سلام عليكم
في ظل الظروف الدولية الراهنة التي يعيشها الوطن العربي من مشرقه إلى مغربه نجد أن حراكا سياسيا وعسكريا تبقى الجزائر فيه بعيدة عن كل الأحداث حيث انها تسير ضد تيار الشعوب المناهضة للأنظمة الظالمة فقد دعمت الأنظمة على حساب الشعوب فدافعت عن القذافي إلى غاية موته وتدافع عن الأسد إلى غاية تصفية آخر سوري أعزل... هذا ما تعتبره الجزائر موقفها من الأوضاع في العالم العربي وهذا شأنها الخاص...
لكن أن تكون ملتزمة بالمواثيق الدولية في سبيل حرية أبناءها فهذا مالا يتقبله العقل ، ما يجعل المواطن العادي يعتقد أن دولته متضامنة مع "الجهاد والتوحيد" على حساب أبناءها الذين يستنكرون هذا الأداء الغير مرضي للسياسة الخارجية للدولة الجزائرية ، فها نحن اليوم نفقد احد شهداءنا "تواتي الطاهر" الذي كادت أن تكتب له الحياة لولا أن الدبلوماسية الجزائرية وضعت رأسها في الرمل مثل النعامة وكأن الأمر لا يعنيها...
من جهة أخرى إذا كانت الدولة تحاول أن تقنع العالم بأنها لا تلتزم بدفع الفدية للجماعات فهذا العذر مردود عليها فقد فاوضتها الجماعات باتفاقية التبادل بين الشهيد تواتي الطاهر والقياديين الثلاثة الذين قبض عليهم في بريان في غرداية، إضافة إلى ذلك تطرح عديد الاستفهامات حول تراجع الجزائر في آخر لحظة عن التفاوض مما عجل بتصفية ابن الجلفة (دائرة مسعد) والأكيد ان الزمن كفيل بالإجابة عن هذا الغموض في الرؤية الدبلوماسية...
حالنا اليوم بفقدان الابن البار للجلفة الطاهر تواتي ينبأ بغد مظلم لا نعرف نهايته ، لا نستطيع في هذه اللحظات الحزينة إلا أن نكظم غيظنا ونكتب عبارات حزن وأسى فلا يمكن بحال من الأحوال أن نرجع الشهيد الطاهر ولكننا سنبكي حظنا لان الطاهر لو كان من أبناء الكبار لقامت الدنيا ولم تقعد ، ولكن وأسفاه نعيش في زمن الطغيان الساعة فيه تمشي بالمقلوب عقاربها يحركها المستهترون بأرواح الناس ولا يعنيهم من مات في سبيل الوطن الذي تكاد سفينته تغرق بأيدي الغاصبين...
الطاهر أسفي على دولتي في يوم شهادتك تعرض فلما في يتيمتها يبرز مدى الانحطاط وكأني بها تقنع شعبها بان تزامن إذاعة فلم كرنفال في دشرة وخبر شهادتك عندها سيان والحقيقة التي يجب أن يعرفها الجيل أن الدولة أظهرت هويتها الحقيقية في نشر سياستها من خلال هذا الفلم والذي كان ممنوعا إلا في يوم استشهادك...
يا شهيد الوطن... اعلم أن دولتك لم تخاطب شعبها في ثامنة اليتيمة بعد استشهادك وكأن الأمر لا يعنيها... الا أن كل شاشات العالم رسمت بأخبارها تاريخ استشهادك... فياسفي على أمتي....
انا لله وانا اليه راجعون..... تغمده الله بواسع رحمته والهم ذويه الصبر والسلوان
آخر تعديل:
