ملايين الدولارات يتم إنفاقها سنوياً على مستحضرات التجميل، خاصة مستحضرات مقاومة الشيخوخة. ترنو النساء أن تجد فى تلك المستحضرات حلاً سحرياً يمكنهن من الرجوع بالوقت إلى الوراء، أو ربما إيقاف الزمن أملاً فى التمتع بجمال لا يخبو. ولكن قبل أن تنفقى الكثير على مستحضرات التجميل التى لا يبيع بعضها إلا الوهم أحياناً، نلقى لك الضوء فيما يلى على بعض الحقائق حول أكثر مستحضرات التجميل شيوعاً.
- منظفات البشرة: إن مستحضرات تنظيف البشرة التى تحتوى على أحماض و الببتيدات و الفيتامينات لن تبقى على وجهك إلا لفترة وجيزة جداً لن تؤدى إلى إستفادتك منها. إبحثى بدلاً عن ذلك عن مرطبات للبشرة بنفس المكونات حيث يمكن للبشرة إمتصاصها و الإستفادة منها. وإن كنت لازلت تحرصين على إستخدام منظفات خاصة للبشرة، فتأكدى من ملائمتها لنوع بشرتك. فالمستحضرات التى تحتوى على أحماض مثل الهايدروكسى أسيد سوف تهيج بشرتك الجافة كثيراً.
- كريمات الهالات السوداء حول العين: إن أفضل المنتجات المختبرة لمنطقة لعلاج الهالات تحت العين هى تلك التى تحتوى على الكافيين، رغم أنه يستحيل تقريباً علاج الهالات السوداء فى منطقة محيط العين بالمستحضرات الموضعية. لأنها غالباً ما تظهر نتيجة بسبب وراثى. مثل مشاكل البشرة الرقيقة أو الأوردة الكبيرة فى منطقة محيط العين أو الحساسية، إلا أن الكريمات المحتوية على الكافيين قد تحل المشكلة بشكل مؤقت ، فتقلل الإنتفاخ عن طريق تقليل احتباس الماء وتعطى مظهر أكثر نعومة. كذلك تعمل على قبض الأوعية الدموية فتساعد على تخفيف الهالات السوداء. ولكنها تؤثر فقط على الطبقة السطحية من الجلد. فإذا كانت المشكلة تتعدى الطبقات السطحية فلن يتم حلها. ولكن ربما تتحسن قليلاً بشكل مؤقت.
- الكريمات المضادة للتجاعيد: يتراوح سعر المستحضرات المضادة للتجاعيد من من 10-100$، وقد يصل بعضها إلى 500 $. ولكن عند إختبار تلك المستحضرات معملياً لم يتبين ثمة فارق واضح بين الأغلى ثمناً والأرخص. ولا تعطى أغلبها النتائج المأمولة، خاصة مع التجاعيد العميقة. فبدلاً من إنفاق الكثير على المستحضرات المضادة للتجاعيد، إحرصى على تجنبها فى المقام الأول. إستخدمى مستحضراً جيداً للوقاية من أشعة الشمس ورطبى بشرتك جيداً و احرصى كذلك على تناول كمية وفيرة من الماء.فالحماية هى أفضل طرق تجنب التجاعيد وهى ليست باهظة الثمن.
كما فعلت بعض الشركات أو الأفراد في اتخاذ الإعشاب مدخلا لحل بعض المشكلات الصحية، وخلطها بالمواد الكيميائية، ما ضاعف من أضرارها في كثير من الأحيان، نجد أن بعض الشركات لجأت أيضاً إلى المواد العشبية كتجارة في مجال أدوية التخسيس، والتجميل، وخلافه .
ووفقا لبعض العينات التي وردت للإدارة العامة للأدلة الجنائية بشرطة دبي، والخاصة بأدوية التخسيس والتجميل العشبية، وجد أن المواد الكيميائية مواد أساسية في تكوين تلك الأدوية، ويتم اتخاذ المنتج العشبي مدخلاً لترويج الدواء كنوع من التدليس والغش التجاري .
أكد المقدم خبير أول خالد السميطي مدير إدارة السموم في الإدارة العامة للأدلة الجنائية أن التخسيس بالطرق العادية باتباع نظام غذائي تحت إشراف طبي، أو ممارسة الرياضة هو السبيل الامثل للحياة، مشيراً إلى أن البعض أصبح يلجأ إلى الطرق السريعة والسهلة في اتباع الحمية الغذائية، باستخدام الأدوية الكيميائية، أو ما يطلق عليها أدوية عشبية، وهذه أضرارها جمة على الجسم بشكل عام .
