وَثفاتٌ؛ مع الفيلم المُسيء لرَسولِنا

الغفران

:: عضو مُشارك ::
إنضم
19 ديسمبر 2011
المشاركات
242
نقاط التفاعل
131
النقاط
9
بسم الله الرّحمن الرّحيم
السّلام عليكُم ورحمةُ الله تعالى وبركاته


إخوَتي في الله؛

/
\
/

مادّةٌ
لكلّ خَير؛ داعيَةٌ.

وَثفاتٌ؛ مع الفيلم المُسيء للرّسول

صلّى الله عليه وسلّم


189.gif
( مَقالٌ

لفَضيلة الشّيخ/ سُلطان بن عَبدالله العُمري؛
يحفظهُ اللهُ تَعالى.


مُلاحظةٌ/
* جُعلَ المَوضوعُ في قِسم العقيدةِ؛ لارتِباطٍ لهُ بذلكَ.

،’

تمهيد: من أصول ديننا تعظيم قدر النبي عليه الصلاة والسلام , وقد تواترت النصوص في علو قدره عند ربه عز وجل .
قال الله تعالى: (( إنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً ومُبَشِّراً ونَذِيراً * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ ورَسُولِهِ وتُعَزِّرُوهُ وتُوَقِّرُوهُ وتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وأَصِيلاً )) [الفتح : 8- 9] .
فذكر تعالى حقاً مشتركاً بينه وبين رسوله -صلى الله عليه وسلم- وهو الإيمان، وحقاً خاصاً به تعالى وهو التسبيح، وحقاً خاصاً بنبيه صلى الله عليه وسلم وهو التعزير والتوقير .
وحاصل ما قيل في معناهما أن : التعزير اسم جامع لنصره وتأييده ومنعه من كل ما يؤذيه .
والتوقير : اسم جامع لكل ما فيه سكينة وطمأنينة من الإجلال والإكرام، وأن يعامل من التشريف والتكريم والتعظيم بما يصونه عن كل ما يخرجه عن حد الوقار .
وهذه المعاني هي المراد بلفظ التعظيم عند إطلاقه، فإن معناه في اللغة : التبجيل، يقال : لفلان عظمة عند الناس : أي حرمة يعظم لها , ولفظ التعظيم وإن لم يرد في النصوص الشرعية، إلا أنه استعمل لتقريب المعنى إلى ذهن السامع بلفظ يؤدي المعنى المراد من (التعزير والتوقير) .
أيها الكرام.. كلنا سمع ما جرى من إنتاج فلم نال من نبي الأمة وسيدها صلى الله عليه وسلم , حيث تضمن مشاهد مخزية وسيئة لا تليق بأبسط رجل من عامة الناس , فكيف برسول الأمة عليه الصلاة والسلام , وحول ماجرى , إليكم هذه الوقفات والهمسات :
- اليقين الجازم بعداوة اليهود والنصارى وبغضهم للإسلام وأهله , قال تعالى ((قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ))[آل عمران:118] . وقال تعالى: ((وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا ))[آل عمران:120] .
- من الملاحظ هنا أن مُخرج الفلم " يهودي " والممثلين من النصارى , فانظر كيف اجتمع هؤلاء على إنتاج ما يعادي الإسلام ويسخر بنبي الإسلام .
- سلسلة المكائد للإسلام تتجدد بين فترة وأخرى , وتاريخ الرسل حافل بأنواع من الأذى والابتلاء ومنها ((وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ ))[الأنعام:34] , ((وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ ))[الأنعام:10] .
- يزعم بعضهم بأن ماجرى من القائمين على الفلم هو نوع من الحرية , فنقول: أي حرية تمس مشاعر نحو ثلث سكان العالم؟ ووالله لو كان هذا الفلم في السخرية بملك من ملوك الدول لقامت الدنيا ولم تقعد ولتحركت له السفارات وقامت لأجله المؤتمرات .
- مهما فعل أهل الباطل تجاه رسولنا فلنعلم ونوقن بأنهم هم الخاسرون وهم المقطوعون من الخير كما قال تعالى: (( إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ ))[الكوثر:3] قال ابن تيمية رحمه الله تعالى : لايوجد من شنأ الرسول إلاّ بتره الله حتى أهل البدع المخالفون لسننه .
- لابد من تجديد وتأكيد قاعدة الولاء والبراء في نفوس أهل الإيمان , وقد تكاثرت نصوص الوحيين بتأصيل هذا الركن العظيم ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ ))[الممتحنة:1] ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ ))[المائدة:51] .
