- إنضم
- 1 أكتوبر 2012
- المشاركات
- 4,329
- نقاط التفاعل
- 3,756
- النقاط
- 191
اللغة العربية والمدرسة الخاصة الجزائرية: سجلت اللغة العربية إنتكاسات خطيرة فى العشرية الأخيرة، فمناهج التعليم التى تبنتها المنظومة التربوية التى وقع إصلاحها بعد 1999، قزمت العربية بشكل رهيب ووضعت لغة المحتل فى مكانة مرموقة بحيث يبدأ التلميذ الجزائرى تعلم اللغة الفرنسية مباشرة بعد سنته الأولى الإبتدائية أى تقحم عليه لغة فرنسية باكرا جدا وهو بعد لم يتعلم بصفة جيدة العربية ولم يتحكم فيها التحكم التام.
وقد كان من الأفضل الاحتفاظ بلغة أجنبية ثانية مادام الجزائريون لا يستطيعون الاستغناء عن نظام الإزدواجية وتعلم هذه اللغة الأجنبية فى السنة الثالثة أو الرابعة إبتدائى ولتكون الإنجليزية عوض الفرنسية، فالإنجليزية هى اللغة العالمية الاولى والعالم كله يعمل بها.
إن المحاولات المحتشمة التى تقوم بها بعض الأطراف فى الدولة أو على نطاق المبادرات الخاصة لمحبى اللغة العربية لا يمكن بأى حال من الأحوال أن تقف فى وجه التيار المستلب الذى يعمل ليل نهار على إلحاق الجزائر بفرنسا فى اللسان والفكر؛ وقد ذهب بعيدا هذا التيار الذي تعاظمت نفوذه الى حد أنه أسس مدارس خاصة فى بلادنا من الطور الأول تتبنى المنهج التعليمى الفرنسى، فأى جيل سيتخرج من مدرسة خاصة ذات توجه تغريبى فقد إشتكت أم جزائرية وضعت إبنها فى إحدى هذه المدارس قائلة "إننى ندمت أشد الندم على إدخال إبنى لهذا النوع من المدارس، فهو الآن يهيننى صارخا فى وجهى "إننى فرنسى وأنت عربية حقيرة، كم أمقتك!"
إن الواحد منا إذا ما سيتجه إلى إحدى هذه المدارس ويطلب الإطلاع على برنامجها سيكتشف بأن مادة الحساب تلقن باللغة الفرنسية وتعلم الطفل التعامل مع الوحدة النقدية الأورو عوض الدينار الجزائرى ومادة الزمان (وما يعادلها فى التعليم الاساسى الوطنى هى التاريخ) تقدم إلى الطفل الجزائرى بمحتوى فرنسى بحت، معلمة إياه التاريخ الفرنسى ومادة المكان الذى يقابلها عندنا مادة الجغرافيا ذات مضمون فرنسى أيضا ومادة التربية المدنية التى تلقن للطفل، تدعوه للالتزام بقيم الخير والفضيلة من حيث أنها خير فقط ولا تربطها بالمعين الإلهى الإسلامى، ونلاحظ علمانية هذه المادة التى لاتعترف للدين الإسلامى بدور فى حياة الطفل الجزائرى وأما مادة التربية الإسلامية المدرجة لساعتين فقط فى الأسبوع فهى تقتصر على تحفيظ الطفل بعض السور القرآنية دون شرحها أو ربطها بواقع التلميذ الصغير وباقى المواد تلقن باللغة الفرنسية!
هذا دون الحديث على تغييب عامل حب الوطن الذى من المفروض أن يغرس فى الصغير منذ السنين الأولى من التعليم! فعملية المسخ التى يتعرض لها الطفل وهو فى الثالثة والرابعة والخامسة من العمر تطبعه بشكل نهائى ولا مجال لوالديه أن يقتلعوا من رأسه ما زرعه المعلمون المتغربون والمنهج التعليمى التغريبى من سموم؛ وحتى إن إحتجوا لدى إدارة تلك المدرسة فستتهمهم بالتخلف والرجعية وأنه يتوجب عليهم مسايرة العصر فى اكتساب العلوم، حتى وإن أدى إكتساب هذه العلوم، القضاء على الشخصية العربية الأمازيغية الاسلامية الغضة لفلذات أكبادهم!! بينما تقول المادة الثانية من قانون تعميم إستعمال اللغة الوطنية "إن اللغة العربية مقوم من مقومات الشخصية الوطنية الراسخة، وثابت من ثوابت الأمة يجسد العمل بها مظهرا من مظاهر السيادة وإستعمالها من النظام العام".
