[font="]
[/font][font="]فوائد في تخريج حديث : " دخل رجل النار في ذباب[/font][font="] "[/font][font="]
[/font][font="]الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، صلى الله[/font][font="] [/font][font="]عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه .. أما بعد[/font][font="] :
[/font][font="]ففي كثير من شروح الشيخ العالم[/font][font="] [/font][font="]العلامة الإمام محمد بن صالح بن عثيمين – رحمه الله تعالى – أنكر صحة حديث طارق بن[/font][font="] [/font][font="]شهاب : دخل رجل النار في ذباب .. الخ[/font][font="]
[/font][font="]وصرح بعدم صحته في شرحه على بلوغ المرام[/font][font="] .. [/font][font="]وقال في تعليقه على كتاب التوحيد كما في مجموع فتاواه ورسائله (9/176) : في الحديث[/font][font="] [/font][font="]علتان[/font][font="] :
[/font][font="]الأولى : أن طارق بن شهاب اتفقوا على أنه لم يسمع من النبي صلى الله[/font][font="] [/font][font="]عليه وسلم ، واختلفوا في صحبته ، والأكثرون على أنه صحابي[/font][font="] .
[/font][font="]لكن إذا قلنا : إنه[/font][font="] [/font][font="]صحابي ؛ فلا يضر عدم سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن مرسل الصحابي حجة ،[/font][font="] [/font][font="]وإن كان غير صحابي ؛ فإنه مرسل غير صحابي، وهو من أقسام الضعيف[/font][font="] .
[/font][font="]الثانية : أن[/font][font="] [/font][font="]الحديث معنعن من قبل الأعمش ، وهو من المدلسين ، وهذه آفة في الحديث ؛ فالحديث في[/font][font="] [/font][font="]النفس منه شيء من أجل هاتين العلتين[/font][font="] .
[/font][font="]ثم للحديث عله ثالثة ، وهي أن الإمام أحمد[/font][font="] [/font][font="]رواه عن طارق عن سلمان موقوفا من قوله ، وكذا أبو نعيم وابن أبي شيبة ؛ فيحتمل أن[/font][font="] [/font][font="]سلمان أخذه عن بني إسرائيل . اهـ[/font][font="]
[/font][font="]والعلة الأولى في صحبة طارق بن شهاب ردها[/font][font="] [/font][font="]ابن حجر بترجيح صحبته كما هو رأي الجمهور ، وصحح عنه روايته : رأيت النبي صلى الله[/font][font="] [/font][font="]عليه وسلم وغزوت في خلافة أبي بكر[/font][font="] ..
[/font][font="]أما عن عدم سماعه فغايته أن يكون مرسل[/font][font="] [/font][font="]صحابي وهو صحيح على رأي الجمهور .. هذا إذا كان مرفوعا ، لكن الصحيح أن طارق بن[/font][font="] [/font][font="]شهاب رواه عن سلمان الفارسي موقوفا كما رجحه الشيخ وكما سيأتي[/font][font="] .
[/font][font="]وعلة تدليس[/font][font="] [/font][font="]الأعمش ليس على إطلاقها ومع ذلك جاء الأثر من طريق آخر[/font][font="] .
[/font][font="]العلة الثالثة وهي[/font][font="] [/font][font="]صحيحة كما سيأتي فيضعف الحديث مرفوعا ويصح موقوفا[/font][font="] ..
[/font][font="]وإليكم التفصيل[/font][font="] :
[/font][font="]نص الأثر[/font][font="]: [/font][font="]
[/font][font="]عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال[/font][font="] :
[/font][font="]دخل رجل الجنة في ذباب ، ودخل رجل [ آخر ] النار في ذباب [ قالوا وما الذباب[/font][font="] [/font][font="]؟ فرأى ذبابا على ثوب إنسان فقال هذا الذباب ] .. قالوا : وكيف ذاك ؟[/font][font="]
[/font][font="]قال : مر[/font][font="] [/font][font="]رجلان [ مسلمان – ممن قبلكم ] على قوم قد عكفوا على صنم لهم وقالوا لا يمر علينا[/font][font="] [/font][font="]اليوم أحد إلا قدم شيئا فقالوا لأحدهما : قدم [ قرب ] شيئا ؟ فأبى فقتل ، وقالوا[/font][font="] [/font][font="]للآخر : قدم [ قرب ] شيئا ؟ فقالوا : قدم [ قرب ] ولو ذبابا ؟ فقال : وإيش ذباب ؟[/font][font="] [/font][font="]فقدم [ قرب ] ذبابا فدخل النار ، فقال سلمان : فهذا دخل الجنة في ذباب ، ودخل هذا[/font][font="] [/font][font="]النار في ذباب[/font][font="] .
[/font][font="]رواية ابن أبي شيبة[/font][font="]
[/font][font="]رواه ابن أبي[/font][font="] [/font][font="]شيبة في المصنف ( 6/473 رقم 33038 ) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن مخارق بن خليفة عن[/font][font="] [/font][font="]طارق بن شهاب عن سلمان قال[/font][font="] :
[/font][font="]دخل رجل الجنة في ذباب ، ودخل رجل النار ، مر[/font][font="] [/font][font="]رجلان على قوم قد عكفوا على صنم لهم وقالوا لا يمر علينا اليوم أحد إلا قدم شيئا ،[/font][font="] [/font][font="]فقالوا لأحدهما : قدم شيئا ؟ فأبى فقتل ، وقالوا للآخر : قدم شيئا ؟ فقالوا : قدم[/font][font="] [/font][font="]ولو ذبابا ؟ فقال : وإيش ذباب ؟ فقدم ذبابا فدخل النار ، فقال سلمان فهذا دخل الجنة[/font][font="] [/font][font="]في ذباب ودخل هذا النار في ذباب[/font][font="].
[/font][font="]رواية البيهقي في[/font][font="] [/font][font="]الشعب[/font][font="]
[/font][font="]ورواه البيهقي في شعب الإيمان ( 5/485 رقم 7343 ) أخبرنا أبو عبد[/font][font="] [/font][font="]الله الحافظ نا أبو نا العباس بن محمد الدوري نا محاضر بن الوزع ( كذا !! وصوابه[/font][font="]: [/font][font="]المورع ) نا الأعمش عن الحارث عن شبل ( وصوابه شبيل ) عن طارق بن شهاب عن سلمان قال[/font][font="] : [/font][font="]مر رجلان مسلمان على قوم يعكفون على صنم لهم فقالوا لهما : قربا لصنمنا قربانا[/font][font="] [/font][font="]قالا : لا نشرك بالله شيئا قالوا : قربا ما شئتما ولو ذبابا فقال : أحدهما لصاحبه[/font][font="] [/font][font="]ما ترى ؟ قال : أحدهما لا نشرك بالله شيئا فقتل فدخل الجنة فقال الآخر بيده على[/font][font="] [/font][font="]وجهه فأخذ ذبابا فألقاه على الصنم فدخل النار[/font][font="].