- إذا كان هذا الفلم قد تضمن اعتداءً واضحاً على سيرة نبينا وعرضه وأدبه فلنعلم أن الرافضة الكفرة الفجرة يمارسون كل يوم وفي كل محفل الاعتداء على نبينا , وذلك حينما يطعنون في زوجته عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها , ولا شك أن الطعن فيها هو طعن في نبينا عليه الصلاة والسلام لأنها زوجته وحبيبته .
- يجب أن نطمئن إلى أن الله تبارك وتعالى لهم بالمرصاد , قال جل وعلا ((وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ))[الأنفال:30], وقال جل وعلا (( إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ))[الفجر:14] وقال تقدس اسمه ((إنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ))[الأحزاب:57] وقال تبارك وتقدس: (( إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ))[الحجر:95] , وقال سبحانه: ((إنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا ))[غافر:51] .
وهذه ضمانات إلهية لنبيه عليه الصلاة السلام وسنن الله شاهدة بذلك , وحينما نتذكر كيف أساء كفار قريش للرسول عليه الصلاة والسلام وكيف عاد فاتحاً لمكة ودخلت العرب أفواجاً في دينه ، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .
- ينبغي أن لا ينسيا هذا الحدث مآسي المسلمين في البلاد الأخرى كسوريا وبورما والعراق واليمن .
- ما حدث من تأثّر مجتمعات المسلمين وتأجّج مشاعرهم يدل على قوة عاطفة جيّاشة ومحبة فطرية للخير فعلى دعاة الخير ربط عواطف الناس بزمام العلم وأن توظف تلك العواطف في تعظيم التوحيد خصوصاً وغيره عموماً.
- نقل شيح الإسلام ابن تيمية عن بعض المجاهدين أنهم ذكروا أنّ بعض حصون العدو قد يستعصي عليهم حتى يكاد اليأس منه فإذا سبّ العدوُ رسولَ الله وزاد غيظنا عليهم جاء الله بالفرج فكان أولئك المجاهدون يتباشرون بتعجيل النصر عندما يسب العدوُ رسولَ الله .
- إذا كنا نتفق على جريمة ماخرج في ذلك الفلم فيجب أن نتفق أيضاً على أن ردود الأفعال يجب أن تكون بالحكمة وليس بالقوة والتهور وأذية الآخرين وإحداث الفوضى في البلاد , والخطأ لا يعالج بالخطأ .
- من أعظم أسباب نصرة النبي عليه السلام دعوة الناس لتوحيد الله ولزوم السُنّة والإقتداء به في سنته وتطبيقها على النفس والأسرة والمجتمع على قدر الاستطاعة؛ لأنه إذا عظّم الناس شأن التوحيد والسُنّة ظهر الحق وزهق الباطل.
- لا شك أن العالم كله تسامع بالخبر, ولعل غير المسلمين بدأوا يبحثون ويقرأون عن حقيقة هذا النبي ودينه, فهل ياترى سيجدون لدى المسلمين برامج دعوية في التعريف بالإسلام ونبي الإسلام؟ إنها فرصة دعوية كبيرة , لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً .
- الدفاع عن النبي عليه السلام ليس وقفاً على شخصه الكريم بل تتسع دائرة الدفاع فتشمل كل ما يتعلق بشخصه وشأنه عليه السلام , ومن ذلك : الدفاع عن أصحابه وزوجاته وآل بيته، ويدخل في ذلك أيضاَ كتب السنة التي تجمع أحاديثه وأخباره وسيرته.
- قال جماعة من أهل العلم : لا ينبغي مشاهدة الفلم المسيء ولا نشره ولا تداوله بحجة التحذير منه حتى لا نساهم في زيادة انتشاره وتحقيق أهداف صانعيه .
- جزى الله خيراً كل من ساهم في الدفاع عنه عليه السلام من حكومات وولاة أمر وغيرهم من جميع أفراد المسلمين .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وفّقكمُ اللهُ.
 
بارك الله فيك شيخ وجزاك الله خيرا
 
بارك اللهم فيك، و صلى اللهم و سلم على خير خلقك محمد و أله و صحبه و من اقتفى أثر و اهتدى بسنته الى يوم الدين.
قال الله تعالى ( و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين)، و قال تعالى( و لا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون) و قال تعالى ( انهم يكيدون كيدا و أكيد الله. فمهل الكفرين أمهلهم رويدا )
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top