أمة إقرأ.. هل ستعود تقرأ؟!
في عصرنا الحالي بات أن ترى شخصا يمسك برزمة كتب خارج نطاق دراسته جريمة! أو طفرة تجعل منه محط أنظار المحيطين وكأنه قد أتى شيئا نكرا!!
فمجتمعاتنا العربية ما فتأت تروج للقراءة والكتب كما تروج للغناء والألحان، فلو لاحظنا في الآونة الأخيرة انتشار البرامح التلفزيونية والدعايات وكلها يروجون لها فنانون لفنهم الهابط، وقد تخلو الساحة الإعلامية من برامج تشجع على القراءة والكتب، وحتى لو نظرنا بعين المتخصص لوجدنا أن واقع الوطن العربي مع القراءة يرثى له، فإنتاج الكتب في البلدان العربية لا يتجاوز 1% من الانتاج العالمي على الرغم من أن العرب يشكلون 5% من سكان العالم.
الأمة العربية لم تترجم أكثر من 11 ألف كتاب منذ العصر العباسي حتى وقتنا الحاضر، وفي أسبانيا وحدها يترجم أكثر من 11ألف كتاب في العام الواحد!!
ومصر التي تعد الأولى عربيا في مجال النشر تصدر 1200 كتابا، بينما انكلترا التي تعادل سكانها عدد سكان مصر تنتج 70 ألف كتاب سنويا وهو ما يعادل إصدارات الدول العربية مجتمعة.!!
سأكتفي بهذه الاحصائيات لتثير شيئا من حفيظتكم ، فهي بحاجة منا إلى وقفة تأمل وتأنيب ضمير على تقصيرنا في أول ما أُمرنا به ألا وهو "إقرأ"...
لقد باتت التكنولوجيا هي حديث الموسم، وهي فاكهة المجالس بين الأشخاص، فإذا جلس اثنان أو أكثر تجدهم يتناقشون في أحدث أيفون طرحته شركة أبل، فهم يصنفون أنفسهم بالطبقة الراقية والمتعلمة، ولكن أعزائي ألم تعلموا بأن الكتاب هو وحده القادر على انتشالك من عتمة الليل إلى ضوء النهار، فهل هناك أثمن من كتاب يحدثك عن أزمان لم تراها ولن ترى مثلها، ويجنبك كوارث قد تقع بها فتستفيد من تجارب من سبقوك....أين نحن من هذا.؟!!
هل تعرف ما هو مهرجان جنون القراءة؟!
في عام 1993م لاحظ وزير الثقافة الفرنسي تدني معدل القراءة لدى الشعب الفرنسي، فقرر إعداد برنامج قومي شامل أطلق عليه "مهرجان جنون القراءة"، ساهم فيه كل من الأدباء والكُتاب والصحافيين والفنانين والمبدعين فنزلوا إلى الشوارع والحدائق والمنتزهات وكل منهم يحمل بيده كتاباً فكان مشهداً احتفالياً رائعاً ساهم في إنعاش روح القراءة من جديد.
أين هم أصحاب القرار في بلداننا العربية من هذا؟! وأين هم موجهين الرأي العام أصحاب الرسالة الاعلامية؟.
وحتى الآباء والأمهات أيضا يلقى عليهم لوم كبير فهم النواة الأولى، فعليهم غرس حب القراءة في أطفالهم ليشعلوهم بنور العلم وليس بظلمات الجهل والأفكار المضللة الهدَامة، ماذا سيحدث لو جعل كل شخص منا من وقته جزئا للقراءة بمعدل 18 دقيقة يوميا كوقت مبدئي.
المتوسط العالمي للقراءة هو 36 دقيقة في اليوم ولكن واقعنا ومواطننا العربي الحبيب يقرأ 6 دقائق.!
ويبقى السؤال الأبرز الذي يقف عليك وعلي وعلينا جميعا، أمة إقرأ... هل ستعود تقرأ؟!!
