من خيانات النصيريين العلويين { متجدد }

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

كاسر الاوثان1

:: عضو مُشارك ::
إنضم
12 نوفمبر 2012
المشاركات
263
نقاط التفاعل
1
النقاط
7
من خيانات النصيريين

عندما قدم الغزو الصليبي على بلاد المسلمين وقويت محاولة الصليبين السيطرة على الأماكن المقدسة وبينما كانت جموع الحملة الصليبية الأولى تحاصر مدينة أنطاكية التي استماتت في الدفاع ضد هجمات الصليبين المتكررة عليها, لم يقف النصيريون مكتوفي الأيدي بل وجدوا الفرصة مناسبة, ولن تعوض للانتقام من أهل السنة عن طريق التحالف مع الصليبيين وتقديم العون لهم فنجدهم ينزلون إلى السواحل من جبالهم التي كانوا يعتصمون بها لكي يلاقوا الصليبيين ويقدموا لهم ما يحتاجون.
وبدلا من أن يقف النصيريون إلى جانب المدافعين عن أنطاكية ويكونوا عونا لهم ضد العدو الغاشم حدثتهم أنفسهم بالخيانة, فبعد حصار طويل استمر قرابة سبعة أشهر على أنطاكية من قبل الصليبيين أمام أسوار أنطاكية لدرجة أن الفوضى وسوء النظام دبت بين الجند نتيجة لتأثير الجوع والإنهاك, فأخذ بعض الصليبيين يفرون من المعركة ويتسللون خفية هاربين, وفي هذا الموقف الحرج في هذه الفترة اتصل الزعيم النصيري فيروز الذي كان موكلا بحراسة أحد أبراج المدينة من قبل الأمير ياغيسيان بالقائد الصليبي بوهيموند على تسليم البرج إليه ودخول المدينة منه, والاستيلاء عليها فتم الاتفاق بينهما على ذلك وعند الفجر تسلق بوهيموند وأصحابه السلالم صاعدين إلى البرج حيث كان ينتظرهم فيروز وبمساعدته استطاعوا أن يحتلوا باقي الأبراج وتمكنوا من احتلال المدينة بكاملها فأعملوا السيف في أهلها, ونهبوا كل ما وقعت عليه أيديهم, وهكذا تمكن الصليبيون من الاستيلاء على أنطاكية بمساعدة الزعيم النصيري فيروز ولو لم يجد الصليبيون هذا الرجل الخائن الذي أعانهم على فتح المدينة لكان حصارهم لها قد طال كثيرا ولكانت النتيجة غير ما آلت إليه بعد ذلك .
ومن الأدلة الأخرى التي تثبت تعامل النصيرية مع الصليبيين ومساعدتهم لهم ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في سياق فتواه عن النصيرية إذ قال: " ومن المعلوم عندنا أن السواحل الشامية إنما استولى عليها النصارى من جهتهم (أي جهة النصيرين) وهم دائما مع كل عدو للمسلمين فهم مع النصارى على المسلمين ومن أعظم المصائب عندهم فتح المسلمين للسواحل وانقهار النصارى بل ومن أعظم المصائب عندهم انتصار المسلمين على التتار ومن أعظم أعيادهم إذا استولى والعياذ بالله تعالى النصارى على ثغور المسلمين ...... فهؤلاء المحادون لله ورسوله كثروا حينئذ بالسواحل وغيرها فاستولى النصارى على الساحل ثم بسببهم استولوا على القدس الشريف وغيره فإن أحوالهم كانت من أعظم الأسباب في ذلك ".
ويستطرد شيخ الإسلام ابن تيمية في فضح مواقف هؤلاء الخونة وممالأتهم للصليبيين وينبه على عدم استخدام أمثال هؤلاء في حراسة ثغور المسلمين حتى لا يؤخذوا من قبلهم فيقول: " وأما استخدام مثل هؤلاء (أي النصيريين) في ثغور المسلمين أو حصونهم أو جنودهم فإنه من الكبائر وهو بمنزلة من يستخدم الذئاب لرعي الغنم فإنهم من أغش الناس للمسلمين ولولاة أمورهم وهم أحرص الناس على فساد المملكة والدولة وهم شر من المخامر الذي يكون في العسكر فإن المخامر قد يكون له غرض إما مع أمير العسكر وإما مع العدو وهؤلاء مع الملة ونبيها ودينها وملوكها وعلمائها وعامتها وخاصتها وهم أحرص الناس على تسليم الحصون إلى عدو المسلمين وعلى إفساد الجند على ولي الأمر وإخراجهم عن طاعته
والواجب على ولاة الأمور قطعهم من دواوين المقاتلة فلا يتركون في ثغر ولا في غير ثغر فإن ضررهم في الثغر أشد وأن يستخدم بدلهم من يحتاج إلى استخدامه من الرجال المأمونين على دين الإسلام وعلى النصح لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم بل إذا كان ولي الأمر لا يستخدم من يغشه وإن كان مسلما فكيف بمن يغش المسلمين كلهم " .
ومن الملاحظ في تاريخ الفرق الباطنية أن هذه الفرق كانت دائما تتحالف مع أي عدو للمسلمين وتقدم لهم العون في سبيل القضاء على أهل السنة وهذا ما أشار إليه فيليب حتى في معرض كلامه عن بعض الطوائف والفرق فقال: "ثم إن العناصر الإسلامية المنشقة من شيعة وإسماعيلية ونصيرية عمدوا في مناسبات عديدة على نقض ولائهم بتقديم العون إلى الإفرنج" .
ومما يدل أيضا على تعامل النصيريين مع الصليبيين ومساعدتهم لهم ما ذكره الشيخ محمد أبو زهرة في كتابه تاريخ المذاهب الإسلامية فقال: "كانت النصيرية عند الهجوم الصليبي على العالم الإسلامي عونا للصليبيين ضد المسلمين ولما استولى الصليبيون على بعض البلاد الإسلامية قربوهم وأدنوهم, وجعلوا لهم مكانا مرموقا. وعندما توحدت الجبهة الإسلامية في وجه الصليبيين على يد قادة الجهاد الإسلامي أمثال نور الدين محمود وصلاح الدين الأيوبي اختفى هؤلاء عن الأعين واعتصموا بجبالهم واقتصر عملهم على تدبير المكايد والفتن والفتك بكبراء المسلمين وقوادهم العظام. ولما أغار التتار بعد ذلك على الشام مالأهم أولئك النصيريون كما مالؤوا الصليبيين من قبل, فمكنوا للتتار من الرقاب حتى إذا انحسرت غارات التتار قبعوا في جبالهم قبوع القواقع في أصدافها لينتهزوا فرصة أخرى" .
ومن خياناتهم أيضا:
في سنة 696هـ تواترت الأخبار بقصد التتار بلاد الشام فخاف الناس من ذلك خوفا شديدا ولكن خرج جيش من دمشق للقاء التتار فالتقيا عند وادي سلمية فكسر التتار المسلمين وولى السلطان قازان هاربا وقتل جماعة من الأمراء وغيرهم من العوام خلق كثير واقتربت التتار من البلد وكثر العبث بالفساد في ظاهر البلد ثم فرضت أموال كثيرة على البلد موزعة على أهل الأسواق كل سوق بحسبه من المال ثم عمل التتار المجانيق ليرموا بها القلعة وحل الفزع بالناس فلزموا بيوتهم وكان لا يرى بالطرقات أحد إلا القليل والجامع لا يصلي فيه أحد إلا اليسير ويوم الجمعة لا يتكامل فيه إلا الصف الأول وما بعده إلا بجهد جهيد ومن خرج من منزله في ضرورة يخرج بثياب زيهم ثم يعود سريعا ويظن أنه لا يعود إلى أهله وكان ذلك بتواطأ النصيريين مع التتار وعلى رأسهم يومئذ الشريف القمي محمد بن أحمد بن القاسم المرتضى العلوي والأصيل بين نصير الطوسي والذي قبض ثمن هذه الخيانة مائة ألف درهم .
وانظر كيف يتسمى الخائن شريفا علويا وما هو إلا خسيس سفلي.
وفي حين كان هذا العلوي (النصيري) يخون كان رجال أهل السنة وعلى رأسهم شيخ الإسلام ابن تيمية ينفخون روح الإيمان في الأمة ويخرجون للجهاد بأنفسهم حتى أنه في هذه الواقعة السالفة عندما حاصر التتار قلعة دمشق وطلب السلطان من نائب القلعة تسليمها إلى التتار امتنع النائب لأن شيخ الإسلام ابن تيمية قد قال له لا تسلمها ولو لم يبق فيها إلا حجر واحد وكان ذلك في مصلحة المسلمين فإن الله عز وجل حفظ لهم هذا الحصن والمعقل الذي جعله الله حرزا لأهل الشام التي لا تزال دار إيمان وسنة حتى ينزل بها عيسى بن مريم عليه السلام. .
وشاء الله تعالى أن تتحرك العساكر من الديار المصرية لنصرة أهل الشام فلما سمع التتار انشمروا عنها وعرفت جماعة ممن كانوا يلوذون بالتتر ويؤذون المسلمين وشنق منهم طائفة وسمر آخرون وكحل بعضهم وقطعت ألسن وجرت أمور كثيرة ثم سار نائب السلطة في جيش دمشق إلى جبال الجرد وكسروان "وهي الجبال التي كان يسكنها العلويين وعرفت بعد باسمهم"
وخرج شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية ومعه خلق كثير من المتطوعة لقتال أهل تلك الناحية بسبب فساد نيتهم وعقائدهم وكفرهم وضلالهم وما كانوا عاملوا به العساكر لما كسرهم التتار وهربوا حين اجتازوا بلادهم ووثبوا عليهم ونهبوهم وأخذوا أسلحتهم وخيولهم وقتلوا كثيرا منهم فلما وصلوا إلى بلادهم جاء رؤساؤهم إلى الشيخ ابن تيمية فاستتابهم وبين للكثيرين منهم الصواب وجعل بذلك خير كثير وانتصار كبير على أولئك المفسدين والتزموا برد ما كانوا أخذوا من أموال الجيش وقرر عليهم أموالا كثيرة يحملونها إلى بيت المال.. .
أرأيت كيف كانت خيانة هؤلاء العلويين إنهم لم يهبوا مع الجيش الشامي لقتال التتار والمدافعة عن البلد وحفظ جناب الأمة.
ولا حتى قبعوا في جبالهم دون أن يعينوا على المسلمين ويدلوا على عوراتهم ولا حتى آووا من فر إليهم من عساكر المسلمين بل سلبوهم ونهبوهم وقتلوا أكثرهم فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ومن خياناتهم:
في سنة 705هـ كمن الجيش التتاري لجيش حلب فقتلوا منهم خلقا من الأعيان وغيرهم وكثر النوح ببلاد حلب بسبب ذلك ولما كان قد ثبت خيانة العلويين الذين يسكنون بلاد الجرد سار إليهم نائب السلطنة بمن بقي معه من الجيوش الشامية وكان قد تقدم بين يديه طائفة من الجيش مع ابن تيمية فساروا إلى بلاد الجرد والرفض والتيامنة لغزوهم فنصرهم الله عليهم وأبادوا كثيرا منهم ومن فرقهم الضالة ووطئوا أراضي كثيرة من بلادهم وقد حصل بسبب شهود الشيخ ابن تيمية هذه الغزوة خير كثير وأبان الشيخ علما وشجاعة في هذه الغزوة .
ومن خيانات النصيريين أيضا
قال ابن كثير رحمه الله: (في سنة 717هـ خرجت النصيرية عن الطاعة وكان من بينهم رجل سموه محمد بن الحسن المهدي القائم بأمر الله وتارة يدعي علي بن أبي طالب فاطر السموات والأرض - تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا - وتارة يدعى أنه محمد بن عبدالله صاحب البلاد وخرج من كبار النصيريين الضلال وعين لكل إنسان منهم مائة ألف وبلادا كثيرة ونيابات وحملوا على مدينة جبلة فدخلوها وقتلوا خلقا من أهلها وخرجوا منها يقولون لا إله إلا علي ولا حجاب إلا محمد ولا باب إلا سلمان وسبوا الشيخين وصاح أهل البلد وا إسلاماه وا سلطاناه وا أميراه فلم يكن لهم يومئذ ناصر ولا منجد وجعلوا يبكون ويتضرعون إلى الله عز وجل فجمع هذا الضال الأموال فقسمها على أصحابه وأتباعه قبحهم الله أجمعين وقال لهم لم يبق للمسلمين ذكر ولا دولة ولو لم يبق معي سوى عشرة نفر لملكنا البلاد كلها ونادى في تلك البلاد إن المقاسمة بالعشر لا غير ليرغب فيه وأمر أصحابه بخراب المساجد واتخاذها خمارات وكانوا يقولون لمن أسروه من المسلمين قل لا إله إلا علي واسجد لإلهك المهدي الذي يحيي ويميت حتى يحقن دمك ويكتب لك فرمان وتجهزوا وعملوا أمورا عظيمة جدا فجردت إليهم العساكر فهزموهم وقتلوا منهم خلقا كثيرا وقتل المهدي أضلعهم ويوم القيامة يكون مقدمهم إلى عذاب السعير) .
ومن خيانات النصيريين أيضا:
نقتطف هذه المرة صورة الخيانة من أهم مراجع النصيريين وهو كتاب (تاريخ العلويين) لمؤلفه النصيري (محمد أمين غالب الطويل)
ومما يثير العجب أن هذا النصيري يسمى وسيلة ويبررها في كتابه السابق فيقول:
(ولما كان لا بد للضعيف المظلوم من التوسل بالخيانة لكي يحافظ على حقوقه أو يستردها - وهذا أمر طبيعي يساق إليه كل إنسان - كان العلويون كلما غصب السنيون أموالهم وحقوقهم يتوسلون بغدر السنيين عند سنوح الفرصة) .
وقد سنحت الفرصة عندما جاء التتار إلى بغداد يقول صاحب تاريخ العلويين (جاء تيمور لنك بجيوش لا يعرف مقدراها واستولى على بغداد وحلب والشام في سنة 822 - 823هـ ويدعي أن تيمور لنك كان نصيريا محضا من جهة العقيدة إذ توجد له أشعار دينية موافقة لآداب الطريقة الجنبلانية (النصيرية) وأسباب دخوله في الطريقة هو ذهاب النصيري (السيد بركة) من خراسان إلى الأمير (تيمور) وهو في بلدة بلخ)
ثم يقول (وداوم تيمور لنك في الاستيلاء على البلاد وشيخه السيد بركة يبشره بدوام فتوحاته حتى جاء إلى بغداد وأخذها من يد السلطان واستولى على الموصل عام 896هـ وبنى بها مراقد الأنبياء جرجيس ويونس عليهما السلام وجاء للرها واغتسل بمحل النبي إبراهيم.
ثم جاء لماردين وأعطاها الأمان ثم استولى على ديار بكر وعنتاب التي التجأ أميرها إلى حلب) .
ثم يقول (وكان نائب حلب هو الأمير العلوي (النصيري) تمورطاش والذي اتصل بتيمورلنك خفية واتفق معه على أن يداهم تيمور لنك حلب فهاجمها بالفعل ودخلها عنوة فأمعن في القتل والنهب والتعذيب مدة طويلة حتى أنشأ من رؤوس البشر تله عظيمة وقد قتل جميع القواد المدافعين عن المدينة وانحصرت المصائب بالسنيين فقط! !
ثم يقول (ثم سافر تيمور لنك إلى الشام وقبل سفره جاءت إليه العلوية (النصيرية) درة الصدف بنت سعد الأنصار ومعها أربعون بنتا بكرا من العلويين وهن ينحن ويبكين ويطلبن الانتقام لأهل البيت وبناتهم اللاتي جيء بهن سبايا للشام.
وسعد الأنصار هذا من رجال الملك الظاهر وهو مدفون بحلب وله قبر فوقه قبة فوعدها تيمور بأخذ الثأر ومشت البنات العلويات مع تيمور وهن ينحن ويبكين وينشدن الأناشيد المتضمنة للتحريض على الأخذ بالثأر فكان ذلك سببا في نزول أفدح المصائب التي لم يسمع بمثلها بأهل الشام.
ثم يقول (ولم ينج من بطش تيمور لنك بالشام إلا عائلة من المسيحيين وأمر تيمور لنك بقتل أهل السنة واستثناء العلويين (النصيريين) وبعد الشام ذهب تيمور لبغداد وقتل تسعين ألفا) .
هذه بعض خيانتهم في مرحلة الغزو التتاري أما في الهجمة الصليبية على العالم الإسلامي فإن الصليبيين لم يدخلوا إلى بلاد المسلمين إلا عن طريقهم ومن مناطق سكناهم في الغالب في طرسوس وإنطاكية وغيرها من مناطق نفوذهم بل إن مدينة إنطاكية سقطت في يد الصليبين بفعل الاتفاق الذي وقع بين الزعيم النصيري فيروز وبين قائد الصليبيين بوهموند .
ومن خيانات النصيريين في العصر الحديث :
إن خيانات النصيريين في العصر الحديث أكثر من أن تحصى فهم دائما يتقربون من الاستعمار ويعاونون معه في مقابل الحصول على بعض المكاسب فعلى سبيل المثال:
تعاون النصيريون مع الاحتلال الفرنسي أثناء انتدابه على سوريا وكانوا خير عون لهم على الدولة العثمانية دولة الخلافة يومئذ وفي مقابل هذا منح الفرنسيون النصيريون مجموعة العلويين.
وقد فاحت رائحة هذه الخيانة من خلال كلام النصيريين أنفسهم وهم يعترفون بالجميل لفرنسا وما كان جميلا بل ثمن خيانة.
قال محمد أمين غالب النصيري: (إن الأتراك هم الذين حرموا هذه الطائفة من ذلك الاسم - العلويين وأطلقوا عليهم اسم النصيريين نسبة إلى الجبال التي يسكنونها نكاية بهم واحتقارا لهم إلا أن الفرنسيين أعادوا لهم هذا الاسم الذي حرموا منه أكثر من 412 سنة أثناء انتدابهم على سوريا إذ صدر أمر من القومسيرية العليا في بيروت بتاريخ 1/ 9/ 1920م بتسمية جبال النصيريين بأراضي العلويين المستقلة) .
ومن أشهر رؤوس الخونة النصيريين في العصر الحديث رجل يقال له سلمان المرشد من قرية جوبة برغال شرقي مدينة اللاذقية بسوريا وكان الرجل قد ادعى الألوهية فآمن به وتبعه كثير من النصيريين.
وقد مثل الدور تمثيلا جيدا فكان يلبس ثيابا فيها أزرار كهربية ويحمل في جيبه بطارية صغيرة متصلة بالأزرار فإذا أوصل التيار شعت الأنوار من الأزرار فيخر له أنصاره ساجدين.
ومن الطريف أن المستشار الفرنسي الذي كان وراء هذا الألوهية المزيفة كان يسجد مع الساجدين ويخاطب سلمان المرشد بقوله يا إلهي .
وقد استماله الفرنسيون واستخدموه وجعلوا للعلويين نظاما خاصا فقويت شوكته وتلقب برئيس الشعب العلوي الجبدري الغساني وعين قضاة وسن القوانين وفرض الضرائب على القرى التابعة له وشكل فرقا خاصة للدفاع سماهم الفدائيين وللتعاون الوثيق بينه وبين الاحتلال الفرنسي عندما جلا الفرنسيون عن سوريا تركوا لهذا النصيري وأتباعه من الأسلحة ما أغراهم بالعصيان فجردت الحكومة السورية آنذاك قوة فتكت ببعض أتباعه واعتقلته مع آخرين ثم أعدم شنقا في دمشق عام 1946 .
ومنهم النصيري الخبيث يوسف ياسين والذي سعى في محاربة الدولة العثمانية بخطبه وأشعاره بل وسلاحه.