[/font][font="]رواية أحمد[/font][font="] [/font][font="]في الزهد[/font][font="]
[/font][font="]وهو في الزهد للإمام أحمد أو لابنه على الصحيح (1/15-16) وفي[/font][font="] [/font][font="]العلل كما سيأتي حدثنا عبد الله أخبرنا أبي حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن[/font][font="] [/font][font="]سليمان بن ميسرة عن طارق بن شهاب عن سليمان [ والصحيح سلمان ] قال[/font][font="] :
[/font][font="]دخل رجل[/font][font="] [/font][font="]الجنة في ذباب ودخل النار رجل في ذباب ، قالوا : وكيف ذلك ؟ قال : مر رجلان على قوم[/font][font="] [/font][font="]لهم صنم لا يجوزه أحد حتى يقرب له شيئا ، فقالوا لأحدهما : قرب ؟ قال : ليس عندي[/font][font="] [/font][font="]شيء ، فقالوا له : قرب ولو ذبابا ، فقرب ذبابا ، فخلوا سبيله قال فدخل النار ،[/font][font="] [/font][font="]وقالوا للأخر قرب ولو ذبابا ؟ قال : ما كنت لأقرب لأحد شيئا دون الله عز وجل قال[/font][font="] [/font][font="]فضربوا عنقه فدخل الجنة[/font][font="] .
[/font][font="]ومن طريقه رواه الخطيب البغدادي في الكفاية في علم[/font][font="] [/font][font="]الرواية (1/185[/font][font="]) .
[/font][font="]رواية إسحاق بن راهويه في[/font][font="] [/font][font="]الحلية[/font][font="]
[/font][font="]وفي حلية الأولياء ( 1/203 ) : حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد[/font][font="] ( [/font][font="]الغطريفي ) الجرجاني ثنا عبد الله بن محمد بن شيرويه ( راوي مسند إسحاق ) ثنا إسحاق[/font][font="] [/font][font="]بن راهويه أخبرنا جرير وأبو معاوية [ كلاهما ] عن الأعمش عن سليمان بن ميسرة عن[/font][font="] [/font][font="]طارق بن شهاب عن سلمان رضي الله تعالى عنه قال : دخل رجل الجنة في ذباب ودخل آخر[/font][font="] [/font][font="]النار في ذباب ، قالوا : وكيف ذاك ؟ قال : مر رجلان ممن كان قبلكم على ناس معهم صنم[/font][font="] [/font][font="]لا يمر بهم أحد إلا قرب لصنمهم فقالوا لأحدهم : قرب شيئا ؟ قال : ما معي شيء ،[/font][font="] [/font][font="]قالوا : قرب ولو ذبابا ؟ فقرب ذبابا ومضى فدخل النار ، وقالوا للآخر : قرب شيئا ؟[/font][font="] [/font][font="]قال : ما كنت لأقرب لأحد دون الله ، فقتلوه فدخل الجنة[/font][font="] .
[/font][font="]وقال أبو نعيم الحافظ[/font][font="] [/font][font="]عقب روايته تلك[/font][font="] :
[/font][font="]رواه شعبة عن قيس بن مسلم عن طارق مثله ، ورواه جرير عن منصور[/font][font="] [/font][font="]عن المنهال بن عمرو عن حيان بن مرثد عن سلمان نحوه . اهـ[/font][font="]
[/font][font="]تحقيق التخريج[/font][font="]
[/font][font="]فأفاد هذا التخريج أن هذا الأثر رواه عن سلمان[/font][font="] [/font][font="]الفارسي حيان بن مرثد كما ذكره أبو نعيم معلقا ، وجميع من رواه إنما هو عن طارق بن[/font][font="] [/font][font="]شهاب[/font][font="] .
- [/font][font="]فأما رواية[/font][font="] [/font][font="]حيان بن مرثد[/font][font="] [/font][font="]عن سلمان ففي حلية[/font][font="] [/font][font="]الأولياء 1/203 فقط فيما أعلم[/font][font="] ..
[/font][font="]ومع قلة من ترجم لحيان بن مرثد فقد جاء في[/font][font="] [/font][font="]الطبقات الكبرى 6/235 والإكمال لابن ماكولا 2/311 قول وكيع : روى عن علي وسلمان رضي[/font][font="] [/font][font="]الله عنهما وروي عنه المنهال .. وهذا ما نحتاجه هاهنا .. لأن أبو نعيم في الحلية[/font][font="] [/font][font="]بعد روايته للأثر اتبعه سنداً آخر فقال : ورواه جرير عن منصور عن المنهال بن عمرو[/font][font="] [/font][font="]عن حيان بن مرثد عن سلمان نحوه[/font][font="] .
[/font][font="]فأما جرير : ( ت 188 ) فهو جرير بن عبد الحميد[/font][font="] [/font][font="]ثقة حافظ[/font][font="] .
[/font][font="]وأما منصور : فهو ابن المعتمر ثقة حافظ ثبت روى عنه جرير والأعمش[/font][font="] [/font][font="]وحدث عن المنهال لأنه ( أي منصور ) من أقران الأعمش وقد حدث عن المنهال[/font][font="] .
[/font][font="]وأما[/font][font="] [/font][font="]المنهال بن عمرو : فقد حدث عنه الأعمش ووثقه ابن معين وقال في التقريب( صدوق ربما[/font][font="] [/font][font="]وهم ) كما في ترجمة 6918[/font][font="].
[/font][font="]ولكن المشكلة أننا لا نعلم سند الحافظ أبا نعيم إلى[/font][font="] [/font][font="]شعبة وجرير[/font][font="] !!
[/font][font="]الطرق عن ابن شهاب[/font][font="]
[/font][font="]فنركز على من[/font][font="] [/font][font="]رواه عن طارق بن شهاب عن سلمان الفارسي وهم أربعة[/font][font="] :
[/font][font="]مخارق بن خليفة والحارث بن[/font][font="] [/font][font="]شبيل وسليمان بن ميسرة وقيس بن مسلم[/font][font="] ..
- [/font][font="]فأما رواية[/font][font="] [/font][font="]مخارق بن[/font][font="] [/font][font="]خليفة[/font][font="] [/font][font="]ففي مصنف ابن أبي شيبة 6/473 رقم 33038 ومخارق ثقة عن طارق بن شهاب[/font][font="] [/font][font="]وعنه شعبة كما في الكاشف .. ورواه عن مخارق سفيان الثوري وعنه وكيع[/font][font="] .
[/font][font="]وأما[/font][font="] [/font][font="]رواية[/font][font="] [/font][font="]الحارث بن شبيل[/font][font="] [/font][font="]فرواها محاضر بن المورع عن الأعمش عنه[/font][font="] [/font][font="]عند البيهقي في شعب الإيمان 5/485 رقم 7343 ) وهو الحارث بن شبيل البجلي بالتصغير[/font][font="] [/font][font="]الكوفي - وهو ثقة - وقال الذهبي في الكاشف : عن طارق بن شهاب ، وعنه الأعمش[/font][font="].
[/font][font="]تفرقة[/font][font="] :[/font][font="] [/font][font="]وهو غير الحارث بن شبل البصري وهو ضعيف وتوثيق[/font][font="] [/font][font="]ابن حبان له مخالف لمن جرحه وهم أئمة كبار على رأسهم يحيى بن معين قال: ليس بشئ[/font][font="] [/font][font="]وضعفه الدارقطني وقال البخاري في تاريخيه : ليس بمعروف الحديث .. وقال أبي حاتم[/font][font="] : [/font][font="]منكر الحديث[/font][font="] .
[/font][font="]ومحاضر هو ابن المورع الهمداني اليامي ويقال السلولي ويقال[/font][font="] [/font][font="]السكوني ، أبو المورع الكوفي وهو من صغار أتباع التابعين توفي في 206 هـ وروى له[/font][font="] [/font][font="]البخاري تعليقا - مسلم - أبو داود - النسائي ورتبته عند ابن حجر : صدوق له أوهام ،[/font][font="] [/font][font="]ورتبته عند الذهبي : صدوق مغفل ، ولذلك شذ محاضر في روايته عن الأعمش بذكره أن[/font][font="] [/font][font="]الرجلان مسلمان .. ويمكن التوفيق[/font][font="] ..
