تطورات سريعة دبلوماسية وميدانية في سوريا، تحركات إيرانية وروسية جديدة في المنطقة وتصريحات مسؤولين روس تنفي الدفاع عن نظام الأسد وفرار المتحدث باسم الخارجية السورية، وأخيرا خرجة نبيل العربي الذي قال أن نظام الأسد سينهار في أي وقت، كلها مؤشرات على أن الدائرة تضيق حول الرئيس السوري الذي بدأ يفقد أهم وأقرب حلفائه في الداخل والخارج.
تغير المواقف الدولية وتصعيد الحلف الأطلسي من لهجته وتهديده صراحة للنظام السوري يوحي بظهور معطيات جديدة في الوضع السوري. وهو ما أكده رئيس المجلس السوري المعارض جورج صبرا في اتصال مع الشروق، حيث أشار إلى تحصل العربي على معلومات من داخل النظام السوري جعلته يصرح بأن وقت سقوط الأسد قريب، وأضاف في نفس السياق "التطورات الميدانية كثيرة، خاصة وأن الجيش الحر يسجل الانتصار تلو الآخر ويسيطر على اغلب المحافظات إضافة إلى أن تصريحات كالتي أدلى بها الأمين العام للجامعة العربية أكيد مبنية على معطيات جديدة ".
وعلق على فرار المتحدث باسم الخارجية جهاد مقدسي "نحن كمعارضة لا نعلق على هذا الخبر، لأن مقدسي لم يخرج لحد الآن إلى الإعلام ليؤكد انشقاقه وعليه لا يمكن الحكم على الخطوة".
وأضاف مستغربا من تحذيرات الأطلسي وأمريكا لنظام الأسد في حال استخدم الكيماوي ضد الشعب السوري "نستغرب فعلا إثارة موضوع الأسلحة الكيميائية كل هذه الضجة. والنظام السوري استخدم أسلحة محرمة دوليا من قبيل ميغ 29 وتي أن تي والقنابل الكيميائية، فلماذا يستنكر المجتمع الدولي الأسلحة الكيميائية فقط".
هذا وأفاد أمس المكتب الإعلامي للمجلس العسكري، أن قوات النظام أحرقت منزل المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي في المزة، والذي ذكرت الأنباء أنه غادر موقعَه وبلادَهُ وتوجه إلى لندن عبر بيروت. ونقلت وكالة "رويترز" للأخبار عن مصادر دبلوماسية تأكيدها انشقاق مقدسي عن النظام وفراره للعاصمة البريطانية بينما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مقدسي تعرض لضغوط من قبل بعض المحيطين بالأسد، مشيرا إلى أنه غادر إلى العاصمة البريطانية عبر مطار بيروت الدولي. وحسب وسائل إعلام مقربة من نظام الأسد، فإن القشة التي قصمت ظهر البعير كانت تصريحاته قبل ساعات فقط من تداول أنباء عن انشقاقه، حيث أكد أن دمشق لن تستخدم السلاح الكيماوي ضد الشعب السوري مهما حدث، الأمر الذي عارضته الخارجية السورية واعتبرته خروجا من المقدسي عن النص الرسمي الموكل إليه، فكان الطلاق مع نظام الأسد، وفقاً لما ذكرته العربية. من جهته حذر حلف شمال الأطلسي الرئيس السوري بشار الأسد يوم الثلاثاء من أن استخدام الحكومة السورية للأسلحة الكيماوية في صراعها مع المعارضة المسلحة سيؤدي إلى رد فعل دولي فوري قائلا إن التهديد بالأسلحة الكيماوية يجعل من الضروري على الحلف إرسال صواريخ باتريوت إلى تركيا. وزاد القلق الدولي من نوايا سوريا بسبب تقارير إعلامية عن نقل أسلحة كيماوية لديها واحتمال تجهيزها للاستخدام ردا على المكاسب الكبيرة التي حققها مقاتلو المعارضة.
آخر تعديل:
