تابع لأثر المشهور عن الإمام مالك

[MOUAD.DZ]

[FONT=&quot]تابع لأثر المشهور عن الإمام مالك[/FONT]​

​

[FONT=&quot]الفصل الأوَّل[/FONT]​

[FONT=&quot]في تخريج هذا الأثر، وبيان ثبوته[/FONT]​

[FONT=&quot]وذكر الشواهد عليه من الكتاب والسنة[/FONT]​

[FONT=&quot]وأقوال السلف الصالح[/FONT]​

[FONT=&quot]المبحث الأوَّل: تخريج هذا الأثر وبيان ثبوته عن الإمام مالك - رحمه الله -[/FONT]
[FONT=&quot]لقد اشتهر هذا الأثر عن الإمام مالك - رحمه الله - شهرة بالغة، ورواه عنه طائفة من تلاميذه، وهو مرويٌّ عنه من طرق عديدة، وقد حَظِي باستحسان أهل العلم، وتلقَّوه بالقبول، وهو مخرَّج في كتب عديدة من كتب السنة.[/FONT]
[FONT=&quot]وفيما يلي ذكرٌ لما وقفت عليه من طرق لهذا الأثر مع ذكر مخرِّجيها، وما وقفت عليه من كلام أهل العلم في بيان ثبوته.[/FONT]
[FONT=&quot]1-رواية جعفر بن عبد الله[FONT=&quot][1][/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]قال الحافظ أبو نعيم في الحلية: حدّثنا محمد بن علي بن مسلم العقيلي، ثنا القاضي أبو أميَّة الغلابي، ثنا سلمة بن شبيب[FONT=&quot][2][/FONT]، ثنا مهدي بن جعفر[FONT=&quot][3][/FONT]، ثنا جعفر بن عبد الله قال: كنا عند مالك بن أنس فجاءه رجل فقال: يا أبا عبد الله {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى} كيف استوى؟، فما وجد مالك من شيء ما وجد من مسألته، فنظر إلى الأرض وجعل ينكتُ بعود في يده حتى علاه الرّحضاء يعني العرق ثمَّ رفع رأسه ورمى بالعود وقال:"الكيف منه غير معقول، والاستواء منه غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة"، وأمر به فأُخرج[FONT=&quot][4][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]ورواه الإمام أبو إسماعيل الصابوني في كتابه(عقيدة السلف) قال: أخبرنا أبو محمد المخلدي العدل، حدّثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن مسلم الإسفراييني، حدّثنا أبو الحسين علي بن الحسن، حدّثنا سلمة بن شبيب به، وذكر نحوَه، إلاّ أنّه قال:"الكيف غير معلوم"[FONT=&quot][5][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]ورواه أيضاً الإمام الصابوني من طريق أخرى قال: أخبرنا به جدّي أبو حامد أحمد بن إسماعيل، عن جدّ والدي الشهيد، وأبو عبد الله محمد بن عدي بن حمدويه الصابوني، حدّثنا محمد بن أحمد ابن أبي عون النسوي، حدّثنا سلمة بن شبيب به[FONT=&quot][6][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]ورواه الحافظ اللالكائي في شرح الاعتقاد من طريق علي بن الربيع التميمي المقري قال: ثنا عبد الله بن أبي داود قال: ثنا سلمة ابن شبيب به، باللفظ السابق[FONT=&quot][7][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]وتابعه بكّار بن عبد الله[FONT=&quot][8][/FONT] عن مهدي بن جعفر عن مالك، ولم يذكر شيخه جعفر بن عبد الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أخرجه ابن عبد البر في التمهيد[FONT=&quot][9][/FONT]، أخبرنا محمد بن عبد الملك قال: حدّثنا عبد الله بن يونس قال: حدّثنا بقيُّ بن مخلد قال: حدّثنا بكار بن عبد الله القرشي قال: حدّثنا مهدي بن جعفر عن مالك ابن أنس أنَّه سُئل عن قول الله عز وجل: {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى}: كيف استوى؟، قال: فأطرق مالك ثم قال:"استواؤه مجهول[FONT=&quot][10][/FONT]، والفعل منه غير معقول، والمسألة عن هذا بدعة".[/FONT]
[FONT=&quot]وتابعه أيضاً الإمام الدارمي، قال في كتابه الردّ على الجهميّة: حدّثنا مهدي بن جعفر الرملي ثنا جعفر بن عبد الله وكان من أهل الحديث ثقة عن رجل قد سمّاه لي، قال: جاء رجل إلى مالك ابن أنس، وذكره[FONT=&quot][11][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]فزاد في إسناده بعد جعفر بن عبد الله:"عن رجل".[/FONT]
[FONT=&quot]ومهدي بن جعفر صدوق له أوهام وقد اضطرب في روايته لهذه القصة، فرواها مرّة عن شيخه جعفر بن عبد الله عن مالك، ورواها مرّة أخرى عن شيخه جعفر عن رجل عن مالك، ورواها مرّة ثالثة عن مالك مباشرة، وهذا الاضطراب الذي في هذه الطريق لا ينفي صحة القصة؛ لأنَّها قد جاءت من طرق أخرى تعضدها وتقوِّيها - كما سيأتي -.[/FONT]
[FONT=&quot]2- رواية عبد الله بن وهب[FONT=&quot][12][/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]قال البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أحمد بن محمد بن إسماعيل بن مهران[FONT=&quot][13][/FONT]، ثنا أبي[FONT=&quot][14][/FONT]، حدّثنا أبو الربيع بن أخي رشدين ابن سعد[FONT=&quot][15][/FONT] قال: سمعت عبد الله بن وهب يقول: كنا عند مالك بن أنس فدخل رجل فقال: يا أبا عبدالله {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى} كيف استواؤه؟، قال: فأطرق مالك وأخذته الرحضاء، ثم رفع رأسه فقال:"الرحمن على العرش استوى كما وصف نفسه، ولا يقال كيف، وكيف عنه مرفوع، وأنت رجل سوء صاحب بدعة أخرجوه، قال: فأُخرج"[FONT=&quot][16][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]قال الذهبي في العلوّ:"وساق البيهقي بإسناد صحيح عن أبي الربيع الرشديني عن ابن وهب..." وذكره[FONT=&quot][17][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]وقال الحافظ ابن حجر:"وأخرج البيهقي بسند جيِّد عن ابن وهب..." وذكره[FONT=&quot][18][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]3- رواية يحيى بن يحيى التميمي[FONT=&quot][19][/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]قال البيهقي - رحمه الله - في كتابه الأسماء والصفات:[/FONT]
[FONT=&quot]أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث الفقيه الأصفهاني[FONT=&quot][20][/FONT]، أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيَّان المعروف بأبي الشيخ[FONT=&quot][21][/FONT]، ثنا أبو جعفر أحمد بن زيرك اليزدي: سمعت محمد بن عمرو بن النضر النيسابوري[FONT=&quot][22][/FONT] يقول: سمعت يحيى بن يحيى يقول: كنا عند مالك بن أنس فجاء رجل فقال: يا أبا عبد الله {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى} فكيف استوى؟، قال: فأطرق مالك رأسه حتى علاه الرحضاء ثم قال:"الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلاّ مبتدعاً. فأمر به أن يُخرج"[FONT=&quot][23][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]ورواه البيهقي في كتابه الاعتقاد بالإسناد نفسه[FONT=&quot][24][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]وأورده الذهبي في العلوّ قال: وروى يحيى بن يحيى التميمي وجعفر بن عبدالله وطائفة، وذكره ثم قال:"هذا ثابت عن مالك"[FONT=&quot][25][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]وقال الإمام شمس الدين محمد بن عبد الهادي في كتابه في الاستواء:"صحيح ثابت عن مالك"[FONT=&quot][26][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]4- رواية جعفر بن ميمون[FONT=&quot][27][/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]قال الإمام أبو إسماعيل الصابوني حدّثنا أبو الحسن بن إسحاق المدني، حدّثنا أحمد بن الخضر أبو الحسن الشافعي[FONT=&quot][28][/FONT]، حدّثنا شاذان، حدّثنا ابن مخلد بن يزيد القهستاني، حدّثنا جعفر بن ميمون قال: سئل مالك بن أنس عن قوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى} كيف استوى؟، قال:"الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلاّ ضالاًّ، وأمر به أن يخرج من مجلسه"[FONT=&quot][29][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]5- رواية سفيان بن عيينة[FONT=&quot][30][/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]قال القاضي عياض:"قال أبو طالب المكي: كان مالك
- رحمه الله - أبعدَ الناس من مذاهب المتكلِّمين، وأشدَّهم بُغضاً للعراقيين، وألزَمَهم لسنة السالفين من الصحابة والتابعين، قال سفيان بن عيينة: سأل رجلٌ مالكاً فقال: {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى} كيف استوى يا أبا عبد الله؟، فسكت مالكٌ مليًّا حتى علاه الرحضاء، وما رأينا مالكاً وجد من شيء وجده من مقالته، وجعل الناس ينظرون ما يأمر به، ثمَّ سُريَّ عنه فقال:"الاستواء منه معلوم، والكيف منه غير معقول، والسؤال عن هذا بدعة، والإيمان به واجب، وإني لأظنُّك ضالاًّ، أخرجوه".[/FONT]
[FONT=&quot]فناداه الرجل: يا أبا عبد الله، والله الذي لا إله إلاَّ هو، لقد سألتُ عن هذه المسألة أهلَ البصرة والكوفة والعراق، فلم أجِد أحداً وُفِّق لما وُفِّقت له"[FONT=&quot][31][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]6- رواية محمد بن النعمان بن عبد السلام التيمي[FONT=&quot][32][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]قال أبو الشيخ الأنصاري في كتابه طبقات المحدّثين: حدّثنا عبد الرحمن بن الفيض[FONT=&quot][33][/FONT]، قال: ثنا هارون بن سليمان[FONT=&quot][34][/FONT]، قال: سمعت محمد بن النعمان بن عبدالسلام يقول:"أتى رجل مالكَ بنَ أنس فقال: {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى} كيف استوى؟، قال: فأطرق، وجعل يعرق، وجعلنا ننتظر ما يأمر به، فرفع رأسه، فقال:"الاستواء منه غير مجهول، والكيف منه غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلاّ ضالاًّ، أَخرجوه من داري"[FONT=&quot][35][/FONT]، وإسناده جيّد.[/FONT]
[FONT=&quot]7- رواية عبد الله بن نافع[FONT=&quot][36][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]قال الحافظ ابن عبد البر - رحمه الله -: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن[FONT=&quot][37][/FONT]، قال: حدّثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ابن مالك[FONT=&quot][38][/FONT]، قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل[FONT=&quot][39][/FONT]، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثنا سريج بن النعمان[FONT=&quot][40][/FONT]، قال: حدّثنا عبد الله بن نافع، قال: قال مالك بن أنس:"الله عز وجل في السماء وعلمه في كلِّ مكان، لا يخلو منه مكان، قال: وقيل لمالك: {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى} كيف استوى؟، فقال مالك - رحمه الله -: استواؤه معقول، وكيفيته مجهولة، وسؤالك عن هذا بدعة، وأراك رجل سوء"[FONT=&quot][41][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]8- رواية أيوب بن صالح المخزومي[FONT=&quot][42][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]قال الحافظ ابن عبد البر - رحمه الله -: وأخبرنا محمد بن عبد الملك[FONT=&quot][43][/FONT]، قال: حدّثنا عبد الله بن يونس[FONT=&quot][44][/FONT]، قال: حدّثنا بقي بن مخلد[FONT=&quot][45][/FONT]، قال: حدّثنا بكّار بن عبد الله القرشي[FONT=&quot][46][/FONT] ... وساق روايته للأثر المتقدّمة من طريق مهدي بن جعفر، ثم قال: قال بقي: وحدّثنا أيوب بن صلاح[FONT=&quot][47][/FONT] المخزومي بالرملة، قال:"كنا عند مالك إذ جاءه عراقي فقال له: يا أبا عبد الله مسألة أريد أن أسألك عنها؟، فطأطأ مالك رأسه فقال له: يا أبا عبدالله {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى} كيف استوى؟، قال: سألتَ عن غير مجهول، وتكلّمت في غير معقول، إنّك امرؤ سوء، أخرِجوه، فأخذوا بضبعيه فأخرجوه"[FONT=&quot][48][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]9- رواية بشّار الخفّاف الشيباني[FONT=&quot][49][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]قال ابن ماجه في التفسير: حدّثنا علي بن سعيد[FONT=&quot][50][/FONT]، قال: حدّثنا بشّار الخفّاف أو غيره، قال:"كنت عند مالك بن أنس فأتاه رجل فقال: يا أبا عبدالله {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى}، كيف استوى؟، وذكره، كذا في تهذيب الكمال[FONT=&quot][51][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]وقال أبو المظفر السمعاني في تفسيره:"وقد رووا عن جعفر بن عبد الله وبشر الخفّاف[FONT=&quot][52][/FONT] قالا: كنّا عند مالك بن أنس فأتاه رجل فسأله عن قوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى}، كيف استوى؟ فأطرق مالك مليًّا، وعلاه الرحضاء، ثم قال:"الكيف غير معقول، الاستواء مجهول[FONT=&quot][53][/FONT]، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أظنّك إلاّ ضالاًّ، ثم أمر به فأخرج"[FONT=&quot][54][/FONT]، من غير شك في رواية بشار الخفاف.[/FONT]
