شهادات روسية إسرائيلية على أنّ العداء بين إيران وإسرائيل مجرّد حملات للاستهلاك الإعلاميّ
لعلّ من حسنات الثّورة السّوريّة أنّها كشفت القناع الأخير عن مدى الاستعداد الجديّ الذي يبديه الطّرفان، الإيرانيّ والإسرائيليّ، لأجل التّعاون للوقوف في وجه أيّ مشروع إسلاميّ حقيقيّ يتمخّض عن مقاومة حقيقية تهدّد أمن ووجود الطّرفين؛ وأسقطت القناع عن حقيقة أنّ العداء بين الطّرفين هو عداء لا يتجاوز التّصريحات الموجّهة للاستهلاك الإعلاميّ، ولا يتعدّى الخلافات التي تطفو حينا وتختفي أحيانا حول مصالح كلّ طرف.
ولعلّ ممّا يؤسف له أن تكون هذه الحقيقة التي يتحاشى كثير من كتّابنا وإعلاميينا الاقتراب منها، من الأبجديات والبديهيات القديمة التي لم تعد خافية إلا على غافل أو متغافل.
فهذا مثلا وزير خارجية روسيا "سرغي لافروف" في تصريحات أدلى بها لمحطة إذاعة "كوميرسانت أف أم" الرّوسية في مارس الماضي، وتناول فيها بعض القضايا الدّولية منها: العلاقات الروسية-الأمريكية، والوضع في سورية وأفغانستان، والبرنامج النّووي الإيراني. يقول: " إنّ الصّراع يدور في المنطقة كلّها، وإذا سقط النّظام الحالي في سورية، فستنبثق رغبة قوية وتمارَس ضغوط هائلة من جانب بعض بلدان المنطقة من أجل إقامة نظام سنيّ في سورية، ولا تراودني أيّة شكوك بهذا الصّدد. ويقلقنا في هذا الوضع مصير المسيحيين وهناك أقليات أخرى كالأكراد والعلويين وكذلك الدروز ".
وردا على سؤال يتعلّق بتهديد إيران لإسرائيل، قال لافروف: " ما كان يصدر عن إيران سابقا على لسان الرّئيس وغيره من المسئولين، هي أقوال غير مقبولة على الإطلاق حيال إسرائيل، ونحن نُدينها بحزم. هذا سلوك غير متحضّر فحسب ولا يليق بدولة ذات تاريخ عريق كإيران، وبمثل هذا الشّعب العريق وحضارته العظيمة. إنّني أعتبر ذلك مظهرا -إذا جاز القول- من باب التّصريحات البلاغية المتّسمة بالغلوّ في السّياسة الخارجية وبالذّات الرّامية إلى تحقيق مهام على صعيد السّياسة الداخلية، وليس الداخلية فقط بل المهام في العالم الإسلامي. إنها تجسّد السّعي إلى أن تُبقيَ في مسار العداء لإسرائيل أولئك الذين يعوّل الإيرانيون عليهم في المناطق المجاورة لهم. ونحن نرفض ذلك بشكل قاطع، ولديّ القناعة بأن إيران لن تقْدم على ذلك أبدا، ولو انطلاقا من ضيق المساحة في المنطقة؛ فيجري التّهديد بتدمير إسرائيل لكن دون تدمير فلسطين!، يبدو أنّ هذا كلّه غير واقعي ".
وقبل لافروف كانت تصريحاتُ كثير من الإعلاميين والمحلّلين الإسرائيليّين قد تواردت على حقيقة أنّ العداء بين إيران وإسرائيل هو عداء لا يتجاوز التّصريحات الإعلاميّة، فهذا مثلا الصّحفي اليهوديّ (أوري شمحوني) يقول: " إنّ إيران دولة إقليميّة ولنا الكثير من المصالح الإستراتيجيّة معها، فإيران تؤثّر على مجريات الأحداث وبالتأكيد على ما سيجري في المستقبل، إنّ التهديد الجاثم على إيران لا يأتيها من ناحيتنا بل من الدّول العربيّة المجاورة! فإسرائيل لم تكن أبداً ولن تكون عدواً لإيران ". (صحيفة معاريف الإسرائيلية: 23/09/1997م).
فهل آن لكتّابنا ومحلّلينا أن يدركوا ما أدركه رئيس وزراء روسيا من أنّ إيران تسعى من خلال حربها الإعلامية والكلامية على أمريكا وإسرائيل إلى تحقيق أهداف على صعيدها الدّاخليّ، وعلى صعيد العالم الإسلاميّ لتمهيد الطّريق للمشروع الطّائفيّ ليجتاح البلدان الإسلاميّة.
