ولايـة:ميلـة (انبثقت ولاية ميلة عن التقسيم الإداري لسنة 1984، وتتكون من13 دائرة و32 بلدية )
المساحة : 3481 كلم2
السكان : عدد سكان الولاية يقدر بحوالي 700 ألف نسمة متوزعون على منطقتين:
-ريفية : 68 % - حضرية: 32 %
* تاريخ الولايـة *
تعتبر ولاية ميلة همزة وصل و محطة لعدة حضارات متعاقبة و الشاهد على ذلك
المصادر التاريخية التي تركها المؤرخون و في ما يلي نوجز تاريخ هذه
الولاية العريقة:
ميلة الرومانية :
" ... ظلت مدينة ميلة تخضع
للروم إلى نهاية القرن السابع الميلادي ، و هو التاريخ الذي بدأت فيه
الطلائع الأولى للجيوش العربية الفاتحة تصل إلى ربوع المغرب لنشر الدين
الإسلامي الحنيف "
د ع العزيز فيلالي و د إبرهيم بحار مدينة ميلة في العصر الوسيط ( دراسة سياسية ، ثقافية ، إدارية ، عمرانية )
دار البلاد للإتصال و الخدمات قسنطينة ، الجزائر 1998 .
أسماء ميلة :
"
كانت مدينة ميلة تسمى "ميلو" و هو إسم فيما يبدو كان يطلق على ملكة ميلية
نوميدية قديمة ، و يؤكد هذا الفرضية التمثال الذي أكتشف مؤخرا في الحفريات
التي قام بها بعض الأثريين في المدينة كما عرفت مدينة ميلة أيضا أسماء
أخرى مختلفة ، تدل على أن هذه المدينة قد تداول الحكم عليها كثير من
الأمراء و من أشهر هذه الأسماء :ميلاف، ميلوفيثانيا ، ميلويوم ، ميلوين ،
ميديوس ، ميلا و ميلة .أطلقوا عليها إسم " ملاح "
و عندما فتحها
العرب المسلمون أطلقوا عليها إسم "ملاح"، غير أنهم فضلوا إسمها القديم"
ميلة "و هو تحريف للإسم الروماني " ميلاف " أو تعريب له و هي ميزة تميز
بها العرب المسلمون بحيث كانوا يستعملون الأسماء القديمة للمدن الرومانية
أو البيزنطية التي يحولونها إلى مدن إسلامية مع تحريف بسيط حتى يسهل عليهم
نطقها".
ميلة عرفت حضارات مختلفة :
"... عرفت مدينة ميلة حضارات
مختلفة و عناصر بشرية متنوعة إذ سكنها النومديون و إستقروا بها ...
لانستبعد أن تكون مدينة ميلة تابعا إداريا
و سياسيا لمملكة نوميديا و إلى عاصمتها مدينة " سيرتا "
... تكون مدينة ميلة قد إستفـادت من تـأثيرات الحضـارة النوميدية و البونيقـية ... لقربـها من سيرتـا و مـجاورتها لها "
...
كانت مدينة ميلة مثل غيرها من المدن المجتورة لمدينة سيرتا تدور في فلكها
و تعتبر في نفس الوقت الخط الأمامي و العمق الإستراتيجي
لهـــــــــــــــــــــــــــــــــــا " .
* خضوع ميلة للرومان :
"
... عندما قام الرومان بإحتلال قرطاج ( سنة 148 ق.م ) و إمتد نفوذهم إلى
الديار الإفريقية ، في إطار المشروع الإستيطاني الذي طبقوه بقـوة السـلاح
في بلاد المغرب عامـة و المدن الإفريقيـة ، على وجـه الخصوص ، منها مدينة
قسنطينة ( سيرتا ) ( سنة 112 ق.م)
فمن الطبيعي و الحالة هذه أن يمتد سلطانهم إلى المناطق و المدن التي كانت تتبع قسنطينة ، و تدور في فلكهـا
و لاسيما القريبة منها مثل ميلة و تيديس و بونوارة و غيرها ، و صارت مدينة
قسنطينة منذ هذا الإحتـلال عاصمة لكنفدرالية المستعمرات الأربع ، التي
تجمع تحت لوائها كل من ميلة ، القل سكيكدة ، و كان لكـل مستعمرة حسب
الإدارة الرومانية نظامها الخاص بها ، في تسيير شؤونها بينما كانت العاصمة
الإقليمية مدينـة قسنطينة تتولى الدفاع عنها و تعيين لها القضاة و الـولاة
" .
* ميلة قاعدة هامة لحماية مدينة قسنطينة :
"... صارت مدينة ميلة دائرة للحكم العسكري ، و قاعدة هامة لحماية مدينة قسنطينة من الثورات المحلية و من الهجومات الخارجية "
ميلة معقل من معاقل المسيحية :
"
عمل الرومان على نشر الديانة المسيحية في المدينة خاصة في القرن الثالث
الميلادي حتى صارت معقلا من معاقل المسيحية في المنطقة ، ونظرا للأهمية
التي أصبحت تكتسيها مدينة ميلة في هذا المجال ، إختارها رجال الدين و
القساوسة لتكون قصر لمؤتمرين هامين لرجال الدين المسيحي إلتقى فيه أساطين
المسيحية و فقهاؤها .
