تنطلقُ غداً الاثنين بطولةُ شانغهاي الصينية ثامن بطولاتِ الماسترز للألف نقطة على وقعِ تهديد المصنَّف الأوّل على العالم السويسري روجيه فيدرر بالقتل. وفي التفاصيل فإن التهديد بالقتل ورد على أحد اشهر المواقع الإلكترونية الصينيّة مما دفع بالمنظّمين لمضاعفة الإجراءات الأمنيّة الاحترازية لضمان سلامة اللاعبين لاسيّما المايسترو السويسري.
وأكّد مايكل لويفانو مدير البطولة أنّهم يأخذون الأمر على محملِ الجدّ وأنّهم قاموا باتّخاذ جميع التدابير اللازمةِ لحماية المشاركين خصوصاً أن الاعتداءات والتهديدات هي أمرٌ وقع في عالم التنس بعد محاولة طعن مونيكا شيليش عام 1993.
وفي سياق متّصل أكّدت الجهات الأمنية أن التحقيقات مستمرّة بوتيرةٍ متسارعة لمعرفة هويّة الفاعلِ وإحالته إلى القضاءِ المختصّ.
وبعيداً عن الأخبار الأمنيّة فإن ملاعب شنغهاي تتأهّب لاحتضان أعتى المنافساتِ في نسختها الرابعة نظراً لحساسية الوضع بين ثلاثيّ القمّة وشراسة المعركة بين كتيبة اللاعبين التي تسعى لحجز مقاعد لها في نهائيات لندن.
الثلاثيّ المذكور، المؤلَّف من السويسري روجيه فيدرر والصربي نوفاك دجوكوفيتش والبريطاني آندي موراي، سيدخل المنافساتِ بحسابات تتقاطع مع بعضها البعض لناحية أهمية الفوز باللقب، وبالتالي حصد الألف نقطة التي ستكون عاملاً حاسماً في السباق المحتدم على صدارة التصنيف؛ ففيدرر سيحاول تأكيد تفوقِه هذا العام وهو يُمنّي النفسَ بإنهاء الموسم في قمّةِ التصنيفِ العالمي بعدما تمكّن من تطويقِ الإعصار الصربي والحدِّ من سطوته، فيما يتابع دجوكوفيتش مطاردَته الحثيثة للسويسري منتظراً أيَّ هفوة لينقضَّ عليه ويستعيد زعامةَ التصنيف العالمي.
بدوره، يطأ البريطاني آندي موراي حامل اللقبِ عامي 2010 و2011 أرضَ شنغهاي وهو منتشياً بذهبيته الأولمبية وبلقبِ أميركا المفتوحة.
بالنسبة للبريطاني، حلّ الصيفُ وانجلى الغبارُ وأصبح الحلمُ الذي طال انتظاره حقيقةً وتاريخاً كُتب بأحرف ذهبيّة، وعليه فإن موراي لن يرضى في حملةِ الدفاع عن لقبه بأقلّ من الفوز بلقب ثالث في شنغهاي ومتابعة سلسلة انتصاراته المدوِّية ليكرّسَ ذاتَه زعيماً لآسيا.
وإذا كان صراع ثلاثي القمّة يستحوذ على قدرٍ كبير من الأهميّة، إلا أنّ لهيب معركةِ التأهُّل إلى لندن وحجز المقاعد الأربعةِ المتبقيّة، يستعرُّ يوماً بعد يوم خصوصا أن هذه المقاعد تتأرجح بين مروحة من اللاعبين يفوق عددهم العشرةَ.
فبالنسبة لتسونغا وبيرديتش والماغرو وموناكو وإيسنر وغيرهم من نجوم المضرب فإنّ شنغهاي تمثّل بوابة للعبور نحو ملعب "أو"2 اللندني.
ويبقى الماتادور الإسباني رافاييل نادال الغائب الأكبر عن البطولة التي ستفتقد صولاتِه وجولاتِه، إذ أن المايوركي لن يستعيدَ مستوَاه قبل نهاية العام، وهو مازال يعمل ليلاً ونهاراً لاستعادة لياقتِه، ومعالجِة الإصابة التي يعاني منها في ركبتِه على أملِ استئنافِ اللعبِ مع حلولِ الموسمِ القادم.
أمام معطياتٍ مماثلةٍ يختلطُ فيها الأمنُ بالدراما والأرقامِ القياسيّة والطموحاتِ الشخصيّة، يتأرجحُ لقب شنغهاي هذا العام بين مخالبَ صقورِ الساحرة الصفراء...لذا السؤالُ الأبرز لمَن ستكون الكلمةُ الفصل؟ وهل سيتمكّن روجيه من التركيز على مبارياتِه أم أنَّ التهديد بالقتل سيُلقي بظلالِه عليه ويقض مضجعه؟؟؟
