- إنضم
- 14 ماي 2010
- المشاركات
- 1,237
- نقاط التفاعل
- 171
- النقاط
- 39
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد انقضاء رمضان...
مااخبار التغيير الحاصل بعد رمضان؟
هل لازلت تشعر بأثر الصيام والقيام في قلبك وحياتك؟
هل بدأت بشقّ طريق التغييرالصحيح؟
في هذا الموضوع المميز , نساعدك بفضل الله أن تجتاز أوّل عثره تسقط بسببها غالباً وهي عدم القدرة على التغيير...
ونقول : هيا لتتعلم كيف تتغير ؟
--------------------------------------------------------
من أهم عوامل التغيير
معرفتك أن الأمر لن يكون سهلا و سيستلزم وقت طويل
و قبولك بهذا ابتداءا سيؤهلك عقليا و نفسيا إلى حقيقة هامة
وهي وجوب الصبر ووجوب بذل الكثير من الجهد
و القدرة على ذلك خاصة لمن لا يحسن الصبر و يشكو الكسل تستلزم صدق الإستعانة بالله
و أول ذلك الدعاء ثم الدعاء ثم الدعاء بصدق و بلهفة و بإلحاح
الدعاء بالتوفيق و بالإعانة و بالولاية
فمتى تولاك الله و أقبل عليك أصلح حالك و يسر عليك أمرك
ثم يأتي دورك في مجاهدة نفسك و شيطانك على الصبر و بذل الجهد في تغيير نفسك و حالك و إصلاح قلبك
و لكن كيف يغير نفسه من لا يعرفها؟
و كيف يعدل حاله من لا يفطن إلى عيوبه؟
و كيف يصلح قلبه من لا يتواصل معه ولا يعرف ما فيه؟
واعلم أن أكبر العقبات التي ستعيقك
ذاك الإعتقاد الأبدي بانتظار المخَلِّص الذي ما أن يأتي سيغير لك واقعك المرير
سواء كان هذا المخَلِّص شيخ مربي
أو صحبة صالحة
أو زوجة أو زوج صالح
أو حتى مجرد شريط أو كتاب تقرأه فيؤثر فيك و يغير حياتك
ولا شك أنها كلها عوامل لا ننكر تأثيرها على قلوبنا و إيمانياتنا
و لكن أن يُنظر إليها أنها الأساس و بدونها نفسد
فهذا فهم البطالين أصحاب العزائم الخائرة
فإن الله قال
((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ
حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ))[الرعد:11]
حتى (يُغَيِّروا) و لم يقل حتى (يُغَيَّر) بفتح الياء مع التشديد
فالتغيير ابتداءا و انتهاءا يجب أن يكون منك، ببذل الأسباب كاملة لتحصيله
ثم اعلم يقينا أن الله سيعينك-إن رأى منك صدق- بما كنت تنتظر
سواء بصحبة أو مربي أو زوجة صالحة أو غيره
أي عليك البداية و عليه التمام
فشمر و استعن و أبشر ولا تعجز
من عوامل التغيير كذلك أن تعلم أن التغيير ليس سلوكا خارجيا فقط
بل أول ما يكون يكون في القلب والفكر
باعتقاد ما لم تكن تعتقده والإيمان به واتخاذه دافعا قويا على التغيير (وهذا هو بارقة التغيير)
والعزم وصدق الرغبة على نبذ ما سواه من المعتقدات الخاطئة
إذ كيف يغير نفسه من يعتقد أنه لا حاجة له إلى التغيير أصلا
فمثله يجب أن يؤمن وبقوه بحاجته إلى التغيير ثم يتخذ ذلك معتقدا قويا ودافعا نحو العمل
وينبذ ما دونه من معتقدات تحدثه بأنه على خير ما يرام
و لكن السؤال؟
كيف أتغير؟
ونقول
لكي تعلم ينبغي أن تحدد ابتداءا في أي شيء ستتغير؟
في أي شيء تحتاج التغيير؟
في قلبك؟_______ أي إيمانك وعلاقتك بالله
أم في فكرك؟_______أي نفسك وما تعتقده وما تهواه
أم في سلوكك؟_______ أي علاقتك بالعالم من حولك
حدد الجانب الذي تريد التغيير فيه ثم ابدأ في تحديد الكيفية
واعلم أن الجوانب الثلاثة يصب بعضها في بعض
لأن الإنسان هو نقطة التلاقي بينها جميعا
وهو محور ومحل التغيير في نفس الوقت
والموفق بحق
من يبصره الله بمواطن الخلل في الجوانب الثلاثة ويعينه على كيفية التغيير فيها
مبتغيا بذلك وجهه ورضاه
ومن المهم معرفتك بان التغيير عملية مستمرة لن تتوقف
فهل توقف النهر لحظة عن تغيير مائه؟
بالطبع لا
فالنهر دائما يسير ويحمل كل يوم مئات الذرات المتجددة من الماء
تتغيير وتتغير باستمرار
ولأجل هذا هو نقي ودائما نشيط
و إلا لو ركد الماء وسكن
لتعفن النهر
و اشتد نتنه
فتأمل...!!

