أتعرف أحداً يوظفني

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

chanez_f

:: عضو منتسِب ::
إنضم
16 فيفري 2008
المشاركات
71
نقاط التفاعل
0
النقاط
2
تخرج من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ،وكان آية في الذكاء ويحمل تزكيات وشهادات أخرى ... ولكنه طاف بكل المؤسسات والإدارات الحكومية والشركات ..فلم يوفق لعمل بها ...
و لأنه آلى على نفسه ألا يخرج من طيبة الطيبة ، المدينة المنورة ، وهل يتذوق أحد طيب العـيش بها فيتركها ؟
وهو يرى في كل شبر منها ذكريات للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ، .. لأنه آلى أن يعـيش بالمدينة طمعاً في دخوله في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم قال : " ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة ، ليس له من نقابها نقب إلا عليه الملائكة صافين يحرسونها ، ثم ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات فيخرج الله كل كافر ومنافق" رواه البخاري ومسلم .
ذهب إلى أحد المربين الفضلاء ... والمشايخ الأجلاء .. من إذا رأيته ذكرت الله .. و إذا سمعـت صوته علمت أنه يخشى الله .. ولا نزكيه على الله .
قال : ذهبت إليه فقلت له : يا شيخ ، ألا تعـرف أحداً يوظفني ؟
فقد أوصدت الأبواب في وجهي .. ولم يبقى باب إلا وطرقته دون جدوى .. ولا أريد أن أخرج من المدينة قال الشيخ بلهجة الواثق بالله ، الموقن بوعد من الله تعالى : نعم أعرف من يوظفك والله .
وفي أسرع وقت ، قلت - وقد علاني الفرح والسرور.. - من هو يا شيخ أحسن الله إليك ، من هو ؟ ..
قال الشيخ : إنه الله عز وجل ..
قال : فكأني وجمت قليلاً .. ولم أتكلم .. فنظر إلي الشيخ و قال : عجباً لو قلت لك .. الوزير الفلاني .. لأستبشرت خيراً .. ولما ذكرت الذي بيده مقاليد كل شىء وهو على كل شىء قدير .. الذي بيده ملكوت السماوات والأرض .. وخزائن السماوات والأرض ..
أراك تغـير وجهك ، و كأنك في شك في وعد الله " وفي السماء رزقكم وما توعدون " الذاريات 22
اذهب يا بني إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم قبل الفجر بساعة ، وتقرب إلى الله تعالى في الثلث الأخير من الليل وفي ساعات السحر .. و أنا واثق أن الله تعالى سيقضي لك أمرك .
قال فخجلت أشد الخجل .. و علتني الرخصاء .. وودعت الشيخ وانصرفت وضعـت منبه ساعتي على الثالثة بعـد منتصف الليل قمت وتوضأت .. ثم ذهبت إلى الحرم النبوي وبي من حرارة الإيمان ما لا أستطيع وصفه ..
فلما دخلت وصليت ما كتب الله لي .. أردت أن أمد يدي إلى السماء فأدعو.. لم أستطع .. إذ غلبني البكاء فعلا نشيجي .. حتى ظننت أن روحي ستخرج و أني قد آذيت من حولي .. فدعوت الله بكلمات قليلة .. والله عليم بذات الصدور ..
صليت الفجر مع المسلمين .. ثم حضرت درساً لأحد علمائنا الأجلاء ثم اتجهت بعـد ذلك إلى بيتي .. نسيت كل شىء إلا الله تعالى ولم أعد آبه بشىء من أمور الأرض .
في الطريق إلى بيتي كأن قائلاً يقول لي اسلك هذا الطريق فسلكته فإذا بي أواجه إدارة حكومية لم يسبق لي المرور عليها ..
فقلت في نفسي لمَ لا أنزل فأسألهم إن كان لديهم وظيفة لي .
فنزلت.. ثم دخلت فاستقبلني رجل .. هش في وجهي عندما رآني وهو لا يعرفني ، فقلت له : يا أخي أنا لا أعرف أحداً هنا فإن شئت أن تنال أجري فهذه أوراقي .. وهذه شهاداتي اتكأ بكلتا يديه على حافة مكتبه وقالم ونظر إليَ .
وقال : سبحان الله ، نحن منذ فترة نبحث عن أشخاص يحملون مثل هذه المؤهلات .. أين كنت ، ومن أين جئت ؟ الآن تتوظف إن شاء الله .
قال : فقمت من على الكرسي وسجدت لله شكراً في مكتبه وقد اغرورقت عيناي بالدموع و أنا أردد وقد تذكرت الشيخ إنه الله عز وجل .. إنه الله عز وجل.
لا إله إلا الله العـلي العظيم ..
لا إله إلا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم ..
اللهم إنا نسألك زيادة في الدين ..
وبركة في العمر وصحة في الجسد وسعة في الرزق يا رب العالمين .. آمين .
إهدي هاته القصة إلى كل من ضاقت به الحياة ولم يجد عملاً .. أقول له .. إن الله موجود ، وينزل في الثلت الأخير من الليل ..
يقول هل من داعي أستجيب له ..
أرفع يدك أخي .. أختي ... وأطرق بابه فلن يردك خائباً صفر اليدين .. فإن صدقت الله .. صدقك .
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top