- إنضم
- 8 ماي 2010
- المشاركات
- 1,432
- نقاط التفاعل
- 726
- النقاط
- 51
هدهد سليمان عليه السلام
في سورة النمل نتابع مشهدا رائعاً وموقفا صادقا يجسد الدعوة إلى التوحيد عن طريق طائر صغير ضعيف لا يملك قوة الطيور الجارحة أو الحيوانات المفترسة الأخرى ولكنه يملك العزيمة القوية والإرادة الصلبة والهمة العالية، إنه يضرب أروع الأمثلة على الغيرة على الإسلام وذلك عندما يلاحظ قوما يسجدون للشمس من دون الله فيتخلّف عن المكان الذي ينبغي أن يكون فيه موجوداً ع...ند سليمان عليه السلام في سبيل الإحاطة والعلم بأحوال أولئك الذين أغواهم الشيطان، وبالفعل استطاع هذا الهدهد أن يعرف تفاصيل كثيرة عن أولئك القوم حتى إنه دخل إلى القصر الذي فيه ملكتهم بكل جرأة، وبعد أن كون فكرة شاملة عنهم وطريقة عبادتهم لغير الله سبحانه عاد من اليمن إلى فلسطين مكان وجود سليمان - عليه السلام- قاطعا مئات الكيلو مترات لعل الله يهدي هؤلاء الضالين عن طريق رسول الله سليمان -عليه السلام- فيكون وراء هدايتهم وإسلامهم لله رب العالمين، هيا بنا نعش مع الآيات البينات التي وردت في سورة النمل وما تحمله من مضامين وأهداف يقول الله سبحانه وتعالى "وتفقد الطير فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين لأعذبنه عذابا شديداً أو لأذبحنّه أو ليأتنّي بسلطان مبين، فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين إني وجدتُ امرأة تملكهم وأوتيتْ من كل شيء ولها عرش عظيم وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون، ألا يسجدوا لله الذي يُخرج الخبءَ في السماوات والأرض ويعلم ما يُخفون وما يُعلنون، الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم".
كم أنت حريص أ يها الهدهد على هداية هؤلاء القوم وكم كانت عبارتك رائقة فلم تتوسع في إلصاق التهم الشنيعة بهم وهذا درس لكل داعية، وبعد ذلك يأتي الاستفهام الاستنكاري ألاّ يسجدوا لله؟ إنه يستغرب كيف يسجد هؤلاء لغير الله رب العرش العظيم؟!، وفي هذه العبارة ملاحظة دقيقة أشار إليها العلماء وهي أن الهدهد في معرض حديثه عن عظمة الله وأنه وحده الذي يجب أن يُعبد، تحدث عن بعض نعمه على مخلوقاته ومنها ما يشعر ويحس ويتقلب فيها هذا الهدهد وهي إخراج طعامه من تحت التراب في قوله "يخرج الخبء" وهذا درس آخر نتعلمه من هذا الطائر فكم من نعم جليلة أنعم الله بها علينا، ولكن للأسف كم مِنَّا يرد الفضل لصاحب الفضل سبحانه، كذلك نجد درسا آخر يتعلق بتعظيم الخالق ومعرفة قدره سبحانه وتعالى، فعندما قال الهدهد في بداية حديثه لسليمان - عليه السلام- عن ملكة سبأ إن لها عرشا عظيما، استدرك وتذكر عظمة الله وجلاله فقال في نهاية كلامه "الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم" ولهذا نجد في ختام هذه الآية سجدة تُشعرنا بالخضوع والانكسار لمن بيده ملكوت السماوات والأرض.
