- إنضم
- 24 ماي 2008
- المشاركات
- 2,602
- نقاط التفاعل
- 939
- نقاط الجوائز
- 473
- الجنس
- أنثى
- آخر نشاط
بسمِ الله الرّحمن الرّحيم
,،
,،
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد رسول الله وعلى آله وصحابته الذين لا يبغون عن كتابه حولا ، ويسمع لهم بالقرآن دوي كدوي النحل . فرضي الله عنهم اجمعين ..
* قال الله تعالى :
"وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ. [الشورى:52]. " ..
/ [ فالقرآن روح ] ، وللروح آثرها ، ومن آثارها الحياة والنمو والقوة والسمع والبصر والادراك . وكما أن الروح ، حياة للابدان والاجساد ، فكذلك القرآن حياة للقلوب و الأرواح ، فالقلوب تمنوا وتقوى وتدرك وبالقرآن تستضيء وتشرق ، والقرآن شفاء لمن خالطت قلوبهم بشاشة الايمان ، فأشرقت وتفتحت لتلقي ما فيه من طمانينة وأمان ،
- وفيه شفاء من الوسوسة والقلق والحيرة ، وهو يصل القلب بالله ، فيسكن ويطمئن ، ويستشعر الحماية والامن ، وهو شفاء من الهوى والدنس ، والطمع والحسد ونزغات الشيطان .
/ [ هذا الكتاب ] الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، تنزيل من حكيم حميد . مفتاح سعادة الأمة الاسلامية مطوي في هذا الكتاب العزيز ، ولا يمكن لهذه الأمة أن تنهض نهضة حقيقية ، إلا عن طريق الاسترشاد بتعاليم القرآن ، ونظمه الحكيمة التي روعيت فيها جميع عناصر القوة والسعادة لهذه الامة ، بل وللنوع البشري بأسره والصحابة الكرام _ وهم سلف هذه الامة _ حينما أخذوا القرآن تعلموه وتعموا منه الفهم والعلم والعمل ،
وكان إذا تعلم أحدهم آيات لا يجاوزهن حتى يعرف معانيهن ، ويعمل بكل ما عرف ، ونفذ اوامر الله أمرًا أمرًا ، حكما حكما ، وبهذا أصبحوا خير امة اخرجت للناس ، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، وتؤمن بالله . لقد فازوا وعزوا ونجحوا ، بهذا القران ، نجاحا مدهشا رائعا ، وحتى نسخ القرآن ومصاحفه ، لم تكن ميسورة ولا متوفرة ، ولكنه كان محفوظا في صدورهم ، ومحفوظا في اخلاقهم وأعمالهم ، وكان كل واحد منهم ، قرآنا يسير في الارض ، وهو يحمل اخلاق القران ، وآدابه .سئلت عائشة عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم فاجابت : "كان خلقه القران "
[ لم يجعلوا من القران الفاظا يرددونها ] ، وأنغاما يلحنونها ، وأصواتا يطربون لسماعها ، كما لم يجعلوا القران للمآثم والمحافل والمقابر ، أو مصاحف يودعونها في البيوت للبركة ، والتجمل والتفاخر والتظاهر بالعناية به ..
[ اما نحن فالكثير منا] ، نسوا أو تناسوا أن بركة القران العظمى إنما في تلاوته ، وتدبره وتفهمه ، وتعقله ، والعمل بمبادئه وأحكامه ، والاستفادة من هديه وآدبه ، ثم الوقوف عند أوامره ، ونواهيه ، والبعد عن مساخطه وزواجره .فقد قصرنا كثيرا في هذا الجانب ، إلا من رحم الله ، فقد تدخل بيتا من البيوت ، ولا تجد فيه أثرا للمصحف ، وإن وُجد ، تراهُ مهجورا ، وُضع كأثاث أو تحفة جامدة في رُكن الغرفة ، يشكو إلى ربه هجره ، في الوقت الذي يتهافتون لقراءة القصص الساقطة ، والروايات الماجنة ، وو يتابعون أخبار الفنانين ، والفنانات والرياضيين والرياضيات ، الأغاني الهابطة لا تنقطع ليل نهار، صباح مساء، لا حرمة للجيران ، ولا مراعاة للمرضى والمسنين ، واذا نصحت أحدا ، قال لك : بأنه حر في بيته ، يسمع ما يشاء ، وكيف يشاء !
بل لا تجد راحتك حتى في سيارة الأجرة ، أو الحافلة المسافرة ، فالسائق يشغل الموسيقى ، بصوت يصم الاذان ، والراكبون بدورهم وفي غالبيتهم منفعلون معه ، بل مرددون مع الناهق .غريب أمر هؤلاء !،، وهناك أناس لاتفارق السماعة آذانهم ، واقفين أو جالسين ، بل هناك والعياذ بالله من لا ينام إلا إذا كانت الموسيقى تدغدغ أسماعهم وعواطفهم !
