حسم الترجي مسألة الزعامة في المجموعة الأولى من مسابقة دوري أبطال أفريقيا مع ضيفه ورفيقه في رحلة التأهل إلى المربع الذهبي سانشاين ستارز النيجيري بتغلّبه عليه بهدف نظيف يوم الأحد ضمن الجولة الخامسة قبل الأخيرة من دور المجوعات أو الدور ربع النهائي للمسابقة.
ولم تتبق للترجي (المتصدّر برصيد 9 نقاط) سوى جولة أخيرة شكلية سيتنقّل فيها إلى جاره أولمبي الشلف الجزائري ليخوض معه مباراة تأدية واجب، في حين سيكون سانشاين معفى لأن منافسه سيكون النجم الذي عوقب من قبل الـ"كاف" بالاستبعاد.
وأهم ما جناه الترجي من هذه المباراة هو ضمان خوضه إياب موعد الدور نصف النهائي على ملعبه رادس سواء كان المنافس مازيمبي الكونغولي أو الأهلي المصري بسبب تصدره.
يوم "السّعد" للترجّي
هو يوم "السعد" للترجي لعدّة اعتبارات يبقى أولها وأهمها ضمان فريق "الدم والذهب" التأهل إلى الدور نصف النهائي في النسخة الحديثة (وما يقابله الدور النهائي في نسخة المسابقة القديمة) وفي صدارة المجموعة للمرة الثامنة في تاريخه بعد سنوات (1999، 2000، 2001، 2003، 2004، 2010،2011 و2012).
كما أنه يوم السعد الترجي لأن الفريق حقّق رقماً قياسياً تمثّل في حصد 5 انتصارات متتالية في مسابقة دوري أبطال أفريقيا ضمن دوري المجموعات.
يُضاف إلى ذلك أن الفريق حقّق رقماً مميزاً آخر تمثّل في خوض 21 مباراة متتالية ضمن دوري الأبطال بلا هزيمة، و30 مباراة متتالية لحساب مختلف المسابقات الإفريقية آخرها كانت الهزيمة بتاريخ أكتوبر 2006 أمام مواطنه النجم الساحلي بنتيجة (1-3) على أرضية الملعب الأولمبي بالمنزه.
وفي معقله "أولمبي رادس"، دخل الترجي وسط أجواء ماطرة موقعة تحديد زعيم المجموعة وحاول الضغط منذ البداية على ضيفه النيجيري بحيازة السيطرة الميدانية، ولكن اجتهادات الثلاثي المتكوّن من المهاجم الكاميروني جوزيف يانيك نجانغ والجناحين المميّزين، يوسف المساكني ورفيقه الجزائري يوسف البلايلي لطالما أجهضت بسبب التسرّع وعدم التركيز في الأمتار الأخيرة أمام المرمى النيجيري.
وفي ظلّ هذه المعطيات لم يحفل الشوط الأول بفرص عديدة، عدا اثنتين فقط، الأولى كانت بقدم مهاجم الترجي نجانغ الذي أضاع فرصة تسجيل الأسبقية مبكّراً رغم انفراده التام بالحارس النيجيري (12)، بينما كانت الفرصة الثانية مكتسية بعناوين رد الفعل للفريق الضيف الذي أهدر بدوره فرصة ثمينة وجدت أمامها الحارس الشاب معزبن شريفية الذي أنقذ الموقف (30).
المساكني يهدي هدف الخلاص
في النصف الثاني من حوار المتأهلين، لم تختلف الصورة فيه عن سابقه حيث استأنف الترجي سيطرته على ردهات اللقاء بنسبة امتلاك كبيرة للكرة، ومواصلة العمل على مطلب دكّ مرمى الفريق الضيف بالهدف الافتتاحي الذي لم يتأخّر فعلاً، فبعد تهديد أول حمل توقيع البلايلي من تسديدة قوية جاورت المرمى إثر تمهيد للمساكني (47)، جاء هدف الخلاص بواسطة هذا الأخير الذي قطع ما يقارب 40 متراً قبل أن يرسل عرضيّة في اتجاه مهاجمي الترجي اعترض طريقها مدافع سانشاين إيبي توغوا ليغالط بها حارس مرماه ويعلن افتتاح النتيجة (52).
ومن باب الإشارة نذكر أنّ يوسف المساكني بهدفه اليوم في مرمى سانشاين، يوقّع على خامس أهدافه في المسابقة هذا الموسم (هداف الترجي) والتاسع له في مجمل مشاركاته مع الترجي، كما عادل رقم زميله في الفريق وجدي بوعزي بـ 9 أهداف.
وبعد إحرازه الهدف الأول لم يتراجع لاعبو فريق "باب سويقة" إلى مناطقهم الدفاعية، وواصلوا ممارسة ضغطهم الهجومي الذي أسفر عن فرصة ذهبية لمضاعفة النتيجة وتأمين الفوز من عمل جماعي مميّز بدأ من البلايلي الذي مرّر كرة خلفية في اتجاه المساكني الذي قام بدوره بتهيئة الكرة عبر تمويه ذكي للكاميروني نجانغ وهذا الأخير أضاعها بغرابة (74).
وبعد ذلك لم تشهد المباراة أية تطورات ملفتة، لينزل النسق بشكل كبير عند الاقتراب من الدقائق الأخيرة، قبل صافرة الحكم السوداني خالد عبد الرحمان التي أكدت أحقية الترجي بالعبور إلى الدور نصف النهائي للمرة العاشرة في تاريخه بأعرق المسابقات الأفريقية.