[FONT=&quot]10- رواية سحنون[FONT=&quot][55][/FONT] عن بعض أصحاب مالك.[/FONT]
[FONT=&quot]قال ابن رشد في البيان والتحصيل: قال سحنون: أخبرني بعض أصحاب مالك أنَّه كان قاعداً عند مالك فأتاه رجل فقال:"يا أبا عبد الله مسألة؟، فسكت عنه ثم قال له: مسألة؟، فسكت عنه، ثم عاد فرفع إليه مالك رأسَه كالمجيب له، فقال السائل: يا أبا عبد الله: {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى}، كيف كان استواؤه؟ فطأطأ مالك رأسَه ساعة ثم رفعه، فقال:"سألتَ عن غير مجهول، وتكلّمتَ في غير معقول، ولا أراك إلاَّ امرأ سوء، أَخرِجوه"[FONT=&quot][56][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]فهذا جملة ما وقفت عليه من طرق لهذا الأثر عن إمام دار الهجرة مالك بن أنس - رحمه الله -، وبعض طرقه صحيحة ثابتة، وبعضها لا يخلو من مقال، إلا أنّها يشدّ بعضها بعضاً، ويشهد بعضها لبعض، والأثر ثابت بلا ريب بمجموع هذه الطرق، ولذا اعتمده أهل العلم، وصححه غير واحد، وقد تقدّم الإشارة إلى بعض من صحّحه، ولا يُعرف أحدٌ منهم ضعّفه، وسيأتي في مبحث لاحق نقل كلام أهل العلم في التنويه به، والثناء عليه، وتلقّيهم له بالقبول والاستحسان.[/FONT]
[FONT=&quot]المبحث الثاني: ذكر الشواهد على هذا الأثر من الكتاب والسنة[/FONT]
[FONT=&quot]لقد تضمّن هذا الأثر العظيم جملاً أربعاً وهي:[/FONT]
[FONT=&quot]1- الاستواء غير مجهول.[/FONT]
[FONT=&quot]2- والكيف غير معقول.[/FONT]
[FONT=&quot]3- والإيمان به واجب.[/FONT]
[FONT=&quot]4- والسؤال عنه بدعة.[/FONT]
[FONT=&quot]وهي جمل صحيحة المعنى عظيمة الدلالة، لكلِّ جملة منها شواهدها الكثيرة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وسيمرُّ معنا في ثنايا هذا المبحث العديد من النصوص التي تشهد لصحة كلِّ جملة من هذه الجمل، ولنقف هنا مع كلِّ جملة من هذه الجمل لذكر بعض الشواهد عليها من القرآن والسنة.[/FONT]
[FONT=&quot]أوّلاً: أما قولهالاستواء غير مجهول) فالمراد به أنَّ الاستواء معلوم المعنى؛ لأنَّ الله قد خاطبنا في القرآن الكريم بكلام عربيٍّ مبين، قال الله تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ}[FONT=&quot][57][/FONT]، وقال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}[FONT=&quot][58][/FONT]، وقال تعالى: {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}[FONT=&quot][59][/FONT]، وقال تعالى: {وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَاناً عَرَبِيًّا}[FONT=&quot][60][/FONT]، وقال تعالى: {قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}[FONT=&quot][61][/FONT]، فهو – سبحانه - أنزل القرآن الكريم بلسان عربي مبين؛"لأنَّ لغة العرب أفصح اللغات وأبينها وأوسعها وأكثرها تأدية للمعاني التي تقوم بالنفوس، فلهذا أنزل أشرف الكتب بأشرف اللغات"[FONT=&quot][62][/FONT]، وليفهم المخاطَبون به كلام الله وليعقلوا خطابه ويحيطوا بمعانيه كما قال – سبحانه -: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلاَ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ}[FONT=&quot][63][/FONT] فمن لطف الله بخلقه أنه يرسل إليهم الرسل منهم بلغاتهم ليفهموا عنهم ما يريدون وما أرسلوا به إليهم، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ}[FONT=&quot][64][/FONT]، وفي المسند من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لم يبعث الله عز وجل نبيًّا إلاَّ بلغة قومه"[FONT=&quot][65][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]والقرآن الكريم شأنه كذلك، فهو بلسان عربيٍّ مبين، يفهمه المخاطَبون به، فمدلولاته ظاهرة، ومعانيه واضحة، وقد فهمه المخاطَبون به وعقلوا معناه، ولا سيما في أشرف مقاصده وأعظم أبوابه وهو توحيد الله عز وجل،"ومن المعلوم أنَّ الصحابة سمعوا القرآن والسنة من النبي صلى الله عليه وسلم، وقرأوه وأقرأوه مَن بعدهم، وتكلّم العلماء في معانيه وتفسيره، ومعاني الحديث وتفسيره، وما يتعلّق بالأحكام وما لا يتعلّق بها، وهم مجمعون على غالب معاني القرآن والحديث، ولم يتنازعوا إلاّ في قليل من كثير، لا سيما القرون الأولى، فإنَّ النزاع بينهم كان قليلاً جدًّا بالنسبة إلى ما اتفقوا عليه، وكان النزاع في التابعين أكثر، وكلّما تأخّر الزمان كثر النزاع وحدث من الاختلاف بين المتأخرين ما لم يكن في الذين قبلهم، فإنَّ القرآن تضمّن الأمر بأوامر ظاهرة وباطنة، والنهي عن منَاهٍ ظاهرة وباطنة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بيَّن مقادير الصلوات ومواقيتها وصفاتها، والزكوات ونصبها ومقاديرها، وكذلك سائر العبادات، وعامة هذه الأمور نقلتها الأمة نقلاً عاماًّ متواتراً خلَفاً عن سلف، وحصل العلم الضروري للخلق بذلك كما حصل لهم العلم الضروري بأنَّه بلغهم ألفاظها، وأنَّه قاتل المشركين وأهل الكتاب، وأنَّه بُعث بمكة وهاجر إلى المدينة، وأنَّه دعا الأمة إلى أن شهدوا أن لا إله إلا الله وأنَّ محمداً رسول الله، وأخبرهم أنَّ هذا القرآن كلام الله الذي تكلّم به لا كلامه ولا كلام مخلوق، وأنَّه ليس قول البشر، وأنَّه علمهم أنَّ ربه فوق سمواته على عرشه، وأنَّ المَلَك نزل من عنده إليه، ثم يعرج إلى ربِّه، وأنَّ ربّه يسمع ويرى ويتكلّم وينادي ويحب ويبغض ويرضى ويغضب، وأنَّ له يدَيْن ووجهاً، وأنَّه يعلم السِرَّ وأخفى، فلا يخفى عليه خافية في السماء ولا في الأرض، وأنَّه يقيمهم من قبورهم أحياء بعدما مزّقهم البِلى إلى دار النعيم أو إلى الجحيم"[FONT=&quot][66][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]ثمَّ"إنَّ الله – سبحانه - وصف نفسه بأنّه بيّن لعباده غاية البيان، وأمر رسوله بالبيان، وأخبر أنَّه أنزل عليه كتابه ليبيّن للناس، ولهذا قال الزهري:"مِن الله البيان، وعلى رسوله البلاغ، وعلينا التسليم"[FONT=&quot][67][/FONT]، فهذا البيان الذي تكفّل به – سبحانه -، وأمر به رسوله، إما أن يكون المراد به بيان اللفظ وحده، أو المعنى وحده، أو اللفظ والمعنى جميعاً، ولا يجوز أن يكون المراد به بيان اللفظ دون المعنى، فإنَّ هذا لا فائدة فيه، ولا يحصل به مقصود الرسالة، وبيان المعنى وحده بدون دليله وهو اللفظ الدال عليه ممتنع، فعُلم قطعاً أنَّ المراد بيان اللفظ والمعنى.[/FONT]
[FONT=&quot]والله تعالى أنزل كتابه - ألفاظه ومعانيه -، وأرسل رسوله ليبيّن اللفظ والمعنى، فكما أنّا نقطع ونتيقّن أنّه بيَّن اللفظ، فكذلك نقطع ونتيقّن أنّه بيّن المعنى، بل كانت عنايته ببيان المعنى أشدّ من عنايته ببيان اللفظ، وهذا هو الذي ينبغي، فإنَّ المعنى هو المقصود، وأمَّا اللفظ فوسيلة إليه ودليل عليه، فكيف تكون عنايته بالوسيلة أهمّ من عنايته بالمقصود؟، وكيف نتيقّن بيانه للوسيلة ولا نتيقّن بيانه للمقصود؟، وهل هذا إلا من أبين المحال؟[/FONT]
[FONT=&quot]فإنْ جاز عليه ألاّ يبيّن المراد من ألفاظ القرآن، جاز عليه ألاّ يبيّن بعض ألفاظه، فلو كان المراد منها خلاف حقائقها وظواهرها ومدلولاتها وقد كتمه عن الأمة، ولم يبيّنه لها كان ذلك قدحاً في رسالته وعِصمته، وفتحاً للزنادقة والملاحدة من الرافضة وإخوانهم بابَ كتمان بعض ما أنزل عليه، وهذا منافٍ للإيمان به وبرسالته"[FONT=&quot][68][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]وقد أخبر الله - سبحانه وتعالى - أنَّه أكمل به الدِّين وأتمَّ به النعمة، وأمره أن يبلّغ البلاغ المبين كما في قوله تعالى: {اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلاَمَ دِيناً}[FONT=&quot][69][/FONT]، وقوله: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}[FONT=&quot][70][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]"ومحال مع هذا أن يدع أهم ما خلق له الخلق وأرسلت به الرسل، وأنزلت به الكتب، ونصبت عليه القبلة، وأسست عليه الملة، وهو باب الإيمان به ومعرفته ومعرفة أسمائه وصفاته وأفعاله ملتبساً مشتبهاً حقّه بباطله، لم يتكلّم فيه بما هو الحق، بل تلكّم بما ظاهره الباطل، والحق في إخراجه عن ظاهره، وكيف يكون أفضل الرسل وأجلّ الكتب غير وافٍ بتعريف ذلك على أتمِّ الوجوه، مبيّن له بأكمل البيان، موضح له غاية الإيضاح، مع شدّة حاجة النفوس إلى معرفته، ومع كونه أفضل ما اكتسبته النفوس، وأجلّ ما حصلته القلوب، ومن أبين المحال أن يكون أفضل الرسل صلى الله عليه وسلم قد علّم أمّته آداب البول، قبله وبعده ومعه، وآداب الوطء وآداب الطعام والشراب، ويترك أن يعلّمهم ما يقولونه بألسنتهم وتعتقده قلوبهم في ربهم ومعبودهم الذي معرفته غاية المعارف، والوصول إليه أجلّ المطالب، وعبادته وحده لا شريك له أقرب الوسائل، ويخبرهم فيه بما ظاهره باطل وإلحاد، ويحيلهم في فهم ما أخبرهم به على مستكرهات التأويلات، ومستنكرات المجازات، ثم يحيلهم في معرفة الحق على ما تحكم به عقولهم وتوجبه آراؤهم، هذا وهو القائل:"تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلاّ هالك"[FONT=&quot][71][/FONT]، وهو القائل:"ما بعث الله من نبي إلاّ كان حقًّا عليه أن يدلَّ أمّته على خير ما يعلمه لهم وينهاهم عن شرِّ ما يعلمه لهم"[FONT=&quot][72][/FONT]، وقال أبو ذر:"لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائر يقلّب جناحيه في السماء إلا ذكّرنا منه علماً"[FONT=&quot][73][/FONT]، وقال عمر بن الخطاب:"قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاماً، فذكر بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم، وأهل النار منازلهم، حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه"، ذكره البخاري…[FONT=&quot][74][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]فكيف يتوهّم مَن لله ولرسوله ولدينه في قلبه وَقار أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمسك عن بيان هذا الأمر العظيم ولم يتكلّم فيه بالصواب، بل تكلّم بما ظاهره خلاف الصواب؟، بل لا يتمّ الإيمان إلا باعتقاد أنَّ بيان ذلك قد وقع من الرسول على أتمِّ الوجوه، وأوضحه غاية الإيضاح، ولم يَدَع بعده لقائل مقالاً ولا لمتأوّل تأويلاً، ثم من المحال أن يكون خير الأمة وأفضلها وأعلمها وأسبقها إلى كلِّ فضل وهدى ومعرفة قصروا في هذا الباب فجفوا عنه أو تجاوزوا فغلوا فيه"[FONT=&quot][75][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]ثمّ إنَّ الله - سبحانه وتعالى - قد حثَّ عباده على تدبّر القرآن وتعقّل آياته وفهم معانيه في مواطن عديدة في القرآن الكريم، فقال سبحانه: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}[FONT=&quot][76][/FONT]، وقال تعالى: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً}[FONT=&quot][77][/FONT]، وقال تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَبَّرُوا آيَاتِهِ}[FONT=&quot][78][/FONT]، وقال تعالى: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا القُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}[FONT=&quot][79][/FONT]، وقال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}[FONT=&quot][80][/FONT]، والآيات في هذا المعنى كثيرة.[/FONT]
