بسم الله الرحمان الرحيم
[font="]نبذة[/font][font="]:[/font]
[font="]سكنت حواء مع زوجها آدم عليه[/font][font="] [/font][font="]السلام أبو البشر الجنة، وأنذرهما الله تبارك وتعالى أن لا يقربا شجرة معينة، ولكن[/font][font="] [/font][font="]الشيطان وسوس لهما فأكلا منها فأنزلهما الله إلى الأرض ومكن لهما سبل العيش بها[/font][font="] [/font][font="]وطالبهما بعبادة الله وحده وحض الناس على[/font][font="] [/font][font="]ذلك[/font][font="].[/font]
[font="][/font]
[font="][/font]
[font="]سيرتها[/font][font="]:[/font]
[font="]خلق[/font][font="] [/font][font="]حواء[/font][font="]:[/font]
[font="]عندما نقرأ القرآن لا نجد ذكراً[/font][font="] [/font][font="]لحواء أبداً[/font][font="] ([/font][font="]الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ[/font][font="] [/font][font="]وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا[/font][font="]) [/font][font="]لم يستعرض خلق حواء كما أفرد لخلق آدم في سبع[/font][font="] [/font][font="]سور وكل سورة فيها إختلاف. ليس في القرآن شيء عن حواء وأنا كمسلم المفروض أن أسلّم[/font][font="] [/font][font="]بهذا الكتاب وسبق أن نبّهنا الناس أنه يجب أن لا نقول: كان المفروض أن يكون كذا[/font][font="] [/font][font="]ولماذا لم يقل كذا ولماذا قال كذا؟ وهذه الألفاظ تُخرِج عن مناط الإسلام الصحيح[/font][font="]. [/font][font="]المسلم الحق يأخذ القرآن نبراساً ويأخذه مثالاً والقرآن هو الذي يبقى وليس أنا الذي[/font][font="] [/font][font="]أحدد ماذا يقول، هذا الكلام غير منضبط[/font]
[font="]ماذا[/font][font="] [/font][font="]فعلت الإسرائيليات؟ إذا وجدوا أنك تشتكي من شيء معين فهم يأخذوك ويصطادوك ويتلقفون[/font][font="] [/font][font="]من يريد سماع قصة، ,وينسجون حكاية حولها والظروف خدمتهم في أن هنالك حديث للرسول[/font][font="] -[/font][font="]صلى الله عليه وسلم- يقول فيه جملة - سأذكرها لاحقاً – لو كنت محققاً أو متدبراً[/font][font="] [/font][font="]أو واعياً يجب أن أعرف لماذا قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- هذا الحديث وما هو[/font][font="] [/font][font="]سببه وما هي مناسبته؟ هل كان يتكلم عن خلق آدم وحواء؟ أو كان يستعرض خلق آدم وحواء؟[/font][font="] [/font][font="]يجب أن نعرف مناسبة الحديث وسببه ولماذا قاله -صلى الله عليه[/font][font="] [/font][font="]وسلم-؟[/font][font="].[/font]
[font="]مناسبة حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن الرسول -صلى الله[/font][font="] [/font][font="]عليه وسلم- يشجع الرجال على حُسن معاملة النساء ويضرب لهم مثلاً بطبيعة المرأة لا[/font][font="] [/font][font="]بخلقها فيقول -صلى الله عليه وسلم[/font][font="]-: "[/font][font="]استوصوا بالنساء خيرا،[/font][font="] [/font][font="]فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن[/font][font="] [/font][font="]تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرا[/font][font="]" [/font][font="]أول الحديث يقول استوصوا بالنساء[/font][font="] [/font][font="]خيراً، إذن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يعلم أن طبيعة المرأة تجعل الرجل قد يسيء[/font][font="] [/font][font="]معاملتها لأنه لا يفهم حقيقة الأمر، فإن طبيعة المرأة تختلف عن طبيعة الرجل مع[/font][font="] [/font][font="]أنهما من جنس واحد وهذه الطبيعة التي قد لا تعجب الرجل في المرأة هي الميزة وهي قمة[/font][font="] [/font][font="]الإستقامة. الحديث ليس له علاقة بالخِلقة إنما النقطة التي تكلم فيها الحديث هي[/font][font="] [/font][font="]التي تكلمت فيها آيات سورة النساء، المضمون العام[/font][font="] ([/font][font="]فَعَسَى أَن[/font][font="] [/font][font="]تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً[/font][font="]) [/font][font="]أنت كرهته[/font][font="] [/font][font="]لأسباب وليس فجأة لكن هذه الأسباب شاء الله لو أنت صبرت سيجعل الله تعالى فيه خيراً[/font][font="] [/font][font="]كثيراً. آيات الطلاق فيها توصيفات بديعة وفيها مضامين ليس لها علاقة بالطلاق ولكنها[/font][font="] [/font][font="]تبشر الصابر[/font][font="] ([/font][font="]وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ[/font][font="] [/font][font="]مَخْرَجاً[/font][font="]) ([/font][font="]وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا[/font][font="] [/font][font="]يَحْتَسِبُ[/font][font="]) [/font][font="]ما علاقة هذه الآية بالطلاق؟ لكن إذا تدبرتها تجد أن الرجل[/font][font="] [/font][font="]المستعجل بالطلاق لو صبر يجعل الله تعالى له مخرجاً. إذن مضمون سورة الطلاق هو[/font][font="] [/font][font="]مضمون حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-. إذا ذهب رجل ليطلق امرأته يقول له الحديث[/font][font="] [/font][font="]إنتبه أنت لم تفهم، استوصي بالنساء خيراً المرأة خلِقت من ضلع[/font][font="].[/font]