- [/font][font="]وأما رواية[/font][font="] [/font][font="]قيس بن[/font][font="] [/font][font="]مسلم[/font][font="] [/font][font="]ففي حلية الأولياء 1/203 معلقا ، وهو قيس بن مسلم الجدلي ثقة ثبت كما[/font][font="] [/font][font="]في التقريب والكاشف .. وعنه شعبة الإمام العلم[/font][font="] .
- [/font][font="]وأما رواية[/font][font="] [/font][font="]سليمان بن ميسرة[/font][font="] [/font][font="]ففي الحلية 1/203 والزهد لأحمد 1/15 من زيادات[/font][font="] [/font][font="]عبد الله ، وسليمان بن ميسرة يروى عن طارق ابن شهاب الأحمسي وروى عنه الأعمش[/font][font="] . ( [/font][font="]كما في التاريخ الكبير للبخاري 1880 وثقات ابن حيان رقم 3053 والجرح والتعديل لابن[/font][font="] [/font][font="]أبي حاتم 4/143) ورواه عن سليمان بن ميسرة الأعمش كما في الزهد والحلية والعلل لابن[/font][font="] [/font][font="]أبي حاتم[/font][font="] .
[/font][font="]وعن الأعمش أبو معاوية في الزهد وعلل ابن أبي حاتم وتابعه جرير في[/font][font="] [/font][font="]الحلية[/font][font="] .
[/font][font="]أما باقي الرجال في هذه الأسانيد فهم الأئمة الجبال[/font][font="] :
[/font][font="]وكيع[/font][font="] :[/font][font="] [/font][font="]وهو أبو سفيان وكيع بن الجراح ثقة عابد حافظ[/font][font="] .
[/font][font="]أبو معاوية[/font][font="] : [/font][font="]وهو الضرير محمد بن خازم ثقة من أثبت الناس في[/font][font="] [/font][font="]الأعمش[/font][font="] .
[/font][font="]سفيان الثوري[/font][font="] :[/font][font="] [/font][font="]أمير المحدثين يحكم على الرواة[/font][font="] [/font][font="]ولا يحكم عليه[/font][font="] .
[/font][font="]الأعمش[/font][font="] :[/font][font="] ( [/font][font="]ت 148) هو سليمان بن مهران[/font][font="] [/font][font="]ثقة حافظ[/font][font="] .
[/font][font="]شعبة[/font][font="] : [/font][font="]( [/font][font="]ت 160) هو ابن الحجاج ثقة حافظ وهو[/font][font="] [/font][font="]أمير المؤمنين في الحديث[/font][font="] .
[/font][font="]وعليه : فالحديث بهذه الأسانيد مجتمعة صحيح ،[/font][font="] [/font][font="]موقوفا على سلمان الفارسي إن شاء الله تعالى[/font][font="] .
[/font][font="]فائدة في وهم[/font][font="] [/font][font="]من ذكره مرفوعا[/font][font="]
[/font][font="]وما رأيت أحداً رفعه إلا ابن القيم في الداء والدواء[/font][font="] [/font][font="]ونسبه لأحمد هكذا وهو يوهم أنه في المسند وإنما هو في الزهد من زوائد عبد الله كما[/font][font="] [/font][font="]هو ظاهر في سنده[/font][font="] .
[/font][font="]واتبع ابن القيم في هذا الوهم شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب[/font][font="] [/font][font="]في كتاب التوحيد ، واتبعه على ذلك الشارح في فتح المجيد والوهم من وجهين[/font][font="] :
[/font][font="]الأول[/font][font="] : [/font][font="]أنهم جعلوه من مسند طارق بن شهاب مرفوعا وهذا لم يوجد[/font][font="] .
[/font][font="]الثاني : أن المتبادر[/font][font="] [/font][font="]من العزو لأحمد أنه في المسند وقد علمت أنه في الزهد[/font][font="] .
[/font][font="]فائدة عن ماهية الرجلين[/font][font="]
[/font][font="]تعلق البعض على ظاهر بعض روايات هذا[/font][font="] [/font][font="]الأثر فجزم أنه من الإسرائيليات ، بينما احتمل ذلك الشيخ ابن عثيمين رحمه الله[/font][font="] [/font][font="]تعالى[/font][font="] ..
[/font][font="]وعلى هذا فلا يصدق ولا يكذب ، نظرا للقاعدة النبوية المشهورة[/font][font="] ..
[/font][font="]وليس الأمر كذلك لوجهين[/font][font="] :
[/font][font="]الأول : أن في القصة أن أحد الرجلين دخل الجنة[/font][font="] [/font][font="]والآخر دخل النار وهذا لا يعلم إلا بالوحي كما هو ظاهر .. وعليه نرجح أن الأثر في[/font][font="] [/font][font="]حكم المرفوع[/font][font="] .
[/font][font="]الثاني : أن الزيادة عند البيهقي أنهما كانا مسلمان من طريق محاضر[/font][font="] [/font][font="]وشذ فيها عمن رواه عن الأعمش بلفظ رجلين ممن قبلكم .. وعند أحمد : كان رجلان .. بلا[/font][font="] [/font][font="]تعيين دين أو زمن ، ولكن في الروايات كلها أنهما مرا على قرية فيها صنم ، فأفاد ذلك[/font][font="] [/font][font="]قرب العهد من البعثة النبوية[/font][font="] .
[/font][font="]ولا ضير إن قلنا أنهما مسلمين ، فقد يكونا على[/font][font="] [/font][font="]دين إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام أو غيرهما أنبياء الله عز وجل ، فالإسلام دين[/font][font="] [/font][font="]الأنبياء جميعا[/font][font="] ..
[/font][font="]وقد نصحح الرواية على هذا المعنى الوارد في الروايات مجموعة[/font][font="] [/font][font="]فيكون ما عند أحمد وابن أبي شيبة : رجلان بلا تعيين ، وما عند البيهقي : رجلان[/font][font="] [/font][font="]مسلمان ، وما في الحلية : رجلان ممن قبلكم .. فنقول : ( رجلان – مسلمان – ممن قبلكم[/font][font="] ) [/font][font="]ونكون بذلك جمعنا زياداته كلها ولا تعارض حينئذ . إن شاء الله تعالى[/font][font="] .
[/font][font="]فائدة في عجمة سلمان[/font][font="]
[/font][font="]قال عبد الله بن أحمد[/font][font="] : [/font][font="]سَمِعتُهُ يقول ( يعني أباه ) : في حديث أبي معاوية ، عن الأعمش ، عن سليمان بن[/font][font="] [/font][font="]ميسرة ، عن طارق بن شهاب ، عن سلمان قال : دخل رجل الجنة في ذباب . قال أبو معاوية[/font][font="] : [/font][font="]قال الأعمش : دباب [ بالدال المهملة ] يعني أن سلمان كان في لسانه عجمة[/font][font="] .
( [/font][font="]العلل - 1596) وذكرها الخطيب البغدادي في الكفاية في علم الرواية (1/185) باب في[/font][font="] [/font][font="]إتباع المحدث على لفظه وان خالف اللغة الفصيحة[/font][font="] .