قال الدكتور سليمان الحلبي: (لما احتل الإنكليز فلسطين عام 1918م تطوع يوسف ياسين بالفرقة التي شكلها الإنلكيز للعمل مع لورنس والملك عبدالله بالحجاز لمحاربة الأتراك.
وقد نشرت جريدة الكواكب الصادرة في 3/ 9/ 1918 بالقاهرة لمراسلها بالقدس واصفا لحفلة أقيمت في النادي العربي لحث الشباب على التطوع في ذلك الجيش فقال المراسل وقف الشاب يوسف ياسين وتكلم بصفته جنديا في الجيش العربي ثم أنشد قائلا:

سنأخذ هذا الحق بالسيف والقنا شيب شبان على ضمر بلق

وقد أخذ الإنجليز فلسطين فعلا ولكن بالخديعة لا بالسيف ولا بالقنا ولا بالمضر البلق ثم أعطوها لليهود وأقاموا فيها دولة) .
ناهيك عن خيانتهم للأمة الإسلامية بوقوفهم إلى جانب المارونيين النصارى في كثير من الأحداث سواء في سوريا أو لبنان. .
وفي سجلات وزارة الخارجية الفرنسية رقم 3547 وتاريخها 15/ 6/ 1936وثيقة خطيرة تتضمن عريضة رفعها زعماء الطائفة النصيرية في سوريا إلى رئيس الوزراء الفرنسي يلتمسون فيها عدم جلاء فرنسا عن سوريا ويشيدون باليهود الذين جاءوا إلى فلسطين ويؤلبون فرنسا ضد المسلمين ووقع علي الوثيقة سليمان الأسد ومحمد سليمان الأحمد ومحمود أغا جديد وعزيز أغا هواش وسليمان المرشد ومحمد بك جنيد وفيما يلي نص الوثيقة نورده لأهميته:
دولة ليوم بلوم رئيس الحكومة الفرنسية:
إن الشعب العلوي الذي حافظ على استقلاله سنة فسنة بكثير من الغيرة والتضحيات الكبيرة في النفوس هو شعب يختلف في معتقداته الدينية وعاداته وتاريخه عن الشعب المسلم (السني) ولم يحدث في يوم من الأيام أن خضع لسلطة من التدخل وإننا نلمس اليوم كيف أن مواطني دمشق يرغمون اليهود القاطنين بين ظهرانيهم على عدم إرسال المواد الغذائية لإخوانهم اليهود المنكوبين في فلسطين وإن هؤلاء اليهود الطيبين الذين جاءوا إلى العرب المسلمين بالحضارة والسلام ونثروا على أرض فلسطين الذهب والرخاء ولم يوقعوا الأذى بأحد ولم يأخذوا شيئا بالقوة ومع ذلك أعلن المسلمون (السنيون) ضدهم الحرب المقدسة بالرغم من وجود إنكلترا في فلسطين وفرنسا في سورية إنا نقدر نبل الشعور الذي يحملكم على الدفاع عن الشعب السوري ورغبته في تحقيق استقلاله ولكن سوريا لا تزال بعيدة عن الهدف الشريف خاضعة لروح الإقطاعية الدينية للمسلمين (السنة) وكل الشعب العلوي الذي مثله الموقعون على هذه المذكرة نستصرخ حكومة فرنسا ضمانا لحريته واستقلاله ويضع بين يديها مصيره ومستقبله وهو واثق أنه لا بد واجد لديهم سندا قويا لشعب علوي صديق قدم لفرنسا خدمات عظيمة .
ولم تكن الشيعة النصيرية تكف عن التآمر ضد الدولة العثمانية في محاولة إزالتها فقد ساهم الزعيم النصيري (الشيخ صالح العلوي) في إسقاط الدولة العثمانية عندما قام بقطع الطريق الذي يصل طرطوس بحماه فكانت خسائر الأتراك كبيرة نتيجة قطع الطريق عليهم وقام بعقد اتفاقية مع كمال أتاتورك عام 1920 وبعد ثورة مشبوهة ضد الفرنسيين استسلم صالح العلي فعفا عنه الفرنسيون على عكس ما كانوا يفعلونه مع المجاهدين المسلمين .
وهكذا كان تاريخهم يشهد بخيانتهم وممالأتهم المستمرة لأعداء الإسلام في الظاهر والباطن