[font="]الإسرائيليات[/font][font="] [/font][font="]دخلت هنا وأخذت هذه الجملة فقط وقالت أن آدم كان نائماً ثم أُخِذ منه ضلع خلقت منه[/font][font="] [/font][font="]حواء، من أين [/font]
[font="][/font]
[font="][/font]
[font="]جاءوا بهذا الكلام؟ كلمة ضلع أصلها بعيد عن ضلع العظم الذي في جنب[/font][font="] [/font][font="]الإنسان. العرب قبل القرآن كانوا يسمون المنحني من الأرض ضلعاً هذا قبل القرآن وقبل[/font][font="] [/font][font="]محمد -صلى الله عليه وسلم- وقبل الحديث. ولما نفهم نحن هذا الأمر ما سُمّيَ هذا[/font][font="] [/font][font="]الجزء من الجسد ضلعاً إلا لأنه أعوج، كلمة ضلع هي الميزة التي في العظم و غاية[/font][font="] [/font][font="]إستقامة الأعوج أنه أعوج حتى يقوم بمهمته ولولا اعوجاجه لسقط القلب في الحشى وهذا[/font][font="] [/font][font="]تدبير إلهي. لذا قال تعالى[/font][font="] ([/font][font="]فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ[/font][font="] [/font][font="]فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ[/font][font="]) (29) ([/font][font="]الحجر). نفخ الروح هو[/font][font="] [/font][font="]آخر مرحلة في الخلق بعد تمام التسوية. سوّى واستوى لا تطلق إلا على الشيء المنضبط[/font][font="] [/font][font="]الناضج المكتمل في مهامه. الرسول -صلى الله عليه وسلم- تدرّب على وحي السماء وتعلّم[/font][font="] [/font][font="]على وحي السماء فأصبحت مفردات كلماته عالية لغوية بليغة فقال : فإن المرأة خلقت من[/font][font="] [/font][font="]ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه. هذه تذكرنا بواقعة عيسى وآدم عليهما السلام[/font][font="] ([/font][font="]إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ[/font][font="]) [/font][font="]ثم[/font][font="] [/font][font="]تكلم عن آدم خلقه من تراب. لغة الرسول -صلى الله عليه وسلم- مستقاة من الوحي وتأثير[/font][font="] [/font][font="]الوحي جعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- يتكلم بلغة القرآن[/font][font="].[/font]
[font="]القرآن كلام الله تعالى[/font][font="] [/font][font="]وقال سبحانه[/font][font="] ([/font][font="]خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ[/font][font="]) [/font][font="]فهل هناك[/font][font="] [/font][font="]مادة اسمها عجل خلق منها الإنسان؟ حتى لو لم أعرف المجاز والكناية والاستعارة، وفي[/font][font="] [/font][font="]آية أخرى[/font][font="] ([/font][font="]اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْف[/font][font="]ٍ). نحن[/font][font="] [/font][font="]لما سمعنا أنا خلقنا من تراب ذهب ذهننا إلى التراب الذي نعرفه لكن لما نسمع من ضعف[/font][font="] [/font][font="]فهل هناك مادة اسمها ضعف؟ أو عجل؟ هذه الكلمات كناية أو مجاز أو غيرها. لكن نفهم من[/font][font="] ([/font][font="]خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَل[/font][font="]ٍ) أنها كناية عن أن[/font][font="] [/font][font="]الإنسان بطبيعته يحب العجلة فكأنه مخلوق من مادة يوصَف بها. وكذلك كلمة من ضعف[/font][font="] [/font][font="]وكذلك كلمة من ضلع. من ضعف تساوي في الأداء من عجل تساوي عند الرسول -صلى الله عليه[/font][font="] [/font][font="]وسلم- من ضلع[/font][font="].[/font]
[font="]أما بخصوص الآية في مطلع سورة[/font][font="] [/font][font="]النساء، الله تعالى خلقنا من نفس واحدة وخلق منها زوجها[/font]
[font="]([/font][font="]يَاأَيُّهَا[/font][font="] [/font][font="]النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ[/font][font="] [/font][font="]مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا[/font][font="] [/font][font="]اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ[/font][font="] [/font][font="]رَقِيبًا[/font][font="]) (1) ([/font][font="]النساء[/font][font="])[/font]