[/font][font="]هل قرب[/font][font="] [/font][font="]الرجل ذبابة حقيقية ؟[/font][font="]
[/font][font="]قد يقول البعض ما معنى أنه قرب للصنم ذبابة ، وهل[/font][font="] [/font][font="]الذبابة قربان ؟ أم أن المقصود أنه قرب قدر ذبابة من أي شيء ؟[/font][font="]
[/font][font="]قلت : ظاهر النص[/font][font="] [/font][font="]أنه قرب ذبابة حقيقية بدليل رواية البيهقي في الشعب ( 9/ 457) بلفظ : فقال الآخر[/font][font="] : [/font][font="]بيده على وجهه فأخذ ذبابا فألقاه على الصنم فخلوا سبيله فدخل النار[/font][font="].
[/font][font="]وجه الاستدلال بهذا الحديث[/font][font="]
[/font][font="]والحديث ساقه شيخ الإسلام محمد بن[/font][font="] [/font][font="]عبد الوهاب رحمه الله في كتاب التوحيد باب : ما جاء في الذبح لغير الله .. مستدلا[/font][font="] [/font][font="]به على النهي للذبح لغير الله ولو بقدر ذبابة أو على الصحيح ولو بذبابة ، وأن من[/font][font="] [/font][font="]فعل هذا غير مكره عالما بالتحريم فقد استحق النار لأنه شرك بالله تعالى[/font][font="] .
[/font][font="]قال[/font][font="] [/font][font="]رحمه الله تعالى : باب ما جاء في الذبح لغير الله : وقول الله تعالى : { قُلْ إِنَّ[/font][font="] [/font][font="]صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا[/font][font="] [/font][font="]شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } [ الأنعام[/font][font="] : 162- 163 ] [/font][font="]وقوله : { فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ } [ الكوثر : 2[/font][font="] ] .
[/font][font="]وعن علي[/font][font="] [/font][font="]رضي الله عنه قال : حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم : بأربع كلمات : « لعن الله[/font][font="] [/font][font="]من ذبح لغير الله ، لعن الله من لعن والديه ، لعن الله من آوى محدثا ، لعن الله من[/font][font="] [/font][font="]غير منار الأرض » . رواه مسلم[/font][font="] .
[/font][font="]وعن طارق بن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه[/font][font="] [/font][font="]وسلم : قال – فذكره مرفوعا منسوبا لأحمد كما مر[/font][font="] - .
[/font][font="]فيه مسائل[/font][font="] :
[/font][font="]الأولى[/font][font="] : [/font][font="]تفسير : { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي[/font][font="] } .
[/font][font="]الثانية : تفسير : { فَصَلِّ[/font][font="] [/font][font="]لِرَبِّكَ وَانْحَرْ[/font][font="] } .
[/font][font="]الثالثة : البداءة بلعنة من ذبح لغير الله[/font][font="] .
[/font][font="]الرابعة[/font][font="] : [/font][font="]لعن من لعن والديه ، ومنه أن تلعن والدي الرجل فيلعن والديك[/font][font="] .
[/font][font="]الخامسة : لعن[/font][font="] [/font][font="]من آوى محدثا ، وهو الرجل يحدث شيئا يجب فيه حق لله ، فيلتجئ إلى من يجيره من ذلك[/font][font="] .
[/font][font="]السادسة : لعن من غير منار الأرض ، وهي المراسيم التي تفرق بين حقك وحق جارك[/font][font="] [/font][font="]من الأرض فتغيرها بتقديم أو تأخير[/font][font="] .
[/font][font="]السابعة : الفرق بين لعن المعين ولعن أهل[/font][font="] [/font][font="]المعاصي على سبيل العموم[/font][font="] .
[/font][font="]الثامنة : هذه القصة العظيمة ، وهي قصة الذباب[/font][font="] .
[/font][font="]التاسعة : كونه دخل النار بسبب ذلك الذباب الذي لم يقصده ، بل فعله تخلصا من[/font][font="] [/font][font="]شرهم[/font][font="].
[/font][font="]العاشرة : معرفة قدر الشرك في قلوب المؤمنين كيف صبر ذلك على القتل ولم[/font][font="] [/font][font="]يوافقهم على طلباتهم ، مع كونهم لم يطلبوا إلا العمل الظاهر[/font][font="] .
[/font][font="]الحادية عشرة : أن[/font][font="] [/font][font="]الذي دخل النار مسلم ، لأنه لو كان كافرا لم يقل : " دخل النار في ذباب[/font][font="] " .
[/font][font="]الثانية عشرة : فيه شاهد للحديث الصحيح : " الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله[/font][font="] [/font][font="]والنار مثل ذلك[/font][font="] " .
[/font][font="]الثالثة عشرة ة معرفة أن عمل القلب هو المقصود الأعظم حتى[/font][font="] [/font][font="]عند عبدة الأوثان . اهـ[/font][font="]
[/font][font="]قال في القول السديد شرح كتاب التوحيد (1/54[/font][font="]) :
[/font][font="]باب[/font][font="] [/font][font="]ما جاء في الذبح لغير الله ، أي أنه شرك ، فإن نصوص الكتاب والسنة صريحة في الأمر[/font][font="] [/font][font="]بالذبح لله ، وإخلاص ذلك لوجهه ، كما هي صريحة بذلك في الصلاة ، فقد قرن الله الذبح[/font][font="] [/font][font="]بالصلاة في عدة مواضع من كتابه[/font][font="] .
[/font][font="]وإذا ثبت أن الذبح لله من أجل العبادات وأكبر[/font][font="] [/font][font="]الطاعات ، فالذبح لغير الله شرك أكبر مخرج عن دائرة الإسلام ، فإن حد الشرك الأكبر[/font][font="] [/font][font="]وتفسيره الذي يجمع أنواعه وأفراده : ( أن يصرف العبد نوعا من أفراد العبادة لغير[/font][font="] [/font][font="]الله[/font][font="] ) .
[/font][font="]فكل اعتقاد أو قول أو عمل ثبت أنه مأمور به من الشارع فصرفه لله وحده[/font][font="] [/font][font="]توحيد وإيمان وإخلاص ، وصرفه لغيره شرك وكفر[/font][font="] .
[/font][font="]فعليك بهذا الضابط للشرك الأكبر[/font][font="] [/font][font="]الذي لا يشذ عنه شيء[/font][font="] .
[/font][font="]كما أن حد الشرك الأصغر هو : ( كل وسيلة وذريعة يتطرق[/font][font="] [/font][font="]منها إلى الشرك الأكبر من الإرادات والأقوال والأفعال التي لم تبلغ رتبة العبادة[/font][font="] ) .
[/font][font="]فعليك بهذين الضابطين للشرك الأكبر والأصغر ، فإنه مما يعينك على فهم الأبواب[/font][font="] [/font][font="]السابقة واللاحقة من هذا الكتاب ، وبه يحصل لك الفرقان بين الأمور التي يكثر[/font][font="] [/font][font="]اشتباهها والله المستعان . اهـ[/font][font="]
[/font][font="]فائدة في أن الناجي منهما[/font][font="] [/font][font="]كفر[/font][font="]
[/font][font="]قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله – في التعليق على كتاب التوحيد من[/font][font="] [/font][font="]مجموع فتاواه ورسائله (9/181) : أن الذي دخل النار مسلم ؛ لأنه لو كان كافراً لم[/font][font="] [/font][font="]يقل : دخل النار في ذباب ، وهذا صحيح ، أي أنه كان مسلماَ ثم كفر بتقريبه للصنم ؛[/font][font="] [/font][font="]فكان تقريبه هو السبب في دخوله النار ، ولو كان كافراً قبل أن يقرب الذباب ؛ لكان[/font][font="] [/font][font="]دخوله النار لكفره أولى ، لا بتقريبه الذباب . اهـ[/font][font="]
[/font]
[/font][font="]فوائد في تخريج حديث : " دخل رجل النار في ذباب[/font][font="] "[/font][font="]
[/font][font="]الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، صلى الله[/font][font="] [/font][font="]عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه .. أما بعد[/font][font="] :
[/font][font="]ففي كثير من شروح الشيخ العالم[/font][font="] [/font][font="]العلامة الإمام محمد بن صالح بن عثيمين – رحمه الله تعالى – أنكر صحة حديث طارق بن[/font][font="] [/font][font="]شهاب : دخل رجل النار في ذباب .. الخ[/font][font="]
[/font][font="]وصرح بعدم صحته في شرحه على بلوغ المرام[/font][font="] .. [/font][font="]وقال في تعليقه على كتاب التوحيد كما في مجموع فتاواه ورسائله (9/176) : في الحديث[/font][font="] [/font][font="]علتان[/font][font="] :
[/font][font="]الأولى : أن طارق بن شهاب اتفقوا على أنه لم يسمع من النبي صلى الله[/font][font="] [/font][font="]عليه وسلم ، واختلفوا في صحبته ، والأكثرون على أنه صحابي[/font][font="] .
