أولاد جلال ...... المدينة الثورية
لقد استطاعت أولادجلال بفضل حنكة و مواقف رجالها أن تسجل بأحرف من دماء تاريخا نضاليا على مر الأعمار و الأعصار ، و لقد ذكرها العياشي العالم الجليل " 1628-1679" في رحلتـه و إتخذها معبرا و جسرا يجب المرور عليـه و هذا قوله في كتابه المسمى مولاي " وقرية أولاد جلال من أكبر قرى الزاب و هي قرية جامعة فيها مدرسة للطلبة المهاجرين و هم يسمون الغرباء مهاجرين ، وهم في قوة و منعة من العرب لا يؤدون لهم أتاوة و يسمون كل من يؤدي أتاوة للعرب بالمجاهدين و قد صدقوا في ذلك " .
أصل التسمية :
حسب ما تناقله الأحفاد عن الأجداد فإن أصل التسمية يرجع إلى الواقعة التالية
"... في يوم شديد البرودة قدم غريب لزيارة ضريح الولي الصالح (سيدي امطير) الموجود جنوب 'واد اجدي' و بالقرب من هذا الضريح ربط حصانه إلى جذع النخلة و في هذا الوقت مر رجل من المكان يدعى" محمد بن ديـفـل "، فلاحظ إرتعاد الحصان من البرد فغطاه بجلال ، و لما أنهى الغريب زيارته فوجئ بوجود الجلال على حصانه ، ففرح كثيرا و قال " بارك الله فيك يا جلال ". و منذ ذلك اليوم لقب محمد بن ديفل بمحمد جلال و لقب أبناؤه فيما بعد بأولادجلال .
نبذة تاريخيـة
دلت النقوش القديمة على أن المنطقة قد عرفت حضارة قديمة تعود إلى مرحلة النيوليتيك "حوالي 3 آلاف سنة قبل الميلاد" ، كما أن الخط الحصين "الليـمس " الفاصل بين المستوطنات الرومانية و قبائل الأمازيغ يمر بهذه المنطقة ، و مما يثبت ذلك وجود آثار طاحونات الزيت و أبراج الحراسة الرومانية المنتشرة قرب واد جدي و خلال القرن الحادي عشر نزح الهلاليون إلى المنطقة حيث فرضوا على السكان دفع الجزية ، و تكررت حملاتهم مما دفع السكان للإستنجاد بالعرب "الشراقـة" ، و أولاد زكري الذين كانوا يتخذون من أولادجـلال مركزا تجاريا .
تقع أولاد جلال على الجانب الأيسر من واد جدي على بعد 100 كلم من بسكرة عاصمـة الولاية ، و 400 كلم عن العاصمة و تبلغ مساحتها 32660هكتار ، و في إحصاء سنة 1977م لم تكن سوى بلدية عدد سكانها 23782 نسمة إلا أنه اليوم التقديرات تشير إلى تجاوزها 120ألف ساكن .
تشتهر أولادجلال بالماشية و الزراعـة ، و يعتمد السكان في معاشهم على خدمة الأرض و فلاحة النخيل .
و هذا و يعد مصنع الجبس بديفل واحدا من أهم المصانع لمادة الجبس التي تصنع منها المواد الطبية إضافة إلى استعمالاته المتعددة في عمليات البناء ، و إلى جانب دورها الريادي تملك رصيدا ثقافيا و سياحيا يعود إلى التنوع في إنتشار الزوايا ( المختارية – القادرية – السماتية ).
أولادجلال خلال الفترة الإستعمارية
لم تخضع مدينة أولادجلال للإستعمار إلا في سنة 1885م ، و ذلك عندما أنشأت فرنسا مركزها العسكري ، و قد عرفت المنطقة في التاريخ أشكالا من الإنتفاضات مع الإستعمار الفرنسي الدخيل و ذلك منذ 1846م ، حيث بادرت فرنسا بمحاولاتها لغزو المنطقة ، مما زاد في تكالب الاستعمار الفرنسي لجوء "سي بومعزة" ، إلى المدينة بعدما طاردته السلطات الفرنسية من الغرب الجزائري ، و قد احتضنته المدينة كأحد أبنائها و تولت حمايته ، و لم ترض السلطات الفرنسية بهذا التحالف فأعلنت حربا ضروسا على المنطقة دامت ما يربو عن السنة كاملة . و لم تسقط المدينة إلا في 10-01-1848م
حيث إقتحمتها القوات الفرنسية بقيادة الضابط " هاربيــون " ، و لم تكن هذه الهزيمة في الواقع إلا هدنة و سرعان ما تجددت المقاومة و أخرجت القوات الفرنسية من المدينة إلى غاية 1885م حيث إستقرت فرنسا و أقامت برجا عسكريا شمال البلاد على بعد ميل حفاظا على مقومات البلاد و العباد و عدم إمتزاجهم بالغزاة تلبية لرغبة السكان الذين رفضوا الإحتكاك بالمستعمرين .