اعلم أن تغييرك لنفسك يغير بدوره من سلوكك
وتغيرك في الجانبين سيكون له مردوده بتوفيق الله على علاقتك بالله
فستشعر بالفرق حقا
ولكن كما ذكرنا سابقا
كيف يغير نفسه من لا يعرفها؟
فكيف تعرف نفسك؟
أول ما يجب معرفته عن نفسك هو معرفتك بخصائص النفس البشرية بشكل عام
ومنها:
= أنها لا تقبل الوصاية بسهولة =
فهي كالمادة اللزجة لا تمكنك أبدا أن تحكم قبضتك عليها
وتتفلت منك بكل ما أوتيت من القوة
لذا فهي تحتاج إلى ذكاء وحيطة في التعامل معها
= أن النفس بطبعها تكره التغيير وتحب المألوفات =
فهي لا تحب أن تحرمها لذة فنجان القهوة كل صباح مقابل الصيام
ولا تحب لذة السهر في إنجاز عمل ما في مقابل القيام
ولا تحب أن تحرم لذة طعام الغذاء الشهي مقابل ألا تنام عن الأذكار
وهكذا فالتغيير الذي يحرمها من مألوفاتها هي تمقته بشدة ولا تحبه
فهي إعتيادية بطبعها
ولذا لا تنتظر أن إذا حدثتها برفق (يا نفس ما رأيك في أن نتغير)
أن تهمس لك (إنها فكرة رائعة)
بلستجد -وبمنتهى المكر- الكثير والكثير من الصد الذي سيعيقك و يثبطك
= أن النفس البشرية (أمَة) لشهواتها ولهواها إلا من رحم الله =
(إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي)
وعليه فهي لن تطيعك بسهولة
لن تقتنع بحديثك عن الحور في مقابل تنازلها عن شهوة النساء
ولن تقتنع بحديثك عن ملك الجنة في مقابل تنازلها عن بعض المال
هي لا تقتنع بذلك ولا يمثل لها حافزا أصلا
إنما محل هذه الحوافز القلب واللعب على شرارة الإيمان والفطرة فيه
لذا فلا تنتظر منها أن تسمع لك في خير أو تأمرك بخير
= النفس كالأسير الذي إذا أسرته وأحكمت قبضتك عليه قاومك قدر استطاعته =
حتى إذا ما وجد منك القوة والغلبة أبدى لك استسلامه وخضوعه
ثم ما أن يجد منك غفلة أو سنة أو التفاته إنقض عليك
يطلب (رقبتك ) لا جرحك ولا ايذاءك فقط
بل سينتقم ويعوض ما لاقاه على يديك من ذل وحرمان
فتعود إلى ما كنت عليه بل وأشد
لذا فهي تحتاج إلى دوام حذر
و كل ذلك لا يكون أبدا إلا بالاستعانة والصدق في طلب النجاة ودوام المرابطة
والثبات على هدفك
أنك يجب أن تتغير ولن يهزمك شيئا
و أول هذا الشيء نفسك
إذ كيف يكون أقوى عائق لك عن الفلاح نفسك التي بين جنبيك
فشمر وأبشر ولا تعجز

ثاني ما يجب معرفته عن نفسك كل شيء
نعم كل شيء
وهو بالأمر اليسير جدا إن شاء الله
فقط إن أخلصت ورغبت بصدق ودعوت واستعنت
أما إن تكاسلت وسخرت من هذا المعنى أو أهملته
فستظل كما أنت ولن تتقدم
فتبناه ولو مرة في حياتك
و دعني أقول لك أن تغييرك لنفسك يشبه المعركة
وأنت بلا شك تريد النصر فيها
فكيف تنتصر على عدو لا تعلم عنه شيا؟؟؟
بل عليك الاجتهاد في أن تعرف كل شيء عن هذا الذي تريد التغلب عليه
نقاط ضعفه ونقاط قوته
فتهزمه بالاثنين
واعلم لأنك تريد وجه الله بذلك...تغيير نفسك
سيطول الأمر و يصعب
و إن كنت تريده لدنيا أو حظ نفس
لربما تغيرت بين عشية أو ضحاها
ولكنك لأنك تريد التغيير لله
فستجتمع الدنيا كلها عليك لتمنعك وسيجلب عليك إبليس بخيله و رجله يمنعك
ومن هذا نفسك
وكله بقدر الله
ليختبر صدقك
و المرء إن استحضر هذا المعنى وفطن له
أن كل عقبة وقفت في طريقه هي بقدر الله ليختبر صدقه
هان عليه الأمر وتحمس و علت همته
و بذل الجهد الكبير في سبيل ذلك
و سيوفق
و الله إن صدق وصبر سيوفق
و الآن كيف تعرف عن نفسك كل شيء؟
أولا-بالملاحظة
ثانيا-بالتامل والتفكر
ثالثا-بالتسجيل
و سيأتي تفصيلها إن شاء الله

بعض الناس بصرهم الله بنفوسهم
فتجده إذا سأل ماذا تحب وماذا تكره؟
ماذا تريد؟
ماذا تتمنى؟
ماذا تحسن وماذا لا تحسن؟
تجده يجيب من دون تفكير أو تردد
إذ بصره الله بنفسه
وأغلب هؤلاء هم الأشخاص الذين لهم سمات تميزهم عن غيرهم
ومنهم أصحاب المباديء المعينة
فتجده يختلف عن غيره بمبادئه ومواقفه له سمات تجلعه مميزا عنهم
مثل هؤلاء عرفوا أنفسهم واتخذوا لهم طريقا خاصا في هذه الحياة يوظفون فيه ما يحسنون
ويُقوِّمون ما به يعابون
و يَقُون أنفسهم بما اتخذوه من مباديء ما قد يؤخرهم أو يؤثر عليهم سلبا
وبعض الناس تجده لا شكل له ولا وصف
لا تستطيع أن تصنفه
بل قد لا تجد سمة معينة تميزه
هل هو جاد أم هزلي
واضح أم غامض
لا مبدأ له ولا ميزة تشير إلى نفسه وشخصيته
فمثل هؤلاء أغلبهم إن قيل له من أنت؟
ماذا تريد؟
لا يحسن الرد لأنه لا يحسن معرفة ذلك
وسبق وقلنا أن تغيير نفسك يحتم عليك أن تعرف عنها كل شيء
كل شيء
عاداتك
مميزاتك
عيوبك
ما تحب وتكره
مايسعدك وما يحزنك
ما تهواه وما لا تهواه
ما تفعله على مضض وما تقبل عليه
متى تنشط ومتى تكسل
ما يلفت انتباهك وما لا تهتم به
كل شيء
كل شيء
و قد أوصى الشيخ محمد حسين يعقوب بذلك في كتابه قصة الإلتزام
-وهو الكتب الذي أوصيك بضرورة قرائته-
أوصى بأن تكتشف في نفسك كل شيء
ولو أبسط الأشياء
ولكن كيف تعرف ذلك؟
إذا كنت ممن لا يعرف عن نفسه شيء أو لم يكفر في الأمر قبل ذلك
ربما قد تجد صعوبة في البداية في تحديد معالم نفسك وملامحها
واعلم أن الدعاء هنا يلعب الدور الأساس
فادعو بصدق (اللهم بصرني بنفسي و أعني عليها)
(اللهم بصرني بي و أعني على حسن عبادتك)
(اللهم بصرني بعيوبي وأعني على إصلاحها وبصرني بمحاسني وأعني على توظيفها)
(اللهم الهمني رشدي و قني شر نفسي)
وافتقر وتذلل بين يدي الله وسيوفقك
ثم ابدأ بالآتي :

أولا- الملاحظة