[/font][font="]لكن إذا قلنا : إنه[/font][font="] [/font][font="]صحابي ؛ فلا يضر عدم سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن مرسل الصحابي حجة ،[/font][font="] [/font][font="]وإن كان غير صحابي ؛ فإنه مرسل غير صحابي، وهو من أقسام الضعيف[/font][font="] .
[/font][font="]الثانية : أن[/font][font="] [/font][font="]الحديث معنعن من قبل الأعمش ، وهو من المدلسين ، وهذه آفة في الحديث ؛ فالحديث في[/font][font="] [/font][font="]النفس منه شيء من أجل هاتين العلتين[/font][font="] .
[/font][font="]ثم للحديث عله ثالثة ، وهي أن الإمام أحمد[/font][font="] [/font][font="]رواه عن طارق عن سلمان موقوفا من قوله ، وكذا أبو نعيم وابن أبي شيبة ؛ فيحتمل أن[/font][font="] [/font][font="]سلمان أخذه عن بني إسرائيل . اهـ[/font][font="]
[/font][font="]والعلة الأولى في صحبة طارق بن شهاب ردها[/font][font="] [/font][font="]ابن حجر بترجيح صحبته كما هو رأي الجمهور ، وصحح عنه روايته : رأيت النبي صلى الله[/font][font="] [/font][font="]عليه وسلم وغزوت في خلافة أبي بكر[/font][font="] ..
[/font][font="]أما عن عدم سماعه فغايته أن يكون مرسل[/font][font="] [/font][font="]صحابي وهو صحيح على رأي الجمهور .. هذا إذا كان مرفوعا ، لكن الصحيح أن طارق بن[/font][font="] [/font][font="]شهاب رواه عن سلمان الفارسي موقوفا كما رجحه الشيخ وكما سيأتي[/font][font="] .
[/font][font="]وعلة تدليس[/font][font="] [/font][font="]الأعمش ليس على إطلاقها ومع ذلك جاء الأثر من طريق آخر[/font][font="] .
[/font][font="]العلة الثالثة وهي[/font][font="] [/font][font="]صحيحة كما سيأتي فيضعف الحديث مرفوعا ويصح موقوفا[/font][font="] ..
[/font][font="]وإليكم التفصيل[/font][font="] :
[/font][font="]نص الأثر[/font][font="]: [/font][font="]
[/font][font="]عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال[/font][font="] :
[/font][font="]دخل رجل الجنة في ذباب ، ودخل رجل [ آخر ] النار في ذباب [ قالوا وما الذباب[/font][font="] [/font][font="]؟ فرأى ذبابا على ثوب إنسان فقال هذا الذباب ] .. قالوا : وكيف ذاك ؟[/font][font="]
[/font][font="]قال : مر[/font][font="] [/font][font="]رجلان [ مسلمان – ممن قبلكم ] على قوم قد عكفوا على صنم لهم وقالوا لا يمر علينا[/font][font="] [/font][font="]اليوم أحد إلا قدم شيئا فقالوا لأحدهما : قدم [ قرب ] شيئا ؟ فأبى فقتل ، وقالوا[/font][font="] [/font][font="]للآخر : قدم [ قرب ] شيئا ؟ فقالوا : قدم [ قرب ] ولو ذبابا ؟ فقال : وإيش ذباب ؟[/font][font="] [/font][font="]فقدم [ قرب ] ذبابا فدخل النار ، فقال سلمان : فهذا دخل الجنة في ذباب ، ودخل هذا[/font][font="] [/font][font="]النار في ذباب[/font][font="] .
[/font][font="]رواية ابن أبي شيبة[/font][font="]
[/font][font="]رواه ابن أبي[/font][font="] [/font][font="]شيبة في المصنف ( 6/473 رقم 33038 ) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن مخارق بن خليفة عن[/font][font="] [/font][font="]طارق بن شهاب عن سلمان قال[/font][font="] :
[/font][font="]دخل رجل الجنة في ذباب ، ودخل رجل النار ، مر[/font][font="] [/font][font="]رجلان على قوم قد عكفوا على صنم لهم وقالوا لا يمر علينا اليوم أحد إلا قدم شيئا ،[/font][font="] [/font][font="]فقالوا لأحدهما : قدم شيئا ؟ فأبى فقتل ، وقالوا للآخر : قدم شيئا ؟ فقالوا : قدم[/font][font="] [/font][font="]ولو ذبابا ؟ فقال : وإيش ذباب ؟ فقدم ذبابا فدخل النار ، فقال سلمان فهذا دخل الجنة[/font][font="] [/font][font="]في ذباب ودخل هذا النار في ذباب[/font][font="].
[/font][font="]رواية البيهقي في[/font][font="] [/font][font="]الشعب[/font][font="]
[/font][font="]ورواه البيهقي في شعب الإيمان ( 5/485 رقم 7343 ) أخبرنا أبو عبد[/font][font="] [/font][font="]الله الحافظ نا أبو نا العباس بن محمد الدوري نا محاضر بن الوزع ( كذا !! وصوابه[/font][font="]: [/font][font="]المورع ) نا الأعمش عن الحارث عن شبل ( وصوابه شبيل ) عن طارق بن شهاب عن سلمان قال[/font][font="] : [/font][font="]مر رجلان مسلمان على قوم يعكفون على صنم لهم فقالوا لهما : قربا لصنمنا قربانا[/font][font="] [/font][font="]قالا : لا نشرك بالله شيئا قالوا : قربا ما شئتما ولو ذبابا فقال : أحدهما لصاحبه[/font][font="] [/font][font="]ما ترى ؟ قال : أحدهما لا نشرك بالله شيئا فقتل فدخل الجنة فقال الآخر بيده على[/font][font="] [/font][font="]وجهه فأخذ ذبابا فألقاه على الصنم فدخل النار[/font][font="].