منقول
 
رحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة واسعة

هناك علاقة كبيرة جدا بين أبو حامد الغزالي والنصيرية المجوس
وهناك علاقة أكبر وأوضح بين ابن عربي وبين النصيرية المجوس
 
ومن جرائم النصيرية المجوس في العصر الحديث أنهم وقفوا مع فرنسا ضد الجزائريين
ولكن يبقى التساؤل الكبير ماهو سر الممالأة بين النظامين في الجزائر وسوريا المحتلة
 
نعم يا الحبيب ابا عمر ولا حل للسوريين الا بسيف كسيف الزرقاوي رحمه الله واسكنه فسيح جناته ولكن من الذي سيسل هذا السيف هل هو الجيش الحر الذي يريدونه كلاب المعارضة علمانيا دمقراطيا ؟؟ ام رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا
الاكيد الاخيرة

 
لمن لا يعلم

مدن اللاذقية وطرطوس وبانياس وجبلة كانوا يوماً ما مدن سنية خالصة.
اليوم تغيرت تركيبة السكان بفعل الاستيطان النصيري وخصوصاً في الأطراف
التركيبة اليوم بشكل تقريبي اذا ما استثنينا نسبة المسيحيين:
نسبة أهل السنة في المدن والمناطق التالية:
مدينة اللاذقية 60-65%
مدينة جبلة: حوالي 70 % علماً بأن كل قرى جبلة من الطائفة النصيرية
مدينة بانياس: 70-80 %
مع وجود عدة قرى سنية تحيط بالمدينة
مدينة طرطوس: وجود سني واضح ومسيطر تجارياً
مدينة الحفة: أغلبية سنية ساحقة (في عمق الجبال قرب قلعة صلاح الدين وتحيطها عدة قرى سنية)
جزيرة أرواد: سكانها من السنة
على امتداد الساحل السوري وخصوصاً باللاذقية توجد قرى سنية كثيرة
ويطلق على عدة جبال في اللاذقية تسميات محلية أحياناً
جبل الأكراد: سنة حصراً ويسكنها من جاء مع البطل صلاح الدين لحماية الساحل السوري وهم ناطقين بالعربية حصراً
جبل صهيون: الحفة وقرى العرب السنة
إضافة لقرى التركمان
وهي كثيرة



 
فتوى في النصيرية

فضيلة الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي حفظه الله من كل سوء :


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

من هم النصيرية ؟ والى من ينتسبون ؟ وفي أي تاريخ نشأت هذه الطائفة ؟ وفيأي بلد تتواجد ؟ وما هي ديانتهم ؟ وما رأي علماء الأمة فيهم ؟ وهل تجوزتهنئتهم بأفراحهم وتعزيتهم في أحزانهم بمصابهم ؟ وهل تجوز الصلاة على منمات منهم ؟
أفتونا عن هذه الأسئلة مأجورين ، وجزاكم الله خيرا .

الجواب:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين ، وبعد :

فإن الإجابة على هذه الأسئلة تحتمل مجلدا ولكن سنختصر في الجواب :

النصيرية طائفة من غلاة الشيعة ، نشأت في القرن الثالث الهجري ، ودخل فيهاطوائف كفرية من غيرها - كالباطنية والإسماعيلية والبوذية وغيرهم من الفرقالكافرة والمنحدرة من اصل مجوسي -

وهي تكثر في سوريا ، ولها وجود في البلدان المجاورة لسوريا .

وهي تنسب إلى رجل يدعى محمد بن نصير النميري ، الذي ادعى النبوة وزعم أنأبا لحسن العسكري - الإمام الحادي عشر من الشيعة - كان ربا وانه هو الذيأرسله نبيا .

أما ديانتهم فهي تقوم على معتقدات فاسدة وطقوس بالية ملفقة من اليهودية والنصرانية والبوذية والإسلام ...
ومن هذه المعتقدات الفاسدة لهذه الطائفة :

أولا : الغلو في الإمام على بن أبى طالب رضي الله عنه والاعتقاد بأنه إلهورب ، وانه خلق السماوات والأرض وجميع الكائنات ، ومن عباداتهم في الغلوبعلي رضي الله عنه قولهم : ( لا إله إلا حيدرة الانزع البطين ، ولا حجابعليه إلا محمد الصادق الأمين ، ولا طريق إليه إلا سلمان ذو القوة المتين ..) وبهذا القول يتبين انهم اكفر من اليهود والنصارى والمشركين .. لأنهمبعبارتهم هذه اسندوا الخلق والتدبير إلى الإمام على بن أبى طالب رضي اللهعنه ، أما اليهود والنصارى والمشركون فإنهم مقرون بان الله تعالى الخالقالمدبر المتصرف بشؤون الخلق .

ثانيا : القول بتناسخ الأرواح :

وهو أن الإنسان إذا مات خرجت روحه وسكنت بدن حيوان آخر إما إنسان وإما حيوان على حسب سلوك الشخص الميت الذي خرجت منه ، إن كان فاضلا سكنت بدن حيوان فاضل ، وان كان سيئا سكنت بدن حيوانحقير كالكلاب وغيرها .. وحقيقة هذا المذهب أن الدنيا لا تخرب ولا تنتهي وانه لا بعث ولا جنة ولا نار ، بل تستمر الأرواح بالتنقل من بدن إلى بدن إلى مالا نهاية ، وهذا المعتقد الفاسد أخذوه عن البوذية لأن من أصول مذهب البوذيين تناسخ الأرواح .

ومن الأمور المتأصلة في مذهب النصيرية شدة عدائهم للإسلام والمسلمين وبغضهم لهم ، ومن شدة عدائهم للإسلام انهم يلقبون الفاروق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه " بإبليس الأبالسة " ويليه في الإبليسية أبو بكر ثم عثمان ..

ويحرمون زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم لأن في جواره أبى بكر وعمر رضي الله عنهما .

وهذه الطائفة كانت محصورة في مكان في بلاد الشام لا يمكنون من الوظائف ولامن التعليم بناءا على فتوى صادرة بذلك من شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله ،وما زالوا كذلك إلى أن احتلت فرنسا بلاد الشام فأخرجتهم ولقبتهم بالعلويين ومكنتهم من المناصب الهامة بالدولة .

أما رأي علماء الإسلام فيهم فهو الحكم عليهم بالخروج من الملة ، لما يقوم عليه مذهبهم من الشرك والقول بتناسخ الأرواح وإنكار البعث والجنة والنار .

وقد سئل شيخ الإسلام بن تيمية رحمة الله عليه عن النصيرية فأجاب بما نصه :

الحمد لله رب العالمين .. هؤلاء القوم المسمون بالنصيرية هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية اكفر من اليهود والنصارى بل اكفر بكثير من المشركين ،وضررهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم من ضرر الكفار المحاربين..

فإن هؤلاء يتظاهرون عند جهال المسلمين بالتشيع وموالاة أهل البيت وهم في الحقيقة لا يؤمنون بالله ولا برسوله ولا بكتابه ولا بأمر ولا بنهي ولا ثواب ولا عقاب ولا بجنة ولا بنار ولا بأحد من المرسلين قبل محمد صلى الله عليه وسلم ولا بملة من الملل ولا بدين من الأديان السالفة..

بل يأخذون من كلام الله ورسوله المعروف عند علماء المسلمين ويتأولونه على أمور يفترونها ويدعون أنها علم الباطن من جنس ما ذكره السائل …)

ثم استمر رحمه الله في الجواب إلى أن قال :

( ومن المعروف عندنا أن السواحل الشامية إنما استولى عليها النصارى من وجهتهم - أي وجهة النصيرية - وهم مع كل عدو للمسلمين ،ومن اعظم المصائب عندهم انتصار المسلمين على التتار .. ) والفتوى طويلة نكتفي منها بما ذكر .

أما تهنئتهم بأفراحهم وتعزيتهم بمصابهم والصلاة على موتاهم فهذه أمور محرمة ولا تجوز ، لمخالفتها قاعدة الولاء والبراء التي هي اصل مهم من أصولالتوحيد .
هذا
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين

أملاه / حمود بن عقلاء الشعيبي | 25/3/1421 هـ

 
ههههههههههههههههههههههههههههه
 
سلسلة فضح النصيرية
منشور "1"


رأي علماء المسلمين من الأقدمين والمعاصرين في العلوية النصيرية :



رأي الإمام أبو حامد الغزالي فيهم واشكالهم من الباطنية :

قال الإمام الغزالي في كتابه " فضائح الباطنية ص 156" :

( والقول الوجيز أنه يسلك بهم " الباطنية " مسلك المرتدين في النظر في الدم والمال والنكاح والذبيحة ونفوذ الأقضية وقضاء العبادات ، أما الأرواح فلا يسلك فيهم مسلك الكافر الأصلي إذ يتميز في الكافر بين أربع خصال المن والفداء والاسترقاق والقتل ولا يتميز في حق المرتد .. وإنما الواجب قتلهم وتطهير وجه الأرض منهم )
نص فتوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله فيهم وقد جاءت في كتابه مجموع الفتاوى ج/35/ص146.
"
سئل شيخ الإسلام وناصر السنة تقي الدين أبو العباس أحمد بن تيمية عن النصيرية وما يتعلق بهم بمقتضى سؤال حرره الشيخ أحمد بن محمد بن محمود الشافعي رحمه الله :

صورة عن كتاب السائل عن النصيرية :

ما تقول السادة العلماء أئمة الدين رضي الله عنهم أجمعين وأعانهم على إظهار الحق المبين وإخماد شغب المبطلين في النصيرية القائلين باستحلال الخمر وتناسخ الأرواح وقدم العالم وإنكار البعث والنشور والجنة والنار في غير الحياة الدنيا وبأن الصلوات هي عبارة عن خمسة أسماء وهي على ، حسن ، حسين ، محسن ، فاطمة ؟؟ .
فذكر هذه الأسماء الخمسة على رأيهم يجزؤهم عن الغسل من الجنابة والوضوء وبقية شروط الصلوات وواجباتها وبأن الصيام عندهم عبارة عن اسم ثلاثين رجل واسم ثلاثين امرأة يعدون في كتبهم ، ويضيق هذا الموضع عن إبرازهم ، وبأن إلاههم الذي خلق السموات والأرض هو علي بن أبى طالب رضي الله عنه ،

فهو عندهم الإمام في السماء والإمام في الأرض فكانت الحكمة في ظهور اللاهوت بهذا الناسوت – على رأيهم أن يؤنس خلقه وعبيده ليعلمهم كيف يعبدونه ويعرفونه ،

وبأن النصيري عندهم لا يصير نصيرياً يجالسونه ويشربون الخمر معه ويطلعونه على اسرارهم ويزوجونه من نسائهم حتى يخاطبه معلمه ، وحقيقة الخطاب عندهم أن يحلفونه على كتمان دينه ومعرفة مشايخه ، وأكابر أهل مذهبه ، وعلى آلا تنصح مسلماً ولا غيره ، إلا من كان من أهل دينهم ، وعلى أن يعرف ربه وإمامه بظهوره في أنواره وأدواره فيعرف انتقال الاسم والمعنى في كل حين وزمان بالاسم عندهم ، في أول الناس آدم والمعني هو شيث ، والاسم يعقوب والمعنى هو يوسف ،

ويستدلون على هذه الصورة كما يزعمون بما في القرآن العظيم حكاية عن يعقوب ويوسف عليهما السلام فيقولون :

أما يعقوب فإنه كان الاسم فما قدر أن يتعدى منزلته فقال : سوف أستغفر لكم ربي ، وأما يوسف فكان المعنى المطلوب فقال : لا تثريب عليكم اليوم . فلم يعلق الأمر بغيره لأنه علم أنه الإمام المتصرف .

