اسد الشيشان
:: عضو مُشارك ::
- إنضم
- 6 فيفري 2008
- المشاركات
- 348
- نقاط التفاعل
- 2
- النقاط
- 7
دخل رجلٌ على الخليفة العباسي "المعتصم بالله"، وقال له: يا أمير المؤمنين.. لقد أغار الروم على بلادنا، فقتلوا الرجال، وسبوا النساء والأطفال، وأحرقُوا المدينة، وسَمِعْتُ امرأةً عربيّةً تستغيثُ وتَصْرُخُ "وامعتصماه"، فهب المعتصم قائلاً: "لبيك يا أخت الإسلام"، فجهَّز جيشًا جرَّارًا مضى به إلى مدينة "عمُّورية"، وحرَّر تلك المرأة وكلَّ مَن معها!!.
ومنذ ذلك أصبحت تلك القصة مثالاً يحتذى به في النخوةِ والنجدةِ والشهامة العربية وعظمة الإسلام، فجلُّنا يردد بين الفينة والأخرى "وامعتصماه" للتدليل على النخوة والشهامة العربية.
وفي زمن كزماننا هذا جُرِّد من النخوة والشهامة التي لطالما تحلَّى بها العرب والمسلمون، وانقلبت الموازين رأسًا على عقب، فنرى في هذه الأيام الكيان الصهيوني المغتصب المحتل وأعوانه هبُّوا واندفعوا بلا منطقٍ ولا إنسانية كعادتهم لتحرير جندهم المأسور "جلعاد شاليت"، وها هي "إسرائيل" تثبت مرةً أخرى للعالم المخادع مدى وحشيتها وإرهابها، حين قامت قوات الاحتلال بقتل الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ من شتى القطاع، وقطع الوقود والكهرباء، وغلق المعابر عن غزة!!.
فكم من نساءٍ في فلسطين قالت "وامعتصماه"!!، وكم من ثكلى ناجت "وامعتصماه"!!، وكم من حرةٍ شريفةٍ صاحت وبكت "وامعتصماه"!!.
لقد لامست النخوة قلب المعتصم في ذلك الحين، لكنها لم تلامس قلب أي حاكم عربي وزعيم مسلم!!.
فأجسام تنبض بالحياة صارت أشلاءً متناثرة، ومنازل عامرة باتت حطامًا، وأعراس انقلبت لمآتم، وظلام يعمّ الطرقات والبيوت بعد أن نفد الوقود، هذا هو خلاصة المشهد الراهن في قطاع غزة!!.
كل ذلك ولم يتحرَّك أي حاكم عربي أو مسلم لنصرة ونجدة هذا الشعب المحاصر، إلا أن القيادة المصرية في اللحظة الأخيرة، بعد أن استُشهد أكثر من 77 من المرضى لعدم إسعافهم، فتحت معبر رفح على استحياء؛ فمصر لديها الكثير والكثير، وعليها أن تستمر في فتح معبر رفح، المنفذ الوحيد الآن المتاح لقطاع غزة، وأن تقف بجوار الحق الفلسطيني كما كانت على مدار التاريخ، وأن تُقدِّم المساعدات والوقود، والغذاء والدواء، وكافة الاحتياجات لأهالي قطاع غزة المحاصرين، وأن تسمح للجهود الشعبية بمدِّ إخوانهم المحاصرين في غزة بكل مقوماتِ الحياة الأساسية.
فقطاع غزة يعاني وضعًا مأساويًّا فريدًا، فرغم صغر مساحة القطاع (360 كم2 تقريبًا)، فإنه يضم وحده نحو 23% من إجمالي اللاجئين الفلسطينيين المقيدين لدى الأونروا، والذين ينتشرون في الضفة الغربية، إضافةً إلى الأردن وسوريا ولبنان.
وتعاني مخيمات غزة أوضاعًا إنسانيةً بالغةَ السوء؛ فأكثر من 81% من بيوت المخيمات تفتقر لوجود شبكة للصرف الصحي، وتعتمد بدلاً من ذلك على حفر آبار تقليدية؛ مما يؤدي إلى تسرب هذه القاذورات إلى المياه الجوفية المستخرجة في عمليات الشرب والطهي؛ حيث لا يتوافر لدى غالبية سكان القطاع مصدر غيره، وهي مياه محمَّلة بالأمراض، بحسب منظمة الصحة العالمية!!.