[/font][font="]رواية أحمد[/font][font="] [/font][font="]في الزهد[/font][font="]
[/font][font="]وهو في الزهد للإمام أحمد أو لابنه على الصحيح (1/15-16) وفي[/font][font="] [/font][font="]العلل كما سيأتي حدثنا عبد الله أخبرنا أبي حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن[/font][font="] [/font][font="]سليمان بن ميسرة عن طارق بن شهاب عن سليمان [ والصحيح سلمان ] قال[/font][font="] :
[/font][font="]دخل رجل[/font][font="] [/font][font="]الجنة في ذباب ودخل النار رجل في ذباب ، قالوا : وكيف ذلك ؟ قال : مر رجلان على قوم[/font][font="] [/font][font="]لهم صنم لا يجوزه أحد حتى يقرب له شيئا ، فقالوا لأحدهما : قرب ؟ قال : ليس عندي[/font][font="] [/font][font="]شيء ، فقالوا له : قرب ولو ذبابا ، فقرب ذبابا ، فخلوا سبيله قال فدخل النار ،[/font][font="] [/font][font="]وقالوا للأخر قرب ولو ذبابا ؟ قال : ما كنت لأقرب لأحد شيئا دون الله عز وجل قال[/font][font="] [/font][font="]فضربوا عنقه فدخل الجنة[/font][font="] .
[/font][font="]ومن طريقه رواه الخطيب البغدادي في الكفاية في علم[/font][font="] [/font][font="]الرواية (1/185[/font][font="]) .
[/font][font="]رواية إسحاق بن راهويه في[/font][font="] [/font][font="]الحلية[/font][font="]
[/font][font="]وفي حلية الأولياء ( 1/203 ) : حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد[/font][font="] ( [/font][font="]الغطريفي ) الجرجاني ثنا عبد الله بن محمد بن شيرويه ( راوي مسند إسحاق ) ثنا إسحاق[/font][font="] [/font][font="]بن راهويه أخبرنا جرير وأبو معاوية [ كلاهما ] عن الأعمش عن سليمان بن ميسرة عن[/font][font="] [/font][font="]طارق بن شهاب عن سلمان رضي الله تعالى عنه قال : دخل رجل الجنة في ذباب ودخل آخر[/font][font="] [/font][font="]النار في ذباب ، قالوا : وكيف ذاك ؟ قال : مر رجلان ممن كان قبلكم على ناس معهم صنم[/font][font="] [/font][font="]لا يمر بهم أحد إلا قرب لصنمهم فقالوا لأحدهم : قرب شيئا ؟ قال : ما معي شيء ،[/font][font="] [/font][font="]قالوا : قرب ولو ذبابا ؟ فقرب ذبابا ومضى فدخل النار ، وقالوا للآخر : قرب شيئا ؟[/font][font="] [/font][font="]قال : ما كنت لأقرب لأحد دون الله ، فقتلوه فدخل الجنة[/font][font="] .
[/font][font="]وقال أبو نعيم الحافظ[/font][font="] [/font][font="]عقب روايته تلك[/font][font="] :
[/font][font="]رواه شعبة عن قيس بن مسلم عن طارق مثله ، ورواه جرير عن منصور[/font][font="] [/font][font="]عن المنهال بن عمرو عن حيان بن مرثد عن سلمان نحوه . اهـ[/font][font="]
[/font][font="]تحقيق التخريج[/font][font="]
[/font][font="]فأفاد هذا التخريج أن هذا الأثر رواه عن سلمان[/font][font="] [/font][font="]الفارسي حيان بن مرثد كما ذكره أبو نعيم معلقا ، وجميع من رواه إنما هو عن طارق بن[/font][font="] [/font][font="]شهاب[/font][font="] .
- [/font][font="]فأما رواية[/font][font="] [/font][font="]حيان بن مرثد[/font][font="] [/font][font="]عن سلمان ففي حلية[/font][font="] [/font][font="]الأولياء 1/203 فقط فيما أعلم[/font][font="] ..
[/font][font="]ومع قلة من ترجم لحيان بن مرثد فقد جاء في[/font][font="] [/font][font="]الطبقات الكبرى 6/235 والإكمال لابن ماكولا 2/311 قول وكيع : روى عن علي وسلمان رضي[/font][font="] [/font][font="]الله عنهما وروي عنه المنهال .. وهذا ما نحتاجه هاهنا .. لأن أبو نعيم في الحلية[/font][font="] [/font][font="]بعد روايته للأثر اتبعه سنداً آخر فقال : ورواه جرير عن منصور عن المنهال بن عمرو[/font][font="] [/font][font="]عن حيان بن مرثد عن سلمان نحوه[/font][font="] .
[/font][font="]فأما جرير : ( ت 188 ) فهو جرير بن عبد الحميد[/font][font="] [/font][font="]ثقة حافظ[/font][font="] .
[/font][font="]وأما منصور : فهو ابن المعتمر ثقة حافظ ثبت روى عنه جرير والأعمش[/font][font="] [/font][font="]وحدث عن المنهال لأنه ( أي منصور ) من أقران الأعمش وقد حدث عن المنهال[/font][font="] .
[/font][font="]وأما[/font][font="] [/font][font="]المنهال بن عمرو : فقد حدث عنه الأعمش ووثقه ابن معين وقال في التقريب( صدوق ربما[/font][font="] [/font][font="]وهم ) كما في ترجمة 6918[/font][font="].
[/font][font="]ولكن المشكلة أننا لا نعلم سند الحافظ أبا نعيم إلى[/font][font="] [/font][font="]شعبة وجرير[/font][font="] !!
[/font][font="]الطرق عن ابن شهاب[/font][font="]
[/font][font="]فنركز على من[/font][font="] [/font][font="]رواه عن طارق بن شهاب عن سلمان الفارسي وهم أربعة[/font][font="] :
[/font][font="]مخارق بن خليفة والحارث بن[/font][font="] [/font][font="]شبيل وسليمان بن ميسرة وقيس بن مسلم[/font][font="] ..
- [/font][font="]فأما رواية[/font][font="] [/font][font="]مخارق بن[/font][font="] [/font][font="]خليفة[/font][font="] [/font][font="]ففي مصنف ابن أبي شيبة 6/473 رقم 33038 ومخارق ثقة عن طارق بن شهاب[/font][font="] [/font][font="]وعنه شعبة كما في الكاشف .. ورواه عن مخارق سفيان الثوري وعنه وكيع[/font][font="] .
[/font][font="]وأما[/font][font="] [/font][font="]رواية[/font][font="] [/font][font="]الحارث بن شبيل[/font][font="] [/font][font="]فرواها محاضر بن المورع عن الأعمش عنه[/font][font="] [/font][font="]عند البيهقي في شعب الإيمان 5/485 رقم 7343 ) وهو الحارث بن شبيل البجلي بالتصغير[/font][font="] [/font][font="]الكوفي - وهو ثقة - وقال الذهبي في الكاشف : عن طارق بن شهاب ، وعنه الأعمش[/font][font="].
[/font][font="]تفرقة[/font][font="] :[/font][font="] [/font][font="]وهو غير الحارث بن شبل البصري وهو ضعيف وتوثيق[/font][font="] [/font][font="]ابن حبان له مخالف لمن جرحه وهم أئمة كبار على رأسهم يحيى بن معين قال: ليس بشئ[/font][font="] [/font][font="]وضعفه الدارقطني وقال البخاري في تاريخيه : ليس بمعروف الحديث .. وقال أبي حاتم[/font][font="] : [/font][font="]منكر الحديث[/font][font="] .
[/font][font="]ومحاضر هو ابن المورع الهمداني اليامي ويقال السلولي ويقال[/font][font="] [/font][font="]السكوني ، أبو المورع الكوفي وهو من صغار أتباع التابعين توفي في 206 هـ وروى له[/font][font="] [/font][font="]البخاري تعليقا - مسلم - أبو داود - النسائي ورتبته عند ابن حجر : صدوق له أوهام ،[/font][font="] [/font][font="]ورتبته عند الذهبي : صدوق مغفل ، ولذلك شذ محاضر في روايته عن الأعمش بذكره أن[/font][font="] [/font][font="]الرجلان مسلمان .. ويمكن التوفيق[/font][font="] ..