[FONT=&quot]قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -:"فحضَّ على تدبّره وفقهه وعقله والتذكّر به والتفكر فيه، ولم يستثن من ذلك شيئاً؛ بل نصوص متعدّدة تصرّح بالعموم فيه مثل قوله: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}، وقوله: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً}، ومعلوم أن نفي الاختلاف عنه لا يكون إلاّ بتدبّره كلّه، وإلاَّ فتدبّر بعضه لا يوجب الحكم بنفي مخالفه ما لم يتدبّر لما تدبّر.[/FONT]
[FONT=&quot]وقال علي رضي الله عنه لما قيل له: هل ترك عندكم رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً؟، فقال:"لا، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إلا فهماً يؤتيه الله عبداً في كتابه، وما في هذه الصحيفة"[FONT=&quot][81][/FONT]. فأخبر أنَّ الفهم فيه مختلف في الأمة، والفهم أخصُّ من العلم والحكم، قال الله تعالى: {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلاًّ آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً}[FONT=&quot][82][/FONT]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:"رُبَّ مبلّغ أوعى من سامع"[FONT=&quot][83][/FONT]، وقال:"بلِّغوا عني ولو آية"[FONT=&quot][84][/FONT]، وأيضاً فالسلف من الصحابة والتابعين وسائرالأمة قد تكلّموا في جميع نصوص القرآن آيات الصفات وغيرها، وفسّروها بما يوافق دلالتها وبيانها، ورووا عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة توافق القرآن، وأئمة الصحابة في هذا أعظم من غيرهم مثل عبد الله بن مسعود الذي كان يقول:"لو أعلم أعلمَ بكتاب الله مني تبلغه آباط الإبل لأتيته"[FONT=&quot][85][/FONT]، وعبد الله بن عباس الذي دعا له النبي صلى الله عليه وسلم وهو حبر الأمة وترجمان القرآن كانا هما وأصحابهما من أعظم الصحابة والتابعين إثباتاً للصفات، ورواية لها عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومَن له خبرة بالحديث والتفسير يعرف هذا، وما في التابعين أجلّ من أصحاب هذين السيّدين، بل وثالثهما في عليّة التابعين من جنسهم أو قريب منهم، ومثلهما في جلالته جلالة أصحاب زيد بن ثابت ؛ لكن أصحابه مع جلالتهم ليسوا مختصين به بل أخذوا عن غيره مثل عمر وابن عمر وابن عباس، ولو كان معاني هذه الآيات منفياً ومسكوتاً عنه لم يكن ربانيو الصحابة أهل العلم بالكتاب والسنة أكثر كلاماً فيه.[/FONT]
[FONT=&quot]ثم إنَّ الصحابة نقلوا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّهم كانوا يتعلمون منه التفسير مع التلاوة، ولم يذكر أحد منهم عنه قط أنَّه امتنع من تفسير آية، قال أبو عبدالرحمن السلمي:"حدّثنا الذين كانوا يقرؤوننا القرآن عثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما أنّهم كانوا إذا تعلّموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات لم يتجاوزوها حتى يتعلّموا ما فيها من العلم والعمل، قالوا: فتعلّمنا القرآن والعلم والعمل"[FONT=&quot][86][/FONT]، وكذلك الأئمة كانوا إذا سُئلوا عن شيء من ذلك لم ينفوا معناه بل يثبتون المعنى وينفون الكيفية كقول مالك بن أنس لما سئل عن قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى} كيف استوى؟، فقال:"الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة"، وكذلك ربيعة قبله، وقد تلقى الناس هذا الكلام بالقبول، فليس في أهل السنة مَن ينكره ..."[FONT=&quot][87][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]فهذه هي طريقة أئمة السلف أهل السنة والجماعة في هذا الباب وفي جميع أبواب الدين، وقد لخّص الإمام ابن القيم - رحمه الله - طريقتهم هذه بقوله:"كان أئمة السلف وأتباعهم يذكرون الآيات في هذا الباب، ثم يُتبعونها بالأحاديث الموافقة لها، كما فعل البخاري ومَن قبله ومَن بعده من المصنفين في السنة، فإنَّ الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه وغيرهما يحتجون على صحة ما تضمّنته أحاديث النزول والرؤية والتكليم والوجه واليدين والإتيان والمجيء بما في القرآن، ويثبتون اتفاق دلالة القرآن والسنة عليها، وأنّهما من مشكاة واحدة، ولا ينكر ذلك مَن له أدنى معرفة وإيمان، وإنّما يحسن الاستدلال على معاني القرآن بما رواه الثقات عن الرسول صلى الله عليه وسلم ورثة الأنبياء، ثم يتبعون ذلك بما قاله الصحابة والتابعون أئمة الهدى.[/FONT]
[FONT=&quot]وهل يخفى على ذي عقل سليم أنَّ تفسير القرآن بهذه الطريق خير مما هو مأخوذ عن أئمة الضلال وشيوخ التجهّم والاعتزال كالمريسي والجبّائي والنظّام والعلاّف وأضرابهم من أهل التفرّق والاختلاف الذين أحدثوا في الإسلام ضلالات وبدعاً، وفرّقوا دينهم وكانوا شيعاً، وتقطّعوا أمرهم بينهم كلُّ حزب بما لديهم فرحون.[/FONT]
[FONT=&quot]فإذا لم يجز تفسير القرآن وإثبات ما دلّ عليه، وحصول العلم واليقين بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة الثابتة، وكلام الصحابة وتابعيهم، أفيجوز أن يرجع في معاني القرآن إلى تحريفات جهم وشيعته، وتأويلات العلاّف والنظام والجبّائي والمرّيسي وعبد الجبار وأتباعهم من كلِّ أعمى أعجمي القلب واللسان، بعيد عن السنة والقرآن، مغمور عند أهل العلم والإيمان؟"[FONT=&quot][88][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]ويمكن أن نلخِّص ما تقدّم في ستة وجوه ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -، فيها أوضح دلالة على أن المعنى معلوم ومطلوب من العباد العلم به:[/FONT]
[FONT=&quot]"أحدها: أنَّ العادة المطَّرَدة التي جبل الله عليها بني آدم توجب عنايتهم بالقرآن المنزّل عليهم لفظاً ومعنىً؛ بل أن يكون عنايتهم بالمعنى أوكد، فإنَّه قد عُلم أنَّه مَن قرأ كتاباً في الطب أو الحساب أو النحو أو الفقه أو غير ذلك، فإنَّه لا بدَّ أن يكون راغباً في فهمه، وتصوُّر معانيه، فكيف بمن قرؤوا كتاب الله تعالى المنزل إليهم، الذي به هداهم الله، وبه عرّفهم الحق والباطل، والخير والشر، والهدى والضلال، والرشاد والغي؟!.[/FONT]
[FONT=&quot]فمن المعلوم أنَّ رغبتهم في فهمه وتصور معانيه أعظم الرغبات ؛ بل إذا سمع المتعلّم من العالم حديثاً فإنَّه يرغب في فهمه، فكيف بمن يسمعون كلام الله من المبلّغ عنه؟!، بل ومن المعلوم أنَّ رغبة الرسول صلى الله عليه وسلم في تعريفهم معاني القرآن أعظم من رغبته في تعريفهم حروفه، فإنَّ معرفة الحروف بدون المعاني لا تحصل المقصود؛ إذ اللفظ إنما يُراد للمعنى.[/FONT]
[FONT=&quot]الوجه الثاني: إنَّ الله سبحانه وتعالى قد حضّهم على تدبّره وتعقّله واتباعه في غير موضع، كما قال تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَبَّرُوا آيَاتِهِ}[FONT=&quot][89][/FONT]، وقال تعالى: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}[FONT=&quot][90][/FONT]، وقال تعالى: {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا القَوْلَ أَمْ جَآءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَآءَهُمُ الأَوَّلِينَ}[FONT=&quot][91][/FONT]، وقال تعالى: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيرا}[FONT=&quot][92][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]فإذا كان قد حضّ الكفار والمنافقين على تدبّره، علم أنَّ معانيه مما يمكن الكفار والمنافقين فهمها ومعرفتها، فكيف لا يكون ذلك ممكناً للمؤمنين، وهذا يبيّن أنَّ معانيه كانت معروفة بيّنة لهم.[/FONT]
[FONT=&quot]الوجه الثالث: أنَّه قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}[FONT=&quot][93][/FONT]، وقال تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}[FONT=&quot][94][/FONT]، فبيّن أنَّه أنزله عربيًّا؛ لأنْ يعقلوا، والعقل لا يكون إلاّ مع العلم بمعانيه.[/FONT]
[FONT=&quot]الوجه الرابع: أنّه ذمّ من لا يفهمه فقال تعالى: {وَإِذَا قَرَأْتَ القُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَسْتُوراً وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً}[FONT=&quot][95][/FONT]، وقال تعالى: {فَمَا لِهؤَلاَءِ القَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً}[FONT=&quot][96][/FONT]، فلو كان المؤمنون لا يفقهونه أيضاً لكانوا مشاركين للكفار والمنافقين فيما ذمّهم الله تعالى به.[/FONT]
[FONT=&quot]الوجه الخامس: أنَّه ذمّ من لم يكن حظّه من السماع إلا سماع الصوت دون فهم المعنى واتباعه، فقال تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَآءً وَنِدَآءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ}[FONT=&quot][97][/FONT]، وقال تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً}[FONT=&quot][98][/FONT]، وقال تعالى: {وَمِنْهُمْ مَن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفاً أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمُ واتَّبَعُوا أَهْوَآءَهُم}[FONT=&quot][99][/FONT]، وأمثال ذلك.[/FONT]
[FONT=&quot]وهؤلاء المنافقون سمعوا صوت الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يفهموا، وقالوا: ماذا قال آنفا؟، أي: الساعة، وهذا كلام من لم يفقه قوله، فقال تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمُ واتَّبَعُوا أَهْوَآءَهُم}.[/FONT]
[FONT=&quot]فمن جعل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان غير عالمين بمعاني القرآن، جعلهم بمنزلة الكفار والمنافقين فيما ذمّهم الله تعالى عليه.[/FONT]