ويجعلون موسى هو الاسم ويوشع هو المعنى ويقولون يوشع ردت له الشمس لما أمرها فأطاعت أمره فهل ترد الشمس إلا إلى ربها ؟ ويجعلون سليمان هو الاسم وآصف هو المعنى ويقولون سليمان عجز عن إحضار عرش بلقيس وقدر عليه آصف ، لأن سليمان كان الصورة وآصف كان القادر المقتدر .

وقد قال قائلهم :

هابيل شيث يوسف يوشع آصف شمعون الصفا حيدر

ويعدون الأنبياء والمرسلين واحداً واحداً على هذا النمط إلى زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون :

محمد هو الاسم وعلى هو المعنى ، ويوصلون العدد على هذا الترتيب في كل زمان إلى وقتنا هذا ، فمن حقيقة الخطاب في الدين عندهم أن علياً هو الرب وأن محمداً هو الحجاب وأن سلمان هو الباب ،

وأنشد بعض أكابر رأسهم وفضلائهم لنفسه في شهور سنة سبعمائة فقال :

أشهد أن لا إله إلا حيدرة الأنزع البطين

ولا حجاب عليه إلا محمد الصادق الأمين

ولا طريق إليه إلا سليمان ذو القوة المتين

ويقولون :

إن ذلك على هذا الترتيب لم يزل ولا يزال ، وكذلك الخمسة الأيتام والاثنى عشر رقيباً ، وأسماؤهم مشهورة عندهم ومعلومة في كتبهم الخبيثة ، وإنهم لا يزالون يظهرون مع الرب والحجاب والباب في كل كور ودور أبداً وسرداً على الدوام والاستمرار ، ويقولون أن إبليس الأبالسة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ويليه في رتبة الإبليسية أبو بكر رضي الله عنه ، ثم عثمان رضي الله عنهم أجمعين وشرفهم وأعلى مراتبهم عن أقوال الملحدين وانتحال أنواع الضالين والمفسدين "

فلا يزالون موجودين في كل وقت حسب ما ذكر من الترتيب وهذه الطائفة الملعونة استولت على جانب كبير من بلاد الشام ، وهم معروفون ومشهورون متظاهرون بهذا المذهب ، وقد حقق أحوالهم كل من خالطهم وعرفهم من عقلاء المسلمين وعلمائهم من عامة الناس أيضاً في هذا الزمان لأن أحوالهم كانت مستورة عن أكثر الناس وقت استيلاء الإفرنج المخذولين على البلاد الساحلية ، فلما جاءت أيام الإسلام انكشف حالهم وظهر ضلالهم .

فهل يجوز لمسلم أن يزوجهم أو يتزوج منهم ؟ وهل يحل أكل ذبائحهم والحالة هذه أم لا ؟ وما حكم الجبن المعمول بأنفحة ذبيحتهم ؟ وما حكم أوانيهم وملابسهم ؟

وهل يجوز دفنهم بين المسلمين أم لا ؟ وهل يجوز استخدامهم في ثغور المسلمين وتسليمها إليهم ؟. أم يجب على ولي الأمر قطعهم واستخدام غيرهم من المسلمين الكفاة ؟

واذا استخدمهم وأقطعهم ولم يقطع لهم هل له صرف بيت المال عليهم ؟ وهل دماء النصيرية المذكورين مباحة ؟وأموالهم حلال أم لا ؟

وإذا جاهدهم ولي الأمر أيده الله تعالى بإخماد باطلهم وقطعهم عن حصون المسلمين وحذر أهل الإسلام من مناكحتهم وأكل ذبائحهم إلزامهم بالصوم والصلاة ، ومنعهم من إظهار دينهم الباطل ، وهم الذين يلونه من الكفار ، هل ذلك أفضل وأكثر أجراً من التصدي لقتال التتار في بلادهم ، وهدم بلاد السيس وديار الإفرنج على أهلها ؟ .

أم هذا أفضل من كونه يجاهد النصيرية المذكورين مرابطاً ويكون أجر من رابط في الثغور على ساحل البحر خشية قصد الإفرنج أكبر أم هذا أكبر أجراً ؟

وهل يجب على من عرف المذكورين ومذاهبهم أن يشهر أمرهم ويساعد على أبطال باطلهم وإظهار الإسلام بينهم فلعل الله تعالى يهدي بعضهم إلى الإسلام وأن يجعل في ذريتهم وأولادهم أناساً مسلمين بعد خروجهم من ذلك الكفر العظيم ؟ أم يجوز التغافل عنهم والإهمال ؟

وما قدر أجر المجاهد على ذلك والمجاهد فيه والمرابط له والملازم عليه ؟

ولتبسطوا القول في ذلك مثابين مأجورين إن شاء الله تعالى إنه على كل شيء قدير وحسبنا الله ونعم الوكيل .

نص جواب شيخ الإسلام :


1- النصيرية أكفر من اليهود والنصارى والمشركين

أجاب شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن تيمية وقال :

الحمد لله رب العالمين ، هؤلاء القوم المسمون النصيرية ، هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية ، أكفر من اليهود والنصارى ، بل أكفر بكثير من المشركين ، وضررهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم، أعظم من ضرر الكفار المحاربين مثل كفار التتار والإفرنج وغيرهم فإن هؤلاء يتظاهرون عند جهال المسلمين بالتشيع وموالاة أهل البيت .
وهم في الحقيقة لا يؤمنون بالله ولا برسوله ولا بكتابه، ولا بأمر ولا بنهي ولا ثواب ولا عقاب ولا بجنة ولا بنار، ولا بأحد من المرسلين قبل محمد صلى الله عليه وسلم ، ولا بملة من الملل ولا بدين من الأديان السالفة ، بل يأخذون من كلام الله ورسوله المعروف عند علماء المسلمين ويتأولونه على أمور يفترونها ، ويدعون أنها علم الباطن من جنس ما ذكره السائل .

2- النصيرية ملاحدة لادين لهم

فإنهم ليس لهم حد محدد فيما يدعونه من الإلحاد في أسماء الله تعالى وآياته وتحريف كلام الله تعالى ورسوله عن مواضعه ، إذ مقصودهم إنكار الإيمان وشرائع الإسلام بكل طريقة ،مع التظاهر بأن لهذه الأمور حقائق يعرفونها من جنس ما ذكر السائل ، ومن جنس قولهم أن الصلوات الخمس معرفة أسرارهم ، والصيام المفروض كتمان أسرارهم ، وحج البيت العتيق زيارة شيخهم ، وأن أيدي أبي لهب هما أبو بكر وعمر ، وأن البناء العظيم والإمام المتين هو علي ابن أبي طالب .

3- النصيرية أعداء الإسلام كفار زنادقة

ولهم في معاداة الإسلام وأهله وقائع مشهورة وكتب مصنفة فإذا كانت لهم مكنة سفكوا دماء المسلمين ، كما قتلوا إمرة الحجاج وألقوهم في بئر زمزم ، وأخذوا مرة الحجر الأسود وبقي عندهم مدة ،وقتلوا علماء المسلمين ومشايخهم وأمراءهم وجند لا يحصي عددهم إلا الله .

وصنفوا كتباً كثيرة مما ذكره السائل وغيره ، وصنف علماء المسلمين كتباً في كشف أسرارهم وهتك أستارهم ، وبينوا ما هم عليه من الكفر والزندقة ، والإلحاد الذي هم فيه ، فهم أكفر من اليهود والنصارى ومن براهمة الهند الذين يعبدون الأصنام ، وما ذكره السائل في وصفهم قليل من الكثير الذي يعرفه العلماء من وصفهم .

4_النصيرية هم السبب في احتلال النصارى والتتار لبلاد الشام

ومن المعروف عندنا أن السواحل الشامية إنما استولى عليها النصارى من جهتهم ، وهم دائماً مع كل عدو للمسلمين ، فهم مع النصارى على المسلمين ومن أعظم المصائب عندهم انتصار المسلمين على التتار ، و من أعظم أعيادهم إذا استولى – والعياذ بالله تعالى – النصارى على ثغور المسلمين وما زالت في أيدي المسلمين – حتىجزيرة قبرص يسر الله فتحها عن قريب، وفتحها المسلمون في خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان فتحها معاوية ابن أبي سفيان إلى أثناء السنة الرابعة .

5_ النصيرية هم السبب في سقوط القدس في أيدي الصليبيين وهم السبب في سقوط الخلافة العباسية

فهؤلاء المحادين لله ورسوله كثروا بالسواحل وغيرها فاستولى النصارى على الساحل ، ثم بسببهم استولوا على القدس الشريف وغيره فإن أحوالهم كانت من أعظم الأسباب في ذلك ، ثم لما أقام الله ملوك المسلمين المجاهدين في سبيل الله تعالى كنور الدين الشهيد، وصلاح الدين وأتباعهم وفتحوا السواحل مع النصارى ممن كان بها منهم وفتحوا أرض مصر، فإنهم كانوا مستولين عليها نحو مائتي سنة، فاتفقوا هم والنصارى فجاهدهم المسلمون حتى فتحوا البلاد ، ومن ذلك التاريخ انتشرت دعوة الإسلام في الديار المصرية والشامية ، ثم إن التتار ما دخلوا لبلاد الإسلام وقتلوا خليفة بغداد وغيره من ملوك المسلمين إلا بمعاونتهم ومؤازرتهم ، فإن مرجع هؤلاء الذي كان وزيرهم وهو " النصير الطوسي " كان وزيراً لهم وهو الذي أمر بقتل الخليفة بولاية هؤلاء …

6_ للنصيرية أسماء أخرى ولهم ألقاب معروفة عند المسلمين

، تارة يسمون " الملاحدة " ، وتارة يسمون " القرامطة " ، وتارة يسمون " الباطنية " ، وتارة يسمون " الإسماعيلية " وتارة يسمون " النصيرية " ، وتارة يسمون " الخربوية " ، وتارة يسمون " المحمرة " ، وهذه الأسماء منها ما يعمهم ومنها ما يخص بعض أصنافهم ، كما أن الإسلام والإيمان ولبعضهم أسماء تخصه إما النسب وإما المذاهب وإما البلد وإما غير ذلك ..وشرح مقاصدهم يطول .