إنها وقفات للتأمل وأخذ العبرة من هذا الطائر الغيور على دين الله الذي قطع تلك المسافة الشاسعة دون كلل أو ملل في سبيل الدعوة إلى الله ونحن للأسف هناك من لا يبعد عنه المسجد سوى بضع خطوات لا يستطيع أن يقطعها حتى يكون في ضيافة الرحمن أو يسمع أذان الفجر فيدس رأسه بين وسادته وغطائه ولا يكلف نفسه عناء النهوض امتثالا لأمر الله فيحرم نفسه من خير وفضل كبيرين يجدهما خير زاد له يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
في سورة النمل نتابع مشهدا رائعاً وموقفا صادقا يجسد الدعوة إلى التوحيد عن طريق طائر صغير ضعيف لا يملك قوة الطيور الجارحة أو الحيوانات المفترسة الأخرى ولكنه يملك العزيمة القوية والإرادة الصلبة والهمة العالية، إنه يضرب أروع الأمثلة على الغيرة على الإسلام وذلك عندما يلاحظ قوما يسجدون للشمس من دون الله فيتخلّف عن المكان الذي ينبغي أن يكون فيه موجوداً ع...ند سليمان عليه السلام في سبيل الإحاطة والعلم بأحوال أولئك الذين أغواهم الشيطان، وبالفعل استطاع هذا الهدهد أن يعرف تفاصيل كثيرة عن أولئك القوم حتى إنه دخل إلى القصر الذي فيه ملكتهم بكل جرأة، وبعد أن كون فكرة شاملة عنهم وطريقة عبادتهم لغير الله سبحانه عاد من اليمن إلى فلسطين مكان وجود سليمان - عليه السلام- قاطعا مئات الكيلو مترات لعل الله يهدي هؤلاء الضالين عن طريق رسول الله سليمان -عليه السلام- فيكون وراء هدايتهم وإسلامهم لله رب العالمين، هيا بنا نعش مع الآيات البينات التي وردت في سورة النمل وما تحمله من مضامين وأهداف يقول الله سبحانه وتعالى "وتفقد الطير فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين لأعذبنه عذابا شديداً أو لأذبحنّه أو ليأتنّي بسلطان مبين، فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين إني وجدتُ امرأة تملكهم وأوتيتْ من كل شيء ولها عرش عظيم وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون، ألا يسجدوا لله الذي يُخرج الخبءَ في السماوات والأرض ويعلم ما يُخفون وما يُعلنون، الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم".
كم أنت حريص أ يها الهدهد على هداية هؤلاء القوم وكم كانت عبارتك رائقة فلم تتوسع في إلصاق التهم الشنيعة بهم وهذا درس لكل داعية، وبعد ذلك يأتي الاستفهام الاستنكاري ألاّ يسجدوا لله؟ إنه يستغرب كيف يسجد هؤلاء لغير الله رب العرش العظيم؟!، وفي هذه العبارة ملاحظة دقيقة أشار إليها العلماء وهي أن الهدهد في معرض حديثه عن عظمة الله وأنه وحده الذي يجب أن يُعبد، تحدث عن بعض نعمه على مخلوقاته ومنها ما يشعر ويحس ويتقلب فيها هذا الهدهد وهي إخراج طعامه من تحت التراب في قوله "يخرج الخبء" وهذا درس آخر نتعلمه من هذا الطائر فكم من نعم جليلة أنعم الله بها علينا، ولكن للأسف كم مِنَّا يرد الفضل لصاحب الفضل سبحانه، كذلك نجد درسا آخر يتعلق بتعظيم الخالق ومعرفة قدره سبحانه وتعالى، فعندما قال الهدهد في بداية حديثه لسليمان - عليه السلام- عن ملكة سبأ إن لها عرشا عظيما، استدرك وتذكر عظمة الله وجلاله فقال في نهاية كلامه "الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم" ولهذا نجد في ختام هذه الآية سجدة تُشعرنا بالخضوع والانكسار لمن بيده ملكوت السماوات والأرض.
إنها وقفات للتأمل وأخذ العبرة من هذا الطائر الغيور على دين الله الذي قطع تلك المسافة الشاسعة دون كلل أو ملل في سبيل الدعوة إلى الله ونحن للأسف هناك من لا يبعد عنه المسجد سوى بضع خطوات لا يستطيع أن يقطعها حتى يكون في ضيافة الرحمن أو يسمع أذان الفجر فيدس رأسه بين وسادته وغطائه ولا يكلف نفسه عناء النهوض امتثالا لأمر الله فيحرم نفسه من خير وفضل كبيرين يجدهما خير زاد له يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم