دعيني أخرج

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

chanez_f

:: عضو منتسِب ::
إنضم
16 فيفري 2008
المشاركات
71
نقاط التفاعل
0
النقاط
2
ها هي إمراة بغي ، بارعة الجمال ، لا تمكن من نفسها إلا بمائة دينار ،وتمر على عابد ، ما عصى الله طرفة عين ، يتعـبد لله في صومعة من الصوامع فيفتتن بها ، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فاتقوا الدنيا واتقوا النساء " افتتن بها فراودها على نفسها ، فأبت أن تمكنه إلا بمائة دينار ، وهو لا يملك ريالاً ولا ديناراً ولا درهماً ، فماذا كان منه ؟
كان منه أن ترك صومعـته وذهب يكد ويتعـب ، وجمع المائة الدينار ، ثم ذهب إلى هذه البغي في بيتها وفي قصرها ، طرق الباب عليها ولما طرق عليها الباب خرجت ، ويوم خرجت قال لها ها أنا ذا ، قد جمعـت المائة دينار وجئت . قالت : ادخل فدخل إليها في قصرها ، فَعَـلَت على سرير من ذهب وتزينت في كامل زينتها ويوم تزينت في كامل زينتها ...
قالت هلما إلي ، فسقط جالساَ ، قالت : قد كنت تزعم أنك ستجمع و تأتي ، فلما مكنتك من نفسي تجلس ، قال : ذكرت وقوفي بين يدي الله عز وجل - فلم تحملني أعضائي لأقف ، فما كان منها هي أيضا أن إرتعـدت وارتعـشت وخافت ووجلت وقالت : لا تخرج من هذا البيت حتى تتزوجني ، قال : لكني والله لا أتزوجك ، و إنما خذي هذه الدنانير ودعيني أخرج .
قالت : لا تخرج حتى توافق على الزواج مني فماذا كان منه ؟
قال : بلدي في المكان الفلاني وعلك إن جئت تائبة لعـلي أن أتزوجك ، وهو يريد الخلاص منها أما هو فذهب وخرج نادمًا على تركه العـبادة ليجمع المائة دينار ليزني بها ، كما يفعـل بعـض شبابنا اليوم - هداهم الله - يوم يجمعـون دراهمهم ودنانيرهم يذهبون ليعـصوا الله في بلاد الكفر والعـري ...
ثم يرجعـوا وكأن شيئًا لم يكن ، وكأن الله عز وجل سبحانه وبحمده وله العـزة والجلال - كأنه لا يراقبهم إلا في جزيرة العـرب أما هي فأقلقتها بشاعة الفاحشة و ألمتها مرارة الكبيرة ولسعـتها مرارة المعـصية ...
وما كان منها إلا أن رجعـت إلى الله ، وتابت، وذهبت تبحث عمن كان سببًا في توبتها إلى الله - جل وعلا - ذهبت إليه في قريته ، وسألت عنه ، فدلت على بيته ..
فلما وصلت إلى البيت طرقت الباب فخرج ، فتذكر يوم كادت تزل قدمه ، فشهق شهقة عظيمة فمات - كما ذكر ذلك ( ابن قدامة ) في كتابه التوابين - فكان منها أن حزنت حزنًا عظيمًا ..
وقالت : لأتزوجن قريبًا من أقربائه حبًا فيه ..
فقالوا : له أخ فقير تقي ..
قالت : أتزوجه حبًا في أخيه ، فتزوجت هذا العـبد الصالح الفقير التقي أخو ذلك الصالح التقي ، فجعـل الله من نسلها ومن نسله سبعة من الصالحين العابدين الزاهدين فلا إله إلا الله ، ما أعظم شأن التوبة ، فهل من توبة ؟؟؟
 
رد: دعيني أخرج

بارك الله فيك
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top