7_ظاهر مذهبهم الرفض وباطنه الكفر المحض

وهم كما قال العلماء فيهم :

ظاهر مذهبهم الرفض وباطنه الكفر المحض ، وحقيقة أمرهم أنهم لايؤمنون بنبي من الأنبياء المرسلين ولا بنوح ولا بإبراهيم ولا بموسى ولا عيسى ولا محمد صلوات الله عليهم أجمعين .

ولا بشيء من كتب الله المنزلة ، لا التوراة ولا الإنجيل ولا القرآن ، ولا يقرون أن للعالم خالقاً خلقه ، ولا بأن لهم ديناً أمر به ولا بأن لهم داراً يجزي الناس فيها على أعمالهم غير هذه الدار ، وهم تارة يبنون قولهم على مذاهب الفلاسفة الطاغين والإلهيين ، وتارة يبنونه على قول الفلاسفة وقول المجوس الذين يعبدون النور ،

ويضمون إلى ذلك الرفض ، ويحتجون بذلك بكلام النبوات ،إما بقول مكذوب ينقلونه كما ينقلون عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( أول ما خلق الله العقل ) والحديث موضوع باتفاق أهل العلم بالحديث ولفظه ( أن الله لما خلق العقل فقال له أقبل فاقبل فقال له أدبر فأدبر ) فيحرفون لفظه ويقولون ( أول ما خلق الله العقل ) ليوافقوا قول الفلاسفة اتباع أرسطو في أن أول الصادرات عن واجب الوجود العقل ،

وأما بلفظ ثابت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيحرفونه عن مواضعه كما يضع أصحاب رسائل " إخوان الصفا " ونحوهم فإنهم من أئمتهم ، وقد دخل كثير من باطلهم على كثير من المسلمين وراج عليهم حتى صار ذلك في كتب طوائف المنتسبين إلى العلم والدين ، وإن كانوا لا يوافقون على أصول الدعوة النهائية ، وهي درجات متعددة ، ويسمون النهاية " البلاغ الأكبر والناموس الأعظم " .

8_استهزؤوا بالله وبأسمائه الحسنى

ومضمون البلاغ الأكبر جحد الخالق تعالى والاستهزاء به وبمن يقربه حتى يكتب أحدهم أسماء الله تعالى في أسفل رجله ، وفيه أيضاً جحد شرائعه ودينه وما جاء به الأنبياء ودعوى أنهم من جنسهم طالبين للرئاسة فمنهم من أحسن في طلبها ومنهم من أساء في طلبها حتى قتل ، ويجعلون محمداً وموسى من القسم الأول ويجعلون المسيح من القسم الثاني ، وفيه من الاستهزاء بالصلاة والزكاة والصوم والحج ومن تحليل نكاح ذوات المحارم وسائر الفواحش وما يطول وصفه ، ولهم إشارات ومخاطبات يعرفون بها بعضهم بعضاً ، وهم إذا كانوا في بلاد المسلمين التي يكثر فيها أهل الإيمان فقد يخفون على من لا يعرفهم ، وأما إذا كثروا يعرفهم عامة الناس فضلاً عن خاصتهم .
9_ لا تجوز مناكحتهم والزواج منهم وتزويجهم باطل شرعاً لا يصح، ولا تباح ذبائحهم ولا يجوز دفنهم في مقابر المسلمين

وقد اتفق علماء المسلمين على أن هؤلاء لا تجوز مناكحتهم ، ولا يجوز أن ينكح الرجل مولاته منهم ، ولا يتزوج منهم امرأة، ولا تباح ذبائحم ، وأما الجبن المعمول بأنفحتهم ففيه قولان مشهوران للعلماء كسائر أنفحة الميتة ، وكأنفحة ذبيحة المجوس وذبيحة الإفرنج الذين يقال عنهم بأنهم لا يذكون الذبائح .

وأما أوانيهم وملابسهم فكأواني المجوس وملابس المجوس على ما عرف من مذاهب الأمة، والصحيح في ذلك أن أوانيهم لا تستعمل إلا بعد غسلها ، فإن ذبائحهم ميتة ، ولا يجوز دفنهم في مقابر المسلمين ، ولا يصلى على من مات منهم ، فإن الله تعالى نهى نبيه صلى الله عليه وسلم عن الصلاة على المنافقين كعبد ا لله بن أبي ونحوه ،

وكانوا يتظاهرون بالصلاة والزكاة والجهاد مع المسلمين ولا يظهرون مقالة تخالف الإسلام ، ولكن يسرون ذلك فقال الله : ( ولا تصل على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون ) فكيف بهؤلاء الذين هم مع الزندقة والنفاق يظهرون الكفر والإلحاد .

10_لا يجوز استخدامهم في جيش المسلمين والوظائف العامة والخاصة وهم أحرص الناس على تسليم حصون المسلمين

وأما استخدام مثل هؤلاء في ثغور المسلمين أو حصونهم أو جندهم فإنه من الكبائر ، وهو بمنزلة من يستخدم الذئاب لرعي الغنم ، فإنهم من أغش الناس للمسلمين ولولاة أمورهم ،

وهم أحرص الناس على إفساد المملكة والدولة ، وهم شر من المخامر الذي يكون في العسكر ،فإن المخامر إما أن يكون له غرض مع أمير العسكر وإما مع العدو وهؤلاء مع الملة ونبيها ودينها وملوكها وعلمائها وعامتها وخاصتها ، وهم أحرص الناس على تسليم الحصون إلى عدو المسلمين وعلى إفساد الجند على ولي الأمر وإخراجهم عن طاعته ،

ويحل لولاة الأمور قطعهم من دوواين المقاتلة ،فلا يتركون في ثغر ولا غير ثغر فإن ضررهم في الثغر أشد ، وأن يستخدم بدلهم من يحتاج إلى استخدامه من الرجال المأمونين على دين الإسلام وعلى النصح لله ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ، بل إذا كان ولي الأمر لا يستخدم من يغشه وإن كان مسلماً ، فكيف بمن يغش المسلمين كلهم ؟
ولا يجوز تأخير هذا الواجب مع القدرة عليه بل أي وقت قدر على الاستبدال بهم وجب عليه ذلك ، وأما إذا استخدموا وعملوا العمل المشروط ، فلهم إما المسمى وإما أجرة المثل ،لأنهم عوقدوا على ذلك ، فإن كان العقد صحيحاً وجب المسمى وإن كان فاسداً وجبت أجرة المثل ، وإن لم يكن استخدامهم من جنس الإجارة اللازمة فهي من جنس الجعالة الجائزة ، لكن هؤلاء لا يجوز استخدامهم فالعقد عقد فاسد ، فلا يستحقون إلا قيمة عملهم فإن لم يكونوا عملوا عملاً له قيمة فلا شيء لهم .

11_ النصيرية دماؤهم وأموالهم مباحة للمسلمين

وإذا أظهروا التوبة ففي قبولها منهم نزاع بين المسلمين ، فمن قبل توبتهم إذا التزموا شريعة الإسلام اقروهم عليها ، ومن لم يقبلها ، وورثتهم من جنسهم فإن مالهم يكون فيئاً لبيت مال المسلمين ، لكن هؤلاء إذا أخذوا فإنهم يظهرون التوبة لأن أصل مذهبهم التقية والكتمان لأمرهم وفيهم من يعرف وفيهم من قد لا يعرف ، فالطريق في ذلك أن يحتاط في أمرهم .

12_ يجب أن لا يتركوا مجتمعين ولا يمكنوا من حمل السلاح

فلا يتركون مجتمعين ولا يمكنون من حمل السلاح وأن يكونوا من المقاتلة ، ويلزمون شرائع الإسلام من الصلوات الخمس وقراءة القرآن ويترك بينهم من يعلمهم دين الإسلام ويحال بينهم وبين معلمهم ، فإن أبا بكر الصديق رضي الله عنه وسائر الصحابة لما ظهروا على أهل الردة وجاءوا إليه قال لهم الصديق : اختاروا إما الحرب المجلية وإما السلم المخزية .

قالوا : يا خليفة رسول الله هذه الحرب المجلية قد عرفناها ، فما السلم المخزية قال : تدون قتلانا ولا ندي قتلاكم ، وتشهدون أن قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار ، ونقسم ما أصبنا من أموالكم ، وتردون ما أصبتم من أموالنا ، وتنزع منكم الحلقة والسلاح ، وتمنعون من ركوب الخيل ، وتتركون تتبعون أذناب الإبل حتى يرى خليفة رسول الله والمؤمنون أمراً بعد ردتكم .

فوافقه الصحابة على ذلك إلا في تضمين قتلى المسلمين فإن عمر بن الخطاب قال له : هؤلاء قتلوا في سبيل الله فأجورهم على الله يعني هم شهداء فلا دية لهم ، فاتفقوا على قول عمر في ذلك . وهذا الذي اتفق الصحابة عليه وهو مذهب أئمة العلماء والذي تنازع فيه العلماء .

فمذهب أكثرهم علىأن من قتله المرتدون المجتمعون المحاربون لا يضمن ، كما اتفقوا عليه آخراً وهو مذهب أبو حنيفة وأحمد في إحدى الروايتين ، ومذهب الشافعي وأحمد في الرواية الأخرى وهو القول الأول . فهذا الذي فعله الصحابة بأولئك المرتدين بعد عودتهم إلى الإسلام يفعل بمن أظهر الإسلام والتهمة ظاهرة فيه ، فيمنع من أن يكون من أهل الخيل والسلاح والدروع التي تلبسها المقاتلة ، ولا يترك في الجند من يكون يهودياً ولا نصرانياً ، ويلزمون شرائع الإسلام حتى يظهر ما يفعلون من خير أو شر ومن كان من أئمة ضلالهم وأظهر التوبة أخرج عنهم ، وسير إلى بلاد المسلمين التي ليس لهم بها ظهور فإما أن يهديه الله تعالى ، وإما أن يموت على نفاقه من غير مضرة للمسلمين .

13- قتالهم جهاد وهو من جنس قتال المرتدين وإقامة الحدود عليهم من أعظم الطاعات

ولا ريب أن جهاد هؤلاء وإقامة الحدود عليهم من أعظم الطاعات وأكبر الواجبات ، وهو أفضل من جهاد من لا يقاتل المسلمين من المشركين وأهل الكتاب ، فإن جهاد هؤلاء من جنس جهاد المرتدين والصديق وسائر الصحابة بدؤوا بجهاد المرتدين قبل جهاد الكفار من أهل الكتاب .

فإن جهاد هؤلاء حفظ لما فتح من بلاد المسلمين ، وأن يدخل فيه من أراد الخروج عنه ، وجهاد من لا يقاتلنا من المشركين وأهل الكتاب من زيادة إظهار الدين، وحفظ رأس المال مقدم على الربح ، وأيضاً فضرر هؤلاء على المسلمين أعظم من ضرر أولئك بل ضرر هؤلاء من جنس ضرر من يقاتل المسلمين من المشركين وأهل الكتاب ، وضررهم في الدين على كثير من الناس أشد من ضرر المحاربين من المشركين وأهل الكتاب .

