بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخضرالا براهيمي: هذه قصتي مع الدبلوماسية والثورة وجمال عبد الناصر
سيرة موجزة
وُلد لخضر ابراهيمي في الفاتح من جانفي 1934 بالعزيزية، بلدة نائية من التراب الوطني. كان والده، المدعو صالح، مزارعا وموظفا بسيطا ("خوجة" على وجه التحديد) في إدارة تلك البلدية الصغيرة. الوالد الذي كان يحز في نفسه أنه لم يتلق تعليما، كان يتطلع إلى رؤية ابنه لخضر ابراهيمي وهو يحصل على شهادة التعليم الابتدائي التي كانت شهادة تحظى بتقدير كبير في تلك الفترة. وقد تحقق الرجاء، لكن بعد وفاة صاحبه قبل الموعد.
الأخضرالا براهيمي: هذه قصتي مع الدبلوماسية والثورة وجمال عبد الناصر
سيرة موجزة
وُلد لخضر ابراهيمي في الفاتح من جانفي 1934 بالعزيزية، بلدة نائية من التراب الوطني. كان والده، المدعو صالح، مزارعا وموظفا بسيطا ("خوجة" على وجه التحديد) في إدارة تلك البلدية الصغيرة. الوالد الذي كان يحز في نفسه أنه لم يتلق تعليما، كان يتطلع إلى رؤية ابنه لخضر ابراهيمي وهو يحصل على شهادة التعليم الابتدائي التي كانت شهادة تحظى بتقدير كبير في تلك الفترة. وقد تحقق الرجاء، لكن بعد وفاة صاحبه قبل الموعد.
وبعدما صار يتيم الأب، انتقل لخضر ابراهيمي إلى بلدة عين بسام حيث قضى سنة في التحضير لمسابقة دخول "مدرسة" ( "medersa"، هكذا باللغة الفرنسية، وهي مدرسة أهلية للتعليم الحر) الجزائر العاصمة الشهيرة التي كان التعليم فيها يتم باللغتين العربية والفرنسية. هذا، وقد أنهى لخضر ابراهيمي دراسته بالمؤسسة المذكورة سنة 1953 متوجا إياها بالحصول على الجائزة الأولى في المسابقة العامة للغة العربية المفتوحة لطلاب الثانويات بكل من فرنسا وإفريقيا الشمالية. إثر ذلك مباشرة، التحق بكلية الحقوق ومدرسة العلوم السياسية بالجزائر العاصمة لينتقل بعد ذلك إلى العاصمة الفرنسية، باريس، في شهر سبتمبر من سنة 1955.
إثر انتخابه نائب رئيس لجمعية الطلبة المسلمين لشمال إفريقيا (AEMAN) بالجزائر العاصمة سنة 1954، قام لخضر ابراهيمي بدور نشط في تأسيس الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين (UGEMA) وانتخب نائب رئيس له. هكذا وجد نفسه، مثله مثل جميع الطلبة الجزائريين تقريبا في تلك الفترة، في خضم ذلك الغليان الذي عم الوسط الجامعي كله. هكذا انقطع لخضر ابراهيمي عن الدراسة ليكرس وقته كله للنشاط السياسي. في أفريل 1956، وبالتشاور مع قيادة جبهة التحرير الوطني، أوفده اتحاد الطلبة، برفقة محمد الصديق بن يحيى، إلى ندوة طلبة إفريقيا وآسيا المنعقدة بباندونغ، أي سنة فقط بعد تلك القمة التاريخية لحركة عدم الانحياز التي انعقدت بنفس المدينة الإندونيسية الشهيرة. بعد ذلك مباشرة، وضع المبعوثان نفسهما تحت تصرف وفد جبهة التحرير الوطني بالخارج ليبقى لخضر ابراهيمي، بعد مغادرة بن يحيى، بمفرده بجاكرتا حيث أمضى خمس سنوات كاملة ممثلا لجبهة التحرير الوطني هناك، موسعا مجال نشاطه إلى باقي بلدان المنطقة لاسيما ماليزيا، تيلاندا، برمانيا وسنغافورة. وقد استغل فرصة إقامته هناك لتعلم اللغة الإندونيسية، كما استطاع أن يقيم علاقات ودية مع الرئيس سوكارنو الذي كان يستقبله بكل ودّ. سنة 1961، استدعي إلى القاهرة، مقر وزارة الشؤون الخارجية للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية (GPRA). بعد الاستقلال، قضى لخضر ابراهيمي فترة قصيرة بالإدارة المركزية لوزارة الخارجية قبل أن يعينه الرئيس بن بلة أول سفير للجزائر بالقاهرة في شهر مارس 1963. أثناء إقامته بالعاصمة المصرية، استطاع أن يلج أكثر الأوساط القاهرية تنفذا، رابطا علاقات صداقة مع مشاهيرها من أمثال محمد حسنين هيكل ؛ بل ولقد استطاع أن يقيم صلات مفضلة بالرئيس عبد الناصر. ولاشك أن مثل هذه الحظوة قد سمحت له بالإسهام في قيام علاقات مباشرة بين الرئيسين الجزائري والمصري. وبالفعل، فقد صار الرئيس بومدين يحيط لخضر ابراهيمي برعاية خاصة ويستقبله بانتظام على انفراد. هذه الرعاية مكنته من أن يبقى بالعاصمة المصرية إلى غاية سنة 1970. بعد عودته إلى الجزائر، لم يمكث بوزارة الشؤون الخارجية إلا سنة واحدة إذ تم تعيينه سفيرا من جديد بلندن لدى المملكة المتحدة..