[FONT=&quot]الوجه السادس: أنَّ الصحابة - رضي الله - عنهم فسّروا للتابعين القرآن، كما قال مجاهد:"عرضت المصحف على ابن عباس من أوله إلى آخره، أقف عند كلِّ آية وأسأله عنها"[FONT=&quot][100][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]ولهذا قال سفيان الثوري:"إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به". وكان ابن مسعود يقول:"لو أعلم أحداً أعلم بكتاب الله مني تبلغه الإبل لأتيته"[FONT=&quot][101][/FONT]. وكلُّ واحد من أصحاب ابن مسعود وابن عباس نقل عنه من التفسير ما لا يحصيه إلا الله، والنقول بذلك عن الصحابة والتابعين ثابتة معروفة عند أهل العلم بها"[FONT=&quot][102][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]ثانياً: قوله:"والكيف غير معقول" فإنَّ العقول لا يمكن لها أن تدرك كيفية صفات الباري – سبحانه -، وقد نصّ الله على ذلك في قوله تعالى: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً}[FONT=&quot][103][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]قال الشيخ العلاّمة محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله -:"فقوله: {يُحِيطونَ بِه} فعل مضارع والفعل الصناعي الذي يسمى بالفعل المضارع وفعل الأمر والفعل الماضي ينحل عند النحويين عن مصدر وزمن كما قال ابن مالك في الخلاصة[FONT=&quot][104][/FONT]:[/FONT]
[FONT=&quot]المصدر اسمُ ما سوى الزمان مِنْ[/FONT]
[FONT=&quot]مدلولي الفعل كأَمْنٍ مِنْ أَمِنْ[/FONT]
[FONT=&quot]وقد حرّر علماء البلاغة في مبحث الاستعارة التبعية أنه ينحل عن مصدر وزمن ونسبة، فالمصدر كامن في مفهومه إجماعاً، فـ"يحيطون" في مفهومها الإحاطة، فيتسلّط النفي على المصدر الكامن في الفعل فيكون معه كالنكرة المبنية على الفتح، فيصير المعنى: لا إحاطة للعلم البشري برب السموات والأرض، فينفي جنس أنواع الإحاطة عن كيفيتها، فالإحاطة المسندة للعلم منفية عن رب العالمين، فلا يشكل عليكم بعد هذا صفة نزول ولا مجيء ولا صفة يد ولا أصابع ولا عجب ولا ضحك؛ لأنَّ هذه الصفات كلّها من باب واحد، فما وصف الله به نفسه منها فهو حق، وهو لائق بكماله وجلاله لا يشبه شيئاً من صفات المخلوقين، وما وُصف به المخلوقون منها فهو حق مناسب لعجزهم وفنائهم وافتقارهم، وهذا الكلام الكثير أوضحه الله في كلمتين {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} تنزيه بلا تعطيل، {وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} إيمان بلا تمثيل، فيجب من أول الآية وهو {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} التنزيه الكامل الذي ليس فيه تعطيل، ويلزم من قوله: {وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} الإيمان بجميع الصفات الذي ليس فيه تمثيل، فأول الآية وآخرها إيمان، ومن عمل بالتنزيه الذي في {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} والإيمان الذي في قوله: {وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} وقطع النظر عن إدراك الكنه والكيفية المنصوص في قوله: {وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} خرج سالماً"[FONT=&quot][105][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]وروى أحمد وأبو داود وغيرهما عن معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - :"أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الأغلوطات"[FONT=&quot][106][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]قال عيسى بن يونس:"والأغلوطات ما لا يحتاج إليه من كيف وكيف"[FONT=&quot][107][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]وقال الخطابي:"وفيه كراهية التعمّق فيما لا حاجة للإنسان إليه من المسائل ووجوب التوقّف عمّا لا علم للمسؤول به"[FONT=&quot][108][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]والله - تبارك وتعالى - لم يكلّف عباده ولم يأمرهم بالبحث عن كيفية صفاته ولا أراد منهم ذلك، بل لم يجعل لهم سبيلاً إليه،"ولهذا لمّا سئل مالك وغيره من السلف عن قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى} قالوا: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وكذلك قال ربيعة شيخ مالك قبله: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، ومن الله البيان، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا الإيمان.[/FONT]
[FONT=&quot]فبيَّن أنَّ الاستواء معلوم، وأنَّ كيفية ذلك مجهول، ومثل هذا يوجد كثيراً في كلام السلف والأئمة، ينفون علم العباد بكيفية صفات الله، وأنَّه لا يعلم كيف الله إلاَّ الله، فلا يعلم ما هو إلاَّ هو، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:"لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك"، وهذا في صحيح مسلم وغيره[FONT=&quot][109][/FONT]، وقال في الحديث الآخر:"اللّهم إني أسألك بكلّ اسم هو لك سمّيت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علّمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك"، وهذا الحديث في المسند وصحيح أبي حاتم[FONT=&quot][110][/FONT]، وقد أخبر فيه أنَّ لله من الأسماء ما استأثر به في علم الغيب عنده"[FONT=&quot][111][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]بل إنَّ المخلوقَ عاجزٌ عن إدراك كنه كثير من المخلوقات وكيفيتها، فلأن يكون عن إدراك كنه صفات الباري وكيفيتها أعجز من باب أولى، قال رُسته: سمعتُ ابن مهدي يقول لفتى من ولد الأمير جعفر بن سليمان:"بلغني أنَّك تتكلّم في الرب، وتصفه وتشبهه. قال: نعم، نظرنا فلم نر من خلق الله شيئاً أحسن من الإنسان، فأخذ يتكلّم في الصفة، والقامة، فقال له: رُويدك يا بنيّ حتى نتكلّم أول شيء في المخلوق، فإن عجزنا عنه فنحن عن الخالق أعجز، أخبرني عمّا حدّثني شعبة، عن الشيباني، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى}[FONT=&quot][112][/FONT] قال:"رأى جبريل له ستمائة جناح"[FONT=&quot][113][/FONT]، فبقي الغلام ينظر، فقال: أنا أُهوِّن عليك صِفْ لي خلقاً له ثلاثة أجنحة، وركّب الجناح الثالث منه موضعاً حتى أعلم، قال: يا أبا سعيد عجزنا عن صفة المخلوق، فأُشهدك أني قد عجزتُ ورجعتُ"[FONT=&quot][114][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]وقال أبو يحيى زكريا الساجي: حدّثنا المزني: قال: قلت:"إن كان أحدٌ يخرجُ ما في ضميري، وما تعلّقَ به خاطري من أمر التوحيد فالشافعي، فصِرتُ إليه وهو في مسجد مصر، فلما جثوت بين يديه قلت: هجس في ضميري مسألة في التوحيد، فعلمت أنَّ أحداً لا يعلم علمك، فما الذي عندك؟، فغضب، ثم قال: أتدري أين أنت؟ قلت: نعم، قال: هذا الموضع الذي أغرق الله فيه فرعون، أبلَغك أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالسؤال عن ذلك؟، قلت: لا، قال: هل تكلّم فيه الصحابة؟، قلت: لا، قال: تدري كم نجماً في السماء؟، قلت: لا، قال: فكوكبٌ منها تعرف جنسَه، طلوعَه، أفولَه، ممّ خُلق؟، قلت: لا، قال: فشيء تراه بعينك من الخلق لستَ تعرفه، تتكلّم في علم خالقه؟!، ثم سألني عن مسألة في الوضوء، فأخطأتُ فيها، ففرّعها على أربعة أوجه، فلم أُصب في شيء منه، فقال: شيء تحتاج إليه في اليوم خمس مرّات، تدعُ علمه، وتتكلّف علمَ الخالق، إذا هجس في ضميرك ذلك، فارجع إلى الله وإلى قوله تعالى: {وَإِلهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} الآية[FONT=&quot][115][/FONT]، فاستدِلَّ بالمخلوق على الخالق، ولا تتكلّف علمَ ما لم يبلغه عقلك، قال: فتبتُ"[FONT=&quot][116][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]وقال القاضي أبو يعلى في كتابه إبطال التأويلات:"والله إنّا لعاجزون كالّون حائرون باهتون في حدّ الروح التي فينا، وكيف تعرج كلَّ ليلة إذا توفّاها بارئها، وكيف يرسلها؟، وكيف تستقلّ بعد الموت؟، وكيف حياة الشهيد المرزوق عند ربّه بعد قتله؟، وكيف حياة النبيين الآن؟، وكيف شاهد النبي صلى الله عليه وسلم أخاه موسى يصلي في قبره قائماً، ثم رآه في السماء السادسة وحاوره، وأشار عليه بمراجعة رب العالمين، وطلب التخفيف منه على أمته؟، وكيف ناظر موسى أباه آدم، وحجّه آدم بالقدر السابق، وبأنَّ اللّوم بعد التوبة وقبولها لا فائدة فيه؟، وكذلك نعجز عن وصف هيأتنا في الجنة، ووصف الحور العين، فكيف بنا إذا انتقلنا إلى الملائكة وذواتهم وكيفياتها؟، وأنّ بعضهم يمكنه أن يلتقم الدنيا في لقمة مع رونقهم وحسنهم وصفاء جوهرهم النوراني، فالله أعلى وأعظم، وله المثل الأعلى والكمال المطلق، ولا مثل له أصلا {آمَنَّا بِاللهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}"[FONT=&quot][117][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]وممّا يعين المسلم على قطع الطمع عن إدراك كيفية صفات الباري – سبحانه -، اعتقاده وإيمانه بأنَّ الله أكبر من كلِّ شيء، فإذا اعتقد المسلم وآمن بأنّ الله -سبحانه وتعالى - أكبر من كلِّ شيء، وأنّ كلَّ شيء مهما كبر يصغر عند كبرياء الله وعظمته، علمَ من خلال ذلك علم اليقين أن كبرياءَ الربِّ وعظمتَه وجلالَه وجمالَه وسائرَ أوصافه ونعوته أمرٌ لا يمكن أن تحيط به العقول أو تتصوّره الأفهام أو تدركه الأبصار والأفكار، فالله أعظم وأعظم من ذلك، بل إنّ العقولَ والأفهامَ عاجزةٌ عن أن تدركَ كثيراً من مخلوقات الرب -تبارك وتعالى-، فكيف بالرب – سبحانه -.[/FONT]
[FONT=&quot]ثبت عن ابن مسعود رضي الله عنه أنّه قال:"بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام، وبين كلِّ سماء وسَمَاءٍ خمسمائة عام، وبين السماء السابعة والكرسيِّ خمسمائة عام، وبين الكرسيِّ والماء خمسمائة عام، والعرش فوق الماء، والله فوق العرش، لا يخفى عليه شيء من أعمالكم"[FONT=&quot][118][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]وروي عن زيد بن أسلم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما السموات السبع في الكرسي إلاّ كدراهم سبعة أُلقيت في تُرس"[FONT=&quot][119][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]وقال أبو ذر رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"ما الكرسي في العرش إلاّ كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض"[FONT=&quot][120][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]وليتأمّل المسلم في عظم السماء بالنسبة إلى الأرض، وعظم الكرسيِّ بالنسبة إلى السماء، وعِظم العرش بالنسبة إلى الكرسيِّ، فإنّ العقولَ عاجزةٌ عن أن تدرك كمال هذه الأشياء أو أن تحيط بكُنْهِها وكيفيتها، فكيف بالأمر إذاً في الخالق – سبحانه -، فهو أكبر وأجلُّ من أن تعرف العقولُ كُنْهَ صفاته أو تدرك الأفهامُ كبرياءَه وعظمتَه، ولهذا جاءت السنةُ بالنهي عن التفكّر في الله؛ لأنّ الأفكار والعقول لا تدرك كنه صفاته، فالله أكبر من ذلك، قال صلى الله عليه وسلم:"تفكّروا في آلاء الله، ولا تفكّروا في الله عز وجل"[FONT=&quot][121][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]والتفكّرُ المأمور به هنا كما يبيّن ابن القيّم - رحمه الله - هو إحضار معرفتين في القلب ليستثمر منهما معرفة ثالثة[FONT=&quot][122][/FONT]، وهذا يتضح بالمثال، فالمسلم إذا أحضر في قلبه كبر هذه المخلوقات من سموات وأرض وكرسي وعرش ونحو ذلك، ثم أحضر في قلبه عجزه عن إدراك هذه الأشياء والإحاطة بها حصل له بذلك معرفة ثالثة وهي عظمة وكبرياء خالق هذه الأشياء وعجز العقول عن أن تدرك صفاته أو تحيط بنعوته -سبحانه-، يقول -سبحانه-: {وَقُلِ الحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُن لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً}[FONT=&quot][123][/FONT]، فالله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً.[/FONT]