فكان المؤتمر الأول سنة 402 ق.م و إنعقد المؤتمر
الثاني في أواخر سنة 416 ق.م و قد أشرف على هذين المؤتمرين الفيلسوف
النوميدي القديس سانت أوجيستان ....".
إسهامات الرومان العمرانية في ميلة :
"
شيد الرومان ميلة عن حجارة و صخور الجبال المحيطة بها ، كما حفرت بها
الآبار و العيون ، و أقيمت بالقرب منها بعض السدود الصغـيرة لسقي الحقـول
التي إشتهرت بهـا المنطقـة حتى سميت ميلـة بمملكـة القمح و الألبـان "
ميلة تدخل دائرة العروبة و الإسلام :
"
على عكس مدينة قسنطينة التي أهمل المؤرخون و الإخباريون تحديد دخولها إلى
دائرة العروبة و الإسلام ، فإن مدينة ميلة كان لها الحظ في ذلـــــــــــك
" .أبو المهاجر دينار :
" نجهل كل شيء عن أصل أبي المهاجر و مولده و نشأته الأولى ..." .
*وفـاته :
"
كان مقتل عقبة و أصحابه و منهم أبو المهاجر سنة ثلاث و ستين الهجرية (63م)
و قتل مع عقبة زهاء ثلاثمائة من كبـار الصحابـة و التابعين في أرض الزاب
بـ(تهودة )... و إتخـذ على المكـان مسجـد عرف بإسم عقبـة " ، " لقد كان
أبو المهاجر مخلصا وفيا ، شهما ، غيورا ، و كان مؤمنا حقا و على شيء كبير
من الحكمة و بعض النظر "
" إستقر أبو المهاجر دينار في (ميلة ) سنتين
يدعو البربر إلى الإسلام ، و ينشر هذا الدين في ربوعهم ، فأقبلـوا يدخلون
في دين الله أفواجا " .
و سنتطرق بحول الله في مواضيع قادمة لكل ما يتعلق بهذا الرجل الفذ...
ميلة في العصر الحمادي :
-
"... إن مدينة ميلة في العصر الحمادي كانت تتمتع بنهضة إقتصادية ونشاط
تجاري دؤوب ساعدها في ذلك الأراضي الزراعية الخصبة المحيطة بها و البساتين
الغناء الخضراء الكثيرة التي تحتوي على أشجار التفاح والأنجاص والأعناب
والزيتون ومختلف المحاصيل الزراعية بالإضافة إلى أنها تقع في ملتقى الطرق
التجارية التي تربطها بالمدن والحواضر الإفريقية الأخرى الداخلية منها
والساحلية مثل مدينة قسنطينة وسطيفو طبنة ونقاوس وتجيس وجيجل والقل
وسكيكدة وغيرها ..."
* ميلة جغرافيا :
تحتل ميلة موقع
جغرافي إستراتيجي، تحدها من الشرق ولاية قسنطينة التي تتوفر على مطار دولي
ومحطة للسكة الحديدية والتي لا يفصلها عنها إلا حولي خمسة و اربعون دقيقـة
سيـرا أي 50 كم ، أما من الشمال فهي محاديـة لولاية جيجل التي لا يفصلها
عنها سوى ساعة و نصف من السير أي 100كلم هذه الأخيرة تمتلك أحد أهم
الموانئ بالجزائر و مطار ، كما أنها محادية لولاية سكيكدة المتوفرة بدورها
على مناء ومحطة للسكة الحديدية.
و تعتبر ميلة ذات رمز تاريخي فلاحي
، حيث ترتكز نشاطاتها الاقتصادية و التجارية بامتلاكها لاكبر سوق للجملة
(الخضر و الفواكه) الذي يعتبر مركز تجاري هام للولايات المجاورة ، و كذلك
السوق الوطني الاسبوعي للجملة ببلدية تاجنانت الذي يعتبر قطبا هاما لمعظم
ولايات الوطن.
اما عن الركيزة الاساسية لولاية ميلة هو امتلاكها لاكبر سد في الجزائر و هو " سد بني هارون " الذي يمول 06 ولايات مجاورة .
وفي الأخير هده صور لميلة
مسجد سيدي غانم : يعتبر أول و أقدم مسجد على مستوى التراب الوطني الجزائري بناه الصحابي الجليل أبو المهاجر دينار سنة 59 هجرية الموافق لـ 678م على بقايا كنيسة رومانية ، كما إعتبر مسجد سيدي غانم ثاني أقدم مسجد على مستوى المغرب العربي الكبير بعد مسجد القيروان بتونس.
و حاليا يشهد أشغالا ترميمية بإعتباره أثرا ثقافيا و سياحيا تحت إشراف مديرية الثقافة بميلة.
هده ولايتي
مسجد سيدي غانم : يعتبر أول و أقدم مسجد على مستوى التراب الوطني الجزائري بناه الصحابي الجليل أبو المهاجر دينار سنة 59 هجرية الموافق لـ 678م على بقايا كنيسة رومانية ، كما إعتبر مسجد سيدي غانم ثاني أقدم مسجد على مستوى المغرب العربي الكبير بعد مسجد القيروان بتونس.
و حاليا يشهد أشغالا ترميمية بإعتباره أثرا ثقافيا و سياحيا تحت إشراف مديرية الثقافة بميلة.
هده ولايتي
آخر تعديل: