- إنضم
- 6 أكتوبر 2009
- المشاركات
- 1,055
- نقاط التفاعل
- 80
- نقاط الجوائز
- 157
- آخر نشاط
(لا يهمني ان يكون ما كتبت هو الحق .. و أنما يهمني ان يخلق ما كتبت مساحة للنقاش )
رحل الرئيس جمال عبد الناصر ـ رحمه الله ـ و رحل معه الحلم الجميل , و خبت كل الأصوات التي كانت تدعو إلى الوحدة العربية التي طالما حلمنا بها صغارا , و تخيلنا أنفسنا جنودا نموت من اجل الذود عن حدود الدولة الحبيبة الواحدة ..
لم نكن ساعتها ندرك حجم المؤامرة التي خططت لها الدول المستعمرة و نفذتها بإحكام يجلس الشيطان عاجزا عن أن يأتي مثله .. إن الوحدة العربية ـ و أنا اقصد عروبة الثقافة لا عروبة العرق طبعا ـ هي شبه مستحيلة لكثرة المعيقات التي وضعها الاستعمار , و أول هذه المعيقات و أخطرها :
1ـ هي هذه الممالك التي صنعها المستعمر , و ألبست تيجانها لأسر عميلة مطلقة الولاء لصانعها , بل استطاع المستعمر أن تجعل وجود هذه الممالك مرتبط بوجوده , فسلامة هذه الممالك و أمنها مرتبط بسلامته و امنه , إنها ببساطة ولايات استعمارية أخرى خارج الحدود الكلاسيكية المعروفة للدول المستعمرة
إن هذه الممالك تضطلع بمهام ثلاثة :
ــ حراسة البترول مقابل ملاليم يجعلها تعيش في بحبوحة لقلة أعداد مواطنيها ..
ــ العمل على استحالة تحقيق الوحدة العربية ..
ــ قسمة الريوع المختلفة مع السادة أصحاب الفضل في الصناعة و الإنشاء .
2 ــ وجود دويلات و إمارات صغرى هي دائما صناعة استعمارية , من خصائصها أنها قليلة الأعداد كثيرة المداخيل الذي تتقاضاها مقابل حراسة الآبار البترولية , أنك إن تطلب الوحدة مع هؤلاء تكون كمن يملك خبزة واحدة و يطلب من مالك العشرين أن يتحد معه و يقاسمه ما معه من خبز , انه في هذه الحال سيخسر تسع خبزات و نصف الخبزة , فهل يكون ساذجا كي يقبل , خاصة و هو الأحمق الأناني الذي لا يعلم أن ما هو فيه من نعمة إنما هو فتات مائدة أسياده , و انه لو استعان بقومه لصار دخله و دخلهم معا أضعاف ما يأخذ ؟؟
3ــ غياب الوعي لدى الشعوب العربية التي لا يمكن أن يصنع الوحدة أحد سواها , و يزداد الأمر سوءا في غياب مؤسسات إعلامية واعية تكرس طاقتها في هذا الاتجاه ..
4 ــ العمل الكيدي للمستعمر على تشجيع الأقليات العرقية و اللغوية , و إغرائها بالوجود المستغل الذي لا يحقق إلا وهنها و ضعفها و مصلحته في بقاء الوضع على حاله , فهو بذلك لا يحقق إلا تفوقه هو و تشرذم الأمة , و قد نجح المستعمر في كثير من الحالات و بمسميات مختلفة و استراتيجيات مختلفة , فأصبح السودان شمالا و جنوبا , و عادت رياح الفرقة إلى اليمن , و أصبحت كونفيدرالية الأكراد في العراق واقعا , و لا يزال اللعب بورقة الأمازيغ في دول المغرب قائما ..
5 ــ تشجيع الفرق و المذاهب الإسلامية المفرقة للأمة المشتتة لشملها بل المكفرة بعضها بعضا .. المجيزة لدماء بعضها بعضا ظلما و جهلا .. و أكاد أجزم أن الرؤوس الكبرى لهذه المذاهب هم عملاء يتقاضون أجورهم مقابل ما يفعلون , فالمسلم الحق يدرك أن وحدة الآمة هي العبادة التي لا تعدلها أي عبادة على الإطلاق بعد توحيد الله ..
تلك أهم الأسباب الرئيسة . و ليس هدفنا في هذه المقالة تتبع كل الأسباب فذلك متروك لأهل الاختصاص
بالمقابل توجد مقومات كبيرة للوحدة لو أحسنت الأمة استغلالها و أهمها :
1ـ وعي الأمة : اقصد الوعي التام الذي ينبغي أن يعصف بالملوك و الأمراء الواقفين حجر عثرة في سبيل وحدة الأمة , و استبدالهم بمن يسعون في هذا الاتجاه ..