فاطمة ماهر

في عصرنا الحالي بات أن ترى شخصا يمسك برزمة كتب خارج نطاق دراسته جريمة! أو طفرة تجعل منه محط أنظار المحيطين وكأنه قد أتى شيئا نكرا!!
فمجتمعاتنا العربية ما فتأت تروج للقراءة والكتب كما تروج للغناء والألحان، فلو لاحظنا في الآونة الأخيرة انتشار البرامح التلفزيونية والدعايات وكلها يروجون لها فنانون لفنهم الهابط، وقد تخلو الساحة الإعلامية من برامج تشجع على القراءة والكتب، وحتى لو نظرنا بعين المتخصص لوجدنا أن واقع الوطن العربي مع القراءة يرثى له، فإنتاج الكتب في البلدان العربية لا يتجاوز 1% من الانتاج العالمي على الرغم من أن العرب يشكلون 5% من سكان العالم.
الأمة العربية لم تترجم أكثر من 11 ألف كتاب منذ العصر العباسي حتى وقتنا الحاضر، وفي أسبانيا وحدها يترجم أكثر من 11ألف كتاب في العام الواحد!!
ومصر التي تعد الأولى عربيا في مجال النشر تصدر 1200 كتابا، بينما انكلترا التي تعادل سكانها عدد سكان مصر تنتج 70 ألف كتاب سنويا وهو ما يعادل إصدارات الدول العربية مجتمعة.!!
سأكتفي بهذه الاحصائيات لتثير شيئا من حفيظتكم ، فهي بحاجة منا إلى وقفة تأمل وتأنيب ضمير على تقصيرنا في أول ما أُمرنا به ألا وهو "إقرأ"...
لقد باتت التكنولوجيا هي حديث الموسم، وهي فاكهة المجالس بين الأشخاص، فإذا جلس اثنان أو أكثر تجدهم يتناقشون في أحدث أيفون طرحته شركة أبل، فهم يصنفون أنفسهم بالطبقة الراقية والمتعلمة، ولكن أعزائي ألم تعلموا بأن الكتاب هو وحده القادر على انتشالك من عتمة الليل إلى ضوء النهار، فهل هناك أثمن من كتاب يحدثك عن أزمان لم تراها ولن ترى مثلها، ويجنبك كوارث قد تقع بها فتستفيد من تجارب من سبقوك....أين نحن من هذا.؟!!
هل تعرف ما هو مهرجان جنون القراءة؟!
في عام 1993م لاحظ وزير الثقافة الفرنسي تدني معدل القراءة لدى الشعب الفرنسي، فقرر إعداد برنامج قومي شامل أطلق عليه "مهرجان جنون القراءة"، ساهم فيه كل من الأدباء والكُتاب والصحافيين والفنانين والمبدعين فنزلوا إلى الشوارع والحدائق والمنتزهات وكل منهم يحمل بيده كتاباً فكان مشهداً احتفالياً رائعاً ساهم في إنعاش روح القراءة من جديد.
أين هم أصحاب القرار في بلداننا العربية من هذا؟! وأين هم موجهين الرأي العام أصحاب الرسالة الاعلامية؟.
وحتى الآباء والأمهات أيضا يلقى عليهم لوم كبير فهم النواة الأولى، فعليهم غرس حب القراءة في أطفالهم ليشعلوهم بنور العلم وليس بظلمات الجهل والأفكار المضللة الهدَامة، ماذا سيحدث لو جعل كل شخص منا من وقته جزئا للقراءة بمعدل 18 دقيقة يوميا كوقت مبدئي.
المتوسط العالمي للقراءة هو 36 دقيقة في اليوم ولكن واقعنا ومواطننا العربي الحبيب يقرأ 6 دقائق.!
ويبقى السؤال الأبرز الذي يقف عليك وعلي وعلينا جميعا، أمة إقرأ... هل ستعود تقرأ؟!!
فاطمة ماهر