إن ما تنص عليه هذه المادة بصريح العبارة لم تحترمه هذه المدارس الخاصة وهذا الخرق للقانون لم يدفع الوزارة الوصية على اتخاذ اجراءات عقابية فى حالة ما لم تلتزم المدرسة الخاصة بالبرنامج الوطنى في السنوات الأولى من وجودها، بل جاء قرار الرئاسي بإلزام المدرسة الخاصة في الجزائر بالبرنامج التعليمي الحكومي بعد 2004 ولكننى أتساءل عن مدى ديمومة الجزائر ككيان له شخصية مستقلة بما أن تخرجت من هذه المدرسة الخاصة فرنسية فكرا ولسانا وجيلا ممسوخا؟ علينا أن نعي بأن التحدي الحقيقي الذي نحن بصدده هو بجعل اللغة الوطنية مفتاح إرتقاءنا الحضاري. وإن أى إرتقاء من هذا النوع مستحيل إن لم يتحقق باللغة العربية، إن اللغة الفرنسية حكمت الادارة والبنية الاقتصادية والاجتماعية لهذه البلاد لأربعين سنة ورغم من ذلك لازلنا دولة متخلفة، فلماذا نظل نتمسك بلغة متخلفة كالفرنسية وهي لغة المستعمر الذي لا يريد لنا أى خير؟ إن فرنسا وبعد أربعة عقود من الإستقلال لا تعترف بحرب التحرير التى خاضها الشعب الجزائرى فى 1954 وتعتبر حربنا إرهابا، ولا يزال إلى حد اليوم من السياسين الفرنسين من يعتبر إحتلال الجزائر لـ132 سنة كان الغرض منه نقل الجزائر من طور التخلف والبربرية إلى طور التحضر والتمدن!! فكيف بنا نحرص ونفضل لغة المستعمر القديم الجديد على لغتنا العربية، أين أصالتنا؟ والأصالة التى أقصدها هنا هي غيرتنا على إحدى مقومات ديننا وهي اللغة العربية، أين هي كرامتنا؟ أم أن الجزائري فى 2010 قد إستغنى عن كل ما يمت بصلة لقيمه وعقيدته وتمذهب بمذهب المادية الذى حوله إلى مجرد حيوان كل مراده إشباع غرائزه البهيمية وفقط؟
ولنا أن نتساءل أيضا عن جدوى حرب تحريرية دامت سبعة سنوات ونصف، دفعنا فيها ثمنا باهضا من الأرواح وهو مليون ونصف مليون شهيد ومئات الآلاف من الأرامل والأيتام لنطرد المستعمر الفرنسى من أرضنا، كي نعود بعد أربعين سنة من الإستقلال لنكرس الوجود الفرنسى ثقافيا ومؤسساتيا ما دمنا إلى حد الساعة نعمل بقوانين فرنسا ولغتها؟
إنني أتساءل بحرقة من كانت تعتقد أن حرب التحرير لم تنتهى فى 1962 وأن الإستقلال مكسب يجب أن ندافع عنه يوميا وأن نحققه فى أنفسنا قبل الآخرين؟
وقد كان من الأفضل الاحتفاظ بلغة أجنبية ثانية مادام الجزائريون لا يستطيعون الاستغناء عن نظام الإزدواجية وتعلم هذه اللغة الأجنبية فى السنة الثالثة أو الرابعة إبتدائى ولتكون الإنجليزية عوض الفرنسية، فالإنجليزية هى اللغة العالمية الاولى والعالم كله يعمل بها.
إن المحاولات المحتشمة التى تقوم بها بعض الأطراف فى الدولة أو على نطاق المبادرات الخاصة لمحبى اللغة العربية لا يمكن بأى حال من الأحوال أن تقف فى وجه التيار المستلب الذى يعمل ليل نهار على إلحاق الجزائر بفرنسا فى اللسان والفكر؛ وقد ذهب بعيدا هذا التيار الذي تعاظمت نفوذه الى حد أنه أسس مدارس خاصة فى بلادنا من الطور الأول تتبنى المنهج التعليمى الفرنسى، فأى جيل سيتخرج من مدرسة خاصة ذات توجه تغريبى فقد إشتكت أم جزائرية وضعت إبنها فى إحدى هذه المدارس قائلة "إننى ندمت أشد الندم على إدخال إبنى لهذا النوع من المدارس، فهو الآن يهيننى صارخا فى وجهى "إننى فرنسى وأنت عربية حقيرة، كم أمقتك!"