وقال: إنه من خلال الفحوصات التي تمت على عينات لتلك الأدوية العشبية أو مستحضرات التخسيس المنتشرة في الأسواق تبين ان الشركات اتخذت من مسميات بعض الأعشاب مدخلا لتجارة تدر ربحا عليهم ولكنها لا تفيد مستخدميها، بل الأكثر من ذلك أنها تعرضهم إلى مخاطر بسبب المواد الكيميائية المضافة .
وقال المقدم خالد السميطي: إن الأسواق الخليجية مليئة بمنتجات عشبية تباع في الأسواق المحلية ويمكن جلبها عبر الهاتف من خلال خدمات التوصيل وتباع على أنها أعشاب تخفف الوزن، وتزيل الشحوم، وتساعد على النحافة، وبالتحليل في عدة مختبرات خليجية تبين أنها جميعها مهما اختلفت مسمياتها تحوي مادة “السيبوترامين” المتواجدة في الصيدليات بتركيزات مختلفة غير معروفة او مجهولة، وان الشركات المصنعة لها تتحايل على الأمر ولا تذكر هذه المادة ضمن المحتويات الداخلة في تصنيع تلك الكبسولات المنحفة .
السيبوترامين ومخاطرها
وأشار إلى أن “مادة السيبوترامين” ظهرت عام 1999 للاستخدام الصيدلاني الشعبي، ولكن في شهر يناير/كانون الثاني عام 2010 منع تداوله عالمياً لما له من خطورة على الصحة العامة، حيث ثبت تأثير السيبوترامين الضار على الجهاز الدموي، والقلب، والأوعية الدموية، كما أن لها تأثيرات جانبية على القلب بشكل مباشر .
ومنذ عام 2010 فإن لجنة “أيما” العالمية، ولجنة المنتجات الطبية للاستعمالات البشرية أوصت بمنع مادة السيبوترامين وتداولها واستعمالها في علاج السمنة أو البدانة، أو الأمراض المصاحبة في جميع مناطق أوروبا نظراً لأن الدراسات أثبتت أنها تسبب مشكلات في القلب والأوعية الدموية لمستخدميه، كما أنها تتسبب في الجلطات الدموية، ونوبات القلب المميتة، وبالتالي أصبحت فوائدها في التخسيس لا تساوي مشكلاتها المميتة، وهنا وجدنا أن هيئة الغذاء الأمريكية منعت تناولها أو تداولها .
وأكد أن هناك شركات أنتجت خلطات الرجيم العشبي تنتشر بصورة كبيرة في الآونة الأخيرة، وتباع على انها خلطات تخسيس، دون ذكر دخول السيبوترامين ضمن مكوناتها وهذا يعتبر غشاً وتدليساً لافتاً إلى أن هناك عدة أنواع من الكبسولات التي يطلق عليها سريعة المفعول في النحافة أو قطع الشهية، حيث إن بعضها يحتوي على مادة الكربوفانول وهي مادة عشبية مسببة للإسهال، تحتوي على السيبوترامين، وملوثة بالمعادن السامة، أيضاً هناك كبسولات مشهورة كتب عليها منحفة وآمنة وصحية وليس لها تاثير جانبي، ولا تسبب الإسهال، وبتحليلها وجد أنها تحتوي على ذات مادة السيبوترامين، كذلك كبسولات تباع وعليها عبارة عشبية 100%، وكتب أنها من خلاصة النباتات وآمنة وليست سامة، وصنعت في دولة آسيوية، وغلفت الكبسولات بالألمونيوم فويل، وبتحليلها وجد احتواؤها على السيبوترامين أيضاً وغيرها الكثير، والأخطر من ذلك أن هذه الأدوية أصبحت تباع عبر الهاتف، ويتم توصيلها إلى المنازل عبر وكلاء لتلك الشركات داخل الدولة دون أي رقابة أو تصريح .
إخفاء المكونات
من جانبها قالت الخبير اول كيمياء بثينة الخويلدي ان هناك الكثير من المواد أو الأدوية التي يدعي منتجها أنها مثبطة للشهية، ومنها ما هو على هيئة شاي، أو أقراص أو كبسولات عشبية، أو مشروبات، أو مساحيق ودهانات، وجميعها من واقع العينات الواردة للفحص تبين احتواؤها على مواد كيميائية مثل السيبوترامين أو المنتولنثالين، وأحيانا وجدنا المادتين معا في تكوين بعض الأدوية .
ورغم ان السيبوترامين ممنوع بأمر من وزارة الصحة إلا ان المصنعين لتلك الأدوية لا يذكرون وجودها ضمن محتوي تلك الادوية مؤكدة أن مادة المنتولنثالين هي مادة مسرطنة وموقوفة أيضاً طبياً .
وأكدت أن هناك تعاوناً بين شرطة دبي وبين رقابة الأغذية في البلدية، وهيئة الصحة، في مجال فحص هذه الأدوية، ولكن الكثير منها يدخل بطرق سرية او يتداول عبر الإعلانات التلفزيونية في محطات تلفزة عربية أو أجنبية، ويتم إرسال بعض تلك الأدوية إما عبر أشخاص داخل الدولة أو عبر البريد، والغريب أن هذه الأدوية تتواجد داخليا ويتم توصيلها بالمجان، وأسعارها ليست رخيصة بل إنها باهظة الثمن .
وطالبت بضرورة سن قوانين تمنع وتعاقب على تداول مثل هذه الأدوية، خاصة مع الانتشار غير الطبيعي لها في السوق المحلي، وتساءلت هل يتم إخضاع هذه الأدوية أو تلك المنتجات إلى التحليل والفحص قبل التداول؟ أو يتم الاكتفاء بالنظر في الأوراق الخاصة بها إذا كانت قادمة بأوراق شحن، والمطلوب في هذا الصدد ضرورة إخضاعها للتحليل في مختبرات موثوقة حتي لا نضطر بعد فترة إلى منعها لعدم صلاحيتها أو بعد أن تظهر من وراء استخدامها أضرار صحية .
طبيبات وخبيرات متجولات
ولفتت الخبيرة بثينة إلى ظاهرة الدكاترة المتجولين، أو خبيرات التجميل المتجولات، وهذه أصبحت منتشرة أيضاً في الدولة حيث يقمن بعمليات تجميلية داخل المنازل دون معرفة ما هي خبرتهن، أو ماذا يحملن من مواد يتم استخدامها في تلك العمليات، ومدى سلامتها .
وأشارت إلى انه من واقع بعض القضايا الواردة وبفحص بعض المواد المستخدمة يتبين أنها ضارة أو تحتوي على مواد مخدرة، لافتة إلى ورود قضيتين في هذا الصدد إحداهما خاصة بحقن البوتكس وأخرى بالتاتو .
واشارت إلى ان قانون المهن الطبية يجّرم مثل هذه الافعال، ولكن هؤلاء يقومون باعمالهم في الخفاء، ويتنقلون حاملين حقائبهم بين البيوت، وامرأة تنصح صديقتها وهكذا دون أي نوع من الرقابة أو التفاعل من أفراد المجتمع .
غش الحنة
وأكدت الخبيرة الخويلدي أن الغش طال الحنة، وطال مواد تمليس الشعر، وغيرها من المواد التجميلية، فالحنة تم خلطها بمواد صبغية كيمائية وكتب عليها حنة طبيعية، وأيضاً حنة اليد أضيفت لها مواد بترولية لإظهار اللون سريعا مما أدى إلى إصابة البعض بحروق من جرائها، وسقوط حاد للشعر .
ولفتت إلى أن إحدى القضايا الواردة، كانت تقديم امرأة عربية بلاغاً بعد وضع نوع من الصبغات التي ادعت الشركات أنها طبيعية مئة في المئة وكانت ليلة العيد وفوجئت أن شعرها يسقط كتلاً فتقدمت ببلاغ، وأخرى أوروبية حدث لها ذات الموقف بعد استخدامها نوعاً من الكراتين لتمليس الشعر، ومع استجواب عاملات الصالونات وجد أنهن يفتقرن لأي خبرات في العمل، مما يستدعي ضرورة وجود اختبارات مبدئية للقادمات للعمل في تلك الصالونات .
مواد خطرة صحياً
الدكتور سيف الدين إبراهيم خبير أول كيميائي بالإدارة العامة للأدلة الجنائية يؤكد أن كل طبيعي الآن أصبح مغشوشاً، وكل المواد الطبيعية المستخدمة مضاف لها مواد كيميائية فمثلا الحنة السوداء تحتوي على مادة فلين ديميلين، التي تعتبر من المواد المحظورة، ولذلك يلجأ المروجون لها لعدم ذكرها في المكونات وتباع على أنها عشبية طبيعية، مشيراً إلى أن هذه المادة تؤدي إلى الأمراض السرطانية، والفشل الكلوي، وتضرر الجلد، وقد تحتوي على مواد عضوية أخرى ملونة من عدة مركبات .