أين النخوة والكرامة العربية؟! بل أين الرجولة يا حكَّامنا؟! أكل هذا من أجل الكراسي والمناصب الزائلة؟!! بئست هي طالما أنها لم تنقذ حرمات المسلمين ومقدساتهم في فلسطين والعراق!!.
ونلاحظ أن العالم الغربي بقيادة الإدارة الأمريكية الصهيونية يقف متفرِّجًا واصفًا الفلسطينيين- حتى حين يقتَلون- بأنهم إرهابيون؛ فلا مجلس أمن ٍ ولا دولَ عظمى، والأكثر من ذلك أنه لم يتحرك أي زعيم عربي، ولم يحرِّك ساكنًا ولو بكلمة، إلا أن: "عودوا لطاولة المفاوضات، عودوا وهرولوا من جديد"!!.
فهم لم يقرءوا ولم يسمعوا بقصة المعتصم وغيرها، سمعوا بأمريكا والاستسلام، "وما باليد حيلة".. هذا آخر ما قرءوه!!.
فنحن كشعوب عربية لنا القدرة على تشخيص الخطأ، ولكننا مغلوبون على أمرنا؛ لا نستطيع أن نقوم بواجبنا كاملاً؛ لأن حكامنا أطبقوا الحصار علينا من كل اتجاه وصوب؛ فأجهزتهم الأمنية والاستخباراتية على أهبة الاستعداد لإيداع من يتجرَّأ ويعارض قراراتهم السجن والاعتقال!!.
فمصر- قلب العروبة والإسلام- فقدت موقعها وتخلَّت عنه، فبدلاً من أن تقف مع شعبها ضد هذه الهجمة الشرسة، تمنع المظاهرات وتعتقل المئات، وتعرقل المساعدات بصورة أو بأخرى!!.
والحكام العرب أصبحوا أقرب إلى الإدارة الأمريكية من شعوبهم، فلم يحركوا ساكنًا، وها نحن نراهم يفتحون أذرعهم لبوش ويرقصون معه؛ ليؤمِّن لهم حمايتهم، رغم يقينهم أنه الرهان الخاسر؛ فالرئيس بوش لم يأتِ إلى المنطقة من أجل صنع سلام وحلِّ القضية الفلسطينية، وإلا لما ترك هذه المسألة إلى العام الأخير من ولايته، بل جاء من أجل توزيع الأدوار وإكمال الاستعدادات لشن حرب جديدة؛ فهو لا يعرف غير إشعال الحروب، ولا تنحصر خبراته إلا في تفكيك الدول وقتل مئات الآلاف بل الملايين من الأبرياء!!.
ولاة الأمور.. ألا من صلاحٍ؟! ألا من فلاحٍ؟! ألا من رشادِ؟!
ألا من سبيلٍ لعزٍّ قريبٍ بصلحِ الشعوب وترك الأعادي؟!
ألا من سبيلٍ لجمع الشمل وطاعة ربٍّ عليه اعتمادي؟!
ألا من سبيل لعزٍّ بدنيا ونرجو النجاةَ بيوم التناد؟!
وعلينا جميعًا المساهمة بكل ما نستطيع لإغاثة إخواننا في فلسطين، ومحاصرة مشاعر الإحباط واليأس التي قد تتسرَّب إلى قلوب البعض، وبثُّ الأمل في النفوس، والتأكيدُ على الثقة بالله- سبحانه وتعالى- وأن هناك حسابات ومعايير أخرى للنصر، إضافةً إلى الحسابات والمعايير المادية الظاهرية، وإيقاظُ المشاعر والعواطف تجاه ما يحدث من انتهاكات لمقدسات الأمة واعتداءات على أرواح وأعراض أبنائها!!، مع أهمية ضبط هذه المشاعر وتوجيه ردود الأفعال المتولِّدة عنها توجيهًا إيجابيًّا صحيحًا نحو خطوات فاعلة ومؤثرة، بعيدًا عن التخريب والتدمير والمواجهات المعطِّلة وغير المثمرة، والحثُّ على إحياء روح الجهاد في الأمة، ومحاربةُ الوهن المتمثِّل في حب الدنيا وكراهية الموت، والتأكيدُ على أهمية التربية إعدادًا للجهاد؛ حيث إن الجهاد المثمر لا بد أن تسبقه تربيةٍ للفرد وللمجتمع.