لاحظ نفسك 24 ساعة
لاحظها خلال سلوكها اليومي و كن يقظا تجاه سلوكك
لاحظ ما هو أول ما تجري عليه فور استيقاظك من النوم؟
(سمعت الشيخ هاني حلمي يقول في أحد دروسه أن اول ما يأتي في ذهنك فور أن تفتح عينك من النوم و آخر ما تفكر فيه قبل نومك هو ما يسكن قلبك بحق)
لاحظ ما الذي يثير عصبيتك و درجات ذلك؟
لاحظ متى يغضبك والداك و متى يغضبك أخوك و متى يغضبك صديقك؟
و لاحظ هل درجة غضبك تجاه الثلاث واحدة؟
لاحظ سلوكك مع الغرباء و سلوكك مع المقربين
لاحظ هل انت سريع ام بطيء
متى تتثاقل و متى تنشط
ما الذي يثير اهتمامك و انت تسير في الشارع
مشاجرة؟
ام طفل فقير يتسول
ام لا شيء؟
لاحظ كل شيء
و هنا كتب علم النفس تلعب دورا لا بأس به فيمكنك الإستعانة بالقراءة فيها
لتحدد بعد ذلك تحليل لما لاحظت
و كذلك دروس التربية
كمدارج السالكين للشيخ محمد حسين يعقوب
و كتاب قصة الإلتزام يفيد جدا في هذا الأمر
و كذلك سل من حولك عن عيوبك و مميزاتك
عن ملاحظاتهم حولك ولا تخجل من ذلك
بل ستستفيد إفادة عظيمة جدا
و قد تستغرق هذه الفترة منك بعض الوقت لتسكتشف نفسك
و غالبا ما ستسمر معك هذه الخطوة إلى ما لا نهاية
وتلك اليقظة مع الوقت ستعتادها
فتتعود ان تلحظ نفسك في كل حالك
ثم
ثانيا-تأمل و تفكر
فيما لاحظت
فسل نفسك لماذا تصرفت بهذا الشكل في الموقف الفلاني؟
أه يبدو اني من العصبيين (مثلا)
لماذا اهتممت بهذا الأمر إلى هذا الحد و هو لا يعنيني
اه يبدو أني من الذين يهتمون بما لا يعنيهم (مثلا)
لماذا لم أساعد اختي في مذاكرتها حين طلبت مني ذلك رغم اني لم اكن مشغول
اممم يبدو اني لدي خلل في فقه العبودية و صنائع المعروف (مثلا)
او اني اناني و لا اهتم بالاخرين (مثلا)
و هكذا
تفكر و تامل و اشغل ذهنك بما لاحظته ثم لا تنسى
ثالثا-التسجيل
أن تسجل في دفتر كل ما خرجت به من المرحلتين السابقتين
و ذلك بعد تحديد عدة أقسام:
عاداتي
مميزاتي
عيوبي
ما أحب
ما اكره
او ان شئت كتبت من دون تصنيف
و مثاله ان تكتب:
شخصيتي يغلب عليها الجد و الحزم فلا أحب الأمور المائعة
واضح أني صريح لا أحب اللف و الدوران
مشكلتي اني متسرع و متهور ولا أحسن الصبر
اكتشفت اني أحب المال كثيرا واخرج الصدقات بصعوبة و بعد مجاهدة
من عاداتي الحسنة اني لا أحب الأكل امام التليفزيون مما يوفر من الوقت الذي أستغرقه في الأكل
لا أحب المكوث في البيت كثيرا
من عاداتي السيئة أني أستغرق وقتا طويلا لكي أفيق من نومي مما يضيع الكثير من الوقت
و هكذا

والآن هنيئا لك
فلقد صار لديك cv كامل عن نفسك
تستطيع الآن ان تحدد على أي ثغور الإسلام يمكنك ان تقوم
على ثغر الدعوة الحركية ، لا بل الدعوة المقروءة
