سعد العكيدي
:: عضو مُشارك ::
- إنضم
- 21 جانفي 2008
- المشاركات
- 398
- نقاط التفاعل
- 0
- النقاط
- 6
- العمر
- 59
ولد الشاعر معروف الرصافي في سنة 1875 ببغداد حيث أكمل دراسته فيها ، ثم انتقل إلى القسطنطينية والقدس ، وبعد إتمام دراسته عاد الى وطنه .
يمتاز أسلوب الرصافي بمتانة لغته ورصانة أسلوبه ، وله آثار كثيرة في النثر والشعر واللغة والآداب أشهرها ديوانه (الرصافي) حيث رتب إلى احد عشر بابا في الكون والدين والاجتماع والفلسفة والوصف والحرب والرثاء والتاريخ والسياسة وعالم المرأة والمقطعات الشعرية الجميلة 0
يمتاز أسلوب الرصافي بمتانة لغته ورصانة أسلوبه ، وله آثار كثيرة في النثر والشعر واللغة والآداب أشهرها ديوانه (الرصافي) حيث رتب إلى احد عشر بابا في الكون والدين والاجتماع والفلسفة والوصف والحرب والرثاء والتاريخ والسياسة وعالم المرأة والمقطعات الشعرية الجميلة 0
قصيدة (يا قوم ُ إن العدا )
يا قوم ُ إن العدا قد هاجموا الوطنا فانضوا الصوارم واحموا الأهل والسكنا
واستنفروا لعدو الله كل فتى ممن نأى فـي أقاصي أرضكم ودنا
واستنهضوا من بني الإسلام قاطبة ً من يسكن البـدو والأرياف والمدنا
واستقتلوا في سبيل الذود عن وطن ٍ بـه تـقيمون ديـن الله والسننـا
قصيدة ( يوم الفلوجة )
قالها في مدينة الفلوجة البطلة ومقاومتها ضد الاستعمار عام 1941م
أيـهـا "الإنكـليز" لن نتناسى بـغـيكـم في مساكن الفلوجة
ذاك بـغـي لـن يـشفيَ الله إلا بـالـمواضي؛ جريحه وشجيجه
هـو كـرب تـأبـى الحمية أنَّا بـسـوى السيفِ نبتغي تفريجه
هـو خـطـب أبكى "العراقيين" والـشام وركنَ البِنْيةِ المحجوجه
حـلَّـهـا جـيشكم يريد انتقاماً وهـو مـغـرٍ بالساكنين علوجه
يـوم عـاثت ذئاب "آشور" فيها عـيـشـة تحمل الشنار سميجه
فـاسـتـهـنتم بالمسلمين سفاها واتـخـذتـم مـن اليهود وليجه
وأدرتـم فـيها على العزْلِ كأساً مـن دمـاء بالغدر كانت مزيجه
واسـتـبـحـتم أموالها وقطعتم بـيـن أهـل الديار كل وشيجه
أفـهـذا تـمــــدن، وعلاء شـعـبكم يدَّعي إليه عروجــه
أم سـكرتم لما غلبتم بحــربٍ لـم تـكـن في انبعاثها بنضيجه
قـد نـتـجنا لقوحها عن خداج فـلـذاك انـتهت بسوء النتيجه
هـل نسيتم جيشاً لكم مبذعراً شـهـدت جـبنه سواحل "إيجه"
وهوى بانهزامه حصن "اقريـط" وأمـسـى قذى على "عين فيجه
سـوف يـنـأى بـخزيه وبعار عـن بـلاد تـريد منها خروجه
لا تـغـرنـكـم شـبـاكٌ كبار أصـبـحت لاصطيادنا منسوجه
لـسـتـم اليوم في المسالك إلا جـمـلاً تـحت صدره دُحروجه
وطـنٌ عـشـتُ فيه غير سعيد عيش حر يأبى على الدهر عوجه
أتـمـنـى فـيـه السعادة لكن لـيـس لـي فـيه ناقة منتوجه
أخـصـب الله أرضـه ولو اُني لـسـت أرعى رياضه ومروجه
كـل يـوم بـعــزه أتـغـنـى جـاعـلاً ذكـر عـزه أهزوجه
مـا حـيـاة الإنـسان بالذل إلا مـرة عـنـد حَسْوها ممجوجه
فـثـنـاء "لـلـرافدين" وشكراً وسـلامـاً عـلـيك يا "فلوجه"
الأرملة المرضعة
لَقِيتُها لَيْتَنِـي مَا كُنْتُ أَلْقَاهَـا تَمْشِي وَقَدْ أَثْقَلَ الإمْلاقُ مَمْشَاهَـا
أَثْوَابُـهَا رَثَّـةٌ والرِّجْلُ حَافِيَـةٌ وَالدَّمْعُ تَذْرِفُهُ في الخَدِّ عَيْنَاهَـا
بَكَتْ مِنَ الفَقْرِ فَاحْمَرَّتْ مَدَامِعُهَا وَاصْفَرَّ كَالوَرْسِ مِنْ جُوعٍ مُحَيَّاهَـا
مَاتَ الذي كَانَ يَحْمِيهَا وَيُسْعِدُهَا فَالدَّهْرُ مِنْ بَعْدِهِ بِالفَقْرِ أَشْقَاهَـا
المَوْتُ أَفْجَعَهَـا وَالفَقْرُ أَوْجَعَهَا وَالهَمُّ أَنْحَلَهَا وَالغَمُّ أَضْنَاهَـا
فَمَنْظَرُ الحُزْنِ مَشْهُودٌ بِمَنْظَرِهَـا وَالبُؤْسُ مَرْآهُ مَقْرُونٌ بِمَرْآهَـا
كَرُّ الجَدِيدَيْنِ قَدْ أَبْلَى عَبَاءَتَهَـا فَانْشَقَّ أَسْفَلُهَا وَانْشَقَّ أَعْلاَهَـا
وَمَزَّقَ الدَّهْرُ ، وَيْلَ الدَّهْرِ، مِئْزَرَهَا حَتَّى بَدَا مِنْ شُقُوقِ الثَّوْبِ جَنْبَاهَـا
تَمْشِي بِأَطْمَارِهَا وَالبَرْدُ يَلْسَعُهَـا كَأَنَّهُ عَقْرَبٌ شَالَـتْ زُبَانَاهَـا
حَتَّى غَدَا جِسْمُهَا بِالبَرْدِ مُرْتَجِفَاً كَالغُصْنِ في الرِّيحِ وَاصْطَكَّتْ ثَنَايَاهَا
تَمْشِي وَتَحْمِلُ بِاليُسْرَى وَلِيدَتَهَا حَمْلاً عَلَى الصَّدْرِ مَدْعُومَاً بِيُمْنَاهَـا
قَدْ قَمَّطَتْهَا بِأَهْـدَامٍ مُمَزَّقَـةٍ في العَيْنِ مَنْشَرُهَا سَمْجٌ وَمَطْوَاهَـا
مَا أَنْسَ لا أنْسَ أَنِّي كُنْتُ أَسْمَعُهَا تَشْكُو إِلَى رَبِّهَا أوْصَابَ دُنْيَاهَـا
تَقُولُ يَا رَبِّ، لا تَتْرُكْ بِلاَ لَبَنٍ هَذِي الرَّضِيعَةَ وَارْحَمْنِي وَإيَاهَـا
مَا تَصْنَعُ الأُمُّ في تَرْبِيبِ طِفْلَتِهَا إِنْ مَسَّهَا الضُّرُّ حَتَّى جَفَّ ثَدْيَاهَـا
يَا رَبِّ مَا حِيلَتِي فِيهَا وَقَدْ ذَبُلَتْ كَزَهْرَةِ الرَّوْضِ فَقْدُ الغَيْثِ أَظْمَاهَـا
مَا بَالُهَا وَهْيَ طُولَ اللَّيْلِ بَاكِيَةٌ وَالأُمُّ سَاهِرَةٌ تَبْكِي لِمَبْكَاهَـا
يَكَادُ يَنْقَدُّ قَلْبِي حِينَ أَنْظُرُهَـا تَبْكِي وَتَفْتَحُ لِي مِنْ جُوعِهَا فَاهَـا
وَيْلُمِّهَا طِفْلَـةً بَاتَـتْ مُرَوَّعَـةً وَبِتُّ مِنْ حَوْلِهَا في اللَّيْلِ أَرْعَاهَـا
تَبْكِي لِتَشْكُوَ مِنْ دَاءٍ أَلَمَّ بِهَـا وَلَسْتُ أَفْهَمُ مِنْهَا كُنْهَ شَكْوَاهَـا
قَدْ فَاتَهَا النُّطْقُ كَالعَجْمَاءِ، أَرْحَمُهَـا وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَيَّ السُّقْمِ آذَاهَـا
وَيْحَ ابْنَتِي إِنَّ رَيْبَ الدَّهْرِ رَوَّعَهـا بِالفَقْرِ وَاليُتْمِ ، آهَـاً مِنْهُمَا آهَـا
كَانَتْ مُصِيبَتُهَا بِالفَقْرِ وَاحَـدَةً وَمَـوْتُ وَالِدِهَـا بِاليُتْمِ ثَنَّاهَـا
* * * *
هَذَا الذي في طَرِيقِي كُنْتُ أَسْمَعُـهُ مِنْهَا فَأَثَّرَ في نَفْسِي وَأَشْجَاهَـا
حَتَّى دَنَوْتُ إلَيْهَـا وَهْيَ مَاشِيَـةٌ وَأَدْمُعِي أَوْسَعَتْ في الخَدِّ مَجْرَاهَـا
وَقُلْتُ : يَا أُخْتُ مَهْلاً إِنَّنِي رَجُلٌ أُشَارِكُ النَّاسَ طُرَّاً في بَلاَيَاهَـا
سَمِعْتُ يَا أُخْتُ شَكْوَى تَهْمِسِينَ بِهَا في قَالَةٍ أَوْجَعَتْ قَلْبِي بِفَحْوَاهَـا
هَلْ تَسْمَحُ الأُخْتُ لِي أَنِّي أُشَاطِرُهَا مَا في يَدِي الآنَ أَسْتَرْضِي بِـهِ اللهَ
ثُمَّ اجْتَذَبْتُ لَهَا مِنْ جَيْبِ مِلْحَفَتِي دَرَاهِمَاً كُنْـتُ أَسْتَبْقِي بَقَايَاهَـا
وَقُلْتُ يَا أُخْتُ أَرْجُو مِنْكِ تَكْرِمَتِي بِأَخْذِهَـا دُونَ مَا مَنٍّ تَغَشَّاهَـا
فَأَرْسَلَتْ نَظْرَةً رَعْشَـاءَ رَاجِفَـةً تَرْمِي السِّهَامَ وَقَلْبِي مِنْ رَمَايَاهَـا
وَأَخْرَجَتْ زَفَرَاتٍ مِنْ جَوَانِحِهَـا كَالنَّارِ تَصْعَدُ مِنْ أَعْمَاقِ أَحْشَاهَـا
وَأَجْهَشَتْ ثُمَّ قَالَتْ وَهْيَ بَاكِيَـةٌ وَاهَاً لِمِثْلِكَ مِنْ ذِي رِقَّةٍ وَاهَـا
لَوْ عَمَّ في النَّاسِ حِسٌّ مِثْلُ حِسِّكَ لِي مَا تَاهَ في فَلَوَاتِ الفَقْرِ مَنْ تَاهَـا
أَوْ كَانَ في النَّاسِ إِنْصَافٌ وَمَرْحَمَةٌ لَمْ تَشْكُ أَرْمَلَةٌ ضَنْكَاً بِدُنْيَاهَـا
هَذِي حِكَايَةُ حَالٍ جِئْتُ أَذْكُرُهَا وَلَيْسَ يَخْفَى عَلَى الأَحْرَارَ فَحْوَاهَـا
أَوْلَى الأَنَامِ بِعَطْفِ النَّاسِ أَرْمَلَـةٌ وَأَشْرَفُ النَّاسِ مَنْ بِالمَالِ وَاسَاهَـا
( أرى عيشنا )
أرى عيشنا تأبَى المنـون امتـداده كأنّا على كيـس المنـون نعيـش
وما زال وجه الأرض يُوسعه الرَّدى لطاماً وهاتيـك القبـور خُـدوش
كأن انقـلاب الأرض ماء كأننـا على الماء من ريح الحيـاة نقـوش
لـحـا الله دنيـاً يـوم بأهلـها تـهدّ حصـون اوتثـل عـروش
تروح سهام العيش فيـها طوائشـاً وللموت سهم لا يكـاد يطيـش
نَمدّ إلـى قطـب الـمُنَى وهـي جمّة من العمر كفاً لا تكاد تنـوش
ونرجو ومن سيف الردى فِي رجائنا جِراحـات يـأس ما لَهـنّ أروش
وأجمل بوجه العيش لو لَم يكن بـه حنانيك من ظفُر الخطوب خـموش
دهانا لرامي الموت سهم مقرطـس نَجيـفٌ بـأدواء الحيـاة مريـش
لعمرك أن الدَّهـر تغلـي خطوبـه وإنّ عويـل الصارخيـن نشيـش
وما الدَّهـر إلاّ للخلائـق منضـج لـه مِرجَـل بالحادثـات يَجيـش
كأنّ جيوش الـموت رافقـة بنـا فتزحف منـا للحـروب جيـوش
ومن نظر الدُّنيـا بعيـن اعتبـاره تَساوت مُهـود عنـده ونعـوش