[FONT=&quot]ثالثاً: وأمَّا قوله:"والإيمان به واجب" أي: الاستواء الذي وصف الرب به نفسه في كتابه، ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم في سنّته، وهكذا الشأن في جميع الصفات الواردة في الكتاب والسنة، يجب الإيمان بها وإمرارها كما جاءت دون تعرّض لها بردّ أو تحريف أو تكييف أو تمثيل أو غير ذلك، ولهذا ندب الله عباده وحثّهم ورغّبهم في مواطن كثيرة من القرآن الكريم على تعلّم أسماء الرب وصفاته والإيمان بها ومعرفتها معرفة صحيحة سليمة.[/FONT]
[FONT=&quot]يقول الله تعالى: {وَللهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[FONT=&quot][124][/FONT]، وقال تعالى: {قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوْ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاًمَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى}[FONT=&quot][125][/FONT]، وقال تعالى: {هُوَ اللهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلاَمُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللهَ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللهُ الخَالِقُ البَارِئُ المُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَواتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} [FONT=&quot][126][/FONT]، وقال تعالى: {اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضَ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٍ وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيء عِلْماً}[FONT=&quot][127][/FONT]، وقال تعالى: {فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}[FONT=&quot][128][/FONT] وقال: {وَاعْلَمُوا اَنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[FONT=&quot][129][/FONT]، وقال: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}[FONT=&quot][130][/FONT]، وقال: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ}[FONT=&quot][131][/FONT]، وقال: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][132][/FONT][/FONT][FONT=&quot]، وقال: {وَاعْلَموا أَنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ}[FONT=&quot][133][/FONT]، وقال: {اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ وَأَنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[FONT=&quot][134][/FONT]، وقال: {فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَوْلاَكُمْ نِعْمَ المَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرِ}[FONT=&quot][135][/FONT]، وقال: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ المُتَّقِينَ}[FONT=&quot][136][/FONT]، وقال: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ} [FONT=&quot][137][/FONT]، وقال: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ}[FONT=&quot][138][/FONT]، والآيات في هذا المعنى كثيرة.[/FONT]
[FONT=&quot]فهذه الآيات وما في معناها تدلّ أوضح الدلالة على أهمية الإيمان بأسماء الرب - تبارك وتعالى - الحسنى، وصفاته العظيمة، وأنَّ ذلك من أصول الإيمان الراسخة، وأسسه العظيمة التي لا إيمان إلاّ بها، فمن جحدها أو جحد شيئاً منها فليس بمؤمن، كما قال الله تعالى: {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ}، قال ذلك – سبحانه - في شأن من ينكر اسمه الرحمن، فكيف بمن ينكر أسماءه جميعها أو صفاته كلَّها؟![/FONT]
[FONT=&quot]وقال تعالى في شأن من شك في صفة واحدة: {وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلاَ أَبْصَارُكُمْ وَلاَ جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللهَ لاَ يَعْلَمُ كَثِيراً مَمَّا تَعْمَلُونَ وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ}[FONT=&quot][139][/FONT]، فهؤلاء حصل منهم شك في صفة العلم، فظنوا أنَّ الله لا يعلم كثيراً من أعمالهم، فترتّب على هذا الظنّ الفاسد والاعتقاد الباطل تردّيهم في مهاوي الباطل وأودية الضلال، فكيف إذاً بمن عنده شك في جميع الصفات أو غالبها؟![/FONT]
[FONT=&quot]روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابن مسعود رضي الله عنه: {وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ} الآية:"كان رجلان من قريش وخَتَنٌ لهما من ثقيف أو رجلان من ثقيف وخَتَنٌ لهما من قريش في بيت، فقال بعضهم: أترون أنَّ الله يسمع حديثنا؟، قال بعضهم: يسمع بعضه، وقال بعضهم: لئن كان يسمع بعضه لقد يسمع كلّه، فأنزلت: {وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلاَ أَبْصَارُكُمْ}"[FONT=&quot][140][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]هذا لفظ البخاري، ولفظ مسلم: عن ابن مسعود قال:
"اجتمع عند البيت ثلاثة نفر، قرشيّان وثقفي، أو ثقفيان وقرشي، قليلٌ فقه قلوبهم، كثير شحم بطونهم، فقال أحدهم: أترون الله يسمع ما نقول؟، وقال الآخر: يسمع إن جهرنا ولا يسمع إن أخفينا؟، وقال الآخر: إن كان يسمع إذا جهرنا فهو يسمع إذا أخفينا، فأنزل الله عز وجل: {وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلاَ أَبْصَارُكُمْ وَلاَ جُلُودُكُمْ}"[FONT=&quot][141][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]وقال – تعالى - في شأن من لم ينزّه الله عمّا نزّه عنه نفسه مما لا يليق بجلاله وكماله – سبحانه - من النقائص والعيوب: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الجِبَالُ هَدًّا أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا}[FONT=&quot][142][/FONT] فهؤلاء غلطوا في صفة من صفات التنزيه تنزيه الله عن الولد فهو – سبحانه - الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحدٌ، وقد وصف الرب – سبحانه - غلطهم هذا بأنَّه {إِدًّا} أي عظيماً بالغ العظمة والخطورة، تكاد السموات على اتّساعها أن تتفطّر منه، والأرض على ترامي أطرافها أن تنشقّ والجبال على قُوَّتها وصلابتها أن تخرَّ هداًّ، كلُّ ذلك بسبب تفوُّه هؤلاء بهذه المقالة الجائرة، المشتملة على هذا الغلط الفاحش في صفة من صفات الرب سبحانه، فكيف الشَّأن بمن كثرت أغلاطهم في هذا الباب، وتنوَّع باطلهم فيه؟![/FONT]
[FONT=&quot]وروى البخاري ومسلم عن أمِّ المؤمنين عائشة – رضي الله عنها - أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً على سريّة وكان يقرأ لأصحابه في صلاته فيختم بـ{قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}، فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال:"سلوه لأيِّ شيء يصنع ذلك؟"، فسألوه فقال: لأنَّها صفة الرحمن، وأنا أحبُّ أن أقرأ بها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أخبروه أنَّ الله يحبُّه"[FONT=&quot][143][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]وقد دلَّ هذا الحديث على عظم شأن الإيمان بصفات الرب ومحبّتها والحرص على تعلُّمها، وأنَّ ذلك سببٌ عظيمٌ من أسباب دخول الجنة ونيل رضى الرب – سبحانه -.[/FONT]
[FONT=&quot]وروى عبد الرزاق في مصنّفه عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنَّه رأى رجلاً انتفض لما سمع حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصفات استنكاراً لذلك، فقال:"ما فَرَقُ هؤلاء؟، يجدون رقّة عند محكمه ويهلكون عند متشابهه"[FONT=&quot][144][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]وصفات الله الواردة في القرآن والسنة جميعها من المحكم، إلاّ أنَّ هذا الرجل لقلّة علمه وضعف تفريقه اشتبه عليه الأمر فبادر إلى الاستنكار، فأنكر عليه ابن عباس - رضي الله عنهما - ذلك وأخبر أنَّ هذا الاستنكار سبيل هلكه.[/FONT]
[FONT=&quot]والشاهد من جميع ما تقدّم أنَّ الإيمان بأسماء الرب وصفاته الواردة في كتابه وسنة نبيِّه محمد صلى الله عليه وسلم يجب الإيمان بها جميعها، والإيمان بها داخل في الإيمان بالله بل هو ركن من أركان الإيمان بالله؛ لأنَّ الإيمان بالله يقوم على أركان ثلاثة هي: الإيمان بوحدانية الله في ربوبيته، والإيمان بوحدانيته في ألوهيته، والإيمان بوحدانيته في أسمائه وصفاته[FONT=&quot][145][/FONT].[/FONT]
[FONT=&quot]ولذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في مقدمة العقيدة الواسطية:"ومن الإيمان بالله الإيمانُ بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، بل يؤمنون بأنَّ الله – سبحانه - {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}[FONT=&quot][146][/FONT]، فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه، ولا يحرفون الكلم عن مواضعه، ولا يلحدون في أسماء الله وآياته، ولا يكيِّفون ولا يمثِّلون صفاته بصفات خلقه، لأنه – سبحانه - لا سميّ له ولا كفء ولا ندّ له، ولا يقاس بخلقه - سبحانه وتعالى -، فإنه أعلم بنفسه وبغيره، وأصدق قيلاً وأحسن حديثاً من خلقه، ثم رسله صادقون مصدَّقون بخلاف الذين يقولون على الله ما لا يعلمون، ولهذا قال: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلاَمٌ عَلَى المُرْسَلِينَ وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ}[FONT=&quot][147][/FONT]، فسبّح نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل وسلّم على المرسلين لسلامة ما قالوه من النقص والعيب.[/FONT]
​

[FONT=&quot][FONT=&quot][1][/FONT][/FONT][FONT=&quot] عدَّه الذهبي في المشتبه في الرواة عن مالك، وتعقَّبه ابن ناصر الدين في توضيح المشتبه (4/98 - 99) بقوله:" فيه نظر؛ لأنَّ هذا الإطلاق يوهم أنَّ شيخ جعفر مالكُ بن أنس الإمام، وكأنَّه - والله أعلم - عند المصنِّف الإمام مالك، فلهذا أطلقه، وليس بالإمام، إنَّما هو مالك بن خالد الأسدي البصري كما سمَّاه الأمير وغيره"، وذكر نحواً من هذا ابن حجر في تبصير المنتبه (2/621).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][2][/FONT][/FONT][FONT=&quot] هو سلمة بن شبيب النيسابوري أبو عبد الرحمن الحَجْري المسمَعي، نزيل مكة.[/FONT]
[FONT=&quot]قال أبو حاتمصدوق)، وقال أبو نعيم:"أحد الثقات، حدّث عنه الأئمة والقدماء"، توفي سنة (247هـ)، انظر: تهذيب الكمال (11/284).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][3][/FONT][/FONT][FONT=&quot] هو مهدي بن جعفر بن جَيْهان بن بهرام الرملي، أبو محمد.[/FONT]
[FONT=&quot]قال فيه ابن حجر:"صدوق له أوهام" كما في التقريب له (برقم:6979).[/FONT]
[FONT=&quot]ونقل ابن حجر في تهذيبه (10/289) عن الذهبي قوله:"رأيت له رواية عن مالك في تفسير ابن أبي حاتم"، توفي سنة (230هـ).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][4][/FONT][/FONT][FONT=&quot] الحلية لأبي نعيم (6/325،326)، ورواه الذهبي في السير (8/100) من طريق أبي نعيم.[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][5][/FONT][/FONT][FONT=&quot] عقيدة السلف أصحاب الحديث (ص:38).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][6][/FONT][/FONT][FONT=&quot] عقيدة السلف أصحاب الحديث (ص:39).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][7][/FONT][/FONT][FONT=&quot] شرح الاعتقاد (3/398).[/FONT]