فلا أمل إذًا إلا في الشعوب العربية والإسلامية الحية والأبية التي تضحي بكل غالٍ وثمين لنجدة إخوانهم في فلسطين، وعلى المؤسسات والهيئات الخيرية، ومنظمات المجتمع المدني في كل أنحاء العالم التقدم ومد يد العون للمضارين والمحرومين في غزة
اين انتم يا حكاب العرب افيقوا سوف تسألون عنها يوم القيامة
ومنذ ذلك أصبحت تلك القصة مثالاً يحتذى به في النخوةِ والنجدةِ والشهامة العربية وعظمة الإسلام، فجلُّنا يردد بين الفينة والأخرى "وامعتصماه" للتدليل على النخوة والشهامة العربية.
وفي زمن كزماننا هذا جُرِّد من النخوة والشهامة التي لطالما تحلَّى بها العرب والمسلمون، وانقلبت الموازين رأسًا على عقب، فنرى في هذه الأيام الكيان الصهيوني المغتصب المحتل وأعوانه هبُّوا واندفعوا بلا منطقٍ ولا إنسانية كعادتهم لتحرير جندهم المأسور "جلعاد شاليت"، وها هي "إسرائيل" تثبت مرةً أخرى للعالم المخادع مدى وحشيتها وإرهابها، حين قامت قوات الاحتلال بقتل الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ من شتى القطاع، وقطع الوقود والكهرباء، وغلق المعابر عن غزة!!.
فكم من نساءٍ في فلسطين قالت "وامعتصماه"!!، وكم من ثكلى ناجت "وامعتصماه"!!، وكم من حرةٍ شريفةٍ صاحت وبكت "وامعتصماه"!!.
لقد لامست النخوة قلب المعتصم في ذلك الحين، لكنها لم تلامس قلب أي حاكم عربي وزعيم مسلم!!.
فأجسام تنبض بالحياة صارت أشلاءً متناثرة، ومنازل عامرة باتت حطامًا، وأعراس انقلبت لمآتم، وظلام يعمّ الطرقات والبيوت بعد أن نفد الوقود، هذا هو خلاصة المشهد الراهن في قطاع غزة!!.
كل ذلك ولم يتحرَّك أي حاكم عربي أو مسلم لنصرة ونجدة هذا الشعب المحاصر، إلا أن القيادة المصرية في اللحظة الأخيرة، بعد أن استُشهد أكثر من 77 من المرضى لعدم إسعافهم، فتحت معبر رفح على استحياء؛ فمصر لديها الكثير والكثير، وعليها أن تستمر في فتح معبر رفح، المنفذ الوحيد الآن المتاح لقطاع غزة، وأن تقف بجوار الحق الفلسطيني كما كانت على مدار التاريخ، وأن تُقدِّم المساعدات والوقود، والغذاء والدواء، وكافة الاحتياجات لأهالي قطاع غزة المحاصرين، وأن تسمح للجهود الشعبية بمدِّ إخوانهم المحاصرين في غزة بكل مقوماتِ الحياة الأساسية.
فقطاع غزة يعاني وضعًا مأساويًّا فريدًا، فرغم صغر مساحة القطاع (360 كم2 تقريبًا)، فإنه يضم وحده نحو 23% من إجمالي اللاجئين الفلسطينيين المقيدين لدى الأونروا، والذين ينتشرون في الضفة الغربية، إضافةً إلى الأردن وسوريا ولبنان.
وتعاني مخيمات غزة أوضاعًا إنسانيةً بالغةَ السوء؛ فأكثر من 81% من بيوت المخيمات تفتقر لوجود شبكة للصرف الصحي، وتعتمد بدلاً من ذلك على حفر آبار تقليدية؛ مما يؤدي إلى تسرب هذه القاذورات إلى المياه الجوفية المستخرجة في عمليات الشرب والطهي؛ حيث لا يتوافر لدى غالبية سكان القطاع مصدر غيره، وهي مياه محمَّلة بالأمراض، بحسب منظمة الصحة العالمية!!.
أين النخوة والكرامة العربية؟! بل أين الرجولة يا حكَّامنا؟! أكل هذا من أجل الكراسي والمناصب الزائلة؟!! بئست هي طالما أنها لم تنقذ حرمات المسلمين ومقدساتهم في فلسطين والعراق!!.