14_ يجب على كل مسلم أن يفشي اسرارهم ويخبر عنهم من يجاهدهم

يجب على المسلم أن يقوم في ذلك بحسب ما يقدر عليه من الواجب ، فلا يحل لأحد أن يكتم ما يعرفه من أخبارهم ، بل يفشيها ويظهرها ليعرف المسلمون حقيقة حالهم ، ولا يحل لأحد أن ينهى عن القيام بما أمر به الله ورسوله ، فإن هذا من أعظم أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله ،

وقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : ( يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين) والمعاون على كف شرهم وهدايتهم بحسب الإمكان له من الأجر ما لا يعلمه إلا الله تعالى . فإن المقصود بالقصد الأول هو هدايتهم كما قال الله تعالى : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس . . )

قال أبوهريرة : كنتم خير الناس للناس تأتون بهم في القيود والسلاسل حتى تدخلوهم الإسلام ، فالمقصود بالجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هداية العباد لمصالح المعاش والمعاد بحسب الإمكان ، فمن هداه الله منهم سعد في الدنيا والآخرة ، ومن لم يهتد كف الله ضرره عن غيره .

ومعلوم أن الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو أفضل الأعمال ، كما قال صلى الله عليه وسلم : ( رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله تعالى )

وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن في الجنة مائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء إلى الأرض، أعدها الله عز وجل للمجاهدين في سبيل الله )

وقال صلى الله عليه وسلم ( رباط يوم في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه ) ،ومن مات مرابطا مات مجاهداً وجرى عليه عمله ، وأجرى عليه رزقه من الجنة ، وأمن الفتنة ، والجهاد أفضل من الحج والعمرة

كما قال تعالى : ( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين ، الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون ، يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم ، خالدين فيها أبداً إن الله عنده أجر عظيم ) .

والحمد لله رب العالمين وصلاته وسلامه على خير خلقه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
انتهينا من جواب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى .


أما في العلماء المعاصرين :

رأي الشيخ محمد أبو زهرة فيهم :

قال الشيخ محمد أبو زهرة رحمه الله تعالى في كتابه " المذاهب الإسلامية ص 96 : ( ولما جاء نور الدين زنكي وصلاح الدين من بعده ثم سائر الأيوبين اختفت النصيرية عن الأعين ، واقتصر عملهم على تدبير المكايد والفتك بكبراء المسلمين وقوادهم العظام ، إن أمكنتهم الفرصة وواتاهم الزمان .

ولما أغار التتار على الشام مالأهم النصيريون ، كما مالأوا الصليبين من قبل ، فمكنوا للتار من الرقاب ، حتى إذا انحسرت غارات التتار ، قبعوا في جبالهم لينتهزوا فرصة أخرى ) .

و بسبب انطلاق الجهاد في سوريا على يد الشيخ مروان حديد رحمه الله والمجاهدين الذين حملوا تلك الراية في سوريا ، ثم تبنى الإخوان المسلمين لها وإشهارها دولياً ، فقد وضعت مسألة العلوية النصيرية على طاولة البحث والسؤال لدى علماء المسلمين من قبل المجاهدين ،

في سوريا والإخوان وسواهم ممن اهتم بالقضية ، ويمكن أن نقول هنا أن إجماعاً حصل من قبل علماء العصر على اختلاف بلدانهم وممالكهم وانتماءاتهم العلمية والحركية على كفرالعلوية النصيرية في سوريا ولبنان وأتباعهم ووجوب جهادهم وقد ترجم كبار علماء العصر وقادة العمل الإسلامي ذلك في فتاوى شهيرة ما بين عام 1980-1985

وإلى دعم إعلامي ومادي للمجاهدين في سوريا ولكل من وقف معهم ،وكان على رأس ذلك كبار علماء الشام والجزيرة ومصر وباكستان والهند وسائر البلاد ،واشتهار ذلك يغني عن ذكر الأسماء هنا فالقضية محل إجماع السلف والخلف في كفر هؤلاءالعلوية النصيرية ووجوب جهادهم ، لم يخالف في ذلك إلا علماء السلطان من بعض المنافقين في بلاطهم ممن لا اعتبار لهم .

هذه هي العلوية النصيرية كعقيدة وتاريخ وكأمة خائنة معادية للإسلام فكراً وعقيدة وتاريخاً

وهناك تحت يدنا مجموعة من الوثائق عن صلواتهم وأدعيتهم التي تنضح بالشرك والكفر والإلحاد نعرض هنا عن سردها .

ولمن أراد أن يتعرف على مزيد من أسرار هذه الطائفة المارقة أن يراجع أخبارهم في كتب الملل والنحل والفرق ومن أهمها : ( فضائح الباطنية للإمام الغزالي ) ( الفتاوى الكبرى للإمام ابن تيمية ) ( الملل والنحل للشهرستاني ) ( فرق الشيعة للنوبختي ) والمذاهب الإسلامية للشيخ ابو زهرة وكتاب " الجذور التاريخية للنصيرية العلوية " ، "الموسوعة الميسرة في الأديان و المذاهب المعاصرة. "

رجاء متابعة السلسلة فإنا قادمون..........


منقول من الشموخ
 
سلسلة فضح النصيرية


منشور "2"

مقتطفات من تاريخ العلوية النصيرية الحديث في بلاد الشام 1920-2000.

حفل تاريخ العلوية النصيرية على مر الزمان بالعداء للإسلام والمسلمين ، وكان من أشهر تآمرهم تعاونهم مع الصليبيين عندما غزو المشرق العربي ووقوفهم إلى جانبهم ،

وقد حاربهم صلاح الدين الأيوبي رحمه الله ، ففروا إلى منعزلهم في الجبال مترقبين فرصة أخرى ، كذلك كان دأبهم مع التتار فقد عاونوهم ومكنوهم من رقاب المسلمين ،وعظم أمرهم في ذلك الوقت ،

وقد تكلم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن أمرهم الذي عاصره فأوسع وأجاد وترك لنا قولاً جامعاً مفيداً في ذلك ، سيأتي بيانه ،


فلما غزا الفرنسيون بلاد الشام عام 1920 لم تفتهم فرصة الاستعانة بهؤلاء الخونة أعداء الإسلام فقربوهم ومدوا لهم يد العون ،
وقد قام المستشار الفرنسي أنذاك بمساعدة أحد النصيريين ويسمى سليمان المرشد، في ادعائه الألوهية حيث أمده بالوسائل اللازملة لذلك ، لخداع الجهلة أبناء طائفته فاتخذ لنفسه رسولاً اسمه ( سليمان الميدة ) وكان هذا الرب يخرج لأبناء طائفته بثياب فيها أزرار كهربائية تضيء أنوارها، ليخر له أنصاره ساجدين وكان المستشار الفرنسي نفسه يخاطبه بصفة الإلهية !

يقول الزركلي في كتاب الأعلام ج3ص170 :

سليمان بن مرشد بن يونس ، علوي من النصيرية ادعى الألوهية من قرية ( جوبة برغال ) شرقي اللاذقية وتلقب بالرب ، بدأت سيرته سنة 1920 ونفي للرقة حتى 1925 وعاد من منفاه وتزعم أبناء نحلته النصيرية ، وهم من فرق الباطنية التي تؤله علياً وتقول بالحلول..

وكانت الثورة في سوريا أيام عودته قائمة على الفرنسيين ، وانتهت بتأليف حكومة وطنية لها شيء من الاستقلال الداخلي ، فاستماله الفرنسيون واستخدموه وجعلوا لبلاد النصيريين نظاماً خاصاً ، فقويت شوكته وتلقب بـ ( رئيس الشعب العلوي الحيدري الغساني ) .

وعين سنة 1938 قضاة وفدائيين وفرض الضرائب على القرى التابعة له ، وأصدر قراراً جاء فيه : ( نظراً للتعديات من الحكومة الوطنية والشعب السني على أفراد شعبي ، فقد شكلت لدفع هذا الاعتداء جيشاً يقوم به الفدائيون والقواد ).
وجعل لمن أسماهم الفدائيين ألبسة عسكرية خاصة ، وكان في خلال ذلك يزور دمشق نائباً عن العلويين في المجلس النيابي السوري ، ولما تحررت سوريا وجلا الفرنسيون عنها، ترك له هؤلاء من سلاحهم ما أغراه بالعصيان ، فجردت حكومة سوريا قوة فتكت بأتباعه واعتقلته مع آخرين ، ثم قتلته في دمشق شنقاً سنة 1946 . انتهى .

وبعد أن قتل سليمان المرشد ألهوا ابنه ( مجيب المرشد ) الذي قتل فيما بعد أيضاً ، واتخذ اسمه قيمة قدسية لدى النصيريين وسمى بالمجيب الأكبر ، ويرد اسمه في كثير من الصلوات الخاصة بصيغة الربوبية .

ونجد الآن في وثائق الخارجية الفرنسية وثيقة تحت رقم (3547) تاريخ 15/6/1936 . نص العريضة التي رفعها زعماء الشعب العلوي كما أسماه سليمان المرشد إلى جناب الحكومة الفرنسية المنتدبة يطالبونهم بعدم إنهاء الانتداب

هذا نصها :

( دولة ليون بلوم ، رئيس الحكومة الفرنسية : إن الشعب العلوي الذي حافظ على استقلاله سنة فسنة بكثير من الغيرة والتضحيات الكبيرة في النفوس ، هو شعب يختلف في معتقداته الدينية وعاداته وتاريخه عن الشعب المسلم ( السني ) ولم يحدث في يوم من الأيام أن خضع لسلطة من الداخل .

إننا نلمس اليوم كيف أن مواطني دمشق يرغمون اليهود القاطنين بين ظهرانيهم على عدم إرسال المواد الغذائية لإخوانهم اليهود المنكوبين في فلسطين !! وأن هؤلاء اليهود الطيبين الذين جاءوا إلى العرب المسلمين بالحضارة والسلام ، ونثروا على أرض فلسطين الذهب والرفاه ! ولم يوقعوا الأذى بأحد ، ولم يأخذوا شيئاً بالقوة ،
ومع ذلك أعلن المسلمون ضدهم الحرب المقدسة بالرغم من وجود إنكلترا في فلسطين وفرنسا وفي سوريا ، إننا نقدر نبل الشعب الذي يحملكم للدفاع عن الشعب السوري ورغبته في تحقيق استقلاله ، ولكن سوريا لا تزال بعيدة عن الهدف الشريف ، خاضعة لروح الإقطاعية الدينية للمسلمين .
ونحن الشعب العلوي الذي مثله الموقعون على هذه المذكرة نستصرخ حكومة فرنسا ضماناً لحريته واستقلاله ، ويضع بين يديها مصيره ومستقبله ، وهو واثق أنه لابد واجد لديهم سنداً قوياً لشعب علوي صديق قدم لفرنسا خدمات عظيمة .

التوقيع : سليمان أسد ( جد رئيس الجمهورية الحالي حافظ الأسد )

محمد سليمان الأحمد محمود أغا حديد

عزيز أغا هواش سليمان مرشد

محمد بك جنيد أه . )

ترى كم من عريضة لم تصلنا كتبت بأيد عميلة نصيرية لتنسج خطوط التآمر على المسلمين مع الصليبيين ثم مع التتار ، ثم مع كل أعداء الإسلام حتى جاء الاحتلال الفرنسي الذي حفظت لنا وثائق خارجيته هذه الوثيقة التي تعطف على اليهود وتستبقي الاحتلال الفرنسي في سوريا!!.

