاذ للقرار الحاسم و الأكيد و الذي لا رجعة فيه، فإن كان في ارتداء الجلباب الذي هو الحجاب الشرعي مجلبة للبلاء فهذا حال الصفيات و الوليات من النساء و قد قال تعالى - أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا أمنا و هم لا يفتنون. و لقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذن صدقوا و ليعلمن الكاذبين- و من أراد التمكين و الاجتباء والرفعة والعزة و المرتبة عند الله والمنقبة من غير امتحان وبلا جهد و لا اجتهاد فقد رام المحال.
 
جزاك الله خيرا أختي عفيفة على حسن المتابعة و على السؤال المهم.
يقول أهل العلم أن الحجاب الشرعي لا بد أن يكون قطعة متدلية من الرأس و هذا هو مفهوم أية الحجاب من سورة الأحزاب و تفسير الصحابة لها، مما يعني أنه لا بد من الجلباب كحجاب شرعي مستوفي الشروط و الله أعلم.
قلت هذا على عجل، و لي رجعة للاستفاضة في الاجابة و نقل كلام أهل العلم وة وتفسير الصحابة و كيف كان حجاب النساء الحرائر فيما سبق من عهد السلف الصالح.
بارك الله فيك و شكرا على التوضيحات
 
جزاك الله خيرااااااا على النصيحة والموضوع الحلو


يسلمو اخي
 
و اياك بارك الله فيك.
 
الحمد لله الذىفرض الحجاب على المرءة لانه بهذا كرمها وجعاها مثل الدرة المكنونة فى صدفاتها
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top