وذكر أن هذه المواد لا تذكر مطلقاً على العبوات، بل فقط نجد حنة بلون القهوة، وأخرى حمراء، وواحدة سوداء وغيرها، وجميعها لا تزيد عن كونها مواد كيميائية مضافة .
وقال إن المشكلة أن هناك اعتقاداً سائداً لدى الكثيرين انه طالما أنه مكتوب على أي مادة طبيعية فهي تعتبر آمنة، فمثلا كحل العين وجدنا فيه مادة الرصاص، وهي تؤدي إلى مشكلات كبرى للعين، بل وتعتبر من المواد السامة، وأثرها تراكمي في العظام، والجسم، ويحل محل الكالسيوم، ويؤدي إلى الهشاشة، بل قد يؤدي إلى تلف خلايا المخ عند صغار السن، أيضاً هناك بعض التجار يكتبون بعض الآيات القرآنية على العبوات، لإعطاء مظهر أنها من الطب النبوي وهذا غير صحيح على الإطلاق .
تحذير
وحذر الدكتور سيف الدين من العديد من منتجات الكحل سواء ما يتواجد على شكل مسحوق أو جل أو خلافه، فكلها مواد رصاص وكبريتية من اجل إعطاء اللون الأسود .
أيضاً حذّر من مادة نباتية حمراء توجد بالأسواق تباع على أنها عشب، وغالبا ما تستخدمها الجنسيات الآسيوية كشامة في اعلى الجبهة، حيث تبين أنها تحتوي على مادة الزئبق الخام، وهي من المواد السامة وتؤدي إلى تهيج الجلد، كذلك مواد تمليس الشعر .
والحقيقة أن صالونات التجميل تفتقر لوجود خبيرات للتعامل معه، والمفترض قبل استخدامها ان يجري اختبار بسيط لمعرفة نوعية فروة جلد الرأس لدى الزبونة، واخذ الاحتياطات اللازمة لعدم تضررها، وبالتالي نجد أن البعض بعد عمل التمليس وهو عبارة عن مواد كيميائية قلوية تفاجأ بسقوط شعرها على شكل خصلات، وبالتالي تكون فروة الرأس تضررت بصورة كبيرة مما يؤدي إلى تقرحات أيضاً .
وأشار إلى أن المطلوب من العاملات في صالونات التجميل، أجراء اختبار الحساسية أولاً، مع استخدام المواد الواقية المسبقة قبل عمل التمليس .
وأكد أن مواد التبييض المنتشرة في الأسواق تعد من المواد الخطرة لانها تحتوي على مركبات تؤثر بل تقتل الميلانين في الجلد، بل تعمل حاجباً، وكثير منها يحتوي على الزئبق، ومركبات التيتنيوم .
مطالبات
وطالب المقدم خبير أول احمد مطر المهيري مدير الإدارة العامة للأدلة الجنائية بشرطة دبي بأن تكون هناك معايير محددة لدخول مثل هذه الأدوية والمواد التي تباع على أنها طبيعية، وان تكون هناك مختبرات مصغرة يعمل عليها مختصون في المنافذ لعمل الفحوصات المطلوبة على تلك الشحنات قبل دخولها وتداولها .
أيضاً المطلوب إنشاء هيئة مختصة بالمواصفات والمقاييس تقوم بدور حيوي ومهم في فحص ومنع دخول اي مواد غير مطابقة للمواصفات، وإلزام الموردين بذكر كافة محتويات المنتج .
وقال: على الجهات المختصة بترخيص الصالونات ومراكز التجميل ضرورة الاستعانة بخبيرات مؤهلات، مع عمل اختبارات لهن قبل التعيين في مراكز معتمدة ومعترف بها في الدولة، والمطلوب أيضاً دور حيوي من جمعية حماية المستهلك في منع دخول وتداول المواد المضرة لأفراد المجتمع .
وأكد أن الجمهور عليه العبء الأكبر في حماية نفسه، ويجب ألا ينساق وراء الإعلانات التي تملأ وسائل الإعلام، في الدول الأخرى والتي يحاول فيها الموردون أو المنتجون لتلك المواد إقناع الناس بجدوى مثل هذه الأدوية بادعاء أنها مصنعة من الأعشاب، والمطلوب منهم عدم الإقدام على شراء أي منتج لا يعرفون مكوناته، وضرورة استشارة الأطباء والمختصين قبل تناول أية أعشاب .
وطالب الجهات المختصة المعنية بالرقابة على الادوية او تلك المواد بأن تفرض عقوبات صارمة على كل من يجلب منتجاً يتسبب في ضرر ولو فرد واحد في المجتمع، ولا نكتفي فقط بعمليات سحب تلك المواد من الاسواق