من 1988 إلى 1991، قام لخضر ابراهيمي، بكل عزم وتفان، بمهمة وسيط بلبنان من أجل إبرام اتفاقيات الطائف باسم الجامعة العربية التي كان نائب أمينها العام. وفي 1991، عاد إلى الجزائر لشغل منصب وزير الشؤون الخارجية الذي ما لبث أن استقال منه، سنة 1993. ولم تمض إلا فترة قصيرة حتى دعاه الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة آنذاك وصديقه، بطرس غالي، ليعينه مبعوثا خاصا للمنظمة بالزائير حيث قام بعدد من الزيارات للإسهام في مساعدة بلد مشلول تماما. بعد هذه المهمة، عين لخضر ابراهيمي مبعوثا خاصا لمنظمة الأمم المتحدة على رأس بعثة لمراقبة الانتخابات التي وضعت حدا لنظام الميز العنصري هناك. وفي نفس السنة، عين مبعوثا خاصا للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة باليمن بغرض المساعدة في وضع حد للحرب الأهلية التي كانت قائمة هناك. في 1996، عين لخضر ابراهيمي ممثلا خاصا لمنظمة الأمم المتحدة بهايتي حيث كانت الأمم المتحدة تسعى لمساعدة هذا البلد على النهوض من العواقب التي خلفتها دكتاتورية دوفاليي والعسكريون الذين أطاحوا بالرئيس أريستيد. من 1997 إلى 1999، عين مبعوثا خاصا لمنظمة الأمم المتحدة بأفغانستان إلا أنه استقال في شهر سبتمبر 1999 بسبب قلة الاهتمام الذي كان مجلس الأمن يبديه بشأن الأزمة في أفغانستان. ودائما في إطار الأمم المتحدة، مارس لخضر ابراهيمي، من 1999 2001، مهام نائب أمين عام مكلف بالبعثات الخاصة لدعم مساعي خفظ السلام. وقد قادته شهرته الدولية، سنة 2000، إلى رئاسة لجنة من الشخصيات كُلِّفت بالتفكير حول عمليات حفظ السلام وإعداد تقرير عرف بـ "تقرير ابراهيمي". وبعد سقوط نظام طالبان، عين لخضر ابراهيمي، من جديد، ممثلا خاصا للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بأفغانستان حيث أشرف على عمل المنظمة الأممية في إعادة بناء الدولة الأفغانية.
وفي فيفري 2004، قبل، على مضض، مهمة مؤقتة لحساب منظمة الأمم المتحدة بالعراق التي سرعان ما انسحب منها، في شهر ماي من نفس السنة. ومن 2004 إلى 2005، صار لخضر ابراهيمي مستشارا خاصا للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة إلى غاية استقالته منها في 31 ديسمبر 2005. بعد تقاعده، تمت تزكية لخضر ابراهيمي، في سبتمبر 2006، عضوا في مدرسة العلوم الاجتماعية بمعهد الدراسات المتطورة (Institute of Advanced Studies) بجامعة برينستون Princeton University الأمريكية الشهيرة. لخضر ابراهيمي حائز لدكتورات فخرية من كل من الجامعة الأمريكية ببيروت، جامعة أكسفورد البريطانية، جامعة نيس الفرنسية (كلية الحقوق) وجامعة بولونيا الإيطالية (كلية الحقوق). لخضر ابراهيمي أب لثلاثة أطفال من زوجة هي ابنة ضابط يوغسلافي سابق، وهو صديق لبن بلة، شارك في نقل الأسلحة إلى جيش التحرير الوطني وتوفي على متن إحدى السفن المستعملة لهذا الغرض، وكان ذلك سنة 1956.[SIZE=+0][SIZE=+0][/SIZE][/SIZE][SIZE=+0]
[/SIZE]