[FONT=&quot]قال الألباني – رحمه الله -:"وأما ما عزاه إليه صاحب(فرقان القران بين صفات الخالق وصفات الأكوان) (ص:16): بلفظ:"الاستواء مذكور" فلم أره فيه، ولا رأيت من ذكره غير المشار إليه، وهو من الثقات [كذا في الأصل وهو تصحيف من الطابع، والصواب(وهو من النفاة)]؛ ولذلك ركن إلى هذا اللفظ لأن فيه ما يريده من نفي معنى الاستواء وأنه معروف عند مالك"، مختصر العلوّ (ص:142).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][8][/FONT][/FONT][FONT=&quot] هو بكار بن عبد الله بن بسر بن أرطاة الدمشقي القرشي.[/FONT]
[FONT=&quot]روى عن أسد بن موسى، وروى عنه أحمد بن أبي الحواري وأبو حاتم وأبو زرعة.[/FONT]
[FONT=&quot]قال ابن أبي حاتم:"كتبت عنه عن أبي وسألته عن بكار هذا؟ فقالهو صدوق)، الجرح والتعديل (1/1/410).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][9][/FONT][/FONT][FONT=&quot] (7/151).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][10][/FONT][/FONT][FONT=&quot] كذا وردت العبارة في التمهيد وهي يقيناً محرّفة، والصواب كما في الطرق المتقدِّمة للأثر وغيرها"استواؤه غير مجهول"، وقد أفادني أحد طلاَّب العلم الثقات باطّلاعه على النسخة الخطية للتمهيد في المغرب ووجد لفظة [غير] ملحقة بالهامش من الناسخ، ثم وقفت على مصورة لها فوجدت الأمر كذلك.[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][11][/FONT][/FONT][FONT=&quot] الردّ على الجهميّة (ص:55،56).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][12][/FONT][/FONT][FONT=&quot] هو عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي الفهري، أبو محمد.[/FONT]
[FONT=&quot]روى عن خلق كثير، وثّقه ابن معين وأبو زرعة، وقال فيه أحمد بن حنبل:"ما أصحّ حديثه وأثبتَه".[/FONT]
[FONT=&quot]وهو من أثبت الناس في مالك؛ فقد قال هارون بن عبد الله الزهري:"كان الناس يختلفون في الشيء عن مالك، فينتظرون قدوم ابن وهب حتى يسألوه عنه".[/FONT]
[FONT=&quot]وقال أبو مصعب:"مسائل ابن وهب عن مالك صحيحة"، توفي سنة (197هـ)، تهذيب الكمال (16/277 - 286).[/FONT]
[FONT=&quot]وقال فيه ابن حجر في التقريب (رقم:3718):"ثقة حافظ عابد".[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][13][/FONT][/FONT][FONT=&quot] أحمد بن محمد بن إسماعيل بن مهران الإسماعيلي النيسابوري أبو الحسن.[/FONT]
[FONT=&quot]قال فيه الذهبي في تاريخ الإسلام (وفيات 331هـ فما بعدها) (ص:187): "أبو الحسن الإسماعيلي النيسابوري العدل".[/FONT]
[FONT=&quot]وقال السمعاني في الأنساب (1/155):"كان كثير السماع من أبيه".[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][14][/FONT][/FONT][FONT=&quot] محمد بن إسماعيل بن مهران أبو بكر الإسماعيلي، قال فيه الحاكم:"هو أحد أركان الحديث بنيسابور، كثرة ورحلة واشتهارا ... ثقة مأمون"، قال إبراهيم ابن أبي طالب:"لم يجوِّد لنا حديث مالك كالإسماعيلي"، توفي سنة (295هـ)، انظر: سير أعلام النبلاء (14/117 - 118).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][15][/FONT][/FONT][FONT=&quot] أبو الربيع هو سليمان بن داود بن حماد بن سعد المَهْري، وجدّه حماد بن سعد أخو رِشْدين بن سعد، توفي سنة (253هـ).[/FONT]
[FONT=&quot]ترجم له المزي في تهذيب الكمال (11/409 - 410)، وذكر أنَّ النسائي وثّقه.[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][16][/FONT][/FONT][FONT=&quot] الأسماء والصفات (2/304)، وأورده الذهبي في العلوّ (ص:141مختصره) والأربعين (ص:80 ضمن مجموع الرسائل الست للذهبي) والسير (8/100).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][17][/FONT][/FONT][FONT=&quot] مختصر العلوّ (ص:141).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][18][/FONT][/FONT][FONT=&quot] فتح الباري (13/406،407).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][19][/FONT][/FONT][FONT=&quot] هو يحيى بن يحيى بن بكر التميمي أبو زكريا النيسابوري.[/FONT]
[FONT=&quot]وثّقه أحمد وابن راهويه والنسائي وغيرهم. توفي سنة (226هـ)، تهذيب الكمال (32/31-37).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][20][/FONT][/FONT][FONT=&quot] أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن الحارث الفقيه التميمي الأصفهاني، قال فيه الذهبي في تاريخ الإسلام (وفيات 430هـ) (ص:281):"الزاهد المقرئ النحوي المحدِّث …، وكان إماماً في العربية".[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][21][/FONT][/FONT][FONT=&quot] أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيّان المعروف بأبي الشيخ، قال فيه الخطيب البغدادي:"كان أبو الشيخ حافظاً ثبتاً متقناً"، توفي سنة (369هـ)، انظر: سير أعلام النبلاء (16/277 - 279).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][22][/FONT][/FONT][FONT=&quot] أبو علي محمد بن عمرو بن النضر الجرشي النيسابوري، قال الذهبي في تاريخ الإسلام (وفيات: 281 - 290) (ص:282):"وكان صدوقاً مقبولاً".[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][23][/FONT][/FONT][FONT=&quot] الأسماء والصفات (2/305،306).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][24][/FONT][/FONT][FONT=&quot] الاعتقاد (ص:56)، مختصر العلوّ (ص:141).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][25][/FONT][/FONT][FONT=&quot] مختصر العلوّ (ص:141).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][26][/FONT][/FONT][FONT=&quot] (ق: 4) وهو عندي قيد التحقيق.[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][27][/FONT][/FONT][FONT=&quot] هو جعفر بن ميمون التميمي أبو عليّ، ويقال: أبو العوّام الأنماطي.[/FONT]
[FONT=&quot]روى عن أبي العالية وعطاء بن أبي رباح وغيرهما، وروى عنه السفيانان ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم.[/FONT]
[FONT=&quot]قال عنه أحمد:"ليس بقويٍّ في الحديث"، ونحوه عن النسائي.[/FONT]
[FONT=&quot]وقال فيه ابن معين:"ليس بذاك"، وقال في موضع آخر:"ليس بثقة"، وقال في موضع آخر:"صالح الحديث".[/FONT]
[FONT=&quot]وقال أبو حاتم:"صالح"، ولعله من أجل هذا قال فيه الدارقطني:"يُعتبَر به".[/FONT]
[FONT=&quot]انظر: تهذيب الكمال (5/114،115).[/FONT]
[FONT=&quot]وقال فيه ابن حجر في التقريب (رقم:969):"صدوق يخطئ، من السادسة".[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][28][/FONT][/FONT][FONT=&quot] هو أحمد بن الخَضِر بن أحمد أبو الحسن النيسابوري الشافعي.[/FONT]
[FONT=&quot]قال فيه الذهبي في السير (15/501):"الحافظ المجوِّد الفقيه ...، من كبار الأئمة ...، مات في جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين وثلاثمائة".[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][29][/FONT][/FONT][FONT=&quot] عقيدة السلف أصحاب الحديث (ص:38).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][30][/FONT][/FONT][FONT=&quot] هو سفيان بن عيينة بن أبي عمران، أبو محمد الكوفي ثم المكي.[/FONT]
[FONT=&quot]قال فيه ابن حجر في التقريب (رقم:2464):"ثقة، حافظ، فقيه، إمام، حجة، إلاَّ أنَّه تغيَّر حفظه بآخرة، وكان ربّما دلّس لكن عن الثقات".[/FONT]
[FONT=&quot]وقال عنه الشافعي:"لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز".[/FONT]
[FONT=&quot]وأما اختلاطه فرُوي عن يحيى بن سعيد القطان، وأنَّ ذلك كان في سنة (197هـ) أي سنة وفاة سفيان، قال الذهبي متعقِّباً إيّاه:"أنا أستبعد صحّةَ هذا القول؛ فإنَّ القطان مات في صفر سنة ثمان وتسعين، بُعيد قدوم الحُجَّاج بقليل، فمن الذي أخبره باختلاط سفيان؟، ومتى لَحِقَ يقول هذا القول؟!، فسفيان حجَّةٌ مطلقاً بالإجماع من أرباب الصحاح"، كذا في تاريخ الإسلام وفيات (191 - 200هـ، ص:199).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][31][/FONT][/FONT][FONT=&quot] ترتيب المدارك للقاضي عياض (2/39)، ونقله الذهبي في سير أعلام النبلاء (8/106،107).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][32][/FONT][/FONT][FONT=&quot] أبو عبد الله التيمي الأصبهاني.[/FONT]
[FONT=&quot]قال عنه أبو الشيخ الأنصاري:"محدّث ابن محدّث ابن محدّث، توفي سنة أربعٍ وأربعين ومائتين، يحدّث عن وكيع وابن عيينة وحفص بن غياث وأبي بكر بن عياش وغيرهم، أحد الورعين، قليل الحديث، لم يحدّث إلاَّ بالقليل"، طبقات المحدّثين بأصبهان (2/211).[/FONT]
[FONT=&quot]وقال عنه الذهبي:"شيخ أصبهان، وابن شيخها، وأبو شيخها عبد الله"، تاريخ الإسلام وفيات (241 - 250) (ص:475).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][33][/FONT][/FONT][FONT=&quot] هو عبد الرحمن بن الفيض بن سنده بن ظهر أبو الأسود، أحد الثقات الأصبهانيين، تاريخ الإسلام وفيات (321 - 330) (ص:84).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][34][/FONT][/FONT][FONT=&quot] هو هارون بن سليمان الخزار الأصبهاني، أحد الثقات، توفي سنة خمس، وقيل: ثلاث وستين ومائتين، أخبار أصبهان لأبي نعيم (2/336).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][35][/FONT][/FONT][FONT=&quot] طبقات المحدّثين بأصبهان (2/214).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][36][/FONT][/FONT][FONT=&quot] روى عن مالك رجلان بهذا الاسم:[/FONT]
[FONT=&quot]أحدهما: عبد الله بن نافع الصائغ (ت206هـ).[/FONT]
[FONT=&quot]والثاني: عبد الله بن نافع حفيد ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوّام، ولذلك يُقال له: الزبيري، كما يُعرف بعبد الله بن نافع الصغير (ت216هـ).[/FONT]
[FONT=&quot]ولم يتضح لي من خلال رواية ابن عبد البر هذه أيّهما المراد، وقد قال الذهبي في السير (10/372):"وكثيراً ما تختلط روايتهم عند الفقهاء حتى لا علم عند أكثرهم بأنّهما رجلان"، ونقل قبل ذلك عن ترتيب المدارك للقاضي عياض أنَّ سحنوناً كان يرى وجوب بيانهما، وإن كانا ثقتين إمامين حتى لا تختلط روايتهما.[/FONT]
[FONT=&quot]قال:"فإنَّ الصائغ أكبر وأقدم وأثبت في مالك لطول صحبته له".[/FONT]
[FONT=&quot]وقد قال الحافظ ابن حجر في التقريب في الصائغ:"ثقة صحيح الكتاب في حفظه لين"، وقال في الزبيري:"صدوق".[/FONT]
[FONT=&quot]فليس في الأمر كبير إشكال؛ إذ حديث كل منهما لا ينزل عن درجة الحسن.[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][37][/FONT][/FONT][FONT=&quot] عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، أبو محمد يعرف بابن الزيات، توفي سنة (390هـ).[/FONT]