[font="]من نفس واحدة (آدم) النفس الواحدة[/font][font="] [/font][font="]خلق منها آدم باتفاق العلماء وخُلِق منها حواء فهي لم تخلق من آدم وإنما من النفس[/font][font="]. [/font][font="]للأسف لا أحد ينتبه للتعبير الأدائي فنحن تصورنا أن الله تعالى خلق آدم من نفس ثم[/font][font="] [/font][font="]خلق حواء من آدم وهذا خطأ. في سورة الأعراف قال تعالى[/font][font="] ([/font][font="]وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا[/font][font="] [/font][font="]لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ[/font][font="] [/font][font="]السَّاجِدِينَ[/font][font="]) (11) ([/font][font="]الأعراف). وكأني بالله تبارك وتعالى يقول للعالمين[/font][font="] [/font][font="]افهموا أنه ساعة ما أراد خلق آدم كأنه خلقكم أنتم وساعة ما صوّر آدم كأنه صوّركم[/font][font="] [/font][font="]أنتم لأنكم أنتم قد تحتاجون لأدوات إذا أردتم أن تفعلوا شيئاً وتحتاجون لزمن لهذا[/font][font="] [/font][font="]الفعل أما الله تعالى بنصّ القرآن الكريم[/font][font="] ([/font][font="]إِنَّمَا أَمْرُهُ[/font][font="] [/font][font="]إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ[/font][font="]) (82) ([/font][font="]يس)، فساعة[/font][font="] [/font][font="]ما يقول أنا سأخلق آدم ليعمل ذرية تكون الذرية قد عملت وانتهى الأمر. الآية صحيحة[/font][font="] [/font][font="]إلى يوم القيامة (خلقناكم من عهد آدم، وخلق منها -أي من نفس النفس التي خلق منها[/font][font="] [/font][font="]آدم- خلق زوجها. آدم ليس هو النفس، وإنما هو جاء منها، وكما خُلِق آدم خُلِقت حواء،[/font][font="] [/font][font="]لأن الله تبارك وتعالى يقول توقيعاً لهذه النقطة[/font][font="] ([/font][font="]وَمِن كُلِّ[/font][font="] [/font][font="]شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ[/font][font="]) (49) ([/font][font="]الذاريات[/font][font="]) [/font][font="]يعني كلمة شيء إذا كانت موجودة في أي وقت أو زمان أو أي شيء يجب أن يكون فيه زوجان[/font][font="] [/font][font="]ذكر وأنثى لأن الخلق مثنى. حواء خلقت فوراً مع خلق آدم بدليل[/font][font="] ([/font][font="]وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ[/font][font="]). [/font][font="]إذن حواء خلقت إما[/font][font="] [/font][font="]مع آدم جنباً إلى جنب أو بعد إتمام خلق آدم وعلى أي حال فهي خلقت بنفس [/font]
[font="][/font]
[font="][/font]
[font="]الكيفية ولا[/font][font="] [/font][font="]داعي لتكرار طريقة خلقها في القرآن[/font][font="].[/font]
[font="]ولتوضيح معنى[/font][font="] ([/font][font="]مِنْ نَفْسٍ[/font][font="]) [/font][font="]سنضرب هذا المثال. قال تبارك وتعالى[/font][font="] ([/font][font="]هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً[/font][font="] [/font][font="]مِّنْهُمْ[/font][font="]) [/font][font="]فهل تعني أنه أخذ قطعة منهم خلق منها محمداً -صلى الله عليه[/font][font="] [/font][font="]وسلم-؟ كلا وإنما هو توقيع مجازي يدل على أنه من طبيعتهم، من جنسهم، من أنفسهم، من[/font][font="] [/font][font="]نفس الخلقة، بشر مثلكم لأنكم لستم ملائكة ولو كنتم ملائكة لأنزل عليكم ملكاً[/font][font="] [/font][font="]رسولاً. كلمة رسالة تعني مرسِل وهو الله تبارك وتعالى ومرسَل وهو محمد -صلى الله[/font][font="] [/font][font="]عليه وسلم- ومرسَل إليه وهم البشر[/font][font="].[/font]
[font="]لذلك، حتى لا يحصل لبس عند[/font][font="] [/font][font="]محاولة فهم الآيات والأحاديث، يجب على الشخص فهم أساليب العربية لذا قال تعالى[/font][font="] ([/font][font="]إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ[/font][font="] [/font][font="]تَعْقِلُون[/font][font="]َ) (2) (يوسف). اللغة العربية شأنها كبير جداً ولغة القرآن الكريم[/font][font="] [/font][font="]أكبر. اللغة العربية تختلف عن باقي اللغات فالقواعد في اللغات الأخرى يمكن أن[/font][font="] [/font][font="]يدرسها الإنسان في شهر أو سنة أو أكثر لكن اللغة العربية فليس لدراستها مدة محددة[/font][font="] [/font][font="]فقد نموت ولا ننتهي من دراسة اللغة العربية وقواعدها كلها. واللغة العربية مسألة[/font][font="] [/font][font="]ولغة القرآن مسألة أخرى[/font][font="].[/font]