وتدور الأيام ويتسلم حزب البعث العربي الاشتراكي راية العمالة في سوريا ، وبتصميم أجنبي وتنفيذ نصيري تتدفق طلبات الانتساب على هذا الحزب الذي كان أحد مؤسسيه نصيرياً ( زكي الأرسوزي ) .

ويتدفق شبابهم على التطوع في الجيش والقوات المسلحة ، ليكون الحزب والجيش مطية النصيريية الجديدة للتآمر على الإسلام والمسلمين ،وكان الهدف هذه المرة كبيراً .. استلام السلطة في سوريا ، وتسلم مهمة تنفيذ مخططات أبناء صهيون الذين عطف عليهم جد حافظ أسد ، تسلمها الحفيد ليرأس شعبه وشعب سوريا بالكامل ، وكان ما رأينا ….

فكيف كانت خطة تسللهم إلى السلطة واستيلائهم على سوريا الشام ثم لبنان ثم تقاسم النفوذ مع اليهود والصليبيين على ما تبقى ؟ ! .

لم تكن الخطة التي وضعها العلوية النصيرية لغزو الجيش السوري، والسيطرة عليه من الداخل عن طريق التطوع الجماعي من وضع مشايخهم وحكمائهم فقط ، وإنما رسمها الفرنسيون لهم بناء على خبرتهم الاستعمارية السابقة كما رسموها لموارنة لبنان .

وذلك بناء على تعاون هذه الشرذمة مع الاحتلال الصليبي الفرنسي كما تعاونت سابقاً مع الحملات الصليبية في القرن الحادي عشر الميلادي .

· فقد استغل العلوية النصيرية في مرحلة حرية الأحزاب القصيرة التي تلت الانفصال السوري عن الوحدة مع عبد الناصر ليلعبوا على بعض الكتل السنية المتنافسة على الأصوات الانتخابية .

· ثم اتبعوا ذلك بالتغلغل في حزب البعث العربي الاشتراكي الذي تأسس على يد الصليبي الداهية ميشيل عفلق بمشاركة من مفكر نصيري معروف هو زكي الأرسوزي .

حيث قام حزب البعث أصلاً على الأقليات ولا سيما النصارى والاسماعيلية والدروز والعلوية النصيرية وبعض التائهين المرتدين من العلمانيين المنسوبين لأهل السنة ..

واستغل الحزب نقمة بعض سكان القرى والبوادي، للحرمان الذي كانوا يعانونه من الساسة المتنفذين من أبناء المدن المثقفين وأبناء الشريحة الإقطاعية من أهل السنة، وبعد انطلاقة الحزب عام 1947 ومع أوساط الخمسينات عام 1957 انهالت طلبات الانتساب من أبناء الطائفة عليه ثم أتبعوا ذلك بالخطة المدبرة لغزو الجيش بالتطوع الجماعي كما ذكرنا .

· تسلم الحزب السلطة في البلاد بانقلاب 8/3/1963 .

· وفي 23،2،1966 حصل انقلاب داخل حزب البعث مما شطر الحزب في سوريا إلى يميني فر إلى العراق مع مؤسس الحزب مشيل عفلق ورئيس الدولة أمين الحافظ وأتباعهم ، ويساري بقي في سوريا بسيطرة نصيرية حيث وضع في الرئاسة شبح رجل سني هو رئيس الدولة نور الدين الأتاسي، ليحكم من خلف الستار نصيرية الحزب والجيش بقيادة رجل العلوية النصيرية القوي ( صلاح جديد ) ، وتسلم وزارة الدفاع النصيري الماكر حافظ الأسد.

· ومن هنا بدأت فصول المسرحية الحقيقة فقد كان حافظ اسد نصيرياً متعصباً، وحاملاً لأفكار الحزب القومي السوري، وثمة روايات كثيرة عن تأهله للدور الذي قام به عبر بعثة عسكرية أرسل لها إلى لندن لمدة ستة شهور حيث جرى الترتيب مع اليهود والصليبة العالمية لدوره ودور طائفته المقبل الذي بدأت فصوله في معركة 5/5/1967 .

· حيث أشرف وزير الدفاع آنذاك حافظ أسد على تسليم قلعة المشرق العسكرية، وخطوط دفاعاتها الحصينة ومدينة القنيطرة ومرتفعات الجولان إلى الجيش الإسرائيلي دون قتال .. وقد أصبحت قصة إعلان سقوط القنيطرة من قبله والأمر بالإنسحاب الكيفي للجيش السوري من خطوط القتال قبل 17 ساعة من الدخول الإسرائيلي إليها معروفة يوم الحادي عشر من حزيران لعام 67 بالبيان العسكري الصادر عن وزارة الدفاع برقم 66 ذكرها كثير من الساسة الغربيين في مذكراتهم وروى تفاصيلها كثير من ضباط أركان الجيش السوري والمصري والأردني الذين عاصروا المرحلة .

ومن ذلك ما رواه سعد جمعة رئيس وزراء الأردن في حينها في كتابه ( المؤامرة الكبرى ومعركة المصير ) حيث قال :

" ظهر الخامس من حزيران اتصل سفير دولة كبرى في دمشق بمسؤول كبير ودعاه إلى منزله لأمر عاجل هام !
وتم الاجتماع في الحال ،فنقل السفير للمسؤول السوري نص برقية عاجلة من حكومته تؤكد أن سلاح الجو الإسرائيلي قد قضى قضاء مبرماً على سلاح الجو المصري ،وأن المعركة بين العرب وإسرائيل قد اتضحت نتائجها وأن إسرائيل لا تنوي مهاجمة النظام السوري ، وأن إسرائيل من قبل ومن بعد بلد ( اشتراكي ) يعطف على التجربة الاشتراكية البعثية ( خاصة البعثية العلوية ) ولذا فمصلحة سوريا مصلحة الحزب ،ومكاسب الثورة أن تكتفي بمناوشات بسيطة لتكفل لنفسها السلامة ، وذهب المسؤول السوري ليعرض ما سمعه لتوه على رفاق القيادة القطرية والقومية، وعاد الرسول السوري غير بعيد ليبلغ السفير استجابة الحزب والحكومة والقيادات لمضمون البرقية العاجلة وهكذا كان .

وشواهد هذا كثيرة كما قلنا في الكتب المعاصرة ومذكرات الزعماء .

وبقيام العلوية النصيرية بدورهم على يد زعيمهم وزير الدفاع، الذي عقد صفقة من جملتها تعهد من اليهود والدول الصليبية بتسليمه رئاسة الدولة وتمكين العلوية النصيرية من ملك سوريا(راجع كتاب سقوط الجولان خليل مصطفى)

· وبكل وقاحة خرج وزير خارجية سوريا البعثي الدرزي إبراهيم ماخوس ليعلن في خطابه : ( ليس مهماً أن يحتل العدو دمشق أو حتى حمص وحلب فهذه جميعاً أراضي يمكن تعويضها وأبنية يمكن إعادتها ، أما إذا قضي على حزب البعث فكيف يمكن تعويضه وهو أمل الأمة العربية ، لا تنسوا أن الهدف الأول من الهجوم الإسرائيلي هو إسقاط الحكم التقدمي في سوريا ،وكل من يطالب بتبديل حزب البعث فهو عميل لإسرائيل )( مؤامرة الدويلات الطائفية – عبد الغني النواوي)

· وعلى مر ثلاثة سنوات رتبت فصول المسرحية التي أعلنت بالحركة التصحيحية في شهر 10 عام 1970 بالانقلاب الأبيض الذي حمل حافظ أسد إلى رئاسة الجمهورية ،وهكذا وصلت المسرحية إلى فصلها الأساسي، ولو أراد الباحث أن يتقصى تاريخ سوريا ولبنان والشام مع مسير أسد العلوية النصيرية من شهر 10 عام 1970 إلى شهر 6عام 2000 لتطلب منه ذلك مجلدات سوداء كثيرة يسود بها وجه تاريخ هذه المنطقة ولكن نكتفي بالمحطات من حصاد هذه الثلاثين سنة المرة ..

1-حملة إبعاد وتصفية لكل القيادات السياسية والحزبية والعسكرية لمن يثبت مجرد انتمائه إلى طائفة السنة أما الذي ثبت تدينه أو عاطفته الدينية فقد ناله الإعدام أو السجن أو على الأقل الإبعاد .

2- سيطرة كاملة للعنصر النصيري على الأجهزة السلطوية الأساسية ، الجيش باسلحته الثلاث البرية الجوية البحرية ، الشرطة ، الأمن بفروعة المختلفة ، الاستخبارات ، حرس الحدود .

3- سيطرة كاملة على المناصب العليا والوزارات والمحافظات والمديريات وترك بعض الأشكال الصورية لأبناء الطوائف الأخرى مثل الإسماعيلية ،الدروز، النصارى ، وبعض عريقي التوجه العلماني من أبناء أهل السنة من مرتدي البعث .

4- سجل أسود وحافل بالفساد والرشاوى وسوء الإدارة وتفتيت البنية التحتية للجيش والاقتصاد السوري وربط دائرة كبار التجار بشركات مشتركة مع كبار ضباط العلوية النصيرية .

5- نشر للإباحية والفساد والفسوق والعصيان في صفوف الجيل المسلم الناشئ عن طريق مؤسسات تربوية تشوه الدين وتنشأ على الإلحاد ،تبدأ مع أطفال الابتدائية بتنظيم طلائع البعث ،وتستمر في الإعدادية والثانوية عبر شبيبة ثورة البعث لتستمر بعد ذلك بالميلشيات الحزبية العسكرية . وعن طريق وسائل الإعلام المختلفة من المجلات للإذاعة للتلفاز للدشوش ، لدور السينما … الخ، فقد تم إفساد الساحة العريضة من شباب وبنات أهل الإسلام في هذا البلد المبارك .

6- تصفية العلماء والدعاة والمشايخ والخطباء ، وشل المساجد والسيطرة عليها سيطرة تامة ثم استغلال انتفاضة المسلمين عليهم التي قادها الشيخ المجاهد البطل مروان حديد وتلاميذه ومن تبعهم من شباب الإسلام ،بعد أن فشلت الانتفاضة الجهادية ، استغل العلوية النصيرية الحاكمين في سوريا ولبنان ذلك ذريعة لاجتثاث جذور الصحوة الإسلامية المباركة في سوريا ولبنان عبر مجازر طاحنة .

7- أسفرت فترة سيطرتهم عن التنسيق التام مع إسرائيل وعملائهم في صفوف منظمة التحرير لإجهاض المقاومة الفلسطينية التي كانت أمل الشعب الفلسطيني في مقاومة اليهود فقد قضى الجيش السوري عليهم في لبنان قضاءا تاماً بالتعاون مع النصارى والقوى الطائفية الأخرى في لبنان .

8- وباستطراد سريع لسجل مخازيهم في حق أهل السنة في سوريا ولبنان وفلسطين نذكر ما يلي :

· عام 1967 سلم الأسد قلعة المشرق وهضبة الجولان وممراتها الحصينة إلى إسرائيل .

