السيف والخنجر
:: عضوية محظورة ::
- إنضم
- 19 نوفمبر 2012
- المشاركات
- 163
- نقاط التفاعل
- 11
- النقاط
- 7
السيف والخنجر، تم حظره "حظر دائم". السبب: مخالفة القوانين
أحمد الظرافي
عقيدة الشيعة على مدار العصور، لا تنتشر ولا تترسخ في نفوس الإتباع، ولا تجري فيها الروح، إلا بتأجيج مشاعر المعتنقين لها، وحَشْوِ عقولهم حشوا مستمرا بالخرافات والأباطيل والمظلوميات، وشحنهم وتعبئتهم وحقنهم، بأمر العداوات والأحقاد، ضد الآخر - وهو أهل السنة – وذلك بصورة مستمرة، وبطرق مباشرة وغير مباشرة.
مقومات العقيدة الاثنى عشرية
------------------------------------
ولكي لا تكون هذه الحقن عديمة الجدوى، ولكي تحقق مفعولها بصورة مضمونة، فهي لا تعطى في فراغ، ولا تقدم كتوجيهات شفوية، وإنما، يتم تهيئة الأجواء والظروف المناسبة لها بعناية، وذلك ضمن مناسبات سنوية متجددة ومتكررة ومتنوعة، ومقترنة بطقوس وشعائر عملية. ولذلك نجد أن وجود عقيدة الشيعة الأثنى عشرية، مرتبط ارتباطا وثيقا بالمناسبات، وبالزيارات، وبالمواكب الصاخبة للقبور والأضرحة، التي تغطي العام تقريبا، وما يرتبط بذلك من طقوس وبكاء وندب وعويل، مع الحرص الشديد على استغلال الأحداث والوقائع الدموية والمأسوية التي حدثت في التاريخ الإسلامي، كحادثة استشهاد الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما، سنة 61هـ، وتوظيفها توظيفا خبيثا ودنيئا، ولأقصى حد، بما يخدم وجود وبقاء هذه العقيدة الهدامة.
مع العلم بأن هذه الطقوس والمناسبات الدخيلة على الإسلام، بعضها عريق، وبعضها – بل أكثرها - إنما ترجع إلى عهد الحكومة الصفوية (1501 – 1724 )، التي يعتبرها الفرس : أعظم حكومة إيرانية بعد الإسلام.. فإن الحكومة الصفوية تمثل أول حركة ظهرت بهدف إيجاد دولة مستقلة استقلالا كاملا ( وحتى مذهبيا ) باسم إيران، وتحت حكم العرق الإيراني . ففي هذا العهد وبإشراف الحكومة الصفوية ورعايتها، هيمن فيه الفرس على التشيع، وأعادوا كتابته من جديد مع تأصيل عقائد الغلو والشرك فيه، وصياغة الأحقاد التاريخية، ضد السنة على شكل نظريات، وقد ساعدهم في ذلك علماء عرب من جبل عامل - وضمنوه بعضا من عادات وموروثات العهد الساساني للفرس. ولعل من يصفونه بـ "شيخ الإسلام" محمد باقر المجلسي (ت1111هـ/1679) كان أشهر العلماء الفرس في العهد الصفوي، وأكثرهم تأثيراً علي الإطلاق. ومن هنا بدأ التشيع الفارسي الرسمي بمبدأ أن كل ما قبل أو بعد سيدنا علي بن أبي طالب باطل، وغايتهم البطش بأهل السنة، وإجبارهم على اعتناق المذهب الشيعي الإثني عشري. وبحسب قول المفكر الإيراني الشيعي الدكتور علي شريعتي، فإن «الدولة الصفوية قامت على مزيج من القومية الفارسية، والمذهب الشيعي حيث تولدت آنذاك تيارات تدعو لإحياء التراث الوطني والاعتزاز بالهوية الإيرانية، وتفضيل العجم على العرب، وإشاعة اليأس من الإسلام، وفصل الإيرانيين عن تيار النهضة الإسلامية المندفع، وتمجيد الأكاسرة».