ونلاحظ أن العالم الغربي بقيادة الإدارة الأمريكية الصهيونية يقف متفرِّجًا واصفًا الفلسطينيين- حتى حين يقتَلون- بأنهم إرهابيون؛ فلا مجلس أمن ٍ ولا دولَ عظمى، والأكثر من ذلك أنه لم يتحرك أي زعيم عربي، ولم يحرِّك ساكنًا ولو بكلمة، إلا أن: "عودوا لطاولة المفاوضات، عودوا وهرولوا من جديد"!!.
فهم لم يقرءوا ولم يسمعوا بقصة المعتصم وغيرها، سمعوا بأمريكا والاستسلام، "وما باليد حيلة".. هذا آخر ما قرءوه!!.
فنحن كشعوب عربية لنا القدرة على تشخيص الخطأ، ولكننا مغلوبون على أمرنا؛ لا نستطيع أن نقوم بواجبنا كاملاً؛ لأن حكامنا أطبقوا الحصار علينا من كل اتجاه وصوب؛ فأجهزتهم الأمنية والاستخباراتية على أهبة الاستعداد لإيداع من يتجرَّأ ويعارض قراراتهم السجن والاعتقال!!.
فمصر- قلب العروبة والإسلام- فقدت موقعها وتخلَّت عنه، فبدلاً من أن تقف مع شعبها ضد هذه الهجمة الشرسة، تمنع المظاهرات وتعتقل المئات، وتعرقل المساعدات بصورة أو بأخرى!!.
والحكام العرب أصبحوا أقرب إلى الإدارة الأمريكية من شعوبهم، فلم يحركوا ساكنًا، وها نحن نراهم يفتحون أذرعهم لبوش ويرقصون معه؛ ليؤمِّن لهم حمايتهم، رغم يقينهم أنه الرهان الخاسر؛ فالرئيس بوش لم يأتِ إلى المنطقة من أجل صنع سلام وحلِّ القضية الفلسطينية، وإلا لما ترك هذه المسألة إلى العام الأخير من ولايته، بل جاء من أجل توزيع الأدوار وإكمال الاستعدادات لشن حرب جديدة؛ فهو لا يعرف غير إشعال الحروب، ولا تنحصر خبراته إلا في تفكيك الدول وقتل مئات الآلاف بل الملايين من الأبرياء!!.
ولاة الأمور.. ألا من صلاحٍ؟! ألا من فلاحٍ؟! ألا من رشادِ؟!
ألا من سبيلٍ لعزٍّ قريبٍ بصلحِ الشعوب وترك الأعادي؟!
ألا من سبيلٍ لجمع الشمل وطاعة ربٍّ عليه اعتمادي؟!
ألا من سبيل لعزٍّ بدنيا ونرجو النجاةَ بيوم التناد؟!
وعلينا جميعًا المساهمة بكل ما نستطيع لإغاثة إخواننا في فلسطين، ومحاصرة مشاعر الإحباط واليأس التي قد تتسرَّب إلى قلوب البعض، وبثُّ الأمل في النفوس، والتأكيدُ على الثقة بالله- سبحانه وتعالى- وأن هناك حسابات ومعايير أخرى للنصر، إضافةً إلى الحسابات والمعايير المادية الظاهرية، وإيقاظُ المشاعر والعواطف تجاه ما يحدث من انتهاكات لمقدسات الأمة واعتداءات على أرواح وأعراض أبنائها!!، مع أهمية ضبط هذه المشاعر وتوجيه ردود الأفعال المتولِّدة عنها توجيهًا إيجابيًّا صحيحًا نحو خطوات فاعلة ومؤثرة، بعيدًا عن التخريب والتدمير والمواجهات المعطِّلة وغير المثمرة، والحثُّ على إحياء روح الجهاد في الأمة، ومحاربةُ الوهن المتمثِّل في حب الدنيا وكراهية الموت، والتأكيدُ على أهمية التربية إعدادًا للجهاد؛ حيث إن الجهاد المثمر لا بد أن تسبقه تربيةٍ للفرد وللمجتمع.
فلا أمل إذًا إلا في الشعوب العربية والإسلامية الحية والأبية التي تضحي بكل غالٍ وثمين لنجدة إخوانهم في فلسطين، وعلى المؤسسات والهيئات الخيرية، ومنظمات المجتمع المدني في كل أنحاء العالم التقدم ومد يد العون للمضارين والمحرومين في غزة
اين انتم يا حكاب العرب افيقوا سوف تسألون عنها يوم القيامة
.