· عام 1973 انسحب الجيش السوري عن أكثر من 39 قرية للإسرائيليين الذين وصلوا لمشارف دمشق ، وأصدر الرئيس السوري حافظ الأسد مرسوماً جمهورياً للإفراج عن جواسيس اليهود، فضحته بعض وسائل الإعلام هذا نصه "كتاب النصيرية العلوية – مجاهد الأمين":
المرسوم الجمهوري رقم 385 :
" بناء على أحكام قانون العقوبات وأصول المحاكمات الجزائية وعلى المرسوم التشريعي 43 بتاريخ 1/9/1971 وعلى الأحكام المكتسبة قوة القضية المقضية الصادرة عن المحكمة العسكرية بدمشق بالأرقام 1132 /1154 بتاريخ 29/10/1951 ، 69/1101 لعام 1952 ، 2/214 تاريخ 21/12/1955 ، 18/19تاريخ 12/10/1959 ، 9/10 تاريخ 2/5/1959، 10/22 تاريخ 5/9/1959 ، 11/11 تاريخ 10/12/1960 والمتضمن الحكم بالاشغال الشاقة المؤبدة بعد الدغم والتبديل على 23 مجرماً لارتكابهم جرم العمل لصالح المخابرات الإسرائيلية ومدها بالمعلومات،وذهاب البعض منهم إلى إسرائيل والاتصال بالمسؤولين فيها، وتناول المال من إسرائيل لقاء عمليات التجسس يرسم ما يلي :
المادة (1) يمنح المحكومون المذكورون عفواً خاصاً عن المدة المتبقية المحكومون بها من قبل المحكمة العسكرية بقراراتها رقم 1132 /1154 ، 214/20 ، 9/1 ، 18/19، 10/22 ، 11/11 .
المادة (2) لا ينشر هذا المرسوم ويبلغ من يلزم لتنفيذه .
دمشق 20/2/1974 .
نسخة إلى المحامي العام ….. دمشق .
وزارة العدل
الرقم 2204
رئيس الجمهورية حافظ الأسد
25/2/1974
وزير العدل محمد أديب نحوي

هذا المرسوم وقعه حافظ أسد ، وطلب عدم نشره علناً لأنه يقضي بالإفراج عن جواسيس يهود ، ثم يزعم أنه محارب لإسرائيل .

· عام1973 نشبت معركة الدستور العلماني بين الحكومة والعلماء ،وسجن بموجبها عشرات المشايخ وأفرج عنهم في سنين لاحقة وكانت الدولة قد مسحت كلمة دين الدولة هو الإسلام من الدستور واضطرت لانتفاضة العلماء والمشايخ لإعادتها باللفظ دون المعنى .

· عام 1975 دخل الجيش السوري لبنان وقضى على القوى الإسلامية المواجهة للنصارى وارتكب عدة مذابح.

· علم 1976 رتب الجيش السوري بالتعاون مع الملشيات الصليبية المارونية حصار و اقتحام مخيم تل الزعتر،الذي كان يضم نحو 17000 فلسطيني،بالإضافة إلى 14000 لبناني من القوات المشتركة الذين كانوا يواجهون تحالف النصارى في لبنان ، و ذلك بعد أن مالت كفة الحرب لصالح المسلمين . و فيما كانت المدفعية السورية تدك المخيم ، كانت البحرية الإسرائيلية تحاصره من البحر و تطلق القنابل المضيئة ، حيث تقدمت قوات الكتائب لارتكاب المجزرة التي راح ضحيتها نحو 6000 قتيل و عدة آلاف من الجرحى و دمر المخيم .

· عام 1978 - 1982 قامت الثورة الجهادية المسلحة في سوريا ضد الحكومة العلوية النصيرية والتي كان قد بدأها الشيخ المجاهد مروان حديد عام 1975 و أعدم رحمه الله 1976 . و خلال هذه الفترة ارتكبت الحكومة العلوية النصيرية مجازر كثيرة في صفوف المسلمين المدنين السنة و لا سيما في المدن الرئيسية ، مثل حلب ، حماة، جسر الشغور ، اللاذقية ، دمشق ، والتي قتل بموجبها أكثر من ألفين من شباب السنة وسجن أكثر من ثلاثين ألف.وأدار رفعت الأسد مجزرة في سجن تدمر راح ضحيتها أكثر من سبعمائة شاب من حملة الشهادات العليا كما شرد في هذه الفترة من شباب أهل السنة أكثر من عشرة آلاف شاب .

· عام 1982 دبر نظام العلوية النصيرية مذبحة تدمير مدينة حماة بالمدفعية والطائرات حيث راح ضحية هذه المجزرة الرهيبة في ظل صمت مطبق من الإعلام العربي والعالمي أكثر من 45 ألف من المدنيين العزل من أهل السنة،ثم استباح العلوية النصيرية المدينة بعد تدميرها وتوقف المقاومة فيها قتلاً ونهباً وتنكيلاً بالمسلمين وهتكاً للأعراض بعد توقف المقاومة فيها.

· عام 1982 وبتدبير مع النظام السوري اجتاح الإسرائيليون لبنان ووصلوا إلى حصار بيروت،حيث تكفل العلوية النصيرية بترك بيروت بلا تموين وترك الفلسطينيين في البقاع بالعراء أمام العدو فكانت خسائرهم البشرية فادحة.

· شهر 5/1982 وبصمت وانسحاب سوري أمام القوات الإسرائيلية وقوات الكتائب المارونية دبرت مذبحة للسنة في مخيمات صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة،راح ضحيتها أكثر من خمسة آلاف مسلم أكثرهم من الفلسطينيين ومن ساكنهم من العائلات اللبنانية بعد أن ارتكبوا مجازر وحشية أقل حجماً في مخيمات صيدا الفلسطينية .

· شهر 5/1985 .و بترتيب مع العلوية النصيرية اقتحمت قوات حركة أمل الشيعية الباطنية مخيم صبرا و شاتيلا بعد حصار ألجأ المسلمين فيه إلى أكل القطط و الكلاب ، حيث نفذت مجزرة تحت سمع و بصر الجيش السوري و حكومته العلوية النصيرية حيث راح ضحية هذه المجزرة التي شارك فيها المنشقون الفلسطينيون عن منظمة التحرير الفلسطينية و بمشاركة اللواء السادس للجيش اللبناني بأوامر نبيه بري ، و كانت الحصيلة 3100 قتيل و جريح ، 15000 مهجر ، دمار 90% من مباني المخيم ، فضلا عن سجل مرعب من فظائع استباحة المخيم.

· شهر 10 /1985 وبتعاون مع مليشيات الحي النصيري في بعل محسن في طرابلس،أقدمت القوات السورية على حصار ودك مدينة طرابلس عاصمة أهل السنة في شمال لبنان .. وكانت قد ارتكبت مجزرة في مخيمات بيروت قبل ذلك بأسبوع وعلى مر 20 يوماً ذكرت وكالات الأنباء أن أكثر من مليون صاروخ وقذيفة دمرت أكثر من نصف مباني المدينة وجعلتها معزولة عن العالم،وساهمت القوات اللبنانية الكتائبية النصرانية في الحصار ومنع الوقود والدقيق عن طرابلس وقد قتل في هذه المجزرة عدة آلاف ، وفر من المدينة أكثر من 300 ألف نسمة وحلت الأحزاب الإسلامية وتم توقيع الاتفاق على نزع سلاحها بواسطة إيران(راجع : أمل و المخيمات الفلسطينية (عبد الله غريب ) ، كرة الثلج ( شيمون شيفر ))

· عام 1986 – 2000 بعد أن تم للنصيرية في سوريا السيطرة على سوريا ولبنان والقضاء على بذور النهضة المسلحة أو الحركة الإسلامية عند أهل السنة،تفرغوا لتنظيف البلدين من قوة المسلمين السنة فيها،واتبعوا خطة إعلامية وسياسية أمنية لضمان عدم نهوض أي بذور للتمرد والمقاومة لدى المسلمين ،

وبدأ حافظ أسد يعد العدة لخلافته ترسيخاً لملك العلوية النصيرية في سوريا ولبنان الشام،وبدأ ترتيب ولاية العهد لباسل الأسد،فركزت وسائل الإعلام عليه وأعطي رتبة عالية في الجيش السوري وأمسك باسل بعقود النفط التي جعلت اكتشافاته الأخيرة سوريا في مصاف الدول الكبرى لتصدير النفط الذي انفردت سوريا بسابقة خطيرة لا مثيل لها بجعل 60% من العائدات للشركات الأمريكية و 40% لسوريا تذهب كلها لميزانية خاصة بباسل الأسد لا دخل لميزانية البلد فيها وأبرمت اتفاقيات سرية للتطبيع والسلام مع إسرائيل بضمانة باسل لتعلن في مرحلة حكمه المنتظرة ..

ورتبت حملة لمكافحة الفساد والدعاية الاجتماعية لم يغفل فيها دور العمائم البيضاء من منافقي بعض مشايخ السنة في سوريا ولبنان ، ثم فوجيء الجميع أن أخذ الله باسل الأسد في حادث سيارة سنة 1996 وترك حصاد ثروته النفطية في بنوك سويسرة اليهودية 19 مليار دولار.

رفضت البنوك إعادتها لسوريا لأنه حساب شخص و القتيل لا أسرة له و لا ورثة . كما ذكرت بعض التقارير الإخبارية في أوربا،

وانهار الأسد وانهارت أحلامه وصحي من الصدمة لضرورة ترتيب ولاية العهد وتثبيت العرش في العلوية النصيرية ،واستقدم بشار الأسد طبيب عيون قضى عشر سنوات من سنواته الثلاثين في بريطانيا في أحضان الدعارة والفساد والتدرب على العمالة لدى الإنجليز، استقدم ليعد لخلافة العهد وهكذا كان ..

لنشهد الفصول الأخيرة التي نعيشها اليوم ونحن نودع القرن العشرين ونستقبل مطلع الحادي والعشرين،وقد قسمت الشام بين اليهود والعلوية النصيرية والنصارى والماسون والطوائف الحاقدة .. وهذه اليوم إرادة النظام اليهودي الصليبي العالمي الجديد ..

والمراقب للأوضاع في لبنان،وسوريا خلال الستة عشر سنة الأخيرة من عام 986 إلى عام 2000 يرى كيف أخمدت بذور المقاومة لدى أهل السنة حيث لم يعكر صفو الركود المقيت الذي فرضه العلوية النصيرية إلا حركة تمرد مسلح حصلت في منطقة طرابلس السنة في لبنان حيث قاد المجاهد البطل أبو عائشة معركة بطولية غير متكافئة،مع الجيش اللبناني المدعم بقوات وخبرة الحكومة السورية ..

حيث كانت مجموعة من شباب السنة تعد العدة لجهاد العلوية النصيرية والنصارى فكشف تنظيمهم وأجبروا على تلك المعركة غير المتكافئة لتفاجأ السلطة العلوية النصيرية السورية والنصرانية اللبنانية أن التنظيم يضم شباباً سوريين ولبنانيين تربوا على فهم حقيقة الصراع الطائفي في الشام وفهموا أبعاده رحمهم الله ..
أما على صعيد سوريا فقد تولت الدولة منذ عام 1983 – 1996 تصفية 30 ألف سجين من شباب السنة وحملة الشهادات الجامعية عبر حفلات إعدامية كانت تجري في سجن تدمر ودمشق وذلك دفعتين كل أسبوع .. ولم تفرج في عام 1996 في مسرحية هزلية لتلميع دور بعض علماء النفاق وتبييض وجه الرئيس النصيري إلا عن نحو 2000 معتقل من أصحاب العاهات والأمراض المزمنة

)حمامات الدم في سجن تدمر ( عبد الله الناجي ) ، تقارير منظمة العفو الدوليةعن سورية لسنة 1982(


 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top