مكانة مناسبة عاشوراء عند الشيعة
--------------------------------------------
وهذا المذهب الملفق هو الذي أعادوا تصديره مجددا إلى أقاليم العالم الإسلامي، ومن يومها تبدلت المواقف والمواقع لتصبح " قُم " الإيرانية قبلة الشيعة الاثنى عشرية على مستوى العالم.
ويدخل ضمن البدع التي حدثت في العهد الصفوي، والتي تم إعادة تصديرها، وصارت جزءا لا يتجزأ من عقيدة الشيعة اليوم: تغيير صيغة الأذان وشعائر العبادة، وإدخال الدراما الجماعية للعزاء، وتحويله إلي موسم كامل، والصلاة علي التربة الكربلائية، والصلاة في الحسينية بدلا عن المسجد، وتأسيس مواسم الزيارة لقبور أئمة وسيدات آل البيت التي تغطي كل شهور السنة تقريباً، وتكاد تكون تقويما سنويا لحياة العامة.
ولكن تظل ذكرى عاشوراء التي يحييها الشيعة حول العالم كل عام، في العاشر من محرم، هي من أهم مناسباتهم ( المقدسة) على الإطلاق، وهي مدار العقيدة الشيعية الأنثى عشرية. وهي ليست مجرد ذكرى لأحياء واقعة استشهاد الحسين رضي الله عنه، سبط رسول اله صلى الله عليه وسلم وريحانته، واستلهام الدروس من شجاعته وتضحيته ورفضه للباطل، ومقاومته للظلم والعدوان، ومضيه قدما للاستشهاد في سبيل الحق، رغم خذلان أكثرية أصحابه له وإيثارها السلامة والجلوس في بيوتها . إنما هي في واقع الأمر جرعة مركزة من العيار الثقيل، لإثارة الأحقاد والضغائن في قلوب الشيعة، ودغدغة عواطفهم ومشاعرهم، والتأكيد على مظلوميتهم، وتجذيرها في نفوسهم، وتأجيج نعرتهم المذهبية، ورفع مستوى الاصطفاف الطائفي، في صفوفهم لأقصى حد.
ففي هذا اليوم، من كل عام تولد العقيدة الشيعية الاثنى عشرية من جديد، وعلى هذا النحو حافظت على وجودها لأكثر من ألف عام. فضلا عن البعد الاقتصادي، لمثل هذه المناسبات والذي يصب في جيوب وخزائن المراجع والآيات وغيرهم من لقائمين على شئون هذه العقيدة. وإلا فما معنى أن ترتبط هذه المناسبات بالدخان الفارسي، وهو الشيء الذي عادة ما يختتمون به طقوسهم وموالدهم الحافلة بالبكاء والندب والنحيب.
المستهدف من وراء التحريض
-----------------------------------
ولا أكون مجحفا إن قلت إن كل تلك التعبئة الفكرية، موجهه في نهاية المطاف لأهل السنة، باعتبارهم استمرارا، للعهد الأموي، وعلى النهج الذي كان عليه خلفاء بني أمية، المسئولين مباشرة عن هذه الحادثة المروعة والمؤسفة، مع إثارة النقمة على أهل السنة كونهم يصومون في هذا اليوم من الشهر، مع أنهم يفعلون ذلك إتباعا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم. وبطبيعة الحال دون أن يسلم جيل خير القرون (الصحابة والتابعين)، من التشويه والتخوين والتفسيق، وتهمة ظلم أهل البيت، ومؤامرتهم عليهم ابتداء من السقيفة، وفي مقدمتهم الخلفاء الراشدون الثلاثة، رضوان الله عليهم أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، والذين يزعم الشيعة، أن الأمويين سيئة من سيئاتهم، وأنهم السبب في الكوارث التي حصلت للأمة في تاريخها