أمر مهم...

ismailiste

:: عضو منتسِب ::
إنضم
5 نوفمبر 2012
المشاركات
30
نقاط التفاعل
28
نقاط الجوائز
2
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة والسلام على الرحمة المهداة وعلى آله وأصحابه وعلى زوجاته الطاهرات، وعلى من سار على الهدى إلى يوم الحساب...
وبعد:
أود اليوم أن أتحدث على أمر مهم، أمر تغافلنا عليه كثيرا، ولعل هذا الأمر لم أقف عليه إلا في هذه الأيام الأواخر...
لقد كنْتُ ممن يبذل جهوده في الدفاع و البحث عما أدافع به عن هذا الدين و الرد على المستشرقين –وهذا أمر جميل- ولكن دون أن ألتفِت كثيراً للدفاع عن هذا الدين في قلبي وأن أعمل على تطبيق كل أركانه في ذاتي، !!
كنت '' محاميا للدين '' – كما قال فريد الأنصاري رحمه الله- لكن دون أن أتخذ لهذا الدين محاميا في سريرتي، أو أبذل جهدا لتجسيد الدين و العيش تحت ضلاله ... !!
لقد كنت أعتقد أن هذا الدين العظيم في خطر من الغير وأجهل أن الخطر الأكبر إنما من داخله، وأنا فرد من هذا الداخل ..!!
لقد كنت أبحث عن الإعجازات العلمية التي تثبت أن هذا الكتاب وحي من عند الله، وأسعد عندما أسمع أن كافرا دخل الإسلام، أو أن إعجازا جديدا للقرآن الكريم قد تم اكتشافه –وهذا أمر جميل أيضا- ولكن لم أعتني كثيرا بإعجاز القرآن الروحي والأثر الجليل الذي سيحدثه لو قرأته بنفس رقيقة خاشعة تَعلم علم اليقين أن هذا الكتاب رسالةٌ منجية وحبلٌ مغيث بين غياهب ظلمة ''جاهلية اليوم '' – كما يصطلح عليها الشهيد سيد قطب رحمه الله-
كنت ممن يفتحون القرآن ويمرون على آياته مرورا باحثا عن آية أجادل بها من ينكر شيئا من الدين – وهذا أمر في غاية الأهمية- لكن دون أن تستوقفني تلك الآيات التي مررت عليها والتي تخاطب روحي و أحاسيسي وتمد لي بجواب لنفسي الحائرة الهائمة بين دروب لا تنتهي... !!
كنت ممن يقرأ القرآن ويحاول حفظ أحرفه، وترتيلها – وهذا أمر مهم- لكن دون أن أقرأ قرآنا أخر يغوص داخل تلك الأحرف، قرآنا – ورب الكعبة له من الحلوة عظيمها- يريد منا أكثر من حفظ أحرفه، يريد منا إقامة أوامره واجتناب نواهيه، يريد منا بخلاصة : السير على منهجه في كل شيء.
صراحة يا إخوتي لقد ضيعنا كثيرا في أمور لا تحتاج إلى كثرة الجدال و لا إلى كثرة البحث
ضيعنا كثيرا و نحن نستدل على وجوب الصلاة، كأن القرآن لم يقطع بهذا في آية أو آيتان !! وكان الأولى أن نبحث عن وسائل وأسباب قبول الصلاة و الخشوع فيها و طلب الراحة بالصلاة. فكأننا هنا مثل بني إسرائيل الذين لا يستسلمون لأمر الله ورسوله.
ضيعنا كثيرا ونحن نقول ونعيد أن حجاب المرأة فريضة من عند رب عظيم، والله تعالى حين أراد تشريع هذا الأمر لم يخصص له إلا آية أو بعض آيات –فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر- وكان الأولى بنا بعد العلم بهذا الأمر و الامتثال له بدون تردد، أن ننتقل بسرعة إلى البحث عن كيفية اكتساب العفة و الحياء و الوقار وتربية أبنائنا و البحث عن الطريق الذي ننفع به أمتنا...
ضيعنا الكثير و الكثير ونحن نتحدث عن الحدود وحكمها والحِكمة منها،هذه الحدود التي لا جدوى للحديث عنها في مجتمع لا تطبق فيه اليوم على الأقل، فكان الأولى أن نتحدث ونبحث ونعمل على تربية أنفسنا و إنقاذها من هذه الجاهلية...
إن منهج هذا الدين العظيم الذي يوجب منا الإيمان به – الإيمان الحقيقي و الفعلي أقصد- يقوم على أساس: العمل، لا كثرة النقاشات و الجدالات و الحوارات التي تكرر أشياء لا تحتاج إلى التكرار و الإعادة...
( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) سورة الشعراء:227
أقول قولي هذا وأستغفر الله العلى العظيم.​

أخوكم: إسماعيل.
وأطلب الله العلي القدير أن يوجهنا إلى ما فيه خير لنا وصلاح لأمتنا، وأن يهدي شبابنا ويعينه على العودة إلى جادة الصواب، وأن يحفظ فتياتنا ويرزقهن صبرا لا ينقطع أمام فتن الزمان الكثيرة. آمـــــــين
 
آمين يارب
بارك الله فيك و جزاك كل خير
 
العودة
Top