لا بل الدعوة على افنترنت
لا ليس لدي في الدعوة أصلا فانا لست بفصيح
و لكني احب التصميم
لا بل أحب التفكير إذا ساعمل بالمجالات الفكرية
بل اللغات و الترجمة
و هكذا
بل و يمكنك ان تحدد باي درجة تستطيع ان تخدم في الثغر المناسب لك
هل بدرجة ممتاز
لا بل بدرجة مقبول،
إذا ينقصني الكثير من المهارات
لا بل بدرجة جيد جدا
إذا يمكنني البدء و اكتسب ممتاز بالخبرة
و هكذا
هل ترى الآن كم الفتح الذي سيفتح الله به عليك فقط بقرار واحد؟
ان تتغير
واعلم أن غيرك الكثيرين سبقوك في هذا المجال
و لديهم بالفعل دفاتر يسجلون فيها مثل هذه الأشياء
و استفادوا منها إفادة جمة في السير إلى الله
فوظفوا مميزاتهم و عالجوا عيوبهم
أي غيروا انفسهم بما اكتشفوه عن انفسهم
و قد قرأت ذات يوم في كراسة خاصة لأحد هذه الشخصيات
علمت بعدها ان هذه الكراسة تسجل فيها ما تعرفه عن نفسها على النحو الذي ذكرناه
قرأت في اول صفحة فيها
(انت قادرة على تحقيق هدفك
قادرة على التغيير
قادرة على ان تصلي لمرتبة الصديقين و الصالحين
فقط يلزمك دفع تكاليف هذا الهدف بالجد و التعب و السهر و بعض المشقة و الحرمان
لقد وصل قبلك كثيرين استعانوا بالله فأعانهم
و صدقوه فصدقهم
و انتي تعرفي السبيل فلتسعي إليه
الجنة غالية
و أغلى منها رؤية الله فيها
ولو لم تكن لك الجنة فلمن تكون؟
لو لم تكن الجنة فستكون النار و العذاب و الحسرة
و تذكري أن أشد عذاب أهل النار
أنهم لن يروا الله فيها
فهيا اعملي)
الغريب أن الكراسة كانت مملوءة بالصفحات المكتوبة لا البيضاء
فقلت سبحان من بصرها بكل هذا
و علمت بعدها انها كلما فترت و غاب عنها حلم التغيير
قرات هذه الكلمات فاعادها الله إلى الهمة من جديد
و قد ذكر الشيخ محمد حسين يعقوب نفسه في كتاب قصة الإلتزام
تجربته الشخصية في التغيير
ووصف اللحظات التي مرت عليه حين وقف مع نفسه وقفة في الحرم يسجل فيها كل ما يعرفه عنها
فالرجوع إليها مفيد جدا
فالأمر إذا يسير
فهيا شمر و استعن و أبشر
و أبدا لا تعجز

قلت:
أي غيروا انفسهم بما اكتشفوه عن انفسهم
كيف؟
باستغلال ما توصلت إليه عن نفسك في قهر نفسك أو ترقيتها
بأن فعلوا ما سجلوه
كيف برده؟
سنعطي مثال
لنفترض اك قسمت دفترك إلى
مميزات
عيوب
عادات (و فيها ما تحب و ما تكره)
و الآن لنفترض انك تعاني إصرار على ذنب
ولا تعلم كيف تتوب منه
حاولت مرارا ولكن لا جدوى
هنا قد نجد في خانة مميزاتك انك تحسن الصبر
فنقول لك استعن على ذنبك بان تصبر على مجاهدتك له قدر استطاعتك
و اصبر على باب الله حتى يفتح لك و تتنزل عليك الرحمات و لتوبة
حسنا
و ماذا لو كتب في خانة العيوب مثلا : لا أحسن الصبر