[FONT=&quot]انظر: جذوة المقتبس للحميدي (ص:252)، وبغية الملتمس للضبي (ص:332)، وفهرست ابن خير (ص:102،104)، وتذكرة الحفاظ للذهبي (ص:1511).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][38][/FONT][/FONT][FONT=&quot] أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شبيب البغدادي، أبو بكر القطيعي، راوي مسند أحمد، قال فيه الدارقطني:"ثقة زاهد قديم"، وتُكلِّم فيه بأخرة، توفي سنة (368هـ).[/FONT]
[FONT=&quot]انظر: السير للذهبي (16/212 - 213)، والمنهج الأحمد للعليمي (2/75 - 58).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][39][/FONT][/FONT][FONT=&quot] عبد الله بن إمام السنة أحمد بن حنبل.[/FONT]
[FONT=&quot]قال فيه الذهبي في السير (13/516):"الإمام الحافظ الناقد، محدّث بغداد أبو عبد الرحمن، ابن شيخ العصر أبي عبد الله ...".[/FONT]
[FONT=&quot]وقال الخطيب في تاريخه (9/375):"وكان ثقة ثبتاً فهماً"، توفي سنة (290هـ).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][40][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سريج بن النعمان بن مروان الجوهري اللؤلؤي، أبو الحسين، ويُقال أبو الحسن البغدادي.[/FONT]
[FONT=&quot]وثَّقه يحيى بن معين، والعجلي، وأبو داود، وغيرهم.[/FONT]
[FONT=&quot]وقال فيه ابن حجر:"ثقة يهم قليلاً"، كذا في التقريب، توفي سنة (217هـ).[/FONT]
[FONT=&quot]انظر: تهذيب الكمال للمزي (10/218).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][41][/FONT][/FONT][FONT=&quot] التمهيد (7/138). والمراد بقوله:"الاستواء معقول" أي: معقول المعنى كما في الروايات الأخرى، وكما تفيده الجملة التي بعده، ألاَ وهي قوله:"وكيفيته مجهولة".[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][42][/FONT][/FONT][FONT=&quot] أيوب بن صالح بن سلمة الحراني المخزومي أبو سليمان المدني، سكن الرملة، وروى عن مالك الموطأ، ضعّفه ابن معين، وقال فيه ابن عدي:"روى عن مالك ما لم يتابعه عليه أحد"، لسان الميزان (1/483)، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/131)، المغني في الضعفاء للذهبي (1/155).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][43][/FONT][/FONT][FONT=&quot] محمد بن عبد الملك بن ضيفون اللخمي القرطبي الحدَّاد، أبو عبد الله.[/FONT]
[FONT=&quot]قال فيه ابن الفرضي:"كان رجلاً صالحاً أحد العدول، وكتب الناس عنه، وعلت سنُّه فاضطرب في أشياء قُرئت عليه وليست ممّا سمع، ولا كان من أهل الضبط"، توفي سنة (492هـ).[/FONT]
[FONT=&quot]انظر: تاريخ العلماء لابن الفرضي (2/110)، والسير للذهبي (17/56)، ولسان الميزان لابن حجر (5/267)، وقد تحرّف في مطبوعة اللسان إلى (محمد بن عبد الملك بن صفوان!).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][44][/FONT][/FONT][FONT=&quot] عبد الله بن يونس بن محمد بن عبيد الله المرادي أبو محمد، يُعرف بالقَبْري، من قبْرة الأندلس.[/FONT]
[FONT=&quot]هو صاحب بقي بن مخلد، سمع منه مصنَّف ابن أبي شيبة، توفي سنة (330هـ).[/FONT]
[FONT=&quot]انظر: تاريخ العلماء لابن الفرضي (1/265)، وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين (7/178).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][45][/FONT][/FONT][FONT=&quot] بقي بن مَخلَد بن يزيد، أبو عبد الرحمن الأندلسي القرطبي.[/FONT]
[FONT=&quot]قال ابن الفرضي:"كان بقيٌّ ورِعاً فاضلاً زاهداً".[/FONT]
[FONT=&quot]وقال الذهبي:"الإمام القدوة شيخ الإسلام ... الحافظ، صاحب التفسير والمسند اللذين لا نظير لهما"، توفي سنة (276هـ).[/FONT]
[FONT=&quot]انظر: تاريخ العلماء (1/107 - 109)، وسير أعلام النبلاء (13/285).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][46][/FONT][/FONT][FONT=&quot] بكّار بن عبد الله بن بسر الدمشقي القرشي.[/FONT]
[FONT=&quot]قال فيه أبو حاتم في الجرح والتعديل (2/410):"هو صدوق".[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][47][/FONT][/FONT][FONT=&quot] كذا في التمهيد، وهو خطأ.[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][48][/FONT][/FONT][FONT=&quot] التمهيد (7/151).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][49][/FONT][/FONT][FONT=&quot] هو بشار بن موسى الخفّاف الشيباني أبو عثمان، روى عن مالك، وروى عنه عليّ بن سعيد النسوي، تكلّم فيه البخاري ويحيى بن معين، وأبو داود، والنسائي وعلي بن المديني، وغيرهم.[/FONT]
[FONT=&quot]قال أحمد بن يحيى بن الجارود: سمعت علياً [يعني: ابن المديني] وذكر بشار بن موسى [الخفاف] فقال: ما كان ببغداد أصلب منه في السنة، وما أحسن رأي أبي عبد الله فيه، يعني أحمد بن حنبل، انظر: تهذيب الكمال (4/85 - 90).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][50][/FONT][/FONT][FONT=&quot] هو علي بن سعيد النسوي أو النسائي، قال في التقريب:"صدوق صاحب حديث".[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][51][/FONT][/FONT][FONT=&quot] (4/90)، و(20/449).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][52][/FONT][/FONT][FONT=&quot] كذا، ولعله مصحّف من(بشار).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][53][/FONT][/FONT][FONT=&quot] كذا في المصدر المنقول عن والصواب"الاستواء غير مجهول".[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][54][/FONT][/FONT][FONT=&quot] تفسير السمعاني (3/320).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][55][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سحنون: هو الإمام العلاَّمة فقيه المغرب، أبو سعيد عبد السلام بن حبيب بن حسان التنوخي، قاضي القيروان، وصاحب المدونة.[/FONT]
[FONT=&quot]سمع من ابن عيينة، ولازم تلاميذ مالك: ابن وهب وابن القاسم وأشهب، حتى صار من نظرائهم، توفي سنة (240هـ).[/FONT]
[FONT=&quot]انظر: السير للذهبي (12/63 - 69).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][56][/FONT][/FONT][FONT=&quot] البيان والتحصيل (16/367 - 368).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][57][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة الشعراء، الآية: (195).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][58][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة يوسف، الآية: (2).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][59][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة فصّلت، الآية: (3).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][60][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة الأحقاف، الآية: (12).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][61][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة الزمر، الآية: (28).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][62][/FONT][/FONT][FONT=&quot] تفسير ابن كثير (4/294).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][63][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة فصّلت، الآية: (44).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][64][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة إبراهيم، الآية: (4).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][65][/FONT][/FONT][FONT=&quot] المسند (5/158). قال الهيثمي في المجمع (7/43):"رجاله رجال الصحيح، إلاَّ أنَّ مجاهداً لم يسمع من أبي ذر"، لكن يشهد له القرآن.[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][66][/FONT][/FONT][FONT=&quot] الصواعق المرسلة لابن القيم (2/653 - 654).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][67][/FONT][/FONT][FONT=&quot] رواه البخاري في صحيحه تعليقاً (13/503 - الفتح)، ووصله الحميدي في النوادر، والخطيب البغدادي وابن أبي عاصم في كتاب الأدب، كما في فتح الباري لابن حجر.[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][68][/FONT][/FONT][FONT=&quot] الصواعق المرسلة لابن القيم (2/737 - 738).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][69][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة المائدة، الآية: (3).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][70][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة المائدة، الآية: (67).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][71][/FONT][/FONT][FONT=&quot] رواه ابن ماجه (1/15)، وابن أبي عاصم في السنة (رقم:48،49). وقال الألباني:"حديث صحيح".[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][72][/FONT][/FONT][FONT=&quot] رواه مسلم في صحيحه (3/1472).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][73][/FONT][/FONT][FONT=&quot] رواه الإمام أحمد (5/153،162).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][74][/FONT][/FONT][FONT=&quot] (6/286 - الفتح).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][75][/FONT][/FONT][FONT=&quot] الصواعق المرسلة (1/157 - 160)، وانظر: أول الرسالة الحموية لابن تيمية (ص:7).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][76][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة محمد، الآية: (24).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][77][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة النساء، الآية: (82).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][78][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة ص، الآية: (29).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][79][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة الزمر، الآية: (27).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][80][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة يوسف، الآية: (2).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][81][/FONT][/FONT][FONT=&quot] رواه البخاري (6/167 - الفتح)، ومسلم (1/87).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][82][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة الأنبياء، الآية: (79).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][83][/FONT][/FONT][FONT=&quot] رواه البخاري (3/573 - 574 - الفتح).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][84][/FONT][/FONT][FONT=&quot] رواه البخاري (6/496 - الفتح).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][85][/FONT][/FONT][FONT=&quot] رواه البخاري (9/47 - الفتح)، ومسلم (4/1912 - 1913).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][86][/FONT][/FONT][FONT=&quot] رواه ابن أبي شيبة في المصنف (10/460).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][87][/FONT][/FONT][FONT=&quot] مجموع الفتاوى (13/307 - 309).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][88][/FONT][/FONT][FONT=&quot] مختصر الصواعق (ص:456).