- [/font][font="]وأما رواية[/font][font="] [/font][font="]قيس بن[/font][font="] [/font][font="]مسلم[/font][font="] [/font][font="]ففي حلية الأولياء 1/203 معلقا ، وهو قيس بن مسلم الجدلي ثقة ثبت كما[/font][font="] [/font][font="]في التقريب والكاشف .. وعنه شعبة الإمام العلم[/font][font="] .
- [/font][font="]وأما رواية[/font][font="] [/font][font="]سليمان بن ميسرة[/font][font="] [/font][font="]ففي الحلية 1/203 والزهد لأحمد 1/15 من زيادات[/font][font="] [/font][font="]عبد الله ، وسليمان بن ميسرة يروى عن طارق ابن شهاب الأحمسي وروى عنه الأعمش[/font][font="] . ( [/font][font="]كما في التاريخ الكبير للبخاري 1880 وثقات ابن حيان رقم 3053 والجرح والتعديل لابن[/font][font="] [/font][font="]أبي حاتم 4/143) ورواه عن سليمان بن ميسرة الأعمش كما في الزهد والحلية والعلل لابن[/font][font="] [/font][font="]أبي حاتم[/font][font="] .
[/font][font="]وعن الأعمش أبو معاوية في الزهد وعلل ابن أبي حاتم وتابعه جرير في[/font][font="] [/font][font="]الحلية[/font][font="] .
[/font][font="]أما باقي الرجال في هذه الأسانيد فهم الأئمة الجبال[/font][font="] :
[/font][font="]وكيع[/font][font="] :[/font][font="] [/font][font="]وهو أبو سفيان وكيع بن الجراح ثقة عابد حافظ[/font][font="] .
[/font][font="]أبو معاوية[/font][font="] : [/font][font="]وهو الضرير محمد بن خازم ثقة من أثبت الناس في[/font][font="] [/font][font="]الأعمش[/font][font="] .
[/font][font="]سفيان الثوري[/font][font="] :[/font][font="] [/font][font="]أمير المحدثين يحكم على الرواة[/font][font="] [/font][font="]ولا يحكم عليه[/font][font="] .
[/font][font="]الأعمش[/font][font="] :[/font][font="] ( [/font][font="]ت 148) هو سليمان بن مهران[/font][font="] [/font][font="]ثقة حافظ[/font][font="] .
[/font][font="]شعبة[/font][font="] : [/font][font="]( [/font][font="]ت 160) هو ابن الحجاج ثقة حافظ وهو[/font][font="] [/font][font="]أمير المؤمنين في الحديث[/font][font="] .
[/font][font="]وعليه : فالحديث بهذه الأسانيد مجتمعة صحيح ،[/font][font="] [/font][font="]موقوفا على سلمان الفارسي إن شاء الله تعالى[/font][font="] .
[/font][font="]فائدة في وهم[/font][font="] [/font][font="]من ذكره مرفوعا[/font][font="]
[/font][font="]وما رأيت أحداً رفعه إلا ابن القيم في الداء والدواء[/font][font="] [/font][font="]ونسبه لأحمد هكذا وهو يوهم أنه في المسند وإنما هو في الزهد من زوائد عبد الله كما[/font][font="] [/font][font="]هو ظاهر في سنده[/font][font="] .
[/font][font="]واتبع ابن القيم في هذا الوهم شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب[/font][font="] [/font][font="]في كتاب التوحيد ، واتبعه على ذلك الشارح في فتح المجيد والوهم من وجهين[/font][font="] :
[/font][font="]الأول[/font][font="] : [/font][font="]أنهم جعلوه من مسند طارق بن شهاب مرفوعا وهذا لم يوجد[/font][font="] .
[/font][font="]الثاني : أن المتبادر[/font][font="] [/font][font="]من العزو لأحمد أنه في المسند وقد علمت أنه في الزهد[/font][font="] .
[/font][font="]فائدة عن ماهية الرجلين[/font][font="]
[/font][font="]تعلق البعض على ظاهر بعض روايات هذا[/font][font="] [/font][font="]الأثر فجزم أنه من الإسرائيليات ، بينما احتمل ذلك الشيخ ابن عثيمين رحمه الله[/font][font="] [/font][font="]تعالى[/font][font="] ..
[/font][font="]وعلى هذا فلا يصدق ولا يكذب ، نظرا للقاعدة النبوية المشهورة[/font][font="] ..
[/font][font="]وليس الأمر كذلك لوجهين[/font][font="] :
[/font][font="]الأول : أن في القصة أن أحد الرجلين دخل الجنة[/font][font="] [/font][font="]والآخر دخل النار وهذا لا يعلم إلا بالوحي كما هو ظاهر .. وعليه نرجح أن الأثر في[/font][font="] [/font][font="]حكم المرفوع[/font][font="] .
[/font][font="]الثاني : أن الزيادة عند البيهقي أنهما كانا مسلمان من طريق محاضر[/font][font="] [/font][font="]وشذ فيها عمن رواه عن الأعمش بلفظ رجلين ممن قبلكم .. وعند أحمد : كان رجلان .. بلا[/font][font="] [/font][font="]تعيين دين أو زمن ، ولكن في الروايات كلها أنهما مرا على قرية فيها صنم ، فأفاد ذلك[/font][font="] [/font][font="]قرب العهد من البعثة النبوية[/font][font="] .
[/font][font="]ولا ضير إن قلنا أنهما مسلمين ، فقد يكونا على[/font][font="] [/font][font="]دين إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام أو غيرهما أنبياء الله عز وجل ، فالإسلام دين[/font][font="] [/font][font="]الأنبياء جميعا[/font][font="] ..
[/font][font="]وقد نصحح الرواية على هذا المعنى الوارد في الروايات مجموعة[/font][font="] [/font][font="]فيكون ما عند أحمد وابن أبي شيبة : رجلان بلا تعيين ، وما عند البيهقي : رجلان[/font][font="] [/font][font="]مسلمان ، وما في الحلية : رجلان ممن قبلكم .. فنقول : ( رجلان – مسلمان – ممن قبلكم[/font][font="] ) [/font][font="]ونكون بذلك جمعنا زياداته كلها ولا تعارض حينئذ . إن شاء الله تعالى[/font][font="] .
[/font][font="]فائدة في عجمة سلمان[/font][font="]
[/font][font="]قال عبد الله بن أحمد[/font][font="] : [/font][font="]سَمِعتُهُ يقول ( يعني أباه ) : في حديث أبي معاوية ، عن الأعمش ، عن سليمان بن[/font][font="] [/font][font="]ميسرة ، عن طارق بن شهاب ، عن سلمان قال : دخل رجل الجنة في ذباب . قال أبو معاوية[/font][font="] : [/font][font="]قال الأعمش : دباب [ بالدال المهملة ] يعني أن سلمان كان في لسانه عجمة[/font][font="] .
( [/font][font="]العلل - 1596) وذكرها الخطيب البغدادي في الكفاية في علم الرواية (1/185) باب في[/font][font="] [/font][font="]إتباع المحدث على لفظه وان خالف اللغة الفصيحة[/font][font="] .
