إن اختيار موضوع البحث هو نقطة البداية في كل رسالة أو عمل علمي . وقد يجد الباحث موضوعا سبق دراسته بواسطة باحثين آخرين , ومع ذلك يصلح ذلك الموضوع لبحث جديد إذا تغيرت الظروف التي كانت تحيط بالبحث الأول , أو استجدت عوامل تقتضى إعادة البحث , أو إذا وجد الباحث انه يستطيع بحث ذات الموضوع من زاوية جديدة أو بمعالجة جديدة أو بدراسة أعمق أو أوسع .
الاعتبارات النمطية في اختيار موضوع البحث .
1 – أن تشعر نحوه بانفعال خاص .
2 – أن يدور هذا الانفعال الخاص حول – يؤدى إلى – إبراز شئ جديد لم يسبق الكتابة فيه , أو إلى تصحيح خطأ , أو إلى إتمام شئ ناقص , أو إلى شرح شئ مبهم , أو تجميع أشياء متفرقة .
3 – أن يكون موضوع البحث ضيقا و محدودا .
4 – أن يكون استكمال البحث ممكنا ( توافر مصادر البيانات ) .
*** ونجد انه يجب أن يتوافر في موضوع البحث الشروط الآتية :
1 – أن يكون الموضوع جديدا و غير مكرر .
2 – توافر المصادر والمراجع .
3 – أن يكون الموضوع متفق مع ميول ورغبات وقدرات وخبرة الباحث , ومتفق مع تخصص ورغبة وخبرة الأستاذ المشرف , ويكون للموضوع أهمية علمية وتطبيقية تخدم الباحث والعلم والمجتمع .
4 – أن يكون موضوع البحث محددا , غير متشعب .
5 – أن يكون موضوع البحث في حدود الإمكانيات المادية المتاحة دون مبالغة أو تقصير .
6 – أن يتفق موضوع البحث مع الزمن المحدد للبحث .
* * * واختيار الموضوع هو في الواقع مهمة الباحث الذي يطرح على نفسه عدة أسئلة قبل تحديد موضوع بحثه وهى :
1 - هل يستحق هذا الموضوع ما سيبذل فيه من جهد ؟
2- هل من الممكن كتابة بحث أو رسالة عن هذا الموضوع ؟
3- هل في طاقتي أنا أن أقوم بهذا العمل ؟
4- هل أحب هذا الموضوع وأميل إليه ؟
إذا كانت الإجابة بالنفي يحاول الطالب اختيار موضوع آخر تتحقق فيه هذه العناصر ، إذ ليس كل موضوع يستحق المجهود ، فالموضوع الذي يستحق الجهد المبذول هو الموضوع الذي ينتفع به عمليا،ويمكن الاستفادة به في مجال التخصص ، كما أنه ليس من الممكن كتابة أي بحث إذا لم تتوفر- مثلا مادة هذا البحث التي تجعل كتابته ممكنة ، كما أن حالة الطالب وظروفه الخاصة المتعلقة
- على سبيل المثال - بمعرفة بعض اللغات ينبغي أن توضع موضوع الاعتبار في اختيار بحث بعينه ، وقد توضع الناحية المادية أيضا في الاعتبار ، إذ أن البحث يتطلب جهدا ماديا إلى جانب الجهد الدراسي ، فقد يستلزم الأمر السفر إلى أماكن بعيدة ، أو طلب مخطوطات من مكتبات بعيدة تتطلب سداد تكاليفها .
إذن عند اختيار الموضوع ينبغي توفر عدة شروط أهمها ما يلي :
تجنب اختيار موضوع تمت دراسته من قبل،إلا إذا رأى الباحث أنه سيضيف جديدا إلى الموضوع ، سواء في منهج المعالجة ، أو في إيضاح حقائق جديدة يقدمها بناء على اكتشاف مصادر جديدة تغير من الفكرة المعروفة عن الموضوع .
أيضا ينبغي على الطالب أن يتجنب الموضوعات البانورامية الواسعة غير المحددة ، مثل : " دراسة الاتجاهات الفلسفية " ، أو " أفكار ومواقف " ، أو " فلسفة العلم " مثل هذة الموضوعات لا تتناسب مع الطالب الذي نعنيه هنا .
لذا ينبغي اختيار الموضوع بناء على الزمن المتاح "شهرين"وبناء على المساحة المطلوبة للبحث وهى مساحة تتراوح بين عشرين وخمسين صفحة .
ومن الواجب على الطالب أن يظل على صلة بالأستاذ المشرف ، وأن يقدم له من حين لآخر ما يثبت أنه يسير في بحثه سيرا منتظما وسليما ، ليعرف الأستاذ المشرف مدى التقدم الذي يحققه الباحث في بحثه .
والمسئولية تقع من أولها إلى آخرها على الباحث ، فهو المسئول عن بحثه ، وقد يختلف مع الأستاذ المشرف في علمه ، وهذا الاختلاف مطلوب إذا بني على حجة منطقية ووجهة نظر علمية صحيحة مدعومة بالأدلة والبراهين .
ومن الخطأ الاعتقاد بأن السابقين قد اكتشفوا كل شئ وكتبوا في كل موضوع ، أو أن السابقين لم يتركوا شيئا للاحقين .
ي مجال البحث لا يمكن القول بأفضلية موضوع على آخر، كما لا توجد قاعدة لاختيار مشكلة دون غيرها. غير أنه قبل مباشرة هذه العملية يحسن بالباحث أن يتساءل عما إذا كانت هناك فائدة ما في دراسة قضية خاصة، ثم إلى أي حد تم التطرق إليها، وهل تمَّ ذلك بما فيه الكفاية. وحتى في هذه الحالة، فإن ذلك لا ينبغي أن يثني عن التفكير في البحث في الموضوع، إذ كثيرة هي المواضيع التي يكون الباحثون قد «أشبعوها» بحثا ومع ذلك تظل جوانب فيها محتاجة إلى تعميق وإضاءة.