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][89][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة ص، الآية: (29).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][90][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة محمد، الآية: (24).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][91][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة المؤمنون، الآية: (68).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][92][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة النساء، الآية: (82).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][93][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة يوسف، الآية: (2).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][94][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة الزخرف، الآية: (3).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][95][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة الإسراء، الآيات: (45،46).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][96][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة النساء، الآية: (78).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][97][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة البقرة، الآية: (171).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][98][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة الفرقان، الآية: (44).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][99][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة محمد، الآية: (16).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][100][/FONT][/FONT][FONT=&quot] رواه أبو نعيم في الحلية (3/279 - 280) ومن طريقه الذهبي في السير (4/456 - 457).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][101][/FONT][/FONT][FONT=&quot] رواه البخاري (9/47 - الفتح)، ومسلم (4/1912 - 1913).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][102][/FONT][/FONT][FONT=&quot] مجموع الفتاوى (5/157 - 159).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][103][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة طه، الآية: (110).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][104][/FONT][/FONT][FONT=&quot] انظر: شرح ابن عقيل لألفية ابن مالك (1/557).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][105][/FONT][/FONT][FONT=&quot] منهج ودراسات لآيات الأسماء والصفات للشنقيطي (ص:24،25).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][106][/FONT][/FONT][FONT=&quot] المسند (5/435)، وأبو داود (رقم:3656)، وقال الألباني - حفظه الله - في تخريج المصابيح (1/81):"وسنده ضعيف، فيه عبد الله بن سعد وهو مجهول - كما قال الذهبي -".[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][107][/FONT][/FONT][FONT=&quot] رواه ابن بطة في الإبانة (1/401).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][108][/FONT][/FONT][FONT=&quot] معالم السنن (5/250).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][109][/FONT][/FONT][FONT=&quot] صحيح مسلم (1/352).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][110][/FONT][/FONT][FONT=&quot] رواه أحمد (1/391)، والحاكم (1/509)، وقال الهيثمي في المجمع (10/136):"رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ... ورجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح غير الجهني، وقد وثّقه ابن حبان".[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][111][/FONT][/FONT][FONT=&quot] مجموع الفتاوى (3/58).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][112][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة النجم، الآية: (18).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][113][/FONT][/FONT][FONT=&quot] رواه البخاري (6/313 - الفتح)، ومسلم (1/158) من طريق زر بن حُبيش، عن ابن مسعود رضي الله عنه.[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][114][/FONT][/FONT][FONT=&quot] رواه اللالكائي في الاعتقاد (3/530)، وذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء (9/196،197)، واللفظ له.[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][115][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة البقرة، الآيتان: (163،164).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][116][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سير أعلام النبلاء (10/31،32).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][117][/FONT][/FONT][FONT=&quot] نقله الذهبي، انظر: مختصر العلو (ص:270،271).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][118][/FONT][/FONT][FONT=&quot] رواه الدارمي في الرد على الجهمية (ص:26،27)، والطبراني في الكبير (9/228)، وأبو الشيخ في العظمة (2/689)، والبيهقي في الأسماء والصفات (2/290)، وغيرهم.[/FONT]
[FONT=&quot]قال الهيثمي في المجمع (1/86):"رجاله رجال الصحيح"، وصححه الذهبي في العلو (ص:103 - مختصره)، وابن القيم في اجتماع الجيوش (ص:100).[/FONT]
[FONT=&quot]وقال الألباني - حفظه الله - في العلو:"وسندهم جيّد".[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][119][/FONT][/FONT][FONT=&quot] رواه ابن جرير في تفسيره (3/10)، وفي إسناده عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف، وزيد تابعي، فهو مرسل.[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][120][/FONT][/FONT][FONT=&quot] رواه أبو نعيم في الحلية (1/166)، وأبو الشيخ في العظمة (2/648 - 649)، والبيهقي في الأسماء والصفات (2/300 - 301)، وغيرهما، وقد صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (رقم:109) بمجموع طرقه.[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][121][/FONT][/FONT][FONT=&quot] رواه اللالكائي في شرح الاعتقاد (3/525)، وأبو الشيخ في العظمة (2/210) من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.[/FONT]
[FONT=&quot]وإسناده ضعيف جدًّا، لكن له شاهد من حديث أبي هريرة، وعبد الله بن سلاَم، وأبي ذر، وابن عباس، وقد حسّنه الألباني في السلسلة الصحيحة (رقم:1788) بمجموع طرقه.[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][122][/FONT][/FONT][FONT=&quot] مفتاح دار السعادة (ص:181).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][123][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة الإسراء، الآية: (111).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][124][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة الأعراف، الآية 180).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][125][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة الإسراء، الآية 110).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][126][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة الحشر، الآيات22 - 24).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][127][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة الطلاق، الآية 12).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][128][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة البقرة، الآية 209).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][129][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة البقرة، الآية 231).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][130][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة البقرة، الآية 233).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][131][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة البقرة، الآية 235).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][132][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة البقرة، الآية 244).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][133][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة البقرة، الآية 267).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][134][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة المائدة، الآية 98).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][135][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة الأنفال، الآية 40).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][136][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة البقرة، الآية 194).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][137][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة البقرة، الآية : (235).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][138][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة محمد، الآية 19).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][139][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة فصلت، الآيات: (22 - 24).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][140][/FONT][/FONT][FONT=&quot] صحيح البخاري (8/561 - الفتح)، ومسلم (4/2141).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][141][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة فصلت، الآية: (22).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][142][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة مريم، الآية: (88 - 92).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][143][/FONT][/FONT][FONT=&quot] صحيح البخاري (13/347 - الفتح)، وصحيح مسلم (1/557).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][144][/FONT][/FONT][FONT=&quot] المصنف (11/423)، وأورده شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في كتابه التوحيد، وانظر شرحه في تيسير العزيز الحميد (ص:578).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][145][/FONT][/FONT][FONT=&quot] وقد أفردتُ في ذِكر هذه الأقسام وأدلّتها والردِّ على من أنكرها من غُلاة أهل الأهواء رسالة بعنوانالقول السديد في الردِّ على من أنكر تقسيم التوحيد) وهي مطبوعة.[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][146][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة الشورى، الآية: (11).[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][147][/FONT][/FONT][FONT=&quot] سورة الصافات، الآيات: (180 - 182).[/FONT]


​

 

[ACHWAK 42]

السلام عليكم
بارك الله فيك
و جزاك عنا كل خير
و جعله الله في ميزان حسناتك​