[/font][font="]هل قرب[/font][font="] [/font][font="]الرجل ذبابة حقيقية ؟[/font][font="]
[/font][font="]قد يقول البعض ما معنى أنه قرب للصنم ذبابة ، وهل[/font][font="] [/font][font="]الذبابة قربان ؟ أم أن المقصود أنه قرب قدر ذبابة من أي شيء ؟[/font][font="]
[/font][font="]قلت : ظاهر النص[/font][font="] [/font][font="]أنه قرب ذبابة حقيقية بدليل رواية البيهقي في الشعب ( 9/ 457) بلفظ : فقال الآخر[/font][font="] : [/font][font="]بيده على وجهه فأخذ ذبابا فألقاه على الصنم فخلوا سبيله فدخل النار[/font][font="].
[/font][font="]وجه الاستدلال بهذا الحديث[/font][font="]
[/font][font="]والحديث ساقه شيخ الإسلام محمد بن[/font][font="] [/font][font="]عبد الوهاب رحمه الله في كتاب التوحيد باب : ما جاء في الذبح لغير الله .. مستدلا[/font][font="] [/font][font="]به على النهي للذبح لغير الله ولو بقدر ذبابة أو على الصحيح ولو بذبابة ، وأن من[/font][font="] [/font][font="]فعل هذا غير مكره عالما بالتحريم فقد استحق النار لأنه شرك بالله تعالى[/font][font="] .
[/font][font="]قال[/font][font="] [/font][font="]رحمه الله تعالى : باب ما جاء في الذبح لغير الله : وقول الله تعالى : { قُلْ إِنَّ[/font][font="] [/font][font="]صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا[/font][font="] [/font][font="]شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } [ الأنعام[/font][font="] : 162- 163 ] [/font][font="]وقوله : { فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ } [ الكوثر : 2[/font][font="] ] .
[/font][font="]وعن علي[/font][font="] [/font][font="]رضي الله عنه قال : حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم : بأربع كلمات : « لعن الله[/font][font="] [/font][font="]من ذبح لغير الله ، لعن الله من لعن والديه ، لعن الله من آوى محدثا ، لعن الله من[/font][font="] [/font][font="]غير منار الأرض » . رواه مسلم[/font][font="] .
[/font][font="]وعن طارق بن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه[/font][font="] [/font][font="]وسلم : قال – فذكره مرفوعا منسوبا لأحمد كما مر[/font][font="] - .
[/font][font="]فيه مسائل[/font][font="] :
[/font][font="]الأولى[/font][font="] : [/font][font="]تفسير : { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي[/font][font="] } .
[/font][font="]الثانية : تفسير : { فَصَلِّ[/font][font="] [/font][font="]لِرَبِّكَ وَانْحَرْ[/font][font="] } .
[/font][font="]الثالثة : البداءة بلعنة من ذبح لغير الله[/font][font="] .
[/font][font="]الرابعة[/font][font="] : [/font][font="]لعن من لعن والديه ، ومنه أن تلعن والدي الرجل فيلعن والديك[/font][font="] .
[/font][font="]الخامسة : لعن[/font][font="] [/font][font="]من آوى محدثا ، وهو الرجل يحدث شيئا يجب فيه حق لله ، فيلتجئ إلى من يجيره من ذلك[/font][font="] .
[/font][font="]السادسة : لعن من غير منار الأرض ، وهي المراسيم التي تفرق بين حقك وحق جارك[/font][font="] [/font][font="]من الأرض فتغيرها بتقديم أو تأخير[/font][font="] .
[/font][font="]السابعة : الفرق بين لعن المعين ولعن أهل[/font][font="] [/font][font="]المعاصي على سبيل العموم[/font][font="] .
[/font][font="]الثامنة : هذه القصة العظيمة ، وهي قصة الذباب[/font][font="] .
[/font][font="]التاسعة : كونه دخل النار بسبب ذلك الذباب الذي لم يقصده ، بل فعله تخلصا من[/font][font="] [/font][font="]شرهم[/font][font="].
[/font][font="]العاشرة : معرفة قدر الشرك في قلوب المؤمنين كيف صبر ذلك على القتل ولم[/font][font="] [/font][font="]يوافقهم على طلباتهم ، مع كونهم لم يطلبوا إلا العمل الظاهر[/font][font="] .
[/font][font="]الحادية عشرة : أن[/font][font="] [/font][font="]الذي دخل النار مسلم ، لأنه لو كان كافرا لم يقل : " دخل النار في ذباب[/font][font="] " .
[/font][font="]الثانية عشرة : فيه شاهد للحديث الصحيح : " الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله[/font][font="] [/font][font="]والنار مثل ذلك[/font][font="] " .
[/font][font="]الثالثة عشرة ة معرفة أن عمل القلب هو المقصود الأعظم حتى[/font][font="] [/font][font="]عند عبدة الأوثان . اهـ[/font][font="]
[/font][font="]قال في القول السديد شرح كتاب التوحيد (1/54[/font][font="]) :
[/font][font="]باب[/font][font="] [/font][font="]ما جاء في الذبح لغير الله ، أي أنه شرك ، فإن نصوص الكتاب والسنة صريحة في الأمر[/font][font="] [/font][font="]بالذبح لله ، وإخلاص ذلك لوجهه ، كما هي صريحة بذلك في الصلاة ، فقد قرن الله الذبح[/font][font="] [/font][font="]بالصلاة في عدة مواضع من كتابه[/font][font="] .
[/font][font="]وإذا ثبت أن الذبح لله من أجل العبادات وأكبر[/font][font="] [/font][font="]الطاعات ، فالذبح لغير الله شرك أكبر مخرج عن دائرة الإسلام ، فإن حد الشرك الأكبر[/font][font="] [/font][font="]وتفسيره الذي يجمع أنواعه وأفراده : ( أن يصرف العبد نوعا من أفراد العبادة لغير[/font][font="] [/font][font="]الله[/font][font="] ) .
[/font][font="]فكل اعتقاد أو قول أو عمل ثبت أنه مأمور به من الشارع فصرفه لله وحده[/font][font="] [/font][font="]توحيد وإيمان وإخلاص ، وصرفه لغيره شرك وكفر[/font][font="] .
[/font][font="]فعليك بهذا الضابط للشرك الأكبر[/font][font="] [/font][font="]الذي لا يشذ عنه شيء[/font][font="] .
[/font][font="]كما أن حد الشرك الأصغر هو : ( كل وسيلة وذريعة يتطرق[/font][font="] [/font][font="]منها إلى الشرك الأكبر من الإرادات والأقوال والأفعال التي لم تبلغ رتبة العبادة[/font][font="] ) .
[/font][font="]فعليك بهذين الضابطين للشرك الأكبر والأصغر ، فإنه مما يعينك على فهم الأبواب[/font][font="] [/font][font="]السابقة واللاحقة من هذا الكتاب ، وبه يحصل لك الفرقان بين الأمور التي يكثر[/font][font="] [/font][font="]اشتباهها والله المستعان . اهـ[/font][font="]
[/font][font="]فائدة في أن الناجي منهما[/font][font="] [/font][font="]كفر[/font][font="]
[/font][font="]قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله – في التعليق على كتاب التوحيد من[/font][font="] [/font][font="]مجموع فتاواه ورسائله (9/181) : أن الذي دخل النار مسلم ؛ لأنه لو كان كافراً لم[/font][font="] [/font][font="]يقل : دخل النار في ذباب ، وهذا صحيح ، أي أنه كان مسلماَ ثم كفر بتقريبه للصنم ؛[/font][font="] [/font][font="]فكان تقريبه هو السبب في دخوله النار ، ولو كان كافراً قبل أن يقرب الذباب ؛ لكان[/font][font="] [/font][font="]دخوله النار لكفره أولى ، لا بتقريبه الذباب . اهـ[/font][font="]
[/font]