نقول لك اذا تعلم من ذنبك هذا الصبر
ان تجاهد و تصبر على مجاهدتك
أن تخالف هواك و تصبر على ذلك
و ستفعل
مع الوقت و التركيز ستفعل
لأنه سيصير الصبر في ذاته لك هدفا
فستجد نفسك تنشغل عن ذنبك و شهوتك بتعلم الصبر فيه
و سينقلب الأمر إلى تحدي و ستحرص على الفوز به
و مع الوقت ستحصل التوبة من الذنب و الصبر معا
حسنا
ماذا لو كتب في خانة ما أكره: المشكلة اني لا احب الصبر أصلا
هنا ستكتشف مرضا خطيرا في قلبك لم تكن تعلم به من قبل
و هو أنك لا تحب طاعة من الأساس
و هذا خطير
و سيعوقك كثيرا جدا
و هنا سينبغي عليك ان تتعلم الصبر من أساسه
و ذلك بان تقرأ عنه أو تسمع عنه و عن حكمه
و تقرأ الكثير من القصص حوله
ثم تحاول ممارسته و تطبيقه
مع الدعاء و الإستعانة و سؤال الله التوفيق
حسنا
نتيجة ذلك كله ماذا ستكون؟
ستجد أنه من خلال تطبيق واحد فقط على حياتك و سيرك مع الله
تعلمت عبادة من أهم العبادات بل هي ملاك الأمر كله
ألا و هي الصبر
فتجد انك إن كنت منحته فعلا....ستزيده و ترتقي فيه
و إن كنت لا تحسنه...ستتعمله
و إن كنت لا تحبه من الأساس...ستتوب من هذا الذنب الخطير و تقي نفسك هذا العيب و تصير تحب الصبر و متى أحببت الشي صار منك
و هذا هو التغيير بعينه
فانت دائما في تغيير سواء كنت مميزا بالأمر او فاقدا له أو لا تحبه
و قس على ذلك أشياء كثيرة جدا
فكلما قابلك عائقك
افتح دفترك
و تفكر
أي هذه المميزات يعينك على التخلص من مرضك و تخطي عائقك؟
و اي من هذه العيوب يمكن ان يزيد الأمر سوءا
و أي من هذه العادات يمكن ان يكون معينا على العلاج
فانت ستستغل مميزاتك في قهر عيوبك
وستستغل عيوبك في كسب مميزات اخرى (من خلال مجاولة تحصيل ما يضادها)
و ستوظف عاداتك لتعالج بها عيوبك و لتحافظ على مميزاتك
و ستوظف هواك (ما تحب و ما تكره) إما في
اكتساب مزيد من المميزات
المحافظة على المميزات الحالية[
قهر عيوبك
استكشاف عيوب جديدة
و مع المداومة على هذا ستتغير بحق و ستعتاد نفسك منك ذلك
بل و ستعطى القدرة على التربية الذاتية
فط يلزمك الصدق و الإستعانة
و بذل الوقت والجهد
و دائما استعن بورقتك و قلمك
و مما يعين في ذلك كثرة القراءة حول التغيير و سبله
و ثمراته الطيبة
و كثرة القراءة حول حالات العلماء مع تغيير انقسهم و قهرها
مثل سير السلف و معالجتهم لأنفسهم
و اعلم أنك متى وفقت في تغيير نفسك
ستوفق بإذن الله في تغيير سلوكك مع الله و مع الخلق
و لا تستعجل أبدا الثمرة
و اعلم ان سلاحك في قهر أي عدو هو دعائك
دعائك سلاحك
و صدقك عماد نصرك
وجهدك وصبرك ثمن ظفرك
و الجنة ثمرة معركتك
فشمر و أبشر ولا تعجز
المصدر:مدونة باسمك أحيا
بقلم : أم جليبيب