2ـ للدين المشترك الذي ينبغي أن يفهم فهما عميقا فما ثمة عبادة واحدة تعدل وحدة المسلمين و محبتهم لبعضهم بعضا , و ما ترك الله عز و جل أمرا يحقق ذلك إلا أمر به , و لا ترك أمرا يحول دون ذلك إلا حذر منه , و ما كانت فريضة الحج إلا تكريسا و حفاظا على هذه الوحدة التي حققها محمد بن عبد الله صلى الله عليه و سلم من قبل ..
3ـ اللغة المشتركة التي تسهل التواصل في شتى المجالات , فأوروبا و رغم تعدد لهجاتها إلا أنها استطاعت تحقيق وحدتها المفتقرة إلى كل المقومات , فهي لا تقوم إلا على المصلحة المادية المشتركة ..
4ـ تنوع المنتجات و الموارد الطبيعية و هذا يسهم في خلق اقتصاد قوي يهمن على الاقتصاد العالمي في ظرف وجيز . ثم هناك سلاح البترول الذي لو استغلته الأمة استغلالا حسنا لجعلها سيدة العالم دون منازع ..
هي أيضا بعض مقومات الوحدة لا كلها , و السؤال المطروح ما هو توقعاتي المستقبلية لتحقيق الوحدة ؟؟
المؤكد أن الاستعمار لا و لن يغمض له جفن , و لا يمكن أن يسمح بتحقيق الوحدة بين دولتين فضلا على أن يسمح بها للأمة , أنه يسعى بكل ما أوتي من قوة لتمزيق الأشلاء الممزقة أكثر , فلا رحمة في قلبه و لا لطف , تلك حقيقة لا ينبغي إخفاؤها ..
و تحقيق الوحدة العربية و الإسلامية مرهون في الدرجة الأولى بوعي الشعوب العربية , هذا الوعي الذي لا نرى ابسط المؤشرات الدالة عليه , أو يتم بان تتاح فرصة لدولة ما فتحقق الاستثناء اقتصاديا و عسكريا , و تكون قادرة على مواجهة السادة هناك , فتضم أشلاء الجسد الممزق رغبة و رهبة , و هذا الأرجح .
رحل الرئيس جمال عبد الناصر ـ رحمه الله ـ و رحل معه الحلم الجميل , و خبت كل الأصوات التي كانت تدعو إلى الوحدة العربية التي طالما حلمنا بها صغارا , و تخيلنا أنفسنا جنودا نموت من اجل الذود عن حدود الدولة الحبيبة الواحدة ..
لم نكن ساعتها ندرك حجم المؤامرة التي خططت لها الدول المستعمرة و نفذتها بإحكام يجلس الشيطان عاجزا عن أن يأتي مثله .. إن الوحدة العربية ـ و أنا اقصد عروبة الثقافة لا عروبة العرق طبعا ـ هي شبه مستحيلة لكثرة المعيقات التي وضعها الاستعمار , و أول هذه المعيقات و أخطرها :
1ـ هي هذه الممالك التي صنعها المستعمر , و ألبست تيجانها لأسر عميلة مطلقة الولاء لصانعها , بل استطاع المستعمر أن تجعل وجود هذه الممالك مرتبط بوجوده , فسلامة هذه الممالك و أمنها مرتبط بسلامته و امنه , إنها ببساطة ولايات استعمارية أخرى خارج الحدود الكلاسيكية المعروفة للدول المستعمرة
إن هذه الممالك تضطلع بمهام ثلاثة :
ــ حراسة البترول مقابل ملاليم يجعلها تعيش في بحبوحة لقلة أعداد مواطنيها ..
ــ العمل على استحالة تحقيق الوحدة العربية ..
ــ قسمة الريوع المختلفة مع السادة أصحاب الفضل في الصناعة و الإنشاء .
2 ــ وجود دويلات و إمارات صغرى هي دائما صناعة استعمارية , من خصائصها أنها قليلة الأعداد كثيرة المداخيل الذي تتقاضاها مقابل حراسة الآبار البترولية , أنك إن تطلب الوحدة مع هؤلاء تكون كمن يملك خبزة واحدة و يطلب من مالك العشرين أن يتحد معه و يقاسمه ما معه من خبز , انه في هذه الحال سيخسر تسع خبزات و نصف الخبزة , فهل يكون ساذجا كي يقبل , خاصة و هو الأحمق الأناني الذي لا يعلم أن ما هو فيه من نعمة إنما هو فتات مائدة أسياده , و انه لو استعان بقومه لصار دخله و دخلهم معا أضعاف ما يأخذ ؟؟
3ــ غياب الوعي لدى الشعوب العربية التي لا يمكن أن يصنع الوحدة أحد سواها , و يزداد الأمر سوءا في غياب مؤسسات إعلامية واعية تكرس طاقتها في هذا الاتجاه ..
4 ــ العمل الكيدي للمستعمر على تشجيع الأقليات العرقية و اللغوية , و إغرائها بالوجود المستغل الذي لا يحقق إلا وهنها و ضعفها و مصلحته في بقاء الوضع على حاله , فهو بذلك لا يحقق إلا تفوقه هو و تشرذم الأمة , و قد نجح المستعمر في كثير من الحالات و بمسميات مختلفة و استراتيجيات مختلفة , فأصبح السودان شمالا و جنوبا , و عادت رياح الفرقة إلى اليمن , و أصبحت كونفيدرالية الأكراد في العراق واقعا , و لا يزال اللعب بورقة الأمازيغ في دول المغرب قائما ..
5 ــ تشجيع الفرق و المذاهب الإسلامية المفرقة للأمة المشتتة لشملها بل المكفرة بعضها بعضا .. المجيزة لدماء بعضها بعضا ظلما و جهلا .. و أكاد أجزم أن الرؤوس الكبرى لهذه المذاهب هم عملاء يتقاضون أجورهم مقابل ما يفعلون , فالمسلم الحق يدرك أن وحدة الآمة هي العبادة التي لا تعدلها أي عبادة على الإطلاق بعد توحيد الله ..
تلك أهم الأسباب الرئيسة . و ليس هدفنا في هذه المقالة تتبع كل الأسباب فذلك متروك لأهل الاختصاص
بالمقابل توجد مقومات كبيرة للوحدة لو أحسنت الأمة استغلالها و أهمها :
1ـ وعي الأمة : اقصد الوعي التام الذي ينبغي أن يعصف بالملوك و الأمراء الواقفين حجر عثرة في سبيل وحدة الأمة , و استبدالهم بمن يسعون في هذا الاتجاه ..
2ـ للدين المشترك الذي ينبغي أن يفهم فهما عميقا فما ثمة عبادة واحدة تعدل وحدة المسلمين و محبتهم لبعضهم بعضا , و ما ترك الله عز و جل أمرا يحقق ذلك إلا أمر به , و لا ترك أمرا يحول دون ذلك إلا حذر منه , و ما كانت فريضة الحج إلا تكريسا و حفاظا على هذه الوحدة التي حققها محمد بن عبد الله صلى الله عليه و سلم من قبل ..
3ـ اللغة المشتركة التي تسهل التواصل في شتى المجالات , فأوروبا و رغم تعدد لهجاتها إلا أنها استطاعت تحقيق وحدتها المفتقرة إلى كل المقومات , فهي لا تقوم إلا على المصلحة المادية المشتركة ..
4ـ تنوع المنتجات و الموارد الطبيعية و هذا يسهم في خلق اقتصاد قوي يهمن على الاقتصاد العالمي في ظرف وجيز . ثم هناك سلاح البترول الذي لو استغلته الأمة استغلالا حسنا لجعلها سيدة العالم دون منازع ..
هي أيضا بعض مقومات الوحدة لا كلها , و السؤال المطروح ما هو توقعاتي المستقبلية لتحقيق الوحدة ؟؟
المؤكد أن الاستعمار لا و لن يغمض له جفن , و لا يمكن أن يسمح بتحقيق الوحدة بين دولتين فضلا على أن يسمح بها للأمة , أنه يسعى بكل ما أوتي من قوة لتمزيق الأشلاء الممزقة أكثر , فلا رحمة في قلبه و لا لطف , تلك حقيقة لا ينبغي إخفاؤها ..
و تحقيق الوحدة العربية و الإسلامية مرهون في الدرجة الأولى بوعي الشعوب العربية , هذا الوعي الذي لا نرى ابسط المؤشرات الدالة عليه , أو يتم بان تتاح فرصة لدولة ما فتحقق الاستثناء اقتصاديا و عسكريا , و تكون قادرة على مواجهة السادة هناك , فتضم أشلاء الجسد الممزق رغبة و رهبة , و هذا الأرجح .
بقلم محمد الفضيل