هؤلاء كيف سيلقون ربهم ؟! وقد منعوا آذانهم من سماع كلام الله وهجروه ، وفتحوها لكل ناهق وناعق ! والله يقول " إن السمع والبصر والفؤاد كل ذلك كان عنه مسؤولا " ..
إن القران ما أنزل إلا ليكون نظام أمة ، ومنهاج حياة ، وقد كان كذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين ثم صار اليوم مهجورا منبوذا وراء الظهور ، لا تقوم شرائعه في حياة المسلمين ، ولا تتجلى تعاليمه في سلوكهم وأحوالهم .وكل ما يربط المسلمين بكتابهم ، علاقة شكلية جوفاء ، لا أثر لها في قلوبهم ، ولا فعل لها في واقعهم .
وإن هجر القران حفظا وفهما وتطبيقا أعظم بلية تصيب الناس ، وقد سجل الله في كتابه موقفا تهتز له فرائص المسلمين حيث قال : " وقال الرسول يا رب ان قومي اتخذوا هذا القران مهجورا " فالرسول قال ذلك مناديا ربه شاكيا إليه اعراض قومه عما جاء به ، ومتأسفا على هجرهم للقرآن ، وإذا أعرضوا عنه وتركوه ،.. مع أن الواجب عليهم الانقياد لحكمه ، والاقبال على أحكامه ، والمشي خلفه ..
قال ابن القيم : { هجر القران أنواع ، أحدهما هجر سماعه ، والإيمان به ، والإصغاء إليه ، والثاني : هجر تحكيمه والتحاكم إليه ، وإلى أصول الدين وفروعه ، والرابع : هجر تدبره وتفهمه ، ومعرفة ما اراد المتكلم به منه ، والخامس : هجر الاستشفاء والتداوي به ، في جميع امراض القلوب واهوائها ، فيطلب شفاء دائه من غيره ، ويهجر التداوي وكل هذا داخل في الاية } انتهى كلام ابن القيم
--> فعلى كل واحد منا أن يعلم أن هذا القران سيكون إما حجة له أوْ حجة عليه ، يكون محاميا مخلصا له ، يدافع عنه وَ يأخذ بيده إلى الجنة ،إن عرف قيمته ، واحترم حدوده ، وحلل حلاله ، وحرم حرامه ..، اما إن خالفه واستهان به ، فسيفضحه ، ويكون "دليل ادانته" وتذكرته الى الجحيم والعياذ بالله . ففي حديث صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال " ان الله يرفع بهذا الكتاب اقواما ،و يضع به آخرين "
/ [ فالقرآن روح ] ، وللروح آثرها ، ومن آثارها الحياة والنمو والقوة والسمع والبصر والادراك . وكما أن الروح ، حياة للابدان والاجساد ، فكذلك القرآن حياة للقلوب و الأرواح ، فالقلوب تمنوا وتقوى وتدرك وبالقرآن تستضيء وتشرق ، والقرآن شفاء لمن خالطت قلوبهم بشاشة الايمان ، فأشرقت وتفتحت لتلقي ما فيه من طمانينة وأمان ،
- وفيه شفاء من الوسوسة والقلق والحيرة ، وهو يصل القلب بالله ، فيسكن ويطمئن ، ويستشعر الحماية والامن ، وهو شفاء من الهوى والدنس ، والطمع والحسد ونزغات الشيطان .
/ [ هذا الكتاب ] الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، تنزيل من حكيم حميد . مفتاح سعادة الأمة الاسلامية مطوي في هذا الكتاب العزيز ، ولا يمكن لهذه الأمة أن تنهض نهضة حقيقية ، إلا عن طريق الاسترشاد بتعاليم القرآن ، ونظمه الحكيمة التي روعيت فيها جميع عناصر القوة والسعادة لهذه الامة ، بل وللنوع البشري بأسره والصحابة الكرام _ وهم سلف هذه الامة _ حينما أخذوا القرآن تعلموه وتعموا منه الفهم والعلم والعمل ،
وكان إذا تعلم أحدهم آيات لا يجاوزهن حتى يعرف معانيهن ، ويعمل بكل ما عرف ، ونفذ اوامر الله أمرًا أمرًا ، حكما حكما ، وبهذا أصبحوا خير امة اخرجت للناس ، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، وتؤمن بالله . لقد فازوا وعزوا ونجحوا ، بهذا القران ، نجاحا مدهشا رائعا ، وحتى نسخ القرآن ومصاحفه ، لم تكن ميسورة ولا متوفرة ، ولكنه كان محفوظا في صدورهم ، ومحفوظا في اخلاقهم وأعمالهم ، وكان كل واحد منهم ، قرآنا يسير في الارض ، وهو يحمل اخلاق القران ، وآدابه .سئلت عائشة عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم فاجابت : "كان خلقه القران "
[ لم يجعلوا من القران الفاظا يرددونها ] ، وأنغاما يلحنونها ، وأصواتا يطربون لسماعها ، كما لم يجعلوا القران للمآثم والمحافل والمقابر ، أو مصاحف يودعونها في البيوت للبركة ، والتجمل والتفاخر والتظاهر بالعناية به ..
[ اما نحن فالكثير منا] ، نسوا أو تناسوا أن بركة القران العظمى إنما في تلاوته ، وتدبره وتفهمه ، وتعقله ، والعمل بمبادئه وأحكامه ، والاستفادة من هديه وآدبه ، ثم الوقوف عند أوامره ، ونواهيه ، والبعد عن مساخطه وزواجره .فقد قصرنا كثيرا في هذا الجانب ، إلا من رحم الله ، فقد تدخل بيتا من البيوت ، ولا تجد فيه أثرا للمصحف ، وإن وُجد ، تراهُ مهجورا ، وُضع كأثاث أو تحفة جامدة في رُكن الغرفة ، يشكو إلى ربه هجره ، في الوقت الذي يتهافتون لقراءة القصص الساقطة ، والروايات الماجنة ، وو يتابعون أخبار الفنانين ، والفنانات والرياضيين والرياضيات ، الأغاني الهابطة لا تنقطع ليل نهار، صباح مساء، لا حرمة للجيران ، ولا مراعاة للمرضى والمسنين ، واذا نصحت أحدا ، قال لك : بأنه حر في بيته ، يسمع ما يشاء ، وكيف يشاء !
بل لا تجد راحتك حتى في سيارة الأجرة ، أو الحافلة المسافرة ، فالسائق يشغل الموسيقى ، بصوت يصم الاذان ، والراكبون بدورهم وفي غالبيتهم منفعلون معه ، بل مرددون مع الناهق .غريب أمر هؤلاء !،، وهناك أناس لاتفارق السماعة آذانهم ، واقفين أو جالسين ، بل هناك والعياذ بالله من لا ينام إلا إذا كانت الموسيقى تدغدغ أسماعهم وعواطفهم !
هؤلاء كيف سيلقون ربهم ؟! وقد منعوا آذانهم من سماع كلام الله وهجروه ، وفتحوها لكل ناهق وناعق ! والله يقول " إن السمع والبصر والفؤاد كل ذلك كان عنه مسؤولا " ..
إن القران ما أنزل إلا ليكون نظام أمة ، ومنهاج حياة ، وقد كان كذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين ثم صار اليوم مهجورا منبوذا وراء الظهور ، لا تقوم شرائعه في حياة المسلمين ، ولا تتجلى تعاليمه في سلوكهم وأحوالهم .وكل ما يربط المسلمين بكتابهم ، علاقة شكلية جوفاء ، لا أثر لها في قلوبهم ، ولا فعل لها في واقعهم .
وإن هجر القران حفظا وفهما وتطبيقا أعظم بلية تصيب الناس ، وقد سجل الله في كتابه موقفا تهتز له فرائص المسلمين حيث قال : " وقال الرسول يا رب ان قومي اتخذوا هذا القران مهجورا " فالرسول قال ذلك مناديا ربه شاكيا إليه اعراض قومه عما جاء به ، ومتأسفا على هجرهم للقرآن ، وإذا أعرضوا عنه وتركوه ،.. مع أن الواجب عليهم الانقياد لحكمه ، والاقبال على أحكامه ، والمشي خلفه ..
قال ابن القيم : { هجر القران أنواع ، أحدهما هجر سماعه ، والإيمان به ، والإصغاء إليه ، والثاني : هجر تحكيمه والتحاكم إليه ، وإلى أصول الدين وفروعه ، والرابع : هجر تدبره وتفهمه ، ومعرفة ما اراد المتكلم به منه ، والخامس : هجر الاستشفاء والتداوي به ، في جميع امراض القلوب واهوائها ، فيطلب شفاء دائه من غيره ، ويهجر التداوي وكل هذا داخل في الاية } انتهى كلام ابن القيم
--> فعلى كل واحد منا أن يعلم أن هذا القران سيكون إما حجة له أوْ حجة عليه ، يكون محاميا مخلصا له ، يدافع عنه وَ يأخذ بيده إلى الجنة ،إن عرف قيمته ، واحترم حدوده ، وحلل حلاله ، وحرم حرامه ..، اما إن خالفه واستهان به ، فسيفضحه ، ويكون "دليل ادانته" وتذكرته الى الجحيم والعياذ بالله . ففي حديث صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال " ان الله يرفع بهذا الكتاب اقواما ،و يضع به آخرين "