إن الواحد منا إذا ما سيتجه إلى إحدى هذه المدارس ويطلب الإطلاع على برنامجها سيكتشف بأن مادة الحساب تلقن باللغة الفرنسية وتعلم الطفل التعامل مع الوحدة النقدية الأورو عوض الدينار الجزائرى ومادة الزمان (وما يعادلها فى التعليم الاساسى الوطنى هى التاريخ) تقدم إلى الطفل الجزائرى بمحتوى فرنسى بحت، معلمة إياه التاريخ الفرنسى ومادة المكان الذى يقابلها عندنا مادة الجغرافيا ذات مضمون فرنسى أيضا ومادة التربية المدنية التى تلقن للطفل، تدعوه للالتزام بقيم الخير والفضيلة من حيث أنها خير فقط ولا تربطها بالمعين الإلهى الإسلامى، ونلاحظ علمانية هذه المادة التى لاتعترف للدين الإسلامى بدور فى حياة الطفل الجزائرى وأما مادة التربية الإسلامية المدرجة لساعتين فقط فى الأسبوع فهى تقتصر على تحفيظ الطفل بعض السور القرآنية دون شرحها أو ربطها بواقع التلميذ الصغير وباقى المواد تلقن باللغة الفرنسية!
هذا دون الحديث على تغييب عامل حب الوطن الذى من المفروض أن يغرس فى الصغير منذ السنين الأولى من التعليم! فعملية المسخ التى يتعرض لها الطفل وهو فى الثالثة والرابعة والخامسة من العمر تطبعه بشكل نهائى ولا مجال لوالديه أن يقتلعوا من رأسه ما زرعه المعلمون المتغربون والمنهج التعليمى التغريبى من سموم؛ وحتى إن إحتجوا لدى إدارة تلك المدرسة فستتهمهم بالتخلف والرجعية وأنه يتوجب عليهم مسايرة العصر فى اكتساب العلوم، حتى وإن أدى إكتساب هذه العلوم، القضاء على الشخصية العربية الأمازيغية الاسلامية الغضة لفلذات أكبادهم!! بينما تقول المادة الثانية من قانون تعميم إستعمال اللغة الوطنية "إن اللغة العربية مقوم من مقومات الشخصية الوطنية الراسخة، وثابت من ثوابت الأمة يجسد العمل بها مظهرا من مظاهر السيادة وإستعمالها من النظام العام".
إن ما تنص عليه هذه المادة بصريح العبارة لم تحترمه هذه المدارس الخاصة وهذا الخرق للقانون لم يدفع الوزارة الوصية على اتخاذ اجراءات عقابية فى حالة ما لم تلتزم المدرسة الخاصة بالبرنامج الوطنى في السنوات الأولى من وجودها، بل جاء قرار الرئاسي بإلزام المدرسة الخاصة في الجزائر بالبرنامج التعليمي الحكومي بعد 2004 ولكننى أتساءل عن مدى ديمومة الجزائر ككيان له شخصية مستقلة بما أن تخرجت من هذه المدرسة الخاصة فرنسية فكرا ولسانا وجيلا ممسوخا؟ علينا أن نعي بأن التحدي الحقيقي الذي نحن بصدده هو بجعل اللغة الوطنية مفتاح إرتقاءنا الحضاري. وإن أى إرتقاء من هذا النوع مستحيل إن لم يتحقق باللغة العربية، إن اللغة الفرنسية حكمت الادارة والبنية الاقتصادية والاجتماعية لهذه البلاد لأربعين سنة ورغم من ذلك لازلنا دولة متخلفة، فلماذا نظل نتمسك بلغة متخلفة كالفرنسية وهي لغة المستعمر الذي لا يريد لنا أى خير؟ إن فرنسا وبعد أربعة عقود من الإستقلال لا تعترف بحرب التحرير التى خاضها الشعب الجزائرى فى 1954 وتعتبر حربنا إرهابا، ولا يزال إلى حد اليوم من السياسين الفرنسين من يعتبر إحتلال الجزائر لـ132 سنة كان الغرض منه نقل الجزائر من طور التخلف والبربرية إلى طور التحضر والتمدن!! فكيف بنا نحرص ونفضل لغة المستعمر القديم الجديد على لغتنا العربية، أين أصالتنا؟ والأصالة التى أقصدها هنا هي غيرتنا على إحدى مقومات ديننا وهي اللغة العربية، أين هي كرامتنا؟ أم أن الجزائري فى 2010 قد إستغنى عن كل ما يمت بصلة لقيمه وعقيدته وتمذهب بمذهب المادية الذى حوله إلى مجرد حيوان كل مراده إشباع غرائزه البهيمية وفقط؟
ولنا أن نتساءل أيضا عن جدوى حرب تحريرية دامت سبعة سنوات ونصف، دفعنا فيها ثمنا باهضا من الأرواح وهو مليون ونصف مليون شهيد ومئات الآلاف من الأرامل والأيتام لنطرد المستعمر الفرنسى من أرضنا، كي نعود بعد أربعين سنة من الإستقلال لنكرس الوجود الفرنسى ثقافيا ومؤسساتيا ما دمنا إلى حد الساعة نعمل بقوانين فرنسا ولغتها؟
إنني أتساءل بحرقة من كانت تعتقد أن حرب التحرير لم تنتهى فى 1962 وأن الإستقلال مكسب يجب أن ندافع عنه يوميا وأن نحققه فى أنفسنا قبل الآخرين؟