
حين بدأ الإمام المجدد حسن البنا رحمه الله دعوته بمقهى بالإسماعيلية سنة 1928 لتكون بداية لصحوة إسلامية العالم الاسلامي بأسره تحت مسمى جماعة الإخوان المسلمين، لم يكن في نيته أن يأتي يوم ليحكم فيها فرد من هذه الجماعة مصر.
فمصر كانت تحت السيطرة العثمانية لتصبح بعدها محمية بريطانيا لتنتقل إلى حكم العسكر من يوم إنقلاب الضباط الأحرار على الملك فاروق إلى غاية الإطاحة بمبارك بعد الثورة الشعبية الأخيرة.
بعد الانفتاح الديمقراطي ولو جزئيا تحت حكم المجلس العسكري بعد رحيل مبارك مكرها كان من الطبيعي أن يظهر الحجم الحقيقي لحركة الاخوان المسلمين في مصر من خلال إكتساح البرلمان والفوز بعدها بمقعد رئاسة الجمهورية بعد جدل كبير ومحاولات مكشوفة لتمرير شفيق على حساب مرسي،
حين إستلم الدكتور مرسي الرئاسة كان الخصوم والحلفاء يتهكمون عليه وعلى حزبه وجماعته ناعتين إياه بالرئيس الذي لا يملك صلاحيات أو كما يسمى بالعامية المصرية
(( شخشيخة )) أي اللعبة
لكن من تابع خطاب مرسي أمام الجيش الميداني الثاني في شهر رمضان يدرك أنه ليس شخشيخة بل قائد محنك يعرف كيف ومتى وأين يضرب ضربته ...
ولم يمض أيام حتى كان أقوى رجلين في مصر وهما المشير طنطاوي والفريق عنان مطاحان بالضربة القاضية من طرف الشخشيخة لتتوالى ضرباته القاضية على الكثير من رموز النظام البائد في الجيش المصري ...
اليوم كسبت مصر قائدا تحسد عليه تتوفر فيه كل مقومات الزعيم الفذ الذي يستطيع أن يأخذ بلاده وشعبه إلى بر النجاة فهو أول رئيس عربي يحفظ كتاب الله وأول زعيم عربي يرفض أن تعلق صوره كي لا يؤله كما كان من سبقه وهو أول زعيم يرفض أن يتقاضى أجر الرئيس ...
مصر كانت ولازالت دوما أنموذجا للعالمين الاسلامي والعربي ونجاح مرسي وحركة الإخوان في قيادة مصر إلى بر الأمان سيكون فاتحة خير على أمتنا وستكون حجة على أنه ليس كل الإسلاميين في سلة واحدة
فهنيئا لمصر بالدكتور مرسي وهنيئا لنا نحن بمصر