- إنضم
- 13 سبتمبر 2012
- المشاركات
- 1,481
- نقاط التفاعل
- 2,230
- نقاط الجوائز
- 193
- آخر نشاط

ما أصعب أن تكون مبدعا في مجتمع يجبرك أن لا تتجاوز مرحلة التهجية على مقاعد المدرسة الابتدائية،،بعد أن ساد الجهال وتحكم السفلة وصغار النفوس في رقاب العباد و البلاد.......فأخرس العلماء وأحرقت المكتبات وذبح الشعراء.،.وقتلت النساء على أرصفة الأندلس الجديد.......فالمبدعون...........كانوا على الدوام وقودا للجمال والحرية والحب،الا أن أعمارهم قصيرة جدا.لذلك ينطفئون سريعا، ويغادرون عوالمنا المثقلة بغبار القحط و الرياء والسطحية والنفاق،الى عوالم الغيب الخصيب..
فالقبح أطول ذراعا وأقوى نفوذا وأكثر سطوة وجبروتا..لأنه صار الوسيلة المثلى لاعدام الحقيقة،وتمييع اليقين، فعيون هذا العصر لا ترى الا القبح، ولا تستمتع الا بما يجود به من كرنفالات الرماد ، وأعراس التفاهة والفراغ.
لذلك انجذبت اليك كالدرويش، التهم بشراهة قصوى كل ما تكتبين، دون وعي أوبصيرة أو تثبت،.وقررت وأنا اتجول في شوارع الزرقة المبهرة التي تكتنف سماوات كلماتك الهاربة من من سجون القهر ، أن اتخلى مؤقتا عن حميتي تجاه كتابات هذا العصر،فطرقت بابك قارئا، وأنا لا أقوى على التصديق، أن هناك امرأة في وطني، بامكانها أن تقول ما لا يستطيع الرجال قوله،..لم أصدق وأنا اتنقل من سطر الى سطر،كطائر السمان، أن هناك امرأة بهذا الاعجاز....
امرأة تبدع بهذا الخشوع دون وجل من الرقباء والعسس، ودون ان يساورها الخوف من أن تتعرض للقتل ..
أو تساق كالبهيمة ليلا الى المذبح.
أو تقدم قربانا لالهة الضياع ..
أعذري تطفلي عليك، وأنا أكسر سلطان خلوتك ...فأنا لم افرح منذ انتحار الحرية في دواوين الشعر العربي....ومنذ أن قرر الجمال مغادرة جفون النساء في بلدي...أعذريني ان كنت سعيدا أكثر مما ينبغي...فانت حالة لم أصادف مثلها منذ زمن بعيد.