و في ثورة الزعاطشة سنة 1949 ناصر سكان أولادجلال بتقديم 150من خيرة أبنائهم يحملون معهم عدتهم الحربية ، و لم تقتصر مساعدة أولادجلال على ثورة الزعاطشة فحسب و إنما طيلة فترة الإستعمار البغيض فما ذكره لنا الإمام الفاضل عبد القادر بن الهيلوف و هو يذكر أخاه في نشاطه الثوري في مدينته ، و فد إلى أولادجلال و احتضنته كلاجئ حيث يسكن في دار مسعي (واد التل) مع المجموعة المنفية المشتبه فيها من قبل الإستعمار الفرنسي ، و من واد التل مباشرة حطوا الرحال بأولادجلال و بالضبط عند الشيخ الزاهد فلاح الحاج سي بلقاسم الذي قدم المساعدة للخمسة عشر لاجئا ووفر لهم السكن لتتوطد العلاقة بين الشيخين الحاج بلقاسم و عبد المجيد حبة رحمهما الله و يقول الشيخ عبد القادر بن الهيلوف تعرفت على حبة عبد المجيد عند الشيخ فلاح و الذي أصبح يزوره في الزاوية القادرية. و حسب العالم الجليل اسماتـــي بوزيد المدعو – المصري- لأنه قرأ بالقاهرة و تقلد مناصب سامية في وزارة الشؤون الدينية " أن أولادجلال إستقبلت شخصيات هامة يتقدمها أحمـد جغجغ ، يوسف بعيبش ، العمري بلخريفي ، فيما تشير مصادر أخرى أن خيذر محمد ، ورابح بيطاط و آخرون من رموز الحركة الوطنية في الأربعينات و قبل إندلاع الثورة بأولادجلال و منهم من إتخذها جسر عبور .
و قد بلغت مكانة أولادجـــلال ، الأشاوش خارج الوطن ، و قد كان عبد الحميـد بن باديس و بعض العلماء من يودون الإستفتاء يشير إليهم بما مفاده "و هل سألتم اسماتـي العابـد و الد العلامة اسماتي محمد بن العابد الجلالــــي الجزائري المخلص ، هذا الأخيـر الذي إليه أحمد طالب الإبراهيمـي الذي كان وزيرا للتربية و التعليم ، هذا و لا تقل شخصية الشيخ النعيمي الذي تسمى عليه ثانوية بالجلفة و متوسطة بأولادجلال و أخرى بالبسباس أهمية هذا الذي كان له الفضل ليس في الشرق أو الغرب و لكن إمتد نشاطه و أسس مدارس حتى في الشلف بالوسط الجزائري و كان له نشاط بالخارج ، و قد شغل مناصب سامية كذلك ، و الشهيد البطل عاشور زيان هو الآخر ضرب بأروع الأمثلة مثال التحدي و الإخلاص و سجلنا في قوله لما تقدم موع المواطنين للضغط على المستعمر بمطلب التشغيل " ... المواطنين راهم يقولوا أعطونا الخدمة و لا حوسونا على دولة أخرى تحكمنا .." .....بلسان التحدي للسلطات الفرنسية ، هذا و هناك من أبناء أولادجلال اليوم من هم في الساحة الوطنية خاصة منهم المتمركزين بالعاصمة و يتوزعون في مختلف المؤسسات المدنية و العسكرية بعطاءاتهم و جديتهم إعترف بها البعيد والقريب في مختلف المجالات .
بعض الصور
أولادجلال في عهد الاستعمار
صورة من طبيعة أولادجلال
هذه كباش أولادجلال
و هذه زاوية الشيخ المختار
وهذا واد جدي الرابط بين أولادجلال و حاسي مسعود
الرحبة في المساء
النخلة
واد جدي
أولادجلال الان
أولادجلال في الليل و في الصباح
أولادجلال على الساعة 5:30 صباحا
المدينة الجديدة
OULED DJELLAL
LAZHAR SAYAH
MAHFOUD SAYAH
]
FARES + DJ ZAKU
DJ ZAKU + TAHA