لعلّ من حسنات الثّورة السّوريّة أنّها كشفت القناع الأخير عن مدى الاستعداد الجديّ الذي يبديه الطّرفان، الإيرانيّ والإسرائيليّ، لأجل التّعاون للوقوف في وجه أيّ مشروع إسلاميّ حقيقيّ يتمخّض عن مقاومة حقيقية تهدّد أمن ووجود الطّرفين؛ وأسقطت القناع عن حقيقة أنّ العداء بين الطّرفين هو عداء لا يتجاوز التّصريحات الموجّهة للاستهلاك الإعلاميّ، ولا يتعدّى الخلافات التي تطفو حينا وتختفي أحيانا حول مصالح كلّ طرف.
ولعلّ ممّا يؤسف له أن تكون هذه الحقيقة التي يتحاشى كثير من كتّابنا وإعلاميينا الاقتراب منها، من الأبجديات والبديهيات القديمة التي لم تعد خافية إلا على غافل أو متغافل.
فهذا مثلا وزير خارجية روسيا "سرغي لافروف" في تصريحات أدلى بها لمحطة إذاعة "كوميرسانت أف أم" الرّوسية في مارس الماضي، وتناول فيها بعض القضايا الدّولية منها: العلاقات الروسية-الأمريكية، والوضع في سورية وأفغانستان، والبرنامج النّووي الإيراني. يقول: " إنّ الصّراع يدور في المنطقة كلّها، وإذا سقط النّظام الحالي في سورية، فستنبثق رغبة قوية وتمارَس ضغوط هائلة من جانب بعض بلدان المنطقة من أجل إقامة نظام سنيّ في سورية، ولا تراودني أيّة شكوك بهذا الصّدد. ويقلقنا في هذا الوضع مصير المسيحيين وهناك أقليات أخرى كالأكراد والعلويين وكذلك الدروز ".
وردا على سؤال يتعلّق بتهديد إيران لإسرائيل، قال لافروف: " ما كان يصدر عن إيران سابقا على لسان الرّئيس وغيره من المسئولين، هي أقوال غير مقبولة على الإطلاق حيال إسرائيل، ونحن نُدينها بحزم. هذا سلوك غير متحضّر فحسب ولا يليق بدولة ذات تاريخ عريق كإيران، وبمثل هذا الشّعب العريق وحضارته العظيمة. إنّني أعتبر ذلك مظهرا -إذا جاز القول- من باب التّصريحات البلاغية المتّسمة بالغلوّ في السّياسة الخارجية وبالذّات الرّامية إلى تحقيق مهام على صعيد السّياسة الداخلية، وليس الداخلية فقط بل المهام في العالم الإسلامي. إنها تجسّد السّعي إلى أن تُبقيَ في مسار العداء لإسرائيل أولئك الذين يعوّل الإيرانيون عليهم في المناطق المجاورة لهم. ونحن نرفض ذلك بشكل قاطع، ولديّ القناعة بأن إيران لن تقْدم على ذلك أبدا، ولو انطلاقا من ضيق المساحة في المنطقة؛ فيجري التّهديد بتدمير إسرائيل لكن دون تدمير فلسطين!، يبدو أنّ هذا كلّه غير واقعي ".
وقبل لافروف كانت تصريحاتُ كثير من الإعلاميين والمحلّلين الإسرائيليّين قد تواردت على حقيقة أنّ العداء بين إيران وإسرائيل هو عداء لا يتجاوز التّصريحات الإعلاميّة، فهذا مثلا الصّحفي اليهوديّ (أوري شمحوني) يقول: " إنّ إيران دولة إقليميّة ولنا الكثير من المصالح الإستراتيجيّة معها، فإيران تؤثّر على مجريات الأحداث وبالتأكيد على ما سيجري في المستقبل، إنّ التهديد الجاثم على إيران لا يأتيها من ناحيتنا بل من الدّول العربيّة المجاورة! فإسرائيل لم تكن أبداً ولن تكون عدواً لإيران ". (صحيفة معاريف الإسرائيلية: 23/09/1997م).
فهل آن لكتّابنا ومحلّلينا أن يدركوا ما أدركه رئيس وزراء روسيا من أنّ إيران تسعى من خلال حربها الإعلامية والكلامية على أمريكا وإسرائيل إلى تحقيق أهداف على صعيدها الدّاخليّ، وعلى صعيد العالم الإسلاميّ لتمهيد الطّريق للمشروع الطّائفيّ ليجتاح البلدان الإسلاميّة.